لبنان ينزف موتا برا وبحرا
وكالات
2022-09-27 07:17
لم تساهم التدابير التي اتخذتها القوى الأمنية في الحد من هذه الظاهرة حيث تُعلن الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية مراراً عن إحباط محاولات هجرة غير شرعية خصوصاً من منطقتي طرابلس وعكار شمالاً، الأكثر فقراً في لبنان. ولكن غرق المركب الأخير سلط الضوء على مدى اليأس الذي يعيشه لبنانيون بحيث أصبح الموت والحياة عندهم سيان في بلد استنزف موارده بالكامل الفساد السياسي.
ولم تتضح بعد ملابسات غرق المركب الذي تراوحت التقديرات بشأن عدد ركابه بين 100 و150 شخصاً، تم العثور على جثث 73 منهم على الأقل حتى الآن وإنقاذ عشرين آخرين، فيما لا يزال آخرون في عداد المفقودين.
وتعدّ حصيلة الضحايا الأعلى منذ أن نشطت ظاهرة الهجرة غير الشرعية من لبنان، التي بدأها لاجئون سوريون وفلسطينيون يبحثون عن بدايات جديدة، قبل أن ينضم اليهم لبنانيون، غالبيتهم من شمال لبنان، أنهكتهم الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي يصنفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850.
فقد أعلن وزير النقل اللبناني يوم الجمعة وفاة ما لا يقل عن 76 شخصا كانوا على متن قارب المهاجرين الذي غرق قبالة الساحل السوري بعد الإبحار من لبنان في وقت سابق من الأسبوع، مع استمرار جهود البحث.
وأصبحت هذه أسوأ رحلة من نوعها تنطلق من لبنان حتى الآن من حيث عدد الوفيات، إذ يدفع الإحباط من الوضع الاقتصادي في البلاد الكثيرين لركوب القوارب المتداعية والمكتظة في أغلب الاحيان أملا في بلوغ أوروبا.
وبدأت السلطات السورية في العثور على جثث في البحر قبالة ساحل طرطوس بعد ظهر يوم الخميس.
ونقلت وزارة النقل السورية عن ناجين قولهم إن القارب أبحر من منطقة المنية بشمال لبنان يوم الثلاثاء وعلى متنه ما بين 120 و150 شخصا، متجها إلى أوروبا.
وقال وزير النقل اللبناني علي حمية إن أنباء أفادت بوجود نحو 45 طفلا على متن القارب ولم يُكتب لأي منهم النجاة، لكنه لم يستطع تأكيد العدد.
واستقبلت عائلة مصطفى ميستو، وهو لبناني كان على متن القارب مع زوجته وأطفاله الثلاثة، المعزين في شقتها في حي باب الرمل الفقير في مدينة طرابلس بشمال لبنان.
وصاح قريب له من كبار السن بينما قدم المعزون العزاء قائلا "ليس لنا إلا الله".
وتجمع أشخاص يخشون أن يكون أقاربهم بين الضحايا عند المعبر الحدودي مع سوريا، في انتظار وصول الجثث.
وقال محمود أبو حيد، وهو أحد سكان مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين قرب طرابلس، إن العشرات من الأشخاص الذين كانوا على متن القارب هم في الأصل من سكان المخيم. وأضاف أن الظروف المعيشية الصعبة بالفعل للفلسطينيين تفاقمت خلال الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان منذ ثلاث سنوات.
وقال حمية إن 20 ناجيا يتلقون العلاج في مستشفيات سورية، معظمهم سوريون. ويعيش نحو مليون لاجئ سوري في لبنان.
وأضاف أن القارب "صغير جدا" ومصنوع من الخشب، ووصف الإبحار في رحلات كهذه بأنه شيء يحدث تقريبا كل يوم بتنظيم من أشخاص لا يكترثون للسلامة.
وأدى الانهيار المالي في لبنان، وهو من أسوأ الانهيارات المالية المسجلة عالميا، إلى زيادة هذه الرحلات. وارتفعت معدلات الفقر ارتفاعا حادا بين السكان البالغ عددهم نحو 6.5 مليون نسمة.
وسارعت قبرص لإرسال فرق البحث والإنقاذ في وقت متأخر من مساء يوم الاثنين ويوم الثلاثاء بعدما أرسلت سفينتان تقلان مهاجرين من لبنان إشارات استغاثة بفارق ساعات فقط.
وكان هناك 300 على متن إحداهما و177 على متن الأخرى، وأعلن مركز تنسيق الإنقاذ المشترك في الجزيرة إنقاذهم جميعا.
وأبلغت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين رويترز في وقت سابق من الشهر أن عدد من غادروا لبنان أو حاولوا مغادرته عن طريق البحر تضاعف تقريبا في 2021 مقارنة بعام 2020، وارتفع مرة أخرى بأكثر من 70 بالمئة في عام 2022 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وغرق قارب مهاجرين في أبريل نيسان، كان قد انطلق من مكان قريب من طرابلس، بينما كانت البحرية اللبنانية تعترضه قبالة سواحل البلاد.
وكان على متنه نحو 80 مهاجرا لبنانيا وسوريا وفلسطينيا تم إنقاذ 40 منهم وتأكيد وفاة سبعة ولا يزال حوالي 30 في عداد المفقودين رسميا.
ومنذ الإعلان عصر الخميس عن غرق المركب قبالة شواطئ طرطوس، والتي راوحت التقديرات بشأن عدد ركابه بين 100 و150 شخصاً من لبنانيين ولاجئين سوريين وفلسطينيين، ترتفع حصيلة الضحايا تباعاً، فيما تم إنقاذ عشرين شخصاً فقط. ولم تتضح بعد ملابسات غرق المركب الذي كانت وجهته ايطاليا.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن اسكندر عمار مدير الهيئة العامة في مستشفى الباسل الذي نقل إليه الضحايا في طرطوس، أن "في حصيلة غير نهائية بلغ عدد الضحايا 89 شخصاً"، بينما تم إخراج ستة ناجين من المستشفى ولا زال 14 شخصاً يتلقون العلاج بينهم اثنان في العناية المشددة.
وأفاد الإعلام الرسمي السوري أن ارتفاع العدد ناتج عن انتشال المزيد من الضحايا. ولا تزال عمليات البحث عن مفقودين مستمرة. وقد عُثر على غالبية الضحايا قبالة جزيرة أرواد وشواطئ طرطوس.
وشيعت عائلات في لبنان الجمعة ضحاياها، وتسلمت أخرى لبنانية وفلسطينية مساء جثث أقربائها عبر معبر العريضة الحدودي ليتم دفنهم السبت.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن عشرة أطفال لقوا مصرعهم في الحادثة وفق تقارير أولية. واعتبرت في بيان أنه "كما هو الحال في العديد من المناطق في المنطقة، يعيش الناس في لبنان في ظروف قاسية تؤثر على الجميع، ولكنها أكثر قسوة بشكل خاص على الأشخاص الأضعف".
نحو حافة الهاوية
وليست الهجرة غير الشرعية ظاهرة جديدة في لبنان الذي شكّل منصة انطلاق للاجئين خصوصاً السوريين والفلسطينيين باتجاه دول الاتحاد الأوروبي. لكن وتيرتها ازدادت على وقع الانهيار الاقتصادي الذي يعصف بالبلاد منذ نحو ثلاث سنوات والذي دفع لبنانيين كثر الى المخاطرة بأرواحهم بحثاً عن بدايات جديدة.
ولم تساهم التدابير التي اتخذتها القوى الأمنية في الحد من الظاهرة. وتُعلن الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية مراراً عن إحباط محاولات هجرة غير شرعية خصوصاً من منطقتي طرابلس وعكار شمالاً، الأكثر فقراً في لبنان.
وأعلن الجيش اللبناني السبت أنه أوقف الأربعاء شخصاً للاشتباه في تورطه بتهريب مهاجرين غير شرعيين عبر البحر، وقد "اعترف بالإعداد لعملية التهريب الأخيرة من لبنان إلى إيطاليا".
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في بيان "هذه مأساة مؤلمة أخرى"، داعياً المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدة الكاملة لـ"تحسين ظروف النازحين قسراً والمجتمعات المضيفة في الشرق الأوسط".
وأضاف في بيان مشترك مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين ومنظمة الهجرة الدولية "الكثيرون يدفع بهم نحو حافة الهاوية".
وقال المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة أنطونيو فيتورينو "لا يجدر بالأشخاص الباحثين عن الأمان أن يجدوا أنفسهم مضطرين لخوض رحلات هجرة محفوفة بالمخاطر ومميتة".
واعتبر المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني أن "لا أحد يصعد على مراكب الموت بسهولة. يتخذ الأشخاص هذه القرارات الخطيرة، ويخاطرون بحياتهم بحثاً عن العيش بكرامة".
وأضاف "علينا أن نفعل المزيد (...) لمعالجة الشعور باليأس في لبنان والمنطقة".
لبنانيون حلموا بتعليم أطفالهم
عندما حسم قراره بالهجرة غير الشرعية مع أسرته الصغيرة، لم يتخيل مصطفى ميستو، كما يروي أقرباؤه، أن الموت سيكون لهم بالمرصاد. جلّ ما حلم به سائق سيارة الأجرة أن يطعم أطفاله ويعلمهم بعدما ضاقت بهم سبل العيش في لبنان.
ومصطفى هو أحد ضحايا قارب الموت الذين عثرت عليهم السلطات السورية، بعد غرق مركبهم الذي انطلق من شمال لبنان وعلى متنه عشرات المهاجرين، غالبيتهم من اللبنانيين واللاجئين السوريين.
في باب الرمل، أحد أفقر أحياء مدينة طرابلس في شمال لبنان، تبكي العائلة على مصابها، بعدما تبلغت أن مصطفى قضى غرقاً مع أطفاله الثلاثة بينما نجت زوجته.
ويقول جهاد المانع، قريب مصطفى، لوكالة فرانس برس "لم يذهب في نزهة الى الخارج أو لقضاء إجازة نهاية الأسبوع. لم يكن حلمه الحصول على جنسية أخرى بل أن يسجل أولاده في مدرسة ويطعمهم".
وغادر مصطفى مع عائلته، بعدما دفع مبلغاً يتراوح بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف دولار مقابل كل شخص لمهربين، كما يروي المانع. وجمع المبلغ المطلوب بعدما باع سيارته واستدان مالاً من إخوته وباعت والدته مصاغها.
ولم تتمكن العائلة من معرفة الوجهة التي كان سيسلكها القارب قبل غرقه. وينتقد أفرادها بشدة المسؤولين خصوصاً رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المتحدر من طرابلس، والذي تحاول عبثاً التواصل معه منذ وقوع الفاجعة.
ويسأل المانع بانفعال "أين المعنيين؟ لا نعلم ما إذا كان أولادنا موتى أم أحياء".
إما أصل أو أموت
منذ شيوع نبأ غرق المركب، يتوافد الأقرباء والأصدقاء الى منزل العائلة المفجوعة، بينهم عمر ميستو، صديق مصطفى منذ الطفولة.
ويقول لفرانس برس "الفقر والوضع المعيشي جعلا مصطفى يغادر لبنان".
وينقل عنه قوله باستمرار "سأغادر حتى لو كنت سأموت. إما أن أصل أو أموت".
وغادر وسام التلاوي مع زوجته وأطفالهما الأربعة على متن المركب، لتتبلغ العائلة نجاته، بينما توفيت ابنتاه (خمس وتسع سنوات) ولا تزال زوجته مع طفلين آخرين في عداد المفقودين.
وتسلمت العائلة، وفق أحمد، شقيق وسام، جثة الطفلتين وجرى تشييعهما في مسقط رأسيهما في منطقة عكار (شمال).
ويتلقى وسام العلاج حالياً في مشفى الباسل في مدينة طرطوس، مع 19 شخصاً آخرين ممن تم إنقاذهم من البحر.
ويقول أحمد لفرانس برس عبر الهاتف "استيقظنا الخميس ولم نجد شقيقي، العامل في شركة تنظيفات".
ويضيف "لم يقو على تأمين قوت يومه وتعليم أطفاله، فكلفة تسجيل كل ولد في المدرسة تبلغ 10 ملايين ليرة".
وينتقد بشدة غياب السلطات اللبنانية. ويسأل بغضب " اين الدولة؟ لم نتلق اتصالا من أي جهة بعد، ولم يكلف مسؤول نفسه بالذهاب الى سوريا لمتابعة الملف".
الفقر في مدينة المليارديرات
في مدينة طرابلس، التي ينحدر منها أغنى السياسيين بلبنان، ينعي السكان الأشد فقرا موتاهم مرة أخرى.
وقبل الانطلاق في الرحلة المشؤومة، تراكمت الديون على ميستو بشكل كبير، وباع سيارته وذهب أُمه لتوفير الطعام لأسرته إلا أنه ظل غير قادر على توفير أشياء بسيطة مثل الجبن لشطائر أطفاله، حسب أقاربه وجيرانه.
وقالت روان المانع (24 عاما) وهي من أقاربه، "كل العالم (الناس) يا اللي بتروح بالبحر عارفين حالهم رايحين يموتوا، ولكن بيقولوا بركي وصلنا لنتيجة (قد نصل إلى نتيجة) بركي فيه أمل، عم يتأملوا، يعني هم رايحين على أمل، ما رايحين انتحاري، هم رايحين يريدون تجديد حياتهم، انظروا الآن هم صاروا في حياة جديدة وإن شاء الله حياتهم هناك (يعني في مماتهم) تكون أحلى من حياتهم هذه".
وسلطت المأساة الضوء على الفقر المتزايد في شمال لبنان، لا سيما في طرابلس، وهو ما يدفع المزيد من السكان للإقدام على خطوات يائسة مع استمرار الانهيار المالي المدمر لثلاث سنوات.
كما سلطت الضوء على التفاوتات الصارخة والحادة بشكل خاص في الشمال، فطرابلس هي مسقط رأس عدد من السياسيين من فاحشي الثراء، ومع ذلك لم تحظ المدينة إلا بالقليل من التنمية أو الاستثمار.
ورغم أن كثيرين من زعماء الطوائف في لبنان ينفقون الأموال في مجتمعاتهم لحشد الدعم السياسي، يقول سكان طرابلس إن منطقتهم تعاني من الإهمال رغم ثراء سياسييها.
وخلال تجمع للمعزين في منطقة باب الرمل الفقيرة بطرابلس، عبر كثيرون عن غضبهم إزاء السياسيين المنحدرين من المدينة ومن بينهم رئيس الوزراء اللبناني الملياردير نجيب ميقاتي.
وتضيف روان المانع "نحن ببلد ما فيه قيمة للإنسان، نحن عايشين ببلد بس الزعماء بيطلعوا بيشفطوا مصاري وبيحكوا، ويللا عمره الإنسان ما يرجع".
وكانت طرابلس، وهي ثاني أكبر مدينة في لبنان بعدد سكان يبلغ نحو نصف مليون نسمة، من أفقر مدن البلاد قبل أن يهوي لبنان في أزمة مالية نتيجة عقود من الفساد وسوء إدارة النُخب الحاكمة.
وقال مهند الحاج علي، الباحث في مركز كارنيجي للشرق الأوسط، إن طرابلس لم تشهد أي جهود إنمائية كبيرة منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990 على الرغم من الصعود السياسي لرجال أعمال أثرياء من المدينة.
مليارديرات وفقر
جمع ميقاتي الجزء الأكبر من ثروته من أنشطة الاتصالات وصنفته مجلة فوربس رابع أغنى رجل في العالم العربي في عام 2022.
وقال مكتب ميقاتي في بيان لرويترز إنه كان الداعم الأكبر للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في طرابلس لأكثر من 40 عاما، من خلال مؤسساته الخيرية.
وأضاف أنه يتفهم المعاناة التي يمر بها أبناء لبنان عامة وطرابلس خاصة بسبب الأزمة.
وكان بيت ميقاتي المطل على البحر على مشارف المدينة، والمعروف محليا باسم "قصر ميقاتي"، نقطة تجمع في السنوات الأخيرة للاحتجاجات الرافضة لفساد الحكومة والمعبرة عن اليأس الاقتصادي.
واتهم الادعاء اللبناني ميقاتي في أكتوبر تشرين الأول عام 2019 بالإثراء غير المشروع لاستفادته من أموال مخصصة لبرنامج قروض سكنية مدعومة للأسر الفقيرة، وهي اتهامات ينفيها.
وقال مكتبه إن الاتهامات لها دوافع سياسية وتهدف لتشويه سمعته، ولفت إلى أن قاضيا آخر أسقط القضية في وقت سابق هذا العام.
في انعكاس لفقدان التواصل بين الناس والسياسيين في طرابلس والاعتقاد بأن شيئا لن يتغير، صوت ثلاثة فقط بين كل عشرة من سكان المدينة في الانتخابات البرلمانية التي أُجريت في مايو أيار.
وشمال البلاد أحد أكثر مناطق لبنان اضطرابا منذ نهاية الحرب الأهلية إذ أن طرابلس والمناطق المحيطة بها بيئة خصبة لتجنيد المتشددين من الشباب السُنة.
وصارت طرابلس في الآونة الأخيرة مثالا للوضع الأمني المتدهور المرتبط بالانهيار المالي.
وأعلن وزير الداخلية بسام مولوي خطة أمنية جديدة بعد تصاعد الجرائم والعنف.
وبحسب سكان من مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين فإن العشرات ممكن كانوا على متن القارب المنكوب هم من سكان المخيم المترامي الأطراف. كما كان هناك كثير من السوريين، الذين يعيش نحو مليون منهم في لبنان بصفة لاجئين.
وأدت الأزمة الاقتصادية إلى ارتفاع هائل في معدلات الفقر. ووفقا لبيانات الأمم المتحدة فإن 80 بالمئة من سكان لبنان البالغ عددهم زهاء 6.5 مليون نسمة فقراء. ولم تفعل الحكومة شيئا يُذكر لمعالجة الأزمة التي وصفها البنك الدولي بأنها ركود متعمد "دبرته" النخبة من خلال إحكام قبضتها الاستغلالية على الموارد.
وحاولت عدة قوارب أخرى الإبحار من لبنان الأسبوع الماضي، وأنقذت قبرص 477 شخصا كانوا على متن سفينتين غادرتا لبنان.
وتقول مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إن 3460 شخصا غادروا لبنان أو حاولوا مغادرته عن طريق البحر منذ بداية هذا العام، أي ما يعادل أكثر من مثلي العدد عام 2021 كاملا.
ومن بين ضحايا القارب الذي كان يحمل ميستو امرأة وأطفالها الأربعة من منطقة عكار بشمال لبنان. وأوضح رئيس بلدية القرقف، التي ينحدرون منها، يحيى الرفاعي أن الوالد كان واحدا من بين عدد قليل من الناجين. ووصف الأزمة بأنها أسوأ من الحرب الأهلية.