امريكا والمكسيك.. بين جدار ترامب والحرب التجارية القادمة

عبد الامير رويح

2017-01-30 07:17

زاد التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك على خلفية قرار البيت الأبيض بناء جدار حدودي، وسعي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب اجبار المكسيك على المشاركة في دفع تكاليفه عبر اقتراح فرض ضريبة بقيمة 20% على الصادرات المكسيكية، ويرى بعض المراقبين ان هذا الخلاف حول بناء الجدار سيكون الأزمة الدبلوماسية الأولى التي يفرضها دونالد ترامب بعد ايام من دخوله البيت الأبيض، خصوصا وان هذا الإجراء كما نقلت بعض المصادر، قد اثار غضب واستياء المكسيك حيث أعلن الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نييتو إلغاء زيارته المرتبقة لواشنطن، وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن المكسيكيين تعاملوا مع الأمر على أنه إهانة لهم، حيث جاء الحديث عن فرض ضريبة 20% على صادرات بلادهم فى اليوم الأول من المحادثات بين كبار مسئولي البلدين، قبيل الزيارة التي كانت مقررة لنيتو لواشنطن، وزاد إحساس الفوضى والارتباك بشأن مسألة الضريبة من صراع ترامب مع الرئيس المكسيكى. ولاقى الرئيس "بينيا" إشادة واسعة في المكسيك بعد إلغاء الزيارة "المهينة"، وقد طالب عضو يساري بمجلس الشيوخ المكسيكي "أرماندو ريوس بيتر" الرئيس المكسيكى بإعلان استعداده لعدم التفاوض بشأن نافتا، على حد قول "فانيانشيال تايمز"، ووصفت الصحيفة الرئيس المكسيكي بأنه "أول رئيس أجنبي يصد ترامب، الذي وضع رؤساء آخرين في مواقف محرجة منذ انتخابه".

من جانبه قال السفير المكسيكي السابق بواشطن "ميجيل باسانيز" إن "ترامب" قد وضع الرئيس "بينيا" في موقف لا يحسد عليه من خلال تصريحاته واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لاستدراج نظيره المكسيكي علنًا، وأضاف "ترامب يوقظ ذاكرة قبيحة لحرب 1847 عندما خسرت المكسيك نصف أراضيها، وبدأ الحديث عن ذلك بالفعل مرة أخرى"، محذرًا من أن الرئيس المكسيكي قد يضطر إلى طرد الموظفين الأمريكيين مثل وكلاء مكتب التحقيقات الفيدرالي وغيرهم من موظفي إنفاذ القانون، الذين يساعدون على مواجهة تهريب المخدرات عبر الحدود. وكان ترامب قد هدد بانسحاب بلاده من اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية مع كندا والمكسيك "نافتا"، والتي وصفها أنها أسوأ اتفاقية تجارة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، حال رفضت كندا والمكسيك الموافقة على إعادة التفاوض على اتفاقية بالصيغة التي تضمن صفقة عادلة للعمال الأمريكيين. وكان ترامب قد قال مرارًا خلال حملته الانتخابية إنه سيسعى لبناء جدار عازل على حدود دولته مع المكسيك لمنع تدفق المخدرات والمهاجرين إلى الولايات المتحدة، وهو ما خلق أزمة كبيرة بين البلدين إذ أصر ترامب على أن المكسيك ستتكلف ثمن الجدار، وهو الأمر الذي رفضته الأخيرة بشدة. وتحول وعد ترامب بشأن الجدار العازل إلى مرسوم تنفيذي يحمل قرارًا موقعًا عليه من الساكن الجديد للبيت الأبيض بالبدء في تجهيزات عملية إنشاء الجدار.

ووصفت صحيفة واشنطن بوست ما قام به ترامب بأنه بدء لحرب تجارية لا تحتاجها أمريكا، وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، أن العلاقات الأمريكية المكسيكية كانت قوية بشكل أفاد البلدين، لكن في أسبوعه الأول في الحكم، يبدو أن ترامب عازما على تغيير ذلك، ودون سببه وجيه. الجدار العازل بين المكسيك والولايات المتحدة وسط جبال شاسعة ودعت الصحيفة المسئولين الأمريكيين إلى ضرورة السعي لإصلاح الدمار الذي حدث، وقالت إن الأمر استغرق نحو 10 سنوات لتتعافى واشنطن من الضرر الاقتصادي للتباطؤ الاقتصادي الأخير، وشددت على أن نشوب حرب تجارية مدمرة للثروات بين أمريكا وواحدة من أقرب شركائها يهدد التعافي الاقتصادي.

سياج حدودي

وفي هذا الشأن وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرين تنفيذيين لبناء سياج على طول الحدود الأمريكية المكسيكية وتعليق التمويل لمدن تحمي المهاجرين غير الشرعيين بينما يمضي قدما في خطط واسعة ومثيرة للانقسام لتغيير كيفية تعامل الولايات المتحدة مع الهجرة والأمن القومي. ووقع ترامب أمرين تنفيذيين يتعلق أحدهما بإنشاء سياج على طول الحدود الأمريكية المكسيكية البالغ طولها نحو 3200 كيلومتر والآخر بتجريد ولايات ومدن "الحماية" التي تؤوي المهاجرين غير الشرعيين من الأموال الاتحادية وزيادة عدد أفراد قوة إنفاذ قوانين الهجرة. وقال ترامب في تعليقات في وزارة الأمن الداخلي بعد توقيع الأمرين "نحن في خضم أزمة على حدودنا الجنوبية: زيادة لم يسبق لها مثيل للمهاجرين غير الشرعيين من أمريكا الوسطى تضر كلا من المكسيك والولايات المتحدة. "وأعتقد أن الخطوات التي سنتخذها اعتبارا من الآن ستحسن الأمن في كل من بلدينا. إن أمة من دون حدود آمنة لا تعتبر أمة."

وأثارت خططه غضبا فوريا من المدافعين عن المهاجرين وآخرين الذين قالوا إنه يعرض للخطر حقوق وحريات ملايين الأشخاص بينما يعامل المكسيك كعدو لا كحليف. ويقدم مسؤولون محليون في مدن مثل نيويورك ولوس أنجليس وشيكاجو وفيلادلفيا وبوسطن ودنفر وواشنطن وسان فرانسيسكو وسياتل بعض أشكال الحماية للمهاجرين غير الشرعيين. وقد تكون مليارات الدولارات من المساعدات الاتحادية لهذه المدن التي يحكمها ديمقراطيون في الغالب معرضة لخطر الفقد. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر "الشعب الأمريكي لن يضطر بعد الآن لتقديم العون المالي لهذا التجاهل لقوانيننا."

وفي مقابلة مع شبكة (إيه.بي.سي نيوز) قال ترامب إن إنشاء السياج سيبدأ خلال أشهر على أن يبدأ التخطيط على الفور وإن المكسيك سترد للولايات المتحدة "مئة في المئة" من كلفته. ويقول المسؤولون المكسيكيون إنهم لن يدفعوا ثمن بناء السياج. وخلال إفادة صحفية في البيت الأبيض أشار سبايسر إلى السياج على أنه "حاجز مادي كبير على الحدود الجنوبية." وأضاف "بناء هذا الحاجز أكثر من مجرد وعد انتخابي. إنه خطوة أولى منطقية من أجل تأمين فعلي لحدودنا التي يسهل اختراقها. هذا سيوقف تدفق المخدرات والجريمة والهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة."

وقد تغير أفعال ترامب على نحو جذري الموقف الأمريكي بشأن الهجرة وستزيد كذلك من توتر العلاقات مع المكسيك. وقال سبايسر إن هدف ترامب هو البدء في مشروع السياج بأسرع ما يمكن مستخدما أموالا حكومية موجودة بالفعل ثم يعمل بعد ذلك مع الكونجرس الذي يقوده الجمهوريون لتخصيص مزيد من المخصصات المالية له.

وقال ترامب لقناة (إيه.بي.سي) "سنسترد الأموال في موعد لاحق من أي صفقة نقوم بها مع المكسيك. أبلغكم فحسب أنه سيكون هناك دفع. سيكون في صورة..ربما صورة معقدة. ما أفعله في صالح الولايات المتحدة. وسيكون في صالح المكسيك أيضا. نريد أن تكون هناك مكسيك مستقرة للغاية وقوية جدا." وكلفة وطبيعة وحجم السياج لا تزال غير واضحة. وكان ترامب قدر الكلفة العام الماضي "بثمانية مليارات دولار على الأرجح". غير أن هناك تقديرات أعلى وقال إن السياج سيمتد لمسافة 1600 كيلومتر بسبب تضاريس الحدود.

وقال ترامب إن أمره التنفيذي سينهي أيضا ممارسة يطلق عليها منتقدون اسم "أمسك وأطلق" كانت السلطات تلقي في ظلها القبض على المهاجرين غير الشرعيين في الأراضي الأمريكية لكن لا تعتقلهم أو ترحلهم على الفور. ويشمل الأمر التنفيذي الخاص بضبط الحدود خططا لتعيين خمسة آلاف ضابط آخر من ضباط إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية بغرض اعتقال المهاجرين عند الحدود وزيادة عدد ضباط الإدارة التنفيذية للهجرة والجمارك الأمريكية لاعتقال وترحيل المهاجرين الذين يعيشون في الولايات المتحدة بصورة غير مشروعة. بحسب رويترز.

كما سينشئ مزيدا من أماكن الاعتقال للمهاجرين غير الشرعيين على طول الحدود الجنوبية لجعل اعتقالهم وترحيلهم أيسر وأقل كلفة. وعندما سئل عن سياج ترامب قال السناتور الجمهوري جون ماكين إن حاجزا ماديا ليس كافيا لتأمين الحدود ودعا إلى استخدام إضافي لأبراج المراقبة وطائرات من دون طيار ووسائل تكنولوجية أخرى. وقال مكين الذي تقع ولايته أريزونا على الحدود مع المكسيك لبرنامح (مورنينج جو) الذي تبثه شبكة (إم.إس.إن.بي.سي) "الأسيجة يسهل اختراقها."

حرب تجارية

من جانب اخر يرى محللون ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب يجازف من خلال إثارته غضب المكسيك بمعاداة شريك استراتيجي للولايات المتحدة قد يتخذ إجراءات للرد من خلال إشعال حرب تجارية او الحد من التعاون لمكافحة الهجرة غير الشرعية. واثار ترامب غضب المكسيك باصراره على انها ستتحمل كلفة بناء جدار على طول الحدود بين البلدين والتي تقارب مليارات الدولارات في سجال اشعل اكبر ازمة دبلوماسية بين البلدين الجارين منذ عقود. وبعد ان كان الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو عبر عن تفاؤله بامكانية اقامة علاقات جيدة بين البلدين عقب انتخاب ترامب، تلاشت هذه الآمال مع الغائه زيارة مقررة الى واشنطن على خلفية الخلاف بشأن الجدار واتفاق التبادل الحر.

ويرى الخبير في العلاقات الاميركية المكسيكية بجامعة تارلتون في تكساس، خيسوس فيلاسكو، ان آخر ازمة كبيرة بين البلدين كانت عام 1985 عندما قامت عصابة مخدرات بتعذيب وقتل عنصر في ادارة مكافحة المخدرات الاميركية، مما دفع واشنطن الى اغلاق الحدود لفترة وجيزة. وقال فيلاسكو ان الازمة الآن "اسوأ" حيث "يحاصر ترامب ادارة بينيا نييتو دون ترك أي مجال للتفاوض".

واضاف ان المكسيك يمكن ان ترد الرد عبر السماح للمهاجرين القادمين من اميركا الوسطى بعبور الحدود. واضاف انه وبالرغم من انتقادات ترامب، الا ان المكسيك والولايات المتحدة تتمتعان "بأنجح تعاون (على الحدود) في العالم". واثر ضغوطات قامت بها ادارة الرئيس السابق باراك اوباما عقب التزايد الكبير في عدد المهاجرين الاطفال غير المصحوبين ببالغين عام 2014، شنت المكسيك حملة امنية على الهجرة غير الشرعية على حدودها مع غواتيمالا. ورحلت مكسيكو 147,370 مهاجرا العام الماضي، مقارنة بـ80,900 عام 2013، وفقا لارقام اعلنتها وزارة الداخلية. وفي الوقت الذي يطالب فيه ترامب المكسيك بتحمل كلفة تشييد الجدار، باتت عدد المكسيكيين العائدين الى بلادهم اكبر من عدد المهاجرين الى الولايات المتحدة.

واقترحت ادارة ترامب امكانية فرض ضريبة بقيمة 20 بالمئة على الصادرات المكسيكية كخيار لتمويل الجدار. وقال الخبير الاقتصادي لويس دي لاكي، الذي كان ضمن المفاوضين بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) في التسعينات انه "في حال فرضت الولايات المتحدة ضريبة من هذا النوع، فستفرض المكسيك من ناحيتها ضريبة مماثلة". الا ان دي لاكال شكك في امكانية موافقة الكونغرس، حيث يدعم الكثير من النواب التبادل الحر، على خطوة كهذه. واضاف ان "الولايات المتحدة مرت بفترات معقدة في السابق الا ان ترامب شخص مختلف" وسيتوجب عليه ضمان بقاء العلاقات "ايجابية". واتفاقية التبادل الحر باتت مطروحة للمراجعة بطلب من ترامب، الا ان وزير الاقتصاد المكسيكي حذر من خروج حكومته من الاتفاقية اذا لم تكن المفاوضات مرضية.

وتعد المكسيك شريكة للولايات المتحدة في مكافحة المخدرات حيث خصص الكونغرس 2,5 مليار دولار لمبادرة ميريدا، وهو برنامج مساعدات وقعه الرئيس الاميركي السابق جورج بوش في 2007 يزود اجهزة تطبيق القانون المكسيكية بالمعدات والتدريب. الا ان ترامب امر المسؤولين بالبحث خلال ثلاثين يوما في دوائر الحكومة الاميركية عن اي مساعدات "مباشرة وغير مباشرة" مقدمة للحكومة المكسيكية في اطار بحثه عن مصادر تمويل للجدار. من ناحيته، يرى دوكان وود، مدير معهد مكسيكو في مركز ويلسون للدراسات في واشنطن ان على المكسيك القيام بالمزيد لابراز اهميتها بالنسبة لامن الولايات المتحدة. بحسب فرانس برس.

وقال وود ان "ان التركيز في السابق كان كله على السبل التي يمكن من خلالها للولايات المتحدة ان تساعد المكسيك في محاربة الجريمة المنظمة" الا ان على المكسيك الآن الاثبات لجارتها العظمى انها "محظوظة لان لها صديقة على حدودها الجنوبية وان هذا جدير بالتفكير". وكمثال عن هذا التعاون بين البلدين، سلمت المكسيك تاجر المخدرات الشهير خواكين "إل تشابو" غوسمان المتهم بإدارة أنشطة أكبر كارتل مخدرات الى الولايات المتحدة عشية تنصيب ترامب.

ضريبة حدود

الى جانب ذلك طرح البيت الأبيض فكرة فرض ضريبة بنسبة 20 في المئة على السلع القادمة من المكسيك وذلك لدفع تكلفة بناء جدار عند الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مما أدى إلى هبوط البيزو المكسيكي وتعميق أزمة بين الجارتين. وأعلن إنريكي بيينا نييتو على تويتر أنه ألغى خططا للاجتماع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد أن طالب الرئيس الأمريكي المكسيك مرارا بدفع تكلفة الجدار الذي يريد بناءه على الحدود بين البلدين.

وفي وقت لاحق تسبب المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر في هبوط البيزو المكسيكي إلى أدنى مستوى له عندما قال للصحفيين إن ترامب يرغب في فرض ضريبة 20 في المئة على الواردات المكسيكية لدفع تكلفة إقامة الجدار. ولم يذكر سبايسر الكثير من التفاصيل لكن تصريحاته تماثل فكرة قائمة تعرف باسم ضريبة تعديل حدود ويبحثها مجلس النواب الأمريكي الذي يقوده الجمهوريون في إطار إصلاح ضريبي موسع.

وقال البيت الأبيض في وقت لاحق إن اقتراحه في المراحل الأولى. وعندما سئل عما إذا كان ترامب يؤيد ضريبة تعديل حدود قال راينس بريباس كبير موظفي البيت البيض إن مثل هذه الضريبة ستكون "سبيلا واحدا" لدفع تكلفة الجدار الحدودي. وأضاف "إنها مجموعة خيارات." وستعفي الخطة التي يبحثها الجمهوريون في مجلس الشيوخ عائدات التصدير من الرسوم الضريبية لكنها تفرض ضريبة بنسبة 20 في المئة على الواردات في انحراف كبير عن السياسة الأمريكية الراهنة.

ولن تدفع دول مثل المكسيك مثل هذه الضرائب مباشرة. وستخضع الشركات للضريبة إذا جلبت إلى الولايات المتحدة منتجات صنعت في المكسيك مما قد يؤدي إلى زيادة الأسعار على المستهلكين الأمريكيين. ولا تلقى الفكرة قبولا لدى تجار التجزئة والمؤسسات التي تبيع السلع المستوردة في الولايات المتحدة. ولاقت الفكرة معارضة أيضا من بعض المشرعين الذين عبروا عن قلقهم من تأثيرها على المستهلكين الأمريكيين. بحسب رويترز.

وقال الرئيس الأمريكي إن لقاءه المُلغى حاليا مع نظيره المكسيكي كان من الممكن أن يكون "غير مثمر" إذا لم توافق المكسيك على معاملة الولايات المتحدة "باحترام". وأضاف ترامب لنواب جمهوريين في تجمع في فيلادلفيا "رئيس المكسيك وأنا اتفقنا على إلغاء لقائنا الذي كان مقررا." وتابع ترامب "ما لم تعامل المكسيك الولايات المتحدة بإنصاف- وباحترام- فإن اجتماعا من هذا القبيل سيكون غير مثمر. وأريد أن أسلك طريقا آخر." من جهته قال الرئيس المكسيكي على تويتر إن إدارته أبلغت البيت الأبيض "أنني لن أحضر اجتماع العمل المزمع مع ترامب. وأضاف قائلا "تجدد المكسيك استعدادها للعمل مع الولايات المتحدة للوصول إلى اتفاقات لصالح البلدين كليهما."

مطالب وإجراءات

من جهة اخرى دعا منافس بارز على الرئاسة المكسيكية حكومة بلاده لرفع دعوى ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الأمم المتحدة بسبب خططه بناء جدار على الحدود بين البلدين لمنع المهاجرين من التسلل عبر الحدود. وبينما أعطى ترامب أوامره بالبدء في العمل على الجدار على الحدود البالغ طولها 3200 كيلومتر قال أندريس مانويل لوبيز أوبرادور زعيم المعارضة اليسارية الذي يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية للمرة الثانية إن الإعلان إهانة لبلاده. وأضاف أمام حشد من مؤيديه شمالي مكسيكو سيتي "بكل احترام أقترح أن ترفع حكومة المكسيك دعوى أمام الأمم المتحدة ضد حكومة الولايات المتحدة لانتهاك حقوق الإنسان والتمييز العرقي."

وفي وقت لاحق قال الرئيس إنريكي بيينا نييتو في رسالة مسجلة إنه "يأسف ويرفض" الأمر الذي أصدره ترامب بشأن الجدار الحدودي. وقال بيينا نييتو إن هذا القرار "بعيد كل البعد عن أن يوحدنا.. إنه يفرقنا." وتصدر لوبيز أوبرادور وهو رئيس سابق لبلدية العاصمة عدة استطلاعات رأي مبكرة أجريت بشأن الانتخابات الرئاسية المقررة في يوليو تموز 2018 وأعلن قبل أيام خططه للقيام بجولة في عدد من المدن الأمريكية الكبرى في فبراير شباط لحشد التأييد بين الأمريكيين من أصل مكسيسكي. وتصريحات ترامب بخصوص المكسيك وضعت رئيسها تحت ضغط محلي متصاعد.

على صعيد متصل أعلنت الجمعية المكسيكية لصناعة السيارات ان مكسيكو يمكن ان تلجأ لمنظمة التجارة العالمية إذا ما قررت ادارة دونالد ترامب فرض رسوم جمركية على الصادرات المكسيكية الى الولايات المتحدة. وقال رئيس الجمعية ادواردو سوليس ان صادرات السيارات من المكسيك الى الولايات المتحدة زادت بنسبة 10% تقريبا في كانون الاول/ديسمبر. وأوضح انه اذا ارادت الولايات المتحدة فرض رسوم على صادرات السيارات من المكسيك الى الولايات المتحدة يتعين عليها اولا ان تنسحب من اتفاقية التبادل التجاري الحر في اميركا الشمالية (نافتا).

واضاف انه حتى اذا انسحبت ادارة ترامب من نافتا فان الولايات المتحدة تبقى عضوا في منظمة التجارة العالمية وملزمة بالتالي بالرضوخ لقواعدها التي "تمنعها من فرض ضرائب تزيد عن نسبة 2,5%" على السيارات الخفيفة و"عن 25% على شاحنات بيك-أب". واكد انه في حال فرضت الولايات المتحدة ضرائب تزيد عن هذه السقوف فان المكسيك يمكنها حينئذ الاعتراض على ذلك امام منظمة التجارة العالمية. بحسب فرانس برس.

وبحسب الجمعية فان المكسيك صنعت في 2016 اكثر من 3,4 مليون سيارة خفيفة بزيادة نسبتها 2% عن حجم الانتاج في 2015. وصدرت المكسيك اكثر من 2,7 مليون من هذه السيارات بينها 77% استوردتها الولايات المتحدة و8,9% كندا. وفي 2016 حلت جنرال موتورز ونيسان وفيات كرايسلر وفورد وفولكسفاكن في المراتب الخمس الاولى كأكبر مصدر للسيارات من المكسيك، في حين ان تويوتا التي وجه اليها مؤخرا ترامب اصابع الاتهام فحلت في المرتبة الثامنة مع 135 الف سيارة تم تصديرها فقط، بحسب الجمعية.

ذات صلة

التنمية المتوازنة في نصوص الإمام علي (ع)أهمية التعداد السكاني وأهدافهالموازنة في العراق.. الدور والحجم والاثرفرصة الصعود في قطار الثقافةموقع العراق في سياسة إدارة ترامب الجديدة