حرب اليمن: السعودية تواصل قتل المدنيين والمجتمع الدولي لا يحرك ساكنا
عبد الامير رويح
2017-08-28 05:10
التدهور المتسارع للأوضاع الإنسانية في اليمن، ما يزال محط اهتمام الكثير من المنظمات الانسانية والحقوقية العالمية، التي اكدت ان اليمن يعاني من ازمة إنسانية خطيرة بسبب استمرار الغارات والقصف العشوائي الذي تقوم به قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، والذي اسهم بتدمير البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المستشفيات وشبكات المياه العامة، كما تسبب الحصار على الواردات في نقص الغذاء، والإمدادات الطبية، والوقود، والكلور، وتقييد وصول المساعدات الإنسانية. وهو ما ساعد في انتشار الكثير من الامراض ومنها وباء الـ "كوليرا"، حيث اكدت التقارير الصادرة عن منظمات الأمم المتحدة المعنية بالشؤون الصحية والإنسانية إصابة أعداد كبيرة بهذا المرض.
من جانب اخر قال مسؤول بارز بالأمم المتحدة في اليمن إن الضربات الجوية المستمرة التي تقوم بها قوات التحالف العربي، تعد مثالا على“الاستهتار بسلامة المدنيين. وقال جيمي مكجولدريك منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن نقلا عن تقارير لمنظمات إغاثة أخرى إن الكثير من المدنيين قتلوا وأصيب العشرات في الفترة الأخيرة بسبب الهجمات والغارات الجوية على منزل وسيارة خاصة. ويشهد اليمن منذ العام 2014 نزاعا داميا بين الحوثيين والقوات الحكومية، وقد سقطت العاصمة صنعاء في أيدي الحوثيين في أيلول/سبتمبر من العام نفسه.
وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية دعما لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي في آذار/مارس 2015، بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة من البلد الفقير. ومنذ بدء التدخل العربي أدى النزاع إلى مقتل أكثر من ثمانية آلاف شخص وجرح 48 ألفا على الأقل بينهم عدد كبير من المدنيين، إلى جانب أزمة إنسانية حادة، بحسب منظمة الصحة العالمية.
قصف المدنيين
وفي هذا الشأن أقر التحالف العربي بقيادة المملكة السعودية بالوقوف خلف الغارة التي تسببت بمقتل 14 يمنيا بينهم خمسة أطفال جنوب صنعاء، مؤكدا أن إصابة الهدف المدني وقعت بسبب وجود "خطأ تقني". وقالت قيادة التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية إنه بعد مراجعة "كافة الوثائق والإجراءات المتعلقة بالتخطيط والتنفيذ العملياتي" اتضح "وجود خطأ تقني كان سببا في وقوع الحادث العرضي غير المقصود". وأوضحت أن طائراتها كانت تستهدف مركزا للقيادة والسيطرة والاتصالات يتبع للحوثيين ويقع في منطقة الغارة في حي فج عطان عند الأطراف الجنوبية للمدينة.
وعاشت صنعاء ليلة دامية قتل فيها 14 شخصا بينهم خمسة أطفال من أسرة واحدة بعدما دمرت الغارة منزلين تسكنهما ست عائلات على الأقل. وأدانت منظمات حقوقية استهداف المدنيين، مطالبة الأمم المتحدة بالتحقيق العاجل في الحادث. وتحدثت منظمة العفو في بيان عن "ليلة رعب" في صنعاء "أمطر خلالها التحالف بقيادة السعودية المدنيين بالقنابل بينما كانوا نائمين". وذكرت أن الغارة شملت أكثر من ضربة جوية واحدة، ونقلت عن سكان في المنطقة قولهم إنه لم يكن هناك أي هدف عسكري لحظة وقوع الهجوم الجوي.
ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا داميا بين الحوثيين والقوات الحكومية. وقد سقطت العاصمة صنعاء في أيدي الحوثيين في أيلول/سبتمبر من العام نفسه. وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في البلد الفقير. والمدنيون هم من يدفع الثمن الأكبر للحرب. فمنذ بداية التدخل السعودي، قتل أكثر من ثمانية آلاف شخص بينهم آلاف الأطفال والنساء، وجرح 47 ألف شخص آخرين على الأقل، بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية. بحسب فرانس برس.
كما نزح مئات آلاف اليمنيين من منازلهم. ووقعت غارة بعد يومين من مقتل 30 شخصا على الأقل بينهم مدنيون في سلسلة غارات استهدفت صنعاء ومحيطها ونسبت إلى التحالف العربي بينها غارة في مديرية أرحب شمال العاصمة. وسبق أن اتهم التحالف بالوقوف خلف ضربات جوية تسببت في مقتل مدنيين. وذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسانأن ضربات جوية شنها التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن أدت إلى مقتل 42 مدنيا خلال اسبوع فقط ، بينهم عدد من الأطفال.
وقالت الناطقة باسم المفوضية ليز ثروسل للصحافيين في جنيف إنه "في الأسبوع الذي يمتد من 17 إلى 24 آب/أغسطس، قتل 58 مدنيا بينهم 42 بأيدي التحالف الذي تقوده السعودية". وعددت الأمم المتحدة سلسلة ضربات استهدفت إحداها فندقا قرب صنعاء وقتل فيها 33 شخصا، وأخرى أصابت منزلا في العاصمة قتل فيه 6 مدنيين. وأفاد بيان للمفوضية عن "مقتل امرأة وطفلين وإصابة امرأتين وطفلين، عندما أصابت غارة جوية للتحالف العربي بقيادة السعودية منزلا في قرية" قرب صنعاء. أَضاف البيان "في جميع هذه الحالات أفاد شهود عدم وجود أي إنذار بهجوم وشيك".
وباء الكوليرا
الى جانب ذلك قدرت منظمة الصحة العالمية أن وباء الكوليرا في اليمن أصاب أكثر من 500 ألف شخص وقتل نحو 2000 آخرين منذ نهاية نيسان/أبريل الفائت. وذكر تقرير للمنظمة يقدم نظرة عامة للوضع الصحي في اليمن وجود 503,484 إصابة محتملة و1975 وفاة مرتبطة بتفشي الوباء منذ أربع أشهر في البلد الذي تمزقه الحرب. وأكثر من ربع الوفيات وما يفوق 41% من الحالات المصابة المحتملة من الأطفال، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وأشارت الوكالة التابعة للأمم المتحدة إلى أن السرعة التي ينتشر فيها الوباء تراجعت بشكل ملحوظ منذ بداية تموز/يوليو، لكنها حذرت من أن الوباء المنقول عبر المياه لا يزال يصيب نحو 5 آلاف شخص يوميا. وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن الوباء انتشر بسرعة نظرا لتدهور الأوضاع الصحية، مع وجود ملايين اليمنيين المحرومين من المياه النظيفة. وقال رئيس المنظمة تيدروس أدناهوم غيبريسوس إن "موظفي الصحة في اليمن يعملون في ظروف مستحيلة".
وأضاف أن "آلاف الناس مرضى، لكن ليس هناك مستشفيات كافية، والأدوية ليست كافية، والمياه النظيفة ليست كافية"، مشيرا إلى أن الأطباء والممرضين العاملين على مكافحة تفشي الوباء لم يتلقوا رواتبهم منذ قرابة العام. وتابع "ينبغي دفع رواتبهم ليستمروا في إنقاذ الأرواح". وأكدت المنظمة أنها تعمل مع الشركاء "على مدار الساعة" لدعم الجهود الوطنية لوقف تفشي المرض، مضيفة أن أكثر من 99% من المصابين بالكوليرا في اليمن يمكنهم التعافي إذا أتيحت لهم خدمات طبية. والخدمات الطبية الأساسية غير متوفرة لأكثر من 15 مليون شخص في اليمن. بحسب فرانس برس.
ودعا تيدروس كافة الأطراف المعنية في أزمة اليمن، التي راح ضحيتها أكثر من 8300 شخص منذ آذار/مارس 2015، للتوصل لحل سياسي بشكل عاجل. وقال إن "الناس في اليمن لن يتحملوا ذلك لمدة أطول. إنهم بحاجة للسلام لإعادة بناء حياتهم وبلدهم". وأدت المواجهات بين القوات الحكومية التي تدعمها السعودية والميلشيات الشيعية التي تدعمها إيران إلى تدمير معظم البنى التحتية، ما سمح للكوليرا بالانتشار إلى هذا الحد.
مساعدات جديدة
على صعيد متصل تعتزم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إرسال شحنة أرز تجريبية إلى اليمن في أول محاولة منذ فبراير شباط لإيصال الغذاء عبر ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه المقاتلون الحوثيون. وتعرض الميناء مرارا لضربات جوية من تحالف تقوده السعودية يخوض قتالا في اليمن منذ 2015 لمحاولة إعادة الرئيس المتعرف به دوليا عبد ربه منصور هادي إلى السلطة. ويتعامل الميناء عادة مع نحو 80 في المئة من إمدادات اليمن من الغذاء وكذلك مع المساعدات الإنسانية.
وقالت المتحدثة باسم اللجنة يولاندا جاكميه “عدد محدد من الشركات البحرية يبدأ استخدام ميناء الحديدة.. سنختبر الأجواء إن جاز القول وسنرسل شحنة أرز من باكستان”. وأضافت أن من المقرر أن تغادر الشحنة باكستان ويجب أن تصل في مطلع سبتمبر أيلول. ويقول التحالف الذي تقوده السعودية إن الحوثيين يستخدمون ميناء الحديدة لتهريب الأسلحة إلى البلاد وإن حكومة هادي قدمت اقتراحا للأمم المتحدة بأن تراقب المنشأة.
وأوقفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر استخدام ميناء الحديدة في فبراير شباط. وقالت جاكميه إن اللجنة كانت تدخل الإمدادات إلى اليمن برا من الأردن عبر السعودية وسلطنة عمان. وأودت الحرب بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص وشردت ما لا يقل عن مليونين ودمرت كثيرا من البنية الأساسية في البلاد ومنها الطرق والمستشفيات والمدارس دافعة اليمن إلى شفا المجاعة. كما أدت إلى تفاقم انتشار الكوليرا مما أدى إلى إصابة نحو نصف مليون شخص ومقتل زهاء ألفين جراء الوباء الفتاك.
وقال رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر، التي تشمل الحديدة، إن التحالف الذي تقوده السعودية منع في يناير كانون الثاني تسليم أربع روافع متحركة كان برنامج الأغذية العالمي قد رتب وصولها لتحل محل الروافع التي دمرها التحالف العام الماضي. وأكد برنامج الأغذية العالمي التقرير وقال إن الروافع، التي مولتها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، أعيدت إلى دبي بعد الانتظار قبالة الساحل لأكثر من أسبوع.
وذكر متحدث باسم التحالف أن برنامج الأغذية العالمي لم ينسق مع التحالف قبل أن يمضي قدما ويرسل الروافع مضيفا أن الحوثيين أرادوا الروافع لإيجاد مصدر دخل من الواردات لتمويل الحرب. واقترح المتحدث أن يتم تركيب الروافع بدلا من ذلك في ميناء المخا الواقع تحت سيطرة التحالف. بحسب رويترز.
وقال العقيد تركي المالكي في بيان "يسعى الحوثيون من خلال محاولاتهم وجهودهم للحصول على الرافعات وتركيبها إلى إيجاد عائدات ماليه لدعم ما يسمونه المجهود الحربي ، والأولى أن تذهب هذه العائدات إلى البنك المركزي اليمني الواقع تحت إدارة الحكومة الشرعية للتخفيف من معاناة الشعب اليمني وصرف مرتباته وليس لجماعة انقلابية تدعم وتعمل مع منظمات إرهابيه متواجدة باليمن".