الهجرة الى ألمانيا.. عندما يتحول حلم اللجوء الى موت وشيك

عبد الامير رويح

2015-09-03 09:59

تعد ألمانيا وكما تشير بعض المصادر من أكثر بلدان القارة العجوز جذباً للاجئين، وخاصة القادمين من دول وبلدان تعاني من عدم استقرار امني حيث شهدت السنوات الأخيرة تزايد أعداد الوافدين إلى هذا البلد الذي يقدم تسهيلات كثيرة تختلف عن باقي دول المنطقة، هذا الملف المهم أسهم أيضا في بروز بعض المشكلات والأزمات الداخلية، التي ساعدت بتفاقم معاناة اللاجئين ولأسباب مختلفة، منها متنامي خطر واضطهاد الأحزاب والجماعات اليمنية المتطرفة التي ترفض وجودهم يضاف الى ذلك المشكلات والتحديات الأخرى التي تواجه السلطات الألمانية وخصوصا تلك التي تتعلق بتأمين الحياة الكريمة لهذه الإعداد المتزايدة.

وألمانيا هي الدولة الأكبر في الاتحاد الأوروبي من حيث يعيش حوالي 82 مليون إنسان يعيشون على الأرض الألمانية، ويعتمد الاقتصاد الألماني منذ فورة ما بعد الحرب في الخمسينيات على العمالة الأجنبية الوافدة. ويعيش في ألمانيا وبحسب بعض التقارير أكثر من 15 مليون إنسان من أصول أجنبية. ويقدر عدد المسلمين في ألمانيا بأربعة ملايين.

750 ألف طلب

وفي هذا الشأن فقد نقلت صحيفة اقتصادية عن مصادر حكومية قولها إن ألمانيا تتوقع أن يسعى 750 ألف شخص للحصول على حق اللجوء هذا العام ارتفاعا من تقدير سابق بنحو 450 ألف شخص في الوقت الذي تقول فيه بعض المدن إنها لا يمكنها استيعابهم ويتزايد العداء للمهاجرين في بعض المناطق. ودفع تدفق اللاجئين قضية طالبي حق اللجوء إلى رأس الاولويات السياسية في ألمانيا. وتحاول المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التعامل مع مخاوف بعض الناخبين من أن يلتهم المهاجرون أموال دافعي الضرائب ويأخذون وظائفهم. وتصاعد عدد الهجمات على مراكز إيواء طالبي اللجوء هذا العام.

وامتنعت وزارة الداخلية عن التعقيب على الارقام التي نشرتها صحيفة هاندلسبلات. وتقديرها السابق لطلبات اللجوء لعام 2015 يزيد مرتين على الطلبات التي تلقتها في 2014. وألمانيا هي أكبر مستقبل لطلبات اللجوء في الاتحاد الاوروبي الذي يواجه أعدادا متنامية من اللاجئين الفارين من الحرب والعنف في دول مثل سوريا والعراق واريتريا. كما يوجد تدفق لطالبي اللجوء من دول البلقان. ونحو نصف اللاجئين تقريبا الذين جاءوا إلى المانيا في النصف الأول من العام كانوا من جنوب شرق أوروبا. بحسب رويترز.

وحث كل من ميركل والرئيس يواخيم جاوك الالمان على تجنب عدم التسامح والعداء نحو الاجانب. ودأبت المانيا على الترحيب باللاجئين ويرجع هذا الى سعيها للتكفير عن ماضيها في الحقبة النازية حين فر 500 الف من اليهود وغيرهم الذين اضطهدهم نظام ادولف هتلر من البلاد. لكن التوترات تأججت بينما تواجه المانيا وبقية دول الاتحاد الأوروبي صعوبات للتعامل مع الأعداد المتزايدة من اللاجئين الذين يفرون من الحرب والعنف في الشرق الأوسط واسيا وافريقيا. وفي الشهور الستة الاولى من العام شهدت ألمانيا 150 حريقا متعمدا ألحق أضرارا أو دمر مراكز إيواء اللاجئين وهو ما يماثل عددها في العام السابق بأكمله. وكان كثير من الحرائق في الولايات الشرقية الشيوعية سابقا.

صدامات عنيفة

الى جانب ذلك أصيب عشرات الأشخاص بجروح خلال صدامات بين قوات الأمن ومتظاهرين ينتمون لليمين المتطرف، لبوا دعوة النازيين الجدد في الحزب القومي الديمقراطي، للاحتجاج على وصول مئات من طالبي اللجوء من المهاجرين إلى مركز أقيم لهم في هايديناو شرق ألمانيا. وبعد انتهاء التظاهرة أغلق نحو ثلاثين منهم الطريق بينما تجمع حوالى 600 شخص أمام المبنى المخصص لاستقبال اللاجئين. وقالت شرطة دريسدن في بيان أنه "تم رشق الشرطة بحجارة وزجاجات ومفرقعات". وأضافت أن 31 شرطيا أصيبوا بجروح أحدهم في حالة خطرة، بدون أن تشير إلى عدد المصابين في صفوف المتظاهرين.

وبعد عودة الهدوء تجددت الصدامات عندما قامت مجموعة من نحو 150 ناشطا يمينيا متطرفا برشق مفرقعات وزجاجات في مواجهة عدد مماثل من المشاركين في تظاهرة مضادة. وقالت وكالة الأنباء الألمانية أن رجال الشرطة الذين زودوا بدروع، قاموا بتفريق المتظاهرين. وكان أكثر من 300 من طالبي اللجوء نقلوا بحافلات وتم إيواؤهم في هذا المخزن الكبير الفارغ منذ سنتين وأعد لاستقبال المهاجرين. بحسب فرانس برس.

وأعربت السلطات الألمانية عن قلقها من تزايد الهجمات العنيفة التي تستهدف أماكن خصصت لإيواء اللاجئين. وقال وزير العدل الألماني هايكو ماس "علينا ألا نسمح بأي شكل من الأشكال بأن يتعرض أشخاص في بلدنا للتهديد والاعتداء وعلينا أن نتحرك ضد ذلك بكل قوة دولة القانون".

من جانبه قاد وزير الداخلية الألماني توماس دو مازيير دعوات لكبح المتشددين اليمينيين والعنصريين بعد الاشتباكات بين محتجين والشرطة أمام مأوى للاجئين في بلدة هايدناو بشرق ألمانيا. وبعد يوم من إصابة 31 شرطيا في احتجاجات عنيفة ضد طالبي اللجوء شوهد نحو 200 متشدد معظمهم مخمورون في هايدناو يلقون ألعابا نارية وزجاجات على الشرطة وكان بعضهم يردد التحية النازية. وفي الوقت الذي تكافح فيه أوروبا تدفق المهاجرين الفارين من الحروب في بلادهم مثل سوريا والعراق يشعر سياسيون ألمان بالقلق إزاء الآثار المالية والاجتماعية على بلادهم وهي أكبر دولة من دول الاتحاد الأوروبي تستقبل لاجئين.

حالات فريدة

على صعيد متصل هيمنت حوادث الحرق العمد والاحتجاجات ضد اللاجئين الذين وصل عددهم في ألمانيا هذا العام إلى 450 ألفا على عناوين الصحف بينما تواجه البلاد صعوبة لمواجهة تدفق أعداد قياسية من طالبي اللجوء الذين يفرون من الحرب والعنف والجوع. لكن هناك موضوعا صحفيا آخر في ألمانيا لا يحظى بنفس القدر من الاهتمام.

إنهم ملايين الألمان الذين يفتحون قلوبهم ومنازلهم لمساعدة جموع الفقراء المرهقين الوافدين من الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا من أجل العثور على ملاذ وربما حياة جديدة في بلد لن يتوقف عن محاولة التكفير عن ماضيه النازي. ويمثل التوتر بين رافضي ومساعدي اللاجئين في ألمانيا التي تستقبل منهم أعدادا أكبر من أي دولة أخرى بالاتحاد الأوروبي نموذجا مصغرا للصراعات بشأن هذه القضية التي تثير انقسامات في أوروبا خاصة في كاليه التي تتكرر فيها أعمال العنف.

وأصبحت بلدة كيربن مانهايم الألمانية مدينة أشباح إذ هجرهاالسكان بعد أن اشترتها شركة (آر.دابليو.إي) لهدمها من أجل مشروع مستقبلي لحفر منجم مفتوح عمقه 400 متر. لقد تحولت إلى مقر إقامة مؤقت لثمانين لاجىء من الصومال وكوسوفو وألبانيا والبوسنة. واستأجرت السلطات المحلية بعضا من المباني المقرر هدمها من شركة (آر.دابليو.إي) لحين الانتهاء من دراسة حالاتهم وهي عملية يمكن أن تستغرق شهورا وربما سنوات. هذا واحد من مجموعة من الحلول المبتكرة التي توصل إليها الألمان لمعالجة أزمة اللاجئين.

وقال فولفجانج ايسر وهو من الشخصيات العامة في المجتمع الألماني في كيربن مانهايم حيث غادر معظم سكان البلدة التي يرجع تاريخها إلى ألف عام ويبلغ عدددهم 1600 نسمة منازلهم بالفعل "دائما ما تحصل الأعداد الصغيرة من المتطرفين الذين يشعلون الحرائق على الاهتمام." وأضاف "لكن الحقيقة أن هناك عددا أكبر كثيرا من الناس في ألمانيا يعملون مقابل مشعلي الحرائق والمحتجين المناهضين للمهاجرين. هناك عدد أكبر كثيرا من الناس في ألمانيا حريصون على مساعدة اللاجئين."

وايسر واحد من عدد لا يحصى من المتطوعين الذين لا يحظون باهتمام إعلامي في ألمانيا وهو يجمع قطع الأثاث والملابس والسلع المنزلية التي يتبرع بها مواطنون ألمان لتوزيعها على اللاجئين. كما ينظم ممارسة كرة القدم والرياضات المختلفة للشبان والأطفال من الوافدين الجدد. ويقول "الرياضة هي أفضل وسيلة للاندماج" مشيرا إلى أن بعض المتطوعين يعلمون اللاجئين اللغة الألمانية بينما يساعدهم آخرون في التعامل مع الإجراءات الحكومية الألمانية المعقدة.

وتتناقض مشاهد طالبي اللجوء الذين يركبون الدراجات او ينتظرون مرور حافلة في شوارع كيربن مانهايم الخالية مع مشاهد مراكز اللاجئين المحترقة في بلدات مثل تروجليتز ورمشيجن. وهوجم نحو 150 مركز إيواء انشئت حديثا ولحقت بها تلفيات أو دمرت هذا العام. وعادة ما يقوم المهاجمون الذين عقدوا العزم على الا يحصل اللاجئون على مأوى في أحياء جديدة من بلداتهم بإحراق هذه المراكز. ورسمت شارة النازية على أحد مراكز الإيواء التي أحرقت في فورا. وقال هانز جورج ماسن رئيس جهاز الأمن الداخلي الألماني (بي.إف.في) "شهدنا تزايد عدد الهجمات على مساكن اللاجئين بدرجة ملحوظة خلال العام المنصرم ويساورنا قلق من أن يستمر هذا العدد في التزايد." وأضاف "شهدنا أيضا صعودا في الميل للعنف."

وقال ماسن إن اليمين المتطرف يحاول تأجيج المخاوف من أن يجتاح الأجانب ألمانيا في محاولة لتحسين فرصه السياسية المتضائلة. وأضاف "شهدنا تراجع متطرفي تيار أقصى اليمين على مدى سنوات" مشيرا إلى أنهم يحاولون استغلال وضع اللاجئين حتى يستعيدوا مكانتهم السياسية مجددا. واعتادت ألمانيا منذ زمن بعيد الترحيب باللاجئين في إطار تعاملها مع ماضي الرايخ الثالث حين فر نصف مليون من اليهود وغيرهم الذين اضطهدهم النازيون ووجدوا الملاذ في أكثر من 80 دولة. وبعد الحرب العالمية الثانية استقبلت ألمانيا 13 مليون نازح ولاجىء تقريبا فروا من شرق أوروبا إلى الغرب.

كما انتقل نحو 1.8 مليون روسي وقازاخستاني من أصول ألمانية إلى ألمانيا منذ التسعينات. وقال رفائيل ماسيمو (18 عاما) وهو واحد من مئات السكان الذين تبقوا في كيربن مانهايم إلى الغرب من كولونيا "قدوم اللاجئين ليس مشكلة. مرحبا بهم جميعا." وأضاف "هناك ما يكفي من المنازل الخالية ويستطيع من يحتاج إلى مكان إقامة أن يأتي الى هنا." بحسب رويترز.

وفي الوقت الذي قد يتخذ فيه العداء للاجئين أشكالا كثيرة من إطلاق السباب في وجوههم إلى شكوى ابناء الطبقة المتوسطة من تأثير وجودهم على أسعار المنازل فإن الدعم لهم أيضا يأتي في أشكال عديدة. وقالت هانلوره كرافت رئيسة وزراء ولاية نورد راين فستفاليا إن 150 موظفا حكوميا عادوا من التقاعد للمساعدة في استقرار اللاجئين وحمايتهم. وفي هانوفر فتح قس شقة صغيرة قرب مكتبه يستخدمها الآن لاجئان من أفغانستان. وفي برلين استقبل زوجان مسنان رجلا في السابعة والثلاثين من عمره من غانا. أما في ميونيخ أصبح شاب في العشرين من عمره فر من أفغانستان عقب أن قطعت طالبان رأس اخيه حارس شاطىء بعد أن تغلب على خوفه من المياه.

من جانب اخر أثارت مقدمة برامج تلفزيونية تحظى بشعبية جدلا عاما ساخنا حول التدفق الكبير للاجئين الى البلاد من خلال دعوتها في وقت ذروة مشاهدة الالمان الى الوقوف في وجه العنصريين الذين يحرضون على العنف ضد القادمين الجدد. فقد اصطدمت كلمات انجا راسشكه بقناة ايه آر دي التلفزيونية والتي تحث فيها الالمان على تحدي منتقدي الموقف الرسمي الالماني المرحب، بوتر حساس في بلد مازال مطارد بذكريات الاضطهاد النازي وقتل يهود واقليات اخرى.

وقالت في تعليقها في برنامج على قناة "إيه آر دي" "هؤلاء الذين يتلفظون بالكراهية يتعين عليهم ان يدركوا ان هذا المجتمع لن يتسامح معها بعد ذلك" في اشارة الى الهجمات عبر الانترنت الى السياسة الالمانية المتعلقة باللاجئين. وكان هناك اكثر من 20 الف تعليق على مواقع الاعلام الاجتماعي وبينما ايدها الكثير فقد انتقدها البعض.

من العراق الى المانيا

في السياق ذاته يواجه الشاب العراقي شاهين البالغ من العمر 21 عاما صعوبة في تذكر البلدان التي اجتازها في رحلته الطويلة جدا قبل ان يصل في نهاية المطاف الى المانيا آملا في العيش بسلام وأمان. هل عبر صربيا او المانيا بعد اليونان؟ او بلغاريا على الأرجح؟ لا تعني له كثيرا في الواقع البلدان التي اجتازها. فإلى المانيا الوجهة الاولى لطالبي اللجوء في اوروبا، اراد هذا الشاب العراقي ان يذهب. ويقول بمزاح رافعا إبهامه علامة الفوز "المانيا هي البلد الاول".

وعلى غرار شاهين العبيدي الذي غادر قبل سنة بالضبط مسقط رأسه مدينة الموصل التي سقطت تحت نير تنظيم داعش، يطرق مئات الاف المهاجرين باب المانيا ويرسم هذا الشاب الذي يعتمر قبعة ويضع في اذنيه سماعة موسيقى على طريقة مغني راب اميركي، على وجهه ابتسامة فوق كوب القهوة بالحليب الذي يحمله، لدى جلوسه على شرفة مقهى قريب من ممر مائي في برلين.

ومع شقيقه الذي يبلغ الثامنة عشرة من عمره، ووالده (54 عاما)، يتجول في ارجاء مركز لطالبي اللجوء، منتظرا كما يأمل الحصول على الاوراق التي ستتيح له استئناف دروسه "في اللغات الاجنبية والمعلوماتية". وقال ان هذه "المسألة تستغرق وقتا طويلا. يقولون لنا الاولوية هي للاجئين السوريين". وفي هذه الاثناء ينصرف الى تعلم اللغة الالمانية. وقد احرز فيها تقدما سريعا.

ومع ذلك، يمرر في عباراته باللغة الانكليزية كلمات بالالمانية مثل "اوسفايس" التي تعني اوراق الهوية، او "غيدولد" التي تعني التحلي بالصبر في مركز طالبي اللجوء، لكن هذا الشاب المستعجل ليس قادرا على احتماله. غقبل سنة كان مشردا على الطرق، في مكان ما بين تركيا واليونان. وكان العبور بالسفينة للوصول الى بوابة الاتحاد الاوروبي، اكثر اللحظات خطورة في مغامرته. وترتسم على امواج بحر ايجه ملامح المآسي اليومية للمهاجرين.

وقد حالف الحظ شاهين الذي قال "يدفع اشخاص الف دولار للعبور. دفعنا مبلغا يفوق الالف دولار بكثير" لنحصل على ضمانة بأن تكون حمولة السفينة التي ستنقلنا اقل من حمولة السفن الاخرى. واضاف "كنا 50 او 60 وليس اكثر في سفينة مخصصة لنقل 40". وعائلته ميسورة، وقد دفع والده عشرات الاف الدولارات بالاجمال لرحلة قام بها ثلاثة اشخاص من الموصل الى المانيا. وقال "دفعنا نصف المبلغ لدى انطلاقنا، والنصف الاخر لدى وصولنا". وتدبر المسألة مهرب كردي قبل مغادرة العراق.

وكان هاجسه الاول خلال الرحلة حماية هاتفه النقال حتى يتمكن من طمأنة والدته التي بقيت في بغداد. وقال "هذا تشرد عائلي وتمزق" لكن الرحلة كانت محفوفة بالمخاطر في نظرها. وبعد اليونان، بدأت الايام التي لا تنتهي على متن سيارة يقودها سائق يعمل لحساب المهربين. وقال شاهين "كان صامتا، ويقود خلال الليل ولا يتوقف إلا صباحا" في الارياف النائية. اما وجبات الطعام فكانت تتألف من البسكويت ورقائق البطاطا، ولا شيء آخر.

وفي احدى محطات الرحلة بدول البلقان، احس شاهين بشيء من الضياع. وقال "كنت اعرف الى اي بلد وصلت، لكني في احد الايام رأيت علما لا اعرفه". وفي المانيا، اراد التوجه الى مدينة هامبورغ الشهيرة بمرفئها في الشمال. وقال "كنت احلم بأن آتي الى هذه المدينة في احد الايام، بصفة سائح وليس بصفة لاجىء". ثم تحدث عن حياة على وقع الاعتداءات وعمليات الخطف والرعب الذي يبثه تنظيم داعش، في العراق. بحسب فرانس برس.

وقال "في العراق، كان لا يمكنني ارتياد اماكن تؤمها اعداد كبيرة من الاشخاص. انه امر محفوف بالمخاطر". اما في الموصل، فكانت ساعات يومه تمضي على وقع الاتصالات الهاتفية، الى والده ووالدته، ليقول فقط نعم، الامور على ما يرام، واننا وصلنا سالمين الى المدرسة او الى الكلية. وفي الحادية والعشرين من عمره، لم يعرف إلا الاضطرابات في بلاده، لذلك يقول "احلم بأن اعيش حياة يسودها الامان والسلام".

ارتفاع معدل المواليد

من جانب اخر ارتفع معدل المواليد في ألمانيا العام الماضي إلى أعلى مستوى له منذ 12 عاما وقد ساعده في ذلك سنوات من النمو الاقتصادي والدعم الحكومي ولكن ليس بمعدل كاف لتعويض معدل الوفيات ومازال العدد الاجمالي للسكان في تراجع. وقال مكتب الاحصاءات إن معدل المواليد ارتفع 4.8 في المئة في 2014 وتخطى حد 700 ألف مولود لأول مرة منذ 2004 ليصبح 714966.

ولكن مع ذلك تراجع عدد السكان 153407 أشخاص في 2014 بعد أن فاق عدد الوفيات الذي بلغ 868373 عدد المواليد. ويعوض جزئيا ارتفاع معدل الهجرة تراجع عدد الألمان. ونحو 8.6 في المئة من سكان ألمانيا البالغ عددهم 81.8 مليون نسمة أجانب. وأخذت ألمانيا أيضا 40 في المئة من اللاجئين الذين وصلوا إلى الاتحاد الأوروبي هذا العام. وقال مكتب الاحصاءات في فيسبادن إن النمو الاقتصادي المطرد منذ عام 2010 والسياسات السخية الداعمة للأسرة والتي انتهجتها الحكومات المتعاقبة في السنوات الأخيرة ساعد في رفع معدل المواليد. بحسب رويترز.

وقال مسؤولون إن من المرجح أن يبدأ عدد المواليد في التراجع من جديد لأن الاضطراب الاقتصادي قلص معدل المواليد في ألمانيا الشرقية سابقا بعد التوحيد في 1990. وقالت أولجا بويتزتش وهي خبيرة حكومية في الاحصاء "حدث تراجع كبير في المواليد بعد عام 1990 وهذا يعني وجود عدد أقل من النساء الآن في سن الحمل الأساسي." وعرضت الحكومة دعما سخيا للوالدين في السنوات الأخيرة ووسعت بشكل كبير رعاية الطفل على أمل زيادة معدل المواليد. وقالت بويتزتش إن‭ ‬"البيئة الاقتصادية الايجابية في ألمانيا وتطبيق سياسات داعمة للأسرة كان لهما تأثير على مستويات المواليد.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي