فلسطين وإسرائيل: عندما يرسم الاستيطان وهم التعايش السلمي

زينب شاكر السماك

2017-04-10 07:06

الجميع يؤيد مفاوضات السلام ما بين إسرائيل والفلسطينيين لأقامت دولتين منفصلتين تتعايشان جنب الى جنب بسلام فيما عدا إسرائيل التي في العلن تبدوا مقتنعة ولكنها في الخفاء الطمع يخيم عليها بإقامة دولة إسرائيلية دون ان تقام دولة فلسطينية. تقيم دولتها على الأراضي المحتلة ولاتريد من هذه الأرض ان تتنفس الصعداء وتتخلص من تجاوزاتهم الاستعمارية. وجاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليضع يده بيد إسرائيل ويؤيد قراراتها من خلال اراءه المناهضة لحل الدولتين واعتبر ان هذا الامر لن ينهي النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. ووعد بنقل السفارة الامريكية الى القدس وبهذا انه يعلن إقامة دولة إسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.

الامر الذي شجع إسرائيل واعتبرته ضوء اخضر من أمريكا لتعلن من خلاله خططها حول بناء 6000 منزل استيطاني في الضفة الغربية المحتلة والقدس أراض يريدها الفلسطينيون لإقامة دولتهم، إلى جانب قطاع غزة، هو أحد أكثر القضايا سخونة بين إسرائيل والفلسطينيين. في خطوة اثارت جدلا حادا لأنها ستتسبب بقطع الضفة الغربية الى قسمين وعزل القدس، ما يعقد قيام دولة فلسطينية قابلة للاستمرار في المستقبل.

لذا نددت الحكومة الصينية هذا القرار واعتبرت ان التعايش السلمي بين الدولتين في صالح الجميع وقد اعتبر الخبراء ان سبب تدخل الصين بهذا الامر رغم ان دولة الصين ليس لها دور رئيسي في الصراعات او الجهود الدبلوماسية في الشرق الأوسط يرجع الى وجود علاقات إستيراتيجية مع إيران التي بالتالي ترفض إقامة دولة إسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.

بالمقابل خرجت القمة العربية من صمتها في قمة البحر الميت والتي كانت قضية التسوية بين إسرائيل والفلسطينيين حجر الزاوية فيها فقد بينت الدول العربية من خلال اصدار البيان الختامي للقمة انها تدعم مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، لإنهاء النزاع بينهما، إذا ضمن إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.

ان مصر والأردن أكثر من تقف خلف موضوع السلام بين فلسطين وإسرائيل فقد أكد الملك الأردني خلال كلمته الافتتاحية للقمة العربية على ضرورة إنشاء دولة فلسطينية، مشددا على أنه لن يتحقق سلام في الشرق الأوسط دون ذلك. وتباحث الملك عبد الله مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية من "الثوابت القومية" في زيارة له الى مصر استغرقت ساعات بعد ان أعلنت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتمع سرا قبل عام مع زعيمي مصر والأردن في محاولة فاشلة من إدارة الرئيس الأمريكي السابق لعقد قمة إقليمية أوسع بشأن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

لكن على ما يبدوا ان أصوات المجتمع الدولي قد لاقت صداها عند دونالد ترامب فعند تسلمه المنصب الرئاسي قرر ان يؤجل قضية نقل السفارة الامريكية، إضافة الى تأجيل بناء المستوطنات الإسرائيلية، أيضا اتصل الرئيس الأمريكي بالرئيس الفلسطيني ودعاه الى زيارة البيت الأبيض ولكن لم يحدد الوقت، وأكد محمود عباس التزامه بحل الدولتين خلال مكالمته الهاتفية مع ترامب. هذا من جانب ومن جانب اخر نشر مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صوره على حسابة في تويتر وهو يصافح الزعيم الفلسطيني بحرارة وكتب تحتها "ناقشت أنا والرئيس عباس كيفية تحقيق تقدم صوب السلام وتعزيز قدرات قوات الأمن الفلسطينية ووقف التحريض. خلال جولة مشحونة من المحادثات وصفها دبلوماسيون أمريكيون بأنها "جولة استماع".

مبعوث ترامب: سلام دائم بين اسرائيل والفلسطينيين

في نفس الموضوع تقوم إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب بخطواتها الاولى بحذر في ما يتعلق بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني وذلك من خلال مهمة المبعوث الخاص جيسون غرينبلات لدرس امكان احياء جهود السلام المتعثرة. والتقى غرينبلات مساعد ترامب وممثله الخاص المكلف المفاوضات الدولية، لأكثر من خمس ساعات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس، بحسب بيان مشترك اسرائيلي اميركي. واستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس غرينبلات في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله في الضفة الغربية المحتلة، في اول لقاء مباشر بين الرئيس الفلسطيني وممثل عن الادارة الجديدة للبيت الابيض.

ونشرت وكالة الانباء الرسمية وفا صورا للقاء عباس-غرينبلات دون الحديث عن مضمون اللقاء. واضاف البيان ان نتانياهو وجيسون غرينبلات "أكدا مجددا التزام اسرائيل والولايات المتحدة بالتوصل الى سلام دائم بين اسرائيل والفلسطينيين يعزز أمن اسرائيل والاستقرار في المنطقة".

وتابع ان المسؤولين "تباحثا في بناء المستوطنات على أمل التوصل الى مقاربة منسجمة مع هدف التوصل الى السلام والامن". وأعلن نتانياهو لغرينبلات انه يعتقد "انه من الممكن التوصل الى السلام" خلال ولاية الرئيس ترامب، بحسب البيان.

من جهته، كتب غرينبلات في تغريدة على حسابه على موقع تويتر بانه عقد "اجتماعا ايجابيا جدا وبناء" مع نتانياهو ناقشا خلاله "الوضع الاقليمي، وكيفية تحقيق تقدم نحو إحلال السلام، والمستوطنات". ويعتبر المجتمع الدولي جميع المستوطنات غير قانونية، سواء اقيمت بموافقة الحكومة الاسرائيلية أم لا، وأنها تشكل عقبة كبيرة امام تحقيق السلام. بحسب فرانس برس.

وتتزامن زيارة غرينبلات مع مزيد من الشكوك إزاء تطورات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ونوايا ترامب حيال هذا الموضوع. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر قال للصحافيين في واشنطن ان غرينبلات "سيستمع كثيرا ويناقش وجهات نظر القادة في المنطقة، وجمع آرائهم حول الوضع الراهن وكيف يمكن احراز تقدم نحو السلام في نهاية المطاف". وأضاف "أعتبرها أولى الزيارات إلى المنطقة".

الرئيس الفلسطيني: حل الدولتين لإنهاء الصراع

من جانبه أبلغ نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية رويترز بعد أول اتصال هاتفي بين الرئيسين "الرئيس ترامب وجه دعوة رسمية للرئيس عباس لزيارة البيت الأبيض قريبا لبحث سبل استئناف العملية السياسية مؤكدا التزامه بعملية سلام تقود إلى سلام حقيقي بين الفلسطينيين والإسرائيليين."

ويساور الفلسطينيون القلق بشأن نهج واشنطن الأكثر تجاوبا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ تولى ترامب منصبه. وتحدث نتنياهو وترامب هاتفيا مرتين على الأقل منذ تنصيب الرئيس الأمريكي في 20 يناير كانون الثاني وزار نتنياهو واشنطن الشهر الماضي. وأشار مسؤولون فلسطينيون إلى أن عباس سيؤكد قلقه بشأن البناء الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي المحتلة والحاجة إلي حل الدولتين لإنهاء الصراع. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) عن أبو ردينة قوله "أكد الرئيس عباس تمسكنا بالسلام كخيار إستراتيجي لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل."

وفي مؤتمر صحفي في 15 فبراير شباط أثناء زيارة نتنياهو شاب الغموض موقف ترامب بشأن حل الدولتين الذي ظل على مدى العقدين الماضيين الركيزة الأساسية للسياسة الأمريكية في المنطقة. وقال ترامب وقتها "أنظر إلى حل الدولتين وحل الدولة الواحدة وأميل إلى ما يميل إليه الطرفان. أنا سعيد للغاية بالحل الذي يميل إليه الطرفان".

وأثارت تصريحات ترامب قلقا شديدا في أنحاء العالم العربي والكثير من العواصم الأوروبية. وقال ديفيد فريدمان، مرشح ترامب لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل والذي أقرت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ترشيحه يوم الخميس، إنه يريد أن يرى السفارة تنقل إلى القدس ويتوقع أن يعمل من المدينة لبعض الوقت على الأقل.

مصر والأردن: كسر الجمود القائم في عملية السلام

في سياق متصل قالت رئاسة الجمهورية في مصر إن الرئيس عبد الفتاح السيسي بحث مع الملك عبد الله عاهل الأردن يوم سبل التنسيق المشترك للوصول إلى "حل الدولتين" لإنهاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين واعتبرا إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية من "الثوابت القومية". وغادر الملك عبد الله القاهرة بعد زيارة استغرقت عدة ساعات.

وتأتي هذه الزيارة بعد نحو أسبوع من اجتماع بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن وقال بعده الرئيس الأمريكي إنه يوافق على السلام الذي يرتضيه الجانبان سواء انطوى على حل الدولتين أو الدولة الواحدة. وجاء في البيان المصري أن السيسي والملك عبد الله استعرضا خلال المحادثات "سبل التحرك المستقبلي في إطار السعي لكسر الجمود القائم في عملية السلام في الشرق الأوسط خاصة مع تولى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقاليد الحكم في الولايات المتحدة."

كما تأتي زيارة الملك عبد الله لمصر بعد أيام من تقرير لصحيفة هاآرتس الإسرائيلية قالت فيه إن نتنياهو اجتمع سرا قبل عام مع السيسي والملك عبد الله في منتجع العقبة الأردني على البحر الأحمر في إطار محاولة فاشلة من إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لعقد قمة إقليمية أوسع بشأن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. بحسب رويترز.

وأضافت الصحيفة أن المبادرة التي كانت تهدف لإشراك دول عربية أخرى لتحقيق السلام فشلت في نهاية المطاف بعد أن سحب نتنياهو تأييده المبدئي للفكرة معللا ذلك بمعارضة من داخل حكومته اليمينية. وأحجم متحدث باسم نتنياهو عن التعليق على التقرير. وأصدرت الرئاسة المصرية بيانا يشير إلى التقرير الصحفي دون أن يذكر هاآرتس بالاسم. وقال البيان إن التقرير تضمن "معلومات مغلوطة" لكنه لم ينف.

القمة العربية: تطبيع تاريخي مع إسرائيل

على صعيد ذي صلة أعلن القادة العرب في ختام اليوم الأول من قمة الجامعة العربية في الأردن عن استعدادهم لتطبيع تاريخي مع إسرائيل إذا هي انسحبت من الأراضي العربية التي تحتلها منذ 1967. وجاء في بيان الجامعة العربية، الذي قرأه الأمين العام، أن الدول العربية تدعم مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، لإنهاء النزاع بينهما، إذا ضمن إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.

وكان ملك الأردن عبد الله الثاني أكد في افتتاح القمة على ضرورة إنشاء دولة فلسطينية، مشددا على أنه لن يتحقق سلام في الشرق الأوسط دون ذلك. وأضاف العاهل الأردني أن إسرائيل تدمر فرص السلام في المنطقة بالتسريع في بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الدولة الفلسطينية هي السبيل الوحيد لحل النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وجاءت هذه التصريحات خلال القمة العربية التي يشارك فيها 17 من القادة العرب في السويمة على البحر الميت بالأردن. وتعارض مسودة بيان تصدره القمة خطط الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الرامية إلى نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، والتخلي عن حل الدولتين.

الرئيس الصيني: السلام في مصلحة الجميع

هذا وقد أبلغ الرئيس الصيني شي جين بينغ رئيس الوزراء الإسرائيلي الزائر بنيامين نتنياهو أن التعايش السلمي مع الفلسطينيين سيكون في صالح الجانبين. ولا تلعب الصين بشكل تقليدي دورا يذكر في الصراعات أو الجهود الدبلوماسية في الشرق الأوسط على الرغم من اعتمادها على نفط المنطقة. ونقل بيان من وزارة الخارجية الصينية عن شي قوله إن الصين لديها علاقات وثيقة بشكل متزايد مع دول المنطقة.

ونقل البيان عن شي قوله إن إحلال السلام والاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط يتفق مع المصالح المشتركة للجميع بما في ذلك الصين وإسرائيل. وقال إن الصين تقدر استمرار اسرائيل في قبول "اقتراح الدولتين" كأساس للتعامل مع القضية الإسرائيلية-الفلسطينية. وأضاف شي أن التعايش السلمي بين إسرائيل والفلسطينيين سيكون مفيدا لكل من الطرفين وهو ما يؤيده المجتمع الدولي. بحسب رويترز.

ونقل بيان حكومي إسرائيلي عن نتنياهو قوله للرئيس الصيني إن إسرائيل معجبة بقدرات الصين ومكانتها على الساحة العالمية وفي التاريخ. وقال إن إسرائيل يمكنها أن تكون "شريكا مثاليا" للصين في تطوير التكنولوجيا في مجالات شتى. وتأتي زيارة نتنياهو بعد أيام من استضافة الصين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وتوقيعها اتفاقات تصل قيمتها إلى 65 مليار دولار مع الرياض.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا