ما هو مصير جرينلاند في عهد ترامب؟
دلال العكيلي
2019-08-27 04:25
جرينلاند أكبر جزيرة في العالم، هذا مع استبعاد استرالية كونها قارة، حيث تصل مساحتها إلى مليونين، ومائة وستة وستين كيلو متراً مكعباً، ولكنها في مقابل مساحتها الكبرى تُعتبر أصغر بلد من حيث الكثافة السكانية الموقع والمناخ، تقع بين منطقة القطب الشمالي والمحيط الأطلسي، أي في شمال شرق كندا، وجغرافياً تعدّ جزء من قارة أمريكا الشمالية، ولكنها تاريخياً، وسياسياً ترتبط بالدنمارك، فهي تعتبر أحد أقاليم الدنمارك، وهي بلد عضو في مملكة الدنمارك، مع أنّها تكبرها بما يقارب خمسين مرّة، ولكن كثافة الدنمارك السكانية تفوق جزيرة جرينلاد بما يقارب خمسة وتسعين مرة، وعاصمة جرينلاند هي "نوك" إنّ أراضي جزيرة جرينلاند تتكوّن من هضبة داخليّة منخفضة، بحيث تحيط بهذه الهضبة جبال ساحلية، الجليد أو الطبقة الجليديّة تغطّي ما يعادل أربعة أخماس الجزيرة.
تتكون أراضي جرينلاند من هضبة داخلية منخفضة تحيط بها جبال ساحلية وتغطي طبقة جليد دائمة ما يعادل 1,740,500كم² ويتراوح سُمْك الغطاء الجليدي ما بين 1,6كم و3,2كم يبلغ ارتفاع جبل جنبجورن أعلى نقطة في جرينلاند 3,700م، ويقع شرقي الغطاء الجليدي وتوجد آلاف الجزر بعيداً عن الشاطئ وتقطع مئات الفيوردات على الساحل بين الجبال وتمتد إلى الداخل، وتنساب المثالج من الغطاء الجليدي منحدرة عبر الأودية الداخلية مكونة جبالاً جليدية ضخمة تتحطم وتتلاشى في الفيوردات.
ترامب ينظر في شراء جرينلاند
قال مستشار اقتصادي بارز من مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الإدارة الأمريكية تنظر في شراء جزيرة جرينلاد، على الرغم من أن تلك الجزيرة، وهي أراض دنماركية، أكدت أنها ليست للبيع
وقال المستشار لاري كودلو، لشبكة فوكس نيوز: "أقول فقط إن الرئيس، الذي يعرف شيئا أو اثنين حول شراء عقار، يرغب في إلقاء نظرة على شراء جرينلاند".
وأضاف: "الدنمارك تمتلك جرينلاند، والدنمارك حليف"، وذلك قبل أن يشير إلى أن تلك الأراضي في موقع "استراتيجي" ولديها موارد طبيعية مثل المعادن، وتابع: "إنها قصة مثيرة للاهتمام، وتتطور، نحن ننظر إلى ذلك، ولا نعلم"، كان تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" قد أفاد بأن ترامب فكّر كثيرا في شراء تلك الأراضي، وطلب من مستشاريه النظر في المسألة ومن المقرر أن يزور ترامب الدنمارك، كانت حكومة جرينلاند ردا على ذلك إن أراضيها ليست للبيع.
وسبق أن نظرت الولايات المتحدة في شراء الجزيرة خلال القرن العشرين، لكن ذلك قوبل بالرفض من جانب الدنمارك، ويشار إلى أن تلك الأراضي الجليدية الواقعة بين شمال المحيط الأطلسي والمحيط المتجمد الجنوبي، تخضع للحكم الذاتي، رغم أن الدنمارك مسؤولة عن شؤونها الخارجية والدفاع والسياسة المالية.
لهذه الأسباب يريد ترامب شراء جزيرة "غرينلاند"
ذكرت تقارير صحفية أن ترامب أبدى "اهتماماً" بشراء غرينلاند، التي تعد أكبر جزيرة في العالم، إلا أن سياسيين دنماركيين سخروا من الفكرة ورفضوها جملة وتفصيلاً، وقال رئيس الوزراء الدنماركي السابق لارس لوكه راسموسن على تويتر "لا بد أنها كذبة أبريل. جاءت في غير موعدها تماما" كما ذكر سورين إسبيرسن، المتحدث باسم الشؤون الخارجية لحزب الشعب الدنماركي: "إذا كان يفكر حقا في ذلك فهذا دليل على أنه فقد صوابه"، مضيفا: "فكرة أن تبيع الدنمارك 50 ألف مواطن للولايات المتحدة هي فكرة سخيفة تماما".
وهناك تساءلات مجلة عن السبب الذي يجعل ترامب مصراً على شراء هذه الجزيرة، وعن الأسباب التي تجعل الدنمارك لا تفكر بذلك، منها:
الموقع
تقع غرينلاند، الجزيرة ذاتية الحكم، بين شمال المحيط الأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي، وتكتسب اهتمام القوى العالمية، بما في ذلك الصين وروسيا، ولطالما اعتبرت الولايات المتحدة غرينلاند موقعاً استراتيجياً للأغراض العسكرية، حيث تبعد بأقل من 1600 كيلومتر عن القطب الشمالي، ويضم الساحل الشمالي الغربي للجزيرة قاعدة "ثول" الجوية الأميركية، التي توفر إمكانية إطلاق تحذيرات للصواريخ ومراقبة الفضاء.
الثروات
تسببت موجات الحر التي ضربت عدة دول أوروبية، هذا الصيف، في إثارة قلق العلماء بشأن غرينلاند، على اعتبار أن الهواء الدافئ يتسبب في انصهار الجليد بمعدلات توصف بـ"الخطيرة" وأجرى علماء وكالة "ناسا" تحقيقات فوق غرينلاند لمعرفة ما يجري هناك، في حين سجل الباحثون "تغييرات ملحوظة" في بنية الجزيرة، ومع الانصهار الذي يمكن أن يحصل، يتوقع أن تصبح الكميات الهائلة من المعادن وموارد الطاقة، المتواجدة في غرينلاند، سهلة الوصول، وتشمل موارد الطاقة في غرينلاند خام الحديد والرصاص والزنك والماس والذهب والنحاس واليورانيوم والنفط، لذا فإن السبب الذي سيجعل الدنمارك ترفض عملية البيع، يعود إلى رغبة سلطات البلاد في استغلال هذه الموارد مستقبلا، على اعتبار أن الدولة ما تزال تدعم غرينلاند اقتصادياً.
المبلغ الذي عرضه ترامب
ناقش مسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المبلغ المحتمل دفعه إلى الدنمارك لقاء تسليم جزيرة غرينلاند إلى الولايات المتحدة، وقالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن موظفي البيت الأبيض توصلوا إلى فكرة عرض صفقة على الدنمارك، تتعهد واشنطن من خلالها بتقديم معونات مالية سنوية بقيمة 600 مليون دولار، إلى غرينلاند وإلى الأبد، بالإضافة لذلك، جرى النظر في احتمال دفع مبلغ مقطوع كبير للدنمارك كحافز لتسليم الجزيرة.
ولاحظت الصحيفة أن سبب ازدياد اهتمام واشنطن بجزيرة غرينلاند، يعود إلى أن ذوبان الجليد القطبي هناك، يفتح المجال لاستثمار الثروات الباطنية في أجزاء جديدة من منطقة القطب الشمالي، وكذلك السيطرة على طرق الملاحة الشمالية، وسط تزايد "التوسع الصيني والروسي" في المنطقة.
الدنمارك: فكرة شراء غرينلاند سخيفة
وصفت رئيسة وزراء الدنمارك فكرة شراء واشنطن جزيرة غرينلاند بالسخيفة، وأكدت بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اهتمامه فعلا باستحواذ بلاده عليها، أن الجزيرة ليست للبيع، وقالت رئيسة الوزراء مته فريدريكسن لصحيفة "سيرمتسياك" أثناء زيارتها للجزيرة: "غرينلاند ليست للبيع، غرينلاند ليست أمريكية وهي ملك لمواطنيها، آمل بشدة في ألا يكون هذا المقترح جدياً".
ترامب: رد الدنمارك بغيض
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رد فعل رئيسة وزراء الدنمارك ميتي فريدريكسن تجاه فكرة شراء جرينلاند بأنه "بغيض" وألغى ترامب، زيارته المقررة إلى الدنمارك بعد رفض حكومتها بيع جزيرة غرينلاند للولايات المتحدة، ووصف مسؤوليها للاقتراح بأنه "سخيف" وكان من المقرر أن يزور الرئيس الأمريكي الدنمارك زيارة رسمية بدعوة من الملكة مارغريت الثانية، لكن الزيارة ألغيت بعد إعلان رئيسة وزراء الدنمارك أن غرينلاند ليست للبيع.
وفي حديثه للصحفيين في حديقة البيت الأبيض، أعرب ترامب عن امتعاضه إزاء تصريحات فريدريكسن، وقال "اعتقد أن تصريح رئيسة الوزراء بأن العرض سخيف، وأن الفكرة سخيفة كان بغيضا" وأضاف "في رأيي البيان غير مناسب كل ما كان عليها فعله هو قول لا، لسنا مهتمين بالعرض" وكان ترامب قد اقترح أن الولايات المتحدة مهتمة بشراء غرينلاند، وهي إقليم دنماركي مستقل، ووصفت رئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن، الاقتراح بأنه "سخيف" وقالت إنها تأمل ألا يكون ترامب جادا فيما يقول.
وانتقد ترامب رد المسؤولة الدنماركية البارزة قائلا "إنها لا تتحدث معي إنها تتحدث إلى الولايات المتحدة الأمريكية أنت لا تتحدث إلى الولايات المتحدة بهذه الطريقة، على الأقل في عهدي" وأثار تأكيد البيت الأبيض لإلغاء الزيارة، دون تحديد موعد آخر، انتقادات واسعة لترامب في الدنمارك، وقال "إنها في الأساس صفقة عقارية كبيرة".