أهداف إقامة المناطق الخالية من الأسلحة النووية
د. تمارا كاظم الأسدي
2020-12-12 07:37
المقدمة:
لقد اكتسب موضوع نزع السلاح أهمية كبيرة بعد انتهاء الحرب الباردة، إذ انصبت الجهود خلال هذه الفترة على خفض الاسلحة، وشهدت التوقيع على العديد من المعاهدات الثنائية والجماعية، ومما زاد من أهمية الجهود المبذولة في هذا الشأن هو انتشار السلاح النووي الى دول جديدة واحتمال انتشاره الى دول أخرى، وأصبح من الممكن الحصول على التكنولوجيا النووية عن طريق التعاون بين الدول، ونحن نشهد في عالم اليوم من احتمالية امتلاك الجماعات الارهابية على مثل هذه الاسلحة الخطيرة التي تهدد الامن والسلم العالميين.
أولاً:- الأهداف العامة
قبل الحديث عن الأهداف العامة لإقامة المناطق الخالية من الأسلحة النووية لابد لنا من التطرق الى مفهوم المناطق المنزوعة السلاح، إذ تعرف المناطق المنزوعة السلاح على صعيد القانون الدولي العام بأنها "تلك المناطق التي تم الاتفاق عليها بين الدول على نزع الاسلحة التقليدية أو النووية، وقد يكون شاملاً أو جزئياً، يقتصر على نوع معين من الاسلحة، وقد يكون نزع السلاح مقتصراً على مناطق معينة داخل حدود الدول المتحاربة".
وانطلاقاً من ذلك تتركز الأهداف الرئيسة من الناحية النظرية لمنطقة خالية من الأسلحة النووية على التوجهات الأتية:-
1- تخفيف حدة التوتر والنزاعات بين الدول والتي تهدد السلام العالمي.
2- تسوية الخلافات بالطرق السلمية والحوار والتفاهم.
3- نشر الاستقرار والأمن، وذلك عن طرق المساهمة في منع الانتشار الافقي للأسلحة النووية، وكذلك الحد من اتساعها الجغرافي من خلال الدول الحائزة عليها، والعمل على تعزيز الثقة.
4- تسهيل وتشجيع التعاون في مجال تنمية الطاقة النووية واستخدامها في الأغراض السلمية.
5- تحقيق فوائد اقتصادية لأن من شأن صناعة الاسلحة النووية أن تكون ذات تكلفة عالية.
6- تحقيق التوازن الاستراتيجي بين الدول في المناطق المنزوعة السلاح.
7- تحقيق الامن في المناطق المنزوعة السلاح.
8- الحد من سباق التسلح.
ثانياً:- الاهداف الخاصة
من خلال موافقة الدول على انشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية فهي تسعى لتحقيق جملة اهداف خاصة هي:-
1- ايمانها الراسخ بأن استخدام الأسلحة النووية في حل النزاعات الدولية يؤدي إلى كوارث بعيدة المدى وقد يجر العالم إلى حرب عالمية مدمرة، إذ أن اخلاء المناطق من الأسلحة النووية يساعد على تحقيق السلام الشامل ويحد من أطماع أي طرف في شن حرب على أي طرف آخر.
2- قناعة الدول بأن مصالحها الأمنية الحيوية تتعزز عند إنشاء المناطق الخالية من الأسلحة النووية.
3- رغبة الدول في تجنيب شعوبها خطر سباق التسلح النووي وأثاره المميتة على الانسان والبيئة.
الخاتمة:
لقد أصبحت أعمال الحد من انتشار الاسلحة النووية جزءاً رئيساً من مجمل حركة التفاعلات السياسية بين الدول الكبرى في الساحة الدولية، لهذا تعتقد الباحثة بأن الاسلحة النووية أصبحت اليوم ذات طابع ردعي أكثر مما هو هجومي، فمن غير الممكن استعمال الاسلحة النووية في العالم لأن استخدامها سيؤدي الى قيام حرب عالمية ثالثة وكذلك لخطورة وشدة الضربة التي يعول عليها، فلم نشهد في عالمنا استخدام الدول للأسلحة النووية بعد هيروشيما وناكازاكي التي استخدمتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد اليابان.