اجلاء حلب من المدنيين: مأساة ما بعد الحرب
شبكة النبأ
2016-12-22 10:18
حض الجيش السوري آخر المقاتلين والمدنيين المحاصرين في بعض احياء حلب الشرقية على مغادرتها تمهيدا لاعلان سيطرته على كامل المدينة، في انتصار يعد الابرز لدمشق منذ بدء النزاع قبل نحو ست سنوات، واعلنت روسيا الثلاثاء اتفاقها مع ايران وتركيا خلال اجتماع ثلاثي في موسكو على اهمية "توسيع" وقف اطلاق النار في سوريا، مبدية استعدادها للعب دور الضامن في محادثات سلام مرتقبة بين النظام والمعارضة.
وتمهيدا لاعلان سيطرته على كامل المدينة، قال مصدر عسكري سوري لفرانس برس الثلاثاء ان "الجيش اطلق نداء عبر مكبرات الصوت لمن تبقى من المسلحين والمدنيين الراغبين بالمغادرة، للخروج من الاحياء الشرقية في حلب"، واضاف انه اثر ذلك "من المفترض ان يدخل الجيش لتنظيف المنطقة بعد خروجهم"، وفيما كان من المتوقع استكمال اجلاء المدنيين الثلاثاء، لم تخرج الا عشر حافلات صباحا من شرق حلب وفق اللجنة الدولية للصليب الاحمر، فيما كانت عشرات الحافلات دخلت خلال النهار الى اخر جيب تحت سيطرة الفصائل المقاتلة، وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان الحافلات كانت تنتظر اشارة للخروج بعد التأكد من خروج حافلات تقل سكانا من بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين والمحاصرتين من الفصائل المقاتلة في محافظة ادلب (شمال غرب) والمشمولتين بالاتفاق.
وبحسب عبد الرحمن، فإن نحو عشرين حافلة دخلت الثلاثاء الى البلدتين من دون ان تخرج منهما ولم تتضح بعد اسباب ذلك، وفي منطقة الراشدين تحت سيطرة الفصائل المعارضة غرب حلب، شاهد مراسل فرانس برس ثماني حافلات متوقفة وعلى متنها المئات من المدنيين الاتين من الفوعة وكفريا بانتظار اكمال سيرها الى حلب الغربية. ونقل عن مقاتل في المكان قوله ان الحافلات تنتظر اجلاء دفعة ثانية من الاحياء الشرقية لحلب لاكمال طريقها.
وتحدثت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" عن "تأخير فى اخراج الدفعة الاخيرة" من شرق حلب جراء ما وصفته بـ"خلافات بين المجموعات الارهابية ومنعهم دخول حافلات تقل دفعة جديدة (...) من كفريا والفوعة الى حلب"، وبحسب اللجنة الدولية للصليب الاحمر، تم اجلاء "750 شخصاً" من الفوعة وكفريا حتى الان فقط.
والى جانب المقاتلين والمدنيين من حلب، يشمل اتفاق الاجلاء وفق الفصائل المقاتلة، اخراج اربعة الاف شخص من الفوعة وكفريا، اضافة الى 1500 اخرين من مدينتي مضايا والزبداني المحاصرتين من قوات النظام في ريف دمشق.
الجيش السوري يتأهب لدخول آخر جيب للمعارضة في شرق حلب
مع اقتراب الجيش السوري من آخر جيب للمعارضة في مدينة حلب قالت روسيا وإيران وتركيا إنها مستعدة للمساعدة في التوسط من أجل التوصل لاتفاق سلام سوري، واستخدم الجيش السوري مكبرات الصوت لبث تحذيرات للمقاتلين أنه يستعد لدخول منطقتهم الآخذة في التضاؤل بسرعة خلال يوم الثلاثاء وطالبهم بتسريع خروجهم من المدينة.
وستمثل السيطرة الكاملة على حلب انتصارا كبيرا للرئيس السوري بشار الأسد على المعارضة المسلحة التي تحدته في أكبر المدن السورية من حيث عدد السكان على مدار أربعة أعوام، وتبنى وزراء من روسيا وإيران وتركيا وثيقة أطلقوا عليها "إعلان موسكو" تحدد المبادئ التي ينبغي أن تقوم على أساسها أي اتفاقية سلام. وفي المحادثات التي أجريت في العاصمة الروسية عبروا أيضا عن دعمهم لوقف إطلاق نار موسع في سوريا.
وقال الإعلان "إيران وروسيا وتركيا على استعداد لتسهيل صياغة اتفاق يجري التفاوض عليه بالفعل بين الحكومة السورية والمعارضة وأن تصبح الضامن له"، وتبرز هذه الخطوة تنامي قوة علاقات موسكو مع طهران وأنقرة برغم مقتل السفير الروسي لدى تركيا يوم الاثنين وتعكس رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تعزيز نفوذه في الشرق الأوسط وخارجه، وتدعم روسيا وإيران الأسد في حين تدعم تركيا بعض جماعات المعارضة.
وقال بوتين إنه ونظيره التركي رجب طيب إردوغان يعملون على تنظيم سلسلة جديدة من مفاوضات السلام السورية دون مشاركة الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة، ويعتزم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا عقد محادثات سلام في جنيف يوم الثامن من فبراير شباط، وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن المفاوضات التي تتوسط فيها الأمم المتحدة في جنيف وصلت إلى طريق مسدود بسبب شروط المعارضة السورية في المنفى.
الأمم المتحدة تعزز المراقبة في حلب بعد تصويت مجلس الأمن
قال متحدث باسم الأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن الحكومة السورية سمحت للمنظمة الدولية بإرسال 20 موظفا إضافيا من موظفيها إلى شرق حلب لمراقبة عمليات الإجلاء المستمرة لآلاف الأشخاص، وأضاف المتحدث ينس لايركه في إفادة صحفية مقتضبة في جنيف "المهمة هي مراقبة الإجلاء ومتابعته".
ودعا مجلس الأمن الدولي بالإجماع يوم الاثنين لأن يراقب مسؤولون من الأمم المتحدة وجهات أخرى عملية إجلاء الناس من آخر جيب تسيطر عليه المعارضة المسلحة في مدينة حلب ومراقبة سلامة المدنيين الذين يبقون في المدينة السورية، وذكر لايركه أن موظفي الأمم المتحدة المحليين والدوليين الموجودين بالفعل في مكتب المنظمة بدمشق سيسافرون لحلب "في أسرع وقت ممكن" لدعم فريق مراقبة صغير تابع للأمم المتحدة وموجود بالفعل عند معبر الراموسة، وأضاف "لا نعلم تحديدا عدد الأشخاص المتبقين داخل الجيب المحاصر. لكن الهدف بوضوح هو أن كل من يحتاج للخروج ويعبر عن رغبته في الخروج يمكنه فعل ذلك بأمان وبكرامة"، وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم إنه جرى إجلاء نحو 25 ألف شخص من الجيب الذي تسيطر عليه المعارضة من حلب منذ يوم الخميس بما في ذلك 15 ألفا يوم الاثنين وعشرة آلاف يوم الخميس الماضي.
وقالت كريستا أرمسترونج المتحدثة باسم الصليب الأحمر إن من بينهم 14 مصابا نُقلوا خلال الليل. وأضافت "معظم المغادرين من النساء والأطفال وكبار السن. ومن الواضح أن معظمهم مدنيون"، وقال لايركه إن شركاء الأمم المتحدة في مجال الإغاثة الذين يسجلون الوافدين من محافظة إدلب قدروا عددهم بنحو 19 ألفا مضيفا أن آخرين ذهبوا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في ريف حلب الغربي.
وأضاف "ليس لدينا تصريح خاص بالأمم المتحدة بالتعامل مع الحافلات لذا فإننا غير قادرين على الدخول والتواصل مع الناس. وهذا لا يقلل من مخاوف الحماية التي كانت ولا تزال تساورنا"، وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق جاسارفيتش إن نحو 43 شخصا تم إجلاؤهم لأسباب طبية من شرق حلب يوم الاثنين ليصل عدد الذين جرى إجلاؤهم لأسباب طبية إلى 301 منذ يوم الخميس الماضي.
وقال "من بين 301 نقل 93 مريضا إلى مستشفيات في تركيا بينما أدخل آخرون إلى مستشفيات في إدلب وريف حلب الغربي (الذي تسيطر عليه المعارضة)"ن وأضاف أن الغالبية العظمى مصابة بصدمة بينما يتضمن المرضى والجرحى 67 طفلا، وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إنه لا يوجد مؤشر على تدفق كثيف للفارين من حلب على تركيا، وقال المتحدث باسم المفوضية أدريان إدواردز "كل الحدود السورية تخضع لإدارة صارمة في اللحظة الراهنة. حسبما فهمنا فإنه يجري السماح للناس بالعبور لتركيا عندما يصلوا. لكن أعتقد أن هذا على سبيل التكهنات لأننا لم نشهد بعد تحرك الناس (عبر الحدود) فيما يتعلق بحلب".
مجلس الأمن يدعو إلى مراقبة الأمم المتحدة لعمليات الإجلاء في حلب
دعا مجلس الأمن بالإجماع إلى تمكين مسؤولين من الأمم المتحدة ومسؤولين آخرين من مراقبة عمليات الإجلاء من آخر جيب كانت تسيطر عليه فصائل مسلحة معارضة للحكومة السورية في شرق مدينة حلب وسلامة المدنيين الذين بقوا هناك.
ونجح المجلس الذي يضم 15 عضوا في تخطي الخلافات المستمرة منذ فترة طويلة بين أعضائه وتبني مسودة قرار أعدتها فرنسا وتدعو مسؤولي الأمم المتحدة وغيرهم "لمراقبة عمليات الإجلاء بطريقة مناسبة وحيادية والإشراف المباشر عليها"، وأجلي آلاف الأشخاص من شرق حلب، وعبرت سمانثا باور مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة عن أملها بان يردع وجود المراقبين ارتكاب جرائم ضد المدنيين أثناء مغادرتهم لحلب أو ضد من يختارون البقاء في المدينة، وأضافت باور "بالطبع الحكومة السورية لا تريد المزيد من المراقبين. إذا كنت تقوم بأمور خبيثة فإنك لا تريد أن يتواجد حولك مراقبون ليشاهدوك وأنت تقوم بها."
وأشارت باور إلى أن الأمم المتحدة لديها 113 مراقبا جاهزا لبدء مهمتهم إلى جانب مسؤولين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر مشيرة إلى أن قرار الأمم المتحدة "سيبقى مجرد قطعة ورق إذا لم ينفذ".
وتوصل مجلس الأمن إلى توافق يوم الأحد على نص القرار بعد ساعات من المفاوضات. وقال مندوب روسيا بالأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن موسكو كانت تنوي استخدام حق النقض (الفيتو) على مسودة القرار الفرنسية الأصلية بسبب مخاوف حيال إرسال مراقبين دوليين غير مستعدين إلى "أطلال شرق حلب".
وطلبت روسيا من الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون توفير الأمن للمراقبين الدوليين ليدخلوا شرق حلب "بالتنسيق" مع الأطراف المعنية في إشارة إلى الحكومة السورية، ووافق المجلس على أن تتم هذه الترتيبات "بالتشاور" مع الأطراف المعنية.
وقال تشوركين للصحفيين قبل التصويت "نحن على اتصال بزملائنا السوريين هنا طوال الوقت.. لم يكن لهم أي اعتراضات خطيرة على ما أبلغناهم به"، وقال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إن قرار مجلس الامن "يعد جزءاً من جهودنا اليومية" لكنه وصفه أيضا بأنه "جزء آخر من الحملات الدعائية ضد سورية في حربها ضد الإرهاب .. وفى حين إننا نحترم قرارات مجلس الأمن فإننا ندرك الغرض الحقيقي وراء هذه الجهود التي تهدف إلى حماية الإرهابيين وليس الشعب السوري وخصوصاً بعد أن أصبحت الصورة واضحة بعد تحرير حلب من الجماعات الإرهابية"، وقال للصحفيين إن "آخر الإرهابيين" في بعض المناطق في حلب يخلون معاقلهم وحلب "هذا المساء" ستكون نظيفة.
مسلحون يحرقون حافلات وقافلة تغادر حلب
أضرم مسلحون النار في خمس حافلات كان يفترض أن تستخدم في إجلاء أناس من قريتين قرب إدلب بسوريا يوم الأحد ليعرقلوا اتفاقا يتيح للآلاف مغادرة الجيب الأخير المتبقي للمعارضة في شرق حلب حيث تكدس الناس في الحافلات لساعات قبل أن تغادر المدينة، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الإجلاء من القريتين قرب إدلب تأجل نتيجة لذلك. وظلت خمس حافلات محملة بالأشخاص منتظرة لساعات قبل أن تتمكن من مغادرة حلب إلى منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة خارج المدينة.
ووافقت المعارضة المسلحة التي يغلب عليها السنة والتي تحاصر قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في إدلب على السماح بخروج سكان من القريتين مقابل إجلاء المقاتلين وأسرهم وغيرهم من المدنيين من حلب، ونشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها مسلحون ملتحون وهم يهللون ويكبرون بعد إضرام النار في حافلات خضراء قبل أن تتمكن من الوصول إلى القريتين، وقال الإعلام السوري الرسمي إن "إرهابيين مسلحين" وهو المصطلح التي تستخدمه في الإشارة إلى المعارضة التي تقاتل القوات الموالية للرئيس بشار الأسد نفذوا الهجوم. وذكرت قناة الميادين التلفزيونية أن جبهة فتح الشام التي كانت تسمى في السابق جبهة النصرة هي المسؤولة، وألقى مسؤولون من المعارضة باللائمة في الحادث على حشود غاضبة ربما إلى جانب أشخاص موالين للحكومة.
وعلى الرغم من السماح لقافلة حلب في نهاية المطاف بالمغادرة إلى منطقة الراشدين الخاضعة لسيطرة المعارضة لم يرد أي تصريح رسمي عن مدى تأثير حرق الحافلات على مغادرة قوافل أخرى للمدينة والقريتين، وفي حين قال المرصد إن القافلة التي تضم خمس حافلات وصلت إلى منطقة الراشدين قال مسؤول بالأمم المتحدة في سوريا إنهم غادروا شرق حلب فحسب. وأضاف أن عمليات الإجلاء مستمرة.
وقال روبرت مارديني المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر في تغريدة على تويتر إن الحافلات وسيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر العربي السوري "غادرت لتوها حلب المظلمة الباردة" وعبر عن أمله في أن "تستمر العملية بسلاسة".
اتفاق بين المعارضة والحكومة بشأن الإجلاء من حلب وقريتين شيعيتين
توصلت المعارضة السورية إلى اتفاق مع الحكومة لاستئناف عمليات الإجلاء من شرق حلب مقابل إجلاء سكان من قريتين شيعيتين تحاصرهما قوات المعارضة، وقالت قناة المنار التلفزيونية التابعة لجماعة حزب الله اللبنانية إن حافلات وصلت مع سيارات الهلال الأحمر إلى مدخل قريتي الفوعة وكفريا السوريتين المحاصرتين بعد وقت قليل من الإعلان عن الاتفاق، لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان والتلفزيون الرسمي السوري قالا إن خمس حافلات تعرضت للهجوم والحرق وهي في طريقها إلى القريتين.
وبث التلفزيون الرسمي صورا لألسنة من اللهب تتصاعد من الحافلات الملونة بالأخضر، وقال الإعلام السوري الرسمي إن "إرهابيين مسلحين" وهو المصطلح التي تستخدمه في الإشارة إلى المعارضة التي تقاتل القوات الموالية للرئيس بشار الأسد نفذوا الهجوم. وقال مسؤولون في المعارضة إن حشدا من أناس غاضبين من المؤيدين للحكومة على الأرجح هو المسؤول، وذكر الإعلام الرسمي أن حافلات بدأت أيضا في التوافد على شرق حلب وبثت لقطات مباشرة لها، وتوقفت عمليات الإجلاء من حلب يوم الجمعة بعد خلاف بين المعارضة وقوات موالية للحكومة السورية اشترطت إجلاء سكان من القريتين.
وتجمع أكثر من 15 ألف شخص في ميدان بشرق حلب يوم الأحد انتظارا لحافلات ستنقلهم خارج المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة. وأمضى كثيرون ليلتهم في الشوارع في درجات حرارة تصل إلى حد التجمد، وذكرت قناة الإخبارية السورية أن نحو 1200 مدني سيتم مبدئيا إجلاؤهم من شرق حلب مقابل نفس العدد من القريتين الواقعتين في محافظة إدلب، وذكرت وثيقة نشرتها محطة تلفزيون المنار ونقلها معارضون ونشطاء إلى رويترز أن الاتفاق برمته سيشهد مغادرة 2500 شخص من الفوعة وكفريا على فوجين مقابل إجلاء سكان من شرق حلب في فوجين أيضا، بعد ذلك يجري إجلاء 1500 من الفوعة وكفريا مقابل إجلاء عدد مماثل من بلدتي مضايا والزبداني قرب لبنان اللتين تحاصرهما قوات الحكومة، وقالت محطة الإخبارية أنه بمجرد وصول من تم إجلاؤهم من القريتين بسلام إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة سيتم السماح لمقاتلين في حلب والمزيد من أفراد أسرهم بالمغادرة مقابل السماح لمزيد من الناس بمغادرة الفوعة وكفريا.