ملتقى النبأ للحوار يناقش تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

علي الطالقاني

2016-06-28 07:04

ناقش ملتقى النبأ للحوار موضوعا بعنوان ( تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ) للفترة من يوم 24 الى 27 حزيران لعام 2016، شارك في الحوار مجموعة من الناشطين والسياسيين ورجال دين. من بين المشاركين (د. محمد القريشي، د. واثق الهاشمي، عضو مجلس النواب العراقي النائب عمار الشبلي، د.عدنان السراج، القاضي اصغر عبد الرزاق الموسوي، الشيخ مكي الحائري، أ. عبد الحميد الصائح، د. نديم الجابري، أ.علي الطالقاني، الشيخ زكي الفيلي،).

أجرى الحوار مدير الملتقى الكاتب الصحفي علي الطالقاني، وملتقى النبأ للحوار هو مجتمع يسعى إلى تحفيز المناقشات بهدف توليد الأفكار من أجل دعم المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني وإسداء النصح لها من خلال عدة فعاليات يقوم بها الملتقى.

لمشاهدة تقارير ملتقى النبأ للحوار

/http://annabaa.org/arabic/tags/5030

(محاور البحث)

ماهي تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي؟ وكيف تتأثر أوضاع المهاجرين؟ وهل سيتبع ذلك انشطارات وتفكك الاتحاد الأوروبي؟ ما هو دور التنظيمات المتطرفة إزاء ذلك؟ قائمة الأسئلة طويلة لكنها تختصر حول تداعيات خروج بريطانيا.

المداخلات

د. محمد القريشي:

ما ذَا يعني خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي ؟

أولا: تعد بريطانيا من المساهمين الكبار في ميزانية الاتحاد الاوروبي حيث بلغت حصتها حوالي ١٧ مليار يورو عام ٢٠١٣ من أصل ميزانية أوروبية سنوية تصل الى ١٢٣ مليار يورو وهي بهذا تكون رابع دولة ممولة بعد ألمانيا وفرنسا وإيطاليا .

ثانيا: كانت بريطانيا من الدول المعارضة لثقل كفة ألمانيا في اليات صنع القرار الاوروبي ويعد خروجها تقوية لمواقف ألمانيا في المستقبل .. وهو آمر مقلق لفرنسا التي تنافس ألمانيا في الثقل السياسي ( حيث اصطفت بريطانيا في السابق مرات عدة لجانب فرنسا ).... الاتحاد الاوروبي خلال المرحلة القادمة سيضم بلدان غير متوازنة اقتصاديا وسياسيا

ثالثا: هناك ٣ مدن كبرى تدير النظام المصرفي العالمي هي هونك كونغ وواشنطن ولندن. خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي سيدفع مصارف عدة بالخروج من لندن وستكون وجهتها بالغالب باريس.

وبالفعل فقد أعلن بنك (اج آس بي سي) بخطته في الانتقال الى باريس، ستتحول باريس تدريجيا الى عاصمة مالية كبرى ولكن ذلك سيتم على حساب توازن القوى الداخلية للاتحاد الأوربي.

خلاصة : ترشيق في ميزانية الاتحاد الأوربي - تقوية لموقع ألمانيا السياسي داخل الاتحاد - تقوية لموقع فرنسا المالي عالميا - فرز واضح لشريحتين من الدول الأوروبية داخل الاتحاد : دول قوية ودوّل ضعيفة.

اما اسباب تحمس البريطانيين للخروج من الاتحاد الأوربي:

أولا: مشاكل المهاجرين: حيث انتشر الشعور السلبي بين الناخبين البريطانيين بان سبب توافد هذه الإعداد الكبيرة من المهاجرين هي الخاصرة الأوربية الرخوة، وفي هذا السياق تشير الإحصاءات الى ان اكثر من نصف المهاجرين قد وصلوا الى بريطانيا هم من دول أوروبا الشرقية كبولونيا ورومانيا وغيرها بسبب تسهيل اجراءات السفر داخل الفضاء الاوروبي .

وقد روج لهذا الشعور احزاب مثل حزب استقلال بريطانيا الموحدة ( يؤ كي اي بي ) وأحزاب اخرى. تعتقد الجهات المؤيدة للانفصال بان خروج بريطانيا من الاتحاد سيعينها على السيطرة على موجات المهاجرين.

ثانيا: تعزيز السيادة الوطنية : تعتبر السيادة أمرا هاما وحيويا لدي البريطانيين حيث يعتبر الكثير منهم بان قوة الاتحاد الاوروبي تضعف القرارات والقوانين السيادية التي يصدرها البرلمان البريطاني وخصوصا عندما يحتكر الاتحاد الأوربي إصدار حوالي ٧٠ بالمائة من القرارات والنصوص التي تطبق داخل الفضاء الاوروبي.

ثالثا: الأزمات المتعددة التي تعيشها أوروبا كأزمة اليورو والمليارات التي قدمت لإنقاذ اليونان و اعترضت عليها بريطانيا ولم تساهم بها . البريطانيون ينظرون الى أوروبا كسفينة سائرة نحو الغرق وعليهم القفز منها مبكرا.

رابعا: وإذا كانت الشركات متعددة الجنسيات مائلة لبقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي فان شركات بريطانية كثيرة تشعر بحرج كبير وقمع اقتصادي أوروبي لها من خلال الإجراءات القاسية التي يفرضها الاتحاد عليها. المزارعون البريطانيون

لديهم استياء كبير من سياسة الاتحاد الاوروبي وكذلك شركات الصيد واجراءات ساعات العمل.

خامسا: ستعزز لندن استقلالها الاقتصادي وتسترجع موقعها في المنظمة العالمية للتجارة وتنشط في بناء شراكات خاصة بها مع عمالقة الاقتصاد كالصين وبعض دول اسيا واميركا اللاتينية كما انها ستعزز العلاقات مع دول الكومنويلث لترسم لها نهجا جديدا في العالم. تقاسم السيادة بين الدول أعضاء الاتحاد الأوروبي والاتحاد..، بريطانيا حالة خاصة !!

الدول الأعضاء ومنذ انضمامها الى الاتحاد قد قبلت مبدأ ( توزيع السيادة partage de la souveraineté ) اي ان كل دولة تحتفظ بجزء من سيادتها وتضع الجزء الاخر تحت تصرف الاتحاد الأوربي ...وقد عقدت بريطانيا مع الاتحاد الأوربي اتفاقات خاصة وفقا لمصالحها منها عدم الدخول في شنغن والاحتفاظ بالجنيه وغيرها !! وبعبارة اخرى منحت بريطانيا الاتحاد الأوربي جزاء قليلا فقط من سيادتها على خلاف الدول الاخرى !

هذه المساحة المشتركة للسيادة الأوربية تقتطعها طوعا الدول من (سياداتها الوطنية) البرلمانات الوطنية لكل دولة اي ان السيادة الناقصة على المستوى الوطني لكل دولة هي (مشرعنة) وتشريعها نابع من الفوائد المنتظرة من تجميع القيم المُضافة للدول الأعضاء ( اي من الاتحاد الاوروبي ) والتي تظهر جليا في الجوانب الاقتصادية والقانونية اكثر مما تظهر في الجانب السياسي.

تنازل الدول الأعضاء عن سياداتها ارتكز على محاور عدة حسب اتفاقية لشبونة عام ٢٠٠٩ والتي تنص على:

1. ان الاتحاد الأوربي يتحرك ضمن مساحة السيادة التي منحتها له البرلمانات الوطنية.

2. على الاتحاد ان لا يقرر او يتخذ اي سياسة اذا كانت البرلمانات الوطنية قادرة على اتخاذها لوحدها بشكل كفوء

3. اذا توجه الاتحاد نحو اتخاذ قرار او اجراء هام فانه قد يضطر لدعم القرار من خلال مناقشته على المستويات الوطنية.

نجح الاتحاد الأوربي لحد ما في المجالات القضائية والاقتصادية ولكن نجاحاته في المجال السياسي كانت متعثرة بسبب الحرية التي سمحت بها الاتفاقات الأوربية لبرلمانات الدول الأعضاء في النظر الى مصالح الاتحاد من خلال مصالحها الوطنية.

د. واثق الهاشمي:

هل الاتحاد الاوربي سيكون في مهب الريح ؟!

البريطانيون يصوتون بنسبة ٥٢٪ لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوربي وكاميرون يعلن احترامه لاختيار الشعب واستقالته من رئاسة الحكومة..!

لن تكون استقالة ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني التطور الوحيد بعد قرار البريطانيين الانسحاب من الاتحاد الاوروبي بل هناك متغيرات عديدة ظهرت وستظهر لاحقا انخفاض أسعار الجنيه الاسترليني بنسبة ٧ بالمئة وانخفاض اسعار النفط بحدود دولارين وارباك في سوق الأسهم والعملات فضلا عن متغيرات قد تعصف بالاتحاد الاوربي المهدد بالتفكك .فقد تقوم دول اخرى كفرنسا وألمانيا بعمل استفتاء للخروج من الاتحاد وهذا يعني إنهاء اقوى اقتصاد عالمي ومنظومة عالمية مهمة تأسس في عام ١٩٩٣وطالبت زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف مارين لو بن باستفتاء حول خروج من الاتحاد الاوروبي "في فرنسا وفي دول الاتحاد"، بعد تصويت البريطانيين المؤيد لمغادرة المملكة المتحدة الكتلة الاوروبية.

وكتبت زعيمة الجبهة الوطنية في تغريدة بحسابها الشخصي في "تويتر": "انتصار الحرية! كما اطالب منذ سنوات، يجب الآن إجراء الاستفتاء نفسه في فرنسا والدول الاخرى في الاتحاد". وطالب النائب الهولندي اليميني المتطرف غيرت فيلدرز الجمعة بإجراء استفتاء حول امكانية خروج هولندا من الاتحاد الاوروبي بعد تصويت البريطانيين على خروج بلادهم من الاتحاد. بل ان الامر قد يشمل بريطانيا نفسها واعني المملكة المتحدة ،فقد اظهر الاستفتاء ان البريطانيين منقسمون بشان الاتحاد الاوروبي وفق خطوط انقسامهم الإدارية او.. القومية. فقد اتضح ان الإنكليز مع الخروج من الاتحاد في حين صوت سكان سكوتلاندا لصالح البقاء.

وهذا الخلاف قد يدفع الاسكتلنديين الى طرح موضوع الاستفتاء على الاستقلال مرة اخرى. ومن ثم يعودون الى الاتحاد الأوروبيتين ، اعلنت رئيسة وزراء اسكوتلندا وزعيمة الحزب القومي الاسكتلندي نيكولا ستارجن الجمعة ان اسكوتلندا "ترى مستقبلها داخل الاتحاد الاوروبي" بعد تصويت البريطانيين المؤيد للخروج من الاتحاد، بحسب تقديرات وسائل الاعلام البريطانية.

وقالت: "بانتظار النتيجة النهائية، يدل التصويت هنا (في اسكوتلندا) على ان الاسكتلنديين يرون مستقبلهم داخل الاتحاد الاوروبي". وهذا الامر قد يحفز الايرلنديون لاتخاذ نفس الخطوة.

واستقالة كاميرون ستمهد الطريق لاثنين من صانعي الملوك لان يكون احدهم رئيس وزراء بريطانيا القادم لقيادة المفاوضات للخروج من الاتحاد الاوربي في تشرين القادم وهم عمدة لندن السابق بوريس جونسون او وزير العدل مايكل غوف .

د.عدنان السراج:

البريطانيون والعالم يعول على الناتو اما الاتحاد الاوربي فوجهته اقتصادية اكثر من سياسية واجراءته الادارية ضيقت قدرات الدول في مسك حدودها وهذا اهم عامل حرك البريطانيين لتأجيج خلاف قديم للخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي.

العراقيون سوف يقلدون بطريقة غير سليمة ما جرى في بريطانيا واخص بالذكر الاخوة الكورد او السنة لا سامح الله وسيطالبون باستفتاء لغرض الانفصال قبل ان يكون بيننا اتحاد فبريطانيا انضمت بموافقة الشعب باستفتاء وخرجت باستفتاء وقرأت في مواقع عديدة من يدعو الى استفتاء شبيه بما جرى في بريطانيا ليكرس حرية تقرير المصير مع الفارق بين الامرين، هم يفتشون عن مصالحهم بأرادة الناخب ونحن نفتش عن خرابنا رغم انف الناخب فشل الساسة بلعبة السياسة.

القاضي اصغر عبد الرزاق الموسوي:

ربما يدور في ذهن الكثير منا او يسال الآخرين عن أسباب تراجع الحس الوطني والشعور بالمواطنة وكأننا نعيش مع بَعضُنَا غرباء في اقليم جغرافي اسمه العراق وكان لا تجمعنا وشائج الوطن الواحد والتاريخ المشترك ولا يشفع حضارتنا ومقدساتنا ومقابر اجدادنا في ان نحاول لم الشمل وخلق هوية وطنية واحدة قادرة على استيعاب كل تفاصيل وجزئيات هذا البلد العظيم والوفير بالخيرات والخير ، ربما أسباب ذلك كثيرة والبحث فيها طويل ولكن أودّ إلقاء الضوء على جانب من هذا الموضوع مع توخي الاختصار والتركيز:

أغلبنا بنى آمالا كبيرة على التغيير الذي حصل عام ٢٠٠٣ وما جرى بعد ذلك من تطورات كثيرة ومنحنيات خطيرة في مسيرة الدولة العراقية وحصول تغيير جذري في نظام الحكم وأسلوب ادارة الدولة وما صاحب ذلك من ضرورات انتقال الحكم من نظام دكتاتوري مطلق و مركزية ادارية شديدة الى نظام حكم ديمقراطي تعددي فيدرالي.

هذه التحولات لم تكن تخلو من سلبيات سواء على مستوى التفكير او السياسات ، فمنهم من جاء بفكرة المنتقم ومنهم من تعامل مع الحالة من منطلق المهزوم واخرون من منطلق تحقيق الكاسب ومنهم تعامل مع العراق كأنه تركة رجل رحل وموجبة للقسمة اضافة الى العوامل والمصالح الخارجية، وجميع هؤلاء ادعوا المظلومية والغبن.!

اما على مستوى التطبيق والواقع فقد شهد اخطاء أشد جسامة بسبب ان التطبيقات والدستور والقوانين كانت عبارة عن مخرجات ومفرزات تفكير القيادات المذكورة آنفا ولعل النتاج الأهم كان الدستور العراقي والذي ولد مشوها هجينا، لا هو يعد الفرد اللبنة الاساسية للدولة و التي يجب ان يكون مركز الحقوق ومحل الحماية والهدف الاسمى والغاية القصوى ولا يحمي العراق او الأمة العراقية باعتبارها الحافظة للشعب والراعية لمصالحهم ووعاءهم الكبير الذي يستوعب كل جزئياته ومكوناته وأطيافه إنما جعل ( المكونات ) هدفه وغايته وركز على تحقيق مصالح المكونات، ربما في تفكيرهم ان تحقيق مصلحة المكون سيحقق بالنتيجة مصالح أفراد ذلك المكون ومصلحة البلد متناسين ان نتيجة ذلك كان ضياع في الهوية الوطنية الجامعة ومقدمة للتقسيم وصراع الكتل فيما بينها، لا بل صراعات بين الكتلة الواحدة حول من يمثل الكتلة وانتهينا الى ما نحن عليه الان.

لا اتفائل أبدا لقادم الأيام وظني انها تحمل امور سيئة ما لم تكن هناك معالجة حقيقية لمشكلة التشرذم والارتقاء بالتفكير الى مستوى اعلى من مستوى الفئة او المكون الى مستوى الوطن ووحدته ولبنته الاساسية المواطن.

كما تميل أنظمة الهجرة واللجوء البريطانية وإجراءاتها الى التشديد مقارنة بأغلب دول الاتحاد الاوروبي ، كما ان وجودها في إطار الاتحاد جعلتها تقبل دخول الكثير من المهاجرين الأوربيين الى سوق العمل في بريطانيا استنادا الى ما تفرضه بنود الاتحاد من حرية الحركة بين دوله اضافة الى المتمتعين بالحماية القانونية اثر قبول طلبات لجؤهم في دول الاتحاد والاستفادة من الاعانات الاجتماعية فيها.

لذا فان خروج بريطانيا سوف يقلل كثيرا من تدفق هجرة العمالة الأوروبية الى بريطانيا وهذا ما عانته بريطانيا و طلبت اعادة النظر فيه في مناسبات عديدة وضرورة تنظيم وتوحيد موقف دول الاتحاد الأوربي مع لمسة تشدد

ولا عجب من خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي اذ ان مواقف ومصالح دول الاتحاد لا تزال مختلفة في الكثير من القوانين والانظمة فهي لم تدخل في اتفاقية شنكن والكثير من الإجراءات الخاصة بالهجرة واللجوء على سبيل المثال :

كنت مسؤولا عن المفاوضات في الفصل الخاص بالهجرة واللجوء ضمن اتفاقية الشراكة والتعاون مع الاتحاد الاوروبي مع فريق العراق برئاسة الدكتور محمد حاج حمود وزارة الخارجية، وكان المعروض من قبلهم النص على صيغة واحدة تنظم الهجرة واللجوء ويتضمن فرض التزامات على العراق في عدد من الجوانب منها قبول المرفوض طلبات لجؤهم من العراقيين وعديمي الجنسية ومواطني دول اخرى ممن اتخذوا من العراق منطلقا للهجرة او محلا لتقديم طلب اللجوء، تمسكت بنقطة مؤثرة جدا وهي من غير الممكن تضمين الاتفاقية نصوصا تتطلب اتخاذ إجراءات لا تتفق دول الاتحاد الاوروبي فيما بينها عليها إنما يجب ان تكون هناك اتفاقيات او مذكرات تفاهم بين العراق وبين كل دولة من دول الاتحاد الاوروبي على حدة تعالج تلك الحالات لكي تكون اجراءاتها قابلة للتطبيق ، وفعلا أضفنا نصا بذلك في هذا الفصل ، وبعد ذلك تم تشكيل لجنة من وزارة الهجرة والخارجية والداخلية للتفاوض مع دول الاتحاد الاوروبي بخصوص الأبعاد وقضايا اللجوء مع الدول الأوروبية التي ترغب في إبرام مثل هكذا اتفاقيات.

عليه لا تزال هناك الكثير من القوانين والاجراءات مختلفة بين دول الاتحاد الاوروبي حتى في تلك المسائل التي تحرص تلك الدول على توحيدها او توحيد المواقف بشأنها.

الشيخ مكي الحائري:

نحن في لندن الأجواء ملتهبة الأكثر كان يتصور بأن الناخب يصوت للبقاء و بعض اليهود قالوا ندفع 150 الف باوند اذا خسرنا الشرط على أنه بريطانيا تبقي و لم تخرج من الاتحاد الأوروبي.

كثير من اللاجئين خاصة البولونيين والرومانيين و الافريقيين و دول الشرق الأوسط وضعهم غير مستقر من الآن فصاعدا و من الان أي لاجئ يدخل بريطانيا يلاقي صعوبات كما كثيرا من اللاجئين العراقيين الذي لديهم جنسيات أخري كالسويدية و الهندية و النمساوية باستثناء النرويجيين ( لأنه 18 الف نرويجي في بريطانيا و ف المقبل 15 الف بريطاني في النرويج) يلاقون صعوبات لأنه بالاحتيال و حيل تصلهم مساعدات حكومية هذه بعض الذي سمعته من الكلام.

أ.عبد الحميد الصائح:

الحق يقال – بريطانيا مو اوربية

باعتباري عربيا وعراقيا وبالتحديد (مسلما) فانا اشكك كثيرا بديمقراطية بريطانيا ، ولا اظن واحد بالمليون ان صوتي انا المهاجر اللاجئ اليها من استبداد الشرق يوما ما ،فتصدقت عليه بجنسيتها وحمايته من قسوة اهله، سيغير وجهة قرار سياسي غاية في الحساسية مثل خروجها من الاتحاد الاوربي، فيما لو تعادلت اصوات الرافضين والموافقين وظل الاعتماد على صوتي وحده لحسم الموقف في الاستفتاء الذي جرى يوم الخميس الماضي.

في الديمقراطية هناك شكل ومضمون، المشاركة الشعبية والاستفتاءات تتصل بالأول فقط اي بالشكل الذي يوحي للآخرين بان هذا القرار اتخذه الناس لا السياسيون.

اذا قررت بريطانيا دخول حرب لن يمنعها المواطنون لو تظاهروا ضدها جميعهم ، واذا قررت نوع العلاقة مع الولايات المتحدة لن تثنيها اصوات الشعب البريطاني برمته، بمعنى اخر ان هناك حدودا لتدخل الناس في السياسات، ديمقراطية الغرب تتيح للمواطنين (استبدال وجوه) السياسيين وليس (رسم سياسات) البلاد، ويمكنك ان تتذكر عزيزي البريطاني حماس ديفيد كاميرون ايام ترشحه للانتخابات البرلمانية وخطاباته المشدِّدة على رفض الانضمام للاتحاد الاوربي وحديثه عن عظمة واستقلال بريطانيا مغازلا دعاة الانفصال لكسب اصواتهم في البلاد ، هو اليوم يخرج من منصبه لانه تبنى عكس ما كان يتبناه ويدعو اليه تماما! في بلد سياسته العليا اكبر من رئيس الوزراء واكبر من المؤسسات وابعد من تصورنا التحليلي الذي عادة ما يأتي لاحقا للوقائع لا متنبئا بها او مخططا لحدوثها.

في ديسمبر عام 1991 حين تداعى رؤساء 26 دولة اوربية للتوصل الى معاهدة - ماسترخت – المؤسسة للاتحاد الأوروبي لم يستأذنوا شعوبهم بالذهاب للمباحثات، بل استفتوهم على نتائجها فيما بعد!. وهي خطوة شكلية لاحقة .الذي ليس شكليا جدا هو ما قالته ملكة بريطانيا في خطاب لها أمام البرلمان البريطاني قبل الاستفتاء بفترة طويلة:

إن الحكومة ستجري مفاوضات حول إعادة النظر في علاقات المملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي وستسعى إلى إصلاح الاتحاد الأوروبي لصالح جميع أعضائه. لا يعتقد عاقل ان ملكة بريطانيا التي تلتزم الحياد في هكذا مواقف حسب الاعراف ، كانت تفكر بالخوف على اوروبا من التفكك بقدر حرصها على ان تستعيد بلادها حريتها واستقلالها في عقد شراكات سياسية واقتصادية كبرى عظمى خاصة، وان تحظى ثانية بسِريّة وباطنية السياسات البريطانية الاقتصادية والسياسية في العالم.

فبريطانيا التي ترى نفسها مديرة العالم وجدت نفسها عضوا في مجموعة ادخلت سكان اوروبا الشرقية حفاة الاشتراكية الى ديارها لتشملهم بقوانين رعايتها الانسانية، وتمهد لإدخال حفاة المسلمين الهاربين من نزاعات الدين والسياسة لتوفر لهم الامان وتتحمل شتائمهم اياها وتهديدهم استقرارها، في وقت صنعت بريطانيا العالم على طريقتها لوحدها ، الدولة الوحيدة التي لا يعرف احد كيف تفكر ومتى تقرر ولماذا تحارب ومن هم اعداؤها ، رصينة مثل احجار كنائسها وذهنية كأنها نص شعري او مقطوعة موسيقية ، كل ماضيها حاضرها. هذا المزاج الاسطوري لم يعد يتحمل شراكة طويلة الامد مع الاخرين. من هذا المنطلق غير الحسابي رمت بريطانيا طلاق الخُلْع على الاتحاد الاوروبي . بذريعة استفتاء شعبها ،الذي لم تستشره حين عقدت قرانها عليه.

د. نديم الجابري:

الاستفتاء البريطاني: صوت الشعب البريطاني في استفتاء ناجح على الانسحاب من الاتحاد الأوربي في خطوة سياسية ملفتة للنظر و ربما تنعكس على عدد من الدول بما فيها العراق. إذ يعتقد البعض أن ذلك سيفعل من إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان و حوله و البعض يذهب بالاتجاه المعاكس على أساس أنه لا يوجد ثمة ربط بين الحالة البريطانية و الحالة العراقية.

صحيح أن الحالة العراقية مختلفة عن الحالة البريطانية و مواضيع الاستفتاء متباينة لكن ما يمكن التأثر به من خلال الاستفتاء البريطاني يكمن في اعتماد آلية الاستفتاء كوسيلة لفك الارتباط بين مكونات اجتماعية غير متجانسة مثلما تأثر العالم كله بمبادئ الرئيس الأمريكي ولسن عام 1918 و خصوصا مبدأ تقرير المصير الذي أنشأت بموجبه الكثير من البلدان التي كانت واقعة تحت الاحتلال . خصوصا أن العالم أصبح قرية صغيرة بعد ثورة الاتصالات و العولمة بحيث ان ما يحدث في بقعة محددة من الأرض لابد أن يترك أثره في بقاع الأرض الأخرى.

عليه يرجح أن الاستفتاء البريطاني سيفعل و يعجل في إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان و ربما خارجه . إذ لا يخفى على أحد وجود مؤشرات سلبية في الشأن العراقي ربما ستفضي إلى اعتماد آلية الاستفتاء كمخرج لمشاكل مكونات العراق منها :

أولا: أن مكونات العراق الاجتماعية تتجه بشكل حثيث نحو التباعد نتيجة لسياسات خاطئة و لحسابات اقتصادية . ثانيا: في الوقت نفسه لا تزال القوى السياسية الفاعلة محكومة بعقلية ثأرية تعزز التنافر و تستبعد التلاحم . لذلك فإنها لا يمكن أن تستحضر نموذج كولومبيا التي أسست لمشروع مصالحة وطنية وضعت حدا لتاريخ من الصراع الدموي استمر أكثر من 50 سنة.

ثالثا: هناك وضع دولي سيكون ميالا نحو اعتماد آلية الاستفتاء كوسيلة لفك الارتباط بين المكونات المتصارعة رابعا: و مما يعزز من هذا الاتجاه الدولي أنه اعتمد على توحيد الكيانات التي جزأت في الحقبة البريطانية ( المانيا نموذجا ) و تفكيك البلدان التي توحدت في الحقبة البريطانية ( السودان نموذجا ). و لا يخفى على أحد أن الدولة العراقية الموحدة كانت أهم إنجازات الحقبة البريطانية في النظام الثنائي القطبية لذلك ستكون أكثر دولة مستهدفة في النظام الدولي أحادي القطبية .

النائب عمار الشبلي:

اليوم كانت هزة سياسية عالمية وهي بداية لا وروبا مفككة وروسيا قوية تليها سطوة التنين الاقتصادي الكبير اعني الصين بالتوازي مع منظمة ليبركس ان لم تتفكك، الانظمة العربية منفعلة وليست فاعلة في الساحة السياسية الدولية وليس خافيا ان البصمة البريطانية واضحة في العراق والاردن والى حد ما في البحرين والامارات العربية، وبالنسبة للعراق فللأسف فان ساستنا لا يبحثون عن المحور او المحاور التي تؤدي الى استقرار العراق ولجم بعض الانظمة الداعمة للإرهاب، بل يفصل لهم محاور تكون هي المحركة لخيوط اللعبة داخل العراق.

بطريقة غير مباشرة بريطانيا غضت الطرف عن الانظمة الراديكالية في المنطقة في المستقبل القريب سيكون لليمين المتطرف قصب السبق في اوروبا كلها بلحاظ ان استطلاعات الراي اليوم في هولندا وبلجيكا والمانيا بينت ارتفاع عدد الموافقين على الخروج من الاتحاد الاوربي وفي تكساس صاحبة الاقتصاد العاشر في العالم هناك 250 مليون توقيع لإجراء استفتاء الخروج من الاتحاد الامريكي كما لا يوجد استطلاع للاتحاد الاوربي بأجمعه هناك استطلاعات لكل دولة فيه على سبيل المثال قبل 4 اشهر كان استطلاع الراي في المانيا يؤشر 20 بالمئة فقط من الالمانيين الداعين للخروج من الاتحاد الاوربي اليوم 44 بالمئة من الالمان يؤيدون الخروج والفارق بسيط وهنا يتبين ان بريطانيا وان كانت فعليا خارج الاتحاد لانها لم تنضم لمنطقة اليورو ولا لفضاء الشنغن لكن خروجها سبب زلزالا سياسيا.

أ.علي الطالقاني

التخبط الذي تشهده المملكة المتحدة خلال الآونة الأخيرة جاء نتيجة لتزايد المناورات السياسية وتهديدها بـالانفصال عن الاتحاد الأوربي وهذا الامر يشير الى أن تكون هناك صفقات سياسية بين الدول الاتحاد المهتمة بالهيمنة من جهة والمهتمة بالاستقلال من جهة أخرى لذا عمدت السلطات البريطانية على سياسية التحذير والمراهنات على تحسين الأوضاع وإعادة الثقة مع حلفائها وهو ما قد تنجح به مع إيرلندا بهدف تكوين علاقات إيجابية جسدتها السابقة الأولى من نوعها في تاريخ علاقات البلدين بالزيارة الرئيس الايرلندي وإلقائه خطابا في البرلمان البريطاني قبل سنوات لكن يرى بعض المحللين انه على الرغم من الاجواء الايجابية بين البلدين الا أنها قد لا تستطيع محو مخلفات الصراع العنيف الذي عاشته إيرلندا الشمالية لمدة 30 عاما حتى على المدى القريب خصوصا ومن وجه هذا التقارب ذو هدف اقتصادي بحت في الوقت الحالي هناك صعوبة متزايدة تواجه بريطانيا في البقاء في منتصف المسافة بين داخل الاتحاد الأوروبي وخارجه فإذا قررت الانسحاب من الاتحاد الأوروبي واستقلت اسكتلندا عنها فإن بريطانيا ستتعرض للمزيد من التهميش وستكون أقل نفوذاً في العالم عما هي عليه الآن وعليه يرى معظم المراقبين بأن الإمبراطورية البريطانية تبدو اكثر هشاشة من اي وقت مضى وهذا الامر سيضع المملكة المتحدة بمرحلة مضطربة بين الاتحاد والتفكيك.

الشيخ زكي الفيلي:

يبدو أنه يوم حزين لأوروبا والمملكة المتحدة. بهذه الكلمات أعرب وزير الخارجية الالماني عن قلقه العميق. لكن لا يمكن حتى الان تقدير حجم المخاطر وراء هذه الخطوة لكن الشي المؤكد ان فوز المعسكر المؤيد لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، سيشكل منعطفا حاسما في مسار كلا الطرفين.

ما هي اسباب خروج البريطانيين من الاتحاد الاوروبي؟

1- الانتماء الثقافي والاجتماعي: خلال الأشهر الاربعة التي سبقت الاستفتاء كان وضحا لكل مراقب صعود التيار القومي البريطاني على خلفية اسباب عدة، هذا التيار الذي تصدر حملة الخروج قدم مقاربة الخصوصية والهوية والاستقلال السياسي والاقتصادي في مقابل مقاربة التنوع والاندماج والتكامل الاممي التي طرحا الاتحاد الاوروبي ومؤيدو البقاء.

وخلال الجدال السياسي الذي كان محتدماً بين الطرفين كان من الصعب على مؤيدي البقاء الاجابة على تساؤلات مقلقة حيال الامن ومكافحة الارهاب والهجرة وتدني معدلات الفائدة والتضخم والاستقلال الاقتصادي. هذا الجدل وضع الناخب البريطاني أمام فهم اخر لجدليات الهوية متمثل في السؤال التالي: هل نحن البريطانيون أقرب ثقافيا واجتماعيا للكتلة السكانية في امريكا الشمالية ام اقرب للكتلة السكانية في اوروبا؟ هل نحن اقرب للأميركيين أم للقبارصة على سبيل المثال؟ لترسم الاجابة على هذه التساؤلات الذهنية الصورة النهائية للاستفتاء.

2- التحديات الاقتصادية والازمة العالمية: خلال العقد المنصرم عاشت الاقتصادات الكبرى أزمة مالية واقتصادية ثقيلة وما زالت تبعاتها تؤثر حتى الان، طريقة تعامل المؤسسات الكبرى وراسمو السياسات المالية حول العالم شابها الكثير من عدم الكفاءة. فشل الاتحاد الاوروبي من خلال ذراعه المالي المتمثل بالبنك المركزي الاوروبي (ECB)، في حل معضلات هيكلية في الاقتصادات الاوروبية كمعدلات البطالة المرتفعة وتدني معدلات الفائدة وصولا الى اعتماد الفائدة السلبية والفشل في الوصول الى أهداف نمو اسعار المستهلكين (التضخم) الى مستويات 2%. كل هذا جعل الجميع أمام استحقاق المساءلة القاسية من قبل مجتمعاتها. البريطانيون قدموا درسا لكل الاوروبيين انه حان وقت المساءلة.

يقول نيك روبنسون مراسل البي بي سي: قرر الناخب البريطاني معاقبة كل طبقة السياسيين والمصرفيين الفاشلين على عقد كامل من الخيبة!

3- التفاوت في الاداء الاقتصادي: حين فشل الاتحاد الاوروبي في تمكين الدول الصغيرة او ما يسمى بالأسواق الطرفية” في بولندا وقبرص وهنغاريا واليونان والى حد ما في ايرلندا والبرتغال من تحقيق معدلات نمو اقتصادي نموذجي دفع اعداد ضخمة من سكان أوروبا الشرقية الفقيرة للبحث عن الوظائف في اوروبا الغربية الثرية وبالأخص بريطانيا بسبب برامج الضمان الاجتماعي السخية جدا. من جانب اخر كيف يمكن ان يتشارك الالمان الكادحين مع القبرصيين الكسالى في عملة واحدة وسياسة مالية واحدة؟ هذا غير منصف بالمرة.

هذا التفاوت تسبب في تفاوت في التعامل، جميعا شاهد كيف تعرضت اليونان كأمة وتاريخ الى إذلال غير مسبوق بين فبراير واغسطس 2015 من أجل حفنة من المساعدات المالية. لا احد يطمح بمثل هكذا معاملة اطلاقا.

4- اليسار الأوروبي: مع سيطرة أقطاب اليسار الاوروبي على مفاصل المفوضية الاوروبية في بروكسل والبنك المركزي الاوروبي في فرانكفورت، أصبح الفساد سمة بارزة في التعامل الاوروبي. مشاريع بائسة وسياسات عفى عليها الزمن واموال طائلة مبددة من التحفيز الكمي، ووعود بالفقر المدقع، لقد استوعب البريطانيون الدرس وقالوا ان هذا ما يعد به اليسار في كل مكان! وأخيرا على الصعيد الاوروبي، ما الذي بقي من حلم هيلموت كول المستشار الالماني السابق وفرانسوا ميتران الرئيس الفرنسي في الاتحاد والتكامل الاوروبي؟

5- النموذج السويسري: سويسرا بلد ليس عضوا في الاتحاد الاوروبي لكنها تملك معدلات نمو اقتصادي وناتجا إجماليا محليا أفضل من المملكة المتحدة ومعدلات بطالة اقل من المملكة المتحدة وعملة أقوى من الجنيه الاسترليني. يقول الناخب البريطاني: حسنا لنجرب النموذج السويسري !

6- المؤسسات الدولية: تصدر المشهد السياسي والاقتصادي طوال العقد المنصرم مؤسسات أثبتت فشلها في كل مرة واليكم بعض الامثلة: صندوق النقد الدولي، البنك الدولي، الاتحاد الاوروبي، البنك المركزي الاوروبي، المفوضية الاوروبية، مجموعة السبعة الكبار، مجموعة العشرين الكبار، الاجتماعات الدورية لمحافظي البنوك المركزية الكبرى واجتماعات القمة الاوروبية والاطلسية والمحيط الهادئ… ماذا قدموا طوال عشرة أعوام من عمر الازمة العالمية؟.. لا شيء.

7- الهاجس الامني: جميعنا شاهد عجز أوروبا الكامل عن معالجة أزمة اللاجئين بدء من خريف العام 2015. وتفشي ظاهرة الارهاب الذي ضرب بروكسل وباريس. فما الضير في أن يسعى البريطانيون الى تحصين أنفسهم قليلا!

8- الاستطلاعات المضللة: في وقت متأخر من يوم الاربعاء وقبل ساعات قليلة من فتح صناديق الاقتراع نشرت (YouGov) و(Ipsos) استطلاعان للراي اظهرا تقدما لحملة البقاء بواقع 52% مقابل 48% لانصار الخروج. وهو عكس ما حدث لاحقا. وخلال الاسبوع الاخير صدر ما لا يقل عن 10 استطلاعات اظهرت تقدما ملحوظا لحملة البقاء، مثل هذه الاستطلاعات تعطي انطباعا بالتساهل والتكاسل لانصار حملة البقاء لانهم توقعوا وفقا لهذا الاستطلاعات ان الامر محسوم تماما فلا داعي للخروج والتصويت، فهناك من يقوم بها!

9- يوم الاستفتاء: هناك حدثان طارئان، ربما كان لهما تأثير على نتيجة الاستفتاء، اولا: عاصفة رعدية ضربت لندن و اجزاء واسعة من جنوب شرق المملكة المتحدة، تسببت في شلل خطوط النقل العام خاصة في لندن وعند ساعة الذروة في الخامسة عصرا، مع خروج الموظفين والعمال، واذا ما عرفنا ان لندن كان يعول عليها أنصار حملة البقاء في جذب أكبر عدد من المؤيدين، عرفنا حجم الضرر جراء ذلك. في يوم الاستفتاء هطلت أمطار على البلاد تناهز معدل هطولها في شهر كامل، وكان مناصرو حملة البقاء لا يملكون الحافز لتحدي الظروف الجوية السيئة لتغير واقع قائم، بينما يملك مناصرو حملة الخروج الحافز وبشدة. وثانيا: حادث ارهابي ضرب احدى المدن الالمانية في منتصف نهار التصويت، وانباءه تتالت لاحقا، مما يكون قد أثر بشكل خاص على المترددين البالغة نسبتهم 10%.

ونحن كجاليات سيكون وضعنا افضل من السابق لان سيكون لنا فرص عمل اكثر الى ابناءنا وكذلك الجامعات والدراسات وكذلك هناك جوانب مهمة لنا في التعليم والخدمات العامة سيكون الفرصة اكثر لان هؤلاء الذين يتواجدون على ارض المملكة اكثرهم يعيشون على نفقة الدولة ولا يدفعون الضريبة مثلنا وكانت هذه خطوة جيدة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي خطوة نحو الاحسان سيكون اقتصاد منتعش وقوي في المستقبل القريب لان ستزيد ميزانية الدولة اكثر من 12 مليار.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا