السعودية والسياسية الاندفاعية في الشرق الاوسط
عبد الامير رويح
2015-12-10 10:02
في ظل المتغيرات والاحداث السياسية والاقتصادية والامنية المتسارعة التي يشهدها العالم ومنطقة الشرق الأوسط تحديداً، تسعى المملكة العربية السعودية وكما يرى بعض الخبراء، الى فرض واقع جديد بهدف تغير موازين القوى في المنطقة، من خلال بناء تحالفات عسكرية واقتصادية في سبيل تحقيق مصالحها وخططها التي ستتمكن من خلالها اضعاف وتضيق الخناق على إيران وحلفائها، خصوصا بعد ان تمكنت ايران في الفترة الاخيرة من تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية مهمة اثارت قلق ومخاوف المملكة ودول الخليج، التي تخشى من تصاعد الطموحات الإيرانية وهو ما دفعها الى العمل على تشكيل تحالف عربي- دولي يسعى الى تغير موازين القوى من جديد وبتالي الوقوف بوجه ايران ومسامتها بخصوص بعض القضايا إقليمية. يضاف الى ذلك ان السعودية تتبع النهج السلفي الوهابي قد سعت ايضا الى استخدام قدراتها المالية والاقتصادية الضخمة، في توسيع نفوذها وذلك من خلال دعم بعض الجهات والجماعات المتطرفة في العديد من دول. وهو ما يعتبره البعض سببا في تفشي خطر الفكر الجهادي على مستوى العالم.
فقد عبر جهاز المخابرات الاتحادية الألماني (بي.إن.دي) في بيان علني نادر عن قلقه من أن السعودية باتت "اندفاعية" في سياساتها الخارجية مع ترسيخ ولي ولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان لأقدامه. وقالت المخابرات الألمانية أيضا إنه مع فقدان السعودية- أكبر مصدر للنفط في العالم- الثقة في الولايات المتحدة كضامن للنظام في الشرق الأوسط تبدو الرياض مستعدة لخوض مزيد من المخاطر في إطار تنافسها الإقليمي مع إيران.
ومنذ تولى الملك سلمان مقاليد الحكم في يناير كانون الثاني قامت السعودية بتشكيل تحالف عسكري للتدخل في اليمن للحد من النفوذ الإيراني وزادت مساندتها لمقاتلي المعارضة في سوريا وأجرت تغييرات كبيرة على سلم الخلافة الملكية. وترى الرياض منذ وقت طويل أن إيران عدوانية وتوسعية وأن استخدام طهران وكلاء من غير الدول مثل حزب الله اللبناني وفصائل شيعية عراقية مسلحة يؤدي إلى تفاقم التوترات الطائفية وزعزعة المنطقة ولكن في عهد الملك سلمان تحركت بخطى أنشط للتصدي لخصمها الإقليمي.
وأشارت المخابرات الألمانية إلى جهود الخصمين للتأثير في الأحداث في سوريا ولبنان والبحرين والعراق حيث تبدو السعودية مستعدة بشكل متزايد لتحمل مخاطر عسكرية وسياسية ومالية لضمان ألا تفقد نفوذها بالمنطقة. وقالت "الموقف الدبلوماسي الحذر حتى الآن للزعماء الأكبر سنا في الأسرة الملكية يجري إحلال سياسة تدخلية اندفاعية محله" مضيفة أن السعوديين لا يزالون مصرين على الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وتنفي إيران -وهي حليف رئيسي للرئيس الأسد- أن لها مطامع توسعية وتتهم السعودية بتقويض الاستقرار الإقليمي بمساندتها المعارضين السوريين وتدخلها في اليمن. وأصدر جهاز المخابرات الألمانية لبعض وسائل الإعلام الألمانية تقريرا من صفحة ونصف عنوانه "السعودية: القوة الإقليمية السنية بين تحوُّل جوهري للسياسة الخارجية وإصلاح السياسات الداخلية." وأشار التقرير إلى المخاطر التي تنبع من تركيز السلطات في أيدي الأمير محمد الذي قد يتجه -على حد قول التقرير- إلى المضي قدما بجهود لترتيب نظام الخلافة في الأسرة المالكة لصالحه.
وقال التقرير إن من المحتمل أن يغضب أعضاء آخرين في الأسرة المالكة والشعب السعودي بإجراء إصلاحات وأن يضعف في الوقت نفسه العلاقات مع دول صديقة وحليفة في المنطقة. وتواجه السعودية عجزا في ميزانيتها تذهب تقديرات الاقتصاديين إلى أنه قد يبلغ إجمالا 120 مليار دولار أو أكثر هذا العام. وجعل هذا وزارة المالية تغلق حساباتها القومية قبل الموعد المعتاد بشهر من أجل السيطرة على الإنفاق. والأمير محمد هو أيضا وزير الدفاع السعودي ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.
من جانبها وبخت الحكومة الألمانية جهاز المخابرات الخارجية الاتحادي (بي.إن.دي) لوصفه السعودية بأنها أصبحت أكثر "اندفاعا" في سياستها الخارجية. وقال متحدث باسم المستشارة أنجيلا ميركل "التقييم.. الذي أعلن في هذه الحالة .. لا يعكس موقف الحكومة" مضيفا أن برلين تنظر إلى السعودية على أنها حليف مهم في منطقة تهزها الأزمات.
وشنت المملكة حملة على الجهاديين في الداخل وقطعت خطوط التمويل عن المتشددين لكن بعض الجماعات وبينها تنظيم داعش وتنظيم القاعدة تنتهج تفسيرا متشددا للإسلام يعود في أصوله إلى الفكر السلفي الوهابي. وتشعر ألمانيا بالقلق من تنامي الدعم للسلفية. وتقول وكالة المخابرات الداخلية إن عدد السلفيين زاد من 5500 إلى 7900 خلال عامين.
وقال القيادي في الحزب الاشتراكي الديمقراطي توماس أوبرمان إن الوهابية توفر الأساس الفكري لمتشددي تنظيم داعش وتساهم في دفع المعتدلين إلى التطرف. وأضاف في تصريح لصحيفة فيلت إم زونتاج الأسبوعية "لا نحتاج ذلك ولا نريده في ألمانيا." وتخشى ألمانيا شن هجوم على أراضيها خاصة بعد الهجمات التي شهدتها باريس في 13 نوفمبر تشرين الثاني وأودت بحياة 130 شخصا. بحسب رويترز.
واستجابة لطلب من فرنسا ترسل ألمانيا طائرات استطلاع وفرقاطة و1200 جندي للانضمام إلى الحرب ضد متشددي داعش في سوريا لكنها لم تنضم لحملة القصف الجوي التي تشنها الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا. وقال رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا أيمن مزيك إن العمل العسكري ليس هو السبيل لوقف التطرف والعنف. وأضاف مزيك "لقد نثرنا بذور الحرب التي أثمرت إرهابا ولاجئين" في إشارة إلى الحرب في العراق التي عارضتها ألمانيا.
طموحات المملكة في سوريا
الى جانب ذلك ستكون جهود السعودية لتوحيد جماعات المعارضة السورية المسلحة في اجتماع بالرياض اختبارا كبيرا لطموحاتها في المنطقة بعد سنوات من المشاحنات فيما بين تلك الجماعات ووسط تحفظات شديدة بشأن المبادرة بين القوى الكبرى المشاركة في الحرب. ومنذ تولي الملك سلمان السلطة في يناير كانون الثاني سعت الرياض لأن تضع نفسها موضع الزعيم للسنة في الشرق الأوسط الذين يريد أغلبهم رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة وكبح نفوذ حليفته إيران.
وترى الرياض الآن فرصة سانحة للتأثير في الحرب في سوريا بعد أن أحيا التدخل الروسي وأزمة اللاجئين في أوروبا وهجمات باريس المشاركة الدولية في الصراع. وقال دبلوماسي غربي كبير في الخليج "هذا المؤتمر يهدف لتغيير الوضع على الأرض" مشيرا إلى ضرورة تعزيز ما وصفها "المعارضة المعتدلة" في سوريا التي تعارض الأسد وتنظيم داعش. ويحضر الاجتماع نحو 65 عضوا من المعارضة السياسية والمسلحة بما في ذلك 15 ممثلا لجماعات مسلحة. ولم توجه دعوة لتنظيم داعش ومن غير المتوقع أيضا توجيه دعوة لجبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة.
لكن في ظل انتقاد إيران للاجتماع بوصفه ضارا بفرص السلام وقلق تركيا من احتمال وجود الأكراد وقلق الدول الغربية في الوقت نفسه من الدور الذي سيلعبه الإسلاميون فإن السعودية قد تجد صعوبة في تحقيق ذلك. وبالنسبة للسعودية فإن سوريا تأتي هذا العام في المرتبة الثانية بعد اليمن الذي أصبح المسرح الرئيسي للصراع الشامل على النفوذ في المنطقة مع إيران لكن أسرة آل سعود الحاكمة لا تزال تعتبر الحرب الأهلية السورية ساحة المعركة المحورية في المنافسة.
وتضع الحرب الجيش السوري وفصائل متحالفة معه بينها مقاتلو جماعة حزب الله اللبنانية بدعم من إيران وروسيا في مواجهة عدد من جماعات المعارضة والمقاتلين المتشددين. وتفاقمت الانقسامات بين المقاتلين المعارضين على الأرض بسبب الأجندات المتنافسة لمن يدعمونهم من دول الخليج وتركيا والدول الغربية. كما أن المعارضة السياسية السورية في المنفى لا تتمتع بنفوذ يذكر داخل البلاد الأمر الذي يزيد من تعقيد مساعي تشكيل جبهة موحدة ضد الأسد.
ويتفق الداعمون الخارجيون لقوى المعارضة المسلحة على وصف تنظيم داعش بأنه عدو لدود في حين تراه الدول الغربية الخطر الأكبر والأكثر إلحاحا بينما لا تزال تركيا ودول الخليج تعتبر الأسد المشكلة الأساسية. ورغم أن السعودية ساعدت العام الماضي في حشد مجموعة من الدول العربية لدعم الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد داعش فإن دورها العسكري في التحالف رمزي في معظمه. ويقول دبلوماسيون إنه رغم استمرار السعودية في القيام ببعض المهام ضد التنظيم هذا العام فإن دورها تراجع إلى حد بعيد لأسباب منها عدم الارتياح إزاء استراتيجية التحالف وتركيز قوتها العسكرية بشكل كبير على الحرب في اليمن.
وأضاف الدبلوماسي الغربي ومصدر سعودي مطلع إن آخر ضربات جوية سعودية في سوريا يتذكرها حدثت قبل أكثر من شهر. وقال دبلوماسي غربي كبير آخر في الخليج إن السعودية لا تزال تنفذ بعض العمليات. وتريد الرياض الآن التركيز على حشد المعارضة السورية في كيان متماسك يمكن أن يشكل محاورا جادا ويدحض حجة الأسد وإيران وروسيا بأن المتشددين يهيمنون على المعارضة. لكن الوصول إلى نوع ما من الاتفاق في الاجتماع الذي سيضم طيفا واسعا من جماعات المعارضة لن يكون المشكلة الوحيدة حيث ربما تكون المهمة الأكبر هي إقناع حلفاء الرياض بقبول أي نتيجة تتمخض عنها المحادثات.
وقال الدبلوماسي الغربي الثاني "مجرد تنظيم هذا (الاجتماع) هو إنجاز كبير. كان هناك الكثير من التحفظات بشأن من ستوجه له الدعوة. إنه نقاش آخذ في التطور بين السعوديين والأمريكيين والأتراك وآخرين. هناك الكثير من القضايا تتعلق بجماعات مختلفة." ولتركيا أسباب واضحة للقلق. فأنقرة لا تواجه خطرا من داعش فحسب بل أيضا احتمال أن يظل الأسد في السلطة بحماية من روسيا وإيران بينما يحقق المقاتلون الأكراد بدعم من الولايات المتحدة مكاسب على الأرض.
وحذرت تركيا الولايات المتحدة وروسيا من أنها لن تتغاضى عن أي مكاسب تحققها وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من واشنطن قرب حدودها في شمال غرب سوريا وترفض في أحاديث خاصة مساعي السعودية لإشراك هذه الجماعة. وتشعر الدول الغربية بالقلق من جماعات إسلامية قوية مثل أحرار الشام تتبنى فكرا شبيها بالقاعدة لكن تركيا ودول الخليج تعتبرها جماعة معتدلة لأنها لا تعبر عن أي طموح لشن حرب جهادية إقليمية أوسع.
ويمثل تجدد التوتر بين تركيا وروسيا بعد واقعة إسقاط طائرة حربية روسية عقبة أخرى أمام التوصل لاتفاق أوسع بشأن سوريا لكن الرياض لا تزال تعتبر الحوار مع موسكو أمرا ضروريا. وزار ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان روسيا مرتين هذا العام وقال دبلوماسيون غربيون وخليجون إن الأمير محمد لا يزال يعتقد أن هناك احتمالا بأن تتخلى موسكو عن دعمها للأسد في نهاية المطاف. بحسب رويترز.
وقال مصطفى العاني وهو خبير أمني عراقي له علاقات وثيقة بوزارة الداخلية السعودية إن الرياض وافقت على استضافة الاجتماع بسبب روسيا لتعمل على تقديم مجموعة يمكن أن تتفاوض أمام الأسد. وقال إنهم يدركون مدى تعقيد مهمتهم ومدى صعوبة التوصل لشيء ملموس ولذا لن يسعوا لتشكيل قيادة مركزية تعكس من يسيطر على الأرض لأن هذا سيكون مستحيلا. وأضاف أنهم سيسعون لتشكيل قيادة مركزية تمتع بتفكير منطقي وعقلاني ويمكن أن تجلس على طاولة التفاوض.
صفقة في لبنان
على صعيد متصل قالت السعودية انها تبارك اقتراحا قد يشغل بموجبه صديق للرئيس السوري بشار الأسد مقعد الرئاسة في لبنان في اتفاق لتقاسم السلطة وعبرت عن أملها في ملء هذا المقعد الشاغر منذ 18 شهرا قبل أو مع حلول عيد الميلاد. ويتضمن الاقتراح -الذي ناقشه ساسة لبنان على نطاق واسع لكن لم يتم الإعلان عنه رسميا بعد- أن يتولى السياسي المسيحي الماروني سليمان فرنجية الرئاسة على أن يصبح سعد الحريري المدعوم من المملكة رئيسا للوزراء.
ومن شأن خطوة كهذه ملء الفراغ الرئاسي واحياء المؤسسات الحكومية التي اصيبت بالشلل نتيجة للخلافات السياسية التي تفاقمت بسبب الحرب في سوريا. وقال السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري "ان شاء الله نرى هذا العيد او قبل العيد هذا الفراغ يملأ بفضل جهود الخيرين في لبنان وان نرى لبنان ينهض من الوضع الذي هو فيه وان نرى السياح يقدمون الى لبنان." وأضاف "نحن نبارك هذه المبادرة وحريصون على ملء هذا الفراغ الرئاسي لان البلد والمؤسسات في البلد والوضع الاقتصادي في البلد يحتاج ذلك."
وكان عيسري يتحدث في مؤتمر صحفي نقله التلفزيون بعد اجتماع مع رئيس حزب الكتائب المسيحي في لبنان سامي الجميل. وكانت إيران قد شجعت هذه الخطوة. وقال علي اكبر ولايتي أحد كبار مستشاري المرشد الأعلى في ايران أثناء زيارة الى بيروت هذا الاسبوع انه يأمل انتخاب رئيس في لبنان "في المستقبل القريب". وتقف ايران والمملكة العربية السعودية على طرفي نقيض من الصراعات في المنطقة بما في ذلك في سوريا واليمن. والمملكة العربية السعودية هي الداعم الرئيسي للمسلحين الذين يقاتلون للاطاحة بالاسد. لكن طهران والرياض اظهرتا تعاوننا نادرا في لبنان حيث لديهما تأثير كبير هناك.
ويتزعم الحريري (45 عاما) تحالف 14 آذار الذي يضم مجموعة من الأحزاب اللبنانية وتشكل قبل عشر سنوات لمعارضة النفوذ السوري في لبنان وتدعمه المملكة العربية السعودية.وتدعم ايران قوى الثامن من اذار بزعامة حزب الله. لكن الصفقة ما زالت قيد البحث والتداول بين المسؤولين اللبنانيين.
وتتمثل العقبة الرئيسية التي تواجه التوصل لاتفاق في الحصول على موافقة زعماء موارنة آخرين يسعون لشغل منصب الرئاسة خاصة ميشال عون وهو حليف لحزب الله وسمير جعجع الذي لا يزال رسميا مرشح تحالف 14 آذار لمنصب الرئيس. ورحب البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي لهذا التقدم وقال إنه سيلتقي بفرنجية يوم الجمعة. وقال "نشكر الله إنه صار في (هناك) مبادرة.. ومبادرة لها قيمتها بحد ذاتها ومبادرة جدية ولذلك أقول إن الباب فتح حتى كل الفرقاء يستطيعوا يتحدثون بمسؤولية ويصلون إلى الحل الأنسب."
وقال الحريري الذي كان يتحدث في فرنسا بعد اجتماع مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند إن "هناك أمل كبير اليوم في لبنان بإنجاز هذا الموضوع" مشيرا إلى الفراغ الرئاسي الذي نتج عن اخفاق الخصوم السياسيين في الاتفاق على من يشغل المنصب. وردا على سؤال عما إذا كان اقتراح تعيين فرنجية ما زال قائما قال الحريري إن "هناك حوارا جاريا بين كافة الفرقاء اللبنانيين وهناك أمل كبير اليوم في لبنان بإنجاز هذا الموضوع وبإذن الله ستكون الأمور بخير قريبا."
ولم يعلن الحريري علنا مبادرته لكن تمت منافشتها على نطاق واسع من قبل السياسيين في لبنان. وتعود علاقات فرنجية بأسرة الأسد إلى طفولته عندما كان جده الرئيس الراحل سليمان فرنجية يصطحبه في رحلات إلى دمشق لزيارة صديقه الرئيس الراحل حافظ الأسد. واعتاد فرنجية على القيام برحلات الصيد مع باسل الأسد الشقيق الأكبر لبشار والذي توفي في حادث سيارة في 1994.
وفي 1978 هاجمت ميليشيا مسيحية منزل عائلة فرنجية في شمال لبنان فقتلت أباه وأمه وأخته. واتهم جعجع بالمسؤولية عن الهجوم الذي وقع إبان الحرب الأهلية لكنه نفى المشاركة فيه. وقال فرنجية في ساعة متأخرة من مساء أمس الأربعاء إن ترشحه ليس رسميا حتى الآن لكنه ما زال ينتظر أن يؤيده الحريري رسميا. ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية عنه قوله "نحن أمام فرصة تاريخية ومن لديه فرصة أخرى للبنان ليقدمها ويبادر ولكن اليوم إذا ضاعت هذه الفرصة أخشى (أن) نذهب إلى مرحلة أسوأ بكثير مما نحن عليه." بحسب رويترز.
وغادر الحريري وهو أكثر الساسة السنة نفوذا في لبنان البلاد في 2011 بعد أن أطاحت قوى الثامن من آذار بحكومة الوحدة الوطنية التي كان يرأسها في ذلك الوقت. ولم يعد إلى لبنان منذ ذلك الحين إلا في زيارتين سريعتين. ويتمثل كل من الطرفين المتنافسين في لبنان في حكومة المصالحة الوطنية بقيادة رئيس الوزراء تمام سلام لكن هذه الحكومة لا تستطيع اخذ قرارات حاسمة في حال اجتماعها اصلا. وينتخب البرلمان اللبناني الرئيس. ومن المتوقع أن يشمل أي تفاهم لشغل المنصب اتفاقا على قانون لإجراء انتخابات برلمانية جديدة.