أوباما في اسيا.. انفتاح مع اليابان وتقويض للصين
عبد الامير رويح
2016-06-02 12:06
الجولة التاريخية للرئيس الأمريكي باراك أوباما لبعض دول اسيا، لاتزال محط اهتمام واسع حيث اكدت بعض المصادر ان زيارة أوباما الاخيرة هي تأكيد رسمي بان اسيا قد اصبحت اليوم من اهم الاوراق في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية، الرحلة على قصر مدتها، تؤكد أيضاً أن إدارة باراك أوباما نجحت في رسم علامات واضحة في مجال إصلاح بعض الاخطاء السابقة، ولعبت دور اكبر في ضمان مصالح الولايات المتحدة من خلال تعزيز العلاقة مع اعداء الامس في المنطقة. فزيارة أوباما لفيتنام واليابان وما تبعها من اتفاقات وقرارات، قد اثبتت انها الأهم استراتيجياً لما لها من فوائد سياسية واقتصادية وامنية، خصوصا وانه جاءت في وقت حساس جدا حيث يعيش العالم اليوم جملة من الازمات المتفاقمة.
فالسياق الجيوسياسي في آسيا، والصعود القوي للصين والتهديدات المتكررة من كوريا الشمالية يضاف اليها التحديات والمشكلات الاخرى، اجبرت الولايات المتحدة على اعادة رسم خططها من جديد لذا فقد سعت الى ترسيخ تطوير علاقتها مع اليابان وفتنام من اجل تحقيق منافع اقتصادية وعسكرية، ويرى أوباما أن تعزيز العلاقات مع دول المنطقة يعد واحدة من الركائز الأساسية لسياسته الخارجية. كما يتعلق الأمر بتحقيق مصالح ذات أبعاد استراتيجية وأمنية و اقتصادية حتى.
كما اكد بعض الخبراء ان العلاقات الأميركية-الفيتنامية هي في أعلى مستوياتها منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث تساهم فيتنام في مشروع الشراكة عبر المحيط الهادي الذي تنجزه واشنطن، بيد أن هذا الأمر من وجهة نظر آخرين، لن يصل إلى عقد تحالفٍ بين البلدين؛ لأنهما غير مستعدين لذلك؛ لكن واشنطن تأمل أن يفقد خصومها في بكين توازنهم؛ بعد أن بدأت بعض الشركات الأميركية بنقل استثماراتها من الصين إلى فيتنام التي تتوافر فيها الأيدي العاملة الرخيصة. والتقارب ما بين أميركا واليابان وفتنام، تنظر إليه بكين بعين السخط و الرهبة في آن معا، وقدعمدت الصين خلال السنوات ال15 الماضية الى زيادة ميزانيتها العسكرية سنويا بنسبة كانت على الدوام أكثر من 10 بالمئة، وتقلق المطامع الصينية في بحر الصين دول المنطقة. كما توجد جزر متنازع عليها في بحر شرق الصين تعرف باسم “سينكاكو” في اليابان و“دياويو” في الصين.
أوباما في هيروشيما
في هذا الشأن كرم اوباما ضحايا القنبلة الذرية الاولى التي القتها الولايات المتحدة على هيروشيما، وكان اوباما شارك قبلها في قمة دول مجموعة السبع في اليابان حيث عبر عن القلق ازاء تصعيد التوتر مع كوريا الشمالية بعد سلسة تجارب نووية اجرتها بيونغ يانغ. وتزامن زيارة اوباما مع تصاعد التوتر بين دول المنطقة نتيجة مطامع الصين ومشاريعها التوسعية في بحر الصين الجنوبي. وشكلت الزيارة نوعا من خاتمة قبل ثمانية اشهر على انتهاء ولاية اوباما وخمس سنوات تقريبا بعد اعلانه اسيا "محورا" للسياسة الخارجية الاميركية التي طغت عليها التهديدات المتزايدة نتيجة الازمات في الشرق الاوسط واوكرانيا. وحطت الطائرة الرئاسية في قاعدة اندروز الجوية العسكرية ومنها استقل المروحية الرئاسية التي نقلته الى البيت الابيض.
وأصبح باراك أوباما أول رئيس أمريكي في منصبه يزور مدينة هيروشيما اليابانية التي شهدت أول قصف نووي في العالم في بادرة تأمل واشنطن وطوكيو أن تسلط الضوء على تحالفهما وإنعاش مساعي التخلص من الأسلحة النووية. وأثارت الزيارة جدلا حتى قبل حدوثها فيما وجه منتقدون اتهامات للجانبين بأن لهما ذاكرة انتقائية وأشاروا إلى تناقضات بين السياسات التي تعتمد على الردع النووي والدعوات لوضع حد للأسلحة النووية.
وتأمل الحكومتان أن تسلط جولة أوباما في هيروشيما - حيث تسببت قنبلة نووية في مقتل الآلاف على الفور يوم السادس من أغسطس آب عام 1945 ونحو 140 ألفا بحلول نهاية العام - الضوء على مستوى جديد من المصالحة والعلاقات الأوثق بين الخصمين السابقين. وقال أوباما بعد أن وضع إكليلا من الزهور في نصب للسلام في هيروشيما "جئنا لنتأمل في هذه القوة المروعة التي خرجت من ماض ليس ببعيد." وتابع قوله "جئنا لنحيي ذكرى الموتى وبينهم أكثر من مئة ألف رجل وامرأة وطفل ياباني وآلاف الكوريين وأكثر من عشرة أسرى أمريكيين. أرواحهم تتحدث إلينا."
وقبل أن يضع الإكليل زار أوباما متحفا تتضمن معروضاته صورا مروعة للضحايا الذين تشوهت أجسادهم بشدة والملابس الرثة التي كانوا يرتدونها بالإضافة إلى تماثيل لأشخاص يذوب الجلد عن أطرافهم. وكتب أوباما في كتاب الزوار "عرفنا ويلات الحرب. دعونا الآن نتحلى بالشجاعة معا لكي ننشر السلام ونسعى لعالم خال من الأسلحة النووية." وبعد كلمته صافح أوباما اثنين من الناجين من القصف النووي وتحدث معهما لبرهة من الوقت. وابتسم أوباما وسوناو تسوبوي (91 عاما) وهما يتبادلان الحديث. وبكي شيجياكي موري (79 عاما) وعانقه الرئيس.
وسقطت قنبلة نووية ثانية على مدينة ناجازاكي يوم التاسع من أغسطس آب 1945 واستسلمت اليابان بعدها بستة أيام. ويرى معظم الأمريكيين أن قصف هيروشيما وناجازاكي كان ضروريا لإنهاء الحرب وإنقاذ الأرواح رغم أن بعض المؤرخين يشككون في هذه الرؤية. ويعتقد معظم اليابانيين أن القصف لم يكن له مبرر. وخاض البيت الأبيض نقاشا بشأن إن كان الوقت ملائما لأوباما كي يكسر الحظر المفروض منذ عقود على زيارة الرؤساء لهيروشيما لاسيما في عام انتخابات.
لكن مساعدي أوباما نزعوا فتيل ردود الفعل السلبية من مجموعات قدامى المحاربين بالإصرار على أن أوباما لن يشكك في قرار إسقاط القنابل. والهدف الرئيسي لزيارة أوباما لهيروشيما هو استعراض أفكاره بشأن نزع السلاح النووي التي فاز عنها بجائزة نوبل للسلام في 2009. وقال "الدول مثل دولتي التي تملك مخزونات نووية ينبغي أن تتحلى بالشجاعة لتنفض منطق الخوف وتسعى لعالم من دونها." بحسب رويترز.
وتفادى أوباما أي تعبير مباشر عن الندم أو الاعتذار عن القصف وهو قرار كان بعض المنتقدين يخشون من أنه سيسمح لليابان بالتمسك بقصتها التي تصورها كضحية. وقال أوباما "نتذكر كل الأبرياء الذين قتلوا في خضم تلك الحرب المروعة والحروب التي سبقتها والحروب التي ستليها. علينا مسؤولية مشتركة في مواجهة التاريخ." ووجد الناجي إيجي هاتوري في كلمات أوباما عزاء له. وقال هاتوري (73 عاما) والذي كان رضيعا وقت القصف ويعاني الآن من ثلاثة أنواع من السرطان "أعتقد أنها (كلمة أوباما) كانت اعتذارا ... لم أعتقد أنه سيصل إلى هذا الحد وأن يقول كل هذا. أشعر بأنه جرى إنقاذي بطريقة ما. بالنسبة لي كان هذا أكثر من كاف."
وتأتي زيارة أوباما بعد سبعة أعوام على الخطاب الشهير الذي ألقاه في براغ في السنة الأولى من حكمه ودعا فيه إلى إزالة السلاح النووي من العالم ما ساهم في فوزه بجائزة نوبل للسلام. ومع أن العالم لا يبدو أقرب إلى تطبيق هذه الرؤية، إلا أن أوباما استغل الرمزية الطاغية في زيارته للتركيز على تعزيز السلام وتجديد الدعوة إلى "عالم خال من السلاح النووي".
وقال أوباما إن أي "تقدم تكنولوجي لا يوازيه تقدم للمؤسسات البشرية سيقضي علينا. فالثورة العلمية التي مكنتنا من شطر الذرة تتطلب ثورة أخلاقية كذلك (...) لهذا نأتي إلى هذا المكان، نقف هنا في وسط هذه المدينة ونلزم أنفسنا بأن نتخيل لحظة سقوط القنبلة". وتابع بينما الشعلة الأبدية مضاءة وراءه "نلزم أنفسنا بالشعور بالهلع الذي انتاب الأطفال المرتبكين بما يشاهدون، نصغي إلى عويل صامت". وقال أخيرا "العالم تغير إلى غير رجعة، لكن اليوم، سيمضي أطفال هذه المدينة يومهم بسلام... وهو أمر لا يقدر بثمن".
وشدد رئيس الوزراء الياباني من جهته على "شجاعة" الرئيس الأمريكي لافتا إلى "فصل جديد من تاريخ المصالحة بين اليابان والولايات المتحدة". وقبل أن يبدأ زيارته لهيروشيما، توجه أوباما إلى قاعدة إيواكوني العسكرية الأمريكية المجاورة للمدينة. وقال "لن ننسى أبدا تكريم جميع من أعطوا كل شيء من أجل الحرية". وبموجب معاهدة أمنية بين واشنطن وطوكيو تعود إلى العام 1951، ينتشر نحو 50 ألف جندي أمريكي في الأرخبيل. ومع أن البعض طالب بتقديم اعتذار أو تعبير عن الندم، إلا أن الرأي العام في اليابان رحب بالإجمال بزيارة أوباما.
زيارة فيتنام
الى جانب ذلك اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما في اليوم الاول من زيارته لهانوي رفع الحظر عن مبيعات الاسلحة الاميركية لفيتنام، ليزيل بذلك احد آخر آثار الحرب بين البلدين التي انتهت في 1975. ومع رفع الحظر الاقتصادي في 1994 ثم تطبيع العلاقات في السنة التالية، يرتدي هذا الاجراء طابعا رمزيا كبيرا ويشكل اشارة الى بكين التي تثير تحركاتها في بحر الصين توترا في المنطقة. وقال اوباما خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفيتنامي تران داي كوانغ ان "الولايات المتحدة ترفع الحظر الكامل على بيع المعدات العسكرية لفيتنام". واضاف ان "هذا يدل على ان العلاقات بين بلدينا تم تطبيعها بالكامل".
واشاد باراك اوباما بين الولايات المتحدة وفيتنام البلدين العدوين السابقين، والقى خطابا مؤثرا اكد فيه ان ضمان حقوق الانسان الاساسية في هذا البلد لا يهدد الاستقرار. وقال الرئيس الاميركي في خطاب القاه وسط تصفيق حاد امام اكثر من الفي شخص نقله التلفزيون مباشرة ان "ضمان الحقوق لا يشكل تهديدا لاستقرار" بلد. واضاف "حين يكون بوسع المرشحين التقدم بحرية للانتخابات، فهذا يجعل البلد اكثر استقرارا اذ يكون المواطنون على يقين بان اصواتهم لها وزنها"، وذلك بعد اقتراع في البلاد استبعد منه المرشحون المستقلون.
وتابع اوباما في بلد تخضع وسائل الاعلام المحلية لرقابة "حين تكون الصحافة حرة، حين يكون بوسع الصحافيين والمدونين كشف الظلم والتجاوزات، فهذا يجعل المسؤولين الرسميين ملزمين بالخضوع للمحاسبة، ويعطي الشعب ثقة في النظام". وتجمع الاف الاشخاص على طول الجادة المؤدية الى المطار التي سيسلكها اوباما ليستقل طائرة اير فورس وان للتوجه الى مدينة هو شي مينه (سايغون سابقا).
وبعد لقائه ابرز القادة في البلاد وفي الحزب الشيوعي الفيتنامي واعلانه رفع الحظر على بيع الاسلحة لفيتنام، تطرق اوباما الى التقارب المهم بين البلدين خلال العقدين الماضيين. وقال اوباما وهو ثالث رئيس اميركي يزور فيتنام منذ انتهاء الحرب في 1975 "جئت الى هنا مدركا الماضي وتاريخنا الصعب لكنني اتطلع الى المستقبل". واضاف "يمكننا قول جملة لم نكن نتصور ان في امكاننا قولها : اليوم تربط فيتنام والولايات المتحدة شراكة!". وبعد ان رحب ب"الجهود الجبارة" التي حققها هذا البلد الذي يعد 90 مليون نسمة في محاربة الفقر او في تعليم الاولاد، دعا الشباب الفيتنامي الى "تحمل مسؤولية مصيره".
وقالت تام آن الطالبة في التجارة الدولية "لقد اثار اعجابي. كنت مسرورة جدا لرؤيته اليوم عن كثب انه حلم تحقق. لا افوت ابدا خطاباته على يوتيوب". واضافت "اني اوافقه الرأي حول حقوق الانسان. يحق لي التعبير عن افكاري وقول ما افكر فيه". وفي وقت سابق التقى اوباما ممثلين عن المجتمع المدني واسف لعدم تمكن بعض الاشخاص المدعوين من المشاركة في اللقاء. وصرح المحامي ها هوي صن الذي تولى الدفاع عن ناشطين في حقوق الانسان "منعني عناصر امن من التوجه الى السفارة. قالوا لي ان في امكاني الذهاب اينما اشاء لكن ليس السفارة".
واكد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي انه تم توقيف شخصيتين من المعارضة الفيتنامية، المصرفي السابق نغوين كوانغ والمدون فام دوان ترانغ. ولم يتسن الاتصال باي منهما. وشاركت ماي خوي نجمة البوب والناشطة المؤيدة للديموقراطية في اللقاء. وكتبت بعد اللقاء "كان لقاء اوباما مهما لان ذلك يعطي اعترافا رسميا بالحركة من اجل مجتمع مدني مستقل في فيتنام". وتتعرض ماي خوي الملقبة بلايدي غاغا فيتنام لملابسها الغريبة وصراحتها، لمضايقات من النظام بعد ان حاولت الترشح للانتخابات التشريعية التي جرت.
وكان حوالى 100 مرشح مستقل قدموا ترشيحاتهم لكن السلطات الغتها. ومعظم النواب ال500 من الرجال الاعضاء في الحزب الشيوعي. واستفاد اوباما من خطابه ليحذر مجددا بكين داعيا الى حل "سلمي" للخلافات في جنوب بحر الصين. وقال "يجب ان تكف البلدان الكبرى عن مضايقة البلدان الاصغر" في اشارة الى النزاعات الدائرة بين الصين وعدة دول في جنوب شرق اسيا. من جهتها اعتبرت الصحافة الصينية الرسمية ان اوباما "يكذب" حين يؤكد ان رفع الحظر الاميركي عن مبيعات الاسلحة الى فيتنام لا يستهدف بكين متهمة واشنطن بالسعي الى "احتواء الصين".
واستفاد اوباما من زيارته لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع فيتنام التي تضم تسعين مليون نسمة وتسجل نموا كبيرا. واكد اوباما ان اتفاق التبادل الحر عبر المحيط الاطلسي الذي وقع بين 12 دولة سيعود بالفائدة على الولايات المتحدة وفيتنام على حد سواء، ويأمل في ان تتم المصادقة عليه قبل مغادرته البيت الابيض مطلع 2017. وقال "ما زلت واثقا بان ذلك سيتم تحقيقه وسبب ثقتي هو انه الامر الصائب الذي يجب القيام به".
وعلى هامش الزيارة اعلنت شركة الطيران الفيتنامية "فييتجيت" شراء مئة طائرة بوينغ 737 ماكس 200 بقيمة 11,3 مليار دولار. وفي العاصمة الفيتنامية التي تتسم بحيوية كبيرة، تثير هذه الزيارة الاولى لاوباما والثالثة لرئيس اميركي منذ انتهاء الحرب في 1975، آمالا كبيرة. وقالت ثوي تيين (19 عاما) ضاحكة "سمعت الكثير من الاشياء عنه (اوباما) وانا معجبة بما فعله، انه يشبه قليلا العم هو" في اشارة الى هو شي منيه مؤسس الحزب الشيوعي الفيتنامي.
وان كانت الصين الشريك التجاري الاول لفيتنام الا ان انعدام الثقة ببكين متأصل في هذا البلد الواقع في جنوب شرق اسيا. وتأتي زيارة اوباما بينما تبدو صورة اميركا جيدة بشكل عام في جنوب شرق آسيا. وافادت دراسة اجراها العام الماضي مركز بيو للابحاث ان 78 بالمئة من الفيتناميين ينظرون بشكل ايجابي الى الولايات المتحدة وهذه النسبة اعلى بين الشباب. وفي وسط هانوي، علق مصفف الشعر هوانغ باو كان (61 عاما) صورة للرئيس الاميركي خارج المحل. وقال "عندما تولى مهامه بعد الانتخابات الاولى، قال لي كثيرون من زبائني انني اشبهه". واضاف الرجل الذي يحلم بلقاء "نسخته" الاميركية "في الواقع اجد ان هناك بعض الشبه".
حساء بون تشا
في السياق ذاته وبدل المشاركة في عشاء رسمي، قصد الرئيس الاميركي باراك اوباما مطعما شعبيا صغيرا في هانوي خلال زيارته الى فيتنام لتذوق الحساء التقليدي الفيتنامي المعروف بـ"بون تشا"، ودخل الرئيس الاميركي الى مطعم "بون تشا هوونغ ليين" وسط مرافقة امنية كبيرة. وجلس اوباما الى طاولة صغيرة في هذا المطعم وسط زبائن محليين، بمشاركة الناقد المتخصص في الطعام في قناة "سي ان ان" انطوني بوردان الذي حققت برامج الطبخ التي قدمها شهرة عالمية.
ونشر بوردان عبر "تويتر" صورة تظهره الى الطاولة مع اوباما خلال تناولهما طبق الحساء التقليدي. وكتب في تغريدة "الكلفة الاجمالية لعشاء بون تشامع الرئيس: ستة دولارات. انا دفعت الفاتورة". ومن المقرر بث اللقاء الذي اجراه بوردان مع اوباما في المطعم في ايلول/سبتمبر في اطار سلسلة جديدة من الحلقات المتخصصة في مجال الطبخ. وقالت صاحبة المطعم نغويين ثي ليين البالغة 54 عاما إنها "تفاجأت للغاية" لرؤية الرئيس الاميركي يزور مطعمها العائلي المتواضع. وأضافت "ما كان في امكاننا تصور ذلك حتى في احلامنا". بحسب فرانس برس.
ولفتت نغويين لي ثين الى ان "فريقا تلفزيونيا اميركيا زارنا قبل ثلاثة ايام لكن افراده قالوا لنا ان الامر يتعلق بالبرنامج فقط. لم نكن نعلم ان اوباما سيأتي الى هنا". وأبدت هذه المرأة اسفها لأن "الوقت لم يسنح لها التقاط صورة" مع اوباما خلافا لكثير من الفيتناميين الذين تجمعوا بأعداد كبيرة امام المطعم لرؤية الرئيس الاميركي.