المتشددون في ايران يكثفون حملة على المعارضة قبل الانتخابات
وكالات
2015-11-30 10:31
(رويترز) - يقول مسؤولون ومحللون إن الحلفاء المتشددين للزعيم الأعلى الإيراني يشنون حملة على النشطاء والصحفيين والفنانين في محاولة لإحكام قبضتهم على الساحة السياسية قبل انتخابات مهمة تشهدها البلاد.
وقالت جماعات حقوقية ومواقع الكترونية معارضة إن وزارة المخابرات استدعت العشرات للاستجواب وتم احتجازهم. ونفت الحكومة الإيرانية أن تكون هناك موجة اعتقالات ووصفت التقارير بأنها "لا أساس لها".
ويعتقد بعض المسؤولين والمحللين أن الهدف هو الحد من نفوذ الرئيس حسن روحاني وشعبيته بعد نجاحه في التوصل الى اتفاق نووي تاريخي مع القوى العالمية الست في يوليو تموز أنهى مواجهة استمرت لما يزيد على عقد من الزمن.
وقال مسؤول كبير مقرب من روحاني لرويترز طلب عدم نشر اسمه "المتشددون يشعرون بالقلق من نفوذ روحاني في الداخل والخارج. يخشون من أنه قد يضر بتوازن القوى في إيران."
وانتقدت جماعات مدافعة عن حقوق الانسان والأمم المتحدة ايران لما وصفتها بأنها حملة على حرية التعبير ووسائل الإعلام. ولا توجد أرقام دقيقة لأعداد من ألقي القبض عليهم أو تفاصيل عن الاتهامات التي وجهت لهم او ما اذا كانت وجهت من الأساس وإن كانت أي محاكمات قد جرت.
ويقول محللون إن إسكات الأصوات المعارضة تصاعد منذ سبتمبر ايلول حين حذر الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي من "تسلل" أعداء ايران.
وأصدر القضاء الإيراني حكما بسجن الصحفي الأمريكي من أصل ايراني جيسون رضائيان الصحفي في جريدة واشنطن بوست بعد إلقاء القبض عليه في يوليو تموز 2014 في اتهامات بالتجسس. ورفضت الحكومة الأمريكية وعائلة الصحفي الاتهامات. وصدر الحكم بعد إلقاء القبض على رجل الأعمال الأمريكي من أصل ايراني سياماك نامازي حين كان يزور أقاربه في طهران.
السيطرة على السلطة
وأقنعت المصاعب الاقتصادية في ايران خامنئي بدعم جهود روحاني للتوصل لاتفاق نووي وافقت طهران بموجبه على الحد من أنشطة برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات على اقتصادها الضعيف.
ويقول المحللون إن المتشددين يأملون أن تساعد موجة الاعتقالات في إحكام قبضتهم على السلطة وحماية سلطة خامنئي من أن يتحداها الرئيس مع اقتراب الانتخابات التي تجري بعد أسابيع.
ويعتقد محللون ومسؤولون مقربون من الحكومة أن الاعتقالات ايضا ستكشف عن حدود سلطة الرئيس في الداخل وتثبط الإيرانيين الذين يمكن أن يدعموا مرشحين من دعاة الإصلاح في الانتخابات القادمة.
ويعتقد المتشددون أنه اذا فاز فصيل روحاني في انتخابات البرلمان أو مجلس الخبراء وهو مجلس لرجال الدين له سلطة صورية على الزعيم الأعلى فإن هذا سيمنحه قدرا اكبر من اللازم من النفوذ والسلطة في البلاد.
وقال المحلل المقيم في ايران سعيد ليلاظ "كان هذا هو الوضع دائما في ايران قبل الانتخابات... بالطبع الاتفاق النووي والجهود لإنهاء عزلة إيران زادا من شعبية روحاني."
وأضاف "يشعر معارضو روحاني بالقلق من تأثيره على نتائج الانتخابات."
وقد يحقق روحاني ومؤيدوه من المنتمين لتيار الوسط والمعتدلين مكاسب كبيرة في صناديق الاقتراع من خلال وعودهم الانتخابية بمجتمع اكثر تحررا.
"خط احمر" بالنسبة لخامنئي
يقول المحلل السياسي حميد فرح فاشيان "ارتفاع مكانة روحاني في الداخل والخارج يعني سلطة أقل لخامنئي وكان هذا دائما خطا احمر بالنسبة لخامنئي."
وأضاف "المزيد من المرونة في السياسة الخارجية يقود دوما الى مزيد من الضغوط في الداخل في ايران."
ودعت الأمم المتحدة ايران الى وقف اعتقال ومضايقة ومحاكمة الصحفيين والنشطاء.
وقال مير جاويدانفار المحاضر المتخصص في السياسة بمركز الدراسات المتخصصة في هرتزليا "من المرجح أن يستمر ذلك على الأقل حتى الانتخابات القادمة وربما بعدها... يشعر المتشددون بالقلق من شعبية روحاني الأعلى نسبيا... بسبب الاتفاق النووي."
وأضاف "من خلال إلقاء القبض على الصحفيين والنشطاء يحاولون أن يظهروا روحاني ضعيفا وغير كفء."
وحقق روحاني فوزا كاسحا في انتخابات 2013 ببرنامج تقدمي وينتقد الحملة على الصحفيين والنشطاء والفنانين من حين لآخر لكنه لم يبذل جهدا يذكر لوقفها.
وبدأ صبر بعض أنصار روحاني ينفد فهم يخشون من أنه الآن ربما يفتقر الى السلطة التي تمكنه من إقامة مجتمع اكثر تحررا.
وقال صحفي في طهران طلب عدم نشر اسمه "يلقي روحاني باللوم على المتشددين في القيود لكن الكلمات لا تكفي. ما زلت أؤديه لأنه لا يوجد خيار آخر."
وأضاف "شاغله الوحيد هو الاقتصاد والحفاظ على منصبه."
ويقول محللون إن روحاني لا يتمتع بالصلاحيات الدستورية التي تتيح له اتخاذ إجراءات عملية لوقف القمع. وبموجب الدستور الإيراني فإن خامنئي له القول الفصل في كل شؤون الدولة.
روحاني يخضع للتدقيق
لكن البعض يشكون في أن روحاني الذي مثل خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي لأكثر من 20 عاما ستكون لديه الجرأة لمواجهة الزعيم وأنصاره المتشددين لتحسين سجل إيران في مجال حقوق الانسان.
وقال فرح فاشيان "إنه جزء من المؤسسة. حقق مكانته بسبب الجمهورية الإسلامية الإيرانية. لماذا يجني على نفسه بإضعاف النظام؟"
واذا كافأ الناخبون حلفاء روحاني في الانتخابات فإن وجود أغلبية موالية للرئيس في البرلمان يمكن أن تساعده في توسيع نطاق الحريات الاجتماعية والاقتصادية.
ويسيطر خامنئي على القضاء والقوات المسلحة ومجلس صيانة الدستور الذي يدرس القوانين ويفحص المرشحين للانتخابات والقنوات الإذاعية والتلفزيونية الحكومية كما يتمتع بولاء الحرس الثوري الايراني الذي أخمد احتجاجات حاشدة أعقبت انتخابات الرئاسة عام 2009.
ومنذ عام 1989 حين تولى المنصب بعد الزعيم الأعلى الإيراني الراحل آية الله روح الله الخميني عمل خامنئي دوما على ألا تحصل أي مجموعة ويشمل ذلك حلفاءه المتشددين على ما يكفي من النفوذ لتحديه.
وقال دبلوماسي كبير في طهران "روحاني سياسي ذكي. يعلم أن خامنئي لن يتهاون ابدا مع أي تحد لسلطته. وبالتالي لن يرتكب روحاني هذا الخطأ ويواجه خامنئي."
وأضاف "مثل هذه المواجهات ستعرض مستقبل روحاني السياسي للخطر. إنه لا يريد أن يصبح رئيسا صوريا... لبقية ولايته الرئاسية."
وقال قريب لخامنئي "زعيمنا لا يفكر الا في مصالح شعبنا الشجاع وبلدنا والجمهورية الإسلامية. إنه أكبر من المعارك السياسية."