حرب السفن: هل تتحول لمواجهة مفتوحة بين إسرائيل وإيران؟
عبد الامير رويح
2021-03-22 04:35
تصاعدت التوترات والتهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل مجددا بسبب بعض القضايا والملفات المهمة ومنها برنامج ايران النووي، وهو ما اثار قلق ومخاوف العديد الدول والحكومات خصوصاً وان الصراع الإيراني الإسرائيلي، قد شهد الكثير من المستجدات في السنوات الاخيرة التي شهدت تنفيذ العديد من الهجمات المسلحة والعمليات الخاصة في مناطق مختلفة، في سوريا والعراق ولبنان ودول اخرى اصبحت اليوم ساحة حرب بالوكالة بين إيران واسرائيل، ويرى بعض المراقبين، أن إسرائيل التي استفادت كثيراً من فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. نجحت في توسيع نفوذها في منطقة الشرق الاوسط بشكل كبير بعد اتفاقيات التطبيع العلاقات الأخيرة مع العديد من الدول العربية.
وقد اكدت بعض المصادر ايضاً ان تل ابيب تُجري اتصالات ومباحثات من أجل إقامة تحالف أمني مع دول خليجية بهدف مواجهة ايران والحد من نفوذها في المنطقة، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في وقت سابق إنه ينوي إقامة "ترتيب أمني خاص" مع دول الخليج العربية التي لها علاقات مع إسرائيل وتشاركها المخاوف بشأن إيران. وأقامت دولة الإمارات والبحرين علاقات رسمية مع إسرائيل العام الماضي، واقترحت إسرائيل والإمارات إقامة تعاون دفاعي وعسكري في إطار التقارب المدعوم من الولايات المتحدة. وكانت قناة "آي24 نيوز" (i24news) الإسرائيلية نقلت ايضاً عن مصادر خليجية لم تسمها، أن تل أبيب توجهت إلى كل من السعودية والإمارات والبحرين لبناء تحالف أمني دفاعي على غرار حلف الناتو، للتعامل مع التهديد الإيراني المتزايد في المنطقة.
مثلما يشير مراقبون إلى بدء حرب السفن بين إسرائيل وإيران. فهل ينذر ذلك بمواجهة مفتوحة بين البلدين؟ ولماذا تلتزم إيران الصمت تجاه استهداف سفنها؟ وهل ستقف أمريكا في طريق إسرائيل وتمنع فتح جبهة بحرية بين العدوين اللدودين؟
من جانب اخر اكدت بعض المصادر أن إسرائيل لها سياسة خاصة ومختلفة، فهي تعمل على اثارة مخاوف دول المنطقة من اجل ضمان مصالحها، فتل أبيب قد لا يكون هدفها مواجهة فعلية مع إيران، وأنها ربما تتخذها بمثابة فزاعة للحصول على اعتراف إقليمي وكسر الحواجز النفسية أمام التطبيع الشامل. ورغم العداء الظاهر فهما يحافظان على حدود واضحة للمواجهة تقوم على استهداف محدود لمواقع بشكل يحول دون الانزلاق إلى المواجهة. وأشار المراقبون إلى مثال استهداف السفينة الإسرائيلية في خليج عمان، حيث اكتفت إسرائيل على لسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتوجيه الاتهامات لإيران دون ردة فعل انتقامية مباشرة على العملية، تماما مثلما دأبت إيران على مقابلة الهجمات الإسرائيلية بمجرد التلويح بالانتقام دون أي ردة فعل، سواء منها الهجمات التي يتم تنفيذها في سوريا ضد مواقع إيرانية أو تلك التي تستهدف علماء في البرنامج النووي على الأراضي الإيرانية.
وعندما سُئل نتنياهو عما إذا كانت إسرائيل سترد قال “أنتم تعرفون سياستي. إيران هي أكبر عدو لإسرائيل. وأنا مصمم على التصدي لها. نوجه لها ضربات في كل أرجاء المنطقة”. وجاء الهجوم على السفينة، وفقا للمراقبين، امتدادا للرسائل التي يتم تبادلها بين البلدين: تضربون في العراق وسوريا، نضرب في الخليج.
هجمات واتهامات
في السياق ذاته نقلت وسائل إعلام إيرانية عن محقق إيراني قوله إن إسرائيل تقف على الأرجح وراء الهجوم الذي وقع في البحر المتوسط وألحق أضرارا بسفينة حاويات إيرانية. وقالت إيران إن سفينة الحاويات شهركرد أصيبت بشحنة متفجرة تسببت في نشوب حريق صغير لكن لم يصب أحد على ظهرها. وقال مصدران أمنيان بحريان إن الدلائل الأولية تشير إلى استهداف السفينة عمدا من مصدر مجهول.
ونقلت وكالة نور نيوز شبه الرسمية عن عضو لم تذكر اسمه في الفريق الإيراني الذي يحقق في الواقعة قوله "بالنظر إلى الموقع الجغرافي والطريقة التي استهدفت بها السفينة فإن أحد الاحتمالات القوية هو أن هذه العملية الإرهابية نفذها النظام الصهيوني (إسرائيل)". وامتنع وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس عن التعليق مباشرة على الحادث، لكنه قال إن إيران ترسل بانتظام أسلحة إلى وكلائها في المنطقة عن طريق البحر والجو والبر وهي عمليات لا بد وأن تمنعها إسرائيل.
وقال جانتس "نحبط إمدادات الأسلحة وأشياء أخرى تتعلق بتطوير العمليات والامكانات العسكرية جوا وبحرا وبرا". وأضاف جانتس في ندوة عبر الإنترنت استضافها حزبه أزرق أبيض "ولا أقول بهذا ما إذا كنا فعلنا أو لم نفعل هذا أو ذاك". وقال سعيد خطيب زاده المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن التقارير أكدت وقوع هجوم تخريبي "في انتهاك واضح للقانون الدولي".
وقال المحقق إن مقذوفات متفجرة ربما أطلقت من طائرة مسيرة أصابت عددا من الحاويات على سطح السفينة. وقالت شركة الملاحة البحرية الإيرانية إنها ستتخذ إجراء قانونيا لتحديد هوية منفذي الهجوم الذي وصفته بالإرهاب والقرصنة البحرية. وجاء الحادث بعد أسبوعين من تعرض سفينة إسرائيلية لتفجير في خليج عمان.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن إسرائيل استهدفت ما لا يقل عن 12 سفينة متجهة إلى سوريا وتحمل في الغالب نفطا إيرانيا خشية أن تمول أرباح النفط الإرهاب في الشرق الأوسط. وامتنع مسؤولون إسرائيليون عن التعليق على تقرير الصحيفة، الذي استشهد بمسؤولين أمريكيين وإقليميين، وجاء في الوقت الذي تراجع فيه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن السياسة المتعلقة بإيران. ولم يصدر تعليق من السفارة الأمريكية في القدس. بحسب رويترز.
على صعيد متصل قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إيران مسؤولة عن انفجار وقع على متن سفينة إسرائيلية في خليج عُمان وهو ما نفته طهران. وتعرضت السفينة ناقلة السيارات (إم. في. هيليوس راي) لانفجار. وقال مسؤول دفاعي أمريكي إن الانفجار تسبب في حدوث فتحات في جانبي السفينة. وقال مسؤول إسرائيلي إن ألغاما لاصقة استخدمت في التفجير. وقال نتنياهو لراديو كان "كانت هذه بالتأكيد عملية إيرانية. هذا واضح".
ونفت إيران ضلوعها في التفجير وقال سعيد خطيب زاده المتحدث باسم وزارة الخارجية في مؤتمر صحفي في طهران "نرفض بشدة هذا الاتهام .. أمن الخليج الفارسي مهم جدا بالنسبة لإيران ولن نسمح لهم بإشاعة الخوف في المنطقة بمثل هذه الاتهامات". وأضاف "يعلم النظام الصهيوني جيدا أن ردنا فيما يتعلق بقضايانا الأمنية... يكون دوما صارما ودقيقا". وكانت إيران قالت في نوفمبر تشرين الثاني إنها ستقوم برد "محسوب" على قتل أبرز عالم نووي إيراني والذي ألقت بمسؤولية قتله على إسرائيل. ولم ترد إسرائيل على هذا الاتهام. وتصاعدت حدة التوترات في منطقة الخليج منذ أن أعادت الولايات المتحدة فرض العقوبات على إيران في عام 2018 إثر إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران وقوى كبرى.
ويقع خليج عمان بين إيران وسلطنة عمان عند مخرج مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يمر عبره جزء كبير من النفط العالمي وتجوب مياهه سفن تابعة لتحالف بقيادة الولايات المتحدة. وكان وزير الدفاع الإٍسرائيلي بيني غانتس اعتبر أن إيران قد تكون مسؤولة عن الانفجار الذي تعرّضت له سفينة الشحن "ام في هيليوس راي"، بحسب السلطات الإسرائيلية، كجزء من زيادة الضغط من أجل إعادة التفاوض على الاتفاق بشأن برنامجها النووي لتحسين شروطه مع واشنطن.
من جانب اخر قالت وزيرة حماية البيئة الإسرائيلية جيلا جملئيل إن إيران وراء حادث التسرب النفطي الذي وقع مؤخرا قبالة شواطئ إسرائيل وتسبب في أضرار بيئية كبيرة، ووصفت ما حدث بأنه إرهاب بيئي. وقالت جملئيل إن السفينة التي تسببت في التسرب مملوكة لليبيين وأبحرت من إيران عبر الخليج دون اتصال عبر موجات اللاسلكي، ثم مرت عبر قناة السويس. وأضافت في إفادة للصحفيين أن السفينة، وهي ناقلة نفط تحمل اسم إميرالد وترفع علم بنما، دخلت المياه الإسرائيلية في شرق البحر المتوسط ثم أغلقت الاتصال اللاسلكي مرة أخرى ليوم كامل تقريبا، ولوثت البحر بين الأول والثاني من فبراير شباط.
وقالت إن السفينة واصلت رحلتها من هناك إلى سوريا، حاملة شحنة مقرصنة من إيران. وقالت جملئيل "إيران (تمارس) الإرهاب بالإضرار بالبيئة، وعندما تضر إيران بالبيئة فهي لا تضر بدولة إسرائيل فقط". وعرضت الوزارة ما قالت إنها "أدلة ظرفية" قوية على أن هذه السفينة مسؤولة عن التسرب، رغم أنها لا تملك "أدلة جنائية". وقالت إنها تستبعد أيضا أي مصدر آخر.
خطوط حمراء
على صعيد متصل حذرت إيران في وقت سابق من تجاوز "خطوط حمر" متعلقة بأمنها في الخليج بعد تقارير صحافية عن تحركات لغواصة إسرائيلية باتجاه المنطقة، وشددت على أنها ستدافع عن نفسها ضد أي "مغامرة" قد تقدم عليها إدارة دونالد ترامب في أيامها الأخيرة. ونقلت تقارير صحافية أجنبية عن وسائل إعلام اسرائيلية، أنباء عن عبور غواصة اسرائيلية قناة السويس في طريقها الى الخليج أيضا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحافي ردا على سؤال بشأن هذه التقارير "يدرك الجميع ما يعنيه الخليج الفارسي بالنسبة لإيران". وأضاف "يدرك الجميع سياسات الجمهورية الإسلامية في إيران في مجال الأمن والدفاع الوطني، ويعرفون جيدا الى أي حد سيكون الخطر مرتفعا في حال أرادوا تجاوز الخطوط الحمر لإيران". ولم تؤكد إسرائيل أو تنفي رسميا التقارير عن تحرك غواصتها. والدولة العبرية هي العدو اللدود لإيران في الشرق الأوسط، وسبق للجمهورية الإسلامية أن اتهمتها بالوقوف خلف عمليات عدة استهدفتها.
من جانبه قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي إن جيش بلاده يجدد خطط العمليات المرسومة لمواجهة إيران وإن عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي الإيراني المبرم في 2015 ستكون "خطئا". وبدا أن تلك التصريحات هي رسالة للرئيس الأمريكي جو بايدن مفادها أن يتوخى الحذر في أي تواصل دبلوماسي مع إيران. وصدور مثل تلك التصريحات عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بشأن صنع سياسة أمريكية أمر نادر ومن المرجح أنها تمت بعد موافقة من الحكومة الإسرائيلية.
وقال كوخافي إن تلك الخطوات التي اتخذتها إيران تظهر أن بمقدورها في النهاية اتخاذ قرار بالمضي قدما وبسرعة صوب تصنيع أسلحة نووية. وتنفي طهران السعي لامتلاك أسلحة نووية. وتابع كوخافي قائلا "في ضوء هذا التحليل الأساسي، وجهت قوات الدفاع الإسرائيلية لإعداد مجموعة من الخطط العملياتية إضافة لما لدينا بالفعل". وأضاف "اتخاذ قرار بشان التنفيذ سيعود بالطبع للقيادة السياسية لكن تلك الخطط يجب أن تكون على الطاولة". بحسب فرانس برس.
الى جانب ذلك رأى مسؤول إيراني بارز أن تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي تدخل في إطار "حرب نفسية"، مؤكدا أن طهران لن تتوانى في الدفاع عن نفسها في مواجهة أي اعتداء. وقال محمود واعظي، مدير مكتب الرئيس حسن روحاني، إن الإسرائيليين "يقومون (بشن) حرب نفسية. عمليا ليست لديهم أي خطة، أي قدرة، وهم غير قادرين" على مهاجمة إيران. وشدد واعظي على أنه "من أجل الدفاع عن إيران، قواتنا المسلحة مدرّبة. المناورات المختلفة التي قمنا بها هي دليل على أن لا نية لدينا بالاعتداء". وتابع "لا نية لدينا بالدخول في حرب، لكننا سندافع جديا عن بلادنا". وأجرى الحرس الثوري والجيش الإيرانيان سلسلة مناورات عسكرية وشملت تمارين عدة مثل استخدام الطائرات المسيرة، وإطلاق صواريخ بالستية، وإنزال مظليين.
إسرائيل والا تفاق النووي
على صعيد آخر، قال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز إن أي اتفاق نووي جديد بين الغرب وإيران ينبغي أن يكون "معدلا جذريا" مقارنة مع الاتفاق السابق. وحث شتاينتز، الحليف الوثيق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الرئيس الأمريكي جو بايدن على ممارسة "ضغط هائل" على إيران لتغيير سلوكها وتفكيك برنامجها النووي، الذي قال إنه يمكن أن يؤثر أيضا على أوروبا والولايات المتحدة وليس الشرق الأوسط فحسب.
وقال في مؤتمر سيراويك الذي تنظمه (آي.اتش.إس) عبر الانترنت، متحدثا إلى جانب نظيريه من مصر والإمارات "تتفق كل دول الشرق الأوسط على أن هذا خطر مدمر ينبغي منعه مسبقا". وأضاف "إيران لها ظل كبير" في إشارة إلى تأثير أفعال إيران على جيرانها العراق ولبنان وسوريا واليمن. وقال "إنهم ينتهكون كل التزاماتهم... الاتفاق السابق ليس كافيا بأي حال من الأحوال". وأضاف شتاينتز أن أي اتفاق مع الغرب في نهاية المطاف بشأن برنامج إيران النووي "يجب أن يكون معدلا جذريا" عن الاتفاق السابق.
وفي وقت سابق قال وزير الطاقة الإسرائيلي إن أمام إيران نحو ستة أشهر لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية اللازمة لصنع سلاح نووي واحد، وهي تقريبا ضعف المدة التي توقعها وزير الخارجية في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن. وإسرائيل قلقة من نية إدارة بايدن العودة للاتفاق النووي المبرم مع إيران في 2015، وهي تعارض الاتفاق منذ فترة طويلة. وتقول واشنطن إن انسحاب الإدارة الأمريكية السابقة من الاتفاق كانت له نتائج سلبية إذ دفع إيران للتخلي عن التزاماتها بتقييد أنشطتها النووية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن الوقت الذي قد تحتاجه إيران لزيادة تخصيب اليورانيوم إلى درجة النقاء المطلوبة لصنع سلاح نووي "تقلصت من أكثر من عام (بموجب الاتفاق النووي) إلى ما بين ثلاثة أو أربعة أشهر تقريبا". وقال إن تصريحاته تستند إلى معلومات منشورة. لكن وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز قال في مقابلة إذاعية إن إدارة ترامب "أضرت بشدة بمشروع إيران النووي".
وقال لإذاعة هيئة البث الإسرائيلي (مكان) "فيما يتعلق بالتخصيب، يمكنهم الوصول للكمية الكافية في غضون نصف عام إذا فعلوا كل ما يلزم... وفيما يتعلق بالسلاح النووي تبلغ المدة حوالي عام أو عامين". وسرعت إيران في الفترة الأخيرة من التخلي عن التزاماتها بموجب الاتفاق الذي بدأت في انتهاك شروطه في 2019 ردا على انسحاب الولايات المتحدة منه وإعادة فرضها العقوبات عليها.
وتظهر أحدث تقديرات ربع سنوية للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب ارتفع إلى 2.4 طن، أي أكثر بعشر مرات من المسموح به بموجب الاتفاق لكنه أقل كثيرا من ثمانية أطنان كانت لديها من قبل. بدأت إيران في تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء أعلى وعادت لمستوى العشرين بالمئة الذي كانت قد بلغته قبل الاتفاق بالمقارنة مع أعلى مستوى سابق البالغ 4.5 بالمئة. ويحدد الاتفاق نسبة النقاء المسموح بها عند 3.67 بالمئة وهي بعيدة تماما عن نسبة التسعين بالمئة المطلوبة لصنع سلاح نووي.