معركة النفوذ الأمريكي في العراق تصطدم بمحور المقاومة

شبكة النبأ

2025-12-06 03:23

تسعى الولايات المتحدة منذ فترة طويلة إلى الحد من نفوذ إيران في العراق ودول أخرى في الشرق الأوسط حيث يوجد حلفاء لطهران في إطار ما يسمى بمحور المقاومة الذي تعرض لضربة قوية من إسرائيل منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة عام 2023.

وتعد إيران جارها وحليفها العراق عنصرا حيويا من أجل استمرار صمود اقتصادها في ظل العقوبات. لكن بغداد، الشريكة لكل من الولايات المتحدة وإيران، تخشى أن تقع في مرمى نيران سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للضغط على طهران.

وتتمتع إيران بنفوذ عسكري وسياسي واقتصادي كبير في العراق من خلال جماعات مسلحة شيعية قوية وأحزاب سياسية تدعمها في بغداد. لكن الضغط الأمريكي المتزايد خلال العام الماضي يأتي في وقت ضعفت فيه إيران بسبب هجمات إسرائيل على حلفاء طهران في الشرق الأوسط، مما زاد من شدة تأثرها بالضغوط الأمريكية.

وتمارس واشنطن ضغوطا متزايدة على الحكومة العراقية من أجل نزع سلاح الفصائل المسلحة. وتسعى كذلك إلى إضعاف نفوذ إيران في العراق من خلال فرض عقوبات على كيانات عراقية مرتبطة بالفصائل المسلحة وكذلك تقويض قدرة إيران على التهرب من العقوبات.

في لبنان، تضغط واشنطن وإسرائيل لتسريع عملية نزع سلاح حزب الله التي بدأ الجيش اللبناني تنفيذها تطبيقا لاتفاق وقف إطلاق النار بين الدولة العبرية وحزب الله والساري منذ أكثر من عام.

معارك النفط في كردستان

انطلقت طائرات إيرانية مسيرة عبر أجواء إقليم كردستان العراق في شمال البلاد في منتصف يوليو تموز وكان الهدف محددا: حقول النفط التي يتولى الأمريكيون تشغيلها.

إحدى هذه المسيرات أطلقتها جماعة مسلحة مدعومة من إيران داخل العراق وأصابت حقل سرسنك الذي تديره شركة إتش.كيه.إن إنرجي وهي شركة يملكها نجل الملياردير روس بيرو في تكساس. ومن المرجح أن الاستهداف جاء ردا على الضربات التي شنتها الولايات المتحدة على المواقع النووية الإيرانية قبل أسابيع.

وأصابت أخرى حقلا مجاورا تديره شركة هانت أويل ومقرها دالاس.

وبحلول نهاية الهجوم الذي استمر أربعة أيام، وأدى أيضا إلى تعطيل العمليات في شركة محلية وشركة دي.إن.أو النرويجية، توقف ما يقرب من نصف إنتاج منطقة كردستان.

وأثار الهجوم المباشر على المصالح الأمريكية غضب واشنطن التي لطالما شعرت أن العراق لا يبذل جهدا كافيا للتعامل مع أمر الميليشيات الموالية لإيران، ودفعها بحسب تسعة مصادر مطلعة إلى تكثيف حملة ضغط على بغداد.

وأدت هذه الحملة في نهاية المطاف إلى إعادة تشغيل العراق لخط أنابيب رئيسي لتصدير النفط من كردستان، فيما يمثل تطورا كبيرا يعكس ميل كفة ميزان النفوذ داخل العراق نحو واشنطن وابتعاده عن طهران.

وقال مصدر داخل إدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن الرد الأمريكي على ضربات الطائرات المسيرة "أعتقد أنه يمكن القول بثقة إن وزير الخارجية (ماركو) روبيو نقل بعض الرسائل الصارمة إلى بغداد لتوضيح أن لحظة الاختيار أصبحت قريبة".

تهديدات بعقوبات

كانت واشنطن تضغط من أجل إعادة تشغيل خط الأنابيب إلى ميناء جيهان التركي منذ إغلاقه في عام 2023 وسط نزاع بين بغداد وحكومة إقليم كردستان بشأن مبيعات النفط التي تتخطى الحكومة الاتحادية.

وكان ذلك يرجع في جانب منه إلى الرغبة في مساعدة شركات النفط الأمريكية في كردستان وفي جانب لمحاولة خفض أسعار النفط العالمية وفي جانب آخر لأن إغلاق خط الأنابيب حوّل النفط الخام إلى الجنوب ومن ثم تغذية شبكات التهريب التي توفر أموالا طائلة لإيران ووكلائها.

إلا أن هجمات المسيرات دفعت ترامب إلى الانتقال بحملة واشنطن إلى مستوى جديد.

وقال أحد المصادر المشاركة في حملة الضغط إن الشهرين التاليين للهجمات شهدا تهديد ممثلين عن إدارة ترامب لكبار المسؤولين في قطاع الطاقة في العراق بفرض عقوبات إذا لم يتم إعادة تشغيل خط الأنابيب.

ولم يؤكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية أو ينفِ التهديد بفرض عقوبات، لكنه قال إن الولايات المتحدة مارست ضغوطا دبلوماسية "مكثفة للغاية" لإعادة تشغيل خط الأنابيب.

ورفض البيت الأبيض التعليق على ما إذا كان قد هدد بفرض عقوبات على العراق. وأحجمت الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان وشركة هانت أويل عن التعليق. ولم ترد شركة إتش.كيه.إن إنرجي على طلبات التعليق.

وجرى الإعلان عن اتفاق مبدئي لإعادة تشغيل خط الأنابيب في 17 يوليو تموز، وهو اليوم الأخير من هجمات الطائرات المسيرة، وبعد شهرين من الضغوط الأمريكية المكثفة، بدأ النفط يتدفق في 27 سبتمبر أيلول.

ولم يسبق أن تناولت أي تغطية تفاصيل حملة الضغوط الأمريكية.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هجمات الطائرات المسيرة. وقال مصدر حكومي عراقي، نقلا عن تحقيق أجرته أجهزة أمنية، إن هذه الهجمات نفذتها جماعة مسلحة قوية موالية لإيران، رفض أن يفصح عن اسمها.

وقال مصدر أمني عراقي إن بغداد حذرت الجماعة من أن أي هجمات أخرى ستضعها في مواجهة مباشرة مع الحكومة.

أمريكا تتوقع "عائدا كبيرا" لاستثماراتها

تسلط هذه الحلقة الضوء على طموحات الولايات المتحدة في مجال الطاقة بالشرق الأوسط. فالعراق ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) التي دأب ترامب على انتقادها لمحاولتها إبقاء أسعار النفط مرتفعة.

ويعكس هذا أيضا الروابط الوثيقة بين المصالح الدبلوماسية والتجارية الأمريكية في عهد ترامب.

وقال مصدر في الإدارة الأمريكية "بالنظر لما استثمرناه في هذا البلد... من حيث الثروة الوطنية وأرواح الأمريكيين التي خسرناها في معركة هزيمة الإرهاب إلى جانب شركائنا العراقيين... نتوقع أن يكون هناك عائد كبير لهذا الاستثمار".

ويظهر موقف العراق تحولا في ميزان النفوذ في البلاد بعد أن ظلت بغداد تسير لفترة طويلة على حبل دبلوماسي مشدود بين حليفيها الرئيسيين والعدوين اللدودين في الوقت نفسه طهران وواشنطن.

وتدعم إيران، التي تخضع لعقوبات أمريكية وغربية بسبب طموحاتها النووية، نحو عشرة فصائل شيعية مسلحة تنشط في العراق لديها نحو 50 ألف مقاتل وترسانات أسلحة وتتمتع بنفوذ سياسي واسع.

إلا أن قوتها وهيبتها ضعفت بشدة بعد الهجمات الإسرائيلية ضد وكلائها في المنطقة وضد إيران نفسها.

لكن من غير الواضح ما إذا كان هذا التحول في ميزان القوة سيستمر، أو إلى أي مدى ستظل الترتيبات الخاصة بخط الأنابيب صامدة.

واتفاقية استئناف ضخ النفط عبر خط الأنابيب مؤقتة وستتم مراجعتها من قبل بغداد وحكومة إقليم كردستان في نهاية ديسمبر كانون الأول.

كما أن المستقبل يعد أكثر تعقيدا إذ أن أجَل اتفاقية تعود لعام 1973 بين العراق وتركيا، والتي وضعت الأساس القانوني لصادرات النفط، ينتهي في يوليو تموز المقبل.

وتواصل بغداد أيضا معارضتها لاتفاقيتي غاز أبرمتهما شركتا إتش.كيه.إن إنرجي وويسترن زاجروس، ومقرها فانكوفر، مع حكومة إقليم كردستان في مايو أيار الماضي.

وإتش.كيه.إن جزء من مجموعة هيلوود للعقارات والطاقة ومقرها دالاس والتي أسسها روس بيرو الابن، نجل روس بيرو الملياردير العصامي من تكساس الذي ترشح للرئاسة مرتين.

وعائلة بيرو من أكبر الداعمين للحزب الجمهوري، وتظهر السجلات العامة أنها تبرعت بأكثر من ثلاثة ملايين دولار في عامي 2025 و2024.

وتقول بغداد إن الاتفاقيات المتعلقة بالموارد الطبيعية العراقية لا يمكن أن تبرَم إلا مع الحكومة الاتحادية. ورفعت دعوى قضائية ضد حكومة إقليم كردستان بشأن الصفقتين في 26 مايو أيار، وفي الأسبوع نفسه وقعت اتفاقية مع شركة جيوجيد بتروليوم الصينية لتوسيع حقل نفطي في جنوب العراق.

يأتي هذا بينما تظهر مؤشرات تحسنَ العلاقات بين الولايات المتحدة والعراق.

وعينت واشنطن مبعوثا خاصا جديدا إلى العراق في 19 أكتوبر تشرين الأول، بعد أيام من موافقة شركة الطاقة الأمريكية العملاقة إكسون موبيل على العودة إلى البلاد للمساعدة في توسيع الإنتاج في جنوب العراق.

وقال دارين وودز الرئيس التنفيذي لإكسون في مؤتمر عقد في لندن في 13 أكتوبر تشرين الأول "إنها خطوة أولى بالغة الأهمية في العمل الذي نرغب في القيام به... أمامنا طريق طويل لتحقيق أي إنجاز، لكننا متفائلون ونتطلع إلى تقييم ذلك".

شركات أميركية بديلا عن لوك أويل الروسية

وسابقا أعلنت بغداد أنها وجهت دعوات لشركات نفط أميركية كبرى لتقديم عروض لإدارة حقل غرب القرنة-2 بجنوب العراق والذي تشغّله منذ سنوات شركة “لوك أويل” الروسية المستهدفة بعقوبات أميركية على خلفية الحرب في أوكرانيا.

وقالت وزارة النفط في بيان إنها أخذت “الإجراءات الأصولية بتوجيه دعوات مباشرة وحصرية إلى عدد من الشركات النفطية الكبرى الأميركية والدخول في مفاوضات مباشرة معها لتقديم عطاءاتها والتنافس الشفاف بينها، بغية انتقال إدارة حقل غرب القرنة-2 إلى إحداها”.

وأشارت الوزارة في بيانها إلى أن انتقال إدارة الحقل “من شأنه أن يخدم المصالح المشتركة ويعزز استقرار الأسواق العالمية ويضمن إدامة عملية إنتاج النفط العراقية وحصصه السوقية وإدامة موارد الدولة”.

وقال مسؤول في الوزارة لوكالة فرانس برس إن الشركة الفائزة “ستشغِّل الحقل بدلا من لوك أويل”، علما أن القرنة-2 الواقع في محافظة البصرة هو من أكبر حقول النفط في العالم.

وقال عدد من الخبراء النفطيين العراقيين لوكالة فرانس برس إن الشركة الأوفر حظا لتشغيل الحقل هي “إكسون موبيل” الضخمة.

وعادت “إكسون موبيل” إلى العراق في تشرين الأول/أكتوبر بتوقيع اتفاقية مبادئ مع وزارة النفط من شأنها أن تمهّد الطريق أمام تطوير حقل “مجنون” النفطي في الجنوب.

انسحبت الشركة من العراق في العام 2024 بتوقفها عن تطوير حقل غرب القرنة-1 وأحد أكبر حقول العراق والذي انتقل لاحقا الى شركة صينية.

في 22 تشرين الأول/أكتوبر، أعلنت واشنطن فرض عقوبات على شركتي “روسنفت” و”لوك أويل” الضخمتَين لتجفيف مصادر تمويل الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في شباط/فبراير 2022.

ودخلت هذه العقوبات حيز التنفيذ في 21 تشرين الثاني/نوفمبر.

وتدير شركة “لوك أويل” حقل غرب القرنة-2 منذ أكثر من عقد، وهو يُنتج اليوم 480 ألف برميل يوميا أي ما يمثل 10% من إجمالي إنتاج العراق من النفط الخام و15% من صادراته.

ويبلغ احتياطي النفط الخام في العراق نحو 150 مليار برميل قادرة على الاستمرار بتغذية الأسواق العالمية على مدى أكثر من 120 عاما، وفق السلطات.

ويُعدّ العراق الذي يوفّر النفط نحو 90% من عائداته، ثاني أكبر الدول النفطية في منظمة البلدان العربية المصدرة للنفط (أوبك)، ويصدّر ما معدّله 3,5 ملايين برميل من النفط الخام يوميا.

إكسون موبيل تواصلت مع العراق 

لكن خمسة مصادر رسمية عراقية مطلعة قالت لرويترز إن شركة إكسون موبيل تواصلت مع وزارة النفط العراقية لإبداء اهتمامها بشراء حصة الأغلبية المملوكة لشركة لوك أويل الروسية في حقل غرب القرنة 2 النفطي العملاق.

وتسعى لوك أويل لبيع أصولها خارج روسيا بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الشركة. ويعد تحرك إكسون موبيل الأمريكية العملاقة توسعا كبيرا في عودتها إلى العراق في الوقت الذي تسعى فيه روسيا للتخلص من أصول طاقة رئيسية.

وسمحت وزارة الخزانة الأمريكية للمشترين المحتملين بالتفاوض مع لوك أويل حتى 13 ديسمبر كانون الأول، لكنهم سيحتاجون إلى موافقات على صفقات بعينها. وأوردت رويترز الشهر الماضي أن إكسون موبيل انضمت إلى شركة شيفرون في دراسة خيارات شراء أعمال من محفظة لوك أويل.

* غرب القرنة 2 يمثل نحو 9% من إجمالي إنتاج العراق

تعد حصة لوك أويل التشغيلية في حقل غرب القرنة 2 أكبر أصولها في الخارج، إذ تبلغ 75 بالمئة فيه.

ويمثل غرب القرنة 2 واحدا من أكبر الحقول النفطية في العالم بإنتاج يبلغ نحو 470 ألف برميل يوميا.

كما يمثل الحقل حوالي 0.5 بالمئة من إمدادات النفط العالمية، وتسعة بالمئة من إجمالي إنتاج العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بعد السعودية.

وأعلنت لوك أويل حالة القوة القاهرة في الحقل بعد أن أوقف العراق المدفوعات بالنقد والخام للشركة.

وظلت إكسون موبيل لفترة طويلة المشغل لمشروع غرب القرنة 1 المجاور قبل خروجها العام الماضي، عندما كان المشروع ينتج نحو 550 ألف برميل يوميا.

وفي الفترة التي سبقت خروج إكسون، قال رئيس شركة نفط البصرة الحكومية آنذاك إن إكسون قدّرت حصتها البالغة 32.7 بالمئة في غرب القرنة 1 بقيمة 350 مليون دولار. ويقع الجزآن 1 و2 من حقل غرب القرنة في جنوب العراق، بالقرب من مدينة البصرة.

ووقعت إكسون موبيل في أكتوبر تشرين الأول اتفاقا غير ملزم مع العراق لمساعدته على تطوير حقل مجنون النفطي العملاق وزيادة صادراته النفطية لتعود بذلك الشركة الأمريكية العملاقة إلى البلاد.

ويأتي تحرك إكسون موبيل للعودة إلى العراق بعد سلسلة صفقات مع شركات نفط أخرى، من بينها شيفرون وبي.بي وتوتال إنرجيز، في إطار سعي العراق لتسريع إنتاج النفط والغاز من خلال تقديم شروط أكثر سخاء.

* مصدر: إكسون موبيل خيار مفضل لإدارة حقل غرب القرنة 2

قال مسؤول عراقي كبير في قطاع النفط يشرف على عمليات الشركات الأجنبية في جنوب العراق "تعد إكسون خيارنا المفضل لتولي المهمة بدلا من لوك أويل. فالشركة تمتلك القدرة والخبرة اللازمتين لإدارة حقل كبير ومعقد مثل غرب القرنة 2".

وأكد مسؤول كبير في وزارة النفط هذا الحديث.

وقالت وزارة النفط العراقية إنها دعت عدة شركات نفط أمريكية للتفاوض بشأن الاستحواذ على حقل غرب القرنة 2.

تجميد أموال بعد إدراج حزب الله اللبناني والحوثيين

بدورهم قال مسؤولون يوم الخميس إن العراق سيرفع اسمي جماعتي حزب الله اللبنانية والحوثي اليمنية من قائمة تجميد الأصول بعد إدراج الجماعتين المدعومتين من إيران في منشور حكومي بطريق الخطأ مما أثار ارتباكا وانتقادات.

كانت الجريدة الرسمية لوزارة العدل نشرت الشهر الماضي قائمة بالجماعات والكيانات التي سيتم تجميد أموالها، وذكرت جماعة حزب الله والحوثيين، وهي خطوة كانت من المرجح أن تلقى ترحيبا من واشنطن وتزيد الضغط على طهران.

وأفاد مصدران مصرفيان لرويترز بأن رسالة من القائم بأعمال نائب محافظ البنك المركزي طلبت من (لجنة تجميد أموال الإرهابيين) حذف البند الذي يتضمن الأسماء.

وقال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إن العراق وافق على تجميد أصول الكيانات والأفراد المرتبطين بتنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة فقط، استجابة لطلب من ماليزيا.

وقال السوداني إنه أمر بإجراء تحقيق عاجل في الخطأ "وتحديد المسؤولية ومحاسبة المقصرين".

وأضاف أن مواقف العراق السياسية والإنسانية تجاه "العدوان على أهلنا في لبنان أو في فلسطين... مبدئية لا تخضع للمزايدات".

وانتقد حسين مؤنس، النائب عن كتلة تابعة لكتائب حزب الله العراقية، الحكومة لما وصفه بالسلوك غير المسؤول.

واتهم الحكومة بأنها سلطة تابعة تفتقر إلى الكرامة اللازمة لتمثيل شعبها أو الدفاع عن سيادة العراق.

واضاف مونس إن “حكومة تصريف الأعمال التي تُدرج حزبا مقاوما في لبنان وحركة صلبة في اليمن ضمن قوائم (الإرهاب) (…) هي سلطة مرتجفة، تابعة، تُمسح على أعتاب غيرها، ولا تملك الحد الأدنى من الكرامة التي تخوّلها أن تمثّل شعبا أو تدافع عن سيادة وطن”.

وقالت (لجنة تجميد أموال الإرهابيين) في العراق إن المنشور الصادر في 17 نوفمبر تشرين الثاني يستهدف فقط الأفراد والكيانات المرتبطة بتنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة، وذلك استجابة لطلب من ماليزيا وتماشيا مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1373.

وذكرت اللجنة أنها أدرجت عدة جماعات لا علاقة لها بالقائمة عن طريق الخطأ لأن القائمة نشرت قبل الانتهاء من المراجعات النهائية. وأضافت أنها ستزيل هذه الجماعات في نسخة مصححة سيعاد إصدارها في الجريدة الرسمية.

وجاء في وثيقة سرية للبنك المركزي العراقي اطّلعت عليها وكالة فرانس برس “استنادا إلى قرار لجنة تجميد أموال الإرهابيين رقم 61 لسنة 2025 (…) والمنشور في جريدة الوقائع العراقية، يرجى حذف الفقرات 18 و19 الواردة في القائمة لعدم حصول موافقة اللجنة على تجميد أموال تلك الكيانات والذي على ما يبدو نُشر سهوا”.

ودعا البنك المركزي إلى “نشر تعديل القرار في جريدة الوقائع العراقية”.

وانتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي في العراق الخميس مقتطفات من العدد رقم 4848 من جريدة الوقائع العراقية الصادر في 17 تشرين الثاني/نوفمبر، ورد فيها حزب الله والحوثيون في قائمة “تجميد أموال الإرهابيين” بتهمة “المشاركة في ارتكاب عمل إرهابي”.

وجاء حزب الله في قائمة الكيانات في الفقرة 18، فيما ورد الحوثيون في الفقرة 19، وفق ما لاحظت وكالة فرانس برس.

وأثار انتشار هذه القائمة جدلا واسعا، إذ اعتبر كثر أن الخطوة تعني أن العراق يصنّف الكيانَين إرهابيين. وندّد بها سياسيون عراقيون مقرّبون من طهران التي تقود “محور المقاومة” المعادي للولايات المتحدة وإسرائيل والذي يضمّ فصائل عراقية مسلحة وحزب الله اللبناني والحوثيين اليمنيين.

وتسعى بغداد للحفاظ على توازن دقيق في علاقتها مع إيران والولايات المتحدة، في ظلّ تغيّرات إقليمية كُبرى منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة عام 2023.

* المصدر: وكالات+رويترز+فرانس برس

ذات صلة

كيف تسيطر على اعصابك المتوترة.. وكيف تتقي شرّ القوة الغضبية؟حماية وإدماج أقليات سنجار وكركوك: خارطة طريق للعودة الآمنة والعدالة الانتقاليةالعراق أمام خيارين.. ماليزيا أو فنزويلاحكومة إدارة الأزمات: من سيكون رئيسها؟الصين في مواجهة الشتاء الديموغرافي