مستقبل الدولة السورية وآفاق التحول السياسي

عبد الامير رويح

2016-09-08 09:17

التوصل لحل سلمي لإنهاء الأزمة في سوريا، اصبح من اهم القضايا للعديد من الدول والحكومات وخصوصا الدول العظمى، التي تسعى اليوم و كما يقول بعض المراقبين من خلال تحركات مكثفة ومستمرة، الى ايجاد حلول سياسية وقرارات جديدة لوقف القتال في سوريا, التي أصبحت ساحة للصراع العسكري والسياسي بين القوى العالمية والإقليمية الداعمة الاطراف الصراع في هذا البلد، حيث اكد بعض الخبراء ان التطورات الميدانية المهمة التي شهدتها الحرب السورية في الفترة الاخيرة اسهمت وبشكل واضح في قلب موازين القوى، الامر الذي اجبر بعض الاطراف على تقديم تنازلات جديدة ربما تسهم بإنهاء الازمة.

من جهة اخرى اكد بعض المراقبين للحرب في سوريا، ان خيار السلام وفي ظل اختلاف وجهات النظر بشأن دور الأسد في أي عملية سياسية هو امر صعب ومعقد، خصوصا أن السعودية أكبر داعم للمعارضة السورية، هي من يتحكم بقرارات واراء هذه المجاميع المعارضة وتتحدث بما يملى عليها من قبل السلطات السعودية، التي تعارض وبشدة وجود الرئيس الحالي في مثل هكذا محادثات.

وفيما يخص بعض تطورات هذا الملف قال مايكل راتني مبعوث واشنطن في سوريا إن اتفاقا بشأن سوريا تبحثه الولايات المتحدة وروسيا قد يتضمن وقفا لإطلاق النار في أنحاء البلاد ويركز على مساعدات الإغاثة إلى حلب قد يعلن قريبا. وتقول رسالة راتني إلى المعارضة السورية المسلحة إن الاتفاق سيلزم روسيا بمنع الطائرات الحكومية السورية من قصف المناطق الواقعة تحت سيطرة التيار الرئيسي للمعارضة وسيطالب بانسحاب قوات دمشق من طريق إمداد رئيسي شمالي حلب. وأضافت الرسالة دون ذكر تفاصيل أنه في المقابل ستنسق الولايات المتحدة مع روسيا ضد تنظيم القاعدة.

وقالت إن المعارضين يجب أن يتعاونوا حتى يبدأ العمل بالاتفاق لكن يجري السعي للحصول على ضمانات بأن تحترم موسكو أقوى حليف لسوريا الاتفاق. وانهارت هدنة اتفق عليها الخصمان السابقان في الحرب الباردة في فبراير شباط الماضي وتوقفت محادثات السلام في وقت سابق هذا العام وسط تبادل الاتهامات بين الحكومة والمعارضة بانتهاك الهدنة. وتصاعدت حدة القتال منذ ذلك الحين في مختلف أرجاء البلاد خاصة حول حلب المقسمة حيث أدى تقدم الطرفين إلى قطع خطوط إمداد وانقطاع التيار الكهربائي وتوقف إمدادات المياه لنحو مليوني شخص في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة وتلك التي تسيطر عليها المعارضة. وأفادت رسالة راتني أن الاتفاق الجديد سيشمل انسحاب القوات الحكومية من طريق إمداد رئيسي يقود إلى شرق المدينة الذي تسيطر عليه المعارضة والذي قطع في يوليو تموز. ويمكن أن يتحول طريق الكاستيلو إلى منطقة منزوعة السلاح. وقالت الحكومة إن المعارضين سيتعين عليهم كذلك عدم منع دخول أي مساعدات للمدينة.

انتقال سياسي

الى جانب ذلك أعلن ممثلون عن قوى المعارضة السورية في لندن عن خطة لمرحلة انتقالية لحل النزاع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات. واقترحت اللجنة العليا للمفاوضات، المدعومة من السعودية، إجراء مفاوضات لمدة ستة أشهر مع الرئيس بشار الأسد حول الانتقال السلمي للسلطة مصحوبة بوقف كامل لإطلاق النار. ويلي ذلك، وفقا لمقترح المعارضة، تسليم الأسد للسلطة لحكومة انتقالية تقوم بتسيير الأعمال في سوريا لمدة 18 شهرا وتعد البلاد لانتخابات. وتصر اللجنة على أن أي حل قادم لن يتضمن أي دور للرئيس بشار الأسد.

وقبل الإعلان، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن المقترحات ستكون اختبارا لنوايا حلفاء الأسد الذين يتضمنون روسيا وإيران، وما إذا كانوا سيمارسون عليه ضغوطا. وأضاف الجبير أن الخطة البديلة ستكون تصعيد الضغط العسكري على نظام الأسد. والنجاحات العسكرية التي حققتها قوات الجيش مؤخرا جعلت موقف النظام أكثر تشددا. ورفض الأسد مرارا التنحي عن السلطة منذ بداية الحرب التي خلفت نحو 250 ألف قتيل، فيما يقول مراسلون إن النجاحات المتوالية للقوات الموالية للحكومة السورية زادت من اصراره على ذلك الموقف. وكشفت لجنة المفاوضات، وهي مظلة لجماعات المعارضة المسلحة والسياسية المدعومة من السعودية، في لندن على لسان رئيس الوزراء السابق رياض حجاب، الذي أعلن انشقاقه عن النظام في 2012 والمنسق العام للهيئة ما سماه "رؤية لمستقبل سوريا" والتي تمثلت في ثلاث مراحل.

1- ستة أشهر من المفاوضات بين المعارضة وممثلي الحكومة السورية بالاستعانة بالبيان الختامي لمؤتمر جنيف حول سوريا 2012 كأساس للمحادثات على ان يلتزم الطرفان بعدد من الشروط من بينها وقف مؤقت لاطلاق النار واطلاق سراح المعتقلين ورفع الحصار عن المدن والقرى وايصال المساعدات الانسانية.

2- تشكيل حكومة مؤقتة تتمتع بكافة الصلاحيات التنفيذية لإدارة المرحلة الانتقالية ويتزامن ذلك مع تسليم الأسد للسلطة ورحيل كل من يثبت تورطه في ارتكاب "جرائم شائنة" خلال النزاع الذي مزق البلاد. ويتبع ذلك، بحسب الخطوات التي أعلنتها المعارضة، صياغة مسودة دستور جديد يمهد لتشكيل نظام سياسي تعددي ديموقراطي في البلاد. بحسب بي بي سي.

3- إدخال تعديلات على الدستور بعد اتفاق القوى السياسية في البلاد مع الحفاظ على تنفيذ توصيات الحوار الوطني ومن ثم اجراء انتخابات جديدة تحت إشراف الأمم المتحدة. ومن المقرر أن يناقش وزراء خارجية مجموعة ما يسمى "بأصدقاء سوريا"، الداعمة للمعارضة، مقترحات اللجنة. وكتب بوريس جونسون وزير الخارجية البريطاني، الذي يترأس المؤتمر، في صحيفة التايمز أن "ثمة فرصة لتفعيل هذه الرؤية". وأضاف "إذا تمكن الأمريكيون والروس من تنفيذ وقف اطلاق النار سيكون من الممكن أن تبدأ محادثات جنيف من جديد ومن ثم يمكن لجميع الأطراف رؤية السلم الذي سيوصل البلاد إلى مرحلة سوريا ما بعد الأسد". وفشلت روسيا والولايات المتحدة في التوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار خلال محادثات بين الرئيسين باراك أوباما وفلاديمير بوتين على هامش اجتماعات مجموعة العشرين في الصين وقالا إنهما لم يتمكنا من "رأب الصدع" في الثقة بين أطراف الصراع.

حملة حلب

على صعيد متصل قال معارضون إن الجيش السوري وحلفاءه يواصلون بدعم جوي روسي قصفا عنيفا لمواقع مقاتلي‭ ‬المعارضة في مدينة حلب وحولها بهدف الانتهاء من استعادة سيطرته على مدخل المدينة الجنوبي الاستراتيجي. وقال مصدر عسكري إنه بعد إعادة فرض حصار على شرق حلب التي تخضع لسيطرة المعارضة بالتقدم في جنوب غرب المدينة يهدف الجيش وحلفاؤه الآن إلى منع مقاتلي المعارضة من إدخال تعزيزات.

وأصبحت المدينة التي كانت كبرى المدن السورية قبل الحرب أهم جبهة بالنسبة للرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه من جهة وبالنسبة لمقاتلي المعارضة الذين يسعون لإسقاطه. وتعقد المعركة مساعي تطبيق وقف لإطلاق النار في سوريا بعد أكثر من خمسة أعوام على اندلاع الحرب الأهلية. وقالت روسيا والولايات المتحدة إن المحادثات بشأن هدنة تواصلت رغم أن الرئيس باراك أوباما قال إن البلدين لم يسدا "هوة" الخلافات التي تفصلهما. لكن الأسد يعتمد على القوة الجوية الروسية في حملته للسيطرة على حلب بينما تدعم الولايات المتحدة مقاتلي المعارضة- أو بعضهم- الذين يحاولون الإطاحة به. وانهار اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى الاتفاق عليه في فبراير شباط مع اتهام واشنطن لقوات الأسد بانتهاك الهدنة.

وتتركز المعارك الأحدث على مجمع عسكري في الراموسة سيطر عليه مقاتلو معارضة بعد تقدم جماعات مسلحة من إدلب على بعد 55 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من حلب. وكسرت سيطرتهم على المجمع حصارا استمر شهرا لشرق حلب وهو حصار يتواصل مع استعادة الحكومة للسيطرة على المنطقة. وقال المصدر العسكري إن الجيش وحلفاءه يعملون لتوسيع نطاق سيطرتهم قرب الكليات العسكرية في الراموسة.

وقال المصدر "الجيش يريد أن يكمل ويوسع من دائرة السيطرة حول المدينة بشكل عام ويتم الهجوم على كل النقاط الموجود فيها الإرهابيين بغرب حلب وجنوبه لأن هذه المنطقة هي أولوية عند الجيش باعتبار أن إدلب حاليا هي الخزان وهي المورد (للمسلحين)." وقال قيادي من جماعة أحرار الشام القوية إن المقاتلين انسحبوا إلى خطوط دفاعية جديدة لتقليص الخسائر في ظل القصف المدفعي العنيف والقصف الجوي. وقال أبو عمر إن الروس كثفوا قصفهم لذا فقد قرر المقاتلون الانسحاب مضيفا أن مقاتليه يحفرون خطوطا دفاعية جديدة ستتيح لهم نصب كمائن للجنود.

وقال عضوان في مجلسي ضاحيتين يسيطر عليهما مقاتلو معارضة إنه حتى قبل التقدم فإن سيطرة الجيش قبل أسبوعين على تل أم القرع عطلت الحركة في ممر للمعارضة إلى شرق حلب وأوقفت شحنات كبيرة من الإمدادات الضرورية. وقال محمد عارف الشرفي وهو عضو في المجلس المحلي لمحافظة حلب الذي تسيطر عليه المعارضة إن الجيش يطلق النار على المدنيين وعلى أي شيء يتحرك الأمر الذي أبطأ حركة المرور لكن هذه الحركة أصيبت بالشلل التام بعد المكاسب التي حققها الجيش.

وذكر بريتا حاجي حسن رئيس مجلس بلدية شرق حلب إن الأسعار ارتفعت داخل الناطق التي تسيطر عليها المعارضة من المدينة إلى عشرة أمثالها في ظل عدم دخول إمدادات لمدة 12 يوما بسبب الضربات الجوية الروسية وقصف الجيش السوري. وقال اثنان من مسلحي المعارضة في منطقة الراموسة إن تصاعد القصف الروسي لخطوط إمدادهم من إدلب- مصدر أغلب تعزيزات المعارضة- كشف مواقع المعارضة في المنطقة التي لا يزالون متحصنين بها. وقال بعض المعارضين المسلحين إن عملية في شمال سوريا بدعم من تركيا- تهدف لطرد تنظيم داعش والمقاتلين الأكراد من المناطق الحدودية- ربما حولت أيضا وجهة مقاتلين كانوا في غياب تلك العملية سيدافعون عن حلب. بحسب فرانس برس.

وبث التلفزيون الرسمي السوري لقطات مروعة لأشلاء مهترئة ومتربة لمقاتلين معارضين في جنوب غرب حلب وللمناطق التي انتشر بها الركام التي استعادها الجيش. لكن مقاتلين معارضين قالوا إن تحالف جيش الفتح المؤلف في أغلبه من جماعات إسلامية يعد لهجوم مضاد وإن تعزيزات تصل لما يتوقعون أن تكون معركة طويلة. ووقع تفجير انتحاري كبير ومعارك في جزء تسيطر عليه الحكومة من حي العامرية إلى الشمال من الراموسة حيث قالت المعارضة المسلحة إنها حققت بعض التقدم بينما قال مؤيدو الجيش إنه صد هجوما. وقال أبو عبد الله الشامي العضو في جماعة فيلق الشام المسلحة المعارضة إن النظام السوري لا يعرف إلا لغة القوة ويستخدم بطائراته سياسة الأرض المحروقة ثم تتقدم قواته وتسيطر على الأرض. لكن الشامي شكك في قدرة قوات الحكومة على الاحتفاظ بالسيطرة على تلك الأراضي.

سقوط داريا

من جانب اخر يستهدف الرئيس السوري بشار الأسد الجيوب الأخيرة التابعة للمعارضة حول دمشق وحمص ويعول على تكتيك الحصار والقصف الذي منحه النصر لكن جلب عليه إدانة من الأمم المتحدة. ومع سقوط داريا ا بدأ الجيش في ممارسة ضغوط جديدة على المعضمية وحي الوعر المحاصر في حمص بغرب البلاد. وتهدف الاستراتيجية الجديدة إلى تعزيز قبضة الأسد على المناطق الخاضعة للحكومة في حرب أهلية متعددة الجبهات انزلقت فيها قوى إقليمية وعالمية وأججت الكراهية الطافية وأدت إلى مقتل أكثر من 250 ألف شخص وتشريد نحو 11 مليون آخرين.

وقال وزير المصالحة الوطنية علي حيدر على التلفزيون الرسمي "داريا حجر دومينو بعده بده يقلب مرتين وثلاثة وأربعة." وفي المعضمية القريبة يقول مقاتلو المعارضة في المنطقة إن الحكومة وجهت إنذارا: إما إجلاء المقاتلين أو مواجهة هجوم عسكري. وفي حمص التي كانت مثل داريا مركزا مبكرا للانتفاضة يقول مقاتلون إن القصف المكثف الذي استمر يومين أجبر مقاتلي المعارضة في الوعر على استئناف المحادثات المتوقفة بشأن اتفاق مشابه. ووجه سقوط داريا التي أجلي سكانها في إطار اتفاق مع الحكومة ضربة معنوية كبيرة للمعارضة بينما شجع الجيش على الاعتقاد بأنه على مقربة من إخضاع معاقل المعارضة حول العاصمة شديدة التحصين.

ومع ذلك عبر ستيفن أوبرين وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عن "قلقه الشديد" بشأن إخلاء داريا وشدد على الظروف القاسية التي أجبرتها على الاستسلام محذرا من أنها سابقة خطيرة. وأضاف قائلا "دعنا نكون واضحين كل (أشكال) الحصار تكتيك من العصور الوسطى ويجب أن ترفع... ما حدث في داريا لا ينبغي أن يكون وضع المناطق المحاصرة الأخرى في سوريا." وقبل التدخل الروسي في العام الماضي الذي ساهم في تحويل دفة الحرب لصالح الأسد استخدمت الحكومة الهدنة لتقوية الهدف المحدود بتهدئة النقاط الساخنة ومنها بلدات كاملة تديرها مجالس خاضعة للمعارضة.

وسمح التدخل الروسي للجيش والفصائل المسلحة المتحالفة معه بتصعيد الحملات العسكرية في مساحات كبيرة من ريف سوريا خاضعة للمعارضة لكن على حساب السماح للمعارضين بالإبقاء على الجيوب حول المدن الرئيسية. وأضاف حيدر تحذيرا وجهه في المقابلة التلفزيونية بأن المناطق الخاضعة للمعارضة ومنها داريا لن تظل "مناطق معزولة تشكل تهديدا للدولة." وفي الوعر توصل الجيش والمعارضة إلى اتفاق العام الماضي توسطت فيه الأمم المتحدة ويشمل إطلاق سراح بضعة آلاف من السجناء مقابل إجلاء المقاتلين المتبقين في الحي.

ويمثل الوعر جائزة قيمة للحكومة لكونه آخر المعاقل المتبقية للمعارضة في حمص وهي مدينة كانت من أوائل المدن انتفاضا ضد الأسد وأصبحت لاحقا رمزا لمقاومة حكمه. بيد أن الاتفاق انهار وشدد الجيش في مارس آذار حصار الحي. وقال أسامة أبو زيد وهو ناشط إعلامي مؤيد للمعارضة هناك إن الجيش بدأ الآن استهداف المنطقة بالقصف الصاروخي والغارات الجوية المكثفة. وأضاف أبو زيد الناشط على الأرض إنه بعد داريا استغل "النظام" ما حدث ليملي اتفاقا جديدا سيلزم المقاتلين وأسرهم على المغادرة في غضون أسبوعين وإلا سوي حيهم بالأرض. وقال إنهم رفضوا ذلك وإن المفاوضات عادت الآن إلى الشروط القديمة لاتفاق الأمم المتحدة.

وبالنسبة لكثير من جماعات المعارضة سيكون من الصعب قبول اتفاق من هذا القبيل خوفا من عواقب الاستسلام عندما يكون عدد كبير من سكان المنطقة مطلوبين لدى الحكومة بسبب دورهم في الانتفاضة. وجاء في بيان للجماعات الثورية المسلحة في الوعر وهو تحالف من جماعات المعارضة إن استسلام الوعر لنظام الأسد سيعرض معظم المدنيين هناك للسجن والتعذيب والموت.

ويعد الدفاع عن العاصمة الواقعة إلى الشمال الشرقي مباشرة من داريا وحيث يتحصن أفضل قوات الجيش عدة وعتادا حاسما لبقاء الأسد. لكن خلافا للوضع في جيوب المعارضة التي تحمل أهمية رمزية لكنها معزولة نسبيا في داريا والمعضمية في الوقت نفسه تسيطر قوات المعارضة في مركز الغوطة الشرقية الذي يتألف من بلدات ومزارع على منطقة كبيرة متواصلة جغرافيا تحت إدارتهم المحلية.

وأوقف ذلك حملات عسكرية متتابعة من جانب الجيش لاستعادة معقل المعارضة في دوما وهي أكبر مركز حضري في المنطقة. وقال محللون عسكريون إن نتيجة التقدم العسكري في داريا الآن أنعشت آمال الحكومة في أن حملة القصف التي لا تعرف هوادة قد تتمخض في آخر الأمر عن نتيجة مماثلة في تلك المنطقة. بيد أن المعارضة ووكالات الإغاثة تندد بتلك السياسية بوصفها أحد أساليب "التجويع أو الاستسلام" قائلين إنها ستجعل من الأصعب في الأمد الطويل مداواة جراح الحرب الأهلية. بحسب فرانس برس.

ويقول كثيرون داخل المعارضة بالفعل إن ممارسة إجلاء المقاتلين السنة وأسرهم من بلداتهم التي يغلب على سكانها السنة ترسم حدودا سكانية جديدة لن تؤدي إلا إلى إذكاء النعرات الطائفية. وقال رياض حجاب رئيس اللجنة العليا للمفاوضات التي تدعمها السعودية "هذه الهدنة تمهد لتطهير عرقي وتهجير قسرى غير مسبوق."

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا