مئة يوم من الحرب على غزة تلطخ الإنسانية بوحشيتها

شبكة النبأ

2024-01-16 05:30

دخلت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس يومها المئة على الرغم من الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار في النزاع الذي أدى إلى أزمة إنسانية كبيرة في قطاع غزة.

وبعد مرور ثلاثة أشهر، لا تزال القوات الإسرائيلية تقاتل مسلحي حركة حماس وسط أنقاض قطاع غزة وتطارد من دبروا هجوم أكتوبر تشرين الأول مثل يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة ومحمد الضيف قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة.

لحق الدمار بمعظم مستشفيات القطاع وصار الجوع خطرا متفاقما وتنذر أزمة إنسانية متردية بالتسبب في إزهاق أرواح عدد أكبر من سكان قطاع غزة ممن قتلوا بسبب الحملة العسكرية الإسرائيلية.

وقال رئيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الذي يزور المنطقة الساحلية، إن "جسامة الموت والدمار والتهجير والجوع والخسارة والحزن في الأيام المئة الماضية تلطخ إنسانيتنا المشتركة".

وأكد أيضا أن جيلا كاملا من أطفال غزة يعاني من "صدمة نفسية"، والأمراض مستمرة في الانتشار و"المجاعة" تلوح في الأفق.

وتتزايد المخاوف من اشتعال المنطقة بعد ضربات جديدة ضد المتمردين الحوثيين اليمنيين المدعومين من إيران الذين يضاعفون هجماتهم في البحر الأحمر ضد السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل، تضامناً مع الفلسطينيين.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في مؤتمر صحافي في تل أبيب "لن يوقفنا أحد، لا لاهاي ولا +محور الشر+ ولا أي شخص آخر"، في إشارة خصوصا إلى دعوى جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، متهمة إسرائيل بارتكاب أعمال إبادة جماعية في غزة.

من جهته أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أن بلاده تخوض حربا "عادلة" للدفاع عن "حقها في العيش هنا بأمان".

وواصل الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة حيث قُتل ستون شخصا على الأقل، حسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

وتقول الفلسطينية نعمة الأخرس (80 عاماً) إن القصف دمرها منزلها. وروت "بدأنا بالصراخ، لم أعد قادرة على التحرك أخرجني أحدهم من تحت الأنقاض ووضعني على عربة".

وأعلن الجيش الإسرائيلي إنه قصف عشرات من مواقع حماس بما في ذلك قاذفات صواريخ "جاهزة للاستخدام" و"مركز قيادة" لحماس في وسط قطاع غزة. كما ذكر أنه قتل أربعة "إرهابيين" في ضربات جوية على خان يونس كبرى مدن جنوب القطاع، حيث يتركز القتال.

في مستشفى النجار في رفح، يحاول السكان التعرف على أحبائهم الذين مددوا على الأرض. وأمام صف الجثث، يعانق رجل رفات طفل صغير ملفوف بملاءة بيضاء.

ويعرض بسام عرفة الذي نزح من مخيم البريج وسط القطاع الساحلي، صورة طفلة على شاشة هاتفه قائلا "هذه الطفلة الصغيرة ماذا فعلت لهم؟ ماتت جائعة وهي تحمل كسرة خبز".

وأضاف "هذه هي المقاومة التي يستهدفونها في غزة.. أطفال".

وتزيد موجة البرد والأمطار التي تهطل في المنطقة صعوبة الحياة اليومية للعائلات التي تخيم في ساحة مجمع النصر الطبي. وقالت نبيلة أبو زايد (40 عاما) بأسف "لكن إلى أين نذهب؟".

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 1,9 مليون شخص أو نحو 85 بالمئة من السكان، اضطروا إلى مغادرة منازلهم. ويلجأ كثيرون إلى رفح أو إلى مناطق أخرى في جنوب هذه المنطقة الصغيرة، بينما تكرر وزارة الصحة المحلية أنه لا تملك بنية تحتية لاستيعابهم.

ومع أن المستشفيات في المنطقة محمية بموجب القانون الإنساني الدولي، فقد تعرضت لقصف الجيش الاسرائيلي مرات عدة، إذ تتهم إسرائيل حماس باستخدام المستشفيات قواعد لها واستخدام المدنيين كدروع بشرية، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية.

وذكرت منظمة الصحة العالمية أن أقل من نصف المستشفيات في قطاع غزة تعمل وجزئيا فقط.

ضغوط نفسية ومخاطر متزايدة

وبالنسبة للإسرائيليين والفلسطينيين، شكلت الحرب فاجعة وصدمة من المرجح أن تستمر لسنوات وهو ما أدى زيادة العداء وحالة انعدام الثقة التي تحول دون التوصل إلى السلام منذ أكثر من 75 عاما.

وقالت ريبيكا برينزا المتحدثة باسم عائلات 240 إسرائيليا وأجنبيا احتجزوا رهائن خلال هجوم، شكل بداية الحرب، على تجمعات سكانية في غلاف قطاع غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول "لن ينتصر أحد".

باغت الهجوم الذي وقع في ساعات الصباح الباكر الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن المتباهية بنفسها وأخذهم على حين غرة تماما وهو ما أفضى إلى حالة من الخوف وعدم اليقين.

وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة إن قرابة 24 ألف فلسطيني قتلوا وأصيب 60 ألفا آخرين في الحملة العسكرية الإسرائيلية حتى الآن. وهذه هي أكبر خسارة في أرواح الفلسطينيين في الحروب والصراع الممتد على مدى عقود مع إسرائيل منذ عام 1948.

واتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان صدر بالتزامن مع مرور مئة يوم على الحرب، إسرائيل بالتسبب "في دائرة موت محقق بأشكال مختلفة تهدد حياة المواطنين في قطاع غزة".

ويقول مسؤولون إسرائيليون إنهم يبذلون ما في وسعهم لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين ويتهمون حماس بإخفاء شبكة أنفاقها وبنيتها التحتية العسكرية في مناطق السكان المدنيين في القطاع وتعريضهم عمدا للخطر.

لكن هذا لا يمنح عشرات الآلاف الذين فقدوا ذويهم وأقاربهم بسبب القصف أي مواساة تذكر.

وقال خالد أبو عويضة، الذي فقد 22 فردا من عائلته في ضربة جوية ولا يزال يبحث عبثا بين تلال أنقاض منزل عائلته عن أي مؤشرات على وجود ثلاثة أطفال مدفونين تحتها "كل يوم باجي باتحسر عليهم.. نطلعهم مش عارفين.. مفيش إمكانيات لتطليعهم".

حالة صدمة

انتابت الرأي العام في العالم حالة من الصدمة أيضا وانعكست مرارة الصراع في خروج مظاهرات غاضبة في شوارع مدن أوروبية وجامعات أمريكية ألقت بظلالها على الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وفي أنحاء العالم العربي، تسببت عمليات القتل والتدمير وصور انتشرت على نطاق واسع لسجناء فلسطينيين بملابسهم الداخلية في شيوع حالة من الغضب العارم.

وحتى واشنطن، أقرب حلفاء لإسرائيل، حثتها على التحلي بضبط النفس. ورفعت جنوب أفريقيا دعوى أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين وهي تهمة رفضتها إسرائيل ووصفتها بأنها تشويه سافر مناف للحقيقة.

ولم تفلح حتى الآن جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ولا يزال مستقبل قطاع غزة، القابع تحت الحصار الإسرائيلي منذ أكثر من 15 عاما، مجهولا بينما يتصاعد العنف في مدن بالضفة الغربية المحتلة إلى مستويات لو حدثت في توقيت آخر لتسببت في قلق بالغ.

ودعت الولايات المتحدة وقوى أخرى لإحياء عملية إقامة دولة فلسطينية مستقلة بعد انتهاء الحرب لكن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية لم تستجب حتى الآن لهذه الدعوات.

ووجهت إيران، التي تدعم حماس، انتقادات لاذعة لإسرائيل لكنها أحجمت حتى الآن عن اتخاذ أي إجراء مباشر. ويتوخى حزب الله، حليف إيران في لبنان، الحذر لتجنب الدخول في مواجهة شاملة.

ومع ذلك، تسبب الحوثيون المتحالفون مع إيران في اليمن في اضطرابات متزايدة بشن هجمات على سفن في البحر الأحمر مما يهدد بنشوب صراع أوسع نطاقا يمكن أن يجتذب قوى خارجية ويزيد من زعزعة استقرار النظام العالمي.

يرى الإسرائيليون أن حماس تشكل تهديدا وجوديا وأظهرت استطلاعات رأي أنهم يدعمون الحملة التي تهدف إلى القضاء على الحركة رغم أن معظمهم يلقون على عاتق نتنياهو بمسؤولية الإخفاقات الأمنية التي سمحت أصلا بوقوع هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول.

تحمل الجدران ومحطات الحافلات في أنحاء إسرائيل ملصقات بصور الرهائن وخرجت مظاهرات حاشدة يوم الأحد تطالب بإعادة ما يزيد على 130 ما زالوا محتجزين في قطاع غزة إثر تبادل حوالي نصف العدد الإجمالي للمحتجزين مقابل سجناء فلسطينيين في سجون إسرائيلية خلال هدنة في نوفمبر تشرين الثاني.

وقالت موران ستيلا ياناي التي احتجزت خلال حضورها مهرجان نوفا الموسيقي وعادت في صفقة التبادل "المجتمع الإسرائيلي يعاني من صدمة نفسية عميقة ولا يمكننا التعافي دون عودة جميع الرهائن". وقتل المئات من حضور المهرجان في صباح السابع من أكتوبر تشرين الأول.

كما يشكل استمرار الحرب ضغوطا متزايدة على الاقتصاد وبدأ الجيش في تسريح بعض جنود الاحتياط من بين عشرات الآلاف استدعاهم للخدمة لمحاربة حماس وحراسة الحدود الشمالية ليعودوا لوظائفهم.

لكن نتنياهو، الذي يعتمد مستقبله السياسي على نتيجة الحرب، أظهر عدم اكتراثه بالدعوات المتزايدة لوضع حد للقتال.

وقال يوم السبت في مؤتمر صحفي بالتزامن مع مرور مئة يوم على الحرب "سنواصل الحرب حتى النهاية.. لحين النصر التام".

منظومة صحية "منهارة"

وقال عدد من الأطباء في مستشفى ناصر إنهم يعانون في ظل نظام الرعاية الصحية "المنهار" حاليا.

وأظهرت لقطات لرويترز بعض المرضى مستلقين على نقالات موضوعة أرضا داخل ممرات المستشفى وأطباء يستخدمون كشافات هواتفهم لفحص عيون المرضى.

وقال الطبيب محمد القدرة "كمنظومة صحية منهارة جدا... أغلب الأدوات داخل الرعاية مش موجودة... لا يوجد أسرة، لا يوجد علاجات، يعني معظم الأدوية الموجودة داخل الطوارئ لا تغطي احتياج أي مريض. أصبحنا الآن بسبب عدم وجود الأدوية.. هذا الدواء له بديل مالوش بديل هذا متوفر هذا مش متوفر".

ويتقاسم الكثير من النازحين أجنحة المستشفيات.

وقال محمود جابر، وهو نازح من غزة "ما فيش علاجات، وبنتوجه للإدارة والاستقبال بيقولك ما فيش أدوية. الوضع مأساوي جدا ومش قادرين يعني احنا مرميين في البرد والهوا".

وقال محمود سلامة وهو صحفي فلسطيني مستقل كان يتفقد مدينة الشيخ زايد الشمالية بعد انسحاب الدبابات الإسرائيلية "كانت مدينة الشيخ زايد إحدى مدن غزة الجميلة قبل الحرب، وكان يعيش بها الآلاف، لكنها الآن مدمرة... الواقع أصعب من الصورة".

وأعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل) المزودة للانترنت والهاتف الجمعة انقطاع كافة خدمات الاتصال تمامًا في قطاع غزة في اليوم الثامن والتسعين للحرب.

وقالت الشركة في بيان مقتضب "نأسف للإعلان عن انقطاع كامل لكافة خدمات الهاتف الخلوي والثابت والإنترنت مع قطاع غزة، بسبب العدوان المستمر".

ونشرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بيانا شدّدت فيه على أن "قطع الاتصالات يزيد من حجم التحديات التي تواجه طواقم الهلال الأحمر في تقديم خدماتها الإسعافية والوصول للجرحى والمصابين بالسرعة اللازمة".

الأحداث الكبرى خلال مئة يوم من الحرب

وفيما يلي تسلسل زمني للحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.

- 7 أكتوبر تشرين الأول 2023: اقتحم مسلحون من حماس جنوب إسرائيل انطلاقا من غزة وهاجموا بلدات مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 من الرهائن واقتيادهم إلى غزة، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.

قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل في حالة حرب وأعلن بدء غارات جوية انتقامية على قطاع غزة المكتظ بالسكان، إلى جانب حصار كامل للقطاع الساحلي الواقع بين إسرائيل ومصر.

- 8 أكتوبر تشرين الأول: بدأ حزب الله اللبناني، وهو حليف لإيران مثل حركة حماس، عملية قصف عبر الحدود ضد إسرائيل قال إنها ستستمر طوال الحرب، مما أدى إلى قصف إسرائيلي مضاد.

- 13 أكتوبر تشرين الأول: إسرائيل تطلب من سكان مدينة غزة التي يعيش فيها أكثر من مليون نسمة من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، الإخلاء والتحرك جنوبا. اتخذت إسرائيل على مدار الأسابيع التالية إجراءات لإخلاء الشمال بأكمله. يفر مئات الآلاف من سكان غزة من منازلهم لتبدأ عملية من شأنها أن تؤدي قريبا إلى تهجير جميع سكان قطاع غزة تقريبا مع اضطرار الأسر في كثير من الأحيان إلى الفرار عدة مرات مع تقدم القوات الإسرائيلية.

- 17 أكتوبر تشرين الأول: انفجار في المستشفى الأهلي العربي المعمداني في مدينة غزة يثير غضبا في العالم العربي. ويقول الفلسطينيون إن المئات قتلوا جراء الانفجار الناجم عن غارة جوية إسرائيلية في حين تقول إسرائيل إن سبب الانفجار هو صاروخ فلسطيني أخطأ هدفه، وهي رواية أيدتها واشنطن في وقت لاحق.

الانفجار ألقى بظلاله على زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة في اليوم التالي حيث ألغيت قمته المقررة مع عدد من الزعماء العرب. وفي إسرائيل، يقدم بايدن الدعم الكامل لحقها في الدفاع عن نفسها، لكنه يطلب من الإسرائيليين أيضا ألا يعميهم غضبهم.

- 19 أكتوبر تشرين الأول: سفينة حربية تابعة للبحرية الأمريكية تعترض صواريخ وطائرات مسيرة أُطلقت من اليمن فوق البحر الأحمر صوب إسرائيل. تواصل جماعة الحوثي اليمنية، الحليفة لإيران مثل حماس، هجمات متفرقة طويلة المدى على إسرائيل وضد عمليات الشحن في البحر الأحمر فيما يوصف بالتضامن مع غزة.

- 21 أكتوبر تشرين الأول: السماح لشاحنات المساعدات بالعبور من معبر رفح الحدودي من مصر إلى غزة بعد أيام من الجدل الدبلوماسي. ولم يكن هذا سوى نزر يسير مما هو مطلوب في غزة، حيث ينفد الغذاء والمياه والأدوية والوقود. وتستمر الجهود الرامية لتأمين ما يكفي من إمدادات في ظل الحصار الإسرائيلي وسط تفاقم الأزمة الإنسانية.

- 27 أكتوبر تشرين الأول: بعد أسبوع من توغلات محدودة، شنت إسرائيل هجوما بريا واسع النطاق في غزة، بدأ بهجوم على الشمال وتعهد بإطلاق سراح جميع الرهائن والقضاء على حماس.

- 31 أكتوبر تشرين الأول: مقتل 15 جنديا إسرائيليا في القتال في غزة، وهي أكبر خسارة يتكبدها الجيش في يوم واحد خلال الحرب.

- أول نوفمبر تشرين الثاني: بدء عمليات الإجلاء من غزة عبر معبر رفح لنحو 7000 من حاملي جوازات السفر الأجنبية ومزدوجي الجنسية وعائلاتهم والأشخاص الذين يحتاجون إلى علاج طبي عاجل. ولا تزال الغالبية العظمى من سكان غزة غير قادرة على الخروج من القطاع.

- 9 نوفمبر تشرين الثاني: إسرائيل تقول إن طائرة مسيرة أطلقت من الأراضي السورية أصابت مدينة إيلات الجنوبية. وفي اليوم التالي، قال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم الميليشيا المسؤولة. ولاحقا تقول إسرائيل إن سوريا من بين الجبهات الجديدة في الحرب الآخذة في الاتساع في غزة.

15 نوفمبر تشرين الثاني: دخلت القوات الإسرائيلية مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في غزة، بعد حصار دام عدة أيام قال الطاقم الطبي إنه تسبب في وفاة مرضى وأطفال حديثي الولادة بسبب نقص الكهرباء والإمدادات. ويقول الإسرائيليون إن المستشفى استخدم لإخفاء مقر تحت الأرض لمقاتلي حماس، وهو ما ينفيه العاملون. وفي وقت لاحق، اصطحب الجيش وسائل الإعلام في جولة داخل أحد الأنفاق هناك. وفي غضون بضعة أسابيع أخرى خرجت جميع المستشفيات التي تخدم النصف الشمالي من غزة عن الخدمة.

- 21 نوفمبر تشرين الثاني: إسرائيل وحماس تعلنان الهدنة الأولى في الحرب: اتفاق على وقف القتال لمدة أربعة أيام لتبادل نساء وأطفال من الرهائن المحتجزين في غزة مقابل نساء وأطفال تحتجزهم إسرائيل أو تسجنهم لأسباب أمنية، والسماح بدخول المزيد من المساعدات.

وتم تمديد وقف إطلاق النار لمدة أسبوع وإطلاق سراح 105 من الرهائن وحوالي 240 سجينا فلسطينيا، قبل أن ينهار وتستأنف الحرب في الأول من ديسمبر كانون الأول.

- حوالي الرابع من ديسمبر كانون الأول: بعد أيام من انتهاء الهدنة، شنت القوات الإسرائيلية أول هجوم بري كبير لها في جنوب غزة، على مشارف المدينة الجنوبية الرئيسية، خان يونس. تقول منظمات دولية إن المرحلة التالية من الحرب، والتي ستوسع نطاق الحملة العسكرية من الشمال إلى طول القطاع بالكامل بما في ذلك المناطق التي تؤوي بالفعل مئات الآلاف من النازحين، ستؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني بشكل كبير.

- 12 ديسمبر كانون الأول: قال بايدن إن "القصف العشوائي" الذي تقوم به إسرائيل على غزة يجعلها تفقد الدعم الدولي، في تحول واضح في خطاب الولايات المتحدة، أقرب حلفاء إسرائيل. وخلال الأسابيع التالية، يقوم العديد من كبار المسؤولين الأمريكيين بزيارة إسرائيل لحثها على بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين، وتقليص نطاق الحرب، والتحول إلى حملة تستهدف على وجه الخصوص قادة حماس.

- 15 ديسمبر كانون الأول: القوات الإسرائيلية تقتل بالخطأ ثلاثة رهائن في غزة. أدى الحادث إلى بعض الانتقادات العلنية لمسار الحرب داخل إسرائيل، على الرغم من أن الحملة لا تزال تحظى بدعم داخلي واسع النطاق.

- 22 ديسمبر كانون الأول: المقاومة الإسلامية في العراق، وهي فصائل مدعومة من إيران، تعلن أنها شنت هجوما بعيد المدى على إسرائيل. ولم تعلن إسرائيل عن أي تأثير. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي لاحقا إن العراق من بين الجبهات الإقليمية التي توسعت إليها الحرب في غزة.

- حوالي 26 ديسمبر كانون الأول: شنت القوات الإسرائيلية هجوما بريا كبيرا على مناطق في وسط قطاع غزة، في أعقاب حملة من الغارات الجوية أدت مرة أخرى إلى فرار مئات الآلاف من الأشخاص، معظمهم نزحوا بالفعل.

- بدءا من أول يناير كانون الثاني 2024: تشير إسرائيل إلى أنها ستبدأ في سحب بعض قواتها من غزة في مرحلة جديدة أكثر استهدافا من حملتها التي تقول إنها ستستمر لعدة أشهر. ويقول المسؤولون إن هذا التحول في التكتيكات سيبدأ في شمال غزة، بينما يستمر القتال العنيف في المناطق الجنوبية.

- 11 يناير كانون الثاني: شنت الطائرات الحربية والسفن والغواصات الأمريكية والبريطانية عشرات الغارات الجوية في جميع أنحاء اليمن ردا على هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر. وتنفذ الولايات المتحدة ضربة أخرى في اليمن في اليوم التالي. ويقول الحوثيون إن خمسة من مقاتليهم قتلوا في الضربات الأولية، وإنهم سينتقمون ويواصلون هجماتهم على السفن.

وفي 11 يناير كانون الثاني أيضا، تستمع محكمة العدل الدولية إلى البيانات الافتتاحية في قضية تتهم فيها جنوب إفريقيا إسرائيل بارتكاب حملة إبادة جماعية تقودها الدولة ضد السكان الفلسطينيين. وتنفي إسرائيل هذا الاتهام.

* المصدر: وكالات+رويترز+فرانس برس

ذات صلة

عدل اللّه تعالىدور مهارات إدارة الأموال في التنمية المستدامةهل نجحت الولايات المتحدة الأميركية في كبح التصعيد بين إيران وإسرائيل؟الحاجة الماسة للوعي المروريصمتُ الباطن بوصفه ثمرةً لصمت اللسان