كيف ستتغير الخريطة الديمغرافية للأديان في العالم؟

زينب شاكر السماك

2017-07-06 08:03

نعيش في وقتنا الحاضر تحت ظلال العديد من الصراعات والتناحرات والاختلافات على قضايا تأخذ منحنيات عالمية وصدى كبير لتبقى فترة من الزمن يتغنى عليها الجميع وتدخل بحروب ونزاعات على قضايا مختلفة تشمل جميع الأصعدة والمستويات حتى تصل الى المبتغى او تظهر قضية أخرى لتثير نزاع أخر وتندثر القديمة وهكذا.

ففي كل زمان ومكان هنالك صراع معين حتى باتت الصراعات العالمية كالموضات كل فترة صراع معين ولكل زمان صراعه الخاص به.. لكن صراع الأديان من الصراعات المتجددة والمنتشرة بشكل كبير لأسباب فكرية او سياسية والذي منذ اقدم القرون موجود ومتجدد مع كل زمان ولا يندثر ابدا وقد تفاقم في السنوات الأخيرة بشكل اصبح مخيفا كما يصفه المختصين.

فقد اتخذت صراعات الأديان صورا وأشكالاً مختلفة، وذلك في ظل العديد من الديانات والمذاهب السماوية وغير السماوية التي يعتمدها الانسان مصدرا لتشريع، تلك الصراعات تنوعت ما بين الكلام والدليل العقلي، وبين الحروب الطائفية بأنواعها المتعددة سواء كانت "نفسية او عسكرية" الهدف منها إضعاف وتهميش وإقصاء الآخرين.

اجري مؤخرا بحث في الولايات المتحدة الامريكية والذي جاء فيه ان الإسلام هو الدين الوحيد الذي ينمو بمعدلٍ أسرع من معدل نمو تعداد سكان العالم، وسيكون الدين الأكبر في العالم بحلول عام 2070. ترجع تلك التغيرات إلى اختلاف معدلات الخصوبة لدى أتباع كل ديانة. فالمسلمون لديهم النسبة الأعلى، بمعدل 3.1 طفل لكل امرأة، ويليهم المسيحيون، بمعدل 2.7 طفل لكل امرأة.

برغم هذه الزيادة في اعداد المسلمين لكنهم مازالوا يتصارعون من اجل البقاء بسبب دوامة العنف التي يعيشون بها حيث ان الدين الإسلامي من اكثر الأديان التي تضطهد عالميا وتحاول الأديان البقية دفنها تحت ركام الحضارات والتأريخ من خلال المضايقات والتعديات على حقوق المسلمين في جميع بقاع الأرض.

دليلا على ذلك ما ورد في استطلاع للآراء اجري في العام الماضي حول موقف العالم الأوربي من الدين الإسلامي فكانت نتيجة ذلك ان الغالبية العظمى من الاوربيين ينظرون الى الدين الإسلامي والمسلمين بنظرة سلبية، ويرى المحللون لعل احد الأسباب الرئيسية لهذه النظرة السلبية هو الحروب الإرهابية الأخيرة.

ففي سريلانكا ومنذ 17 أبريل نيسان جرى تسجيل أكثر من 20 هجوما على مسلمين بينها إحراق متعمد لشركات مملوكة لمسلمين وهجمات بقنابل حارقة على مساجد. وينحي المسلمون، الذين يمثلون نحو تسعة بالمئة من سكان سريلانكا البالغ عددهم 21 مليون نسمة، باللائمة في الهجمات على البوذيون الذين يشكلون الغالبية العظمى ويبلغ نسبتهم نحو 70 في المئة من السكان والتي تعتبر إن انتشار الإسلام تهديد للبوذية كديانة مهيمنة وتتهم جماعات مسلمة بإجبار الناس على اعتناق الإسلام وتخريب مواقع أثرية بوذية.

في نفس الشأن تتهم جماعات بوذية في الهند بعض المنظمات الإسلامية بتحويل المجتمع إلى التشدد وإجبار الناس على اعتناق الإسلام وتخريب المواقع الأثرية البوذية. وينفي الزعماء المسلمون ذلك الادعاء. وقد شكل هذا الموضوع أداة استخدمها القوميون خلال السنوات الأخيرة خصوصا المتشددون الهندوس الذين تحدثوا عما أسموه "جهاد الحب" وهو يقوم على استخدام المسلمين شبانا لجذب الشابات الهندوسيات والاقتران بهن لدفعهن إلى اعتناق الإسلام.

ان الدين الإسلامي ومعتنقي الإسلام تحارب طقوسهم وهم في قعر دارهم وما يثبت هذا الكلام ما حدث في فلسطين البلد العربي والذي لا يغيب عن اذهان الجميع كيف هو تحت سيطرت اليهود والتي تسعى جاهدة لإزالة عروبته وكانت أكبر ضربة على ذلك هو اصدار قرار من قبل الإسرائيليين بمنع صوت الاذان في مآذن القدس وبقيت الجوامع لان صوت الاذان يجلب الضوضاء بحسب ما صرح به قادة إسرائيليين. هذ من جهة.

من جهة أخرى وفي نطاق صراع الأديان وتحديدا في نيجيريا البلد التي تنقسم بشكل متساو تقريبا بين شمال بغالبية مسلمة وجنوب مسيحي الى حد كبير وتتصارع الديانتان من اجل السيادة على القسم التي تكون فيه حتى قام الجزء ذو الأغلبية المسلمة مؤخرا بطرد المسيح من المنطقة.

الإسلام الدين الأكبر

حلل مركز "بيو" للأبحاث، والموجود بأميركا، التغيُّرات الديموغرافية لأكبر أديان العالم، ووجد أنَّ عدد المسلمين في العالم سيزيد بنسبة 73% بين عامي 2010 و2050، بينما سيزيد عدد المسيحيين بنسبة 35%، وستكون المسيحية هي ثاني أسرع الأديان انتشاراً، بحسب تقرير نشرته صحيفة تليغراف البريطانية. صحيفة The Telegraph البريطانية.

وفي الفترة ذاتها، سيزيد عدد سكان العالم بنسبة 37%. ووجد التقرير أنَّه لو استمرت معدلات النمو هذه بعد عام 2050، فسوف يكون عدد المسلمين أكبر من عدد المسيحيين بحلول عام 2070. ويقول التقرير أيضاً إنَّ المسلمين سوف يُشكلون 10% من العدد الإجمالي لسكان أوروبا. وأضاف التقرير أنَّ نسبة المُلحدين واللاأدريين واللادينيين سوف تقل من 16.4% من سكان العالم إلى 13.2% بحلول عام 2050، وذلك رُغم زيادة نسبتهم في أوروبا وأميركا الشمالية.

أسباب ذلك

ترجع تلك التغيرات إلى اختلاف معدلات الخصوبة لدى أتباع كل ديانة. فالمسلمون لديهم النسبة الأعلى، بمعدل 3.1 طفل لكل امرأة، ويليهم المسيحيون، بمعدل 2.7 طفل لكل امرأة. وترى الدراسة ان لدى الإسلام أيضاً قاعدة أتباع أصغر سناً من باقي الأديان، وهو ما يعني أنَّ المسلمين سوف يمتلكون القدرة على الإنجاب وقتاً أطول. ونحو 34% من المسلمين أعمارهم أقل من 15 عاماً، مقارنةً بالمعدل العالمي والذي نسبته 27% فقط.

ومن المُرجح أيضاً أن تعاني المسيحية؛ بسبب زيادة عدد المسيحيين الذين يتحولون إلى اللادينية أو إلى دينٍ آخر، وذلك وفقاً لما يتنبأ به التقرير. ومن المتوقع أنَّ يتحول 40 مليون شخص حول العالم إلى المسيحية، بينما من المتوقع أن يتركها 106 ملايين شخص.

استطلاع رأي

لخَّص التقرير أيضاً نتائج استطلاع رأي أُجري العام الماضي عن موقف الأوروبيين تجاه المسلمين. ويقول التقرير: "الأغلبيات في المجر، وإيطاليا، وبولندا، واليونان تقول إنَّها لا تنظر إلى الإسلام نظرةً جيدة، لكنَّ المواقف السلبية تجاه المسلمين أقل انتشاراً بكثير في فرنسا، وألمانيا، والمملكة المتحدة، وأماكن أخرى في شمال أوروبا وغربها".

ويضيف التقرير: "الأشخاص الذين يضعون أنفسهم على الجانب الأيمن من المقياس الأيديولوجي أكثر عرضة لرؤية الإسلام بشكلٍ سلبي ممن على اليسار".

إسكات الاذان في فلسطين

أقر الكنيست الإسرائيلي بأغلبية 55 عضوا ومعارضة 45 بالقراءة الأولى قرارا يفرض قيودا على رفع الأذان بمكبرات الصوت ويحتاج لكي يصبح قانونا أن يتم المصادقة عليه بالأغلبية في القراءة الثانية والثالثة.

وقال الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار المقدسة لرويترز "هذا القرار مرفوض جملة وتفصيلا ولا يحق للكنيست الإسرائيلي ولا لغيره من مؤسسات الاحتلال الإسرائيلي أن يتدخل في شعائر الإسلام وعبادات المسلمين." وقال "الآذان سيبقى يرتفع ولن نعترف بأي قانون يتدخل في عقيدتنا وعبادتنا."

ودعت لجنة المتابعة العربية في إسرائيل إلى "أوسع تحرك شعبي للتصدي لهذه العربدة العنصرية." وقالت في بيان لها "جماهيرنا لن تعترف بشرعية وصلاحية هذا القانون العنصري فأذان المساجد إلى جانب وظيفته الدينية فهو جزء من بيئتنا في وطننا الذي لا وطن لنا سواه. ولن يكون في قدرة أية جهة مهما علت سلطتها الاستبدادية أن تسكت الأذان."

جرائم ذات دافع ديني في الهند

قضى شاب مسلم بسبب الضرب المبرح على مرأى من حبيبته الهندوسية على يد هندوس من قريتهما يعارضون علاقتهما، بحسب ما أعلنت الشرطة المحلية، في فصل جديد من فصول العنف ضد الأقليات في الهند. وقد قام الجمع الغاضب بتعليقه على العمود وضربه بالعصي والأحزمة على مرأى من صديقته على مدى ساعات قبل أن يموت متأثرا بإصابته، وفق الشرطة.

وأوضح قائد شرطة غوملا شاندان كومار "نحاول معرفة ما إذا كان الحشد قد تحرك بتحريض من عائلة" الشابة، لافتا إلى أن ثلاثة أشخاص أوقفوا ولا يزال البحث جاريا عن آخرين للاشتباه بضلوعهم في هذه الجريمة التي اعتبرت الشرطة أن دافعها ديني. تمثل العلاقات العاطفية بين أشخاص مختلفي الأديان موضوعا من المحرمات في الهند خصوصا في المناطق الريفية. وفق فرانس برس.

وحصلت هذه الجريمة بحق الشاب المسلم بعد أقل من أسبوع على مقتل رجل مسلم في الخامسة والخمسين من العمر إثر تعرضه للضرب المبرح في ولاية راجاستان (غرب) حين كان يقل أبقارا وهي من الحيوانات المقدسة بالنسبة للهندوس.

عنف ضد المسلمين في سريلانكا

قالت الشرطة السريلانكية يوم الأحد إنها ألقت القبض على خمسة أشخاص بينهم عضو بمنظمة بوذية متشددة لتحريضهم على العنف ضد المسلمين، وعلى مسلم لتشويهه البوذية. ويأتي القبض على الأشخاص الستة بعدما ندد دبلوماسيون بالعنف ضد المسلمين في سريلانكا وحثوا الحكومة على دعم حقوق الأقليات وحرية اعتناق الأديان. وفق رويترز.

وجرى تسجيل أكثر من 20 هجوما على المسلمين منذ 17 أبريل نيسان بينها إحراق متعمد لشركات مملوكة لمسلمين وهجمات بقنابل حارقة على مساجد في حين قالت الشرطة إن ما لا يقل عن 16 حالة من هذا القبيل جرى الإبلاغ عنها منذ أبريل نيسان. وأمر الرئيس مايثريبالا سيريسينا ورئيس الوزراء رانيل ويكرمسينغ الشرطة بتطبيق القانون لكن العنف ضد المسلمين لم ينته.

صراع إسلامي مسيحي في نيجيريا

وجهت مجموعة "اريوا" الاسلامية، انذارا لجميع المسيحيين الجنوبيين لمغادرة شمال نيجيريا ذات الغالبية المسلمة. وجهت الانذار في الثامن من حزيران/يونيو، وبدأت الحكومة الفيدرالية في ابوجا تدعو الى الهدوء. من اجل ذلك التقى نائب الرئيس النيجيري يمي أوسينباجو حكام الولايات وناشدهم تهدئة التوتر، محذرا من أن "التصريحات المتهورة قد تتحول إلى أزمة".

وقد وزعت "اريوا" بيانها في ولاية كادونا التي تعتبر برميل بارود نظرا للتوتر العرقي والديني الذي انفجر سابقا في اعمال عنف دامية. ولم يحضر حاكم الولاية ناصر الرفاعي الاجتماع. بدوره، يقول خبير الشؤون الأمنية في نيجيريا دون ايكيركي لوكالة فرانس برس، ان القضية تظهر انفصالا متزايدا بين السياسيين والشعب.

يشار الى ان نيجيريا تنقسم بشكل متساو تقريبا بين شمال بغالبية لمسلمة وجنوب مسيحي الى حد كبير، لكن في البلاد اكثر من 250 مجموعة عرقية. وأكبرها هي الفولاني الناطقة بالهاوسا في الشمال، واليوروبا في الجنوب الغربي والإيغبو في الجنوب الشرقي. وقد تنقل الكثيرون لأسباب اقتصادية على مر السنين.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا