النحل والانسان.. ثنائية الموت والبقاء

مروة الاسدي

2015-08-30 06:56

يعد النحل أقدم رفيق للإنسان، وهو من أهم وأشهر الحشرات وأكثرها نفعاً، حيث تنتمي النحلة لرتبة غشائيات الأجنحة، وتقوم بالعديد من الوظائف المهمة والأساسية، ومنها تلقيح الأزهار والنباتات وإنتاج العسل وشمع النحل وغيرها من الفوائد الأخرى، ويعرف منها ما يقارب 20ألف نوع تنتشر في جميع قارات العالم عدا القطب الجنوبي، ومعظم هذه الأنواع غير اجتماعية، تحب العزلة باستثناء نحل العسل فهو يعيش في مجموعات كبيرة منظمة.

ومن أفضل أنواع النحل هو نحل العسل الأوروبي، وذلك لاستفادة الإنسان من العسل الذي يصنعه، بالإضافة إلى فائدته في تلقيح الأزهار، وهذه تعد أعظم فائدة يجنيها الإنسان من النحلة لكونها تقوم بتلقيح أشجاره ومحاصيله إذ تحمل حبوب اللقاح فوق جسمها المغطى بالشعر فتنقلها من زهرة إلى أخرى.

وعالم النحل عالم مليء بالأسرار والمعجزات التي تدل على قدرة الخالق العظيم، واستطاع العلماء اكتشاف بعض أسرار هذا العالم الغريب، لكن ما يزال يخفى عليهم الكثير والكثير، وقال تعالى في كتابه الكريم :{ وَأَوْحَى رَبُّكَ إلى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ {68} ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {69} [سورة النحل ].

وفي الآونة الأخيرة شهدت النحل خطرا كبيرا يهدد حياتها بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتغيرات المناخ، وخاصة النوع الطنان فأوضح العلماء إن ظاهرة الاحترار العالمي تسهم في تناقص المساحات الملائمة لمعيشة النحل ما يدفع هذه الحشرات إلى الهجرة من مناطق معيشتها الدافئة، والنحل الطنان يقوم بوظيفة جوهرية في تلقيح أزهار المحاصيل مثل التوت البري والتفاح واليقطين (القرع) والطماطم (البندورة) وتدهور هذا النشاط في المنظومة البيئية قد يؤدي إلى تناقص الغلة المحصولية وارتفاع أسعار الغذاء فضلا عن عواقب تتعلق بالإمدادات الغذائية والاقتصاد.

من جهة أخرى تم إنشاء أول "طريق سريع للنحل" في العالم بهدف حماية هذه الحشرات الضرورية في حياة الإنسان في ظل الخطر الكبير الذي يهدد بقاءها، ولا تزال الاكتشافات والدراسات مستمرة حول فوائد وعجائب وغرائب هذه الكائنات، وقد رصدت شبكة النبأ المعلوماتية بعض الأخبار والدراسات نستعرض أبرزها في التقرير أدناه.

تناقص اعداد النحل

في سياق متصل يقول العلماء إن ظاهرة الاحترار العالمي تسهم في تناقص المساحات الملائمة لمعيشة النحل الطنان في قارتي أمريكا الشمالية وأوروبا ما يدفع هذه الحشرات -التي تقوم بوظيفة جوهرية في تلقيح أزهار المحاصيل- إلى الهجرة من مناطق معيشتها الدافئة في أقصى الجنوب فيما تعجز عن الاتجاه شمالا إلى النطاقات المناخية الأقل حرارة. بحسب رويترز.

واستعان الباحثون في دراستهم التي نشرت نتائجها بسجلات بين عامي 1901 و2010 لرصد 67 نوعا من النحل الطنان ووجدوا ان هذه الحشرات تخلت عن نحو 300 كيلومتر من مناطق الطرف الجنوبي التي تستوطن بها في القارتين، وتوصل الباحثون إلى عدم وجود أدلة تعضد مقولة ان المبيدات الحشرية أو فقدان أماكن المعيشة هي المسؤولة عن ذلك وتوصلوا الى ان السبب يكمن في ارتفاع درجات الحرارة المسجلة منذ بدء تسارع وتيرة تغير المناخ في سبعينات القرن الماضي.

وقال جيريمي كير عالم الاحياء المتخصص في النحل الطنان بجامعة اوتاوا "إنها أزمة المناخ التي تجعل النحل يلتزم المناطق الجغرافية الشمالية في حين تتقلص المناطق الجنوبية وتفقد هذه الحشرات"، وأضاف "تتناقص أعداد النحل الطنان بسرعة كبيرة لا يمكن تصورها فيما تشير أصابع الاتهام الى ان الأسباب البشرية لتغير المناخ هي التي وراء هذا التغير، وهذه الآثار متشابهة تقريبا في أغلب الاحيان في القارتين وتحدث بنفس المعدل في كل من اوروبا وامريكا الشمالية".

يقول الباحثون إن هذا التدهور المتسارع في اعداد النحل الطنان على المستوى القاري يهدد الأمن الغذائي وامكان استمرار بقاء بعض المحاصيل على المستوى الاقتصادي إذ يقوم هذا النحل بتلقيح أنواع عديدة من النباتات التي توفر الغذاء للناس والحياة البرية، وقال لايف ريتشاردسون عالم الأحياء بجامعة فيرمونت، ويفقد النحل الطنان جزءا من مناطق معيشته في أقصى الجنوب بسبب ارتفاع درجات الحرارة لكنه -بخلاف الأنواع الاخرى- لم يهاجر الى الشمال لمناطق أكثر ملائمة، وقال كير في الدراسة التي نشرتها دورية (ساينس) إن الامر يتطلب اتخاذ اجراءات عاجلة منها مساعدة النحل الطنان على الهجرة واعادة توطينه على نطاق واسع في مناطق جديدة قد يزدهر بها.

وأضاف "يمكن القول على وجه العموم إن فقدان هذه الكائنات -المهمة في عملية التلقيح- مؤشر على اننا نلعب لعبة خطرة مع منظومة الحفاظ على الحياة التي لا يمكن الاستغناء عنها، انها تجربة يجب ألا نقدم عليها البتة".

فيما عثر على مئات من النحل الطنان نافقة في مدينة بورتلاند على مدى الاسبوعين الماضيين مما دفع مسؤولي الزراعة في ولاية أوريجون للتحقيق فيما اذا كان ذلك له صلة بموت نوع آخر من النحل في انحاء الولايات المتحدة خلال السنوات القليلة الماضية، ويموت النحل الطنان ونحل العسل بمعدلات مثيرة للقلق وعلى الاخص نحل العسل الذي يقوم بدور حيوي في تلقيح محاصيل أمريكية هامة والذي أخذ يختفي بمعدلات مخيفة على مدى العام المنصرم حين بلغت خسائر المناحل أكثر من 42 في المئة خلال عام انتهي في ابريل نيسان. بحسب رويترز.

وألقى علماء والمستهلكون وأصحاب المناحل الكثير من اللوم على المبيدات المستخدمة، ويقول ديل ميتشيل مدير برنامج المبيدات في وزارة الزراعة بولاية أوريجون إن النحل الطنان الذي عثر عليه ميتا في الولاية هذا الشهر ربما يكون نتيجة لعامل طبيعي، وأضاف "في الوقائع الأربع عثر على النحل قرب نوع معين من الشجر، وليس لدينا ما يشير الى أن المبيدات استخدمت مع شجر الزيزفون حيث عثر على النحل لكن هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن النحل الطنان لا يستطيع هضم رحيق تلك الاشجار".

ويقول ميتشيل إن شجر الزيزفون نشأ في أوروبا وان النحل الطنان لأمريكا الشمالية ربما لا يستطيع التعامل مع مادة كيميائية تحدث بشكل طبيعي في رحيقه ويدرس الباحثون في جامعة ولاية اوريجون هذه النظرية الافتراضية، لكن ميتشيل لم يستبعد أيضا أن تكون المبيدات قد لعبت دورا في حالات النفوق الأخيرة التي حدثت في بورتلاند.

وفي عام 2013 سقطت أكثر من 50 ألف نحلة ميتة في أوريجون في متنزه مليء بأشجار الزيزفزون التي عولجت بمبيدات عشبية مما دفع السلطات الي تقييد استخدام نوع من المبيدات ارتبط اسمه كسبب رئيسي في انهيار ممالك النحل في مناطق أخرى من العالم.

مبيدات مسؤولة عن نفوق اعداد كبيرة من النحل

من جهتها أشارت دراسة أجراها باحثون حكوميون ونشرت نتائجها إلى إن نوعا من المبيدات الحشرية التي تخضع للفحص من قبل البيت الأبيض بسبب مخاوف من تأثيرها على نحل العسل رصد في أكثر من نصف العينات المأخوذة من قنوات مائية في الولايات المتحدة. بحسب رويترز.

وتوصلت الدراسة التي نشرتها دورية الكيمياء البيئية وأجراها باحثون من هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إلى وجود خمسة أنواع من المبيدات الحشرية التي تنتمي الى طائفة (نيونيكوتينويدات) وبدرجات متفاوتة في 149 عينة مأخوذة من 48 قناة، وقال مايكل فوكازيو الباحث في هيئة المسح الجيولوجي إنه تم رصد نوع واحد من المبيدات في 63 في المئة من العينات المأخوذة من بعض المجاري المائية التي تمتد من الغرب الأوسط وحتى جنوب شرق البلاد فيما تباينت تركيزات هذا المبيد.

وتزايدت خلال السنوات القليلة الماضية الأدلة التي تربط بين استخدام طائفة مبيدات (نيونيكوتينويدات) وبين نفوق أعداد كبيرة من نحل العسل المسؤول عن تلقيح المحاصيل وثمة مخاوف أيضا من ان تكون هذه المبيدات قد أثرت على كائنات اخرى تسهم في تلقيح المزروعات.

وطائفة (نيونيكوتينويدات) -القريبة الشبه بالنيكوتين من حيث التركيب الكيميائي- واحدة من أشيع المبيدات الحشرية على مستوى العالم وتستخدم في القطاع الزراعي وفي المنازل ويشيع استخدامها بين المزارعين في المراحل الأولية من العمليات الزراعية، وقالت هيئة المسح الجيولوجي إن هذه الدراسة تمثل أول بحث على مستوى البلاد يتعلق بطائفة مبيدات (نيونيكوتينويدات) في البيئة وفي قطاع الزراعة والاستخدام المنزلي.

وشملت الدراسة 24 ولاية علاوة على بويرتوريكو، وثار جدل في واشنطن في الآونة الاخيرة بشأن طائفة (نيونيكوتينويدات) وتأثيرها على البيئة، واقترحت وكالة الحماية البيئية الامريكية في مايو ايار الماضي استصدار قانون بإنشاء مناطق مؤقتة خالية من مبيدات الآفات لحماية نحل العسل المهم من الوجهة التجارية.

وأفادت نتائج تقرير حكومي أمريكي في الآونة الاخيرة بان أعداد نحل العسل تراجعت بصورة مذهلة خلال العام الماضي في الوقت الذي تسعى فيه جهات رقابية وأنصار الحفاظ على البيئة ومؤسسات تعمل في مجال الانتاج الزراعي لتعويض هذه الخسائر، وقالت وزارة الزراعة الأمريكية إن حجم الخسائر في المناحل الحكومية بلغ 42.1 في المئة خلال الفترة من ابريل

نيسان 2014 وحتى ابريل من العام الجاري بارتفاع عن حجم خسائر بلغ 34.2 في المئة بين عامي 2013 و2014. وتمثل النسبة الأولى ثاني أعلى خسارة سنوية من نوعها.

ويلقي مربو النحل وجماعات الحفاظ على البيئة وبعض العلماء بالمسؤولية عن هذه الأزمة على (نيونيكوتينويدات) التي تستخدم في مقاومة الآفات التي تصيب نبات الذرة ونباتات الزينة والأشجار في الحدائق والمتنزهات، لكن شركات تعمل في مجال انتاج الكيماويات الزراعية مثل باير وسينجينتا وشركات أخرى تبيع هذه المجموعة من المبيدات تقول إن هناك العديد من العوامل الأخرى التي تسهم في تناقص نحل العسل مثل الاصابة بالقراد والحلم التي تضر بمملكة النحل.

وقد شكل البيت الابيض قوة عمل لدراسة هذه المشكلة فيما قلل بعض العاملين في مجال نباتات الزينة والحدائق من استخدام (نيونيكوتينويدات) كما تجري لجنة فرعية تابعة للجنة الزراعة بمجلس النواب الامريكي اجتماعات مستمرة في هذا الشأن.

النحل مهدد بالزوال

بعد اوروبا والولايات المتحدة، تعاني جنوب افريقيا بدورها ظاهرة اختفاء النحل، وهي ملقحات ضرورية لعدد كبير من الاجناس النباتية اللازمة في التغذية البشرية، فمرض وباء تعفن الحضنة الاميركي، وهو مرض يفتك بقفران النحل وتتسبب به جرثومة، يلحق اضرارا كبيرة بالنحل للمرة الاولى في التاريخ الحديث للبلاد، بحسب مايك السوب الاخصائي في النحل في ستيلينبوش في ريف كيب تاون. بحسب فرانس برس.

وقال السوب "هذا الأمر نفسه تماما يحصل في كل انحاء العالم"، مشيرا الى ان النحل يصاب بإمراض جراء "التعب الناجم عن وسائل التربية المكثفة للنحل ومبيدات الحشرات والتلوث" في وقت "كانت في وقت سابق اقل هشاشة"، كما أنها تعاني "من البشر والضغوط والضغط النفسي الذي يفرضه البشر عليها".

ويخشى الخبراء أن يتفشى المرض في اتجاه الشمال ليتمدد الى سائر انحاء القارة الافريقية حيث تربية النحل بالوسائل التقليدية تمثل مصدر عيش لمئات آلاف الأشخاص، ولفت السوب إلى "إنها قنبلة موقوتة، كل النحل في القفران التي تفحصتها مع حالة تعفن الحضنة الاميركي نفقت".

وعندما اكتشف برندن اشلي كوبر المرض في قفرانه سنة 2009، شعر سريعا بالقلق، وقال في هذا الاطار "كنا نعلم اننا سنرى هذا الانتشار الهائل لمرض تعفن الحضنة، لم اكن اعلم ما عساي افعل، لم اكن اعرف ما سيكون مدى الضرر، كنت فقط قلقا على نحلي"، وبعد ست سنوات، أصبح الكابوس حقيقة، فقران النحل تزول واحدا تلو الأخر.

وهذا المرض يصيب الحضنة (مجموعة اليرقات) ما يمنع تكاثر النحلات العاملة، وعندما ينتهي عمر القفير، تتهافت نحلات من قفران اخرى في كثير من الأحيان لحصد عسلها، وهذا العسل الملوث الذي تنقله النحلات الى قفرانها هو الذي يؤدي إلى تفشي المرض، وتواجه أميركا الشمالية وأوروبا هذا المرض منذ قرون، الا ان النحلات الجنوب افريقية كانت حتى وقت قريب مضى مقاومة له بفضل التنوع الكبير في انواع النحل المحلي بحسب العلماء.

كما أن تشريعا يفرض أن تكون كل منتجات القفران المستوردة الى جنوب افريقيا خاضعة لإشعاعات سمح بتفادي تفشي المرض على فترة طويلة، لكن في 2015، يبدو ان المعركة تخاض بطريقة سيئة: "فقد تفشى تعفن الحضنة بشكل هائل خلال الاشهر الخمسة الاخيرة (خلال الصيف في الجزء الجنوبي من الكرة الارضية)، وقد انتشرت على مساحة اضافية في غرب البلاد بطول 500 كلم وعرض 400 حيث اصيبت كل قفرانها تقريبا بالمرض"، بحسب مايك السوب.

ولفت السوب إلى إن المرض "يتفشى سريعا ولا ارى سببا سيجعله يتوقف، الا اذا حصل تدخل بشري لمراقبته"، وكما في أي مكان اخر، لا يعتبر النحل اساسيا لدوره في انتاج العسل فحسب بل ايضا لتلقيح مئات الأنواع النباتية، وشدد السوب على "إننا لا نستطيع السماح بخسارة نحلنا. ليس ذلك بسبب النحل بل لأن لدينا قطاعا زراعيا تقدر قيمته بعشرين مليار راند (1,61 مليار دولار) ويعتمد على تلقيح النحل"، وبحسب منظمة غرينبيس التي اطلقت حملة لإنقاذ الحشرات، حوالى 70 % من المحاصيل الزراعية في العالم التي توفر 90 % من الاغذية المستهلكة على الارض يتم تلقيحها من النحل.

وأكد موكيتسا راماسودي المدير في وزارة الزراعة الجنوب افريقية "ان فريقا تابعا لنا يعمل حاليا على برنامج تحركات سيتم الاعلان عنه في الأسابيع المقبلة"، وتنص الخطة الحكومية على الحد من التراخيص لفتح قفران والتوعية على نطاق واسع بشأن المرض وايجاد قواعد اكثر حزما لإدارة المستوطنات كالتحليل الدوري لليرقات بهدف تحديد المرضى منها قبل نقلها العدوى إلى كامل القفير.

وأكد راماسودي أن استخدام المضادات الحيوية لحماية القفران، وهي ممارسة مثيرة جدا للجدل، لن يتم اللجوء اليه "إلا في المقام الأخير"، لكن بحسب مربي النحل اشلي كوبر، هذه التدابير قد تكون غير كافية وتأتي متأخرة في قطاع زراعي جرت العادة فيه على عدم التدخل وترك الامور على الطبيعة.

أسباب تناقص نحل العسل

من جانبها أفادت نتائج تقرير حكومي جديد بان أعداد نحل العسل تراجعت بصورة مذهلة خلال العام الماضي في الوقت الذي تسعى فيه جهات رقابية وأنصار الحفاظ على البيئة ومؤسسات تعمل في مجال الانتاج الزراعي لتعويض هذه الخسائر، وقالت وزارة الزراعة الأمريكية في تقرير صدر يوم الأربعاء إن حجم الخسائر في المناحل الحكومية بلغ 42.1 في المئة خلال الفترة من ابريل نيسان 2014 وحتى ابريل من العام الجاري بارتفاع عن حجم خسائر بلغ 34.2 في المئة بين عامي 2013 و2014، وتمثل النسبة الأولى ثاني أعلى خسارة سنوية من نوعها. بحسب رويترز.

وقال جيف بيتيس وهو خبير كبير في مجال الحشرات الاقتصادية بوزارة الزراعة "لا تزال مثل هذه الخسائر التي حدثت في الصيف وعلى مدار العام تبعث على قلق متزايد"، وقالت الوزارة إن هذه الخسارة التي حدثت في عام 2014-2015 تقل قليلا عن خسارة سنوية مماثلة حدثت عام 2012-2013 وبلغت 45 في المئة.

ويعتمد على الملايين من حشرات نحل العسل في تلقيح المحاصيل بالولايات المتحدة التي تنتج ربع كم الغذاء الذي يستهلكه الامريكيون فيما يذرع خبراء تربية نحل العسل البلاد طولا وعرضا لتوزيع وانشاء خلايا النحل للمساعدة على الخروج من هذه الأزمة، لكن خلال السنوات القليلة الماضية تناقصت أعداد النحل بمعدل تقول الحكومة الامريكية انه يتطلب علاجا حاسما فيما أثار ايجاد حل لهذه الأزمة جدلا سياسيا محتدما في البلاد.

ويلقي مربو النحل وجماعات الحفاظ على البيئة وبعض العلماء بالمسؤولية عن هذه الأزمة على طائفة من المبيدات الحشرية تسمى (نيونيكوتينويدات) تستخدم في مقاومة الآفات التي تصيب نبات الذرة ونباتات الزينة والأشجار في الحدائق والمتنزهات، لكن شركات تعمل في مجال انتاج الكيماويات الزراعية مثل باير وسينجينتا وشركات أخرى تبيع هذه المجموعة من المبيدات تقول إن هناك العديد من العوامل الأخري التي تسهم في تناقص نحل العسل مثل الاصابة بالقراد والحلم التي تضر بمملكة النحل.

وشكل البيت الأبيض قوة عمل لدراسة هذه المشكلة فيما قلل بعض العاملين في مجال نباتات الزينة والحدائق من استخدام (نيونيكوتينويدات) كما تجري لجنة فرعية تابعة للجنة الزراعة بمجلس النواب الامريكي اجتماعات مستمرة في هذا الشأن، وتجري الوكالة الأمريكية للحماية البيئية سلسلة من الدراسات تتناول آثار (نيونيكوتينويدات) على نحل العسل وتعتزم اصدار أول نتائج لتقييم هذه الأضرار في وقت لاحق من العام الجاري.

حماية نحل العسل

من جانب اخر اقترحت الوكالة الأمريكية للحماية البيئية سن لوائح تقضي بتخصيص مناطق مؤقتة خالية من مبيدات الآفات لحماية المناحل التجارية فيما يمثل نحل العسل مكونا رئيسيا في الإنتاج الغذائي وبعد ان تراجعت أعداده في الآونة الأخيرة، ويجري تطبيق هذه اللوائح عندما تبدأ نباتات معينة طوز التزهير وحيث يجري نقل المناحل التجارية الى مناطق بها نورات مزهرة. بحسب رويترز.

وعادة ما يقوم مربو النحل بنقل مناحلهم الى مختلف المناطق بصفة منتظمة لتلقيح المحاصيل، وتتضمن هذه اللوائح مجموعة من المبيدات الحشرية تسمى نيونيكوتينويدات التي يقول البعض إنها المسؤولة عن هلاك مملكة النحل، وأفادت نتائج تقرير حكومي أمريكي في الآونة الاخيرة بان أعداد نحل العسل تراجعت بصورة مذهلة خلال العام الماضي في الوقت الذي تسعى فيه جهات رقابية وأنصار الحفاظ على البيئة ومؤسسات تعمل في مجال الانتاج الزراعي لتعويض هذه الخسائر.

وقالت وزارة الزراعة الأمريكية إن حجم الخسائر في المناحل الحكومية بلغ 42.1 في المئة خلال الفترة من ابريل نيسان 2014 وحتى ابريل من العام الجاري بارتفاع عن حجم خسائر بلغ 34.2 في المئة بين عامي 2013 و2014، وتمثل النسبة الأولى ثاني أعلى خسارة سنوية من نوعها.

ويعتمد على الملايين من حشرات نحل العسل في تلقيح المحاصيل بالولايات المتحدة التي تنتج ربع كم الغذاء الذي يستهلكه الامريكيون فيما يذرع خبراء تربية نحل العسل البلاد طولا وعرضا لتوزيع وانشاء خلايا النحل للمساعدة على الخروج من هذه الأزمة، لكن خلال السنوات القليلة الماضية تناقصت أعداد النحل بمعدل تقول الحكومة الامريكية انه يتطلب علاجا حاسما فيما أثار ايجاد حل لهذه الأزمة جدلا سياسيا محتدما في البلاد.

عدد من النحل مسؤول عن تلقيح المحاصيل

في حين أفادت دراسة نشرت نتائجها بان اثنين في المئة فقط من أنواع نحل العسل البرية هي التي تقوم بوظيفة تلقيح نحو 80 في المئة من المحاصيل وأوردت الدراسة اجراءات بسيطة يتبعها المزارعون كي يجتذبوا هذه الحشرات المفيدة للحفاظ على الانتاج الغذائي. بحسب رويترز.

وقال التقرير الدولي الذي يرتكز على 90 دراسة أجريت في خمس دول إن على الحكومات أيضا العمل على الحفاظ على نحل العسل الذي لا يلقى اهتماما واجبا على ما يبدو تحسبا لان يلعب دورا أكبر في حالة وقوع كوارث بيئية قد تنجم عن تغير المناخ، وتواجه أنواع عديدة من النحل البري -الذي يضم 22 ألف نوع على مستوى العالم- خطر الاندثار بسبب عوامل كثيرة منها المبيدات الحشرية وفقدان أماكن المعيشة ما يثير شكوكا بشأن ما هي أفضل السبل لحماية هذه الحشرات ذات الأهمية الاقتصادية في توفير الانتاج الغذائي للإنسان.

وقال ديفيد كلاين المشرف على هذه الدراسة بجامعة فاجينينجين ومركز البحوث في هولندا إن نحل العسل يشبه لاعبي كرة القدم، وقال لرويترز "هناك قلة من اللاعبين الذين يجمعون أموالا طائلة مثل (كريستيانو) رونالدو و(ليونيل) ميسي ثم تأتي بعد ذلك مجموعة ضخمة أخرى ممن يعولون على كرة القدم لكسب ارزاقهم وعندئذ فهناك 99.9 في المئة يلعبون من قبيل المتعة".

وقالت الدراسة التي وردت في دورية (نيتشر كوميونيكيشنز) إن اثنين في المئة فقط من الأنواع -وأشيعها النحل العالي الطنين أو النحل ألإنفرادي- تقوم بوظائف النحل البري في مجال تلقيح المحاصيل الأساسية والفاكهة مثل الفول والتفاح والبطاطا (البطاطس) وذلك نيابة عن نحو 80 في المئة منه.

وقال التقرير الذي ركز على النحل البري بدلا من نحل العسل في المناحل الجيدة الإدارة إن بوسع المزارعين ان يجتذبوا بسهولة خير عناصر النحل البري لتلقيح المحاصيل وذلك من خلال زرع الزهور البرية أو زراعة شرائط من النجيل والأعشاب على حواف الحقول، وقال بات ويلمر من جامعة سانت اندروز باسكتلندا الذي لم يكن ضمن هذا الفريق البحثي "قد يكون من المفيد للمزارعين التعرف على أبسط السبل وأرخصها لتحقيق ما يريدون بخصوص تلقيح المحاصيل".

وقالت الدراسة إن أكثر أنواع النحل البري الكادحة والمثابرة هي نحل أمريكا الشمالية الطنان الذي يدر 963 دولارا للهكتار الواحد (2.5 فدان)، وأفادت نتائج تقرير حكومي أمريكي في الآونة الاخيرة بان أعداد نحل العسل تراجعت بصورة مذهلة خلال العام الماضي في الوقت الذي تسعى فيه جهات رقابية وأنصار الحفاظ على البيئة ومؤسسات تعمل في مجال الانتاج الزراعي لتعويض هذه الخسائر.

ويعتمد على الملايين من حشرات نحل العسل في تلقيح المحاصيل بالولايات المتحدة التي تنتج ربع كم الغذاء الذي يستهلكه الامريكيون فيما يذرع خبراء تربية نحل العسل البلاد طولا وعرضا لتوزيع وانشاء خلايا النحل للمساعدة على الخروج من هذه الأزمة، لكن خلال السنوات القليلة الماضية تناقصت أعداد النحل بمعدل تقول الحكومة الامريكية انه يتطلب علاجا حاسما فيما أثار ايجاد حل لهذه الأزمة جدلا سياسيا محتدما في البلاد.

وشكل البيت الأبيض قوة عمل لدراسة هذه المشكلة فيما قلل بعض العاملين في مجال نباتات الزينة والحدائق من استخدام المبيدات الحشرية من طائفة (نيونيكوتينويدات) كما تجري لجنة فرعية تابعة للجنة الزراعة بمجلس النواب الامريكي اجتماعات مستمرة في هذا الشأن.

"طريق سريع" لإنقاذ النحل

بينما تشهد اوسلو حالا من التعبئة لإنشاء أول "طريق سريع للنحل" في العالم بهدف حماية هذه الحشرات الضرورية في حياة الإنسان في ظل الخطر الكبير الذي يتهدد بقاءها، وتقول اغنيس ليشي ميلفاير المسؤولة عن تنظيم أنشطة "بيبي" (النحل الحضري) ومنسقة المشروع "نعيد تكييف بيئتنا باستمرار تبعا لحاجاتنا لكننا ننسى أن هذه البيئة تخص أجناسا أخرى أيضا". بحسب فرانس برس.

وتضيف ميلفاير جالسة على مقعد في حديقة ابيل الواحة الخضراء في العاصمة النروجية "لتصحيح هذا الوضع، علينا إعطاؤها مواقع للعيش والتغذية"، ومع زهور عباد الشمس والبكوريات الطبية والجميات وغيرها من الزهور الحاملة للرحيق او حبات اللقاح المزروعة بعناية من سكان المنطقة وتلامذة المدارس، بات هذا الموقع حاليا "محطة تغذية" للنحل بعدما كان مجرد مساحة عشبية عادية.

هذه "الطريق السريع للنحل"، وهي الأولى من نوعها في العالم بحسب الجهات الراعية للمشروع، ترمي الى نشر هذا النوع من المواقع التي توفر المسكن او الغطاء الطبيعي للحشرات الملقحة للسماح لها يوما ما باجتياز المدينة من طرف إلى آخر، ومن بين المبادرات التي يشملها المشروع ثمة سطح مزروع بالأجناس النباتية في أعلى مجمع مكتبي ومقبرة مكسوة بأجناس تزهر في أوقات مختلفة من السنة ومساحة خضراء مخصصة للإعشاب البرية و"فندق" مخصص للحشرات في الجزء الخلفي لحديقة، فقد دعي الأفراد والمؤسسات والشركات والجمعيات الى تقديم مساهماتهم في المشروع وعرضها عبر خريطة منشورة على موقع الكتروني.

وفي الطابق الثاني عشر والأخير من المبنى الحديث الذي تحتله في حي للإعمال على تخوم اوسلو، اختارت لجنة كبيرة من خبراء المحاسبة تغطية جزء من الشرفة بمزروعات السيدوم المحببة لدى النحل فضلا عن وضع خليتين للنحل، وتستفيد حوالي 45 ألف نحلة عاملة من هذا الموقع غير آبهة بوجود الخبراء الاقتصاديين بملابسهم الرسمية خلال تناولهم طعام الغداء على مقربة منها.

وتؤكد ماري سكيلبيرد أن هذه المبادرة "تمثل مؤشرا الى ان الشركات تتحمل ايضا المسؤولية للحفاظ على التنوع الحيوي"، وقد أقنعت هذه الخبيرة في المحاسبة المولعة بتربية النحل رئيسها في العمل بالمشاركة في تمويل هذا المشروع البالغة تكلفته 400 ألف كرون (46 الف يورو) بالتعاون مع مالك المبنى.

وتوضح سكيلبيرد أن "النحل العامل يعيش حوالي ستين يوما، وخلال حياتها لا ينتج الا ما يوازي ملعقة صغيرة من العسل"، مضيفة "إذا ما كنا لندفع مقابل العمل الذي يؤمنه هذا النحل بالحد الأدنى للأجور، فإن وعاء العسل سيكلف 182 ألف دولار"، كذلك فإن وضع الحشرات الملقحة في النروج ليس مقلقا بالضرورة في المقارنة مع حالتها في الولايات المتحدة وبلدان أخرى في أوروبا حيث تلحق الأمراض والمشاكل المرتبطة بالزراعة المفرطة (كانتشار الزراعات الأحادية المحاصيل واستخدام المبيدات) أضرارا كبيرة، لكن مع ذلك يعتبر ثلث أصناف النحل البري في البلاد من الأجناس المهددة.

وهذا الوضع يثير القلق نظرا إلى إن ما بين 30 % و40 % من الأطعمة التي يستهلكها البشر تستلزم عملية تلقيح، وهي خدمة لا تسديها إلا الحشرات في وقت قدر فريق ألماني فرنسي من الباحثين سنة 2005 القيمة الاقتصادية لهذا النشاط الذي يقوم به النحل بـ153 مليار يورو، وقد أرغم زوال أنواع من الحشرات الملقحة الكثير من المزارعين في مقاطعة سيشوان الصينية إلى القيام بالتلقيح يدويا او على نقل خلايا للنحل بالشاحنات عبر الولايات المتحدة لتلقيح المحاصيل الزراعية.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا