الهجرة الى اوروبا تغير مسارها لكن: هل ستتوقف الازمة في يوم ما؟

مروة الاسدي

2017-07-10 07:09

غيرت موجة الهجرة التي تتدفق على اوروبا طريقها مع اغلاق المعبر بين تركيا واليونان، لكن جموعا يتزايد عددها تحاول عبور البحر المتوسط بين ليبيا وايطاليا مغامرين بحياتهم، الهجرة غير المشروعة مليئة بالمخاطر لذا من الممكن أن يتعرض بعض المهاجرين غير الشرعيين لبعض الاضطرابات النفسية مثل تعرضهم لاضطراب ضغوط ما بعد الصدمة ولتجارب ضاغطة.

إن أحداث قوارب الموت في المتوسط تصيب الناجين في صميم صحتهم النفسية وآمنهم النفسي، إن مشكلة الاندماج في المجتمع الجديد والتكيف معه تولد لدى المهاجر غير الشرعي الشعور بالعزلة الاجتماعية والنفسية، جراء انتقاله من البيئة والمجتمع الذي ألفه إلى آخر جديد غير مألوف مصحوب بالشعور بالحزن والأرق، وحالات من القلق في المراحل الأولى من الهجرة، ثم الخوف من المجهول يضاف لذلك شعور المهاجر بالخسارة وفقدان المنزل والأصدقاء والاقارب وفقدان الطمأنينة والاستقلال.

في احدث تطورات الازمة، قال مسؤول مخضرم في الشؤون الإنسانية الدولية إن "الموجة الشعبوية السلبية المناهضة للأجانب" والمعادية للاجئين بدأت تنحسر في أوروبا وإن تلك المشاعر ستنحسر أيضا في الولايات المتحدة، على الصعيد نفسه، دعا وزير الداخلية الايطالي ماكرو مينيتي الدول الاوروبية الى فتح موانئها للمراكب التي تنقذ المهاجرين لتخفيف العبء عن روما وذلك قبيل اجتماع في باريس مع نظيريه الفرنسي والألماني، ويلتقي الوزراء الثلاثة مساء الاحد بباريس لبحث "مقاربة منسقة" لمساعدة ايطاليا على مواجهة تدفق المهاجرين على سواحلها، بحسب مصدر قريب من الملف.

فيما اعلن الاتحاد الاوروبي فرض اجراءات بحق المجر وبولندا وجمهورية تشيكيا لرفضها المشاركة في البرنامج الاوروبي لتقاسم عبء طالبي اللجوء الموجودين في ايطاليا واليونان، قال الممثل الخاص لمجلس أوروبا لشؤون الهجرة واللاجئين إن النظام المشدد للجوء في المجر يضيق الخناق على نحو سبعة آلاف مهاجر في صربيا ويعمق أزمتهم، بينما كشفت رسالة مسربة نشرت عن توافق يوناني الماني على ابطاء عملية لمّ شمل أفراد أسر اللاجئين الذين تفرقوا بين البلدين خلال بحثهم عن ملاذ آمن، في حين يشكو أكثر من ألف لاجئ يبيتون في خيام أمام المركز الإنساني لاستقبال المهاجرين عند بوابة "لاشابيل" الباريسية من أوضاع معيشية صعبة. وتعد بوابة "لاشابيل" قبلة لطالبي اللجوء، الى ذلك رحبت الحكومة السويدية بتسريع عمليات ترحيل مغربيين قاصرين يقيمون خلسة في السويد الى بلدهم، وذلك بموجب اتفاق يلزم الرباط بقبول عودتهم.

باتت ظاهرة الهجرة الى اوروبا اشهر من نار على علم لاسيما من لدن الدول تعاني من حروب وعدم استقرار امني واقتصادي منها دول الشرق والاوسط وبعض الدول الافريقية، إذ لا تزال هذه الظاهرة المتفاقمة تستقطب اعدادا قياسية من طالبي اللجوء والمهاجرين على الرغم من المخاطر والصعوبات التي تواجههم فيه رحلتهم الى ارض الاحلام كما يعتقدون التي اصحبت نهايتها الموت الوشيك.

الهجرة غير المشروعة ليست مسألة جديدة، لكنها اتخذت أبعادا جديدة في السنوات الأخيرة، ولا سيما في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وتستغل مجموعات الجريمة المنظمة عبر الوطنية هذه الأزمة من أجل تحقيق أرباح طائلة، فهي تيسّر تنقل المهاجرين عبر الحدود مقابل تسديد مبالغ مالية دون إيلاء أيّ اعتبار يُذكر لسلامتهم ورفاههم. تستغل هذه المجموعات أيضا التكنولوجيا الحديثة والمنظومات المالية لجني الأرباح من الفئات المستضعفة. وغالبا ما توظَّف هذه الأرباح لتمويل جرائم أخرى كالإتجار بالأسلحة والإرهاب، وعليه يبدو ان ازمة هجرة لا تزال من دون علاج فعلي وحلول جذرية، والمعالجات التي وضعت للحد منها لم تحل على الاطلاق دون استمرار هجرتهم وهم في ربيع العمر ليبقى هؤلاء المهاجرين ضحايا لأزمات الدول.

انحسار الموجة المناهضة للاجئين

قال مسؤول مخضرم في الشؤون الإنسانية الدولية إن "الموجة الشعبوية السلبية المناهضة للأجانب" والمعادية للاجئين بدأت تنحسر في أوروبا وإن تلك المشاعر ستنحسر أيضا في الولايات المتحدة، ورحب يان إيجلاند رئيس المجلس النرويجي للاجئين بنتائج الانتخابات في عدة بلدان أوروبية قائلا إنه يجب ألا يسمح الناخبون للسياسيين بتشويه صورة الضعفاء الذين فروا من بيوتهم.

أدلى إيجلاند، مسؤول الشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة سابقا في الأمم المتحدة، بتصريحاته بعدما نشرت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين والمجلس النرويجي للاجئين بيانات تظهر وجود عدد قياسي من النازحين في العالم بلغ 65.6 مليون بينهم 25.4 مليون لاجئ.، وقال في مقابلة مع رويترز يوم الاثنين إن العامة في أوروبا والولايات المتحدة أبدوا دعما للاجئين في 2015. غير أن المعنويات تحولت بشكل مثير في 2016، العام الذي فاز فيه دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة على وعد ببناء سور على الحدود المكسيكية ومنع المسلمين مؤقتا من دخول الولايات المتحدة، وأضاف إيجلاند "جرى نشر تقارير عن أن الأرهاب مرتبط باللاجئين وهذا خطأ. واكتسح السياسيون الشعبويون غيرهم من السياسيين الذين باتوا أكثر ترددا. نحن العاملين في مساعدة اللاجئين لم نكن قادرين على الدفاع عن موقفنا.. ومن ثم خسرنا المعركة من أجل كسب الراي العام". بحسب رويترز.

لكن إيجلاند يرى أن الموجة بدأت تنحسر. وقال "أرى أن الموجة الشعبوية السلبية والمناهضة للأجانب في 2016 بدأت تنتهي في 2017.. ولقد أظهرت عدة انتخابات في أوروبا ذلك"، ولم يحدد بلدا بالاسم لكن مرشحين من اليمين المتطرف مناهضين للهجرة خسروا الانتخابات في النمسا وهولندا وفرنسا خلال العام المنصرم، وأضاف "أعتقد أن تصحيحا سيحدث أيضا في الولايات المتحدة .. أن الناس الطبيعيين لن يسمحوا للسياسيين بإلقاء اللوم في جميع أنواع البلايا على الضعفاء من النساء والأطفال".

من هم المهاجرون؟

تشهد السواحل اليونانية اليوم "وصول 80 او مئة شخص يوميا في حين كان يصل نحو 2500 يوميا" قبل الاتفاق مع تركيا في آذار/مارس 2016، بحسب مدير فرونتكس، لكن في الطريق الآخر شهد عدد من يصلون من افريقيا عبر وسط البحر المتوسط وليبيا، زيادة فاقت 40 بالمئة. بحسب فرانس برس.

معظم هؤلاء يأتون من غرب افريقيا: سنغاليون وغينيون ونيجييريون. وبلغ عددهم لكامل عام 2016 ما يصل الى 180 الفا. وهم اساسا من المهاجرين الاقتصاديين تكفل بهم مهربو بشر. وبين هؤلاء الكثير من الشبان ولكن ايضا اسرا وشابات. وتستغل نيجيريات في تجارة البغاء في اوروبا. ويلاحظ رئيس فرونتكس ان "الراحلين ليسوا الاشد فقرا فالامر يحتاج الى دفع مال للمهرب"، وبحسب المنظمة الدولية للهجرة وصل اكثر من مليون شخص الى الاتحاد الاوروبي في 2015 اكثر من 850 الفا منهم عبر السواحل اليونانية ويتحدر معظمهم من سوريا (56 بالمئة) وافغانستان (24 بالمئة) والعراق (10 بالمئة)، ومع ابرام اتفاق مع تركيا في 2016، تراجع عدد الواصلين بحرا الى اكثر من 363 الف مهاجر.

في 2017 عند منتصف نيسان/ابريل وبحسب حصيلة فرونتكس "وصل نحو 36 الف مهاجر الى ايطاليا منذ بداية العام اي بزيادة بنسبة 43 بالمئة مقارنة بالفترة ذاتها، اي بزيادة بنسبة 43 بالمئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الفائت".

من هم المهربون؟

في مستهل الجزء الخطر من الرحلة في الصحراء يتم نقل المهاجرين من قبل قبائل الطوارق او التبو، واوضح "ان هذه القبائل هي في معظمها من الرحل ومعتادون على نقل السياح والان عوض السياح بنقل المهاجرين" وهم لا يملكون ضرورة "الارادة في القيام بعمل اجرامي"، في المقابل بالنسبة لعبور البحر الابيض المتوسط يتعلق الامر بشبكات اجرامية كبيرة وصغيرة. وفي ادنى السلم هناك عمليات صغيرة ينفذها احيانا مهاجرون بانفسهم، لكسب ثمن عبورهم، بتحميل مراكب صغيرة باعداد كبيرة من المهاجرين قبل محاولة عبور البحر. ثم يأتي الوسطاء الذين يجمعون المال وينظمون الرحلة لكن لا يصعدون المركب، ويضيف مدير فرونتكس ان قادة شبكات يشرفون على هؤلاء وبينهم "على الارجح اناس تولوا في الماضي وظائف في الشرطة" الليبية.

المبالغ المدفوعة

تقدير المبالغ ليس سهلا، لكن بحسب تقرير حديث للشرطة الاوروبية (يوروبول)، حصلت شبكات التهريب على ما بين 4,7 و5,7 مليارات يورو في 2015 (وتراجع هذا المبلغ بنحو مليارين في 2016).

وبهذه الثروة ينخرط المهربون الكبار في انشطة اجرامية اخرى تحتاج راس مال "سواء الاتجار في المخدرات او الاسلحة وايضا وهذا امر لا يجب استبعاده، تمويل الارهاب"، بحسب مدير فرونتكس.

من اين يعبر المهاجرون؟

الذين يأتون من غرب افريقيا يبدأون رحلتهم بالحافلة، بحسب فابريس ليدجيري. وتشبه اراضي دول المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا فضاء شنغن، ويمكن السفر داخله لقاء مبلغ زهيد نحو 20 يورو.

وعند الوصول الى نيامي عاصمة النيجر تبدأ مرحلة الهجرة غير الشرعية ويتطلب الوصول الى الحدود الليبية دفع 150 يورو. ثم تأتي عملية العبور ويمكن ان تصل قيتها الف يورو بحسب نوعية المركب ويمكن ايضا العثور على زوارق مطاطية لرحلة عالية المخاطر مقابل 300 يورو.

اما طريق شرق افريقيا التي تنطلق من القرن الافريقي فيسلكها الاريتريون والصوماليون والاثيوبيون. وهي اعلى ثمنا، بحسب لودجيري، وتنظم الرحلة مجموعات اجرامية محلية تتعاون فيما بينها فمثلا تسلم شبكة سودانية زبائنها على الحدود الى شبكة ليبية. و"هنا يمكن ان ترتفع التعرفة الى ثلاثة آلاف يورو من القرن الافريقي الى ايطاليا.

ماذا يفعل الاتحاد الاوروبي؟

شكل عام 2015 مع ازمة المهاجرين في اليونان منعطفا. ومنحت اوروبا المزيد من السلطات والامكانيات لفرونتكس. وقال مدير الوكالة "في بداية 2015 كنا قادرين على نشر حوالي 300 الى 350 من عناصر حرس الحدود، اما اليوم فيمكننا نشر 1300 الى 1400 من خفر السواحل في الوقت نفسه في عدة مسارح عمليات".

وشكلت اوروبا في 2016 مجمعا لرد الفعل السريع، فبات بالامكان نشر 1500 حرس حدود في غضون خمسة ايام عند الضرورة. لكن في الان نفسه تسعى فرونتكس الى العمل الاستباقي لوقف تدفق المهاجرين قبل وصولها الى البحر الابيض المتوسط. وفتحت فرونتكس فرعا لها في نيامي لتعزيز تعاونها مع النيجر.

يبقى ان المفارقة تكمن في ان عمليات الانقاذ في البحر تشجع الهجرة ويستفيد منها المهربون الذين يرحلون اناسا على مراكب متداعية مؤكدين لهم انهم ما ان يتجاوزون المياه الليبية سيتم التكفل بهم، واقر لودجيري "لم يسبق ان شهدنا مثل هذا العدد من السفن تتولى اعمال الدورية في البحر المتوسط، كما شهدنا في 2016 (..) وللاسف لم يسبق ان شهدنا مثل هذا العدد من الوفيات، اربعة آلاف بحسب منظمة الهجرة الدولية"، ويقول لودجير هناك رسالة يتعين تمريرها وهي ان الجنة التي يحاولون الوصول اليها "هي كذبة".

ويوضح "اما ان نقضي في البحر الابيض المتوسط، او نصل الى اوروبا في ظروف بالغة السوء، هذا ليس النعيم الذي يصفه المهربون. وعلاوة على ذلك يعزز الاتحاد الاوروبي سياسة الترحيل والابعاد وبالتالي ما يمكن ان يحدث هو ان يخسر المهاجرون مدخراتهم لدفع المال للمهربين وفي النهاية تأتي طائرة لتعيدهم الى بلدهم الاصلي.

هل ستتوقف الازمة في يوم ما؟

ضغط الهجرة على حدود اوروبا ليس بالامر العابر بسبب النزاعات وعدم الاستقرار في سوريا والعراق وليبيا والساحل وهو ما يدفع باتجاه اوروبا طالبي لجوء حقيقيين. وهناك سبب آخر وهو الفوارق الاقتصادية الكبيرة والفقر مع تنامي ديمغرافي كبير، ويختم لودجيري بالتأكيد انه طالما لم تتوصل الدول التي يتحدر منها المهاجرون الى توفير مستوى عيش وآفاق لائقة "سيحدث ما حدث دئما عبر التاريخ، الرجال والنساء يتحركون".

إيطاليا والاتحاد الأوربي

دعا وزير الداخلية الايطالي ماكرو مينيتي الدول الاوروبية الى فتح موانئها للمراكب التي تنقذ المهاجرين لتخفيف العبء عن روما وذلك قبيل اجتماع في باريس مع نظيريه الفرنسي والألماني، ويلتقي الوزراء الثلاثة مساء الاحد بباريس لبحث "مقاربة منسقة" لمساعدة ايطاليا على مواجهة تدفق المهاجرين على سواحلها، بحسب مصدر قريب من الملف.

وقال مينيتي في مقابلة مع صحيفة الماساجيرو الايطالية اليومية ان ايطاليا تتعرض "لضغوط هائلة"، وكانت ايطاليا هددت بمنع دخول السفن الاجنبية التي تنقذ مهاجرين في البحر المتوسط، من دخول موانئها، وسجل وصول اكثر من 83 الف مهاجر الى ايطاليا بارتفاع فاق 19% مقارنة بنفس الفترة العام الفائت.

وهددت ايطاليا باغلاق موانئها أمام سفن الانقاذ الممولة من القطاع الخاص أو قطع التمويل عن الدول الاوروبية التي فشلت في المساعدة في الأزمة، وقال الوزير الايطالي ان السفن التي تنقذ المهاجرين "ترفع اعلام مختلف الدول الاوروبية" مشيرا الى انخراط سفن المنظمات غير الحكومية وسفن عملية صوفيا الاوروبية ضد المهربين وسفن وكالة حماية الحدود الاوروبية (فرونتكس) في هذه الجهود علاوة على سفن خفر السواحل الايطاليين.

حث الاتحاد الاوروبي الخميس ايطاليا على التروي وعدم تنفيذ تهديدها باغلاق موانئها أمام السفن التي تنقل مهاجرين بعد ان يتم إنقاذهم في البحر الأبيض المتوسط، وذلك اثر الزيادة الكبيرة في اعداد المهاجرين الساعين للوصول الى اوروبا بحرا.

بودابست وصوفيا وبراغ

يعلن الاتحاد الاوروبي فرض اجراءات بحق المجر وبولندا وجمهورية تشيكيا لرفضها المشاركة في البرنامج الاوروبي لتقاسم عبء طالبي اللجوء الموجودين في ايطاليا واليونان، وقال دبلوماسي لوكالة فرانس برس "نتوقع اطلاق اجراءات ". وستطال هذه الاجراءات كلا من المجر وبولندا وجمهورية تشيكيا بحسب ما اوضح مصدر دبلوماسي آخر.

وسيتخذ القرار السياسي خلال الاجتماع الاسبوعي للمفوضين الاوروبيين في ستراسبورغ على هامش الجلسة العامة للبرلمان الاوروبي، بحسب ما اوضح مصدر دبلوماسي ثالث، وسيعقد المفوض الاوروبي المكلف شؤون الهجرة ديميتريس افراموبولوس مؤتمرا صحافيا بعد ظهر الثلاثاء، على ان تنشر المفوضية التي تعنى بتطبيق القانون الاوروبي في الاتحاد الاجراءات التي ستتخذها، وهذه الاجراءات التي تبدأ بسلسلة مراسلات بين بروكسل والدول الاعضاء المعنية يمكن ان تؤدي الى احالة امام محكمة العدل الاوروبية والى عقوبات مالية.

المجر وصربيا

قال الممثل الخاص لمجلس أوروبا لشؤون الهجرة واللاجئين إن النظام المشدد للجوء في المجر يضيق الخناق على نحو سبعة آلاف مهاجر في صربيا ويعمق أزمتهم، وقال السفير توماس بوسيك لرويترز، بعد زيارته مخيمين أقيما من حاويات الشحن ويحفهما سور من الأسلاك الشائكة على الحدود المجرية الصربية، إن المهاجرين محرومون فعليا من حريتهم، ولا يسمح للمهاجرين، الذين يأمل معظمهم في الوصول إلى دول أوروبا الغربية الغنية، بمغادرة المخيمين اللذين يخضعان لحراسة مشددة إلا للعودة جنوبا إلى صربيا ولا تسمح لهم السلطات حتى بالتحرك بحرية داخل أقسام المنطقة المسورة إلا لزيارة الطبيب.

وقال السفير في مقابلة خارج المخيم عند نقطة تومبا الحدودية "إنهم لا يفهمون لماذا هم هنا ولماذا (يحاصرون) في مخيم مغلق أو ما يطلقون عليه السجن... والسؤال الذي يوجهه إلي كل شخص: متى سنخرج؟"، ويوجد بالمخيمين حاليا نحو 400 شخص أغلبهم فروا من الصراعات في سوريا والعراق وأفغانستان.

وكانت المجر عضو الاتحاد الأوروبي نقطة عبور رئيسية لمئات الآلاف من الناس في ذروة أزمة الهجرة إلى أوروبا عام 2015 خلال اتجاههم من تركيا واليونان والبلقان إلى غرب أوروبا، وأقامت حكومة رئيس الوزراء فيكتور أوربان اليمينية سياجا على الحدود وأقرت قوانين جديدة ساهمت بجانب اتفاقية للاتحاد الأوروبي مع تركيا على خفض عدد الوافدين، وبناء على تشريع أقر في وقت سابق من العام الحالي يجري احتجاز كل المهاجرين الذين يحاولون دخول المجر ومنهم الأطفال في مخيمين عند معبري روسكه وتومبا‭‭‭ ‬‬‬على الحدود مع صربيا وهي دولة غير عضو في الاتحاد الأوروبي حتى الانتهاء من النظر في طلباتهم للجوء.

اليونان وألمانيا

كشفت رسالة مسربة نشرت عن توافق يوناني الماني على ابطاء عملية لمّ شمل أفراد أسر اللاجئين الذين تفرقوا بين البلدين خلال بحثهم عن ملاذ آمن، وأورد وزير الهجرة اليوناني يانيس موزالاس في رسالة الى وزير الداخلية الالماني توماس دي ميزيير في 4 أيار/مايو حصلت عليها صحيفة افيمريدا تون سينتاكتون اليسارية ان "التسفيرات المتعلقة بلمّ شمل الأسر الى المانيا سيتم ابطاؤها كما اتفقنا".

وزارة الهجرة اليونانية رفضت التعليق على الرسالة المسربة، لكن موزالاس عزا في تصريح مطلع الشهر البطء في عمليات لمّ الشمل الى "صعوبات تقنية"، ويعترف موزالاس في الرسالة ان اللجوء الى هذه الخطوة، بسبب العدد الهائل لطالبي اللجوء، سيؤثر على "أكثر من ألفي شخص"، بينما سيتوجب على البعض الآخر "الانتظار سنوات" للوصول الى المانيا رغم الموافقة على طلباتهم، ويحق لطالبي اللجوء، وغالبيتهم من السوريين في اليونان، ان ينضموا الى أفراد أسرهم في أي مكان آخر في الاتحاد الأوروبي في غضون ستة اشهر من تاريخ الموافقة على طلباتهم، ويقول موزالاس في رسالته ان على برلين وأثينا ان تتفقا على "خط مشترك" لمواجهة "التعليقات اليائسة والحرجة"، بحيث لا تقع مسؤولية التاخير على اليونان.، وقالت أوللا يالبكي نائبة رئيس الحزب الالماني اليساري المتطرف "دي لينكي" بداية الشهر ان برلين وضعت سقفا محددا لعدد اللاجئين المشمولين بعملية لمّ الشمل بحيث لا يتخطى الرقم سبعين شخصا في الشهر. بحسب فرانس برس.

ووفقا لذلك، فقد أشارت صحيفة أفيمريدا تون سينتاكتون الى ان هناك 70 حالة تسفير في نيسان/أبريل مقارنة ب 540 حالة في آذار/مارس و370 في شباط/فبراير، والهجرة من المواضيع الساخنة بالنسبة الى المانيا الذي ستشهد انتخابات عامة في أيلول/سبتمبر المقبل.

فرنسا والسويد

يشكو أكثر من ألف لاجئ يبيتون في خيام أمام المركز الإنساني لاستقبال المهاجرين عند بوابة "لاشابيل" الباريسية من أوضاع معيشية صعبة. وتعد بوابة "لاشابيل" قبلة لطالبي اللجوء، حيث يتجمع المئات منهم أمام المركز الذي أتاح إعادة إيواء 12 ألف مهاجر منذ نوفمبر/تشرين الثاني.

ويقول أحد هؤلاء المهاجرين ويدعى إبراهيم: "نعيش أسوأ من الحيوانات"، و يبيت إبراهيم في الشارع قرب المركز فينام وسط ضجيج أبواق السيّارات شأنه شأن ألف مهاجر آخر أفغان وإريتريين وسودانيين، في الموقع ذاته الذي شهد عملية إجلاء واسعة النطاق مطلع أيار/مايو، هدف جميع هؤلاء المهاجرين الدخول إلى المركز الذي يشكل نقطة العبور الرئيسية للاجئين في فرنسا، وقد أتاح إعادة إيواء 12 ألف مهاجر منذ أن فتح أبوابه في تشرين الثاني/نوفمبر. لكن مع تسارع حركة وصول المهاجرين، تزداد صعوبة تأمين المسكن لهم.

يشكو الشاب الأفغاني قائلا "حتى الحيوانات لن تقبل بهذا القدر من الضجيج والقذارة"، مشيرا إلى خيمة مرتجلة نصبها ومدّ شادرا أمامها، على مسافة بضعة أمتار من تقاطع الطرق عند بوابة "لا شابيل" حيث يلتقي الطريق العام بالحلقة الدائرية التي تلتف حول العاصمة الفرنسية. ويضيف "نحن لاجئون، لسنا هنا للاستفادة من النظام الاجتماعي".

الى ذلك رحبت الحكومة السويدية بتسريع عمليات ترحيل مغربيين قاصرين يقيمون خلسة في السويد الى بلدهم، وذلك بموجب اتفاق يلزم الرباط بقبول عودتهم، وكتب وزير العدل والهجرة مورغان يوهانسون في تغريدة على تويتر ان "عمل الحكومة يؤتي ثمارا. المغرب يستعيد مزيدا من رعاياه الذين اتوا الى السويد من دون تراخيص اقامة".

وتقول السويد ان نحو 800 شاب، بينهم قاصرون من شمال افريقيا ولا سيما من المغرب، يعيشون خلسة في المدن الرئيسية في البلاد ولا سيما في ستوكهولم وغوتبورغ، ونقلت وكالة الانباء السويدية "تي تي" عن الوزير قوله ان السويد رحلت في الاشهر الاولى من العام الجاري 82 من هؤلاء، في زيادة كبيرة بالمقارنة مع 35 شخصا تم ترحيلهم خلال العام 2016 وثمانية فقط خلال 2015. بحسب فرانس برس.

وهؤلاء الفتيان المغاربة الذين غالبا ما يطلق عليهم في السويد اسم "اطفال الشوارع المغربيون" يكبرون على هامش المجتمع من دون اي امل لهم بالاندماج فيه، معتمدين في معيشتهم على مساعدات من مواطنيهم او مهاجرين آخرين.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا