عالم الحيوان وغرائبه العجيبة: منها من يرسم ومنها من ينتحر
مروة الاسدي
2017-11-28 06:09
يستمر عالم الحيوان المتنوع بإذهالنا دوماً بما يحمله من عجائب وغرائب مثيرة للدهشة، نتيجة ما تظهر الاكتشافات المتواصل لأسرار هذا العالم المذهل المجسد لأغلب الكائنات الحية في كوكب الارض، فبعد بحوث طويلة ومحاولات عديدة لإزالة النقاب عن المزيد من اسرار هذه المخلوقات الحية، فلطالما اتسم عالم الحيوان بالإثارة والغموض لما يحتويه من اسرار وغرائب تفوق مستوى الدهشة، فتارة نكتشف انواع جديدة من الحيوانات من خلال الدراسات الاستكشافية والبحثة، وتارة نرى ان لها سلوكيات ومهارات تشبه ما يمتلكه البشر، فمثلا ان إنسان الغاب يتسم بالذكاء المتوقد بالنسبة إلى بني جنسه وبلونه البني المائل للحمرة ويميل للعيش عمرا أطول في حياة الأسر نظرا للرعاية الطبية التي يتلقاها في حدائق الحيوان، وتقول هيئات الحفاظ على إنسان الغاب إنه من حيث شجرة العائلة البيولوجية ينتمي إنسان الغاب لأنواع الغوريلا والشمبانزي الأفريقية المهددة بخطر الانقراض بسبب الصيد الجائر وغير المشروع وسرعة تدمير بيئات الغابات اللازمة لمعيشته.
الكثير قد لا يعلمون عن اسرار عالم الحيوانات وغرائبه العجيبة، فعلى الرغم من الدراسات الكثيرة التي خضعت لها الحيوانات طيلة القرون الأخير، يبدو أن أسرار الحيوانات لم تكتشف كلها، فهو عالم كل يوم يكتشف فيه العديد من الغرائب ولا يعلم مدى الغرائب في ذلك العالم الا الباحثين الذين يجدون متعة ولذة غير عادية في البحث والتعمق في ذلك العالم وان دل ذلك على شيء فيدل على عظمة الخالق الذى خلق تلك المخلوقات فحقا سبحان الله الواحد، فقد تم اكتشاف دراسات جديدة عن أسرار لم يكن أحد من العلماء يتوقعها، على الصعيد، بيعت لوحات تجريدية رسمتها أنثى الفيل (ساندرا) البالغة من العمر 42 عاماً، في مزاد مقابل 150 دولاراً للوحة الواحدة. ترسم ساندرا بخرطومها وتبدو سعيدة بممارستها لهذه الهواية بتشجيع من مالكها، من جانب اخر، يبدو أن فوائد الدجاج لم تعد تقتصر فقط على أكله والتمتع بلحمه الأبيض الشهي في وجبات وأطباق متنوعة، بل قد تصبح أيضا مصدرا لتوليد نوع من الوقود الحيوي الصلب، بالاعتماد على فضلات الدواجن مثلما توصل إليه دراسة حديثة.
في حين منذ فترة طويلة ظل تلوث الأسماك بالزئبق مرتبطا بالإضرار بالأجهزة العصبية والهضمية وجهاز المناعة والرئتين والكليتين والعينين لدى الإنسان. والآن أظهرت دراسة حديثة وجود علاقة بين أكل السمك والتسمم بالزئبق، ولكن كيف يتم ذلك؟
فيما لا يتوقف عالم الطيور عن إبهارنا، ففي دراسة حديثة رصد العلماء بعض سلوكيات طيور معينة في التأقلم مع الظروف الطبيعية الصعبة والبحث عن المنفعة من خلال تبادل الخدمات.
على صعيد ذي صلة، هل يصبح العقم عند الرجال تاريخا من الماضي؟ هذا ما يأمله العلماء بعد نجاح أبحاث صينية من تحويل الخلايا الجذعية الموجودة بجلد الفئران إلى حيوانات منوية. لكن الخبراء يقولون إن تطبيق هذه التقنية على البشرلا يزال غير وارد.
من جانب مختلف، حتى قنديل البحر، أول وأقدم الحيوانات على وجه الأرض، يحتاج إلى قسط واف من النوم. هذا ما ذكره علماء قالوا إنهم توصلوا إلى أن نوعاً بدائياً من هذه الكائنات يسمى كاسيوبيا يخلد إلى النوم كل ليلة، فيما يلي ادناه ابرز الاخبار ودراسات عن اسرار عالم حيوانات.
أنثى فيل موهوبة بيعت لوحاتها في مزاد بالمجر
باع سيرك مجري متجول في مزاد لوحات صنعتها أنثى فيل هندي تحب الإمساك بالفرشاة وتجيد الرسم بها. وبيعت ثلاث لوحات تجريدية على قماش رسمتها أنثى الفيل "ساندرا"، البالغة من العمر 42 عاماً، واحتوت على خطوط بألوان مختلفة تشبه أنهاراً بنحو 40 ألف فورنت (150 دولاراً) للوحة الواحدةـ وبيعت لوحة رسم فيها فنان مجري ساندرا نفسها مقابل 260 ألف فورنت. ومن المقرر تخصيص إيراد هذا المزاد لصالح أحد مواقع حماية الفيلة في ماليزيا. بحسب رويترز.
وقال فلوريون ريتستير، مربي ومالك ساندرا، الذي يعمل أيضاً مديراً للسيرك، إن ساندرا ترسم بخرطومها وهي سعيدة لقيامها بذلك. وأضاف: "فقط أساعدها في تغيير الفرشاة ووضعها في الألوان وهي تقوم بالباقي بنفسها... أشجعها بقول إن هذا جيد فعلاً، أو أن هذا لم يكن جيداً للغاية... نحن معاً منذ 40 عاماً لذا فإن علاقتنا مثل (فردين) في عائلة".
الانتحار عند الحيوانات: حقيقة أم خيال؟
حين نتكلم عن محاولات الإنسان للانتحار فنحن نتكلم عن تجارب واقعية وملموسة ومنها ما قد يحصل أمامنا، لذلك لو كان الانتحار عند الحيوانات حقيقة بالفعل فيجب أن نرى دليلاً، ويجب أن يكون الأمر برغبة واضحة من الحيوان وإلا سيكون الحادثة مجرد صدفة أو خدعة. بالفعل توجد قصص تؤكد فكرة الانتحار عند الحيوانات أذكر منها: في عام 1845 في مجلة أنباء لندن، ستجد مقالة تتحدث عن انتحار كلب أسود من نوع النيو فاونلاند، أي إنه كلب جميل وثمين ومدلل ولا يمتلك مشاكل في الحياة حتى يفكر في الانتحار.
على الرغم من ذلك كان قد فقد حيويته المعتادة قبل تلك الوقعة بأيام، ثم في ذلك اليوم المشؤوم جرى الكلب قاصداً بركة المياه وهناك رمى نفسه في الماء ومع إن بعض الكلاب تستطيع السباحة إلا إن هذا الكلب لم يحاول المقاومة حتى بل استسلام ووضع رأسه تحت الماء بشكل مقصود. عندما لاحظوه الناس من حوله حاولوا إنقاذه وبالفعل انتشله من الماء ولكن في كل مرة حاولوا فيها منعه كان يجري مرة أخرى إلى الماء ليغرق نفسه، وكان المنقذون يعيدون الكرة مرة أخرى حت تعبوا تماماً، وفي أخر مرة كان بالفعل قد لفظ أنفاسه الأخيرة وأخرجوه ميتاً. يبدو أن الانتحار عند الحيوانات لم تقتصر على العصر الحديث، لأن أرسطو نفسه ذكر قصة لحصان انتحر لأنه اكتشف أن البشر أجبروه على تلقيح أمه.
ويذكر أيضاً أن بغلاً لمجموعة من البيشمركة كان يمر معه على طريق جبال وعرة وهم يجبروه على حمل أثقال كبيرة، وعند أحد المنعطفات ألقى البغل بنفسه من فوق الجبل ليسقط ويتخلص من عناءه بسبب البشر. مجلة “تيم سينس” نشرت قالاً تحكي فيه عن ريتشارد أوباري الذي كان حاضراً في عرض من عروض الدلافين للتسلية، وللعلم فإن الدلافين تمتلك أكثر عقل متطور قريب من الإنسان، كان هناك دلفين يسمى فليبر الذي نظر إلى الحاضرين وفي عينه نوع من الحزن تشعر به أنت كإنسان من بعيد، وحينها نزل الدلفين تحت المياه وتوقف عن التنفس حتى مات. بالطبع الدلافين تعيش تحت الماء والشيء الوحيد الذي قد يقتله هو إراداته هو بعدم التنفس.
يبدو أن الدلفين قد تعب من العروض اليومية ورغم محاولات الشركة أن تثبت أن الواقعة لابد أن تكون صدفة وأن الدلفين لا يعرف الانتحار من الأساس، إلا إن أحداً لم يصدقهم. في الحقيقة هناك ألاف القصص الأخرى التي تثبت فكرة الانتحار عند الحيوانات وأنهم بسبب ما يعانوه من الإنسان يقدمون على الانتحار. الأسباب تكون غالباً من معاملة الإنسان كصغر القفص أو الإهمال لإشارات التعب الواضحة على الحيوان وتحميله فوق طاقته باستمرار، هذا كله بالإضافة إلى القسوة والضرب والأذى. إن كان الإنسان جاحد لهذه الدرجة فالحيوان يريد توصيل رسالة ليس إلا وفي يوم ما قد تنقلب الطبيعة فوق رأس الإنسان إذا استمر في جحوده. فتجد بعض العصافير التي لا تريد سوى الحرية تنتف ريشها داخل أقفاصها، وبعض الحيوانات الأخرى تعض نفسها أو تمتنع عن الأكل. أو يكون الانتحار بهدف نبيل حين يجلس الكلب بدافع الولاء بجانب قبر مالكه الطيب حتى يموت هو الأخر دون محاولة لإنقاذ نفسه إذ لم يعد يريد الحياة.
فضلات الدجاح ... مصدر للطاقة!
قال باحثون إنهم حولوا روث الدجاج إلى نوع من الوقود الحيوي الصلب. وأشار البروفيسور، عمير جروس، من جامعة "بن غريون" في بئر سبع أنه من الممكن أن تمثل فضلات طيور مثل الدجاج مستقبلا نحو 10 في المائة من الفحم لتوليد الكهرباء، وفق ما أشارت إليه مجلة "أبلايد انيرجي" في عددها الأخير.
وقال البروفيسور جروس أن هذه الطريقة تتميز بخصائص كثيرة صديقة للبيئة، إذ أن فضلات الطيور عبء على البيئة وتحتوي على بكتيريا ممرضة، مضيفا أن معالجة هذه الفضلات يحل هذه المشكلة وسينشأ من هذه المخلفات مصدر بديل للطاقة على شكل فحم. وأكد نفس المتحدث أن الطاقة الناتجة عن هذه الطريقة أكثر من الطاقة المبذولة في توليدها، مردفا في هذا الصدد أن الفحم سيكون كبديل عن أنواع الوقود الأحفوري وأن صناعة هذا المصدر البديل للطاقة يؤدي أيضا إلى خفض الانبعاثات الاحتباسية. بحسب وكالة الانباء الألمانية.
وفي سياق متصل، قارن الباحثون خلال الدراسة صناعة الفحم الحيوي الناتج من المخلفات النباتية مع الفحم المصنع من فضلات الطيور، وتبين لهم أن الفحم المصنع من فضلات الطيور يحتاج لطاقة أقل وهو أيضا أقل عبئا على البيئة. وقال جروس إن هناك مميزات أخرى لهذه الطريقة مقارنة بالطاقة المتولدة من المواد الحيوية، التي تصنع من النباتات. وأضاف "فعندما نزرع ذرة على سبيل المثال لإنتاج هذه الطاقة فإن زراعة الذرة تنهك التربة مما يستدعي استخدام أسمدة ولا يصل هذا الغذاء للإنسان أو الحيوان". وأردف أن الفحم المصنوع من روث الطيور ليس له رائحة كريهة "فليست رائحته رائحة الطيور أو روثها بل رائحة فحم".
دراسة: الزئبق سم يتسلل إلى الإنسان عبر طبق الأسماك
تقول نتائج دراسة أمريكية إن الحشرات تعيش حول مياه البحار الملوثة بالزئبق، ثم تأتي العناكب لتتغذى على هذه الحشرات فيما تقوم الطيور والحيوانات البرية بالتغذي بدورها على العناكب. منذ فترة طويلة ظل تلوث الأسماك بالزئبق مرتبطا بالإضرار بالأجهزة العصبية والهضمية وجهاز المناعة والرئتين والكليتين والعينين لدى الإنسان.
وقالت الدراسة إن الأسماك التي تعيش في المياه الملوثة هي المصدر الرئيسي الذي ينقل الزئبق لجسم الإنسان ولكن يجب على العلماء توجيه مزيد من الاهتمام إلى الدور الذي تلعبه العناكب في نقل هذه السموم لغذاء البشر. وقالت رامسا تشافيز-أولويا وسيليا تشين، المشرفتان على الدراسة بكلية دارتموث في هانوفر بنيو هامبشير: "نقل الزئبق إلى الإنسان من خلال الغذاء يؤثر عليه في نهاية المطاف بصورة أو بأخرى". بحسب رويترز.
ولتقييم دور العناكب في نقل الزئبق من الماء إلى البر، قام الباحثون بجمع بيانات من عشر قنوات مائية في نيو هامبشير، وثم نشر النتائج بدورية التطبيقات البيئية. وعلى مدى عامين قام الباحثون بتقدير كميات مادة سامة تسمى ميثيل الزئبق التي تتراكم بتركيزات عالية في السلسلة الغذائية خلال انتقالها من كائن إلى آخر، علاوة على قياس ما يسمى بالكربون العضوي الذائب أو بقايا تحلل أوراق النبات والكائنات الحية الأخرى. تقول الدراسة إن كميات الزئبق لدى العناكب تقل مع زيادة تغذيتها على الكربون العضوي المذاب.
حتى الطيور تبحث عن المنفعة المتبادلة!
أوضح باحث هولندي أن بعض أجناس الطيور، التي تساعد أقرانها في تربية صغارها تقوم بذلك أملا في أن ترث المنطقة الخاصة بالطيور صاحبة النسل الجديد، وفق ما أشارت إليه دراسة حديثة صادرة في المجلة العلمية المتخصصة "نيتشر كوميونيكيشنز".
وأفادت الدراسة أن الطيور تهتم بنسل طيور آخرى، إذا كانت هناك بينها منافسة على الأعشاش التي تحتضن فيها الطيور الوليدة. وتفضل أفراد بعض أنواع الطيور أن ترعى أبناء طيور أخرى بدلا من أن تضع هي بيضا خاصا بها.
وأشار الباحث من جامعة كرونينغن الهولندية، سيوكه كينجاما، أنه ربما كانت وراثة الأعشاش هي المكافأة التي تحصل عليها الطيور التي تربي غيرها، واعتمدت النتائج على دراسة أجريت على أكثر من 44 نوعا من الطيور، التي يُساعد بعض أفرادها في تربية أبناء طيور آخرى. حيث ميزت الدراسة بين أنواع من الطيور التي تحارب من أجل الحصول على منطقة لاحتضان البيض عن أنواع آخرى لا تقوم بذلك. ومن المحتمل أن يكون سبب ذلك هو أنها ترعى بيضها ضمن سرب يضم طيورا آخرى.
وفي سياق ذي صلة، أوضحت الدراسة أن المقارنة تثبت أن أنواع الطيور، التي تساعد في تربية الطيور غير القريبة هي التي تسعى بشكل خاص، لكي ترث أماكن تربية الصغار من طيور آخرى. حيث فسرت الدراسة هذا الظاهرة بأنه لا يتم طرد هذه الطيور الغريبة عندما تساعد في تربية الصغار.
ويرجح الباحث، سيوكه كينجاما، أن ذلك ربما كانت له مميزات كثيرة منها على سبيل المثال تحقيق تماسك أقوى ضد أعداء مشتركين أو ربما فرصة الحصول على مكان للتعشيش مستقبلا. وقال في هذا الصدد "حيث تنظر الطيور إلى مناطق سيادتها كما ننظر نحن إلى منازلنا" وأضاف: "توضح دراستي أن الطيور صاحبة العش تحصل على مزيد من المساعدة، عندما يكون للطيور المساعدة رغبة في أن ترث العش بعد، وهذا هو بالضبط ما تفعله الكثير من الطيور".
وأكدت الدراسة أن الطيور الغريبة التي تساعد غيرها في احتضان بيضها وتربية صغارها وتحارب من أجل الاحتفاظ بالعش تطعم صغار غيرها بشكل لا يقل عما تفعله الأمهات الأصلية، في حين أن الطيور الغريبة التي لا تحتاج للعش وتساعد رغم ذلك في تربية صغار غيرها لا تطعم هذه الصغار إلا بواقع نصف ما تفعله الأمهات الأصلية تقريبا.
من جهة آخرى، تحرص الكثير من أنواع الطيور على أن يكون لها مناطق خاصة بها تضع فيها بيضها وترعى صغارها. حيث يثبت الطائر أحقيته بهذا المكان أو ذلك عبر التغريد وربما من خلال إصدار حركات تهديد بل والقتال من أجل هذا المكان لو اقتضى الأمر ذلك.
تجارب علمية صينية على الفئران قد تقود لعلاج العقم
قالت صحيفة دي فيلت الألمانية إن باحثين صينيين توصلوا إلى علاج مستخرج من الخلايا الجذعية في جلد الفئران، قد يكون نافعا لحالات العقم عند الرجال. الفريق الطبي استطاع تحويل الخلايا الجذعية الموجودة بجلد الفئران إلى حيوانات منوية بعد إضافة مزيج من الهرمونات والمواد الكيميائية وخلايا الخصية إلى الخلايا الجذعية الجنينية.
النتائج التي نشرتها أيضا المجلة الطبية المتخصصة Cell Stem Cell قالت إن الحيوانات المنوية المخلقة نجحت فى تخصيب بويضات إناث الفئران وساهمت فى إنجاب أجنة جديدة تتمتع بصحة جيدة. وعلى الرغم من أن الحيوانات المنوية المتكونة كانت بلا ذيل (المستخدم فى تحريك النطفة حتى تصل للبويضة)، إلا أن الباحثين أكدوا أنها قد تستخدم خلال تقنيات الحمل المساعدة داخل المخبر، المعروفة باسم الإخصاب المجهري.
الباحثون الصينيون استطاعوا من خلال الاستعانة بخلايا جذعيه للقوارض، إنتاج الخلايا التناسلية بحيث تصبح مشابهة لتلك التي تشكل السائل المنوي. وبعد ذلك تم حقن السائل في البويضة التي أنتجت أجنة، وتم زرعها بدورها في أنثى الفئران. وقد أدى ذلك إلى ولادة فئران طبيعية، ومن المقرر أن يبدأ الباحثون التجارب على الإنسان قريبا بغرض إنتاج حيوانات منوية باستخدام التقنية ذاتها، وأشار الباحثون إلى أن هذه التقنية قد تثير بعض المشاكل الأخلاقية.
الحصول على قسط واف من النوم ضروري .. حتى لقناديل البحر
في حين تأكد أن اللافقاريات مثل الديدان وذبابة الفاكهة تنام، خلصت دراسة علمية إلى أن قنديل البحر هو أكثر حيوان ينام لفترات طويلة بين الحيوانات المتطورة عن كائنات عاشت قديماً. وقال رافي ناث، عالم الأحياء بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، إن نتائج الدراسة تشير إلى أنه حتى تلك الحيوانات التي لا تمتلك جهازاً عصبياً مركزياً تحتاج للنوم، ما يعني أن النوم واحد من أقدم الحالات السلوكية ويضرب بجذوره في السلالات الحيوانية.
يعيش قنديل البحر في البحار منذ 600 مليون عام على الأقل، وهو زمن يفوق أي حيوان آخر. فبالمقارنة، ظهرت الديناصورات قبل نحو 230 مليون سنة، بينما ظهر البشر قبل قرابة 300 ألف عام. وتثير النتائج المتصلة بكائن بهذا القدم تساؤلات جديدة حول أصل النوم والغرض منه.
تجوب قناديل البحر البحار منذ ما يقدر بـ500 مليون عاماً، وذلك دون أن تمتلك دماغا! فقناديل البحر لديها جهاز عصبي متطور، يتعامل بشكل تلقائي وفوري مع المؤثرات الخارجية، وهي بالتالي ليست بحاجة إلى الدماغ الذي يستقبل المعلومات ويعالجها أولاً قبل التصرف. وهذا النوع يسمى قنديل البحر القرنبيط.
وأوضح ناث، الذي ساعد في قيادة الدراسة المنشورة في دورية (كارنت بيولوجي)، أن الباحثين لا يعلمون إن كان النوم مقصوراً على الحيوانات، مضيفاً أنه حالة سلوكية تحملها الجينات وأن الجينات والدوائر العصبية تتفاعل لإحداث حالة النوم.
ويعتبر قنديل البحر بين أول الحيوانات التي طورت خلايا عصبية على الرغم من أن ليس لديها دماغ أو حبل شوكي أو جهاز عصبي مركزي. ووجد الباحثون أن نشاط قنديل البحر من نوع كاسيوبيا يتوقف لفترات أثناء الليل وتقل حركته بنسبة 30 في المائة ليلاً عنها في النهار. وعند إزالة جسم من أسفله استغرق نحو خمس ثوان "ليستيقظ". وعند حرمانه من النوم ليلاً بسكب المياه على جسمه، زادت احتمالات نومه خلال النهار.