روسيا وأوروبا.. مفترق طرق بين الحرب الباردة والسلام البارد
عبد الامير رويح
2016-08-02 09:28
تشهد العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي والناتو تصعيدا خطيرا يمكن ان يسهم بتعقيد الامور وخروجها عن السيطرة، واتسمت العلاقة بين الطرفين بالتوتر الشديد منذ بدء النزاع في اوكرانيا عام 2014 عندما اقدم الاتحاد على فرض عقوبات تجارية على موسكو، فيما فرضت روسيا حظرا على المنتجات الغذائية الاوروبية ردا على ذلك.
ويرى يعض المراقبين ان الفترة الاخيرة شهدت تطورات وتحركات كبيرة من قبل جميع الاطراف هذا بالاضافة الى تبادل الاتهامات وغياب الثقة، الامر الذي سيزيد من حدة التوترات والخلافات، حيث سعى الحلف الأطلسي والاتحاد الاوروبي الذي يعاني اليوم من مشكلات وازمات كبيرة الى اعتماد قرارات وخطط جديدة ضد روسيا، التي تحاول هي الاخرى الاستفادة من بعض التطورات الجديدة التي حدثت في الاتحاد الاوروبي، ومنها قرار خروج بريطانيا.
حيث لعب الكرملين وكما نقلت بعض المصادر دوراً ملحوظاً في السنوات القليلة الماضية، بشأن دعم التوجّهات القومية الرافضة لإطار الاتحاد الأوروبي وتوسيع رقعته، بطرق ووسائل مختلفة، بهدف الحصول على مزيد من المصالح، حال تواصل عمليات الانفصال في الاتحاد الأوروبي، كي تتمكّن روسيا من الحصول على أفضل الشروط الممكنة لفكّ الحصار الاقتصادي المعلن ضدّها.
ويدرك الكرملين جيّدًا أنّ الاتحاد الأوروبي سينشغل، في السنوات القليلة المقبلة، بإيجاد حلول لمشكلاته الداخلية وترتيب البيت الأوروبي، وانعدام الرغبة في قبول أعضاء جدد في إطار المنظومة، الامر الذي سيعيق خطط ومشاريع توسيع الاتحاد. تلك التحركات والاتهامات دفعت الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة الأمريكية الى اعتماد خطط وتحركات عسكرية مضادة اثارت غضب موسكو، حيث اتهم الرئيس الروسي فلادمير بوتين الحلف الاطلسي بالسعي الى استدراج روسيا الى سباق تسلح "محموم" وبشكل عام انهاء "التوازن العسكري" القائم في اوروبا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، وقال بوتين "ان التوجه المعادي لروسيا للحلف الاطلسي انكشف تماما. ولن ننساق الى هذا الهيجان العسكري في الوقت الذي يسعون فيه على ما يبدو الى استدراجنا الى سباق تسلح مكلف وبلا افق (..) لالهائنا عن مهامنا الرئيسية في التنمية الاقتصادية"، واضاف "لن يتمكنوا من ذلك لكننا لن نظهر ضعفا. لا يزال بامكاننا ان نحمي انفسنا جيدا".
وندد الرئيس الروسي بتعدد المناورات العسكرية للحلف الاطلسي خصوصا "قرب الحدود الروسية" في البحرين الاسود والبلطيق، وايضا بنشر قوات الرد السريع التابعة للاطلسي في بولندا ودول البلطيق. وقال بوتين "يهدف كل هذا الى انهاء التوازن العسكري القائم منذ عقود" بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ونهاية الحرب الباردة. واضاف "ان هذه العمليات تجري تحت انظارنا ونعرف كيف نرد عليها بالطريقة المناسبة".
مواجهة روسيا
وفي هذا الشأن أبدى الحلف الأطلسي وحدته في مواجهة روسيا مع تأكيد رغبته في الحوار معها معتبرا أن موسكو لا تشكل "تهديدا آنيا" للحلف. فيما قال الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ نحن متحدون". وأضاف "عادة ما تنطوي قمم الأطلسي على ضجر بنسبة 99 بالمئة وهستيريا بنسبة 1 بالمئة. هذه المرة لا شيء من ذلك. لقد كانت قمة توافقية إلى حد ما". كما أعلن الأطلسي أنه سيمدد حتى 2017 مهمة "الدعم الحازم" التي ينفذها في أفغانستان، وحتى 2020 مساعدته المالية للقوات المسلحة الأفغانية وفق ما أعلن أمينه العام ينس ستولتنبرغ.
وقال ستولتنبرغ لوسائل الإعلام خلال قمة الحلف الأطلسي في وارسو "اتفقنا على تمديد مهمتنا (تدريب القوات الافغانية وتقديم المشورة) الى ما بعد 2016". و"سنقوم بتخطيط إضافي في الأشهر المقبلة لتحديد حضورنا الشامل في 2017"، دون أن "طرح تواريخ" تحدد المدى الزمني لاستمرار المهمة. وشدد المشاركون على أن الحلف لن يتسامح إزاء أي عمل معاد على حدوده الشرقية مع تركه باب الحوار مفتوحا. كما قرر قادة الحلف نشر أربع كتائب في دول البلطيق وبولندا، في تحد غير مسبوق لروسيا منذ الحرب الباردة.
وبذلك، وبعد عامين من قمة الحلف في بلاد الغال التي أخذ فيها الحلف علما بضم موسكو شبه جزيرة القرم، وضع الحلف الأطلسي اللمسات الأولى على تموضعه الإستراتيجي الجديد. ويعتبر هذا التعزيز الأكبر من نوعه منذ نهاية الحرب الباردة والذي سيترجم خصوصا بإرسال أربعة آلاف جندي برعاية أربع دول هي الولايات المتحدة وألمانيا وكندا وبريطانيا إلى مكان أقرب ما يكون إلى روسيا.
الى جانب ذلك قال الكرملين إنه يعتبر تلميح حلف شمال الأطلسي بأن روسيا تمثل تهديدا أمرا سخيفا وجاءت تعليقات الكرملين بعد أن حث الرئيس الأمريكي باراك أوباما قادة الحلف العسكري على الوقوف بحزم أمام روسيا بعد استيلائها على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "من السخيف الحديث عن أي تهديد يأتي من روسيا في وقت يموت العشرات في وسط أوروبا والمئات في الشرق الأوسط يوميا."
وأضاف "لا بد وأن تكونوا كيانا قصير النظر للغاية حتى تلووا الأمور بهذا الشكل." وعبر عن أمل موسكو في أن يسود المنطق السليم وتفهم الحاجات حتى لا تحدث مواجهة. وتابع أن موسكو مستعدة للحوار والتعاون مع الحلف ولا ترغب في اعتباره عدوا. لكنه اشتكى من أن جنود الحلف وطائراته تعمل بالقرب من الحدود الروسية. وقال "لسنا نحن من يقترب من حدود حلف الأطلسي."
من جانبها صادقت المانيا على توجيهات جديدة في مجال الدفاع ستجعل البلاد تضطلع بدور عسكري اهم على الساحة الدولية، لانها تعتبر انه يمكن لروسيا ان "تشكل تحديا على امن" اوروبا. ووردت خارطة الطريق هذه للجيش الالماني بالتفصيل في "كتاب ابيض" حول الدفاع تم تبنيها خلال اجتماع لمجلس الوزراء. وجاء في الوثيقة ان المانيا، اول دولة اقتصادية في اوروبا، "باتت تعتبر اكثر واكثر كطرف اساسي في اوروبا يتحمل مسؤولية المساهمة في رسم النظام العالمي بصورة ناشطة".
وبعد تحفظات مرتبطة بالحرب العالمية الثانية دامت لعقود، باتت برلين التي لم تعد تتردد في نشر جنودها في دول عدة (مالي وكوسوفو وافغانستان) مستعدة "لتحمل مسؤوليتها وتولي زمام الامور" في مواجهة التحديات "الامنية والانسانية" بحسب الوثيقة. ومن المخاطر يشير النص خصوصا الى التهديد المحتمل الذي تطرحه روسيا البلد "الذي يهدد علنا السلام في اوروبا" خصوصا بعد ضم شبه جزيرة القرم في 2014. وقال معدو الوثيقة "من خلال تحديث قواتها المسلحة بشكل تام يبدو ان روسيا مستعدة للذهاب الى حدود الالتزامات الدولية الحالية". واضافوا ان موقف موسكو "يستلزم ردا من الدول المعنية وايضا من الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي". واضافت الوثيقة "ان روسيا اذا لم تغير موقفها ستمثل في المستقبل المنظور تحديا على امن قارتنا". بحسب فرانس برس.
ويندرج الكتاب الابيض في التطور البطيء الذي اطلقته المانيا قبل عقدين بعد ان بقيت مترددة حول القضايا العسكرية بسبب ماضيها العسكري. والدليل الاخر على عزم الحكومة الالمانية احداث تغييرات في المجال الدفاعي رفع لاول مرة منذ 1990 عديد القوات الالمانية وزيادة حجم الاستثمارات ما يضع حدا لربع قرن من الاقتطاعات في الموازنة منذ انتهاء الحرب الباردة. وخلال سبع سنوات يعتزم الجيش الالماني تجنيد ايضا سبعة الاف جندي اضافي و4400 من العاملين المدنيين.
اجتياح دول البلطيق
في السياق ذاته يعتبر الخبراء الاستراتيجيون لحلف شمال الأطلسي أن ممر سوفالكي، الذي يعرف أيضا باسم فجوة سوفالكي، هو خاصرة رخوة للحلف في مواجهة روسيا، فالمعبر هو خط ممتد بطول 65 كيلومترا بين بولندا وليتوانيا، يمكن لروسيا إذا احتلته أن تفصل دول البلطيق بسهولة عن باقي دول أوروبا الشرقية. ويشكل ممر سوفالكي الذي يمتد بطول 65 كيلومترا بين بولندا وليتوانيا، بغاباته وبحيراته وقراه، مصدر قلق كبير للخبراء الاستراتيجيين في حلف شمال الأطلسي، الذين يرون في هذه المنطقة خاصرة رخوة يمكن للروس قطع دول البلطيق عن أوروبا الشرقية إن قاموا باحتلالها.
وكانت المخاوف من غزو روسي ولدت مع ضم روسيا لشبه جزيرة القرم ، الحدث الذي أدى إلى تدهور العلاقات بين موسكو والغرب بشكل كبير. ومنذ ذلك الحين، تركزت المناورات الكبرى للحلف على الدفاع عن هذه المنطقة، بينما يرى الخبراء أن التدريبات الروسية التي جرت في كالينينغراد وبيلاروسيا "متطورة" و"مخيفة". واعترف الجنرال بن هودجز، قائد القوات البرية الأمريكية في أوروبا، في حديث لصحيفة "دي تسايت" الأسبوعية الألمانية أن "روسيا يمكنها اجتياح دول البلطيق بسرعة أكبر من قدرتنا على الدفاع عنها".
وجاء تقرير صدر مؤخرا عن مؤسسة "راند كوربوريشن" يستند إلى المناورات، بالتحذير نفسه. وقال إن "القوات الروسية تحتاج إلى ستين ساعة على الأكثر للوصول إلى تالين وريغا"، عاصمتا أستونيا ولاتفيا. ورأى جون آر ديني من معهد الدراسات الاستراتيجية في "يو إس آرمي وور كوليدج" أنه "يبدو من المنطقي التفكير بأن روسيا يمكن أن تستهدف معبر سوفالكي في أي نزاع مع الحلف الأطلسي يشمل دول البلطيق"، وذلك عبر إغلاقه بعملية برية من كالينينغراد أو بيلاروسيا أو عن طريق تدمير الطرق وسكك الحديد بهجمات جوية أو قصف مدفعي. بحسب فرانس برس.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" بشكل منفصل في آذار/مارس عن نشر سرية مدرعة إضافية من حوالى 4200 رجل في أوروبا الشرقية مطلع العام 2017، وفق نظام تبديل. وكان الحلف اختار في 1997 عدم إقامة قواعد دائمة في الدول التي كانت أعضاء في حلف وارسو، وهذه القاعدة ما زالت محترمة على الرغم من النزاع في أوكرانيا.
تعزيزات عسكرية
على صعيد متصل امرت روسيا جيشها باتخاذ اجراءات لتعزيز امن المجال الجوي فوق بحر البلطيق بعد حوادث وشبه حوادث عززت التوتر بين حلف شمال الاطلسي وموسكو. وامر وزير الدفاع سيرغي شويغو الجيش بتطوير "نظام لتدابير الثقة من شأنه تعزيز سلامة الطيران في منطقة بحر البلطيق"، وفق بيان لوزارة الدفاع. واتهمت دول البلطيق الاعضاء في حلف شمال الاطلسي روسيا بانتهاك مجالها الجوي بشكل متكرر خلال الاشهر الماضية وبالتحليق باجهزة ارسال مستجيبة مقفلة وهي اجهزة تمكن الرادار من تحديد هوية الطائرات وتفادي الاصطدام.
واتهمت الطائرات الروسية كذلك بالقيام بمناورات خطيرة في البلطيق منها تحليق طائرة سوخوي على ارتفاع يقل عن 50 قدما (15 مترا) فوق مدمرة اميركية في نيسان/ابريل. في المقابل تعترض موسكو على استخدام طائرات التجسس الاميركية الخفية على الرادارات الروسية والتي يتعين ارسال طائرات حربية للتعرف على هويتها بالعين المجردة. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان طائرات الحلف الاطلسي التي تطير من دون اجهزة ارسال مستجيبة "اكثر بمرتين" من الطائرات الروسية التي تقوم بذلك.
وقال بيان وزارة الدفاع الروسية انها تدرس جعل استخدام اجهزة الارسال المستجيبة الزاميا اذا اتخذت بلدان حلف الاطلسي تدابير مماثلة. وركزت روسيا على منطقة البلطيق في الفترة الماضية واعلن شويغو تعزيز اسطول البلطيق الذي اقيل قائده سيرغي كرافتشوك وعدد من ضباطه بسبب "التقاعس عن اداء الواجب" وهو اجراء غير اعتيادي لكنه يشير الى الاهتمام الذي توليه روسيا بالمنطقة.
من جانب اخر اعلن الجيش الروسي انه يعتزم نشر منظومات دفاعية مضادة للطيران ومضادة للصواريخ من نوع اس-400 التي تعتبر الاحدث في شبه جزيرة القرم الاوكرانية التي ضمتها موسكو في اذار/مارس 2014. وقال المسؤول في الجيش الروسي يفغيني اولينيكوف في تصريح لوكالة انباء ريا نوفوستي، ان هذه المنظومات ستثبت بصورة دائمة ابتداء من آب/اغسطس في ثيودوسي شرق شبه الجزيرة.
وتستضيف شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في اذار/مارس 2014 بعد تدخل عسكري تلاه استفتاء لضمها، عددا كبيرا من القواعد العسكرية والبحرية الروسية، ومنها قاعدة الاسطول الروسي في البحر الاسود في سيباستوبول. وعززت موسكو منذ ذلك الحين وجودها العسكري في القرم، ونشرت فيها طائرات مطاردة وتنوي اقامة مركز انذار مضادة للصواريخ فيها. وتريد السلطات الروسية ايضا ان تخصص اكثر من 1،75 مليار يورو حتى 2020 لتطوير هذا الاسطول في البحر الاسود. واثار ضم شبه جزيرة القرم اسوا توتر بين البلدان الغربية وروسيا منذ انتهاء الحرب الباردة، وادى الى فرض سلسلة من العقوبات الاوروبية والاميركية على روسيا. بحسب فرانس برس.
واس-400 منظومة دفاعية متطورة جدا مضادة للطيران ومضادة للصواريخ، ويبلغ مداها 400 كلم. وبالاضافة الى الصواريخ المنصوبة على اراضيها، نشرت روسيا منظومة اس-400 في قاعدتها الجوية في حميمم في سوريا. وستنشر صواريخ اس-400 ايضا في كبرى القواعد البحرية الروسية في اقسى الشرق الروسي في فيلاديفوستوك وفيليوتشينسك بمنطقة كامتشاتكا.
صواريخ نووية
الى جانب ذلك توقعت مصادر قريبة من الجيش الروسي نشر صواريخ متطورة قادرة على حمل رؤوس نووية في مدينة كالينينجراد القريبة من أوروبا بحلول 2019 في خطوة تعتبرها ردا على الدرع الصاروخي الذي تدعمه الولايات المتحدة. وقالت المصادر إن روسيا قد تنشر هذه الصواريخ في وقت لاحق على شبه جزيرة القرم. وقد تذكي هذه الخطوة المواجهة بين روسيا والغرب والتي بلغت بالفعل أسوأ مراحلها منذ الحرب الباردة وتضع مساحات واسعة من بولندا وليتوانيا ولاتفيا واستونيا الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في مرمى النيران. ويقول الخبراء الروس والغربيون إن الدرع الذي تقول روسيا انه يهدف لإضعاف قدراتها النووية يمنح الكرملين الغطاء السياسي الذي يحتاجه لتبرير خطوة خطط لها مسبقا.
وقال ستيفن بايفر السفير الأمريكي السابق إلى أوكرانيا وهو الآن زميل بارز في معهد بروكينجز "يخطط الروس للقيام بكثير من الأشياء التي يتدربون عليها منذ بعض الوقت." وأضاف "لموسكو سجل طويل في مجال الإعلان عن خطوات معينة والقول إنها رد على فعل ما على الرغم من تخطيطهم لها مسبقا." وهدد الكرملين بنشر صواريخ اسكندر - إم في كالينينجراد -وهي منطقة من روسيا تقع بين بولندا وليتوانيا- ردا على نشر الدرع الذي بدأ تشغيل جزء منه في رومانيا. وقال ميخائيل بارابانوف الباحث البارز في مركز تحليل الاستراتيجيات والتقنيات في موسكو -الذي يقدم المشورة لوزارة الدفاع الروسية- أن الكرملين سينشر هذه الصواريخ هناك على ما يبدو بشكل دائم بحلول 2019.
وقال باربانوف "في كل الأحوال بات نشر (صواريخ) اسكندر في منطقة كالينينجراد الآن حتميا". ويحل نظام اسكندر الصاروخي الباليستي محل نظام سكود السوفيتي ويطلق عليه حلف الأطلسي اسم (إس.اس. 26 ستون) وهو عبارة عن صاروخين موجهين يصل مداهما إلى 500 كيلومتر ويمكن ان يحملا رؤوسا تقليدية أو نووية.
ونشرت روسيا صواريخ اسكندر مرتين في كالينينجراد خلال مناورات عسكرية لتسحبها لاحقا وفق ما ذكرت تقارير. ويقول المسؤولون الأمريكيون إن الدرع الصاروخي الذي تدعمه الولايات المتحدة وتعترض عليه روسيا لا يهدف إلى مواجهة التهديد الروسي المحتمل بل يستهدف إسقاط صواريخ قد تطلقها دول مارقة مثل إيران. ورفضت موسكو هذا التبرير. بحسب فرانس برس.
وقال بايفر السفير الأمريكي السابق في اوكرانيا إن "ظهور صواريخ اسكندر في كالينينجراد مسألة وقت." وأضاف "كالينينجراد تثير القلق. إذا نشرت صواريخ بهذا المدى فإنها لن تغطي دول البلطيق فقط بل ربما ثلثي بولندا." وكان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قد أعلن إن موسكو تحتفظ بحقها في نشر صواريخ اسكندر في أي مكان في روسيا وقال مسؤولون عسكريون روس بارزون إن كالينينجراد ستحصل على صواريخ اسكندر في السنوات القليلة المقبلة في إطار عملية تحديث روتيني للأنظمة الصاروخية في البلاد. وقال بارابانوف إن هذه الصواريخ ستنشر أيضا في القرم يوما ما.