ما هو مصير مجموعة فاغنر بعد مقتل قائدها؟
شبكة النبأ
2023-08-28 03:39
قبل يوم واحد من تحطم طائرة يفجيني بريجوجن رئيس مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة، زار مسؤول روسي ليبيا لطمأنة الحلفاء هناك بأن مقاتلين من فاجنر سيبقون في البلاد لكن تحت سيطرة موسكو.
وقال مسؤول ليبي مطلع إن نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف أبلغ خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) خلال اجتماع في بنغازي أن قوات فاجنر ستكون تابعة لقائد جديد.
وذكر الباحث الليبي جلال حرشاوي من المعهد الملكي للخدمات المتحدة أنه لا يوجد مؤشر على أن التوقيت لم يكن مجرد صدفة. ومع ذلك، تشير زيارة يفكوروف إلى أن "البصمة الروسية في ليبيا... قد تزيد وتتوسع بدلا من أن تتقلص".
ويعد الاجتماع العسكري، الذي أعقب تمردا لم يكتمل لبريجوجن وقوات فاجنر على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يونيو حزيران، دلالة على أن موسكو لا تعتزم التخلي عن الشبكة العالمية التي كونتها مجموعة المرتزقة.
ومع الاعتقاد الآن بأن بريجوجن قد مات، أصبح على المحك مصير شبكة العمليات العسكرية والتجارية المعقدة والمربحة التي كونها هو وفاجنر لروسيا في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
وخاضت فاجنر معارك كبيرة في أوكرانيا، وشاركت في حروب أهلية وحركات تمرد في سوريا وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى ومالي، وسيطرت على مناجم ذهب وحقول نفط في طريقها.
وكان بوتين قد زاد عمليات فاجنر بالفعل في سوريا. وبعد التمرد، سلمت قوات فاجنر في أوكرانيا قاعدة للجيش النظامي الروسي وبدأت تنتقل إلى معسكر للجيش في روسيا البيضاء، لكن لم يتضح عددها هناك.
وفي أفريقيا، قد تظل المجموعة كما هي إلى حد ما في ظل إدارة جديدة أو تُضم إلى مجموعة روسية أخرى من المرتزقة. لكن قدرتها على العمل في أماكن قد لا يكون لموسكو فيها وجود رسمي أو قانوني يجعلها أداة لا تقدر بثمن في يد الكرملين لتنفيذ سياسته الخارجية.
وقال جون ليتشنر، وهو باحث مقيم في الولايات المتحدة يؤلف كتابا عن بريجوجن "فاجنر مبعث دائم للقلق. هناك عقود، إنها بمثابة نشاط تجاري، ويجب أن تستمر".
وأضاف "من ناحية المصداقية، ستحاول (فاجنر) إعطاء الانطباع بأن الأمور تسير بشكل طبيعي، وأنها لا تزال شريكا".
قائد ميت، ويمكننا استبداله
كثف بريجوجن جهوده بعد التمرد الذي شنه في يونيو حزيران لتعزيز وجود فاجنر في أفريقيا. وقال في مقطع فيديو نُشر من دولة أفريقية لم يذكر اسمها "شركة فاجنر العسكرية الخاصة تجعل روسيا أعظم في كل القارات، وتجعل أفريقيا، أكثر حرية".
ربما لم ترحب موسكو بهذا التحرك، ووردت أنباء عن أن الكرملين يؤسس شركات بديلة لتقوم بعمليات فاجنر، ولكن لا يبدو أن أيا منها قادر على القيام بذلك بعد.
ولا يتوقع المحللون تغيرا يذكر حاليا في البلدان التي تعمل فيها فاجنر بموجب اتفاقيات رسمية مع موسكو.
وقال محللون مستقلون ومنظمة هيومن رايتس ووتش إن ما يصل إلى ألفين من مرتزقة فاجنر الموجودين في ليبيا منذ عام 2019 ساعدوا فصيل حفتر في هجومه على طرابلس حتى وقف إطلاق النار في عام 2020 وقاموا بحراسة منشآت عسكرية ونفطية.
وذكر حرشاوي أن روسيا ليس لها دور عسكري رسمي في ليبيا ولا يمكنها التدخل بشكل مباشر دون انتهاك حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، وبالتالي فإن مشاركتها هناك يجب أن تكون من خلال فاجنر أو مجموعة مماثلة.
ولم يرد متحدث باسم حفتر على استفسارات بشأن الاجتماع مع المسؤول الروسي، لكنه قال في وقت سابق إن الرجلين ناقشا التعاون العسكري بما يشمل تنسيق التدريب على الأسلحة الروسية. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن المحادثات ستتناول التعاون في مكافحة الإرهاب.
ونعى فيديل جواندجيكا المستشار السياسي لرئيس جمهورية أفريقيا الوسطى بريجوجن ووصف نبأ وفاته بأنه "محزن للغاية" لأن رجاله "ساعدوا على إنقاذ الديمقراطية" من خلال مساعدة الحكومة في الحرب الأهلية.
وذكر أن فاجنر موجودة في جمهورية أفريقيا الوسطى بموجب اتفاق على مستوى الدولة مع روسيا، وبالتالي "لن يؤثر أي شيء على وجود هؤلاء المدربين". وأضاف أن بريجوجن "قائد ميت، ويمكننا استبداله".
وقال عثمان باري المحلل السياسي في بوركينا فاسو إن حالة الضبابية شكلت مخاطر في أفريقيا.
وأردف قائلا "يمكننا بالفعل تصور الصعوبات العملية التي قد تواجهها الحركة الآن، وغني عن القول أن ذلك سيكون له تداعيات على الدول الأفريقية التي تعمل بها (فاجنر)".
وقد يكون تحديد مصير أصول فاجنر الاقتصادية أكثر صعوبة من الأصول الأمنية. ولا توجد أي معلومات عن مصير شركة "إيفرو بوليس" التي يقال إن فاجنر تمتلكها ولها أصول نفطية في سوريا.
ولا يوجد إلا قدر قليل من المعلومات عن حجم ما تجنيه المجموعة من أعمال التعدين وقطع الأشجار في جمهورية أفريقيا الوسطى وغيرها من دول القارة، لكن محاولة وضع هذه الأصول تحت السيطرة الروسية المباشرة، أو تسليمها إلى متعاقد آخر، ستكون صعبة.
وقال ليتشنر "لا يمكنك شراء شركة وطرد جميع الموظفين ثم تتوقع أن تسير الأمور بنفس الطريقة. ربما تتغير طريقة تقسيم الكعكة، لكن الكعكة لا تزال موجودة".
نموذج مكتوب له البقاء
بعد خسارة قادتها الثلاثة الأكثر نفوذاً، تراجعت صورة مجموعة "فاغنر" الروسية إلى حدّ بعيد، لكنها تبقى رغم ذلك نموذجا لمنظمة مسلحة على ارتباط غير مباشر بالدولة الروسية مرنة في تحركاتها، وهو نموذج يتوقّع أن يستمر.
في الوقت الذي فقدت فيه المجموعة المسلحة زعيمها الذي تميز بحضوره القوي يفغيني بريغوجين، فقدت فاغنر الرجل الثاني ديمتري أوتكين والمسؤول عن اللوجيستيات فاليري تشيكالوف. ما سيؤثر بشكل واضح في طريقة عملها وتسييرها.
نعت الحركات اليمينية المتطرفة الروسية النشطة داخل المجال العسكري على الإنترنت المجموعة بحرقة، على ما يفيد المحلّل لوكاس ويبر، أحد مؤسسي شبكة الأبحاث "ميليتانت واير".
ويقول لفرانس برس "إنهم يتحدثون عن نخبة سياسية وعسكرية فاسدة ومنفصلة عن الواقع. في المقابل، احترموا لدى بريغوجين شخصيته الشجاعة وأنه لم يكن يهاب انتقاد كبار قيادات الجيش وكثيرًا ما تفقد رجاله في ميادين المعركة".
يتحدث البعض عن الانتقام له. لكن هذه التهديدات يصعب تنفيذها على المدى القصير، "بالنظر إلى الطريقة التي اتبعها الكرملين في عزل فاغنر وتشديد المراقبة عليها" بعد أن تجاوزت المجموعة المسلحة حدودها بتمردها في يونيو/حزيران الفائت، ولم يعد ممكنًا لها أن تفلت من غضب الرئيس فلاديمير بوتين.
مقتل بريغوجين يترك المجال مفتوحا أمام الرئيس الروسي لإعادة التفكير في هيكلة هذه الإمبراطورية الموازية والتي ربما دفعت ثمن الاعتقاد بأنها قوة لا تقهر. كما ستكون فرصة لإعادة بلورة صورة قطاع الشركات العسكرية الخاصة الروسية.
رجل واحد
كتبت الخبيرة في الجماعات المرتزقة في مركز الأبحاث "سي اس اي اس" في واشنطن كاترينا دوكسي "أحد الدروس التي ربما استوعبها بوتين من تمرّد حزيران/يونيو الفائت هو خطر منح الكثير من السلطة والمسؤولية... لرجل واحد".
وتابعت "إذا أرادت روسيا الحفاظ على نموذج الشركات العسكرية الخاصة في سياستها الخارجية ومساعداتها الأمنية، فمن المرجح تنويع السوق" لغلق الطريق أمام فرضية ظهور بريغوجين آخر.
وبالفعل تتواجد حاليا العديد من الشركات الأخرى على غرار "ريدوت" و"كونفوي" و"باتريوت".
و"لكي تنجح هذه الفكرة، فإنها تتطلب توافر مجموعة من الشروط، بما في ذلك شد انتباه بوتين فضلا عن القدرة التمويلية، وامتلاك أداة للتأثير"، على ما تبين لو أوزبورن، من منظمة "أول آيز أون فاغنر" غير الحكومية.
وتوضح أن الشركات الأخرى "لديها حضور أقل بكثير من فاغنر وهي وأقل نجاحًا منها، لكنها تتبع البنية نفسها"، مشيرة إلى أنه قد انضم لها منشقون عن فاغنر تربطهم علاقات وثيقة مع المخابرات العسكرية الروسية.
ومن المرجح أن يؤدي الكرملين معها، كما هي الحال مع فاغنر، دورا مزدوجا، بين التحكم بها ودعمها من جهة، والبقاء على مسافة كافية منها من جهة أخرى حتى لا يضطر إلى تحمل مسؤولية كل أفعالها وتصرفاتها خصوصا في دول أفريقيا.
كما أنه "من المتوقع أن تمارس الدولة الروسية مزيدًا من السيطرة المباشرة على هذه الشركات العسكرية الخاصة في البلدان الأجنبية، من دون الاعتراف الكامل بأنها تخضع للسلطة المباشرة للكرملين"، في تقدير الباحثة في معهد الاستخبارات الخاص البريطاني "جينس"، أديتيا باريك.
لكن تظل طريقة تفكيك مجموعة فاغنر مستقبلا غير مؤكدة حتى يومنا هذا.
تقول كاترينا دوكسي أن ذلك يمكن أن يتم من خلال "منحها اسمًا جديدًا وتقسيم الشركات الموجودة في فلك فاغنر إلى كيانات منفصلة"، ومن ثم ربما تأميمها أو الاحتفاظ بها شبه مستقلة.
ولكن لن يكون الولاء للكرملين محلّ نقاش وتفاوض. وتقول لو أوزبورن مستخدمة عبارة ساخرة في الإشارة إلى تحطم الطائرة "الألعاب النارية ليلة الأربعاء تبعث برسالة واضحة للغاية: لا تتجاوزني، إنها مسألة بقاء".
غير أن موسكو لا تستطيع الاستغناء عن مثل هذه الأداة، التي أثبتت نجاعتها لسنوات، في إفريقيا والشرق الأوسط، ولكن أيضاً في الحرب التي أطلقها بوتين على جارته أوكرانيا.
الأمر الذي يؤكده الباحث في معهد أبحاث المدرسة العسكرية "إرسم" في باريس ماكسيم أودينيت بالقول "أحدث النجاحات التكتيكية في أوكرانيا كانت بفضل فاغنر".
ويتابع "دون تكرار الأخطاء نفسها، يبدو التوجه فعليا للحفاظ على هذا النموذج العملي المتمثل في الهياكل غير النظامية والمرنة القادرة على التخلي عن الروتين البيروقراطي الذي تواجهه الهيئات الرسمية للتدخل حيث لا ترغب الدولة في التدخل بشكل مباشر".
ومع ذلك، لن يكون التحول سلسا حتى في غياب بريغوجين لمقاومة تفكيك إمبراطوريته ومشروع حياته.
ويعتبر الصحافي الاستقصائي الروسي دينيس كوروتكوف "كان بريغوجين يتمتع بحرية كبيرة في العمل، وقدرة كبيرة على العمل، وحماس واضح، ومهارات تنظيمية مؤكدة، ولم تكن لديه رغبة في الاثراء الشخصي".
ويخلص "لا أرى أحدًا يشبهه".
أنشطة فاجنر حول العالم
وأدى تمرد مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة التي يرأسها بريجوجن يومي 23 و24 يونيو حزيران إلى إلقاء ظلال من الشك حول مصير شبكتها الواسعة التي تمارس أنشطة متنوعة من العمليات العسكرية والتجارية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
فيما يلي حقائق عما تقوم به فاجنر وأماكن عملياتها:
- أوكرانيا
انتشرت فاجنر في أوكرانيا بعد وقت قصير من بدء الغزو الروسي الشامل في فبراير شباط 2022، وبحلول الصيف كانت المجموعة العسكرية الروسية الخاصة قد جندت آلاف السجناء للقتال في صفوفها على الخطوط الأمامية.
وبحلول ديسمبر كانون الأول، ومع اضطلاعها بدور رئيسي في معركة باخموت، قالت المخابرات الأمريكية إن لدي المجموعة العسكرية 40 ألف سجين مجند يقاتلون في أوكرانيا.
ونسب قادة المجموعة الفضل لأنفسهم فيما تحقق من نجاح روسي في باخموت وانتقدوا الجيش الروسي النظامي وقيادة وزارة الدفاع الروسية مرددين مزاعم حول الفساد وعدم الكفاءة في خوض الحرب.
- روسيا البيضاء
وصل يفجيني بريجوجن رئيس فاجنر إلى روسيا البيضاء بموجب اتفاق تفاوض عليه رئيسها ألكسندر لوكاشينكو. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن مقاتلي المجموعة سيعرض عليهم خيار الانتقال إلى هناك.
وتظهر صور أقمار صناعية لقاعدة عسكرية بالقرب من أسيبوفيتشي، إلى الجنوب الشرقي من مينسك، وهي المنطقة التي قالت تقارير صحفية روسية إن المجموعة ستتمركز فيها، بناء جديدا فيما يبدو مما يشير إلى تطوير سريع لمنشأة من أجل فاجنر.
لكن عمليا، منذ الإعلان عن اتفاق روسيا البيضاء الذي ذكرت تقارير أنه يضمن أيضا سلامته الشخصية، تحرك برجوجن بحرية داخل روسيا فيما يبدو.
- سوريا
بدأت روسيا رسميا عملياتها العسكرية في سوريا عام 2015 دعما للرئيس بشار الأسد. ونشرت قوتها الجوية انطلاقا من قاعدة حميميم الجوية واستخدمت متعاقدين من بينهم فاجنر في بعض العمليات البرية وفي أدوار أمنية، وقُتل مئات منهم في سوريا عام 2018.
وتولت المجموعة مهمة توفير الأمن لحقل الشاعر النفطي ويقول مسؤولون غربيون إن المجموعة تمتلك شركة إفرو بوليس التي تحصل على 25 بالمئة من أرباح عدد من الحقول النفطية السورية.
وجندت فاجنر مقاتلين سابقين في المعارضة السورية المسلحة في المناطق التي استعادها الأسد لاستخدامهم كمرتزقة في ليبيا منذ عام 2019. وأصبحت قاعدة حميميم الجوية مركزا مهما في العمليات اللوجستية لفاجنر كنقطة عبور للرحلات الجوية إلى روسيا وليبيا.
وقالت مصادر إنه عملياتها في سوريا نُقلت سريعا للدولة الروسية بعد تمرد يونيو حزيران مع نقل تعاقدات المقاتلين من الجماعة إلى وزارة الدفاع في موسكو.
- ليبيا
دخلت فاجنر ليبيا عام 2019 لمساعدة القائد العسكري الليبي خليفة حفتر في شرق ليبيا في هجومه على طرابلس لطرد الحكومة المعترف بها دوليا.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية عام 2020 إن الإمارات هي التي دفعت فيما يبدو لدعم فاجنر لحفتر. ساندت الإمارات موقف حفتر إلى جانب روسيا ومصر.
ولم ترد الإمارات على طلب للتعليق حينها، ولم ترد أيضا مرة أخرى في يونيو حزيران حين سُئلت عن وجود أي علاقة لها بفاجنر.
وقال مراقبون لعقوبات الأمم المتحدة في عام 2020 إن فاجنر نشرت نحو 1200 فرد في ليبيا وقالت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا إن طائرات عسكرية روسية تقدم الإمدادات لمقاتلي فاجنر هناك.
وأدارت فاجنر أنظمة دفاع جوي وطائرات مقاتلة من قاعدة الجفرة الجوية جنوبي طرابلس، مع وصول بعض الطائرات الحربية من حميميم.
وبالإضافة إلى تجنيد سوريين، عملت فاجنر بمعاونة مقاتلين أجانب من السودان وتشاد وأماكن أخرى.
ورغم أن هجوم حفتر انتهى بالفشل بوقف إطلاق نار في عام 2020، لكن فاجنر لم تبرح ليبيا وظلت متواجدة في الجفرة وغيرها من القواعد الجوية في الجنوب والشرق التي يقول باحثون إنها تستخدمها كنقطة انطلاق إلى مواقع أخرى في أفريقيا.
وانتشرت أيضا لبعض الوقت حول حقول نفط كبرى ويقول باحثون إن لها مصالح تجارية في ليبيا تشمل إنتاج الطاقة وشبكات تهريب محلية.
- جمهورية أفريقيا الوسطى
جمهورية أفريقيا الوسطى من أفقر دول العالم على الرغم من غناها بالمعادن. وتدخل مرتزقة روس، من بينهم أفراد من فاجنر، في عام 2018 إلى جانب الحكومة لإخماد حرب أهلية تدور رحاها منذ 2012.
وقال السفير الروسي في جمهورية أفريقيا الوسطى في مقابلة في فبراير شباط مع وكالة الإعلام الروسية المملوكة للدولة إن 1890 "مدربا روسيا" موجودون في البلاد.
وقال محللون إن فاجنر حصلت على حقوق قطع الأشجار والسيطرة على منجم ذهب في الجمهورية. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة في جمهورية أفريقيا الوسطى من بين شركات أخرى تتضمن واحدة من الإمارات وقالت إن تلك الشركات ضالعة في تمويل شركة فاجنر من خلال تعاملات غير مشروعة في الذهب.
- مالي
قالت روسيا ومالي إن مقاتلين روسا هناك ليسوا مرتزقة وإنما مدربون يساعدون القوات المحلية في التصدي لمسلحين إسلاميين شنوا تمردا على مدى عشر سنوات.
واستولى قادة مالي على السلطة في انقلاب عام 2021 واستدعوا مجموعة فاجنر بعد أن طلبوا مغادرة مهمة عسكرية فرنسية.
وقالت رويترز في عام 2021 إن الحكومة تتعاقد مباشرة مع فاجنر وتدفع نحو 10.8 مليون دولار شهريا مقابل خدماتها.
ووُجهت اتهامات لمقاتلي فاجنر بالضلوع في واقعة حدثت العام الماضي في مورا بوسط مالي قيل إن قوات محلية ومقاتلين روسا قتلوا فيها مئات المدنيين.
- السودان
يقول دبلوماسيون ودول غربية إن فاجنر ضالعة في تعدين الذهب ونشر معلومات مضللة وتدبير مكائد لقمع الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في السودان مع محاولة روسيا التأثير على مجريات الأمور قبل وبعد الإطاحة بعمر البشير في 2019.
ولموسكو علاقات مع طرفي الصراع الذي اندلع في 15 أبريل نيسان في السودان، لكن يعتقد أن فاجنر تحافظ على صلاتها بقوات الدعم السريع وليس الجيش.
ونفت فاجنر أنها تعمل في السودان قائلة إن أفرادها لم يعد لهم وجود هناك منذ أكثر من عامين وتنفي أي دور لها في المعارك.
لكن الولايات المتحدة اتهمت فاجنر في مايو أيار بتزويد قوات الدعم السريع بصواريخ أرض-جو "مما ساهم في إطالة أمد نزاع مسلح لا يؤدي إلا إلى مزيد من الفوضى في المنطقة".