مسلسل المذابح التكفيرية: استشهاد 27 شخصا في هجوم انتحاري استهدف مسجد الامام الصادق بالكويت

شبكة النبأ

2015-06-27 01:01

في استمرار لمسلسل المذابح التكفيرية الذي يرتكبه دعاة الفكر التكفيري ويحرض عليه منظريه، استشهد 27 شخصا على الأقل في هجوم انتحاري استهدف مسجدا يرتاده الشيعة في الكويت. وأوضح نائب في البرلمان أن انتحاريا اقتحم مسجد الإمام الصادق وفجر نفسه. وتبنى الاعتداء تنظيم "الدولة الإسلامية".

واستهدف هجوم الانتحاري الجمعة مسجد الامام الصادق الذي يرتاده الشيعة في العاصمة الكويتية أثناء أداء صلاة الجمعة، وقال مسؤول أمني "إنه تفجير انتحاري". وبحسب شاهد، فإن "العشرات قتلوا وأصيبوا". وانتشرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر رجالا على الأرض وأجسادهم مغطاة بالدماء بين الحطام داخل المسجد. بحسب فرانس برس.

وأوضح خليل الصالح عضو مجلس الأمة الكويتي إن المصلين كانوا ساجدين في الصلاة عندما دخل انتحاري مسجد الإمام الصادق وفجر نفسه فدمر الجدران والسقف.

وتابع أن الانفجار كان كبيرا للغاية ودمر السقف. وقال إن أكثر من ألفين من أتباع الطائفة الجعفرية الشيعية كانوا يصلون في المسجد.

وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال إن المهاجم استهدف "وكرا خبيثا ومعبدا للرافضة المشركين...وأهلك وأصاب الله على يديه العشرات منهم."

وهذا هو أول هجوم انتحاري على مسجد للشيعة في الإمارة الخليجية.

وحث التنظيم المتشدد أتباعه على تصعيد الهجمات في رمضان على المسيحيين والشيعة والسنة الذين يقاتلون مع تحالف تقوده الولايات المتحدة ويقصف التنظيم.

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن إمام المسجد قوله إن الهجوم استهدف المصلين في الجزء الخلفي من المسجد قرب نهاية صلاة الجمعة.

وطوقت قوات الأمن محيط المسجد وبدأ رجال الإنقاذ في نقل المصابين إلى المستشفيات.

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية اسم الانتحاري وقال في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي "في عملية نوعية يسر الله أسبابها لجنود الخلافة في ولاية نجد انطلق أحد فرسان أهل السنة وهو الأخ أبو سليمان الموحد ملتحفا حزام العز الناسف مستهدفا وكرا خبيثا للرافضة المشركين في حي الصابري بالكويت." بحسب رويترز.

وقالت وزارة الصحة إن بنك الدم الكويتي فتح مراكز إضافية للتبرع بالدم وحثت المواطنين الذين ليسوا في حاجة إلى العلاج الطبي العاجل على تجنب الذهاب إلى وحدات الطوارئ بالمستشفيات.

وأظهرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع اخبارية كويتية رجالا يرتدون الملابس التقليدية وهي ملطخة بالدماء خارج المسجد. وأظهرت صورة أخرى جثث الضحايا ملفوفة في أكياس بيضاء.

وأعلنت الكويت السبت يوم حداد.

وقال الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي زار المسجد بعد الهجوم إن التفجير انتهك حرمة شهر رمضان المبارك وكذلك الشريعة الإسلامية التي تحرم سفك دماء الأبرياء.

وأضاف "وحدتنا الوطنية هي السياج المنيع لحفظ أمن الوطن". ومضى يقول "إن ما يتحلى به... المواطنون الكرام من روح وطنية سامية ومشهودة وبما عرف عنهم من محبة وتفاني لوطنهم وولاء له والتفاف حول قيادتهم سيصد بعون الله تعالى ويفشل اهداف منفذي هذا العمل الشنيع والجبان ويعزز التكاتف والتلاحم والتمسك بروح الأسرة الكويتية الواحدة بما عرف عنها من محبة وتألف وتأزر."

وأدان رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح الذي زار الجرحى في المستشفى الأميري الهجوم وقال إنه محاولة لاستهداف الوحدة الوطنية للكويت.

وأضاف لرويترز أثناء خروجه من المستشفى "هذا الحادث يستهدف جبهتنا الداخلية ووحدتنا الوطنية ونحن أقوى بكثير من هذا التصرف السيء ووعي المواطن فوق كل شيء وهو الذي سيخذلهم."

واستهدفت الدولة الإسلامية في الآونة الأخيرة مساجد للشيعة في السعودية ونفذت هجمات أيضا ضد افراد الطائفة الزيدية في اليمن.

وأقرت الكويت في الآونة الأخيرة تشريعا يسمح بوضع كاميرات الأمن في الأماكن العامة.

وقال عضو البرلمان الكويتي صالح عاشور لرويترز إن حادث مسجد الصادق في الكويت لم يكن يستهدف الشيعة في الكويت ولا الكويت وحدها وإنما يستهدف الأمة كلها.

وأضاف "الهدف هو تغليب ثقافة الغاب والارهاب والتكفير على الثقافة الإسلامية والتعددية الدينية... نحن أمام تحد كبير شعوبا وحكومات المقصود هو إحداث فوضي خلاقة في المنطقة."

وقال وزير العدل والاوقاف والشؤون الإسلامية يعقوب الصانع إنه على الرغم من الهجوم ستبقى الكويت واحة للأمن لجميع اطياف وطوائف المجتمع الكويتي وإن الحكومة تتخذ كثيرا من الإجراءات لحماية المصلين والمساجد.

الأسباب الحقيقية للجريمة الارهابية

وعد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي انه ليس بغريب أن يتم تفجير مسجد في الكويت ولكن الغريب أن هذا التفجير قد جاء متأخرا جدا في ظل وجود أسباب رئيسية للإرهاب. وهو وجود أشخاص مغذين للفكر التكفيري وخطاب الكراهية، مثل شافي العجمي الذي قال سابقا في منطقة مشرف وأمام الملأ "بكل فخر نحرنا الشيعه بالسكاكين والجميع يكبر"، ومثل عثمان الخميس الذي نقل عنه انه يعتبر "الشيعة عقيدة منحرفة/الشيعة أهل فسق وفجور/لايجوز أن تعزي شيعي/لايجوز أن تصلي بمساجدهم/علماء الشيعة كفار"، ومثل خطابات بعض أعضاء مجلس الأمة التي تنشر الكراهية والطائفية مثل وليد الطبطبائي وهايف المطيري.

والسبب الاخر هو الصمت حكومي تجاه هذه التصريحات والأفعال على الرغم من وجود قوانين وتشريعات تجرم الطائفية، وكذلك عدم وجود إرادة حكومية لتغيير مناهج وزارة التربية الحالية في منهج التربية الإسلامية للصف العاشر والتي تعتبر "الشيعة متهمون بالشرك الأكبر ويجوز قتلهم وأنه يجب معاداتهم وعدم موالاتهم".

وقف بث قناة "وصال" بتهمة التحريض على الطائفية

من جهتها أوقفت وزارة الإعلام الكويتية بثّ قناة "وصال" في الكويت، بعد ساعات من تفجير مسجد الإمام الصادق، في صلاة الجمعة. واتهمت الكويت القناة بتأجيج الصراع الطائفي في البلاد، على خلفية عدة تغريدات نشرها الحساب الرسمي للقناة، يطالب فيها "أهل السّنّة بالاعتداء على الشيعة". بحسب الوكالات.

وكانت السعودية قد أقرت قبل نحو عام إغلاق مكتب القناة في السعودية، وإيقاف بثها إضافةً للتحقيق مع بعض مقدمي البرامج فيها، بتهمة تأييد تنظيم "القاعدة".

في الوقت ذاته، دان مغردون وإعلاميون كويتيون "التحريض الذي دأبت القناة على انتهاجه طوال الفترة الماضية"، معتبرين أنّه "كان له دور في دفع الانتحاري لتفجير نفسه بين المصلين". واستشهد المغردون على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بتغريدة قديمة، نشرتها القناة على حسابها الرسمي على تويتر، تنبأت فيه بانتهاء التعايش السلمي بين الشيعة والسنة في الكويت.

هذه التغريدات، التي اعتبرها إعلاميون ومغردون تحريضاً على الطائفية، دفعت الإعلامية الكويتية، فجر السعيد، لتطالب بمحاكمة القائمين على القناة، وإغلاقها بشكل رسمي. وتساءلت على حسابها الرسمي: "ألا تجرؤ حكومة الكويت على تحويل ملاك قناة (وصال) الكويتيين للتحقيق والطلب رسمياً من المملكة العربية السعودية إغلاق قناة (وصال) لتحريضها السافر".

ونشط طوال اليوم وسم "#تفجير_مسجد_الإمام_الصادق" بالتغريدات التي تهاجم القناة، فطالب دهام بن دواس بإيقاف القناة، كأول خطوة لمحاربة الطائفية، وكتب: "أول خطوة لمحاربة الطائفية والتطرف إيقاف قناة وصال وقناة صفا وقناة المجد".

المرجع الشيرازي يعتبر هذه الجرائم إنذار للظالمين بالزوال

من جهته اصدر المرجع الديني اية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله بياناً استنكر فيه العمل الارهابي في جامع الامام الصادق عليه السلام بدولة الكويت، وجاء في البيان: في شهر الصيام شهر الله، وفي يوم الجمعة يوم الله، وفي المسجد بيت الله، وبالنسبة للصائمين ضيوف الله، وفي حال الصلاة التي هي رأس عبادات الله، تطال أيدي أثيمة لسفك دماء الأبرياء، في مسجد الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام في الكويت. يا لها من جريمة كبرى يندى لها جبين التاريخ.

وأضاف البيان: هذه الأيدي المجرمة هي التي إبتدئت في شهر الله، وفي بيت الله، ولسيد الصائمين والمصلين أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، فهدمت بقتله أركان الهدى. وتسلسلت هذه الأيدي في مواصلة الجرائم العظيمات عبر التاريخ، بأولاد أمير المؤمنين المعصومين عليهم السلام، وشيعته الذين لم يزالوا مظلومين في كل مكان وكل زمان.

وهذه المآسي والجنايات هي فخر للمظلومين، وإنذار للظالمين بالزوال، وإنتصار أكيد لخط أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، الذين جعلهم رسول الله صلى الله عليه وآله العِدل الوحيد للقرآن الحكيم، حيث قال: (كتاب الله وعترتي أهل بيتي).

وأضاف المرجع الشيرازي: وإنني اذ أبتهل إلى الله العلي العظيم بعلو الدرجات للشهداء الأبرار، وبالشفاء العاجل للجرحى والمصابين، والأجر الجزيل والصبر الجميل لذويهم المفجوعين، اوصي جميع المؤمنين الكرام - وخاصة في الكويت الجريح - بأن يتعزوا بعزاء الله عزوجل.

وأسأله سبحانه أن يعجل في فرج المنتقم من الظالمين سيدنا ومولانا الإمام المهدي المنتظر صلوات الله وسلامه عليه وعجل الله تعالى فرجه الشريف، فيأخذ بالثأر للمظلومين، إنه القريب المجيب.

بيان علماء الدين في الكويت يدعو إلى الوقوف يدا واحدة في مواجهة التكفيريين

من جهتهم اصدر بيان علماء الدين في الكويت بيانا جاء فيه: بقلوب يملؤها الحزن ويعتصرها الأسى تلقينا نبأ الانفجار الإرهابي التكفيري في جامع الإمام الصادق عليه السلام في منطقة الصوابر أثناء أداء المصلين لصلاة عصر هذا اليوم الجمعة فاستشهد إثر ذلك 27 شهيدا وأصيب ما يزيد عن 200 جريحا.

لقد مضى الشهداء إلى ربهم وهم في حال الصلاة والصوم في أفضل الشهور وأفضل البقاع لينالوا شرف الشهادة على حب محمد وآل محمد عليهم السلام.

ويأتي هذا العمل الإجرامي في الكويت بعد سلسلة من الانفجارات التي طالت المساجد والحسينيات في الإحساء والقطيف والدمام وبعد إعلان مرتكبيها أنهم ماضون في غيهم وعدوانهم في استهداف الشيعة في المنطقة ضمن خطاب تحريضي طائفي مدعوم بإعلام بعض القنوات الفضائية المعروفة التي بات همها الأول والأخير تكفير الشيعة.

وأضاف البيان: وإننا إذ نعزي عوائل الشهداء الأبرار بمصابهم فإننا نعرب عن استنكارنا وإدانتنا لهذا العمل الإجرامي الأثيم، كما ندعو كافة أبناء أمتنا الإسلامية وبالخصوص الشعب الكويتي الكريم إلى الوقوف يدا واحدة في مواجهة التكفيريين الذين تغلغلوا داخل مجتمعاتنا وأخذوا يمارسون إجرامهم بعد أن مهد لهم شيوخ الفتن، فالخطر الذي يتهدد وطننا اليوم داخلي.

كما ندعو الحكومة إلى أن تتحمل مسؤوليتها كاملة في حفظ أمن المواطنين وبيوت الله عز وجل وإعادة النظر في موقفها من مثيري الفتن والمناهج الدراسية، كما ندعو مجلس الأمة أن يمارس دوره الغائب في سن القوانين اللازمة في هذا الإطار.

ختاما نسأل الله عز وجل أن يحفظ بلدنا العزيز من شرور التكفيريين وأن يرفع درجات شهدائنا الأبرار وان يمن على الجرحى بالشفاء العاجل، إنه سميع مجيب.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا