في سوريا.. هدنة هشة لن تجلب السلام
عبد الامير رويح
2016-03-05 07:59
قرار وقف اطلاق النار في سوريا الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة وروسيا في وقت سابق من اجل انهاء الأزمة السورية المستمرة التي اودت بحياة أكثر من 250.000 شخص، هذا القرار المهم لايزال محط اهتمام واسع، خصوصا وان البعض يرى ان الازمة السورية ازمة معقدة وخطيرة بسبب اختلاف المواقف وتعدد الاطراف المتصارعة التي تعمل وفق خطط وقرارات تصدر من جهات اقليمية، تسعى الى تحقيق مكاسب خاصة من خلال دعم وتمويل الفصائل المسلحة في سوريا، لذا فستعمد بعض الدول ومنها السعودية وتركيا، وبعد التطورات العسكرية التي ادت الى حدوث تغيير كبير في موازين القوى على الأرض لمصلحة قوات الرئيس السوري بشار الأسد، على تصعيد حالة التوتر والوقوف بوجه اي مبادارت تهدف الى ايجاد حلول سلمية قد تصب بمصلحة الحكومة السورية وحلفائها.
يضاف الى ذلك ان هذه الهدنة لم تشمل تنظيم داعش وجبهة النصرة التي تتبع لتنظيم القاعدة، وهي جزء من تحالف كبير للمعارضة يسيطر على أجزاء واسعة من شمال غرب سوريا، وهو ما قد يسهم بتعقيد الوضع ويدفع البعض لخلق المبررات والحجج من اجل افشال الهدنة الحالية والعمل على ايجاد خطط بديلة قد تؤدي الى تقسيم سوريا وبما يخدم مصالح الدول الكبرى، وهو ما اكده وزير الخارجية الأمريكي في وقت سابق حين قال إنه في حال فشل كل من اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا، والانتقال السياسي الذي أقرته الأمم المتحدة، فإننا قد نتخذ موقفاً أكثر شراسة بما فيها تقسيم سوريا.
من جانب اخر يرى بعض المراقبين ان قرار فرض الهدنة ربما يكون لعبة امريكية جديد بهدف إعطاء الجماعات المسلحة التي خسرت الكثير في الفترة الاخيرة، فرصة جديدة لترتيب أوراقها وتزويدها ببعض الاسلحة والمعدات لتتمكن مواصلة الحرب. وقد ذكرت محطة CNN التلفزيونية الأمريكية أن إدارة الرئيس باراك أوباما تجري مناقشات بشأن الخطة البديلة في سوريا تحسبا لانهيار وقف إطلاق النار، والتي تشمل إمكانية إرسال قوات خاصة إضافية، إضافة إلى إنشاء مناطق حظر جوي في سوريا، و تزويد المعارضة بمزيد من الأسلحة، إلى جانب نية الإدارة الأمريكية إشراك دول أخرى لتوريد أسلحة ومساعدات أخرى للمعارضة المسلحة.
وفيما يخص بعض تطورات قرار وقف اطلاق النار فقد نصبت القوات الروسية في قاعدة حميميم الجوية منظومة جديدة lk محطات للرادار وظيفتها مراقبة صمود نظام وقف الأعمال العدائية في سوريا، حسب وزارة الدفاع الروسية. وأعلنت الوزارة في بيان أنه تم خلال الأيام الثلاثة الأخيرة نشر ثلاث منظومات حديثة مع طائرات من دون طيار، وكذلك محطتين للرادار خاصتين بالكشف عن أهداف صغيرة الحجم، قادرة على رصد حوادث استخدام المدفعية من قبل الإرهابيين. ويرى خبراء عسكريون أن هذه المنظومات من نوع "زووبارك-1"، هي نفسها التي تلقتها القوات البرية الروسية عام 2007.
وتستعمل هذه المنظومات لرصد مواقع العدو عن طريق تحديد خطوط سير الصواريخ والقذائف التي تم رصدها بواسطة جهاز الرادار، وكذلك لتصحيح نيران المدفعية. كما يمكن لـ"زووبارك-1" مراقبة الأجواء والطائرات من دون طيار. وتستطيع منظومات "زووبارك" تحديد ما يصل إلى 70 موقعا خلال دقيقة واحدة، بالتزامن مع استهداف 12 هدفا. كما ذكررت وزارة الخارجية الروسية، أن الهدنة في سوريا التي بدأت في وقت سابق تم خرقها 31 مرة.
وقف المعارك
في السياق ذاته توقف القتال على ما يبدو في معظم مناطق غرب وشمال سوريا بعد بدء سريان وقف للأعمال القتالية بموجب خطة أمريكية روسية قبلتها الأطراف المتحاربة في الصراع الدائر منذ خمس سنوات ووصفتها الأمم المتحدة بأنها أفضل بارقة أمل في السلام. وتقضي الخطة الأمريكية الروسية التي قبلتها حكومة الرئيس السوري بشار الأسد والكثير من خصومه بأن يتوقف القتال حتى يتسنى وصول المساعدات للمدنيين وبدء المحادثات لإنهاء الحرب التي قتلت أكثر من 250 ألف شخص وشردت 11 مليونا.
والهدنة تتويج لمساع دبلوماسية جديدة سلطت الضوء على ساحة القتال التي تغيرت بشدة بعد أن انضمت روسيا للحرب في سبتمبر أيلول بضربات جوية تهدف إلى مساعدة الأسد. والاتفاق الهش هو الأول من نوعه منذ أربعة أعوام وإذا صمد فسيكون أنجح هدنة في هذه الحرب حتى الآن. لكن هناك الكثير من الثغرات في الاتفاق الذي لم توقعه الأطراف السورية المتحاربة بشكل مباشر كما أنه أقل إلزاما من اتفاق رسمي لوقف إطلاق النار. وهو أيضا لا يشمل تنظيم داعش وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وقال ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة لسوريا "فلنبتهل لنجاحها لأن هذه بصراحة أفضل فرصة يمكن أن نتخيل حصول الشعب السوري عليها خلال السنوات الخمس الأخيرة كي يرى شيئا أفضل ونتعشم أن يكون شيئا له صلة بالسلام." وتوقع دي ميستورا انتهاكات للاتفاق من حين لآخر لكنه دعا الأطراف لضبط النفس وتفادي التصعيد.
وذكر قائد جماعة سورية معارضة أن القصف الحكومي توقف في بعض المناطق لكنه مستمر في مناطق أخرى ووصف الأمر بأنه انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار. وقال فارس البيوش قائد جماعة فرسان الحق التي تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر "هناك مناطق توقف القصف فيها ولكن هناك مناطق حصلت فيها خروقات. نحن نترقب الوضع وملتزمون بالهدنة من قبل تشكيلات الجيش الحر." وأضاف "إن استمرت هذه الخروقات فقد تؤدي إلى انهيار الاتفاقية."
لكن سيرجي رودسكوي وهو مسؤول كبير بالقوات المسلحة الروسية قال إن روسيا علقت الضربات الجوية في "منطقة خضراء" في سوريا تنفيذا لاتفاق وقف الأعمال القتالية. وحثت جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا مقاتليها على تكثيف هجماتهم على الحكومة وحلفائها مما يزيد من المخاطر التي تواجه الاتفاق. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القتال احتدم في مناطق كثيرة بغرب سوريا.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن الهدوء يسود دمشق وريفها لأول مرة منذ سنوات. وأضاف أنه لا يوجد نشاط للطائرات في قاعدة حميميم الجوية وهي قاعدة توجد في اللاذقية وتعمل منها الطائرات الروسية. وطالبت الأمم المتحدة بالإجماع بالتزام كل أطراف الصراع ببنود الخطة وحثت الحكومة والمعارضة على استئناف المحادثات وجددت الدعوة لإنهاء الحرب. وقال دي ميستورا إنه يعتزم استئناف محادثات السلام السورية في السابع من مارس آذار شريطة صمود اتفاق وقف القتال.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير على استمرار العمليات القتالية ضد تنظيم داعش وجبهة النصرة وجماعات أخرى تعتبرها الحكومة السورية إرهابية. وقالت الولايات المتحدة إن الوقت حان كي تثبت روسيا جديتها بشأن وقف القتال من خلال احترام التزام بعدم مهاجمة الجماعات السورية التي تشكل جزءا من المعارضة المعتدلة. وهناك حاجة ماسة لوقف القتال من أجل توصيل المساعدات للمناطق المحاصرة في سوريا. بحسب رويترز.
وتم تسليم مساعدات لبعض المناطق المحاصرة في سوريا هذا العام في سلسلة من الاتفاقات الخاصة بأماكن محددة ولكن الأمم المتحدة تطالب بالوصول لكل السوريين الذين يحتاجون لمساعدات دون أي عائق. ودعا الصليب الأحمر إلى وقف الحرب التي تشارك فيها الآن معظم القوى الإقليمية والعالمية. وقال بيتر ماورير رئيس الصليب الأحمر في بيان "حان الوقت كي توقف الأطراف المتحاربة هذا الصراع البشع وكي تتحرك القوى العالمية التي يمكنها التأثير في الوضع بشكل حاسم." وأضاف "الشيء الأكثر إلحاحا هو زيادة المساعدات الإنسانية.. يجب ألا تعتمد المساعدات الإنسانية على المفاوضات السياسية."
المناطق المشمولة
على صعيد متصل يشمل اتفاق وقف الاعمال العدائية في سوريا الذي بدأ تطبيقه جزءا صغيرا من البلاد فقط، نتيجة سيطرة تنظيم داعش وجبهة النصرة المستثنيين منه على اكثر من نصف البلاد. وبحسب مصدر سوري قريب من السلطات والمرصد السوري لحقوق الانسان، فان المناطق المعنية بالاتفاق تقتصر على الجزء الاكبر من ريف دمشق، ومحافظة درعا جنوبا، وريف حمص الشمالي (وسط) وريف حماه الشمالي (وسط)، ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي (شمال).
ويقول الخبير في الجغرافيا السورية فابريس بالانش ان من شأن وقف الاعمال العدائية ان يطبق في عشرة في المئة فقط من الاراضي السورية. من المفترض ان ينفذ اتفاق وقف الاعمال العدائية في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وبشكل اساسي في مدينتي دوما وعربين اللتين تعرضتا خلال الاشهر الماضية لقصف جوي عنيف.
لكن في هذه المنطقة، هناك خلاف حول مدينة داريا، معقل الفصائل الاسلامية والمقاتلة في الغوطة الغربية، اذ يؤكد الجيش السوري انها غير مشمولة بالاتفاق لوجود مقاتلين من جبهة النصرة فيها، الامر الذي تنفيه المعارضة تماما. ويقتصر تنفيذ الاتفاق على الريف الشمالي، وتحديدا مدن الرستن وتلبيسة والحولة التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة منذ العام 2012. وتسيطر قوات النظام السوري على مجمل محافظة حمص باستثناء بعض المناطق في الريف الشمالي، ويسيطر تنظيم داعش على الجزء الاكبر من الريف الشرقي وخصوصا مدينة تدمر الاثرية.
فمحافظة حماة لن تشهد تنفيذ الاتفاق سوى بعض البلدات التي تتواجد فيها فصائل مقاتلة غير جهادية اهمها مدينة اللطامنة في الريف الشمالي. ويتواجد كل من تنظيم داعش وجبهة النصرة في المحافظة، ويسيطر الجيش السوري على اجزاء واسعة منها. ومن المفترض ان تتوقف الاعمال العسكرية في مدينة حلب التي تسيطر الفصائل المقاتلة على احيائها الشرقية منذ العام 2012، فيما يسيطر النظام على الاحياء الغربية. بالنسبة الى المحافظة، يتركز تواجد الفصائل المقاتلة وبينها اسلاميون في ريف حلب الغربي، وخصوصا في بلدتي الاتارب ودارة عزة. وسيكون تنفيذ الاتفاق معقدا على الارجح في ريف حلب الشمالي حيث تتواجد جبهة النصرة الى جانب الفصائل المقاتلة وخصوصا في بلدتي كفر حمرة وحريتان.
ويتوقع ان يتوقف اطلاق النار في الجزء الاكبر من هذه المحافظة الحدودية مع الاردن التي تعد مهد الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في اذار/مارس 2011 ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد. ولكن يتواجد مقاتلون من جبهة النصرة في عدد من بلداتها. ومن المتوقع ان يتواصل القصف والمعارك في محافظة حلب حيث ينتشر تنظيم داعش وخصوصا في الريف الشمالي الشرقي اذ يسيطر الجهاديون على مدينتي الباب ومنبج. بحسب فرانس برس.
ولا يشمل الاتفاق محافظتي دير الزور (شرق) والرقة (شمال) الواقعتين بشكل شبه كامل تحت سيطرة داعش، ومحافظة ادلب (شمال غرب) التي يسيطر عليها، باستثناء بلدتين، "جيش الفتح" وهو عبارة عن تحالف من فصائل اسلامية اهمها جبهة النصرة. كما يخوض الجيش السوري بدعم من الطائرات الحربية الروسية معارك ضد جبهة النصرة وجهاديين على الجبهة التركستانية في ريف اللاذقية الشمالي. ولا يتوقع تنفيذ الاتفاق في محافظة القنيطرة جنوبا والحدودية مع الجولان السوري المحتل وذلك لتواجد جبهة النصرة هناك.
رفض الهدنة
في السياق ذاته دعا زعيم جبهة النصرة ابو محمد الجولاني في تسجيل صوتي السوريين والفصائل المقاتلة الى رفض الهدنة التي وصفها بـ"المذلة". وقال الجولاني "احذروا خديعة الغرب واميركا واحذروا مكر الرافضة والنصيرية (...) الجميع يدفعكم للعودة لعهد الطاغية نظام الاسد الظالم"، واصفا الهدنة بـ"المذلة والمخزية" مع النظام السوري.
واعتبر زعيم جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، انها "هدنة تفضي الى حل سياسي يبقي مؤسستي الجيش والامن راعتين للاجرام والقتل، هذا ما لم يبق (الرئيس السوري) بشار (الاسد) نفسه، وهو الارجح، ما بعد المرحلة الانتقالية" ومدتها 18 شهرا بحسب اتفاق فيينا بين الدول الكبرى. وتوجه الجولاني الى الفصائل المقاتلة قائل "يا جند الشام (...) شدوا عزائمكم وقووا ضرباتكم ولا تخيفكم حشودهم وطائراتهم"، وخصص الفصائل المقاتلة في حلب شمالا، اذ قال "اثبتوا ثبتكم الله وواصلوا المسير ولا تخشوا العسير".
وخسرت جبهة النصرة وحلفاؤها من الفصائل الاسلامية والمقاتلة مؤخرا مناطق استراتيجية في ريف حلب الشمالي لصالح قوات النظام السوري من جهة والمقاتلين الاكراد من جهة ثانية. وتتحالف جبهة النصرة في محافظات سورية عدة مع فصائل مقاتلة غالبيتها اسلامية تحديدا في محافظتي ادلب (شمال غرب) وحلب (شمال)، ولها تواجدها الميداني في محافظة دمشق وفي جنوب البلاد. بحسب فرانس برس.
واعلنت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية، عن التزام نحو مئة فصيل مقاتل بالاتفاق الروسي الاميركي. واعتبر الجولاني ان "المفاوضات هي التي تكون بميادين النزال والقتال"، وحذر "اهل الاسلام" بالقول "ان لم يكن في الشام حسم لهذه المعركة فانها ستطال تبعاتها اهل السنة في المنطقة المحيطة (...) وعلى شعوب السنة في المنطقة ان تدرك ذلك جيدا". وقال "هذا يعني بالضرورة نقل المعركة بعد اقل من عقد الى جزيرة محمد وهكذا هلم جرا".
من جانب اخر قال ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة لسوريا إنه يتوقع حدوث "سقطات " في وقف العمليات القتالية وحث على ضبط النفس عند ردع أي اندلاع جديد للقتال. وقال دي ميستورا "هناك فرصة كبيرة علينا أن نتوقعها لحدوث مثل هذه السقطات " في وقف القتال الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا. وأضاف أن "النقطة المهمة هي ما إذا كان سيتم السيطرة واحتواء هذه الحوادث بسرعة. هذا سيكون الاختبار." وقال إنه وردت تقارير عن وقوع حوادث في دمشق ودرعا في غضون ولكن هاتين المدينتين هدأتا بسرعة. وقال دي ميستورا إن مكتبه يتحرى عن تقرير عن وقوع خرق آخر لكنه لم يدل بتفاصيل. وقال "دعونا نصلى لنجاح ذلك لأنه بصراحة هذه أفضل فرصة يمكن أن نتخيلها حصل عليها الشعب السوري خلال السنوات الخمس الأخيرة من أجل رؤية شيء أفضل ونتعشم أن يكون شيئا له صلة بالسلام."
روسيا و تركيا
الى جانب ذلك قال قائد المركز الروسي للمصالحة في سوريا، الجنرال سيرجي كوريلينكو، في مؤتمر صحفي، إن استمرار القصف المدفعي التركي على الأراضي السورية يعتبرعملا استفزازيا بهدف عرقلة عملية المصالحة هناك، نقلا عن وكالة سبوتنك الروسية. وتابع كوريلينكو: "المركز الروسي تلقي تقارير من هيئة الأركان العامة السورية والجماعات المسلحة الكردية الداعمين لوقف إطلاق النار، تشكو من استمرار القصف المدفعي من تركيا.
على صعيد متصل قال مسؤول تركي إن بلاده لم تقصف منذ بداية الهدنة أي مناطق في سوريا باستنثاء مواقع تنظيم داعش، وقال المتحدث باسم الخارجية التركية، طانجو بيلغيتش إن وحدات المدفعية التركية اطلقت نيرانها على مواقع التنظيم في 28 من شباط فبراير وأنه لم يتم القيام بأي عمل عسكري آخر.
وحذرت تركيا قبيل دخول الهدنة حيز التنفيذ من أنها ربما تواصل مهاجمة المليشيات الكردية، إذا ما شكلت تهديدا لأمنها. وقال بيلغيتش إن تركيا تلقت معلومات تفيد بأن روسيا والنظام نفذتا غارات تشكل خرقا للهدنة. وأضاف إنه يجب عدم التعامل بجدية مع مطالبة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بإغلاق الحدود التركية السورية، وادعائه إخفاء أسلحة في المساعدات الإنسانية المرسلة من تركيا إلى سوريا. وحول تصريحات وزارة الدفاع الروسية، بأن قصفا مصدره الأراضي التركية استهدف بلدة كنسبا في محافظة اللاذقية، أدى إلى إصابة 4 صحفيين أجانب، أوضح بيلغيتش أنه لم يتم قصف تلك المنطقة من قبل تركيا، معتبرا تلك التصريحات محاولة من روسيا للتغطية على استهدافها المعارضة المعتدلة.
من جهة اخرى أعلن المتحدث باسم الحكومة نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش أن بلاده لا تملك بمفردها رؤية للتدخل في الأزمة بسوريا، لكنها في الوقت نفسه تواجه تحديات بسبب وجود حدود معها. وأضاف قورتولموش، في حوار على إحدى القنوات المحلية، لتركيا حق سيادي في الرد على الاعتداءات التي تطالها من خارج الحدود، متمنيًا ألا تكون بلاده مضطرة للتدخل بمفردها، في سوريا، كي تحمي سيادتها. وشدد على أن موقف بلاده ليس معاديا للأكراد في الشمال السوري، شأنهم شأن أكراد العراق، مضيفًا، "استقبلنا 197 ألف أخ كردي من كوباني (عين العرب السورية) في 3 ليال، وبعدها بعدة أيام استقبلنا بين 70- 75 ألف إيزيدي من العراق، ولم ننظر إلى هوية أحد.