أيهما ارجح لاقتناص المكتب البيضاوي.. براغماتية كلينتون أم جنون ترامب؟
عبد الامير رويح
2015-11-02 03:48
يرى الكثير من المراقبين ان انتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة في 2016، ربما قد تكون اشرس واقوى سباق رئاسي في الولايات المحتدة، خصوصا وان هذه الحرب قد تحمل في طيتها الكثير من المفاجآت والتوقعات التي قد تسهم بقلب الموازين والنتائج الانتخابية بين المرشحين الديمقراطيين والجمهوريين، الذين اصبح بعضهم محط اهتمام متزايد من قبل وسائل الاعلام العالمية والمحلية، خصوصا وان الحملة الانتخابية قد دخلت وبحسب بعض الخبراء مرحلة مهمة وحساسة بعد ان عمد الجميع، الى تصعيد حملات التسقيط ضد الخصوم من اجل كسب المزيد من الاصوات يضاف الى ذلك البرامج الانتخابية والخطط المستقبلية التي يدعو اليها كل مرشح وهو ما قد يسهم بتغير النتائج والتوقعات، خصوصا وان استطلاعات الرأي التي تجريها بعض المؤسسات الاعلامية قد تغيرت كثيرا في هذه اللعبة حيث لايزال الملياردير الأميركي دونالد ترامب يتصدر قائمة المرشحين الجمهوريين للرئاسة، فيما تراجعت المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون التي تتعرض لضغوط كبيرة رغم بقائها في طليعة المرشحين الديمقراطيين، وقد استبعد البعض فوز الملياردير الشهيردونالد ترمب بسبب توجهاته العنصرية وخطاباته المجنونة وغير المقنعة التي اعلنها في وقت سابق، والتي قد تتعارض في بعض الاحيان مع خطط وسياسة الولايات المتحدة الامريكية.
وفي ما يخص اخر المستجدات في هذه الحملة فقد أعلن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن (72 عاما) أنه لن يترشح إلى الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي الممهدة للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 2016 بالولايات المتحدة، ليزيل بذلك عقبة أمام السيدة الأولى السابقة هيلاري كلينتون. وقال بايدن في حديقة الورود في البيت الأبيض وإلى جانبه الرئيس باراك أوباما وزوجته جيل "أعتقد أن الوقت اللازم للقيام بحملة ناجحة للحصول على الترشح قد فاتنا". وأضاف "رغم أنني لن أترشح، إلا أنني سأعلن بصراحة وقوة عن موقفنا كحزب، وإلى أين يجب أن نتجه كشعب".
وقال بايدن أن عائلته لا تزال في حالة حزن على فقدان ابنه بو الذي توفي بعد معاناته من سرطان الدماغ في آيار/مايو الماضي. وقال أن "بو هو مصدر إلهام"، مضيفا أنه فيما تمر عائلته بفترة حزن، فقد فات وقت القيام بحملة فعالة للترشح لنيل ترشيح الحزب الديمقرطي لخوض الرئاسة. ودافع بايدن عن إنجازات أوباما ودعا الديمقراطيين والجمهوريين للعمل معا. وأضاف "أن شعبنا سيرتكب خطا مأساويا إذا تخلى عن إرث أوباما أو حاول أن يقوضه. لقد عمل الشعب الأمريكي بجد، وقد قطعنا شوطا طويلا". بحسب فرانس برس.
وتابع "يجب على الديمقراطيين الدفاع ليس فقط عن هذا السجل، بل عليهم الاستمرار فيه"، في تصريح قد يعتبره البعض انتقادا محتملا لكلينتون التي عارضت اتفاق التجارة الحرة الذي كانت قد دعمته عندما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية في فترة رئاسة أوباما الأولى. ودعا الديمقراطيين والجمهوريين إلى "إنهاء السياسة الحزبية التي تؤدي إلى انقسام البلاد". وأضاف "لا أعتقد أن علينا أن ننظر إلى الجمهوريين على أنهم أعداؤنا. فهم المعارضة وليسوا أعداءنا. ومن أجل البلاد يجب أن نعمل معا".
ترامب والدكتاتورية
الى جانب ذلك صرح المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب أنه لو ظل صدام حسين والقذافي في الحكم لكان العالم اليوم أفضل، واصفا الوضع في العراق وليبيا وسوريا والشرق الأوسط عامة بالكارثة. وأكد أن سياسته الخارجية في حال وصوله إلى البيت الأبيض ستعتمد على القوة. وردا على سؤال خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن" عما إذا كان يعتبر أن العالم كان ليكون أفضل اليوم لو بقي صدام حسين ومعمر القذافي في الحكم، أجاب الملياردير الجمهوري "حتما نعم!".
وقال ترامب إن "الناس هناك تقطع رؤوسهم، يتم إغراقهم في أقفاص. الوضع هناك الآن هو أسوأ بكثير من أي وقت مضى في ظل حكم صدام حسين أو القذافي"، مؤكدا أنه "بكل صراحة لم يعد هناك عراق ولم تعد هناك ليبيا. لقد تناثرا إربا إربا. لم تعد هناك أي سيطرة. لا أحد يعلم ماذا يجري".
وأضاف "أقصد انظروا إلى ما حدث. الوضع في ليبيا كارثة. الوضع في العراق كارثة. الوضع في سوريا كارثة. الشرق الأوسط برمته كذلك. كل هذا انفجر" في عهد الرئيس باراك أوباما ووزيرة خارجيته السابقة هيلاري كلينتون، المرشحة الأوفر حظا في صفوف الديمقراطيين. وتابع ترامب "أنظروا إلى ليبيا، انظروا إلى العراق. قبلا لم يكن هناك إرهابيون في العراق. لقد أصبح (العراق) اليوم (جامعة) هارفرد للإرهاب". وأكد المرشح الجمهوري أنه "إذا نظرتم إلى العراق قبل سنوات، وأنا لا أقول إنه (صدام حسين) كان رجلا لطيفا، كان رجلا فظيعا، لكن الوضع كان أفضل مما هو عليه الآن".
وانتقد ترامب الانسحاب الأمريكي من العراق، مؤكدا أنه ما كان يجب على الولايات المتحدة أن تنسحب من هذا البلد من دون أن "تأخذ النفط". وقال "اليوم نعلم من يملك النفط، والصين هي من يشتريه." وأضاف أن "النفط يذهب إلى تنظيم داعش، النفط يذهب إلى إيران، وإيران تحصد في النهاية الحصة الأكبر منه. والتنظيم ينال حصة كبيرة منه أيضا. لديهم الكثير من المال لأن لديهم الكثير من النفط ولأننا أغبياء". بحسب فرانس برس.
وأطاحت الولايات المتحدة بصدام حسين في تدخل عسكري قادته ضد نظامه في 2003، في حين تمت الإطاحة بنظام القذافي إثر انتفاضة شعبية آزرها تدخل عسكري قاده حلف شمال الأطلسي بمشاركة الولايات المتحدة. وشدد ترامب على أن إستراتيجية سياسته الخارجية ستتمحور حول تعزيز قدرات الجيش الأمريكي. وقال "نحن نعيش في العصور الوسطى، إننا نعيش في عالم خطر وفظيع بشكل لا يصدق"، مؤكدا أن أعمال العنف في الشرق الأوسط تتسم بوحشية ليس لها مثيل "منذ آلاف السنين". وأضاف أن "عقيدة ترامب بسيطة: إنها القوة. إنها القوة. لا أحد سيعبث معنا. جيشنا سيكون أقوى".
على صعيد متصل وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب بأنه "شخصية نموذجية لتلفزيون الواقع" استفاد بارتباطه بأمر واقع في الحزب الجمهوري لكنه استبعد فوزه بالانتخابات. وقال أوباما واصفا ترامب في مقابلة مع محطة سي.بي.إس "إنه يهتم بشدة بالظهور الإعلامي و(ظهر) في وقت لا يحدد فيه الحزب الجمهوري ما يؤيده في مقابل ما يعارضه."
وتظهر استطلاعات الرأي تصدر ترامب للقائمة المزدحمة للساعين للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة في نوفمبر تشرين الثاني 2016. وأثار ترامب قطب العقارات جدلا بتصريحاته الاستفزازية عن الهجرة غير الشرعية. ووعد الرجل ببناء جدار على الحدود الأمريكية المكسيكية وترحيل ما يقدر بنحو 11 مليون مهاجر غير شرعي يقيمون حاليا داخل الولايات المتحدة.
وقال أوباما إن ترامب استفاد بارتباطه بشيء "موجود في الحزب الجمهوري كأمر واقع. أعتقد انه يوجد شعور اصيل معاد للهجرة بين القطاع الأكبر من أصحاب الأصوات في الانتخابات التمهيدية (للحزب) الجمهوري." وتابع قائلا "هو كما تعرف شخصية تلفزيون واقع نموذجية" مضيفا انه لم يفاجأ من حصول ترامب على الكثير من الاهتمام في المراحل الاولى للحملة الانتخابية. وعند سؤاله هل يعتقد أن ترامب سيخرج في النهاية من السباق أجاب أوباما "سأترك (الإجابة) للخبراء. لا أعتقد انه سيصبح رئيسا للولايات المتحدة."
كلينتون والتحديات
من جهة اخرى قالت شركة (بلات ريفر) التي أدارت خادم البريد الالكتروني الخاص بهيلاري كلينتون انها "ليس لديها علم بشأن تعرض الخادم للمسح" وهو ما يشير إلى أن عشرات الالاف من رسائل البريد الالكتروني التي قالت كلينتون أنها حذفت ربما يكون ممكنا استعادتها. وقالت كلينتون انها حذفت رسائل البريد الالكتروني الشخصية عندما كانت وزيرة للخارجية لكن الخبراء قالوا انه اذا كانت الخوادم لم يتم مسحها فسيكون من الممكن استعادة 31 الف رسالة بريد الكتروني شخصية خاصة بكلينتون.
وأدى الجدل المثار بشأن استخدام كلينتون لخادم خاص غير مؤمن في إجراء اتصالات حكومية عندما كانت وزيرة للخارجية إلى تراجع التأييد لها في استطلاعات الرأي بشأن ترشحيها عن الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر تشرين الثاني 2016. واعتذرت كلينتون عن استخدام خادم بريد الكتروني شخصي بدلا من النظام الحكومي. وقالت كلينتون انها لم ترسل او تتسلم معلومات عبر البريد الالكتروني كانت سرية في ذلك الوقت. ويفحص مكتب التحقيقات الاتحادي الخادم ليتسنى له التحقق مما إذا كانت اي معلومة سرية ربما يكون قد أسيء التعامل معها.
من جهة اخرى قاطع محتجون من حركة "حياة السود مهمة" هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة الأمريكية أثناء إلقائها كلمة حول نظام القضاء الجنائي في جامعة تاريخية للسود في أتلانتا. وقام الناشطون بإنشاد بعض الأناشيد من حركة "حياة السود مهمة"، التي نشأت احتجاجا على حوادث متكررة قتل فيها سود برصاص الشرطة بعيد بدء كلينتون خطابها في أتلانتا بولاية جورجيا. وردت المرشحة عن الحزب الديمقراطي بالقول "نعم إنها مهمة، وسوف أتكلم كثيرا عن ذلك بعد لحظة".
واستمرت مقاطعة كلينتون فيما رفعت صوتها للتغطية على أصوات المحتجين، في وقت حاول فيه أفراد من الحضور مقاطعة المحتجين هاتفين "دعوها تتكلم". وحاولت كلينتون تهدئة الغاضبين واحتواء الموقف بالقول "سأصل إلى بعض النقاط المهمة التي تثبت فعلا أن حياة السود مهمة وأن علينا التحرك معا". من جهته تدخل عضو الكونغرس جون لويس القيادي في حركة الحقوق المدنية، الذي قدم كلينتون، مرارا لأقناع المحتجين بالتوقف قبل أن ينضم مع رئيس بلدية أتلانتا قاسم ريد إلى كلينتون لإبداء التضامن معها.
وقالت كلينتون: "أشكركم كثيرا، وأقدر لكم ذلك، وأقدر لعضو الكونغرس ورئيس البلدية مساندتهما لي"... "أقدر اندفاعهم، لكنني آسفة لعدم استماع المحتجين لي، لأنني أعرض بعض ما يطالبون به واعتزم النضال من أجله كرئيسة". ودعت كلينتون في كلمتها في جامعة كلارك في أتلانتا إلى إدخال تغييرات على نظام القضاء الجنائي بما فيها، منع طرح أسئلة على المتقدمين لوظيفة حول ماضيهم الجنائي، وإصدار أحكام مماثلة للجنايات المتعلقة بالاتجار بالكوكايين و"كراك الكوكايين".
يذكر أن السود شكلوا 88 بالمئة من السجناء المحكوم عليهم في قضايا تتعلق بكراك الكوكايين عام 2012 بحسب أرقام المكتب الأمريكي للإحصاءات القضائية، أما بالنسبة للجنايات المتعلقة بمسحوق الكوكايين فإن الأحكام الصادرة فيها أقل صرامة وبين المحكوم عليهم كثير من البيض وعدد من السود أقل. وألقت كلينتون كلمة في وقت لاحق اليوم ذاته خلال لقاء نظمته الجمعية الوطنية لتقدم السود في شمال تشارلتون في ولاية كارولاينا الجنوبية على مقربة من موقع عملية إطلاق النار، التي نفذها شاب من أنصار نظرية تفوق البيض في يونيو/حزيران داخل كنيسة تاريخية للسود وراح ضحيتها 9 أمريكيين من أصول إفريقية. وتأسست حركة "حياة السود مهمة" بعد مقتل الشاب الأسود مايكل براون برصاص شرطي في فيرغسون في ولاية ميزوري وسط الولايات المتحدة، في حادثة أحيت التوتر العرقي في الولايات المتحدة ولا سيما الجدل حول معاملة الشرطة البيض للأمريكيين ذوو الألوان غير البيضاء.
مناظرة على الإنترنت
على صعيد متصل قالت شبكة (سي.إن.إن) التلفزيونية إن البث المباشر لمناظرة المتنافسين على ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية جذب عددا قياسيا من المتابعين على الإنترنت في المناظرة الأولى إذ بلغ عدد المشاهدين في وقت واحد 920 ألفا بعد مرور نحو 90 دقيقة. وقالت (سي.إن.إن) في تدونية على موقعها الإلكتروني إن إجمالي المتابعين على مدى ثلاث ساعات "كان الأكبر بفارق كبير في أي مناظرة أولية تجرى على الإنترنت".
وقال متحدث باسم (سي.إن.إن) ان معدل المشاهدة قفز للذروة بعد نحو خمس دقائق ليبلغ نحو 921 ألفا وقالت الشبكة إنه بالمقارنة فان مباراة نهائي دوري كرة القدم الأمريكية (سوبر بول) جذبت 1.3 مليون مشاهد. وبثت (سي.إن.إن) التابعة لشركة تايم وورنر المناظرة على موقعها بالإنترنت دون إلزام المشاهدين بإثبات اشتراكهم بنظام الكابل التلفزيوني. وزاد الاسلوب الحماسي لحديث الملياردير دونالد ترامب الاهتمام بالسباق لنيل ترشح الحزب الجمهوري. ووقف ترامب على المنصة وإلى جواره عشرة مرشحين اخرين. وشارك اربعة جمهوريون اخرون -لا يحظون بشعبية كبيرة في استطلاعات الرأي- في مناظرة أخرى سابقة.
وقال مطلعون على المجال الإعلاني إنه تعين على المعلنين في التلفزيون دفع ما يصل إلى 200 ألف دولار للشبكة الاخبارية عن كل إعلان تجاري مدته 30 ثانية أثناء المناظرة. وتكهن محللون بالإعلام بأن تجذب (سي.إن.إن) أكبر عدد من مشاهدي التلفزيون على الإطلاق يتجاوز 16.8 مليون مشاهد تابعوا مناظرة نائب الرئيس آل جور ورجل الأعمال روس بيروت بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا). بحسب رويترز.
وجذبت مناظرة للمتنافسين الجمهوريين على قناة فوكس نيوز في أغسطس اب الماضي 24 مليون مشاهد وهو أيضا رقم قياسي لمتابعة مناظرة أولية والأعلى لحدث غير رياضي في تاريخ البث التلفزيوني عبر الكابل. وتتبع فوكس نيوز شركة توينتي فيرست سنشري فوكس.