تصريحات ترامب.. حرية رأي أم دعاية كراهية؟

عبد الامير رويح

2015-12-30 12:12

شهدت الحرب الانتخابية التي تعيشها الولايات المتحدة الامريكية، وكما تنقل بعض المصادر عددا كبيرا من التصريحات الجريئة والغربية والمتشددة، التي صدرت عن المرشحين الجمهوريين والديمقراطيين، كان ابرزها تصريحات الميلياردير دونالد ترامب ابرز المرشحين الجمهوريين المحتملين في انتخابات الرئاسة الأمريكية، والذي اصبح محط اهتمام عالمي واسع بسبب تصريحاته المثيرة للجدل التي تجاوزت حدود الولايات المتحدة، ولعل من اهمها دعوته الاخيرة الى منع جميع المسلمين من دخول الولايات المتحدة التي أثارت انتقادات كبيرة، هذا بالإضافة الى تصريحاته الاخرى والسخرية من منافسيه والتي اثارت ايضا موجة استهجان واسعة على الساحة السياسية الأمريكية.

ويرى بعض المراقبين تصريحات ترامب الغريبة جعلت منه نجم عالمي كبير مثير للجدل، ووفرت له داعية اعلامية مجانية قد تمكنه من الوصول الى نتائج جيدة في هذا السباق، خصوصا وان بعض تلك التصريحات اتت بشكل مدروس وفي وقتها المناسب، من جانب اخر اكد بعض الخبراء على ان ترامب ربما سيواجه مشكلات جديدة قد تسهم بتغير التوقعات الحالية، فتصريحاته الحالية التي تمتاز بالعنصرية والتعصب لم يتبنها أي سياسي امريكي، باعتباره مخالفة لمبادئ الدستور الأميركي.

وقد اختارت صحيفة إندبندنت البريطانية وكما تنقل بعض المصادر، تصريحات المرشح عن الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب، لتتصدر أغبى التصريحات لعام 2015. وبحسب إندبندنت فإن تصريحات ترامب المثيرة للجدل تصدرت عالم السياسية لهذا العام، إذ دعا الملياردير الأمريكي لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة نهائياً، وإعطاء هويات خاصة للمسلمين الأمريكيين، فضلاً عن تصريحاته العنصرية حول المرأة والمهاجرين من المكسيك.

كما تحدى البيت الابيض الجمهوريين في نبذ المرشح الاوفر حظا للفوز بترشيح حزبهم للرئاسة دونالد ترامب، قائلا ان اقتراحه فرض حظر على دخول المسلمين الى الولايات المتحدة يجرده من اهلية ان يكون القائد العام للقوات المسلحة، وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست ان تصريحات ترامب لا تمنحه "اهلية شغل منصب الرئيس". واضاف ان تصريحاته "منحطة اخلاقيا وسيكون لها عواقب على امننا الوطني".

وتابع ان "السؤال الحقيقي للحزب الجمهوري هو ما اذا كان سيسمح لنفسه بالانجرار إلى مزبلة التاريخ مع دونالد ترامب". وتساءل ايرنست عما اذا كان للمرشحين الآخرين في المعسكر الجمهوري "شجاعة قناعاتهم". وقال "نتحدث عن القيم الاساسية لهذه البلاد"، منددا بقوة ب"صلف" قطب العقارات الذي يتصدر السباق بين المرشحين الجمهوريين. وكان ترامب اعلن في بيان انه يريد غلق الحدود الاميركية امام المسلمين "حتى نصبح قادرين على تحديد هذه المشكلة وفهمها".

تصريحات سوقية

في هذا الشأن دافع الملياردير والمرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية دونالد ترامب عن نفسه في مواجهة الانتقادات بانه ادلى بتصريحات سوقية ضد هيلاري كلينتون بعدما وصف فريق المرشحة الديموقراطية هذه التصريحات "بالمهينة". وكان ترامب في تجمع انتخابي في غراند رابيدس عندما روى لآلاف من انصاره ما حدث خلال مناظرة الديموقراطيين.

وبعد توقف لعرض اعلانات، استؤنف البث المباشر بدون هيلاري كلينتون التي عادت بعد ثوان، على الارجح بسبب المسافة بين المنصة التي جلس عليها المشاركون في المناظرة ومراحيض النساء. وقال ترامب "بينما كنت اتابع المناظرة اختفت اين ذهبت؟". واضاف "اعرف اين ذهبت، هذا مثير للاشمئزاز ولا اريد الحديث عنه. الامر يثير اشمئزازا كبيرا.. علينا الا نتحدث في هذا الامر انه مثير للاشمئزاز".

كما قام المرشح الجمهوري بتلميحات جنسية بين الرئيس باراك اوباما وهيلاري كلينتون اللذين تنافسا في انتخابات الحزب الديموقراطي لاختيار مرشحه للاقتراع الرئاسي في 2008، مستخدما حتى كلمة تنم عن سوقية. ونشر ترامب سلسلة تغريدات دافع فيها عن نفسه مؤكدا انه لم يستخدم اي كلمة "سوقية"، معتبرا ان "وسائل الاعلام الكبرى لم تكن نزيهة مرة اخرى".

وتركت هيلاري كلينتون امر الرد على تصريحات ترامب لفريقها. وكتبت مديرة الاتصال في الفريق جنيفر بالمييري على موقع تويتر "نحن لا نرد على ترامب لكن كل الذين يفهمون الاهانة التي توجهها هذه التصريحات الدنيئة للنساء يجب ان يفعلوا ذلك". وعلقت المرشحة الديموقراطية بطريقة غير مباشرة على تصريحات ترامب. وقالت ردا على سؤال طرحته فتاة في مدرسة عن التحرش انه "على الاميركيين ان يظهروا مزيدا من الاحترام حيال بعضهم البعض". واضافت "لذلك من المهم الا يسمح للناس الذي يقومون بالتحرش في اي مكان بان يفعلوا ذلك ويجب عدم السماح لاي منهم بالفوز في الرئاسة لان ذلك لا يشبهنا كاميركيين". وانتقدت مجددا تصريحات ترامب المعادية للمسلمين معتبرة انها لا تليق بمرشح للرئاسة. بحسب فرانس برس.

وقد صححت التصريحات التي ادلت بها في المناظرة حول ترامب الذي قالت ان تنظيم داعش يستخدم تسجيلاته في عمليات التجنيد. وادت هذه التصريحات التي لم تثبت صحتها الى وصفها "بالكاذبة" من قبل رجل الاعمال. وقالت "اذا تابعتم التلفزيون العربي كما فعلنا، فسترون تسجيلات الفيديو لترامب تعرض وتترجم الى العربية (...) وهذا يخدم مصلحة الجهاديين العنيفين".

غزل متبادل وثقة قوية

من جانب اخر تبادل دونالد ترامب الطامح للفوز بترشيح الجمهوريين للانتخابات الرئاسية الاميركية في 2016 الجمعة "الغزل" مع الرئيس فلاديمير بوتين الذي وصفه بانه "قائد قوي". وقال ترامب خلال برنامج "مورننغ جو" على محطة "ام اس ان بي سي" الاميركية "انه (بوتين) قائد قوي وقائد متمكن. خلال السنوات الماضية احترمه (الروس) بوصفه قائدا. اعتقد ان (شعبيته) تصل الى 80% في حين ان (الرئيس باراك) اوباما يحظى ب 30 إلى 40%".

وكان ترامب يرد على قول بوتين عنه انه "رجل لامع وموهوب" وهو "المرشح المفضل بلا منازع في السباق الرئاسي" وفق ما نقلت وكالة الانباء الروسية. ولكن عندما قال مقدم البرنامج لترامب ان بوتين "يقتل الصحافيين والمعارضين السياسيين ويغزو بلدانا" اجابه الاخير "انه يقود بلده. هو على الاقل قائد عكس ما لدينا في بلادنا (...) ومن ثم فانا اعتقد ان بلادنا ترتكب بالمثل الكثير من المجازر".

ولكن المقدم جو سكاربورو النائب الجمهوري السابق عن فلوريدا اصر على سؤاله "انت لا شك تدين فلاديمير بوتين الذي قتل صحافيين ومعارضين سياسيين؟" "نعم بالطبع"، اكتفى ترامب بالقول. ويتصدر دونالد ترامب (69 عاما) استطلاعات نوايا التصويت لدى الجمهوريين، إذ نال 38% بحسب استطلاع أجرته "واشنطن بوست" و"ايه بي سي" بعدما اكثر من تصريحاته الاستفزازية وادلى باخرى معادية للمهاجرين والمسلمين. وقال ترامب في تشرين الاول/اكتوبر انه "سيكون على الارجح على اتفاق مع فلاديمير بوتين" الذي اشاد برغبة ترامب في تنمية العلاقات مع روسيا والتي تشهد توترا منذ نحو سنتين بسبب الازمة الاوكرانية. لكن البلدين بدآ أخيرا التعاون حول انهاء النزاع في سوريا.

على صعيد متصل صرح دونالد ترامب، بأن قادة الحزب الجمهوري الذين يحاولون منعه من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة عن الحزب الجمهوري، "يضحكون على أنفسهم"، وأضاف بأنه الوحيد القادر على هزيمة هيلاري كلينتون. وكانت مصادر صحفية أكدت بأن كبار القادة الجمهوريين أكدوا على ضرورة التوصل إلى بديل لترامب في حال تمكن من الفوز في الانتخابات التمهيدية. وقال دونالد ترامب الذي يسعى للحصول على ترشيح حزبه الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية، إن قادة الحزب الذين يسعون إلى منعه من الحصول على الترشح "يضحكون على أنفسهم".

وتأتي مساعي وقف ترامب بعد أن أثار عاصفة من الجدل بسبب دعوته لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن كبار قادة الجمهوريين قالوا خلال مأدبة عشاء مؤخرا إن على الحزب أن يضع خطة للتوافق على بديل في مؤتمر اختيار مرشح في حال نجح ترامب في الانتخابات التمهيدية. بحسب فرانس برس.

وصرح ترامب لشبكة فوكس نيوز "أعتقد أنهم يرتكبون خطأ كبيراً. أعتقد أنني القادر على هزيمة هيلاري"، في إشارة إالى المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون. وأضاف "أعتقد أنهم يضحكون على أنفسهم". وأظهر استطلاع جديد أجرته شبكة أن بي سي وصحيفة وول ستريت جورنال تقدم ترامب بنسبة 27% على المرشحين الجمهوريين في جميع أنحاء البلاد، فيما أظهرت استطلاعات أخرى تقدمه في العديد من الولايات للحصول على ترشيح حزبه.

ترامب واسرائيل

في السياق ذاته أعلن مسؤول إسرائيلي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو سيستقبل المرشح الجمهوري إلى الرئاسة الأميركية دونالد ترامب ، رغم الجدل الذي أثارته تصريحاته حيال المسلمين. وأشار المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته إلى انه "تم تحديد موعد اللقاء قبل الجدل القائم. وأضاف أن نتانياهو سيلتقي جميع المرشحين إلى أي حزب انتموا، من الذين يأتون إلى إسرائيل ويعربون عن رغبتهم في ذلك.

وكان نتانياهو نفسه أثار جدلا في تصريحات تناولت العرب الإسرائيليين يوم الانتخابات التشريعية الإسرائيلية في 17 آذار/مارس 2015. وأشار حينها نتانياهو إلى الناخبين العرب الذين توجهوا "بشكل جماعي" الى مراكز الاقتراع في حافلات استأجرها خصومه لإسقاط حكومة اليمين. وأعلن بعد ذلك عن أسفه لتلك التصريحات وحاول إصلاح الأضرار التي لحقت بالأقلية العربية الإسرائيلية.

وأثارت زيارة المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب المزمعة لإسرائيل انتقادات صاخبة جاءت من مختلف أرجاء الطيف السياسي الإسرائيلي. وتحظى الشخصيات الأجنبية البارزة عادة بحفاوة رسمية في إسرائيل. وبالنسبة للمرشحين لمناصب عليا قد يعني هذا حصولهم على المزيد من الأصوات في بلادهم. وبما أن إسرائيل والولايات المتحدة حليفتان وثيقتان فإنه يمكن لترامب أن يطمح في أن تعزز زيارته لإسرائيل مؤهلاته فيما يتعلق بالسياسة الخارجية قبل إجراء الانتخابات الأمريكية في نوفمبر تشرين الثاني 2016.

واستغل ترامب مخاوف الأمريكيين من التشدد الإسلامي بعد حادث إطلاق النار في كاليفورنيا وأثار بتصريحاته موجة غضب داخل وخارج الولايات المتحدة. وقال ترامب على تويتر إنه "يتطلع بشدة" إلى زيارة إسرائيل بحلول نهاية العام. وأدان سياسيون إسرائيليون من توجهات مختلفة تصريحات ترامب وطالبوا بإلغاء الزيارة. وقال أحمد الطيبي وهو نائب عن الأقلية العربية التي تمثل 20 في المئة من سكان إسرائيل إنه يطالب بمنع "النازي الجديد" من دخول البرلمان.

ووصف عومير بار ليف من ائتلاف الاتحاد الصهيوني المعارض الرئيسي الذي ينتمي ليسار الوسط ترامب بأنه "عنصري". وعبر حزب ليكود اليميني الذي ينتمي إليه نتنياهو نفسه عن استهجانه. ووصف وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز وهو نائب بارز عن ليكود وأحد المقربين من رئيس الوزراء خطاب ترامب بأنه مضر من وجهة النظر الإسرائيلية والأمريكية.

وقال شتاينتز لإذاعة الجيش الإسرائيلي "أوصي بمحاربة الإسلام المتطرف والإرهابي لكنني لا أعلن مقاطعة أو نفيا أو حربا على المسلمين عامة." وتابع "نحن في دولة إسرائيل لدينا العديد من المواطنين المسلمين الأوفياء. وعلى العكس يجب تمييز المتطرفين عن المواطنين الأوفياء وهناك في الولايات المتحدة أيضا مواطنون مسلمون أوفياء." بحسب رويترز.

ووجه مارك زيل نائب الجمهوريين في الخارج وممثل الحزب الجمهوري في إسرائيل تصريحات شديدة اللهجة لترامب. وقال زيل لإذاعة الجيش في مقابلة منفصلة "إنه (ترامب) مهيج للجماهير. ونحن كيهود وكإسرائيليين أيضا نعلم ماذا يعني تهييج الجماهير تاريخيا." وتابع "الحزب الجمهوري لديه قائمة طويلة من المرشحين المؤهلين للرئاسة وعلينا تغيير القيادة في البيت الأبيض التي سببت الكثير من الضرر لكن دونالد ترامب ليس هو الإجابة الصحيحة."

غضب خارجي

من جانب اخر سحبت حكومة اسكتلندا الدكتوراه الفخرية ولقب سفير الاعمال من دونالد ترامب، في أعقاب دعوته إلى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة. كما وقع أكثر من 258 ألف شخص عريضة لمنعه من دخول بريطانيا مع تصاعد ردود الفعل على تصريحات الملياردير الاميركي، والدته اسكتلندية ويملك ملعبين للغولف في اسكتلندا.

وقال متحدث باسم حكومة اسكتلندا ان "الملاحظات الاخيرة التي ادلى بها السيد ترامب اظهرت انه لم يعد مناسبا لحمل لقب سفير الاعمال ممثلا عن اسكتلندا" الذي منح اليه في 2006. وقال ترامب انه يريد غلق الحدود الاميركية امام المسلمين "حتى نصبح قادرين على تحديد هذه المشكلة وفهمها". واغتنم الرئيس الاميركي باراك أوباما ذكرى انتهاء العبودية لاطلاق نداء من أجل التسامح والاحترام، بعد يومين من تصريحات دونالد ترامب الذي يريد منع دخول المسلمين الى الولايات المتحدة.

ومن دون ان يذكره بالاسم، تطرق الرئيس الاميركي الى ابرز المرشحين الجمهوريين في السباق الى البيت الأبيض عام 2016، خلال كلمة القاها في مبنى الكابيتول للاحتفال بالذكرى السنوية ال150 للتعديل رقم 13 الذي ألغى رسميا العبودية في البلاد. واعلنت جامعة روبرت غوردون في ابردين سحب الدكتوراه الفخرية في ادارة الاعمال التي منحتها الى ترامب في 2010 بسبب تصريحاته التي وصفتها بانها "لا تتلاءم اطلاقا مع اخلاقيات وقيم الجامعة".

واثار قول ترامب لاحقا ان "هناك أماكن في لندن (...) متطرفة إلى درجة أن عناصر الشرطة يخشون على حياتهم" فيها استهجانا على مواقع التواصل الاجتماعي وغضب رئيس بلدية لندن بوريس جونسون. وقال بوريس جونسون لمحطة "اي تي في نيوز" انه "عندما يقول ترامب ان في لندن اماكن لا يمكن الدخول اليها، اعتقد انه يكشف عن جهل مطبق يجعله صراحة غير مناسب لشغل منصب رئيس الولايات المتحدة".

وقالت متحدثة باسم شرطة اسكتلانديارد ان ترامب "مخطىء تماما" ودعت الطامحين للترشح للرئاسة الاميركية الى حضور ندوة عن عمل الشرطة في لندن. وسخر مستخدمو الانترنت من ترامب مستخدمين على تويتر وسم "ترامبفاكتس". وباتت هناك فرصة لعرض الوثيقة التي تطالب بمنعه من دخول بريطانيا في مجلس النواب بمجرد ان جمعت اكثر من مئة الف توقيع منذ نشرها على الموقع الالكتروني للحكومة البريطانية، من قبل الاسكتلندية سوزان كيلي التي تنتقد الملياردير البالغ من العمر 69 عاما منذ وقت طويل. وكيلي هي التي ضغطت على جامعة روبرت غوردن لسحب الدكتوراه الفخرية منه.

وتقول العريضة إن "المملكة المتحدة منعت دخول العديد من الأشخاص لاعتمادهم خطابا ينم عن الكراهية. ينبغي تطبيق المبادئ نفسها على كل من يرغب في الدخول إلى بريطانيا". وتضيف "اذا قررت المملكة المتحدة الاستمرار في تطبيق معايير السلوك غير المقبول لأولئك الذين يرغبون في دخول حدودها، فيجب أن تطبق على الاغنياء كما الفقراء، والضعفاء كما الأقوياء". بحسب فرانس برس.

وقال وزير المالية جورج اوزبورن ان تصريحات ترامب "ترهات" لكنه قال ان النقاش هو الوسيلة الامثل للتعامل معه بدلا من "منع مرشحي الرئاسة" من دخول البلاد. ووقع 24 عضوا في البرلمان على مذكرات تدين تصريحات ترامب وتدعو احداها لرفض منحه تأشيرة دخول حتى يسحب تصريحاته قدمها عضو حزب العمال عمران حسين.

زوكربيرغ ومحمد علي كلاي

من جانبه "رحب" مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لفيس بوك، "بالمسلمين" على موقعه الاجتماعي عقب التصريحات المعادية لهم من دونالد ترامب. كما هاجم أسطورة الملاكمة العالمية، محمد علي كلاي، ترامب، المرشح الأوفر حظا للفوز في تمهيديات الحزب الجمهوري للترشح للانتخابات الرئاسية. قال مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيدي لفيس بوك، إنه يدعم المسلمين في الولايات المتحدة وحول العالم.

وكتب زوكربرغ على فيس بوك "كيهودي علمني والديي أنه يجب علينا أن نتصدى للهجمات على جميع الطوائف. حتى إذا كان الهجوم ليس موجها إليك اليوم.. فإنه عندما تحدث هجمات على حرية أي أحد فإنها تضر الجميع." وأضاف قائلا: إنه يريد "أن يضم صوته لتأييد المسلمين في مجتمعنا وحول العالم." وقال زوكربيرغ مخاطبا المسلمين "كقائد لفيس بوك أريدكم أن تعرفوا أنكم مرحب بكم دوما هنا."

ندد أسطورة الملاكمة العالمية الأمريكي محمد علي كلاي بدعوة دونالد ترامب، أبرز مرشح لنيل تسمية الجمهوريين لخوض الانتخابات الرئاسية، إلى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة. ولم يذكر محمد علي كلاي ترامب بالاسم، لكنه وزع بيانا أوردته شبكتا "إن بي سي" و"إيه بي سي" هاجم فيه المرشح الجمهوري بشكل مباشر. وقال بطل الملاكمة "أعتقد أن قادتنا السياسيين يجب أن يستخدموا موقعهم في سبيل فهم أفضل للدين الإسلامي والتوضيح بأن هؤلاء القتلة المضللين قد حرفوا الطريقة التي ينظر بها الناس لواقع الإسلام"، وأوضح بطل العالم السابق قائلا: "أنا مسلم ولا شيء في تعاليم الإسلام يدعو إلى قتل أشخاص أبرياء في باريس وسان بيرناندينو أو أي مكان آخر في العالم". وأضاف "المسلمون الحقيقيون يعلمون أن العنف الشرس الذي يمارسه ما يسمى جهاديين إسلاميين يتعارض مع أسس ديانتنا". ووجد محمد علي (73 عاما) نفسه وسط الجدل حين ذكر الرئيس الأمريكي باراك أوباما في معرض خطابه لطمأنة الأمريكيين بعد هجوم كاليفورنيا، المسلمين على أنهم جنود أمريكيون ومواطنون وأبطال رياضة، فيما رد ترامب أنه لا يعرف أي بطل رياضي مسلم. بحسب فرانس برس.

ومحمد علي كلاي بطل العالم السابق في الوزن الثقيل والحائز ميدالية ذهبية أولمبية كان منع في السابق من ممارسة رياضة الملاكمة لحوالي أربع سنوات، في أوج عطائه، لرفضه القتال في حرب فيتنام لأسباب دينية. ودين بتهمة رفض الخدمة العسكرية، لكن المحكمة العليا ألغت الحكم في العام 1971 وقد جعله نضاله هذا أيقونة تتجاوز عالم الرياضة.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا