سلسلة استقالات في إدارة ترامب: هل من صدمة في 2019؟
عبد الامير رويح
2019-01-01 06:16
ماتزال قرارات وتصرفات الرئيس الامريكي دونالد ترامب المثيرة والمفاجئة محط اهتمام كبير داخل وخارج الولايات المتحدة الامريكية، ويعد ترامب وكما نقلت بعض المصادر شخصية غير متزنة وحاكم غير تقليدي، وغير سياسي، فهو رجل مصالح وصفقات ورجل استعراض ومثير للجدل، ولكنه رجل أعمال وقارئ جيد لنبض الشارع الأميركي، ويعلم ما يحرك الناس وما يستفزهم".
والتجاوزات والأخطاء والتصرفات الغريبة التي يقوم بها تثير تحفظات خصوم الرئيس دونالد ترمب، وتشعل ثورتهم وغضبهم بحقه. كما أن تغريدات ترامب على تويتر "تثير لغطاً كبيراً في الدوائر السياسية والإعلامية المحلية والدولية، بل بين أطراف صناع القرار من المقربين من الرئيس أنفسهم في دائرته الضيقة". وقرارات ترامب كانت سببا في حدوث انقسامات وخلافات داخل الحكومة ازدات بشكل كبير في الفترة الاخيرة، وقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب القوات الأميركية الكامل من سورية في أسرع وقت ممكن، فتح المجال أمام الكثير من التساؤلات حول تداعياته، التي لن تقتصر بطبيعة الحال على الساحة السورية، بل ستمتد إلى الشرق الأوسط وحتى مناطق بعيدة، حيث لأميركا وجود عسكري، من دون الإغفال عن الانعكاسات الداخلية في واشنطن، مقابل استفادة أطراف أخرى، لا سيما روسيا وإيران.
كما اعلن وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس استقالته بعد خلاف مع ترامب بشأن سياسات الرئيس الخارجية ومن بين ذلك قراراته المفاجئة بسحب القوات الأمريكية من سوريا والتخطيط لخفض عددها في أفغانستان. وعبر حلفاء واشنطن الرئيسيون عن قلقهم تجاه استقالة وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس وسياسات الرئيس دونالد ترامب التي دفعته إلى ذلك. وينظر لماتيس على نطاق واسع في أوروبا كشخصية موثوقة في حلف شمال الأطلسي بخلاف ترامب الذي حذر الحلفاء الأوروبيين من أن واشنطن قد تنسحب من الحلف إن لم يعزز الأوروبيون الانفاق الدفاعي.
وقالت المتحدثة باسم حلف شمال الأطلسي أوانا لانجيسكو ”قدم الوزير ماتيس مساهمة مهمة في إبقاء الحلف قويا ومستعدا للتعامل مع التحديات الأمنية الكبيرة التي نواجهها“. وأضافت ”يحظى باحترام واسع كرجل عسكري ودبلوماسي“. وقال جي فيرهوفشتات رئيس وزراء بلجيكا السابق وزعيم الليبراليين في البرلمان الأوروبي إن الاستقالة تفرض على الاتحاد الاوروبي ضرورة التعجيل بتنفيذ خططه الهادفة لتعزيز قدراته الدفاعية الخاصة. كما أثارت استقالة ماتيس انزعاج حلفاء واشنطن في منطقة آسيا والمحيط الهادي الذين ينسبون للجنرال المتقاعد الفضل في بناء الثقة وتحجيم النزعات الانعزالية.
والمنطقة التي تضم حلفاء أقوياء لواشنطن مثل اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا، بها بعض من أشد البؤر سخونة في العالم، في ظل التوتر المحتدم في شبه الجزيرة الكورية والاحتكاكات الناجمة عن عسكرة الصين لبحر الصين الجنوبي. وفاجأت الاستقالة أفغانستان أيضا حيث ينظر لماتيس كضامن للوجود الأمريكي هناك. وعبر مسؤولون أفغان عن عدم ارتياحهم لخطط سحب أكثر من خمسة آلاف جندي أمريكي من بين 14 ألفا في البلاد.
تحدي فريد
بالإشارة بوضوح لخلافاته في أمور السياسة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطاب استقالته، أثار وزير الدفاع جيم ماتيس تحديا فريدا من نوعه لخطط ترامب الخارجية والأمنية مما يميزه عن آخرين كثيرين سبقوه بتقديم استقالاتهم. وعندما دخل ماتيس، وهو جنرال متقاعد بمشاة البحرية يحظى بتقدير كبير في أوساط الجمهوريين والديمقراطيين، البيت الأبيض كان يحظى بدعم أكبر كثيرا في واشنطن من ترامب نفسه.
وقالت مصادر إن ماتيس كان قد قرر بالفعل أن الوقت حان كي يذهب. وفي وقت لاحق أعلن ترامب أن ماتيس سيتقاعد لينشر ماتيس بعد ذلك سريعا خطاب استقالته المؤلف من ثماني فقرات. وبينما كانت واشنطن تستوعب قرارات ترامب المفاجئة بسحب القوات الأمريكية من سوريا وخفض الوجود العسكري في أفغانستان، قالت مصادر إن رحيل ماتيس والغموض الاستراتيجي الذي رافقه هو ما أثار ضيق المسؤولين في الإدارة الأمريكية وفي الكونجرس.
وأثارت استقالة ماتيس انتقادات حادة بشكل غير معتاد لترامب من زملائه الجمهوريين. وقال السناتور الجمهوري بوب كوركر المنتهية ولايته ”هذا أمر محزن لبلادنا“ مضيفا أنه يعتقد أن رحيل ماتيس قد يغير من دفاع الجمهوريين في مجلس الشيوخ عن ترامب. وأضاف ”نحن في موقف سيء للغاية فيما يتعلق بالسياسة الخارجية“. وقال ميتش مكونيل زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ إنه ”حزين“ لرحيل ماتيس. ودعا السناتور لينزي جراهام، الذي كان حليفا قويا لترامب، إلى جلسات استماع فورية لبحث خطوات ترامب في سوريا وأفغانستان وقال إنه يريد أن يستمع بشكل مباشر لماتيس.
وماتيس هو أول وزير دفاع أمريكي يستقيل منذ عقود لمجرد خلافات في السياسة مع رئيس البلاد. واستقالته تختلف تماما عن رحيل مسؤولين آخرين كبار في مجال السياسة الخارجية والأمن القومي في الإدارة بما في ذلك إقالة الرئيس لوزير الخارجية ريكس تيلرسون. واستقال اثنان من مستشاري الأمن القومي ولكنهما فعلا ذلك من موقع ضعف. وقال مسؤولون إن قرار ترامب الانسحاب من سوريا كان من العوامل المساعدة الرئيسية التي أدت إلى استقالة ماتيس وكان جزءا من نقاش بينهما استمر 45 دقيقة وعبر خلاله الاثنان عن خلافاتهما.
وقال مسؤول على دراية بالمناقشات إن وزير الدفاع بذل جهدا أخيرا لإقناع الرئيس بتحويل مسار السياسة بشأن سوريا. وأشارت مصادر إلى أن ترامب لم يكن بأية حال يضغط على ماتيس للاستقالة ولم يتوقع إعلانها في ذلك اليوم. وامتنعت وزارة الدفاع (البنتاجون) عن التعليق على استقالة ماتيس وأحالت الصحفيين إلى خطابه. وحتى مساعدي ماتيس عبروا عن دهشتهم. وقال مسؤول أمريكي طالبا عدم نشر اسمه ”نحن جميعا في حالة صدمة“.
ولم يفعل الكونجرس بقيادة الجمهوريين شيئا يذكر لاختبار نوايا ترامب السياسية بما في ذلك قراره تشكيل قوة فضائية ونشر قوات على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك لكنه بدا أكثر استعدادا للتدخل هذه المرة. وانتقد ماك ثورنبيري كبير الجمهوريين في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب خطة ترامب لسحب قوات من أفغانستان وهو قرار مفاجئ آخر اتخذه ترامب وجرى تسريبه ونشرته تقارير صحفية.
وقال ”خفض الوجود الأمريكي في أفغانستان وإنهاء وجودنا في سوريا سيلغي التقدم (الأمريكي) وسيشجع أعداءنا وسيجعل أمريكا أقل أمنا“. وأثارت استقالة ماتيس قلقا شديدا وسط حلفاء الولايات المتحدة في الخارج. ففي أوروبا كان يُنظر لماتيس على أنه مدافع مهم عن حلف شمال الأطلسي الذي أصدر بيانا يثني عليه بشدة. وفي آسيا ينسب الفضل لماتيس في بناء الثقة وترويض سياسة العزلة التي يتبعها ترامب.
وفي بادئ الأمر، كان يبدو أنه لا يوجد سبب بعينه دفع ترامب لاتخاذ قرار سحب القوات من سوريا، إذ قال إنه لم تعد هناك حاجة إليها في محاربة ما وصفه بتنظيم داعش المهزوم. لكن مصادر قالت إن مبعث القرار كان اتصالا هاتفيا أجراه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم 14 ديسمبر كانون الأول. ورتب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للاتصال بعد تهديد أنقرة بتنفيذ عملية عسكرية تستهدف المقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا. بحسب رويترز.
وساهم ماتيس وبومبيو وآخرون في إعداد ملاحظات للاسترشاد بها خلال الاتصال الهاتفي. وبحسب مصدر جرى إطلاعه على المناقشات فقد كان من المفترض أن يقف ترامب في وجه المخطط التركي. وقال المسؤول إن أردوغان أكد خلال الاتصال هزيمة التنظيم واشتكى من أن الولايات المتحدة تقوض الأمن التركي بدعمها للأكراد. وأضاف المسؤول أن هذه الرسالة جذبت اهتمام ترامب الذي قال إن الولايات المتحدة لا تريد التواجد في سوريا واتخذ قرارا مفاجئا بالانسحاب متجاهلا الملاحظات ونصيحة ماتيس وبومبيو. ويشكك ترامب منذ وقت طويل في مهمة الجيش الأمريكي في سوريا التي أيدها فريق الأمن القومي الخاص به لضمان هزيمة تنظيم داعش. ووصف متحدث باسم البيت الأبيض هذا بأنه ”رواية كاذبة للأحداث“.
انتقادات الرئيس
الى جانب ذلك انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزير دفاعه المستقيل جيمس ماتيس وآراءه بشأن التحالفات، قائلا إن ماتيس لم يدرك التكلفة الفعلية للدعم العسكري الأمريكي في جميع أنحاء العالم. وبعد يوم من إعلانه اختيار خلف لماتيس قبل شهرين من الموعد المقرر، وانتقد ترامب الوزير الذي استقال بسبب خلاف مع الرئيس بشأن سياساته.
وقال ترامب في سلسلة تغريدات على تويتر ”بالأساس نحن ندعم جيوش الكثير من الدول الغنية في جميع أنحاء العالم، وفي الوقت ذاته تحظى تلك الدول بالاستفادة الكاملة من الولايات المتحدة ودافعي الضرائب الأمريكيين فيما يتعلق بالتجارة“. وأضاف ”الجنرال ماتيس لم يكن يعتبر ذلك مشكلة. أنا أراها (مشكلة) ويجري حاليا حلها!“
وقال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن ترامب شعر باستياء من رسالة استقالة ماتيس التي تضمنت انتقادا ضمنيا لتجاهل ترامب لحلفاء الولايات المتحدة. ورغم الاستقالة، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن ماتيس وقع أمرا بسحب القوات الأمريكية من سوريا تنفيذا للقرار الذي اتخذه ترامب بهذا الصدد. وقال ترامب على تويتر ”(أقول) لهذا العدد القليل من أعضاء مجلس الشيوخ الذي يعتقد أنني لا أحبذ أو لا أقدر التحالف مع دول أخرى (أنتم) مخطئون. فأنا مع ذلك“.
وأضاف ”لكن ما لا أحبذه هو استفادة الكثير من تلك الدول من (مميزات) صداقتها مع الولايات المتحدة“. وتابع قائلا ”صارت أمريكا تحظى بالاحترام مجددا!“ ويُنظر إلى ماتيس في أوروبا على أنه ملتزم بصرامة تجاه حلف شمال الأطلسي في حين حذر ترامب الحلفاء الأوروبيين من احتمال انسحاب بلاده من الحلف إذا لم يعزز الأوروبيون إنفاقهم الدفاعي.
كما قال ترامب على تويتر إن السعودية وافقت على ”إنفاق الأموال الضرورية لإعادة بناء سوريا بدلا من الولايات المتحدة“. ولم يتضح بعد ما إذا كان ترامب يشير إلى تمويل جديد من السعودية التي تعهدت بالفعل بتخصيص الأموال اللازمة خلال العامين المقبلين لتغطية تكلفة إعادة الاستقرار للمناطق السورية التي جرى استعادتها من داعش. ولم يتسن الحصول على الفور على تعليق من وزارة الخارجية الأمريكية بسبب توقف الحكومة الأمريكية الجزئي عن العمل. بحسب رويترز.
واتخذ ترامب قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا ونحو نصف القوات الأمريكية في أفغانستان، والتي يبلغ قوامها 14 ألف جندي، خلافا لنصيحة كبار مساعديه وكبار القادة الأمريكيين مما أثار انتقادات من رفاقه الجمهوريين وديمقراطيين وحلفاء دوليين. وحذر مسؤولون من وضع جدول زمني لكن الانسحاب من سوريا قد يبدأ خلال أسابيع. وقال مسؤول كبير إنه يجري العمل على خطة محددة.
الحلفاء واشنطن
على صعيد متصل تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ألا "يستغل" حلفاء واشنطن بلاده مجددا، موجها انتقادات شديدة لوزير الدفاع جيم ماتيس الذي استقال. ونفي ترامب الاتهامات الموجهة له بنبذ حلفاء بلاده واتخاذ قرارات أحادية. لكنه كتب على تويتر أنّ "هذه الدول نفسها تستغل صداقتها مع الولايات المتحدة". وتابع "نحن ندعم بشكل رئيسي جيوش العديد من الدول الغنية جدا في جميع أنحاء العالم في حين أن هذه البلدان تحقق استفادة كاملة من الولايات المتحدة ودافعي الضرائب لدينا في (مجال) التجارة" .
وأضاف أن "الجنرال ماتيس لم ير هذا كمشكلة. أنا أراه (مشكلة). الأمر يتم إصلاحه". ووسط قلق متنام حيال الانسحاب الأميركي من سوريا بما في ذلك من الحليفين فرنسا وألمانيا، قال ترامب بأحرف كبيرة "أميركا تّحترم مرة أخرى!". وأكّد ماتيس، وهو جنرال متقاعد ينظر إليه على نطاق واسع بوصفه قوة معتدلة بوجه الرئيس المتسرع، في خطاب استقالته الحاجة لاحترام الحلفاء.
لكن ترامب وبخ مرارا حلفاء مقربين من واشنطن، وشكك في فعالية كلفة حلف الاطلسي، التحالف العسكري المؤلف من دول أميركا الشمالية وأوروبا الذي أسس قبل سبعة عقود في مواجهة موسكو. وأنتقد ماتيس بشكل علني إعلان ترامب المفاجئ سحب ألفي جندي أميركي من سوريا بحجة إن تنظيم الدولة الإسلامية تم هزيمته. وأوضح ترامب إنه نسق هذا الامر مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يتوعد بالهجوم على المقاتلين الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة والذين استردوا الأراضي التي كان تنظيم داعش يسيطر عليها. بحسب فرانس برس.
وحاول السناتور ليندسي غراهام، الحليف المعتاد لترامب الذي انتقد بشدة القرار بشأن سوريا، الاثنين انتهاج استراتيجية مختلفة، إذ ناشد ترامب عدم تفعيل دبلوماسيته مع أردوغان. وقال غراهام إن الولايات المتحدة يمكن أن تخفض قواتها من سوريا لا ان تسحبها في شكل كامل، مع عقد "شراكة" مع تركيا. وتابع أن "الشراكة مع تركيا للقضاء على التنظيم وضمان الحماية للأكراد الذين قاتلوا بشجاعة، يعد فوزا كبيرا".
وأعلن ترامب على تويتر تعيين باتريك شاناهان نائب وزير الدفاع قائما بأعمال الوزير اعتبارا من أول يناير كانون الثاني، واصفا شاناهان، المسؤول التنفيذي السابق بشركة بوينج، بأنه ”موهوب للغاية“. وأضاف ترامب ”سيكون عظيما“. وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن ترامب شعر باستياء من الاهتمام الذي أحيطت به رسالة استقالة ماتيس. وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، ”فقط يريد انتقالا سلسا وأسرع. وشعر أن تأجيل ذلك لشهرين إضافيين لن يكون جيدا“. وقال إن من المتوقع أن يختار ترامب مرشحا لمنصب وزير الدفاع في غضون الأسبوعين المقبلين.
ويحظى ماتيس، وهو جنرال متقاعد بمشاة البحرية، بتقدير كبير في أوساط الجمهوريين والديمقراطيين. ويحظى في واشنطن بدعم أكبر بكثير من ترامب نفسه. وقال مسؤول دفاعي أمريكي، طلب أيضا عدم نشر اسمه، إن ماتيس ”سيواصل التركيز على ما يريد أن يفعله... لضمان انتقال سلس“.
ولطالما حذر ماتيس، البالغ من العمر 68 عاما، من انسحاب متسرع و"ترك فراغ في سوريا يمكن أن يستغله نظام الرئيس السوري بشار الأسد أو من يدعمه". ويشغل شناهان منذ تموز/يوليو 2017 منصب مساعد وزير الدفاع، بحسب الموقع الإلكتروني للبنتاغون. وشغل سابقا منصب نائب رئيس شركة "بوينغ" لصناعة الطائرات مكلفا الشؤون اللوجستية والعمليات، كما شغل منصب نائب رئيس ومدير عام أنظمة بوينغ للدفاع الصاروخي.
استقالة ماكجورك
في السياق ذاته قال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إن بريت ماكجورك المبعوث الخاص للتحالف العالمي لهزيمة تنظيم داعش استقال من منصبه وذلك بعد أن قرار الرئيس دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا. وأضاف المسؤول أن ماكجورك قدم استقالته لوزير الخارجية مايك بومبيو على أن تصبح نافذة في 31 ديسمبر كانون الأول.
وقال شخص مطلع على الأمر إن ماكجورك استقال بسبب اعتراضه على قرار ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا. وأضاف أن رحيل ماتيس كان له ”أثر كبير“ على استقالة ماكجورك الذي كان من المقرر أن يترك منصبه في فبراير شباط 2019.
وفي تغريدة على تويتر، قال ترامب إن ماكجورك قام ببساطة بتقديم تاريخ استقالته. وأضاف ترامب ”الأخبار الكاذبة تولي اهتماما كبيرا لمثل هذا الحدث البسيط“. ووصف مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية ماكجورك بأنه ”مهندس الاتفاق الفاشل الذي توصل إليه أوباما مع إيران“ وقال إنه كان مقررا بالفعل أن يترك منصبه العام القادم. وكان ترامب قد تخلى في وقت سابق من العام الحالي عن الاتفاق النووي الموقع عام 2015 الذي تم التوصل إليه في عهد سلفه الرئيس باراك أوباما بهدف تقييد النشاط النووي الإيراني.
وعين أوباما ماكجورك في أكتوبر تشرين الأول 2015 وكان له دور في تشكيل سياسة واشنطن في شمال سوريا، خاصة دعمها لقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، وهي تحالف من جماعات مسلحة كردية وعربية قاتل تنظيم داعش بدعم أمريكي لثلاث سنوات. وكان ماكجورك قال للصحفيين بوزارة الخارجية الأمريكية في 11 ديسمبر كانون الأول ”سيكون من الحمق إذا قلنا ببساطة إن الخلافة على أرض الواقع قد هزمت ومن ثم يمكننا الرحيل الآن. بحسب رويترز.
”حتى إذا كانت نهاية هذه الخلافة باتت جلية بوضوح الآن، فإن نهاية التنظيم ستكون مبادرة أطول أجلا بكثير... لا يعلن أحد أن المهمة قد أنجزت“. في المقابل، أعلن ترامب انتصاره على تنظيم داعش، واعتبر أن المهمة في سوريا قد انتهت في ظل خسارة التنظيم للأراضي التي كان يسيطر عليها. وقال ترامب في تغريدة على تويتر”الآن هزم تنظيم داعش إلى حد كبير، وينبغي أن تكون بعض دول المنطقة، ومنها تركيا، قادرة على الاعتناء بكل ما تبقى“.