أمريكا وإيران في زمن كورونا: قواعد جديدة للصراع

عبد الامير رويح

2020-05-06 07:20

بينما يعيش العالم ازمات ومشكلات كورونا المستجد "كوفيد-19" الذي غزا اغلب الدول واثار الذعر والهلع بين ملايين البشر، تصاعدت حدة الخلافات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بشكل كبير، بسبب المواقف والتصريحات المتشددة والتحرشات المستمرة بين الجانبين، يضاف الى ذلك المواقف الاخيرة والحرب الاعلامية بعد انتشار فيروس كورونا في ايران التي تعاني من مشكلات وازمات اقتصادية بسبب العقوبات الامريكية، وقد حاولت طهران كما نقلت بعض المصادر، استغلال تفشي الوباء لتصعد من ضغوطها الدبلوماسية والإعلامية على واشنطن لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها منذ أغسطس 2018، واتهمت الولايات المتحدة بأنها تعرقل الحرب العالمية ضد هذا الوباء الذي حصد ارواح الالاف.

وقد اكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، ان العقوبات الامريكية أضعفت قدرة إيران على الاستجابة للتداعيات الصحية لتفشي وباء "كوفيد-19" وطالبت بتخفيف تلك العقوبات وتوسيع نطاق ترخيص المواد المعفاة من العقوبات لتأمين حصول إيران على الموارد الإنسانية مبينة أن الإعفاءات الإنسانية في العقوبات الأمريكية لم تدفع الشركات والمصارف الأجنبية لتصدير السلع الإنسانية المعفاة، خوفًا من التعرض للعقوبات.

وتنامى الموقف الأمريكي المعارض لسياسة طهران في المنطقة، بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة، التي حملت دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والذي اتخذ مواقف مغايرة تماماً لمواقف سلفه باراك أوباما في التعاطي مع المسألة الإيرانية، وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عاودت فرض عقوبات على إيران بعد انسحاب واشنطن في عام 2018 من الاتفاق الدولي الذي أبرم عام 2015 والذي كان يهدف إلى تقييد برنامج طهران النووي. وقال ترامب إن الاتفاق النووي لم يكن كافيا، ولم يتضمن قيودا على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وعلى دعم طهران لوكلائها في الشرق الأوسط.

قمر صناعي عسكري

وفي هذا الشأن قال الحرس الثوري الإيراني إنه أطلق أول قمر صناعي عسكري للبلاد بنجاح إلى مداره، وذلك في وقت يشهد توترا بين طهران والولايات المتحدة إزاء برنامجي إيران النووي والصاروخي. ويقول مسؤولون أمريكيون إنهم يخشون من أن التكنولوجيا الباليستية طويلة المدى المستخدمة في وضع الأقمار الصناعية في المدار يمكن أن تُستخدم أيضا في إطلاق رؤوس حربية نووية. وتنفي طهران تأكيدات الولايات المتحدة بأن هذا النشاط يمثل غطاء لتطوير صواريخ باليستية وتقول إنها لم تحاول قط تطوير أسلحة نووية.

وقال التلفزيون الرسمي الإيراني ”انطلق أول قمر صناعي عسكري إيراني، نور، من صحراء وسط إيران. كان الإطلاق ناجحا ووصل القمر الصناعي إلى مداره“. وذكر الحرس الثوري في بيان على موقعه الإلكتروني أن القمر الصناعي (نور) يدور في مدار يبعد 425 كيلومترا عن سطح الأرض. وأضاف أنه استخدم الصاروخ (قاصد) في إطلاق القمر الصناعي، لكنه لم يخض في تفاصيل أخرى عن التكنولوجيا المُستخدمة. وقال إن الصاروخ يَستخدم مزيجا من الوقود الصلب والسائل. وأظهرت لقطات بثها التلفزيون جزءا من آية في القرآن كُتب على الصاروخ وهي ”سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين“. وتخيم سحابات التوتر الكثيفة في سماء المنطقة منذ بداية العام.

ويأتي إطلاق القمر بعد شهور من مقتل القائد العسكري الإيراني الكبير قاسم سليماني في ضربة نفذتها طائرة أمريكية مسيرة في بغداد في الثالث من يناير كانون الثاني. ودعت إسرائيل التي ترفض طهران الاعتراف بها، المجتمع الدولي إلى التنديد بإطلاق ايران للقمر الصناعي. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان ”تدعو إسرائيل المجتمع الدولي... إلى فرض مزيد من العقوبات على النظام الإيراني. وكل ذلك لردعها عن مواصلة مثل هذا النشاط الخطير والمضاد“. وعلى الرغم من الإطلاق، يقول محللون إن طهران وواشنطن لن تسعيا إلى حرب تقليدية. وقال هشام جابر، المحلل العسكري والعميد المتقاعد في الجيش اللبناني إنها حرب نفسية لتوصيل رسالة وإبلاغ الخصم ”بأننا مستعدون لوقف أي هجوم“.

من جانب اخر طالب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بمحاسبة إيران على إطلاق قمر صناعي عسكري، مضيفا أنه يعتقد أن الأمر بمثابة تحد لقرار أصدره مجلس الأمن الدولي. ويقول الجيش الأمريكي إن التكنولوجيا الباليستية الطويلة المدى المستخدمة في إطلاق الأقمار إلى المدار يمكن أيضا أن تسمح لإيران بإطلاق أسلحة أطول مدى ربما تحمل يوما رؤوسا نووية. وتنفي طهران تأكيدات واشنطن بأن مثل هذا النشاط ستار يغطي تطوير صواريخ باليستية وتقول كذلك إنها لم تسع قط لتطوير أسلحة نووية. بحسب رويترز.

ويدعو قرار أصدرته الأمم المتحدة عام 2015 إيران للامتناع لمدة ثماني سنوات عن العمل على تطوير صواريخ باليستية مصممة لحمل أسلحة نووية وذلك بعد اتفاق أبرمته طهران مع ست قوة عالمية لكبح برنامجها النووي. وقال بومبيو ”كل دولة عليها التزام بأن تذهب إلى الأمم المتحدة وتقيّم إن كان إطلاق هذا الصاروخ يتماشى مع قرار مجلس الأمن“، مشيرا إلى القرار رقم 2231. وأضاف ”لا أعتقد أنه يتماشى وأظن أنه ينبغي محاسبة الإيرانيين على ما فعلوه“.

كما قالت بريطانيا إن إطلاق إيران قمرا صناعيا يثير قلقا شديدا ويخالف قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية ”التقارير عن إطلاق إيران قمرا صناعيا باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية مقلقة للغاية ولا تتفق مع قرار مجلس الأمن رقم 2231“. وأضاف ”تطالب الأمم المتحدة إيران بالامتناع عن أي نشاط يتصل بالصواريخ الباليستية المصممة بحيث تكون قادرة على حمل أسلحة نووية. يجب أن تلتزم إيران بذلك“.

من جانبها قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن باريس نددت بإطلاق إيران قمرا صناعيا عسكريا مشيرة إلى أن الإجراء يتعارض مع قرار لمجلس الأمن الدولي. وذكر بيان للوزارة أن فرنسا دعت إيران أيضا إلى وقف كل الأنشطة المرتبطة بتطوير صواريخ باليستية مصممة لحمل أسلحة نووية. وأضاف البيان ”برنامج (الصواريخ) الباليستية الإيرانية مصدر تهديد رئيسي للأمن الإقليمي والدولي. إنه يساهم في زعزعة استقرار المنطقة وزيادة التوتر“.

حرب استفزازية

وفي أحدث حرب كلامية، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه أصدر تعليمات للبحرية الأمريكية بإطلاق النار على الزوارق الإيرانية إذا تحرشت بالسفن الأمريكية في البحر وفي وقت سابق قال الجيش الأمريكي إن 11 زورقا تابعا للحرس الثوري الإيراني اقتربت بشكل خطير من سفينة تابعة للبحرية الأمريكية ووصفت سفن حرس السواحل في الخليج الواقعة بأنها ”خطيرة واستفزازية“. واقتربت الزوارق الإيرانية في لحظة ما إلى مسافة عشر ياردات من السفينة الأمريكية

وقال ”لن نقبل بهذا. إذا فعلوا هذا.. إذا عرضوا سفننا للخطر وعرضوا طواقمنا وبحارتنا البواسل للخطر.. فلن أسمح بذلك، وسننسفهم نسفا“. ومضى قائلا ”هذا تهديد. عندما يقتربون هكذا من سفننا وهم مسلحون ويضعون أسلحة لا يستهان بها على تلك السفن، فسننسفهم نسفا“. وتكررت حوادث اقتراب الزوارق العسكرية الإيرانية بشدة من السفن الأمريكية في عامي 2016 و2017. وفي عدة مناسبات أطلقت السفن التابعة للبحرية الأمريكية طلقات تحذيرية على الزوارق الإيرانية لدى اقترابها بشدة منها.

وللبحرية الأمريكية سلطة اتخاذ إجراء للدفاع عن النفس لكن تصريحات ترامب تمضي فيما يبدو لأبعد من ذلك ومن المرجح أن تزيد من حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة. وكتب ترامب على تويتر عقب إعلان الحرس الثوري الإيراني عن إطلاق القمر الصناعي العسكري في المدار ”أصدرت توجيهات للبحرية الأمريكية بتدمير أي زوارق إيرانية إذا تحرشت بسفننا في البحر“. وردت إيران على الفور، حيث نقلت وكالة أنباء الطلبة عن متحدث باسم القوات المسلحة قوله ”ينبغي على الأمريكيين اليوم، بدلا من ترهيب الآخرين، أن يركزوا كل جهودهم على إنقاذ أفراد قواتهم الذين أصيبوا بفيروس كورونا“.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن بلاده تراقب عن كثب الأنشطة الأمريكية لكنها لن تكون البادئة أبدا لصراع في المنطقة. وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن تصريحات روحاني، التي تتزامن مع تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، جاءت خلال مكالمة هاتفية مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وكان قائد الحرس الثوري الإيراني قد قال إن طهران ستدمر السفن الحربية الأمريكية إذا تعرض أمن إيران للتهديد في الخليج،. وقال سلامي ”أمرت قواتنا البحرية بتدمير أي قوة إرهابية أمريكية في الخليج الفارسي تهدد أمن السفن العسكرية أو غير العسكرية الإيرانية“. وأضاف ”أمن الخليج الفارسي جزء من أولويات إيران الاستراتيجية“.

وقال سلامي ”أقول للأمريكيين إننا عازمون تماما وبمنتهى الجدية على الدفاع عن أمننا الوطني وحدودنا البحرية وسلامة سفننا وقواتنا الأمنية وسنرد بحسم على أي عمل تخريبي“. وأضاف ”لقد اختبر الأمريكيون قوتنا في الماضي ويجب أن يتعلموا من ذلك“. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن على ترامب أن يصب تركيزه على حماية الجنود الأمريكيين من تفشي فيروس كورونا المستجد. بحسب رويترز.

وأضاف ظريف في تغريدة على تويتر ”ضرب كوفيد-19 الجيش الأمريكي بأكثر من خمسة آلاف إصابة... وكذلك ليس للقوات الأمريكية الحق، وهي على بعد سبعة آلاف ميل من بلادها، في استفزاز بحارتنا قبالة ساحلنا على الخليج الفارسي“. ويعتبر الحكام الدينيون لإيران وجود الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط تهديدا لأمن الجمهورية الإسلامية. وألقت طهران باللوم على الولايات المتحدة في الواقعة. واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير السويسري في طهران الذي يمثل المصالح الأمريكية في البلاد، فيما يتعلق بالتوتر الأخير بين طهران وواشنطن.

كما أشار الحرس الثوري الإيراني ا أن الولايات المتحدة قدّمت رواية "هوليوودية" عن مواجهة وقعت بين سلاحي بحرية البلدين في الخليج، بعدما أعلنت واشنطن أن زوارق تابعة لطهران ضايقت بوارجها. وأفاد الحرس الثوري في بيان أن البحرية الأميركية قدّمت "رواية غير صحيحة حول هذا الحادث، مما يشير إلى أن الأميركيين يرغبون في نسخة هوليوودية للأحداث". واتّهم البيان سفن الولايات المتحدة بـ"اعتراض" سفينة "الشهيد سياوشي" من خلال القيام "بتصرفات عالية المخاطر وتجاهل التحذيرات".

وتابع أن الحرس الثوري كثّف دورياته ردا على ذلك وأرسل 11 زورقا لمواجهة البوارج الأميركية. وقال "وعلى الرغم من التصرفات غير المهنية والاستفزازية التي يقوم بها الإرهابيون الأميركيون وعدم مبالاتهم بالتحذيرات، ومع التصدي الشجاع وبسالة قواتنا، فقد تم إرغام البوارج الاميركية على الانسحاب من مسار قطع البحرية التابعة للحرس الثوري".

ووفق بيان سلاح البحرية الأميركي، كانت بوارج تابعة للبحرية وخفر السواحل تنفّذ عمليات في المياه الدولية في شمال الخليج مصحوبة بمروحيات "أباتشي" الهجومية. ونقلت وكالة "ارنا" الرسمية عن الحرس الثوري أنه نصح "الأميركيين بالامتثال للقوانين الدولية وبروتوكولات الملاحة البحرية في الخليج الفارسي وبحر عمان، والامتناع عن أي مغامرة وفبركة روايات مزيفة". وحذّر من أن القوات المسلحة الإيرانية "سترد بنحو ساحق على أي خطأ حسابي وسوء تقدير".

أزمة كورونا

على صعيد متصل تمثل الأزمة الناشبة على حافة جائحة فيروس كورونا وكما نقلت بعض المصادر، فصلاً جديداً في الصراع الأمريكي الإيراني. فرغم أن إيران واحدة من أكثر الدول تضرراً من الفيروس فقد رفضت الإدارة الأمريكية تخفيف العقوبات على طهران ومراعاة لأوضاع البلاد، وحذر قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكينزي من أن إيران قد تتفاعل مع الأزمة الداخلية من خلال محاولة تعزيز الدعم المحلي ضد عدو خارجي مشترك باعتبار ذلك إحدى الاستراتيجيات المجربة من قبل النظام.

وقالت الحكومة الايرانية إن فيروس كورونا هو مؤامرة أمريكية وصهيونية وألقى باللوم على العقوبات الأمريكية، التي يطالب النظام برفعها لأسباب إنسانية، باعتبارها سبب تفاقم الأزمة. ومع استمرار الضغط الأمريكي عبر العقوبات، فإن التوترات لا تزال مرتفعة بشكل غير عادي. قد تشهد الأشهر المقبلة زيادة أكبر في التوترات الأمريكية الإيرانية على خلفية الوباء والإصرار الأمريكي على العقوبات. ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قد تسعى إيران إلى تعزيز موقفها قبل المفاوضات المحتملة ورفع تكلفة حملة الضغط القصوى، مما يجبر صناع القرار الأمريكيين على تخفيف الضغط على إيران.

وتمارس واشنطن حاليا سياسةَ الضغوط القصوى، ضد إيران، ولم يُظهر الرئيسُ ترامب أي نية للتراجع عن ذلك. ومؤخرا فرضت عقوبات على إيران شملت 15 فردا و5 كيانات، وقالت الخزانة الأمريكية، إنهم دعموا الحرس الثوري وفيلق القدس التابع له، ونقلوا مساعدات تستخدم في القتل إلى جماعات مسلحة تدعمها إيران في العراق، كما أنهم متورطون ببيع النفط الإيراني المحظور بموجب العقوبات الأمريكية. ومن ناحية أخرى سعت أمريكا إلى منع صندوق النقد الدولي من تقديم قرض بقيمة 5 مليارات دولار إلى إيران للمساعدة في مكافحة الوباء، بحجة أن هذه الأموال لن تذهب إلى معالجة أزمة الصحة العامة في البلاد.

وقال بيان للخارجية الأمريكية: إن الدولة الراعية للإرهاب في العالم تسعى إلى الحصول على قرض لتمويل مغامراتها في الخارج وليس لشراء الأدوية للإيرانيين. وأشار مسؤول في الخزانة الأمريكية، إلى أن البنك المركزي الإيراني يخضع لعقوبات أمريكية، وكان طرفا فاعلا رئيسيا في تمويل الإرهاب في جميع أنحاء المنطقة وليس لدينا أي ثقة في أن هذه الأموال ستستخدم لمكافحة الفيروس التاجي.

ومن جانبه، انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني محاولات واشنطن إعاقة الموافقة على القرض قائلا: إذا لم يساعدوا في ظل هذه الظروف القاسية، فسيحكم العالم على سلوكهم التمييزي تجاهنا. وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، علي شمخاني، إن ذلك يعد جريمة ضد الإنسانية. وهو ما رد عليه وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، بقوله: عندما يتعلق الأمر بالمساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها الناس في هذه الأوقات الصعبة، لا يتم فرض عقوبات عليها في أي مكان وفي أي وقت؛ لكن الأمر يتعلق برغبة قادة النظام في الحصول على المال، وليس لمكافحة الوباء.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا