الأطفال اللاجئون والموت البطيء لمستقبلهم
عبد الامير رويح
2016-10-20 05:54
قضية أوضاع الأطفال اللاجئين في مختلف دول العالم واعدادهم المتزايدة جراء تفاقم الصراعات والحروب، ماتزال تشكل مصدر قلق كبير للعديد من المنظمات والمؤسسات الانسانية وخصوصا الجهات والمنظمات المعنية بقضايا الطفولة. التي تخشى من تفاقم معاناة الاطفال بسبب العنف المستمر والتهجير و النزاعات المسلحة، يضاف الى ذلك القرارات والقوانين المتشددة التي اتخذتها بعض الدول والحكومات الغربية لاجل الحد من الهجرة غير الشرعية، الامر الذي عرضهم لمخاطر كبيرة.
فقد كشف تقرير أوروبي نشر في وقت سابق، عن اختفاء عشرة آلاف طفل من اللاجئين إلى أوروبا وتعرض عدد كبير منهم إلى انتهاكات، في حين اعتبرت منظمة العفو الدولية أن تعاطي دول الاتحاد الأوروبي مع قضية اللاجئين "مهين ومعيب". واعتبر رئيس جمعية "فرنسا أرض الهجرة"، بيار هنري أن هذا الرقم يسلط الضوء على المأساة الكبرى التي يعيشها اللاجئون الأطفال إلى أوروبا، بالرغم من تحفظه على دقته. وقال "أعتقد أن لا أحد يعرف الأعداد المحددة فالسلطات الأوروبية تقدر العدد ما بين 50 الى 100 ألف قاصر يدخلون الاتحاد الأوروبي سنويا." وأضاف هنري أن هناك حالات استغلال كبيرة للأطفال اللاجئين إلى أوروبا مثل "شبكات الدعارة وشبكات العمالة من دون مقابل وحتى شبكات الاتجار بالأعضاء" وأضاف "كل هذا حقيقي جدا وموجود ولكن ما هو العدد الذي يعاني ذلك؟ لا نعلم وهذا رهيب إن وجدت حالة واحدة فقط، وهنا نتحدث عن الآلاف.
من جانب اخر توقعت منظمة أطفال الحروب (وور تشايلد) ارتفاع عدد الأطفال اللاجئين في العالم إلى 63 مليون طفل مع حلول عام 2025. وحسب تقرير صادر عن المنظمة فإن عدد الأطفال المرشحين للانضمام إلى قائمة اللاجئين يقارب 35 مليونا خلال السنوات العشر المقبلة، بينهم 300 ألف من غير المصحوبين بأهاليهم. وأضاف التقرير أن ما يقارب 12.5 مليون طفل لا يمكنهم دخول المدارس بسبب استغلالهم في العمالة أو الزواج المبكر. وأوضح أن قرابة 200 طفل يضافون يوميا إلى قوائم اللاجئين في العالم، هروبا من الحروب في بلاد مثل سوريا والصومال. ودعا التقرير المجتمع الدولي إلى حماية الأطفال في مناطق النزاع، وفي الدول التي تستقبل اللاجئين مثل الأردن والعراق وأفغانستان وأوغندا وأفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية.
في السياق ذاته أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) عن قلقها حيال ما يقارب 50 مليون طفل تم "اقتلاعهم من جذورهم" في أنحاء العالم، بعدما أجبروا على ترك منازلهم أو بلدانهم جراء الحروب والعنف والاضطهاد. وفي نهاية العام 2015، 31 مليون من هؤلاء الأطفال كانوا لاجئين، و17 مليونا كانوا نازحين داخل بلدانهم. وقال المدير التنفيذي ليونيسف أنتوني ليك في بيان "لقد صدم العالم بصور لن تمحى من الذاكرة لأطفال بعينهم. الجسم الصغير لأيلان الكردي الذي ألقته الأمواج على الشاطئ بعد غرقه في البحر، أو وجه عمران دقنيش الدامي يعلوه الذهول وهو جالس في سيارة إسعاف بعد تدمير منزله". وأضاف أن "كل صورة، كل فتاة أو فتى، يمثل عدة ملايين من الأطفال في خطر، وهذا يتطلب أن يتناسب عملنا من أجل جميع الأطفال مع تأثرنا بحالات الأطفال الفردية التي نطلع عليها".
وبحسب تقديرات المنظمة الأممية، فقد نزح 28 مليون طفل من منازلهم بسبب العنف والصراع داخل الحدود وعبرها، وهم في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية والوصول إلى الخدمات الأساسية. وبالإضافة إلى أولئك، ترك حوالى 20 مليون آخرون من الأطفال منازلهم لأسباب مختلفة، بينها الفقر المدقع أو عنف العصابات.
انتقادات ومطالبات
في هذا الشأن انتقد تقرير من الأمم المتحدة بشدة دولة ناورو الصغيرة في المحيط الهادي لفشلها في حماية أطفال طالبي اللجوء من الانتهاكات الجنسية داخل مركز احتجاز على أراضيها تديره استراليا. ووفقا للسياسة المتشددة التي تنتهجها استراليا حيال الهجرة يتم اعتراض اللاجئين الذين يحاولون الوصول إليها بالقوارب وإرسالهم للتعامل معهم في مخيم في ناورو أو جزيرة مانوس في بابوا غينيا الجديدة ولا يحق لهم التوطن في استراليا.
وقال التقرير الصادر عن لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل "اللجنة تعبر عن قلقها من طريقة المعاملة غير الإنسانية والمهينة التي يتلقاها أطفال طالبي اللجوء واللاجئون الذين يعيشون في مراكز المهاجرين بما يشمل إساءة المعاملة الجسدية والنفسية والجنسية." وسلط التقرير أيضا الضوء على نقص الخدمات الأساسية مثل مياه الشرب النظيفة وتوفير رعاية صحية عقلية لأطفال اللاجئين البالغ عددهم 70 طفلا من بين أكثر من 500 لاجئ محتجزين في ناورو. وتعرضت مخيمات التعامل مع اللاجئين في الخارج التي تديرها استراليا لانتقادات عنيفة من الجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان بسبب ادعاءات بانتهاكات منهجية للمحتجزين بما يشمل تعرض النساء والأطفال لاعتداءات جنسية. ولم يرد متحدث في حكومة ناورو ولا إدارة الهجرة وحماية الحدود الاسترالية على طلبات للتعليق على التقرير.
الى جانب ذلك طلبت المفوضة الاوروبية للعدل فيرا جوروفا من اثينا تامين 1500 مكان اضافي للاطفال المهاجرين واللاجئين غير المرافقين والذين تم احتجاز مئات منهم للافتقار الى البنى التحتية الملائمة. وقالت المفوضة انه من كانون الثاني/يناير حتى بداية ايلول/سبتمبر، "تم تسجيل نحو 3500 قاصر غير مرافقين في حين ان قدرة مراكز الاستقبال لهذه الفئة لا تتجاوز حاليا 800"، وذلك اثر زيارتها مركز استقبال قرب اثينا ولقائها وزير العدل اليوناني نيكوس باراسكيفوبولوس. واضافت لدى سؤالها في مؤتمر صحافي عن الانتقادات التي وجهتها منظمة هيومن رايتس ووتش "نحتاج الى تأمين 1500 مكان اضافي، انه موضوع ملح".
وكانت هيومن رايتس ووتش دعت اليونان الى وضع حد لاحتجاز الاطفال المهاجرين واللاجئين، مطالبة ايضا بتحرك اوروبي في هذا الصدد. واعتبرت جوروفا ان "الاحتجاز يجب ان يكون اخر الحلول"، لافتة الى انه استنادا الى احصاءات الحكومة اليونانية فان "323 طفلا غير مرافقين محتجزون حاليا في مراكز استقبال مغلقة اضافة الى 305 في مراكز استقبال اولية و18 في مراكز للشرطة". واوضحت هيومن رايتس ووتش ان السلطات اليونانية تلجأ "بانتظام" الى هذا الاسلوب "في زنازين صغيرة ومكتظة" حيث يحتجز القاصرون "في ظروف مزرية طوال اسابيع وربما اشهر". بحسب فرانس برس.
واكدت المفوضة ان الاتحاد الاوروبي اعلن السبت تخصيص 115 مليون يورو اضافية لمساعدة اليونان في مواجهة وجود عدد كبير من المهاجرين على اراضيها، على ان ينفق قسم منها لاقامة مراكز استقبال للاطفال غير المرافقين. وتشهد اليونان ازمة مالية منذ 2010، وتواجه صعوبات في تولي امر نحو ستين الف مهاجر ولاجىء عالقين على اراضيها بعد اغلاق حدود اوروبا في اذار/مارس.
مخاطر على الحدود
في السياق ذاته حذرت منظمة العفو الدولية من تكدس المهاجرين عند الحدود بين إيطاليا وسويسرا وطلبت توضيحا من السلطات السويسرية بشأن تقارير من أطفال قالوا إنهم أعيدوا عندما حاولوا الانضمام إلى آبائهم هناك. وقالت سويسرا إن تكدس المهاجرين يعود إلى تدفق أفارقة يسعون للعبور إلى بلدان شمال أوروبا مثل ألمانيا مشيرة إلى أنها ستنظر في أي طلب للجوء إليها. ويبيت مئات المهاجرين على مقربة من محطة القطارات في كومو بإيطاليا منذ يوليو تموز بعد أن شددت سويسرا الإجراءات عند معابرها الحدودية.
وقال فرع منظمة العفو الدولية في سويسرا في بيان "نحن قلقون من تقارير من قصر قالوا إنهم أعيدوا إلى إيطاليا عند الحدود السويسرية ومنعوا من الانضمام إلى أفراد عائلاتهم في سويسرا." وأضافت الوكالة "إذا كان لدى قاصر أفراد عائلة في سويسرا يمكن أن يعتنوا به فيجب على سويسرا في النهاية أن تتعامل مع طلب اللجوء هذا." وأعيد نحو الثلثين من بين 7500 مهاجر وصلوا إلى سويسرا عبر إقليم تيتشينو الجنوبي منذ أوائل يوليو تموز في ارتفاع حاد عن أوائل العام حين كان يمنع دخول واحد من كل سبعة أشخاص. وارتفعت هذه النسبة في الأسابيع الأخيرة.
وقالت السلطات السويسرية إن هذا يعود إلى تدفق المهاجرين من إريتريا وجامبيا وإثيوبيا على وجه الخصوص على أمل العبور من ايطاليا إلى ألمانيا أو أي دولة في شمال أوروبا الأمر الذي يستلزم إذنا قانونيا. لكن سلطات الجمارك والهجرة السويسرية تقول إنها مستعدة لمنح الفرصة لأي شخص يرغب في التقدم بطلب اللجوء إليها أو يعبر عن رغبته في ذلك لحرس الحدود. وأضافت أن هذه السياسة لم تتغير في الأسابيع الماضية. وقال مارتين ريخلين المسؤول بأمانة الدولة للهجرة إنه يتوقع أن يتم تسليم أي طفل يصل إلى الحدود ويطلب ضمه إلى أفراد من عائلته في سويسرا إلى أمانة الهجرة.
وقالت منظمة العفو الدولية إنه يقع على عاتق السلطات مسؤولية إبلاغ القصر بحقوقهم وإن الإبعاد المنهجي للأطفال لا يتفق مع ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الطفل. وأضافت "نظرا للظروف المضطربة للمهاجرين في شمال إيطاليا.. من غير المقبول رفض دخول الأشخاص لاسيما الفئات الضعيفة منهم." وقال جيوسيبي سالا رئيس بلدية مدينة ميلانو الإيطالية إن مهاجرين رفضت فرنسا وسويسرا دخولهم بدأوا في التجمع في المدينة. ويوجد في ميلانو- العاصمة المالية لإيطاليا- أكثر من ثلاثة آلاف مهاجر غير قادرين على العبور إلى دول أوروبية أخرى.
من جانب اخر قالت وكالة تابعة للاتحاد الأوروبي إن قرابة 96 ألف طفل سافروا إلى أوروبا بمفردهم في 2015 للجوء للاتحاد الأوروبي وهو ما يمثل أربعة أمثال العدد في 2014. وقال مكتب دعم اللجوء لأوروبا في تقريره السنوي لعام 2015 إن أكثر من نصف القُصر الذين سافروا بدون مرافق كانوا من الأفغان يليهم السوريين والإريتريين. ووصل أكثر من مليون شخص هربوا من الحروب والصراع في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا إلى الاتحاد الأوروبي العام الماضي في أكبر أزمة هجرة تشهدها القارة منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال المكتب إن أكثر من 1.4 مليون شخص معظمهم سوريون وأفغان سعوا للحصول على حماية دولية في الاتحاد الأوروبي عام 2015 أي أعلى 110 في المئة من عام 2014 كا أنه الرقم الأعلى منذ بدأ الاتحاد الأوروبي عملية جمع البيانات في 2008. وذكر التقرير أن واحدا من كل ثلاثة متقدمين سجل طلبا للجوء إلى ألمانيا. بحسب رويترز.
وارتفع عدد السوريين الذين قدموا طلبات لجوء ثلاثة أمثال ليصل إلى 380 ألفا بالإضافة إلى 200 ألف أفغاني وهو ما يمثل زيادة أربعة أضعاف عن أعداد الطلبات في 2014. وأضاف التقرير أن الزيادة غير المسبوقة في عدد طلبات اللجوء أدت إلى نقص أماكن الإقامة في العديد من الدول الأعضاء "الأمر الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى تدهور مؤقت في معايير الاستقبال وتأخير الوصول إليها (أماكن الإقامة)."
اطفال تموت
على صعيد متصل قال مسؤول في الشرطة إن طفلا عراقيا يبلغ من العمر ستة أعوام وشابا غرقا وما زال ثلاثة أطفال بالاضافة إلى رجل في عداد المفقودين بعد غرق قارب يحمل عشرة مهاجرين في نهر الدانوب في بلغاريا. وتم انتشال جثتي الطفل والشاب الذي يبلغ من العمر 26 عاما بعد يومين من عثور الشرطة على أربعة مهاجرين نجوا من قارب غارق في جزيرة في الرافد الشمال الغربي من نهر الدانوب في بلغاريا على الحدود مع رومانيا.
وقال المهاجرون الذين لا يحملون أي وثائق للشرطة إنهم أسرة مكونة من عشرة أفراد فروا من العراق وإن القارب المعدني الذي كانوا يستقلونه للساحل الروماني في رحلتهم إلى غرب أوروبا انقلب. وقال مدير شرطة الحدود في المنطقة ديميتار تشوربادجيف "قمنا بالبحث في النهر بعد أن أخبرنا المهاجرون أن ستة أشخاص كانوا في نفس القارب معهم سقطوا في مياه النهر." وأضاف أن رجال الشرطة ما زالوا يبحثون عن ثلاثة أطفال مفقودين في الثانية والرابعة والسادسة من العمر ورجل آخر. وبنت بلغاريا سياجا على حدودها مع تركيا في محاولة لمنع تدفق المهاجرين وطالبت بروكسل بمساعدتها بتوفير عناصر من الشرطة ومعدات ر صد لحماية حدودها بشكل أفضل.
من جانب اخر قالت اجهزة الانقاذ ان طفلتين سوريتين، احداهما لا يتجاوز عمرها ثمانية اشهر، كانتا من بين ستة اشخاص لقوا حتفهم في انقلاب قارب يحمل مهاجرين الى اوروبا قبالة السواحل الليبية. وتم انتشال خمس جثث بينما لا يزال احد ركاب القارب مفقودا، يعتقد انه غرق، في اعقاب انقلاب القارب ا. ونجا من القارب 21 راكبا. وقال عدد من الناجين لعاملي الاغاثة ان 27 شخصا كانوا على القارب من ثماني عائلات سورية. وقام قارب للانقاذ تابع لمنظمة "مايجرنت اوفشور ايد ستيشن" غير الحكومية التي مقرها مالطا، وقارب للصليب الاحمر الايطالي، بانتشال جثث امراتين ورجل وطفلة رضيعة، بينما انتشل قارب صيد جثة طفل في الخامسة من العمر. بحسب فرانس برس.
ووصل نحو 100 الف مهاجر الى الشواطئ الايطالية هذا العام فيما انخفض عدد المهاجرين الذين يصلون الى اليونان بشكل كبير منذ التوصل الى اتفاق بين الاتحاد الاوروبي وتركيا في اذار/مارس الماضي. ولقي اكثر من ثلاثة الاف شخص حتفهم اثناء محاولتهم الوصول الى اليونان او ايطاليا منذ بداية العام، في ارتفاع بنسبة 50% مقارنة مع العام الماضي.
حق التعليم
من جهة اخرى قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أكثر من نصف الأطفال والمراهقين اللاجئين في العالم محرومون من التعليم في المدارس، وقدرت عدد الأطفال والمراهقين السوريين اللاجئين حول العالم والمحرومين من التعليم بتسعمئة ألف في سن الدراسة. وأكدت المفوضية أن تركيا -التي تستقبل أكثر من 2.7 مليون لاجئ سوري- عاجزة عن تأمين التعليم لأكثر من 39% ممن هم في سن الدراسة منهم، والعدد مشابه لذلك في لبنان (40%).
وقدرت المنظمة الدولية إجمالي عدد الأطفال والمراهقين اللاجئين المحرومين من التعليم في العالم بنحو 3.7 ملايين طفل، من أصل ستة ملايين لاجئ في سن الدراسة في العالم. وأوضحت أن 1.75 مليونا منهم لا يقصدون مدارس ابتدائية، بينما 1.95 مليونا لا يحصلون على التعليم الثانوي. وبحسب الأمم المتحدة يقيم أكثر من نصف إجمالي عدد اللاجئين من الأطفال والمراهقين المحرومين من التعليم في سبع دول، هي: لبنان وتركيا وباكستان وتشاد والكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وكينيا.
وأوضحت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن عدد الأطفال والمراهقين في سن الدراسة من اللاجئين والمهاجرين ظل مستقرا نسبيا خلال العقد الأول من القرن الحالي؛ لكن منذ عام 2011 تزايد بصورة مستمرة بمعدل ستمئة ألفٍ سنويا. وفي عام 2014 وحده، ارتفع عدد اللاجئين في سن الدراسة 30%، مما يحتم إنشاء 12 ألف صف دراسي كل عام، وإيجاد 20 ألف معلم ومعلمة جدد كل سنة. وأكد مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في بيان أن تعليم اللاجئين "يتعرض لإهمال شديد"، داعيا قادة دول العام المشاركين في لقمة الأولى بشأن اللاجئين والمهاجرين التي تستضيفها الأمم المتحدة الاثنين المقبل، إلى تشجيع تعليم هؤلاء الأطفال.
وقال غراندي "وبينما تدرس الأسرة الدولية السبل الفضلى لمواجهة أزمة اللاجئين، علينا التفكير أبعد من حاجات البقاء، فالتعليم يتيح للاجئين بناء مستقبل إيجابي في البلد الذي يستقبلهم وفي بلدهم الأصلي بعد عودتهم إليه". مضيفا أن الأطفال اللاجئين يواجهون مخاطر الحرمان من التعليم أكبر خمس مرات من سواهم.
على صعيد متصل استقبلت عشرون مدرسة في اليونان 1500 طفل من ابناء اللاجئين في اطار برنامج حكومي لتوفير الدراسة بعد الظهر للاطفال القادمين من مناطق النزاعات والبلدان الفقيرة. وجرت المبادرة بهدوء في مختلف انحاء البلاد ما عدا في بروفيتي على بعد 30 كلم من سالونيكي في شمال البلاد حيث احتج نحو اريعين من الاهالي اليونانيين. واصطف نحو مئة شرطي على جانبي الطريق لضمان دخول اربعين طفلا لاجئا الى المدرسة في البلدة.
وصرخ بعض الاهالي "اطفالنا سيتعرضون للاغتصاب ومن سيتحمل المسؤولية؟ قيل لنا ان هؤلاء الاطفال اخذوا جرعات لقاح ولكننا لا نصدق ذلك". واكدت وزارة التربية ان الاطفال اخذوا اللقاحات اللازمة. وسيتم فتح مدارس اخرى قريبا بعد ان وعدت الحكومة بتوفير التعليم لنحو 18 الف طفل لاجىء هذا الخريف. بحسب فلا. بحسب فرانس برس.
بقى ان الاطفال الموجودين في مراكز التسجيل في جزر بحر ايجه الخمسة لن يذهبوا الى المدرسة قريبا على ان يشملهم البرنامج لاحقا. وتستقبل اليونان نحو 64 الف لاجىء منذ اغلاق الحدود الاوروبية في نهاية شباط/فبراير وبدء تطبيق الاتفاق الاوروبي التركي الذي يقوم على ترحيل الوافدين ممن لا يحصلون على طلب لجوء واعادتهم الى تركيا مقابل ارسال لاجئين آخرين الى اوروبا. ومعظم اللاجئين من السوريين الذين ينتظرون توزيعهم في بلدان الاتحاد الاوروبي لكن عملية التوزيع تتم ببطء شديد نظرا لمعارضة العديد من الدول الاعضاء.