توتر واضح في ليلة الانتخابات في واشنطن

وكالات

2020-11-05 07:46

أمضى مئات من أنصار جو بايدن ليلة الانتخابات الرئاسية في وسط واشنطن وهم واثقون من فوز المرشح الديموقراطي لكنهم قلقون من أن يقوم دونالد ترامب بالطعن في النتائج.

ومنذ بعد ظهر الثلاثاء، تجمع مئات الأشخاص في وسط العاصمة في موقع "بلاك لايفز ماتر بلازا" (ساحة حياة السود مهمة) الذي أصبح رمزا للمعارضة لدونالد ترامب في محيط البيت الأبيض وتحول إلى حصن منيع. بحسب فرانس برس.

في هذا الشارع الشهير الذي غيرت اسمه البلدية الديموقراطية بعد وفاة الأميركي من أصل إفريقي جورج فلويد في أيار/مايو بيد شرطي أبيض، نافست الحفلات الموسيقية الشعارات السياسية لجزء من المساء.

ورفع علم كبير كتب عليه "ترامب يكذب طوال الوقت" أمام السياج الذي يمثل المحيط الأمني حول البيت الأبيض

لكن خلال المساء بدا أن ولايات أساسية عدة وخصوصا فلوريدا تميل لمصلحة الملياردير الجمهوري ما أدى إلى توتر.

وبدلا من الأجواء الاحتفالية، ساد توتر غذته انتقادات متبادلة بين أنصار قلائل لدونالد ترامب والعديد من الناشطين المناهضين للعنصرية، في رمز واضح للانقسام العميق في البلاد.

وقال تامي جيرجينتي (51 عامأ) وهو موظف مدني متقاعد "نحن هنا لدعم جو بايدن و(المرشحة لمنصب نائب الرئيس معه) كامالا هاريس، على أمل أن نحتفل بذلك".

واضاف مبتسما "لكنني أعتقد أن جو بايدن يمكنه الفوز الليلة أو غدا أو بعد غد".

وأدلى حوالى مئة مليون ناخب بأصواتهم قبل يوم الانتخابات وهو أمر غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة. في واشنطن معقل الديموقراطيين يخشى كثيرون ألا يعترف دونالد ترامب بهزيمته في حال فوز بايدن.

وقد اعلن فوزه وقال إنه سيلجأ إلى المحكمة العليا.

وقالت كريستين كونزي (28 عاما) التي حملت لافتة كتبت عليها عبارات دعم لبايدن وهاريس "لم أبدأ بالاحتفال بعد" على الرغم من أن "الأجواء إيجابية ويسودها تفاؤل".

وأضافت هذه السيدة التي تقيم في فيرجينيا جنوب العاصمة وصوتت عبر البريد "جئت لأنني أفضل أن أكون هنا على أن أبقى في المنزل ينتابني القلق"، موضحة أنها "قلقة لأنه حتى إذا فاز جو بايدن، فإن دونالد ترامب لن يعترف بهزيمته لأنه شخص يستبد به الغرور".

أما الشابتان سوزان رايان ولورين ساندرز وهما كاتبتان من نيويورك فهما تريدان الانتظار قبل الاحتفال بفوز مرشحهما. وقالت ساندرز "لن نغادر الشارع حتى نعرف أن دونالد ترامب وافق على الذهاب بسلام".

وفي مكان غير بعيد في ساحة ماكفرسون، تابع عشرات الأشخاص ليلة الانتخابات أمام شاشة عملاقة تنقل ما تبثه شبكة "سي ان ان".

وقالت سابينا روجرز (42 عاما) وهي من سكان واشنطن إنها كانت قلقة لأنها شاهدت ظهور نتائج الولايات. وأضافت "أعتقد أن جو بايدن سيفوز بالتصويت الشعبي لكن لا شيء أكيد بسبب نظام الهيئة الناخبة" وكبار الناخبين في الولايات الرئيسية الضرورية للفوز.

وتخشى سابينا روجرز قبل كل شيء أن "يحاول الجمهوريون الاستفادة من النظام" لتأخير النتائج أو التأثير عليها.

ومصدر القلق الآخر الذي تم تناقله على وسائل التواصل الاجتماعي لبضعة أيام هو العنف الذي قد يندلع بعد إعلان النتائج.

وفي نهاية المساء بدأ مئات من الناشطين المناهضين للفاشية الذي ارتدوا ملابس سوداء ووضعوا كمامات أو اقنعة مسيرة في المدينة، مرددين "لا عدالة ولا سلام" أو هتافات معادية للشرطة.

وجاب الموكب شوارع العاصمة الخالية من دون وقوع حوادث تذكر رغم التوترات مع الصحافة وبين المتظاهرين.

تمت حماية معظم المباني في وسط المدينة بوضع ألواح من الخشب على واجهاتها لتفادي الأضرار المحتملة وظلت قوة شرطة كبيرة متمركزة فيه طوال المساء.

أنصار بايدن مدعوون للتحلي بالصبر

وقد وصل مناصرو المرشح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية جو بايدن مساء الثلاثاء إلى ويلمينغتون في ولاية ديلاوير للاحتفال بفوزه، إلا أنهم غادروا بعد ثلاث ساعات بعد أن انتابهم شعور بعدم اليقين، باذلين قصارى جهدهم للتحلي بالصبر.

وكان المئات من أنصار بايدن توجّهوا إلى موقف المقرّ الرئيسي لحملة ويلمينغتون، لتمضية السهرة الانتخابية في السيارات لمراعاة التباعد الجسدي بسبب وباء كوفيد-19. بحسب فرانس برس.

وضغطوا على أبواق سياراتهم بحماسة للترحيب بالرئيس السابق باراك أوباما عند وصوله، بعد منتصف الليل، مصممين على أن يودعوا معه ولاية دونالد ترامب. إلا أنهم سرعان ما أُصيبوا بخيبة أمل.

وقال بايدن البالغ 77 عاماً وهو يمسك بيد زوجته جيل على المنصة "ندرك أن ذلك يستغرق وقتاً".

وأضاف "لكنني هنا لأقول لكم إننا نعتقد أننا على الطريق الصحيح للفوز بهذه الانتخابات".

وتُظهر النتائج الأولية أن المنافسة محمومة. وتبددت الآمال بانتصار سريع للمرشح الديموقراطي عندما توقعت القنوات التلفزيونية الأميركية فوز الرئيس المنتهية ولايته في ولايتي فلوريدا وتكساس المكتظتين سكانياً، اللتين تمنحان عدداً كبيراً من كبار الناخبين (29 و38 على التوالي).

وصرّح بايدن "حافظوا على ايمانكم، سنفوز!" داعيا الى "التحلي بالصبر".

ورغم كل شيء قالت كيري ايفلين هاريس البالغة أربعين عاماً، إن "تصريحاته (بايدن) كانت ممتازة، قام بكل شيء لنحافظ على الأمل".

واعتبر غاري دورين البالغ ستين عاماً أن كلامه "كان محفزاً ومليئاً بالأمل. أنا متحمّس للأيام المقبلة، عندما سنشهد على الفوز".

في المقابل، كان آخرون أكثر حذراً حيال فوز بايدن الذي يحاول للمرة الثالثة خلال مسيرته الوصول إلى البيت الأبيض.

وقال توماس هانسن "أتردد في الحماسة، لكنني أعتقد أن الأمور ستسير على ما يرام، خصوصاً مع كل الأشخاص الذي صوّتوا بشكل مسبق، إنه مؤشر جيّد".

شقيقته فيرجينا هانسن البالغة 30 عاماً، تخشى أن يستمرّ التشويق أياماً عدة.

وقالت "أعتقد أنه لن يكون لدينا أي شيء نهائي لفترة معينة. لا أريد أن مني نفسي بالأمل في الوقت الحالي".

بعد ساعة، في وقت كانت لا تزال عملية فرز الأصوات جارية، أعلن ترامب فوزه. وأكد أنه يعتزم اللجوء الى المحكمة العليا متحدثاً عن "تزوير" لكن بدون تقديم أي دليل ملموس.

لكن في ذلك الوقت، لم يعد هناك أحد في موقف ويلميغتون للردّ عليه أو دعوته للتحلي بالصبر هو أيضاً.

من جهته واصل المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية والرئيس الحالي، دونالد ترامب، إطلاق الاتهامات بعد أن بدأت تنقلب النتائج الأولية في بعض الولايات الحاسمة لصالح نظيره الديمقراطي، جو بايدن، في انتخابات الرئاسة الأمريكية. بحسب سي ان ان.

وكتب ترامب عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر: "إنهم يجدون أصواتا لبايدن في كل مكان في بنسلفانيا وويسكونسون وميشيغان، سيء جدا لبلادنا".

وأضاف المرشح الجمهوري قائلا في تغريدة أخرى: "أنهم يعملون جاهدين لإخفاء 500 ألف صوت أتقدم بها في بنسلفانيا بأسرع وقت ممكن، مثلما حدث في ميشيغان وغيرها من الولايات"، حسب قوله.

وكان قد أبدى ترامب غضبه وامتعاضه بعد أن قلب بايدن أصوات ولاية ميشيغان لصالحه وبدأ بتقليص الفارق مع ترامب في بنسلفانيا.

إف بي آي يحذّر من عنف محتمل في بورتلاند على صلة بالانتخابات

بدوره حذّر مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" من احتمال اندلاع مواجهات مسلّحة على صلة بالانتخابات الأميركية الثلاثاء في بورتدلاند، في وقت تستعد المدينة الواقعة في شمال غرب البلاد والتي تحوّلت إلى رمز للانقسامات العميقة التي تشهدها الولايات المتحدة لاضطرابات ممكنة.

ولا تزال المدينة التي تعد جيبا ليبراليا في ولاية أوريغون تعيش تداعيات صيف شهد مسيرات حاشدة مناهضة للعنصرية أججها وصول ضباط فدراليين وميليشيات يمينية، بما فيها مجموعة تعرف باسم "براود بويز".

وعززت انتخابات الثلاثاء التي قد يتم فيها إما إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب أو هزيمته على أيدي خصمه الديموقراطي جو بايدن، المخاوف من إمكانية اندلاع المزيد من أعمال العنف في الشوارع.

ووضعت الأعمال التجارية في وسط المدينة ألواحا خشبية على نوافذها مجددا في وقت يتوقع أن تشهد احتجاجات سواء فاز ترامب أو بايدن أو حتى إذا كان الوضع غامضا جرّاء التأخر المتوقع في فرز الأصوات في أنحاء البلاد نظرا لارتفاع عدد الأصوات التي تم الإدلاء بها عن طريق التصويت عبر البريد خلال الوباء.

وقال العميل الخاص لـ"إف بي آي" في بورتلاند رين كانون لفرانس برس "الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة إلي هو احتمال اندلاع مواجهات مسلحة بين مجموعات متعارضة".

وأضاف "بإمكان ذلك أن يتفاقم إلى وضع خطير حيث -- في حال ارتفع منسوب الغضب -- قد ينتهي الأمر إلى أعمال عنف مؤسفة أو مأساوية"، مشيرا إلى عملية إطلاق نار دامية لأحد أنصار اليمين المتشدد في المدينة في آب/اغسطس.

وكرّس المكتب التابع لـ"إف بي آي" في بورتلاند موارد إضافية لجرائم الانتخابات تشمل قمع الناخبين إضافة إلى التزييف والتهديدات الإلكترونية الخارجية، وفق كانون.

في الأثناء، أصدرت حاكمة الولاية كيت براون الاثنين أمرا تنفيذيا يسلّم إدارة أمن بورتلاند إلى قوات الولاية، ما يعني عمليا نقض الحظر الذي فرضته الولاية على الغاز المسيل للدموع ووضع الحرس الوطني في حالة تأهّب.

وحذّرت "هذه انتخابات ليست كغيرها في حياتنا".

وأثارت تحذيرات براون من المؤمنين بتفوّق العرق الأبيض غضب محافظين محليين بمن فيهم مقدّم البرامج الإذاعية لارس لارسون الذي اتهمها الاثنين بالتزام "الصمت المطبق" حيال "عنف أنتيفا وحركة حياة السود مهمة" على مدى خمسة شهور من الاحتجاجات.

وبينما تعد أوريغون ولاية ديموقراطية، إلا أن مناطق بورتلاند الريفية جمهورية ما جعلها مركزا للاحتجاجات التي نفّذها معتنقو جميع الأيديولوجيات، بينما وصلها مزيد من المتظاهرين من أنحاء مختلفة من البلاد هذا الصيف.

وقال كانون إن عملاء "إف بي آي" يولون "مزيداً من الانتباه" لأي تهديدات من شأنها "خفض قدرة الناس على ممارسة حقوقهم التي يكفلها التعديل الأول (في الدستور) أو ممارسة حقهم في التصويت".

وانعكست مخاوف المسؤولين من احتمال تجدد العنف في أوساط الناخبين الاثنين، بمن فيهم الطاهية لي سميث (35 عاما).

وقالت بعدما أرسلت بطاقة اقتراعها عبر البريد قرب المحكمة في وسط المدينة التي كانت مركزا لاحتجاجات سابقة "رأيت الجميع يضعون ألواحا خشبية (لحماية متاجرهم)".

وأضافت "إنه وضع لا يمكن أبدا التنبؤ به. قد يكون هادئا للغاية... أو قد تعم الفوضى".

لكن لعل أحد العوامل التي تدفع على التفاؤل بعض الشيء هو أن أوريغون تصوّت بالكامل عبر البريد، ما يجعل من تشكّل طوابير من الناخبين يمكن أن تُستهدف أمرا مستبعدا الثلاثاء، وفق كانون.

وأضاف أن الأكثر إثارة للقلق هي التظاهرات العديدة المخطط لها في أوريغون بعد عملية تصويت قد لا تصدر نتيجتها لأيام أو حتى أسابيع.

وقال كانون "لا أعرف إذا سيكون هناك طابع مسلح لهذه (التظاهرات) أم لا"، دون أن يحدد التهديدات التي تم التعرّف عليها حتى الآن.

وقالت إحدى المجموعات اليسارية التي تنظّم تظاهرة، وهي مجموعة "الاشتراكيين الديموقراطيين في الولايات المتحدة"، فرع بورتلاند، لفرانس برس إنها "مستعدة للتصدي لعنف الشوارع الذي قد يثيره يمينيون للتعبير عن غضبهم حيال عدم فوز مرشحهم" في حال فاز بايدن.

وقالت الرئيسة المشاركة للمجموعة أوليفيا كاتبي سميث "مهمتنا هي الخروج لمواجهتهم"، مضيفة أنه في حال فشل المتظاهرون في حشد أعداد كبيرة، فإن عناصر الميليشيات "سيتجولون بسياراتهم ويعتدون على الناس".

وأضافت أن مجموعتها لا تدافع عن الرد المسلح على المتشددين اليمينيين.

وأعربت عن أملها، في حال جرّب ترامب إعلان فوزه بشكل غير مشروع، بأن تحشد المجموعات الليبرالية متظاهرين بعشرات الآلاف كأولئك الذين شاركوا في مسيرة حقوق المرأة التي خرجت في بورتلاند عام 2017.

وقالت كاتبي سميث "سنمضي قدما بمطالب محددة تتعلق بالديموقراطية"، بما في ذلك الإطاحة بترامب أو إجراء انتخابات جديدة.

وأضافت "سيكون هناك حشد لليمين ضدنا بعد الانتخابات".

فيسبوك وتويتر في تأهب حيال تصريحات دونالد ترامب

هذا وقد وضع موقعا فيسبوك وتويتر مساء الثلاثاء إشارة على منشور لدونالد ترامب على أنه قد يكون مضللا في سياق انتخابات شديدة المنافسة أعلن الرئيس الأميركي أنه فاز فيها قبل انتهاء عمليات تعداد الأصوات، وفق سيناريو توقعته مواقع التواصل الاجتماعي مرارا ويثير مخاوف كبرى. بحسب فرانس برس.

وحجب تويتر تغريدة الرئيس الجمهوري المرشح لولاية ثانية بمواجهة الديموقراطي جو بايدن، موردا تحذيرا "المحتوى الذي تم مشاركته في هذه التغريدة تم نقضه جزئيا أو بالكامل وقد يكون مضللا بشأن كيفية المشاركة في انتخابات".

وكتب ترامب "إننا متقدمون وبفارق كبير، لكنهم يحاولون سرقة الانتخابات. لن ندعهم أبدا يقومون بذلك. لا يمكن إيداع بطاقات التصويت بعد انتهاء الاقتراع".

وكان المنشور لا يزال ظاهرا على فيسبوك لكن الشبكة أرفقته برابط إلى مركزها لنشر المعلومات حول الانتخابات، حيث تنقل النتائج الرسمية التي تشير حاليا إلى منافسة شديدة في السباق بين ترامب وبايدن لجمع أصوات كبار الناخبين.

وأعلن المكتب الإعلامي للمجموعة التي تتخذ مقرا في كاليفورنيا "فور بدء الرئيس دونالد ترامب بإعلان الفوز بشكل مبكر، أوردنا بلاغات على فيسبوك وإنستغرام تشير إلى أن تعداد الأصوات لا يزال جاريا وأنه لم يتم إعلان فائز بعد".

وتندرج هذه التدابير ضمن الإجراءات التي أعلن موقعا فيسبوك وتويتر اتخاذها لمثل هذه الحالات.

ويؤكد الملياردير الجمهوري منذ أسابيع أنه إذا خسر الانتخابات، فسيكون ذلك نتيجة عمليات تزوير.

وألقى ترامب كلمة مقتضبة الأربعاء فيما كانت عمليات فرز الأصوات متواصلة، ندد فيها بعمليات "تزوير" معلنا "فزنا في الانتخابات"، ومطالبا بـ"وقف كل التصويت".

واتخذت شبكات التواصل الاجتماعي مجموعة تدابير غير مسبوقة لضمان نزاهة الانتخابات وترميم سمعتها بعد ما شهدته انتخابات 2016 من عمليات تدخل واسعة النطاق من جهات أجنبية للتأثير على نتائج الاقتراع، ولا سيما عبر صفحات ومجموعات على مواقع التواصل.

ويبدو أن فيسبوك بات مسيطرا على رصد هذه الحملات والتصدي لها، وتتركز مخاوفها الآن على التحريض على العنف وكل الرسائل التي قد تشعل الوضع، بما في ذلك من قبل مجموعات متطرفة.

وفي هذا السياق، ألغى فيسبوك في مطلع تشرين الأول/أكتوبر حسابات على ارتباط بحركة "كيو-إينون" اليمينية المتطرفة المؤيدة للرئيس والتي تروج لنظريات مؤامرة.

وقال رئيس المجموعة الكاليفورنية مارك زاكربرغ الخميس "إنني أتخوف من مخاطر وقوع اضطرابات أهلية في أنحاء البلاد".

غير أن نتائج الانتخابات حتى الآن متقاربة، وتصريحات ترامب تعزز المخاوف من تطور الانقسامات السياسية إلى أعمال عنف، وأن يتم استخدام مواقع التواصل لبث منشورات كاذبة.

وحظر فيسبوك الإعلانات السياسية وحول المواضيع الاجتماعية أو الانتخابية في الولايات المتحدة اعتبارا من الأربعاء ولأسبوع على الأرجح، من أجل "الحد من مخاطر حصول التباسات أو تجاوزات".

لكن تدابير الحيطة هذه لم تقنع قسما كبيرا من المجتمع المدني الذي اعتبر الجهود غير كافية، ولا سيما على صعيد مكافحة التضليل الإعلامي.

وفي هذا السياق، فإن فيديو مفبركا ومجتزأ يظهر فيه جو بايدن وكأنه يقول إن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما أقامت نظاما واسعا من التزوير الانتخابي، جمع حوالى 17 مليون مشاهدة على مواقع مختلفة، بحسب منظمة "آفاز" غير الحكومية.

وحذرت المنظمة في بيان الثلاثاء "إنها إشارة إنذار كبرى تكشف أن المنصات غير جاهزة بعد".

كما نددت بشائعات كثيرة نشرها اليمين، تدعي أن "اليسار يعد لانقلاب في حال إعادة انتخاب ترامب" وأن "عمليات تزوير وتدخلات على الصعيد الوطني" ستحصل.

وقال مدير حملة آفاز فادي كوران إن "التضليل الإعلامي يقسم الشعب الأميركي".

وإلى المناقشات العامة تضاف مشكلة الدردشات الخاصة.

ولفتت كايلا غوغارتي من منظمة "ميديا ماترز" غير الحكومية في تقرير نشر مساء الثلاثاء إلى أن "رسائل تقول للناس أن يذهبوا للإدلاء بأصواتهم بدون كمامات تنتشر على مجموعات فيسبوك. وذهب أحد المستخدمين إلى حد الإيحاء بأن عدم وضع كمامات +سيبعد الليبراليين+ عن صناديق الاقتراع".

وكشفت منظمة أخرى هي "إيلكشن إينتغريتي بارتنرشيب" أن عملية بحث عن الولايات الأميركية الأساسية ترشد إلى شبكة على يوتيوب تعرض تعدادا زائفا للأصوات بشكل مباشر، وعمد الموقع إلى حجب الفيديو.

ماذا يحدث في حالة النزاع على نتيجة الانتخابات الأمريكية؟3

وعلى الرغم من عدم اكتمال النتائج في عدد من الولايات الحاسمة التي قد تحسم نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية، أعلن الرئيس دونالد ترامب فوزه على خصمه الديمقراطي جو بايدن يوم الأربعاء.

ويؤكد الإعلان السابق لأوانه مخاوف يعبّر الديمقراطيون عنها منذ أسابيع حيث يقولون إن ترامب قد يسعى للطعن على نتائج الانتخابات. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى دراما قانونية وسياسية يمكن أن تتحدد فيها الرئاسة عبر مزيج من المحاكم وساسة الولايات والكونجرس. بحسب رويترز.

فيما يلي بعض السيناريوهات الفوضوية التي قد تحدث:

دعاوى قضائية

تظهر بيانات التصويت المبكر أن الديمقراطيين يصوتون عبر البريد بأعداد أكبر بكثير من الجمهوريين. وفي ولايات مثل بنسلفانيا وويسكونسن التي لا تفرز بطاقات الاقتراع بالبريد حتى يوم الانتخابات، يقول خبراء إن النتائج الأولية قد تميل لصالح ترامب، بينما من المتوقع أن تكون بطاقات الاقتراع البريدية التي يتم فرزها بوتيرة أبطأ في صالح بايدن. وعبّر الديمقراطيون عن قلقهم من أن يعلن ترامب فوزه، مثلما فعل يوم الأربعاء، قبل أن يتم الانتهاء من فرز هذه الأصوات.

ويمكن أن يؤدي تقارب النتائج إلى التقاضي بشأن إجراءات التصويت وفرز الأصوات في الولايات الحاسمة. ويمكن أن تصل القضايا المرفوعة في ولايات بشكل منفرد إلى المحكمة العليا في نهاية المطاف، كما حدث في انتخابات فلوريدا في عام 2000، عندما فاز الجمهوري جورج دبليو بوش على الديمقراطي آل جور بفارق 537 صوتا فحسب في فلوريدا بعد أن أوقفت المحكمة العليا عملية إعادة الفرز.

وعيّن ترامب القاضية إيمي كوني باريت في المحكمة العليا قبل أيام من الانتخابات، الأمر الذي من شأنه أن يحقق أغلبية محافظة بواقع ستة إلى ثلاثة، يمكن أن تكون في صالح الرئيس إذا نظرت المحاكم نزاعات بشأن الانتخابات.

وقال ترامب يوم الأربعاء "نود استخدام القانون بطريقة سليمة. لذا سنذهب إلى المحكمة العليا". وتنص قوانين الانتخابات في الولايات الأمريكية على فرز كل الأصوات وعادة ما تقضي ولايات كثيرة أياما لاستكمال فرز الأصوات.

المجمع الانتخابي

لا يُنتخب رئيس الولايات المتحدة بأغلبية الأصوات الشعبية. وبموجب الدستور، يصبح المرشح الذي يفوز بأغلبية أصوات المجمع الانتخابي البالغ عددها 538 صوتا، الرئيس المقبل للبلاد. وفي عام 2016، خسر ترامب التصويت الشعبي أمام الديمقراطية هيلاري كلينتون لكنه حصل على 304 أصوات في المجمع الانتخابي مقابل 227 لها.

وعادة ما يكسب المرشح الذي يفوز بالتصويت الشعبي في كل ولاية أصوات تلك الولاية في المجمع الانتخابي. وهذا العام، يجتمع أعضاء المجمع في 14 ديسمبر كانون الأول للإدلاء بأصواتهم. ويلتقي مجلسا الكونجرس يوم السادس من يناير كانون الثاني لفرز الأصوات وإعلان الفائز.

وعادة ما يصدق حكام الولايات على النتائج في ولاياتهم ويطلعون الكونجرس على المعلومات.

لكن بعض الأكاديميين حددوا سيناريو يقدم فيه الحاكم والمجلس التشريعي في ولاية تشهد منافسة متقاربة بشدة نتيجتين مختلفتين. ويوجد في ولايات حاسمة مثل بنسلفانيا وميشيجان وويسكونسن ونورث كارولاينا حكام ديمقراطيون ومجالس تشريعية يسيطر عليها الجمهوريون.

ووفقا لخبراء قانونيين، فمن غير الواضح في هذا السيناريو ما إذا كان يتعين على الكونجرس قبول النتائج التي يعرضها الحاكم أو عدم إحصاء الأصوات الانتخابية للولاية على الإطلاق.

وبينما يرى معظم الخبراء أن هذا السيناريو غير مرجح، إلا أن هناك سابقة تاريخية. فقد كان المجلس التشريعي في فلوريدا الذي يسيطر عليه الجمهوريون يدرس تقديم نتائجه في عام 2000 قبل أن تنهي المحكمة العليا النزاع بين بوش وآل جور.

انتخابات طارئة

إذا تقرر عدم حصول أي من المرشحين على أغلبية الأصوات في المجمع الانتخابي، فإن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى "انتخابات طارئة" بموجب التعديل الثاني عشر للدستور. وهذا يعني أن مجلس النواب سيختار الرئيس المقبل، بينما يختار مجلس الشيوخ نائب الرئيس.

وتجرى انتخابات طارئة أيضا في حالة التعادل بحصول كل مرشح على 269 صوتا بعد الانتخابات. وهناك العديد من المسارات الممكنة التي قد تصل بالانتخابات إلى طريق مسدود في عام 2020.

وأي نزاع انتخابي في الكونجرس سينتهي قبل الموعد النهائي وهو 20 يناير كانون الثاني، وهو الموعد الذي ينص فيه الدستور على انتهاء فترة الرئيس الحالي.

وبموجب قانون الخلافة الرئاسية، إذا لم يعلن الكونجرس عن الفائز بمنصب الرئيس أو منصب نائب الرئيس بحلول ذلك الوقت، فإن رئيس مجلس النواب سيكون الرئيس بالإنابة. وتشغل هذا المنصب حاليا الديمقراطية نانسي بيلوسي.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا