امريكا تغازل ايران.. ماذا يحدث تحت الطاولة؟

عبد الامير رويح

2016-03-23 08:54

يبدو ان العلاقات الأمريكية الإيرانية، التي شهدت في الفترة الاخيرة تطورات مهمة عقب الاتفاق النووي، لن تتحسن بشكل تام ولاسباب كثيرة حسب بعض الخبراء، منها وجود اطراف متشددة في كل من الولايات المتحدة وايران، تسعى وبشكل دائم الى ابقاء الوضع على ما هو عليه من خلال التشكيك واطلاق التصريحات معادية، او القيام باعمال استفزازية قد تكون سببا في نسف جميع الانجازات والمكاسب السياسية الكبيرة، التي قام بها الرئيسين حسن روحاني وباراك أوباما في سبيل ايجاد خارطة طريق جديدة لانهاء حالة العداء المستمر، يضاف الى مخاوف حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة خصوصا وان البعض منهم يخشى من حدوث مثل هكذا تقارب قد يعطي ايران فرصة اكبر لتوسيع نفوذها في المنطقة وهو ما دفع امريكا الى وضع سياسيات لطمأنة مخاوف الحلفاء، الامر الذي دفع بعض الاطراف في ايران الى التشكيك بنوايا واشنطن واعتبرها حرب جديدة لضرب ايران من الداخل.

وفيما يخص بعض التطورات فقد هنأ الرئيس الاميركي باراك اوباما الايرانيين الذين يحتفلون بعيد النيروز وهو اول عيد رأس سنة فارسية بعد توقيع الاتفاق النووي الايراني، منتهزا الفرصة ليعرب عن تمنياته ب"مستقبل مختلف" للبلدين. وقال اوباما في رسالة متلفزة الى الايرانيين نشرت عشية رأس السنة الفارسية "كل عام، بوصفي رئيس انتهز هذه المناسبة امل الربيع، كي اتوجه مباشرة الى الشعب الايراني لنرى كيف يمكن فتح نافذة جديدة وعلاقات جديدة بين بلدينا".

واضاف بمناسبة العام الفارسي الجديد بعد شهرين على البدء بتطبيق الاتفاق النووي "الان، للمرة الاولى منذ عقود، فان مستقبلا جديدا ممكن". واوضح اوباما ان "الاتفاق حول النووي لم يهدف ابدا الى حل كل النزاعات بين البلدين فالولايات المتحدة لها ايضا خلافات عميقة مع الحكومة الايرانية". وتابع "لكن حتى اذا كانت هناك خلافات جدية بين حكومتينا فكوننا نتحدث الان باستمرار للمرة الاولى منذ عقود، فهي مناسبة ونافذة لحل مواضيع اخرى".

واضاف "هكذا، اعتقد جازما انه بامكاننا ان نواصل توسيع العلاقات بين الاميركيين والايرانيين". والعلاقات بين الولايات المتحدة وايران قطعت منذ العام 1979. وختم الرئيس الاميركي رسالته قائلا "بمناسبة عيد الربيع هذا، عيد النيروز، الذي ستحتفلون به مع عائلاتكم، اتمنى لكم السعادة والصحة والازدهار وامل ان تتوسع اكتر العلاقة بين الشعبين الاميركي والايراني".

خامنئي يحذر الإيرانيون من عدوهم القديم

من جانبه قال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إن الولايات المتحدة لا تزال تكن عداء أصيلا لبلاده وإن السياسات الأمريكية قوضت منافع رفع العقوبات عن طهران محذرا الإيرانيين من الثقة في عدوهم القديم. وفي خطاب بمدينة مشهد المقدسة بثه التلفزيون احتفالا بالسنة الفارسية الجديدة قال خامنئي إن الخوف من القيود الأمريكية يدفع شركات أجنبية كبرى للابتعاد عن العمل في إيران لاسيما في القطاع المالي.

ويشكل الموقف المتشدد لأهم شخصية في إيران تحديا لرئيسها حسن روحاني مهندس الاتفاق النووي الذي وقع العام الماضي والذي يأمل أن ينفتح الاقتصاد الإيراني من خلاله على العالم. وبمقتضى الاتفاق رفعت الكثير من العقوبات الدولية عن إيران في يناير كانون الثاني الماضي. ومنذ ذلك الوقت تدفقت وفود تجارية أجنبية على طهران ووقعت اتفاقات بمليارات الدولارات. لكن بنوكا وشركات أوروبية لا تزال تخشى التقدم نحو إيران لأسباب أهمها يتعلق بعقوبات أمريكية لا تزال قائمة.

قال خامنئي إن في ذلك علامة على اعتماد الاقتصاد الإيراني على ذاته لأن أمريكا وحلفاءها ليسوا شركاء يعتمد عليهم. وقال خامنئي "في الدول الغربية وفي الأماكن الواقعة تحت النفوذ الأمريكي هناك مشاكل تواجه تعاملاتنا البنكية واستعادة أموالنا من بنوكهم.. لأنهم يخشون الأمريكيين." وأضاف "وزارة الخزانة الأمريكية.. تتصرف بهذه الطريقة لكيلا تتجرأ شركات كبرى ومؤسسات كبرى وبنوك كبرى على التقدم والتعامل مع إيران. البنك المركزي الإيراني قال إن العقوبات الأمريكية الباقية تثير فزع الشركات الأوروبية."

ولإيصال الرسالة بوضوح كتب على المقعد الذي جلس فوقه خامنئي عبارة "عام اقتصاد المقاومة: الإجراء والتطبيق" كشعار للسنة الفارسية 1395. وفي رسالة بالفيديو سابقة على خطبة خامنئي قال الرئيس روحاني إن تكثيف التعامل مع الدول الأخرى يعد عاملا رئيسيا للنمو الاقتصادي وهي رؤية وضعته على طرف نقيض من خامنئي الذي يعلوه مكانة. وقال روحاني "أنا على ثقة من أننا بالتعاون والجهد المبذول داخل البلد والتعاون البناء مع العالم سيتمكن اقتصادنا من الازدهار والتطور."

وحقق حلفاء الرئيس مكاسب في الانتخابات البرلمانية التي جرت الشهر الماضي قد تساعده على تمرير إصلاحات تدعم اقتصادا أكثر انفتاحا. لكن لخامنئي وحلفائه السلطة التي تمكنهم من الوقوف ضد أي تشريع جديد. وحث خامنئي رجل الدين البالغ من العمر 76 عاما الشبان الحاضرين وسط الجموع على عدم نسيان تاريخ الثورة الإيرانية التي قال إن فيها دليلا على قدرة الجمهورية الإسلامية على الوقوف بمفردها وعلى أن القوى الأجنبية لا يمكن الوثوق بها. بحسب رويترز.

ودلل الزعيم الأعلى الإيراني على العداء الأصيل لإيران في انتخابات الرئاسة الأمريكية قائلا إن المرشحين "يتنافسون في ذم إيران في خطبهم." وقال أيضا إنه لا يحقق للولايات المتحدة محاولة منع إيران من تطوير قدراتها الدفاعية وبينها الصواريخ أو تنفيذ مناورات عسكرية. وأضاف "أمريكا تبعد بآلاف الكيلومترات عن الخليج الفارسي وتنفذ مناورات مع دول في المنطقة.. لكنها تحتج بشدة إذا تدربنا داخل نطاق أمننا الخاص."

انتهاك الاتفاق النووي

في السياق ذاته اتهم المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية آية الله علي خامنئي الولايات المتحدة "بعدم تنفيذ التزاماتها" بموجب الاتفاق الموقع مع الدول الكبرى في تموز/يوليو 2015 حول برنامج ايران النووي. وقال خامنئي "بحسب الاتفاق النووي (...) لم يحترم الاميركيون التزاماتهم، لم ينفذوا ما كان عليهم فعله". وتابع انهم رفعوا العقوبات "على الورق، لكنهم يعتمدون وسائل ملتوية لمنع الجمهورية الاسلامية من بلوغ اهدافها". واضاف "اعلنوا رفع العقوبات (...) لكنهم في الواقع يعملون لمنع تفعيل هذا الرفع".

لكن المرشد الاعلى اعتبر ان "وزير الخزانة (الاميركي) يعمل ليل نهار لئلا تستفيد الجمهورية الاسلامية من الاتفاق النووي" مضيفا ان "الاميركيين يهددون باستمرار". كما اعرب عن القلق مما سيفعل خلف الرئيس الاميركي الحالي باراك اوباما عند تولي مهامه في كانون الثاني/يناير 2017. وقال "لا ضمانة على الاطلاق بان الحكومة الاميركية المقبلة ستنفذ هذه التعهدات المحدودة" موضحا ان "المرشحين الرئاسيين يتسابقون على شتم ايران".

من جهة اخرى اعتبر خامنئي ان اوروبا تتردد في ابرام صفقات اعمال مع ايران "خوفا" من الولايات المتحدة. وقال "اليوم في مجمل الدول الغربية الخاضعة لنفوذها تواجه التبادلات المصرفية المشاكل" خصوصا على مستوى "استعادة مالنا" و"عندما نحقق نجد انهم يخشون الاميركيين" وامكانية فرض عقوبات مستقبلية. ويحذر خامنئي باستمرار من مخاطر "تسلل" الاجانب الى ايران منذ ابرام هذا الاتفاق وعدم احترام الغربيين وخصوصا الولايات المتحدة لتعهداتهم.

واكد ان الولايات المتحدة تسعى الى الزام ايران بالتخلي عن "مبادئها" الثورية والاسلامية لا سيما في سياستها الاقليمية. كما اعتبر ان تكون سنة "اقتصاد المقاومة والعمل"، وخصوصا من اجل مكافحة البطالة والانكماش. وقال "اعتقد ان الاقتصاد يجب ان يكون اولويتنا". واضاف ان "المهم هو الانتاج الوطني (...) حل مشكلة البطالة وكذلك انعاش الاقتصاد ومكافحة الانكماش". الا ان آية الله خامنئي رحب "بالاعمال الواسعة التي بدأتها" حكومة الرئيس حسن روحاني. واضاف "انها اعمال تمهيدية يجب ان تستمر". بحسب فرانس برس.

من جهته، وصف الرئيس روحاني في رسالته التي تم بثها بعد خطاب خامنئي مباشرة، السنة المقبلة بانها "سنة امل وجهد". وقال روحاني "لدي الامل والثقة بانه بجهد" الجميع "والتفاهم مع العالم يمكننا السير باتجاه الازدهار الاقتصادي وتحقيق نسبة نمو تبلغ خمسة بالمئة". ويراهن روحاني على النتائج المتوقعة لرفع العقوبات لانعاش الاقتصاد، آملا في اعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية.

مراقبة وتهديد

على صعيد متصل حذر نائب الرئيس الاميركي جو بايدن من ان واشنطن تراقب ايران عن كثب وانها ستتحرك في حال لم تحترم الاتفاق النووي. وكانت طهران وقعت مع الدول الست الكبرى ومنها الولايات المتحدة اتفاقا في تموز/يوليو تعهدت طهران بموجبه خفض انشطتها النووية لقاء رفع العقوبات الغربية والدولية المفروضة عليها. وقال بايدن "ان الحوافز امام ايران لحملها على احترام واجباتها في الاتفاق. اننا نراقب ايران كالصقر".

واضاف امام المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الاميركية الاسرائيلية "بموجب هذا الاتفاق لن يسمح لايران ابدا بمواصلة السعي لحيازة السلاح النووي". وتابع "اذا انتهكت ايران الاتفاق ستتحرك الولايات المتحدة". وينص بند اساسي على فرض عقوبات مجددا على ايران اذا تبين انها خرقت الاتفاق.

ولا تزال اسرائيل قلقة رغم ابرام هذا الاتفاق. وفي خصوص المساعدة العسكرية الاميركية لاسرائيل اكد بايدن ان المساعدة المقبلة "ستكون بلا شك الاكثر سخاء في تاريخ الولايات المتحدة". وتابع "قد لا تحصل اسرائيل على كل ما تطلبه لكنها ستحصل على كل ما تحتاج اليه". واوضح "نريد التحقق من ان دولة اسرائيل ستبقى قائمة وقوية كضمانة للشعب اليهودي في العالم".

الى جانب ذلك كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن الولايات المتحدة وضعت خطة سرية لشن هجوم إلكتروني كبير على إيران، في حال إخفاق المفاوضات الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق نووي. وأوضحت الصحيفة أن الخطة التي أطلق عليها اسم "نيترو زيوس" كانت تهدف إلى شل الدفاعات الجوية الإيرانية، وأنظمة الاتصالات، وأجزاء كبيرة من شبكة الكهرباء الإيرانية. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن فيلم وثائقي يعرض قريبا ومسؤولين في الجيش والاستخبارات قولهم: "إن الولايات المتحدة وضعت خطة سرية لشن هجوم إلكتروني كبير على إيران إذا أخفقت المحاولات الدبلوماسية في كبح برنامجها النووي".

وأضافت الصحيفة أن الخطة التي أُطلق عليها اسم "نيترو زيوس" كانت تهدف إلى شل الدفاعات الجوية الإيرانية وأنظمة الاتصالات وأجزاء كبيرة من شبكة الكهرباء الإيرانية، إلا أنه جرى تعليقها بعد إبرام اتفاق مع طهران العام الماضي. وذكر تقرير للصحيفة أن الخطة التي وضعتها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، وتضمنت في مرحلة ما آلاف العسكريين ورجال المخابرات الأمريكيين كانت تهدف إلى طمأنة الرئيس باراك أوباما إلى أن لديه بدائل للحرب إذا تحركت إيران ضد الولايات المتحدة أو حلفائها الإقليميين. بحسب فرانس برس.

وتابعت الصحيفة أن الخطة تدعو أيضا إلى إنفاق عشرات الملايين من الدولارات ووضع أجهزة إلكترونية في شبكات الكمبيوتر الإيرانية. وأفاد التقرير أن وكالات المخابرات الأمريكية طورت في الوقت ذاته خطة منفصلة لهجوم إلكتروني سري لتعطيل موقع "فوردو" الإيراني النووي والموجود داخل جبل قرب مدينة قم. وقالت الصحيفة إنه جرى الكشف عن الخطة "نيترو زيوس" أثناء إعداد تقرير عن الفيلم الوثائقي (زيرو دييز) المقرر أن يعرض في مهرجان برلين السينمائي اليوم الأربعاء. وذكرت "نيويورك تايمز" أنها أجرت مقابلات منفصلة لتأكيد الخطوط العريضة للخطة، إلا أن البيت الأبيض ووزارة الدفاع ومكتب مدير المخابرات الوطنية رفضوا التعليق وقالوا إنهم لا يناقشون عمليات التخطيط لحالات طارئة عسكرية.

رسالة مخيفة

من جهة اخرى وعندما توجت إيران والولايات المتحدة تطبيق الاتفاق الذي قلص برنامج طهران النووي بتبادل سجناء كان سياماك نامازي بين المحتجزين الذين توقع البعض أن تطلق السلطات الإيرانية سراحهم. فقد ورد اسم نامازي رجل الأعمال الذي يحمل الجنسيتين الامريكية والإيرانية ضمن قائمة من أربعة سجناء ينتظر الإفراج عنهم نشرتها وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية وموقع تابناك الإخباري في 16 يناير كانون الثاني يوم تنفيذ الصفقة.

لكن جرى سحب اسمه مع اعتذار دون تقديم أي تفسير لذلك. وقال جون كيري وزير الخارجية الأمريكي للصحفيين إنه تلقى تعهدات من إيران بحل قضية نامازي. غير أن نامازي الذي يعمل في دبي ويبلغ من العمر 44 عاما وكرمه المنتدى الاقتصادي العالمي باعتباره من القيادات العالمية الشابة مازال يقبع في سجن إيفين بطهران الذي يقول نزلاء سياسيون سابقون إن التعذيب شائع فيه خلال عمليات الاستجواب. ويقول أصدقاء مقربون له إن حالته تدهورت.

وفي الوقت الذي تعلن فيه إيران عن صفقات بمليارات الدولارات مع شركات أوروبية كبرى ترسل قضية نامازي رسالة تثير الرعدة في أبدان مواطنيها المغتربين في الخارج الذين يأملون أن يكون لهم دور في الانفتاح الاقتصادي في أعقاب رفع العقوبات. فبدلا من الترحيب بعودتهم لما اكتسبوه من مهارات وما حققوه من صلات دولية ربما ينتهي بهم الحال خلف القضبان أو ربما أسوأ من ذلك.

ولم توجه اتهامات إلى نامازي بارتكاب أي مخالفات وقد امتنعت السلطات القضائية الإيرانية عن تقديم أي تفسير رسمي لاستمرار احتجازه. وسئلت وزارة الخارجية الأمريكية عما تبذله من جهود لضمان إطلاق سراحه فامتنعت عن التعليق على قضيته بالتحديد استنادا إلى مخاوف تتعلق بخصوصياتها. وقال سام وربرج المسؤول الصحفي بمكتب الشؤون الإيرانية "الحكومة الأمريكية تبذل كل ما في وسعها وستواصل بذل كل ما في وسعها لصالح مواطنيها المحتجزين في مختلف أنحاء العالم الذين يطلبون المساعدة."

ويقول أصدقاء نامازي إنه ربما أصبح ورقة في صراعات فئوية بين المتشددين وأصحاب المذهب البراجماتي والإصلاحيين ولكل فئة منهم مصالحها الاقتصادية والسياسية. ويخشى البعض أنه ربما يجري إعداده للظهور في "اعتراف" تلفزيوني وهو أمر شائع في النظام القضائي الإيراني. وكان محافظون مقربون من الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي قد حذروا من أن الأمريكيين من أصل إيراني ربما يستغلون المشروعات التجارية للتسلل إلى إيران وجلب تحولات في النظام يسعى الصقور في الولايات المتحدة لتحقيقها في طهران منذ فترة طويلة.

وقال بيجان خاجه بور مستشار الأعمال الذي يعمل في فيينا وهو صهر نامازي "هم يصفون حاملي الجنسيتين مثل سياماك من النشطين في الأعمال وفي المجتمع بأنهم ‘عملاء للتسلل‘ وهو اعتقاد خاطيء تماما." ويقول بعض الخبراء السياسيين الإيرانيين الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم لحساسية القضية إن نامازي ربما اعتقل لأنه يعتبر مرتبطا بدوائر الأعمال القريبة من الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني.

وكتبت خمس جماعات إيرانية أمريكية إلى كيري لحثه على العمل على إطلاق سراح نامازي الذي قالت هذه الجماعات إنه أصبح "منسيا". ووصفته الجماعات بأنه "أمريكي عمل دون كلل في بناء الجسور بين الثقافات والبلدان والأديان." وقالت أمريكية أخرى كرمها المنتدى الاقتصادي العالمي كواحدة من القيادات العالمية الشابة وطلبت عدم نشر اسمها إنها انبهرت بشغف نامازي بفتح بلاده على العالم. وقالت "هذا يبعث برسالة مخيفة لغيره من القيادات العالمية الشابة. فالناس تخشى التواصل اقتصاديا مع ايران عندما يزج بشخص ينادي بالاستثمار في السجن."

وقبل الانتقال إلى دبي عمل نامازي حتى عام 2007 لحساب مجموعة عطية بهار وهي شركة لاستشارات الأعمال مقرها طهران أسسها خاجه بور وساعدت المستثمرين الأجانب على شق طريقهم وسط اللوائح الكثيرة وجوانب الغموض في الاقتصاد الإيراني بالإضافة إلى تقديم الخبرات لمؤسسات التعليم التجاري الإيرانية. ومن عملاء هذه الشركة شركات نفط غربية كبرى مثل بي.بي وشل وشتات أويل وشركات صناعة ضخمة مثل سيمنس وتويوتا.

وفي التسعينات وبعد انتخاب الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي وضع نامازي وصديقة أمريكية من أصل إيراني اسمها تريتا بارسي وترأس الآن المجلس الوطني الإيراني الأمريكي المؤيد للحوار تقريرا عن كيفية مساهمة الحاصلين على الجنسيتين في التغلب على الارتياب القائم منذ عشرات السنين بين واشنطن وطهران. وفي عام 2009 ألقت مخابرات الحرس الثوري القبض على خاجه بور لدى عودته إلى ايران من أوروبا وسط احتجاجات على ما تردد عن تزوير الانتخابات التي أعيد فيها انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد.

ورغم أن خاجه بور لم يشارك في تلك الاحتجاجات فقد ظل محتجزا لأكثر من ثلاثة أشهر في سجن ايفين بتهمة التجسس قبل أن يطلق سراحه بكفالة ويغادر البلاد في نهاية الأمر. وباع نامازي أسهمه في شركة عطية بهار عام 2007 ولم يتضح ما إذا كان القبض عليه مرتبطا بقضية خاجه بور. وقال أقارب لنامازي إن السلطات أوقفته في مطار طهران في 18 يوليو تموز بعد أيام من توقيع الاتفاق النووي أثناء محاولته السفر عائدا إلى دبي بعد زيارة والديه. وأخذ أفراد من الحرس الثوري جواز سفره وأظهروا أمرا باستدعائه للتحقيق معه.

وتم استجوابه عدة مرات فيما بين يوليو تموز و14 أكتوبر تشرين الأول ونقل بعدها إلى سجن ايفين. وعند اعتقاله كان نامازي يعمل لشركة نفط الهلال في دبي لكنه قال لأصدقائه إن الاستجواب تركز على اتصالاته بمؤسسات أمريكية وبغيره من القيادات العالمية الشابة. وكانت المفاوضات السرية الخاصة بتبادل السجناء بمن فيهم صحفي الواشنطن بوست جيسون رضائيان وغيره قد وصلت إلى مرحلة متقدمة عندما اعتقل نامازي. بحسب رويترز.

وليس نامازي هو الوحيد الذي يحمل جنسيتين ومحتجز فيما يتصل بالصراعات على السلطة في ايران. ويقول موقع كلمة دوت كوم المعارض إن بهمان داروشافعي الصحفي السابق بالخدمة الفارسية في هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) اعتقل في طهران. وعلمت أسرته أنه محتجز في سجن ايفين أيضا. وأشار نشطاء معارضون إلى أن القبض على داروشافعي عشية أول زيارة يقوم بها وزير خارجية إيراني إلى بريطانيا منذ 12 عاما ربما كانت من تدبير متشددين لإحباط أي تحسن في العلاقات بين البلدين. ولا يزال مواطن بريطاني آخر من أصل إيراني هو كمال فروغي محتجزا منذ القبض عليه عام 2011 أثناء عمله كمستشار أعمال في طهران.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي