ملتقى النبأ للحوار يناقش تداعيات الانسداد السياسي في ظل أغلبية صامتة

شبكة النبأ

2022-08-06 05:50

عقد ملتقى النبأ للحوار نقاشا موسعا حول تداعيات تشكيل الحكومة من قبل الإطار التنسيقي، وذلك يوم السبت 2/8/2022، بمشاركة شخصيات سياسية واكاديمية واعلامية ونخبة من المراقبين والمثقفين افتتح النقاش بسؤال وجه من قبل ادارة الملتقى حول تداعيات اصرار السيد مقتدى الصدر على عدم قبول التفاوض إلا وفق شروط محددة، وجاءت الاجابات تباعا حسب المداخلات التي عرضت في مجموعة الواتساب الخاصة بملتقى النبأ للحوار.

الدكتور رياض المسعودي

أتساءل عن:

أولا: هل تم إحترام الدستور والعمل بفقراته.

ثانيأ: هل تم إحترام الإنتخابات والعمل بنتائجها، وكم شارك فيها، وكم طرف قال إنها مزورة، وتظاهر على نتائجها؟

ثالثا: هل تم إحترام رئيس مجلس الوزراء، كم مره دخلوا عليه، كم طرف أساء له جهارا نهارا؟

رابعا: هل الطبقة السياسية، أثمرت وانتجت شيء للشعب العراقي، غير تقاسم الكعكة؟

بعد كل ذلك، لماذا تساقطت أوراق الشجر، عندما طالب السيد القائد مقتدى الصدر أعزه الله تعالى، بتغيير الواقع، هل يريدون بقاء سرقة ٢٠ ترليون سنويا من أموال الشعب، ويرغبون، ببقاء السجاد الأحمر وارتال المواكب، والتبريد والتدفئة دون انقطاع، والمواطن ٧ ساعات كهرباء...لماذا عندما نطرح موضوع ونناقشه، نسمع حرمة الدم وغير ذلك، وكأنه لا تغيير إلا بالدم.

علينا أن نفرق بين دعوات (التهدئة)، التي تهدف إلى عدم انزلاق الأمور إلى منزلقات خطيرة، وبين (الحوار)، الذي يمثل فعلا سياسيا له دوافع وبه مخرجات لمصلحة طرف على حساب آخر..فالعميلة السياسية بالعراق رافقتها الحوارات على مختلف المستويات منذ عام ٢٠٠٥م ولحد الآن، بل كان وزارة للمصالحة وغيرها انفقت المليارات على السرادق والخرفان والسمج والايفادات، والشيء الوحيد الحاضر فيها هو (عدم الثقة)، بين الأطراف والخلاف وليس الاختلاف، الكبير بينهم، وبصدد تقييم دعوات(الحوار) الحالية اقول فيها:

أولا: تغيير الدستور يحتاج توافق، وقد يرفض من ثلثي ثلاث محافظات أو أكثر، حسب الدستور، وإذا يمرر فهو دستور توافقي، يراعي مصالح الأحزاب فقط والجهات المغذية لها من خارج أو داخل العراق، وبالتالي فهو لن يلبي متطلبات النجاح.

ثانيا: حل البرلمان يحتاج نص +١ وهو وارد في المادة ٦٤ من الدستور النافذ، وقد فشل المجلس السابق في تطبيقها، إذ تم الحل بعد ٤ أشهر وليس في مدة أقصاها ٦٠ يوم كما ذكر الدستور، وهذا لا يحتاج موافقة التيار، كونه خارج المجلس

.ثالثا: مفوضية الإنتخابات من القضاة، وتم تقاسم أعضاؤها من المكونات، فإذا تم استبدالها، كيف أيضا عن طريق الأحزاب، وصياغة القانون، ما الجديد تم تجربة أغلب القوانين.. ثم إذا ظهرت نفس النتائج، ماذا نفعل.

رابعا: يظهر إن هذه الدعوات سببها أربعة دوافع:

الأول: رغبة البعض ببقاء الأمور على حالها يعني تأجيل الحل.

الثاني: رغبة بعض الأطراف إلى تصحيح واقعها الذي أنهار بعد انتخابات ٢٠٢١م المبكرة.

الثالث: رغبة البعض الاستحواذ، على المحافظات، بسبب نفوذه.

الرابع: عدم الذهاب باتجاه محاسبة المفسدين والمقصرين. عليه، نحتاج الاعتراف بالخطأ والاعتذار أولا، ثم المصارحة ثانيا، ثم المصالحة مع الشعب ثالثا.

لا عودة، حتى إذا أجريت انتخابات جديده، الفرصة الوحيدة هو التغيير، وليس الترقيع، وفق ثلاث مراحل: لاعتذار والمصارحة والمصالحة.

الاستاذ رفعت الزبيدي

يُعبّرون عن مشاكل العراق بالأزمات. وهذا يعني بحث ودراسة مع المراجعة الصريحة والواقعية فليس من المنطق حصر الأزمة العراقية بتشكيل حكومة أو مناصب وزارية ولجان برلمانية. الثورات تأخذ وقتاً لتتحول الى بركان يحرق الجميع خصوصا في الشرق الاوسط وفي دولة مثل العراق. من استهان بالضعيف سيُغلب في النهاية، لذلك الحكمة مطلوبة ومؤتمر الحوار الوطني أحد أهم المقترحات والتي بحاجة الى تفعيلها على أرض الواقع.

المنطق يقول ووفق مراجعة، مؤتمر الحوار الوطني تحضره:

أولا: شخصيات من داخل العملية السياسية لم تتورط في ملفي انتهاكات حقوق الانسان والفساد المالي والاداري.

ثانيا: قوى المعارضة الحقيقية وفق سيرتهم الذاتية.

ثالثا: رؤساء عشائر لهم سمعة طيبة وحضور وطني مشهود لهم.

رابعا: شخصيات تكنوقراط توكل لهم فيما بعد العمل ضمن لجان متخصصة بعد مخرجات المؤتمر.

خامسا: بعض القيادات من حركة الاحتجاج وثورة تشرين الغير مخترقين ممن لديهم توجه وطني.

على أن تتعهد الكيانات السياسية بالقبول بمخرجات المؤتمر. في رأيي ان يُعقد المؤتمر خارج العراق بسبب عدم توفر الجانب الامني لبعض قوى المعارضة المتهمين بتهم كيدية. وكل شروط من يحضرون ان لايكونوا متورطين بانتهاكات حقوق الانسان والفساد المالي والاداري.

إذا توفّرت النوايا وفهموا الواقع تبدأ الحلول، مثلا مشكلتنا أعمق من موضوع حل البرلمان واعادة الانتخابات. يجب أن يجلس عقلاء العراق ممن لم تتلطخ أياديهم بدماء العراقيين سواء من المنطقة الخضراء يقدمون مرشحيهم والحنّانة كذلك ثم المعارضة الحقيقية والتكنوقراط المستقلين وقوى الثورة الوطنية من الشخصيات الناشطة الغير مخترقة. كمعارضة وناشطين تشرينيين تُراجَع سيرتهم الذاتية. كل مجموعة ممن ذكرت يقدمون مطالعة بمقترحات مؤتمر الحوار واللجنة المشرفة على المؤتمر توحدها وفق الرؤى المشتركة وتُبحث كورقة عمل مؤتمر الحوار الوطني. تتعهد الكيانات السياسية الحاكمة بقبول نتائج المؤتمر.

مع ضمانات أمنية وقانونية لتأمين حضور المعارضة التي في الخارج. الشرط الاساسي لكل من يحضر ممن ذكرت غير متورط في ملف انتهاكات حقوق الانسان والفساد المالي والاداري.

الاستاذ ابراهيم العبادي

ثمة مقدمات للفوضى يتغافلها الساسة والزعماء في غمرة الخوف المتبادل والتعصب والاعتقاد بصوابية المسلك وحقانية الموقف، هناك من يعتقد ان الانسداد في الازمة السياسية لن يصل الى نهاياته الا بانكسار أرادة احد طرفيه، وانتصار ارادة اخرى وربما يصل الهوس ببعض المتحمسين الى التفكير بالغاء الاخر عبر منطق القوة، وهنا يفيدنا منهج التحليل السياسي في التحذير من الاستمرار بمسلك الصراع وتحويله من تنافس سياسي الى صراع قوى شارعية لاترى ابعد من تخوم شعاراتها ،ولا اشد واخطر من ان يكون الدين ومناسباته عاملا تعبويا ووسيلة لانتاج خطاب الحسم والفصل وهو ما يزيد الامور تعقيدا، خصوصا اذا كان الشارع تهيمن عليه ايديولوجيا مذهبية ثورية لاتعير قيمة لمعاش الناس وامنهم ،المهم عندها ان تعيش وفية لمبادئها دونما مراجعة هادئة لحقانية ماتزعم من مباديء وصوابيتها .

العراق يحترق بثقافة الانفعال الثوري ومنطق الخصومة الحزبية، وليس من افق واعد يشير الى نضج التجارب وقدرة على تقدير المخاطر، السياسة في العراق لا تسويات فيها ولا رؤى عقلانية، واحزاب العراق افضل تجسيد ومحاكاة للجماعات السياسية والدينية التاريخية، التي خاضت غمار الصراع ولم تهتد الى ترجيح اللجوء الى التنازلات المتبادلة والتفاهمات عند منطقة الوسط، كانت صراعات العالم القديم داخل البلد الواحد تحسمها القوة والغلبة قبل ان يبتكر الغرب في عالمنا الحديث، صناديق الاقتراع واستفتاء أراء الناس ويفرض بموجب العقدالاجتماعي خضوع الاقلية لمنطق الاكثرية ويجعلها حكما وميزانا، نحن في العراق لم نتعلم التسليم لمعادلة الاكثرية والأقلية، لأننا لا نؤمن بالديمقراطية ولا بفلسفتها ومازالت الديمقراطية عند كثير من الاسلاميين كفرا وهرطقة، ومازلنا أوفياء لتراث داحس والغبراء.

الكاتب الصحفي علي الطالقاني

لدينا ثلاثة توجهات الأول يتحدث عنه الصدر وهو اجراء انتخابات مبكرة وتنحية شخصيات سياسية، ويراهن على جمهوره الواسع وقدرته على التغيير.

الثاني يصر قادة الإطار على ان الصدر لا يمثل جميع المكونات السياسية، وان الانتخابات ستمدد من بقاء الكاظمي في السلطة وربما خسارة في تلك الانتخابات ان تمت، ويراهن على جمهوره ويتقوى بتعدد زعاماته وبتحالفه مع إيران وبالنفوذ داخل المؤسسات الحكومية.

الثالث هناك اغلبية صامتة لا زالت تقف متفرجة على ما يجري دون تحريك ساكن ودون موقف.

التحدي الأكبر هو توقف الحوار، لأن مرحلة ماقبل الحوار اصبحت مفقودة وهي الثقة والاصرار على تنحية الآخر.

ما يدهشني أكثر النخب والاغلبية الصامتة الى الان لم ترتبط ولم تعترف بقيادة بل انها تائهة.

متى نقتنع بان النجاح بدون قيادة محدود جدا

والنجاح مع قيادة فرص النجاح أكبر.

بذريعة الديمقراطية والاستقلالية اصيبت النخبة في الغالب بنرجسية عالية حتى لم تعد تؤمن ببعضها البعض، وكان الجميع منزه عن الخطأ، وبالتالي عدم الاعتراف باي قيادة حتى وان كانت من ضمن الجمع وحاولت التصدي، بل نجد تارة تحطيم المتصدي او عدم وجود مشروع للنخبة "المهم الواحد يعيش"

حالة اليأس وعدم تحمل المسؤولية من قبل النخب وانعكس ذلك على عوام الناس بالتالي تولدت لنا مسارات مشوشة ومشوهة.

عشرون عاما ولا زلنا لم نتعلم وقبلها ثلاثون عام ولم نتلقى الموعظة من الدرس.

الاستاذ عمانؤيل خوشابا

قبل ايام تحدثنا بالامر هنا في ملتقى النبأ وطرحنا رؤيتنا وقلناها صراحة.

تمديد لحكومة الكاظمي لحين اجراء انتخابات مبكرة.

واظن قوى الإطار التنسيقي قبل انسحاب الكتلة الصدرية من الانتخابات وبعد اعلان نتائج الانتخابات. كانت هذه أحد مطالبهم.

وتغريدة الاستاذ حيدر العبادي جاءت داعمة لمطلب السيد مقتدى الصدر بحل مجلس النواب واجراء الانتخابات المبكرة.

ولو كانت مؤتمرات المعارضة العراقية من نيويورك ١٩٩٩ ولندن ٢٠٠٢ ومن ثم قبيل سقوط النظام العفلقي في مؤتمر صلاح الدين ناقشوا مثل هذا الطرح بعمق وتوصلوا الى نتائج لما كنا قد وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم.

المشكلة كانت ما بعد التغيير كل القوى السياسية كانت محسوبة اما طائفية او قومية. ولم يكن هناك لنوع الهوية الوطنية التي سيبنى عليها عراق ما بعد النظام البعثي. هذا إذا اخذنا بنظر الاعتبار ان نظام البائد كان قد علق الهوية الوطنية بمدى الولاء لرأس النظام، لذلك عندما سقط سقطت معه كل المفاهيم الاخرى. ولن تستطع القوى السياسية التي تصدت لعملية الحكم في بلورة هوية وطنية جامعة ولا رؤية للاقتصاد ولا الالية التي يمكن بها مواجهة كل المشاكل التي عانى منها المواطن العراقي على مدى العقود الثلاث والنصف تحت حكم البعث.

كما لا ننسى ان كتلنا السياسة شرقية ووريثة لكل المفاهيم الاقصائية. الانفراد في الحكم وعدم سماع الرأي الاخر، عدم وجود خبرة في المناصب العليا للادارة سواء المدنية منها والعسكرية فكانت مجرد حشو للمناصب دون الرؤية بمدى الاهلية، اضافة الى عوامل التسابق الحزبي في كسب الشعبية وربما هنا تكون استثناء للالتزام العقائدي او الحزبي المركزي لدى بعض الكتل.

كل هذه العوامل وعوامل كثيرة افقدتنا رؤية الدولة الحديثة التي نرغب في بنائها والاقتصاد الذي يمكننا السير لمواكبة التقدم الذي عبرنا به باقي الدول بينما كان العراق تحت الحصار واوقف عجلة التقدم الا في مجالات تخدم النظام.

الدكتور مسلم عباس

اعتقد ان المسألة لا تتعلق ببيضة القبان، إنما في المسارات المتقاطعة التي يصعب تلاقيها، وظهور الجمهور كقوة جديدة في المعادلة السياسية.

الإطار التنسيقي يريد المسار السياسي التقليدي الذي بنيت عليه العملية السياسية منذ 2003، وهو مسار مغضوب عليه شعبيا، متهم بكل الاوجاع التي يعاني منها البلد، وازالته مطلب شعبي ضاغط.

السيد مقتدى الصدر سلك المسار الشعبي الناقم على المنظومة، ويبدو أنه سيمضي إلى نهاية الطريق، لأنه يعرف جيداً ان مسار الإطار ميت وغير قابل للانعاش حتى لو اجتمعت جميع القوى السياسية على كلمة واحدة.

المشكلة الحقيقية ليست في تباعد الاطراف السياسية بل في ابتعاد الساسة (شيعة وسنة وكرد) عن الشارع، وهذا خلق فجوة ثقة هائلة لا يمكن ردمها بالحوارات ولا بالاتفاق السياسي.

الدكتور حميد مسلم الطرفي

إبان احتجاجات تشرين وانقلاب طيف كبير من الناس فجأةً ضد ايران وضد الحشد الشعبي الذي حمى الأرض والعرض، حتى وصلت الأمور إلى قيام البعض بتمزيق صور الشهداء مابين النجف وكربلاء !

في كتاب فهو روح السياسة لغوستاف لوبون (1841-1931م) وهو طبيب وفيلسوف ومؤرخ فرنسي حيث يقول : "ويسهل تهييج الجموع لشدة إحساسها ولا يعسر تحويلها لسرعة تقلبها، فالجموع التي تُتوّج البطل في معبد (الكابيتول ) قد تدهوره من شاهق( تاربيان) بمثل تلك الحماسة، فروبسير الذي كان قبل سقوطه بيوم معبود الشعب الباريسي، سيق في اليوم الثاني من سقوطه الى المقصلة بين صفير هذا الشعب وشتمه، وكذلك(مارا) الذي دفن في (البانتيان) بين تهليل الجموع رميت جثته بعد بضع سنوات من قبل هذه الجموع في المرحاض وما كان مصير جثة كرومويل بأحسن منه " (غوستاف لوبون، روح السياسة، ص94 ) .

..................................................

*ملتقى النبأ للحوار هو مجتمع يسعى إلى تحفيز المناقشات بهدف توليد الأفكار من أجل دعم المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني وإسداء النصح لها من خلال عدة فعاليات يقوم بها الملتقى.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي