لما نكره الدبابير ونحب النحل؟
مروة الاسدي
2019-02-24 04:03
الحشرات حيوانات مثابرة جداً، تُقدر نسبتها بين الكائنات الحية بتسعين في المائة، ويقول الباحثون لولا الحشرات لما عاش الإنسان أكثر من بضعة أشهر، لأنها تلعب دورا رئيسيا بتوفر الغذاء. فهي تقوم بتلقيح النباتات، كما أن حيوانات أخرى تتغذى عليها. لكن دور الحشرات لا يتوقف عند هذا الحد. على الرغم من أننا نستهين بها.
على الرغم من صغر حجمها، إلا أن الحشرات تلعب دورًا كبيرًا في النظام البيئي الضخم والمعقد في إفريقيا. بعضها مفيد، وبعضها خطير، كما أن بعضها رائع وخلاب، وكلها تشكل جزءاً لا يتجزأ من الحياة البرية في إفريقيا.
هل مررت يوما بتلك التجربة الغريبة عندما تحوم حولك ذبابة أو نحلة، وتحاول إبعادها وتعود في كل مرة وكأنها أقسمت على إزعاجك، وكلما أصررت على إبعادها أصرت هي على العودة لتُطنطن قرب أذنك؟ ألم تتساءل مرة هل قامت تلك الحشرة اللعينة و"المتعجرفة" بإزعاجك عن قصد؟ هل هي فعلا واعية؟
هذا السؤال تناوله بطريقة علمية المختص في علم الإدراك أندرو بارون والفيلسوف كولين كلين من جامعة ماكويري الأسترالية. لقد استعان الباحثان بآخر الأبحاث في التصوير العصبي ليؤكدا في دراسة نشرتها مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences أن النحل والذباب والنمل وأغلب الحشرات ليست "آلات" بيولوجية لا عقل لها. وأن تلك الحشرات قد تكون قد تكون ذات وعي بالعالم ووعي بذاتها ووجودها.
على صعيد آخر يجري العلماء أبحاثاً تقنية تسمح للجراد بالكشف عن المتفجرات باستخدام حاسة الشم، ويقول العلماء إن "تزويد الجراد بوشم حراري سيسمح بإرشادهم إلى المناطق الخطيرة والمعزولة"، وأوضحوا انه سيتم تحليل الإشارات العصبية التي يرسلها مخ الجراد عبر رقاقة من شأنها فك شفيرة المعلومات وإرسالها إلى السلطات.
وتلعب الحشرات أدوارا مهمة منها تلقيح النباتات وتعزيز إنتاج التربة عن طريق التحلل وهي أيضا مصادر غذائية للطيور والخفافيش وتعد من آفات المحاصيل وتتغذى على آفات المحاصيل في آن واحد. ومن أضرارها نشر الأمراض.
انتشار الجراد على جانبي البحر الأحمر
قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة إن أسراب الجراد التي انتشرت في السودان وإريتريا تتزايد بسرعة على طول جانبي البحر الأحمر إلى السعودية ومصر وذلك في تهديد محتمل للمحاصيل والأمن الغذائي، وذكرت المنظمة أن ”الأمطار الجيدة على امتداد السهول الساحلية للبحر الأحمر في إريتريا والسودان سمحت بتكاثر جيلين منذ أكتوبر تشرين الأول مما أدى إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد، وتشكل أسراب سريعة التنقل“، وعبر سرب واحد على الأقل إلى الساحل الشمالي للسعودية في منتصف يناير كانون الثاني تبعته أسراب أخرى بعد أسبوع.
وهيأت الأمطار المصاحبة لعاصفتين خلال العام الماضي المجال لتكاثر الجراد في منطقة الربع الخالي بالسعودية قرب الحدود مع اليمن وعمان ووصلت أسراب قليلة إلى الإمارات وجنوب إيران، وحذر بيان المنظمة من خطر انتقالها المحتمل باتجاه الحدود الهندية-الباكستانية، وقال كيث كريسمان الخبير بالمنظمة في بيان ”الشهور الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة إلى أن يصبح الموقف تحت السيطرة قبل بدء التكاثر الصيفي“.
وأضاف ”اتساع التفشي الحالي يعتمد على عاملين رئيسيين وهما المكافحة الفعالة وإجراءات المراقبة في مناطق تكاثر الجراد بالسودان وإريتريا والسعودية والدول المجاورة، وكثافة سقوط الأمطار بين مارس آذار ومايو أيار على جانبي البحر الأحمر وداخل شبه الجزيرة العربية“، وقالت المنظمة إن عمليات المكافحة عالجت 200 ألف فدان منذ ديسمبر كانون الأول منها نحو 74 ألف فدان في الأسبوعين الأخيرين بمصر وإريتريا والسعودية والسودان، وأضافت أنه تجري أيضا إجراءات مكافحة في إيران بعد وصول سرب واحد على الأقل إلى الساحل الجنوبي في نهاية يناير كانون الثاني.
وتستطيع أسراب الجراد الطيران لمسافة تصل إلى 150 كيلومترا في اتجاه الريح، وبوسع الحشرات البالغة تناول طعام طازج كل يوم يوازي وزنها تقريبا. ويستهلك سرب صغير للغاية في اليوم الواحد ما يكفي لإطعام 35 ألف شخص مما يشكل تهديدا مدمرا للمحاصيل والأمن الغذائي، وفي تعليق بالبريد الالكتروني إلى رويترز قال كريسمان إن آخر انتشار كبير للجراد الصحراوي وقع في الفترة بين عامي 2003 و2005 عندما واجه أكثر من 29 مليون فدان تهديدات في غرب وشمال غرب أفريقيا بتكلفة بلغت نحو 750 مليون دولار شملت مساعدات غذائية، ومنذ ذلك الحين، وقعت حالات انتشار متعددة بامتداد السهول الساحلية على جانبي البحر الأحمر لكن معظمها قوبلت بإجراءات مكافحة، وقال البيان إن المنظمة ستعقد اجتماعا في الأردن لبحث تكثيف إجراءات المكافحة مع البلدان المتضررة.
فصائل من النمل تزحف إلى المعارك في تشكيلات وتنقذ الجرحى
على غرار سلوك جنود البشر في المعارك إلى حد بعيد يخرج أعضاء من فصائل كبيرة وسوداء من النمل تتغذى على النمل الأبيض وتعيش في أفريقيا جنوبي الصحراء في تشكيلات قتالية إلى المعارك ثم تقوم بعد ذلك باستعادة رفاقها الجرحى ونقلهم إلى موطنها للتعافي.
وقدم علماء وصفا لسلوك الإنقاذ الفريد للنمل الأفريقي الذي يحمل اسم ميجابونيرا أناليس بعد مراقبة النمل في متنزه كوموي الوطني في ساحل العاج لكنهم لم يمنحوا الحشرات دوافع خيرية، وقال عالم الحشرات إريك فرانك من جامعة فورسبورج في ألمانيا الذي قاد البحث الذي نشر في مطبوعة سايس أدفانسز "هذا ليس سلوكا ينم عن إيثار"، وأضاف "النمل لا يساعد المصابين بدافع من طيبة قلبه. هناك منفعة واضحة للمستعمرة. النمل المصاب يمكنه المشاركة مرة أخرى في هجمات مستقبلية ويظل جزءا فعالا في المستعمرة".
ويتخصص النمل، الذي يصل طوله إلى حوالي سنتيمترين، في اصطياد النمل الأبيض ويستخدم استراتيجية مميزة للهجوم، وتغادر فرق استطلاع المستعمرة بحثا عن مواقع النمل الأبيض ثم تجند ما يقرب من 500 من رفاقها وتقودهم إلى النمل الأبيض في تشكيل يشبه الطابور، ويقوم النمل الذي يصاب أثناء المعركة مع النمل الأبيض، ويفقد في بعض الأحيان أطرافا أو يصبح عاجزا عندما يتشبث به النمل الأبيض، بإفراز فرمونات كيميائية من جسده ليعلم رفاقه بأنه يحتاج للمساعدة، وعندئذ يقوم النمل غير المصاب بحمل المصابين ونقلهم كما يحمل النمل الأبيض الذي هلك أثناء المعركة ويعود إلى المستعمرة في نفس التشكيل الذي يشبه الطابور ويسير إلى مسافات تصل إلى 50 مترا.
وبمجرد العودة للمستعمرة يقوم نمل آخر بإزالة النمل الأبيض الذي يكون متشبثا بالنمل المصاب. وبإمكان النمل الذي يفقد رجلا أو اثنتين من أرجله الستة أن يعدل حركته وكثيرا ما يستعيد القدرة على الجري مثل النمل الصحيح خلال 24 ساعة، وشارك كل النمل الذي جرى إنقاذه تقريبا في هجمات لاحقة وأحيانا بعد أقل من ساعة على الإصابة، وقال فرانك إنه مندهش لرصد هذا السلوك في سلالة لافقارية، وقال "بدا السؤال بشأن لماذا يطور (النمل) هذا النوع من المسلك التعاوني غير منطقي بالنسبة لي في البداية. بعد نظرة أكثر إمعانا أدركنا أن مصلحة الفرد، المتمثلة في إنقاذ المصاب، قد تصب أيضا في مصلحة المستعمرة وأن الأفراد يمكن أن تكون لهم قيمة كبيرة بين النمل"، وذكر فرانك أنه إلى جانب اكتشاف سلوك الإنقاذ بين أجناس من الرئيسيات مثل القرود فقد تم رصد هذا السلوك أيضا في أنواع أخرى من الثدييات بينها الفيلة والفئران والدلافين.
انخفاض حاد في أعداد الفراشات الملكية
ذكر تقرير أن أعداد الفراشات الملكية التي تقضي الشتاء في ولاية كاليفورنيا الأمريكية انخفض إلى أدنى مستوى في خمس سنوات على الرغم من رصد المزيد من المتطوعين عددا أكبر من المواقع خلال بحثهم عن الفراشة ذات اللونين البرتقالي والأسود التي تحظى بأكبر قدر من الإعجاب في أمريكا الشمالية.
وقالت جمعية زيرسيس للحفاظ على اللافقاريات في تقرير إن أحدث إحصاء للفراشات الملكية بلغ 200 ألف فراشة في منطقة الغابات في الساحل الأوسط لكاليفورنيا انخفاضا من 1.2 مليون فراشة قبل عقدين بما يشير إلى أن أعداد الفراشات التي يعثر عليها في غربي جبال روكي تواصل انخفاضها الحاد.
وقالت سارينا جيبسن وهي مديرة قسم الأنواع المهددة بالانقراض في جمعية زيرسيس ”الأمر مقلق بكل تأكيد“، وتخرج العشيرة الغربية من الفراشات الملكية للنور على نبتة حشيشة اللبن في ولايات مثل أريزونا وايداهو ويوتا وواشنطن قبل أن تبدأ هجرتها الموسمية نحو كاليفورنيا، وقالت جيبسن إن الإحصاء السنوي لعدد الفراشات في كاليفورنيا، ويجرى في نهاية الخريف بمشاركة عشرات المتطوعين والعلماء، لم يشهد مثل هذا الانخفاض الحاد إلا في عام 2012 بإحصاء 144812 فراشة في 136 موقعا، وأضافت أن إحصاء 2017 تم من خلال مراقبة 262 موقعا وهو ما يثير قلقا أكبر.
وأشارت إلى أن الدفء غير المعتاد في هذا الوقت من العام وحرائق الغابات والانهيارات الطينية قد تكون من بين العوامل التي أثرت على أعداد الفراشات وتكاثرها وهجرتها في وقت متأخر عن المعتاد، وتبحث الهيئة الأمريكية للأسماك والحياة البرية إدراج الفراشات الملكية في قائمة اتحادية للأنواع المهددة بالانقراض.
هجرة الفراشات الملكية وإزالة الغابات
أظهرت دراسة أن عدد الفراشات الملكية التي هاجرت إلى الغابات المكسيكية خلال موسم 2016/2017 انخفض بأكثر من 27 بالمئة مما يعزز مخاوف من أن الحشرة الجميلة ذات اللونين البرتقالي والأسود قد تكون عرضة لأخطار متزايدة من الطقس القاسي إلى إزالة الغابات، وأشارت الدراسة إلى أن الفراشات الملكية غطت مساحة نحو 7.2 فدان من غابات التنوب والصنوبر في ولايتي ميتشواكان ومكسيكو بوسط البلاد خلال النصف الثاني من ديسمبر كانون الأول 2016 مقارنة بمساحة نحو 9.9 فدان خلال نفس الفترة من العام السابق، وقاد الدراسة الصندوق العالمي للحياة البرية واللجنة الوطنية المكسيكية للمناطق المحمية الطبيعية. وأظهرت النتائج أن هجرة الفراشة الملكية تواجه أخطارا من بينها قلة عدد أماكن التزاوج والطقس القاسي وإزالة الغابات.
وأوضحت الدراسة أن عدد الفراشات الملكية في المكسيك انخفض إلى رقم قياسي خلال موسم 2013/2014 عندما احتلت الفراشة نحو 1.6 فدان فقط من الغابات، وعلى الرغم من زيادة عددها منذ ذلك الحين فإنه لا يزال أقل بكثير مما كان عليه قبل عشرين عاما.
وتضع الفراشات الملكية بيضها على نبات حشيشة اللبن الذي ينمو عشوائيا في الولايات المتحدة. ويقول الباحثون إن النبات الذي تقتات عليه يرقات الفراشة يمكن أن يسبب مشاكل في المعدة للماشية التي تأكله لذا يدمر المزارعون هذه النباتات.
فاعلية المنتجات الطاردة للبعوض ليست متساوية
يحاول باحثون لفت انتباهنا إلى أن مكونات ومواصفات المنتجات المخصصة لطرد الحشرات الطائرة ليست جميعها بذات الفاعلية في طرد البعوض الذي يحمل أمراضا مثل فيروس زيكا، وخلص الباحثون إلى أن المنتجات التي تحتوي على مادة ديت أو زيت أوكالِبْتوس الحمضي الذي يحتوي على مكون يعرف اختصارا بأنه (بي.إم.دي) أكثر فاعلية في طرد بعوضة أيديس إيجبتاي الحاملة لزيكا والحمى الصفراء وحمى الدنج وحمى شيكونجونيا، كما تشير بيانات الدراسة إلى أن الأجهزة المعدة للارتداء والتي يعلن عنها كطارد للبعوض يجب بشكل عام تجنبها، وقال إمو هانسن من جامعة نيو مكسيكو وهو كبير فريق البحث إن مع موجات التفشي التي وقعت في الفترة الأخيرة لفيروس زيكا أصبحت الكثير من منتجات طرد البعوض تحقق مبيعات كبيرة، وقال لخدمة رويترز هيلث "إنها مطلوبة جدا".
وفي الدراسة الجديدة اشترى الباحثون واختبروا 11 منتجا لطرد البعوض من موقع أمازون دوت كوم ومتاجر محلية في نيو مكسيكو. وإجمالا اختبروا خمسة أجهزة يمكن ارتداؤها وخمس بخاخات وشمعة طاردة للحشرات. وأجروا البحث على متطوعين لم يستحموا أو يستخدموا مزيلا للعرق لمدة 15 ساعة على الأقل، وبعد 15 دقيقة من إطلاق البعوض أحصى الباحثون عدد الحشرات التي اقتربت من المشاركين لتحديد كمية الحشرات التي تجذبها روائح الشخص، وبدون استخدام أي نوع من طاردات الحشرات جذب المشاركون نسبة نحو 89 أو 91 بالمئة من البعوض وفقا لبعد مكان جلوسهم عن موقع إطلاق البعوض.
ومن بين الأجهزة الخمسة المعدة للارتداء تمكن جهاز واحد فقط من تقليل عدد البعوض الذي جذبه المتطوعون بشكل ملحوظ وكبير ليصل إلى 27 بالمئة. ولم يكن للشمعة التي تحتوي على زيت سيترونيلا أيضا تأثير كبير.
لكن كل البخاخات التي ترش على الشخص قللت بشكل واضح من عدد البعوض المنجذب للمتطوعين وتراوح المعدل بين 30 بالمئة إلى 79 بالمئة. واحتوت البخاخات التي شملتها الدراسة على مادة ديت.
وقال هانسن إن الإقبال على تلك المنتجات وعدم فاعليتها يشير إلى عدم وجود قواعد تنظيمية كافية لحماية المستهلكين، وقال الباحثون في الدراسة التي نشرت في دورية (إنسيكت ساينس) إن المستهلكين قد يشعرون بالطمأنينة لاستخدام هذه المنتجات بينما في الحقيقة تلك المنتجات لا تحميهم.
وفاة العنكبوت الأكبر سنا في العالم عن 43 عاما
يقول باحثون في أستراليا إن أكبر عنكبوت في العالم توفي عن 43 عاما، وذلك بعد متابعته لسنوات خلال دراسة، وقد عاشت "العنكبوت الأم" -التي يسميها العلماء (رقم 16) وتعرف بعنكبوت "الباب المسحور"، لفترة أطول من العنكبوت الذئبي المكسيكي الذي عاش 28 عاما، بحسب ما نشرته دورية علوم أحياء المحيط الهادئ.
وتتراوح دورة حياة معظم عناكب الباب المسحور ما بين خمس وعشرين سنة، ويقول الباحثون في جامعة كيرتين في غربي أستراليا إن (رقم 16) لم تمت بسبب كبر السن، لكنها قتلت بلدغة زنبور، وساعدت (رقم 16) العلماء في التوصل إلى معلومات تتعلق بسلوك العناكب التي تعيش في أنحاء أستراليا، ومن بينها ما يعيش في الحدائق المنزلية.
وقالت ليندا ماسون التي تعمل في جامعة كيرتين "هذه العنكبوت - بحسب معلوماتنا - هي أكبر عنكبوت سنا، وقد سمح لنا طول عمرها بمزيد من الدراسة لسلوك ذلك النوع وأجياله"، وكان مشروع دراسة عناكب "الباب المسحور" في منطقة "ويت بيلت الوسطى" غربي أستراليا قد بدأ في عام 1974، على يد باربارا يورك ماين، وخلال تلك الفترة عثر على (رقم 16) وخضعت للمراقبة، وتضيف ليندا ماسون "لقد مكننا بحث باربارا المفصل من أن نحدد العامل الأساسي وراء طول عمر هذا النوع من العناكب، وهو سمات حياتها، بما في ذلك كيفية عيشها في الأدغال التي لم يفسدها البشر، والطبيعة المستقرة، وانخفاض العمليات الكيمياوية خلال دورة حياتها"، وأتاحت الدراسة الفرصة للباحثين لفهم أفضل لتأثير المناخ وتقلص مناطق الغابات في حياة هذه الأنواع من العناكب، ولا تعد عناكب الباب المسحور ذات خطر كبير على الإنسان، على الرغم من أن لدغة منها قد تسبب ألما شديدا، وتورما في الجسم.
رغيف مسحوق صرصور الليل
بلغت مساعي مخبز فنلندي للتجديد في منتجاته مدى غير معتاد إذ طرح يوم الخميس ما وصفه بأول رغيف في العالم تدخل الحشرات في إنتاجه، ويحتوي الرغيف الذي يصنع من مسحوق صراصير الليل المجففة والطحين والبذور على نسبة من البروتين أكثر من الخبز العادي بفضل مسحوق الحشرات. ويحتوي الرغيف الواحد على نحو 70 صرصورا ويباع بما يصل إلى (3.99 يورو) توازي (4.72 دولار) مقارنة مع اثنين إلى ثلاثة يورو للرغيف العادي، وقال مدير المخبز ”يقدم للمستهلك مصدرا جيدا للبروتين ويمنحه وسيلة سهلة للاعتياد على الأطعمة المعتمدة على الحشرات“.
وفي العديد من الدول الغربية تزايد الاهتمام بالحشرات كمصدر للبروتين بسبب زيادة المطالبات بالاعتماد على مصادر إضافية للغذاء وبمعاملة الحيوانات بطريقة أكثر رحمة، وفي نوفمبر تشرين الثاني انضمت فنلندا لخمس دول أوروبية أخرى هي بريطانيا وهولندا وبلجيكا والنمسا والدنمرك في السماح بتربية وتسويق الحشرات لاستخدامها في الطعام.
وقالت سارة وهي طالبة من هلسنكي بعد أن تذوقت المنتج الجديد ”لا أشعر بالفرق... طعمه مثل الخبز العادي“، وأكل الحشرات أمر شائع في أغلب أنحاء العالم. وقدرت الأمم المتحدة العام الماضي أن ملياري شخص على الأقل يتناولون الحشرات وأن ما لا يقل عن 1900 نوع من الحشرات يستخدم كطعام.
وفي الدول الغربية بدأت الحشرات الصالحة للأكل في جذب الاهتمام في أسواق راقية خاصة بين من يبحثون عن أغذية خالية من الجلوتين أو يريدون حماية البيئة إذ تستهلك تربية الحشرات أرضا ومياها وتغذية أقل من تربية الحيوانات.
المبيدات الحشرية تهدد النحل
قالت الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية إن النحل البري ونحل العسل معرض للخطر بسبب ثلاثة مبيدات من مجموعة تعرف باسم (نيونيكوتينويد)، مؤكدة مخاوف سابقة أدت إلى فرض حظر على استخدام هذه المبيدات في أنحاء الاتحاد الأوروبي.
ويتناول تقرير الهيئة النحل البري ونحل العسل ويشمل مراجعة منهجية لأدلة علمية نشرتها الهيئة في تقييم عام 2013. ونتائج التقرير حاسمة في مسألة استمرار الحظر الأوروبي لمبيدات النيونيكوتينويد أو رفعه.
وقال خوسيه تاراثونا رئيس وحدة المبيدات الحشرية في الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية إن تقييم المخاطر الأخير وجد اختلافات منها سلالات النحل والتعرض لأنواع معينة من المبيدات”لكن بشكل عام الخطر الذي يحيق بأنواع النحل الثلاثة التي قيمناها في حكم المؤكد“.
ومنذ عام 2014، علق الاتحاد الأوروبي مؤقتا استخدام مبيدات من مجموعة نيونيكوتينويد التي تنتجها وتبيعها عدة شركات من بينها باير وشركة سينجنتا بعد أن أشار بحث معملي إلى مخاطر محتملة على النحل الذي يلعب دورا حاسما في تلقيح المحاصيل.
وستبحث دول الاتحاد الأوروبي اقتراحا تقدمت به المفوضية الأوروبية لفرض حظر على المبيدات الثلاثة التي تنتمي لمجموعة نيونيكوتينويد الشهر المقبل، وقالت متحدثة باسم المفوضية”هذا يعزز الأساس العلمي الذي استند عليه اقتراح المفوضية بفرض حظر على استخدام المبيدات الثلاثة“.
نوع قديم من العناكب بذيل
إذا كنت من المصابين برهاب العناكب فلن يعجبك على الأرجح العنكبوت الصغير الذي اكتشفه العلماء مدفونا داخل قطع من الكهرمان من شمال ميانمار.. هذا النوع على عكس بقية العناكب الحية اليوم له ذيل، وصف العلماء أربع عينات من هذا النوع من العناكب المعروف باسم (تشيمراركني ينجي) وعاش في غابة مدارية خلال العصر الطباشيري قبل نحو مئة مليون سنة خلال عصر الديناصور.
وإضافة إلى سمات العناكب في العصر الحديث مثل غزل الحرير يملك هذا النوع من العناكب سمة بدائية بشكل ملحوظ هي ذيل على شكل سوط مغطى بشعيرات قصيرة ربما كانت تستخدمها لاستشعار الفرائس والكائنات المفترسة.
وقال عالم الحفريات بو وانغ من الأكاديمية الصينية للعلوم ”إنها حفرية مهمة لفهم أصول العناكب... الحفرية الجديدة تمثل على الأرجح الفرع المبكر للعناكب وتشير إلى أن هناك سلالة من العناكب ذات الذيل يفترض أنها نشأت في الحقبة الأولية (العصر الجيولوجي الذي انتهى من 251 مليون سنة) وعاشت على الأقل حتى العصر الطباشيري في جنوب شرق آسيا“، ورغم مظهرها المخيف إلا أن طول هذا النوع من العناكب 7.5 ملليمتر وأكثر من نصفها ذيل، وقال عالم الحفريات بول سيلدن من جامعة كانساس إن هذا النوع يمثل ”الرابط المفقود“ بين العناكب حاليا والنوع الأول من العناكب الذي كان له ذيل ولكن كان يفتقر للعضو الذي يغزل الحرير، وكان تم العثور على العديد من الحيوانات والنباتات محفوظة جيدا داخل الكهرمان وهي مادة صمغية متحجرة داخل الأشجار. وكثير من الاكتشافات الهامة في الكهرمان عثر عليها في ميانمار وربما عاش هذا النوع من العناكب تحت لحاء الأشجار أو في طحالب أسفلها، وقال سيلدن ”العينات الأربعة لذكور بالغين ربما كانوا يجولون بحثا عن إناث في هذه المرحلة من حياتهم“، وتم نشر البحث في دورية علوم البيئة الطبيعية والنشوء.
لما نكره الدبابير ونحب النحل؟
الدبابير تحظى بدرجة كبيرة من الكراهية عند البشر، في الوقت الذي يحظى فيه النحل بدرجة كبيرة من القبول والتقدير، ويصف الباحثون هذه النظرة بـ "غير منصفة" وذلك لأن الدبابير لديها نفس المنافع البيئية للنحل، ويشير الباحثون إلى أهمية إطلاق حملة علاقات عامة لاستعادة صورة الدبابير المفتقدة.
ويرغب العلماء في رؤية نفس الجهود المبذولة للحفاظ على الدبابير كما هو الحال في الوقت الحالي مع النحل، ونشر المسح، الذي أجري على 750 شخصا من 46 دولة حول العالم، في دورية "علم الحشرات البيئي".
وتعتبر الدبابير، التي تحظى بكراهية المتنزهين في الأماكن المفتوحة بسبب الخوف من لدغاتها المؤلمة، إحدى أقل الحشرات قبولا لدى الناس وفقا للدراسة الجديدة.
وفي المسح، طُلب من المشاركين تقييم الحشرات على أساس مقياس يبدأ من -5، وهو ما يمثل أقوى درجات المشاعر السلبية، حتى +5، وهو ما يمثل أقوى درجات المشاعر الإيجابية وفقا للدراسة، وكانت الغالبية العظمى من الردود في تقييم النحل +3 أو أكثر من ذلك، بينما كانت العكس تماما في تقييم الدبابير، إذ كانت الغالبية العظمى للمشاعر السيئة عند -3 أو أقل من ذلك، وعندما سئل المشاركون في المسح عن التفكير في الكلمات المرتبطة بالنحل، كانت الإجابات الأكثر شيوعا مع النحل كلمات مثل "عسل" و"أزهار" و"تلقيح"، غير أن الكلمات الأكثر شيوعا في الإجابات عن الدبابير كانت مثل "لدغة" و"مزعجة" و"خطيرة"، ومع ذلك، تلقح الدبابير الأزهار بالإضافة إلى قضائها على الآفات وتمتلك نفس الأهمية البيئية مثل التي يتمتع بها النحل، وتكمن المشكلة، وفقا لسيريان سومنر الأستاذة في جامعة كوليدج لندن التي تشرف على الدراسة، في أن الدبابير تحظى بتغطية سيئة في وسائل الإعلام والدوريات العلمية.
وتشير سومنر إلى أن الجماهير لا تعرف كثيرا عن المهام الجيدة التي تقوم بها الدبابير، لذلك يعتبرونها مزعجة أكثر من قيمتها البيئية المهمة، وقالت سومنر، لبي بي سي، إن "الناس لا تدرك حجم الأهمية العظيمة التي تمثلها الدبابير"، وأضافت: "على الرغم من أنك قد تعتقد بأن الدابير تسعى فقط لكأس الجعة أو شطيرة المربى الخاصة بك، فإنها في الحقيقة تهتم بصورة أكبر بالعثور على فرائسها من الحشرات لأخذها إلى العش لإطعام يرقاتها"، كما اكتشفت سومنر أن هناك ندرة في الأبحاث التي تجرى على آثار الدبابير الإيجابية على البيئة، وحللت الأستاذة في جامعة كوليدج لندن أبحاثًا وعروض مؤتمرات علمية عن النحل والدبابير على مدار 37 عاما، منهم 16 عاما على التوالي، ومن بين 908 أبحاث، تناول 2.4 في المئة فقط الدبابير منذ عام 1980، مقارنة بـ 97.6 في المئة (886 بحثا) تناول النحل، ومن بين 2,543 ملخصا لمؤتمرات عن النحل والدبابير خلال العشرين عاما الماضية، كان منها 81.3 في المئة عن النحل، ويقول الأستاذ في جامعة فلورنسا، أليساندرو سيني، الذي شارك في الدراسة، إن قلة الأبحاث تعيق الجهود الرامية إلى الحفاظ على الدبابير، التي تتناقص أعدادها بسبب فقدان موائلها وتغير المناخ.