محمد يونس الحائز جائزة نوبل منقذ الفقراء هل ينقذ بنغلادش؟
شبكة النبأ
2024-08-07 04:23
أبدى محمد يونس الحائز جائزة نوبل للسلام الثلاثاء استعداده لتولي رئاسة حكومة انتقالية في بنغلادش غداة تولي الجيش السيطرة على البلاد بعدما أجبرت التظاهرات الواسعة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة على الاستقالة والفرار الى الخارج.
وكان قادة الاحتجاجات الطالبية طالبوا بتولي يونس رئاسة حكومة مؤقتة. وكتب القائد في حركة “طلاب ضد التمييز” آصف محمد على فيسبوك “نثق بالدكتور يونس”.
وقال يونس “لقد تأثرت بثقة المتظاهرين الذين يريدونني أن اترأس حكومة انتقالية … لقد ظللت طيلة الوقت بعيدا عن السياسة … لكن اليوم، إذا كان من الضروري العمل في بنغلادش، من أجل بلدي، ومن أجل شجاعة شعبي، فسأفعل”، داعيا الى تنظيم “انتخابات حرة”.
وقال يونس في وقت سابق في مقابلة مع صحيفة “ذي برنت” إن بنغلادش كانت “بلدا محتلا” في عهد حسينة مضيفا “يشعر جميع سكان بنغلادش اليوم بأنهم صاروا أحرارا”.
خرج الملايين إلى الشوارع على مدى الشهر الماضي لمطالبة حسينة (76 عاما) بالاستقالة بعد أن ظلت في السلطة منذ العام 2009.
وقتل المئات فيما سعت قوات الأمن لإخماد الاحتجاجات، لكن اتساع رقعتها اضطر حسينة أخيرا لمغادرة بنغلادش على متن مروحية الاثنين بعد أن فقدت دعم الجيش.
وأعلن قائد الجيش الجنرال وقر الزمان الاثنين استقالتها وأن الجيش يعمل على تشكيل حكومة مؤقتة.
وقال بعد اقتحام الحشود مقر إقامة حسينة ونهبه إن “البلد عانى كثيرا وتضرر الاقتصاد وقُتل عدد كبير من الناس، حان الوقت لوقف العنف”.
ويتوقع بأن يجتمع الجنرال وقر مع قادة الاحتجاجات لبحث مطلبهم بتولي محمد يونس البالغ من العمر 84 عاما الحكومة المؤقتة.
ونزولا عند طلب قادة الاحتجاجات الطلابية وحزب بنغلادش الوطني المعارض، حل الرئيس البرلمان الثلاثاء.
وأُفرج عن رئيسة الوزراء السابقة خالدة ضياء بعد سنوات من الإقامة الجبرية، وفق ما أفاد بيان للرئاسة وحزبها الذي يطالب بانتخابات في غضون ثلاثة أشهر.
كما أجرى الجيش تعديلات شملت خفض رتبة عدد من كبار الضباط ممن يُعدون مقربين من حسينة، وأقال ضياء الإحسان، قائد كتيبة العمل السريع التي تشملها عقوبات أميركية..
وبعد أن خرج الملايين إلى شوارع دكا للاحتفال الإثنين، بدت شوارع العاصمة هادئة إلى حد كبير الثلاثاء بعد أن استؤنفت حركة السير وفتحت المتاجر أبوابها، لكن المقار الحكومية بقيت مغلقة بعد يوم شهد أعمال عنف أودت بحياة 122 شخصا على الأقل.
وقال ساجد أحنف (21 عاما) “أشعر بسعادة بالغة”، مشبّها ما حدث بحرب الاستقلال التي انفصلت بلاده على اثرها عن باكستان قبل أكثر من خمسة عقود. وأضاف “تحررنا من الدكتاتورية”.
لكن البلد لم تخلو من حوادث الفوضى والغضب إذ أعلنت الشرطة بأن حشودا شنّت هجمات انتقامية على حلفاء حسينة. وشهد الثلاثاء مقتل 10 أشخاص.
وكانت حصيلة القتلى الاثنين الأعلى خلال يوم واحد منذ بدء الاحتجاجات مطلع تموز/يوليو، ليرتفع إجمالي قتلى التظاهرات إلى 432، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادًا إلى بيانات صادرة عن الشرطة ومسؤولين حكوميين وأطباء في المستشفيات.
والاثنين اقتحم متظاهرون البرلمان وأحرقوا محطات تلفزيونية وحطّموا تماثيل لوالد حسينة، الشيخ مجيب الرحمن بطل الاستقلال.
وأضرمت النار في متحف مخصص للزعيم السابق لتلتهم ألسنة اللهب الصور في مشهد لم يكن من الممكن تخيله قبل ساعات فقط، عندما كانت حسينة تحظى بدعم القوات الأمنية لحكمها الاستبدادي.
وأفاد شهود عيان فرانس برس بأن مكاتب رابطة عوامي، حزب حسينة، تعرضت للحرق والنهب في أنحاء البلاد.
كما أفاد شهود بأن بعض الأعمال التجارية والمنازل المملوكة للهندوس، وهي فئة يرى البعض في الدولة ذات الغالبية المسلمة بأنها كانت مقرّبة من حسينة، تعرّضت لهجمات.
وقال دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي في بنغلادش الثلاثاء إنهم “قلقون جداً” بإزاء التقارير التي تحدثت عن هجمات على مجموعات دينية وإثنية وأقليات أخرى.
وعبّر وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جيشانكار عن “قلقه البالغ إلى حين إعادة فرض القانون والنظام بشكل واضح” في بنغلادش، مؤكدا لأول مرة بشكل رسمي بأن حسينة في الهند التي فرّت إليها الاثنين.
وأعلنت نقابة الشرطة الرئيسية في بنغلادش الثلاثاء الإضراب. وأفادت “جمعية شرطة بنغلادش” التي تمثل آلاف الشرطيين، في بيان أن إضرابها سيستمر “إلى أن يتم ضمان سلامة كل فرد من أفراد الشرطة”.
وقالت في بيانها “نطلب الصفح عما قامت به قوات الشرطة للطلاب الأبرياء” بعدما استخدمت الشرطة العنف وأطلقت النار على المتظاهرين.
بدأت الاضطرابات الشهر الماضي على شكل احتجاجات ضد توزيع الوظائف الحكومية بموجب نظام محاصصة تستنفيد منه شرائح اجتماعية وعائلات معينة، قبل أن تتصاعد إلى مطالبة حسينة بالتنحي.
واتّهمت مجموعات حقوقية حكومتها بسوء استغلال مؤسسات الدولة لتعزيز قبضتها على السلطة والقضاء على أي معارضة، بما في ذلك عبر قتل ناشطي المعارضة خارج نطاق القضاء.
وانتظرت أمّهات مئات السجناء السياسيين الذين احتجزوا سرّا في عهد حسينة خارج مبنى للاستخبارات العسكرية في دكا الثلاثاء، على أمل الحصول على أخبار عن أبنائهم.
وقالت سانجيدا إسلام تولي وهي منسقة مجموعة “ماير داك” (“نداء الأمّهات”) ا”نريد إجابات”.
ويعرف عن بنغلادش تاريخها الطويل في الانقلابات.
وما زال مصير حسينة غير معروف. وإن توقع مصدر أن تكمل رحلتها إلى لندن، فإن دعوة الحكومة البريطانية إلى فتح تحقيق تقوده الأمم المتحدة في “مستويات العنف غير المسبوقة” تثير الشكوك حيال ذلك.
وقال توماس كيان من مجموعة الأزمات الدولية إن السلطات الجديدة تواجه تحدياً هائلاً، “فالحكومة المؤقتة … تحتاج إلى الشروع في المهمة الطويلة المتمثلة في إعادة بناء الديموقراطية التي تدهورت بشدة في بنغلادش في السنوات الأخيرة”.
وعبّر وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جيشانكار عن “قلقه البالغ إلى حين إعادة فرض القانون والنظام بشكل واضح” في بنغلادش، مؤكدا لأول مرة بشكل رسمي بأن حسينة في الهند التي فرّت إليها الاثنين فيما اقتحم المحتجون قصرها.
وأفاد مصدر عالي المستوى بأن حسينة ستتوقف في الهند قبل استكمال رحلتها إلى لندن، لكن دعوات الحكومة البريطانية إلى فتح تحقيق تقوده الأمم المتحدة في “مستويات العنف غير المسبوقة” تثير الشكوك حيال ذلك.
وأعلنت نقابة الشرطة الرئيسية في بنغلادش الثلاثاء أن عناصرها سيلزمون إضرابا.
وأفادت “جمعية شرطة بنغلادش” التي تمثل آلاف الشرطيين، في بيان أنه “إلى أن يتم ضمان سلامة كل من أفراد الشرطة، نعلن الإضراب”.
وأعلنت في بيانها “نطلب الصفح عما قامت به قوات الشرطة للطلاب الأبرياء” بعدما استخدمت الشرطة العنف وأطلقت النار على المتظاهرين.
وبدأت الاضطرابات الشهر الماضي على شكل احتجاجات ضد توزيع الوظائف الحكومية بموجب نظام الحصص قبل أن تتصاعد لاحقا إلى دعوات أوسع لحسينة للاستقالة.
واتّهمت مجموعات حقوقية حكومتها بسوء استغلال مؤسسات الدولة لتعزيز قبضتها على السلطة والقضاء على أي معارضة، بما في ذلك عبر قتل ناشطي المعارضة خارج نطاق القضاء.
واجتمع قائد الجيش مع الرئيس محمد شهاب الدين ليل الاثنين إلى جانب شخصيات بارزة من المعارضة، فيما أكد الفريق الإعلامي التابع للرئاسة بأنه تم اتّخاذ “قرار بتشكيل حكومة مؤقتة فورا”.
أعلن الجيش حالة طوارئ في كانون الثاني/يناير 2007 عقب اضطرابات سياسية واسعة وشكل حكومة تصريف أعمال مدعومة من الجيش استمرت عامين.
وحذر مايكل كوغلمان، مدير معهد جنوب آسيا في مركز ويلسون في واشنطن، من أن رحيل حسينة “سيترك فراغا كبيرا” مشيرا إلى أن البلاد دخلت في “المجهول”. وقال إن “الأيام المقبلة حاسمة”.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من جانبه على أهمية "الانتقال السلمي والمنظم والديمقراطي" للسلطة، في دعوة كررها أيضا مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل. في الأثناء، دعت كل من بريطانيا والولايات المتحدة إلى "التهدئة".
سيتم التعامل مع المظالم
وسعت حسينة منذ أوائل تموز/يوليو لإخماد تظاهرات واسعة نددت بحكومتها، لكنها فرت غداة يوم سجل أكبر عدد من الضحايا مع مقتل نحو 100 شخص.
وأفاد رجل في السابعة والعشرين من عمره يدعى منير الإسلام شارك مع مئات الآلاف في الاحتجاجات التي خرجت أمام قصر رئيسة الوزراء “نريد بنغلادش خالية من الفساد حيث يحق للجميع التعبير عن آرائهم”.
وأعلن قائد الجيش الجنرال وقر الزمان في خطاب على التلفزيون الحكومي الإثنين أن حسينة استقالت مؤكدا أن الجيش سيشكل حكومة تصريف أعمال.
وقال بعد وقت قصير من اقتحام الحشود مقر إقامة حسينة ونهبه إن “البلد عانى كثيرا وتضرر الاقتصاد وقُتل عدد كبير من الناس، حان الوقت لوقف العنف”.
وخرج ملايين البنغلادشيين إلى الشوارع في أنحاء الدولة جنوب الآسيوية للاحتفال الاثنين.
ولوّحت الحشود بالأعلام ورقص بعضهم فوق دبابة في الشارع قبل أن يقتحم الآلاف بوابات مقر إقامة حسينة الرسمي.
وبثّت “القناة 24” المحلية صورا للحشود وهم يركضون نحو المجمع حيث لوحوا للكاميرات فيما نُهبت المفروشات والكتب بينما استلقى آخرون على الأسرّة.
لكن الحشود هاجمت أيضا منازل حلفاء مقرّبين من حسينة، وفق ما أفاد شهود فرانس برس.
وأضرم آخرون النار في محطات تلفزيونية أيّدت حكمها وأحرقوا مكاتب حزبها “رابطة عوامي” وحطّموا تماثيل لوالدها الشيخ مجيب الرحمن، بطل الاستقلال.
وقال المتظاهر كازا أحمد “حان الوقت لمحاسبتهم على التعذيب.. الشيخة حسينة مسؤولة عن القتل”.
من جانبه، دعا قائد الجيش إلى وقف الاحتجاجات، متعهّدا “النظر في جميع المظالم”.
وقال الجيش إن حظر التجول سيرفع صباح الثلاثاء كما سيعاد فتح الشركات والمدارس.
وليل الإثنين أمر رئيس بنغلادش محمد شهاب الدين بالإفراج عن رئيسة الوزراء السابقة وزعيمة المعارضة خالدة ضياء، وكذلك عن الأشخاص الذين اعتقلوا خلال التظاهرات.
والوضع الصحي لضياء متدهور، وهي مسجونة منذ العام 2018 في قضية فساد.
والتقى الرئيس وقائد الجيش في وقت متأخر الإثنين قادة المعارضة الرئيسيين، وقال المكتب الإعلامي للرئيس إنه “تقرر تشكيل حكومة موقتة على الفور”.
ولم يتّضح على الفور ما إذا الحكومة ستكون برئاسة قائد الجيش وقر الزمان.
فرت حسينة (76 عاما) من بنغلادش على متن مروحية حسبما قال مصدر مقرب منها لوكالة فرانس برس.
وأفاد مصدر رفيع في الهند بأن حسينة تريد الانتقال إلى لندن، لكن دعوات الحكومة البريطانية لإجراء تحقيق أممي في “مستويات العنف غير المسبوقة” يثير شكوكا حول إمكان توجّهها إلى المملكة المتحدة.
وأكد الجيش البنغلادشي أنه أغلق مطار دكا الدولي مساء الاثنين، من دون الكشف عن السبب.
لكن المحتجين دعوا على نطاق واسع إلى ضمان بقاء حلفاء حسينة المقرّبين في البلاد.
وفي واشنطن، دعت وزارة الخارجية الأميركية كل الأطراف الى تجنب العنف، وإلى “الهدوء وضبط النفس في الأيام المقبلة”.
بدورها دعت المملكة المتحدة الإثنين الى عودة “الهدوء” و”نزع فتيل التوتر” في بنغلادش. وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في بيان “على جميع الاطراف الآن أن يعملوا معا لوضع حد لأعمال العنف واستعادة الهدوء والتوصل الى نزع فتيل التوتر”.
يوم التحرير الثاني
وشوهد الطلاب الذين قادوا الاحتجاجات وهم يوجهون حركة السير عند تقاطعات الشوارع الرئيسية في داكا في غياب الشرطة.
وقال محمد نور وهو طالب جامعي (20 عاما) لتلفزيون رويترز "لم نر أي شرطي مرور منذ مساء أمس. ولهذا السبب أخذنا على عاتقنا مسؤولية إدارة حركة السير حتى يتمكن الجميع من التنقل بسلاسة".
وقالت رابطة مصنعي الملابس الرئيسية في بنجلادش إن مصانع الملابس التي تزود بعض العلامات التجارية العالمية الكبرى بالملابس وتعد ركيزة أساسية للاقتصاد ظلت مغلقة مع وجود خطط لإعادة فتحها سيتم الإعلان عنها لاحقا.
وقال بيان رئاسي إن قرار حل البرلمان اتُخذ عقب اجتماعات مع قادة القوات المسلحة وزعماء الأحزاب السياسية وزعماء الطلاب وبعض ممثلي المجتمع المدني.
وأنهى هروب حسينة فترتها الثانية في السلطة التي استمرت 15 عاما في بلد يبلغ عدد سكانه 170 مليون نسمة. وحكمت حسينة البلاد 20 عاما من الأعوام الثلاثين الماضية على رأس حركة سياسية ورثتها عن والدها مؤسس الدولة مجيب الرحمن بعد اغتياله في عام 1975.
ومنذ أوائل تسعينيات القرن العشرين، كانت حسينة في عداوة وتناوبت السلطة مع منافستها خالدة ضياء التي ورثت حركتها السياسية من زوجها ضياء الرحمن، وهو حاكم اغتيل في عام 1981.
الفقر هو ما أذكى جزئيا الاحتجاجات ضد حسينة. فبعد سنوات من النمو الاقتصادي القوي مع توسع صناعة الملابس، عانى الاقتصاد الذي يبلغ حجمه 450 مليار دولار من تكاليف الواردات والتضخم، وسعت الحكومة إلى الحصول على خطة إنقاذ من صندوق النقد الدولي.
وواجهت حسينة اتهامات بأنها أصبحت أكثر استبدادا بعد إلقاء كثيرين من خصومها السياسيين في السجون. وقوبلت استقالتها بالابتهاج من حشود من الناس اقتحموا بلا مقاومة زمام المنطقة المترفة لمقر إقامتها بعد فرارها يوم الاثنين ونهبوا قطعا من الأثاث وأجهزة التلفزيون.
وقال الرئيس شهاب الدين في وقت سابق إن الحكومة المؤقتة ستجري انتخابات بعد توليها السلطة مباشرة. ومن المقرر أن يلتقي قائد الجيش الجنرال واكر الزمان بقادة الطلاب لمناقشة تشكيل الحكومة.
وقال وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جيشينكار أمام البرلمان إن نيودلهي حثت كثيرا المسؤولين في بنجلادش على "ضبط النفس وعلى تهدئة الوضع من خلال الحوار".
وقال زعماء الطلاب إنهم يريدون أن يكون الحائز على جائزة نوبل للسلام محمد يونس مستشارا رئيسيا للحكومة المؤقتة، وقال متحدث باسم يونس إنه وافق على ذلك.
وحصل يونس (84 عاما)، وكذلك بنك جرامين الذي أسسه، على جائزة نوبل للسلام في 2006 لعمله على انتشال الملايين من الفقر عبر منح قروض صغيرة تقل قيمتها عن مئة دولار للفقراء في المناطق الريفية في بنجلادش، لكن محكمة وجهت إليه اتهامات بالاختلاس في يونيو حزيران. ونفى يونس تلك الاتهامات.
وقال يونس لقناة تايمز ناو الهندية في مقابلة مسجلة إن يوم الاثنين يمثل "يوم التحرير الثاني" لبنجلادش بعد حرب الاستقلال عن باكستان في 1971. لكنه قال إن المواطنين غاضبون من الهند للسماح لحسينة بالهبوط هناك بعد مغادرتها داكا.
وقال يونس "الهند هي أفضل صديق لنا... الناس غاضبون من الهند لأنك تدعم الشخص الذي دمر حياتنا".
وقال ناهد إسلام أحد المنظمين الرئيسيين للحركة الطلابية في مقطع مصور على فيسبوك مع ثلاثة منظمين آخرين "أي حكومة غير تلك التي أوصينا بها لن تكون مقبولة".
وقال زعماء الطلاب أيضا إنهم تلقوا أنباء عن وقوع هجمات على مجموعات أقلية بما في ذلك المعابد الهندوسية في الدولة ذات الأغلبية المسلمة، وحثوا على ضبط النفس لأن هذا قد يقوض حركتهم.
من هو محمد يونس؟
قال محمد يونس لقناة تايمز ناو الهندية في مقابلة مسجلة إن الاثنين يمثل «يوم التحرير الثاني» لبنغلاديش بعد حرب الاستقلال عن باكستان في 1971.
محمد يونس البالغ من العمر 84 عاماً، هو رجل أعمال اجتماعي ومصرفي واقتصادي، درس في جامعة دكا في بنغلاديش قبل أن يحصل على منحة فولبرايت لدراسة الاقتصاد في جامعة فاندربيلت، حيث حصل على درجة الدكتوراة.
وفي عام 1969، بدأ مسيرته الأكاديمية أستاذاً مساعداً للاقتصاد في جامعة ولاية تينيسي الوسطى ثم عاد بعد ذلك إلى بنغلاديش ليرأس قسم الاقتصاد في جامعة شيتاغونغ، كما شغل العديد من المناصب المؤثرة، بما في ذلك العمل في المجموعة الاستشارية الدولية للمؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة، واللجنة العالمية المعنية بصحة المرأة، وفريق خبراء الأمم المتحدة المعني بالمرأة والتمويل.
وذاع صيت يونس عالمياً عام 2006 عندما حصل على جائزة نوبل للسلام لعمله على تأسيس بنك جرامين في بنغلاديش الرائد في مجال تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.
كان هدفه هو مساعدة الفقراء على الهروب من الفقر من خلال تقديم القروض بشروط مناسبة لهم وتعليمهم بعض المبادئ المالية السليمة حتى يتمكنوا من مساعدة أنفسهم، ومع ذلك واجه يونس انتقادات من رئيسة الوزراء حسينة التي اتّهمته بـ«مص دماء» الفقراء.
وفي يناير كانون الثاني من عام 2024، حكمت إحدى المحاكم على يونس بالسجن ستة أشهر بتهمة انتهاك قوانين العمل في بنغلاديش، لكن أطلق سراحه بكفالة في وقتٍ لاحق من مارس آذار.
وبجانب جائزة نوبل، حصل يونس على العديد من الجوائز المرموقة، بما في ذلك وسام الحرية الرئاسي للولايات المتحدة عام 2009 والميدالية الذهبية للكونغرس عام 2010، وجائزة محمد شابدين للعلوم، وجائزة الغذاء العالمية، وجائزة الملك الحسين للقيادة الإنسانية، وجائزة فولفو للبيئة، وجائزة نيكاي الآسيوية للنمو الإقليمي، وجائزة فرانكلين روزفلت للحرية، وجائزة سيئول للسلام.
كما شارك في تأسيس مركز «يونس للأعمال الاجتماعية» عام 2011، مع التركيز على تعزيز الأعمال الاجتماعية في أنحاء العالم كافة، ويدعم المركز هذه المؤسسات من خلال صناديق الحاضنات والخدمات الاستشارية، والعمل مع منظمات مختلفة مثل الشركات والحكومات والمؤسسات والمنظمات غير الحكومية.
ووسط مطالبات الطلاب الذين قادوا الاحتجاجات في بنغلاديش أمس الاثنين، اتجهت الأنظار إلى يونس باعتباره المرشح الأبرز لقيادة الحكومة المؤقتة في البلاد، لكن أفاد مساعد مقرّب منه في تصريحات لوكالة رويترز بأنه لم يحصل حتى اللحظة على أي عرض من الجيش لقيادة الحكومة المؤقتة.