ملتقى النبأ للحوار يناقش: التطرّف الفكري وأسباب انتشاره
زينب شاكر السماك
2017-04-24 08:24
ناقش ملتقى النبأ للحوار موضوعابعنوان (التطرّف الفكري وأسباب انتشاره) من تاريخ 15 الى 21 نيسان 2017، شارك في الحوار مجموعة من الناشطين والسياسيين من بينهم: (عضو مجلس النواب العراقي احمد طه الشيخ، عضو مجلس النواب تافكه احمد، عضو مجلس النواب امل عطية عبد الرحيم، الدكتور سردار رشيد، الدكتور احمد الميالي، الدكتور علاء السيلاوي، الدكتور ياسين البكري، الدكتورة مهدية صالح حسن، الأستاذ حميد مسلم الطرفي، الأستاذ مقداد البغدادي، الأستاذ حمد جاسم، القانوني حسن الطالقاني، الأستاذ عباس عبود). افتتح مدير الملتقى الكاتب الصحفي علي الطالقاني الحوار بمقدمة منوها عن ادارة النقاش والحوار، حيث أجرى الحوار الدكتور حيدر محمد استاذ علوم القران والحديث.
وملتقى النبأ للحوار هو مجتمع يسعى إلى تحفيز المناقشات بهدف توليد الأفكار من أجل دعم المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني وإسداء النصح لها من خلال عدة فعاليات يقوم بها الملتقى.
(محاور البحث)
الدكتور حيدر البرزنجي:
قد لا يكون مستساغا البحث عن أسباب التطرّف الفكري وسط اتهامات متبادلة بين دوائر مختلفة داخل المجتمع عن الأسباب الحقيقية وراء انتشاره وتجذره في المجتمع وتحوره بالشكل الذي أنتج من خلاله صورا للتطرف أكثر قسوة مما كان عليه العنف وأكثر صداما بالمختلفين حتى بات تكفير الاخر اهون من قتله والتمثيل به فالفكر تبقى في التطرّف الذي دفع أصحابه لتنفيذ احكام قاسية بمنتهى البساطة ايمانا بان العقيدة تحركهم لذلك.
من خلال هذا الموضوع نطرح عدة تساؤلات: منها أيهما كان اسبق من الاخر التطرّف الفكري ام ممارسات المتطرفين؟ وما هو تاريخ ونشأته الحقيقية وارتباطه بالمجتمع.
(المداخلات)
عضو مجلس النواب احمد طه الشيخ:
أن التطرف هو الذهاب إلى طرف الشيء وحمل معه دلالة البعد والقوة. ان وجود الظاهرة في الحياة استدعت وجود معالجات من الوسط والبيئة نفسها وسط ديني أو فكري وان شمل الوسط الديني ضمنا أن اصطلح على ذلك. من هنا شدد النص القرآني على الوسطية وكذلك جعلناكم أمة وسطا وقول الرسول (ص) وما استلهمه منه الإمام علي عليه السلام اليمين والشمال ضلال أو مضلة. وخير الأمور اواسطها ولعل من الممكن أن نؤشر على ثلاثة اسباب أجدها مؤثرة في تسبيب نشوء الظاهرة.
الأول. التطبيق المتشدد لآليات استنباط الحكم الشرعي بطريقة ميكانيكية لو جاز التعبير دون مراعاة مقاصد التشريع نفسه وهو مايدخل في باب التعسف في الاستعمال وهي ظاهرة سائدة في أحكام الفقه وفي غيره وتقترب منها ظاهرة التمرين المدرسي في الحكم النحوي.
الثاني. قوة الاندفاع والتشدد في التطبيق وينشأ أما عن جانب نفسي عاطفي وأما عن الجهل وقلة المعرفة وهو ما عبر عنه القرآن الكريم بقوله: "الإعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر إلا يعلموا حدود ما انزل الله".
الثالث. توظيف الظاهرة في الصراعات وغالبا ما يكون توظيفيا سياسيا.
وفي تحليل كل سبب منها ننفتح على مباحث متعددة ومتشابكة لكنني أؤشر على أهمها أن التشدد في الحكم ظاهرة عامة في المذاهب تقريبا مع فارق في التطبيق كترك العقوبة ليوم الحساب كما في الإيمان بالإمامة عند الجعفرية وتطبيقها بقسوة كما في فتاوى الوهابية تجاه المخالفين وهو قياس مع الفارق طبعا.
ولعل توظيف الظاهرة لاتعوزه الحجة ونحن نعيش تداعيات الظاهرة في أفغانستان وسوريا والعراق. ان دعوة أحد علماء الأزهر إلى تشكيل مجلس العلماء هو إحياء لأصل دعا إليه الشهيد الصدر كواحدة من ظواهر ترشيد الحكم الشرعي ونظام الإفتاء. ليكون منساقا مع أصل فكرة
النظام في الشريعة والقانون والمحكومة بمقصد التشريع الذي يكرم الإنسان ويسعى لبنائه. فأسس مبداين مهمين في ذلك. الأول أصولية ينطلق من أن الأصل في الأشياء الإباحة ليعطي فسحة كبيرة من الاجتهاد لصالح الإنسان والنظام...والثاني أن الإنسان أشرف المقدسات ولذلك نقلوا أن هدم الكعبة أهون على الله من قتل بشر في غير حله وهو تقنين يفهم روح التشريع ومقصديته في تكريم الإنسان. ولقد كرمنا بني آدم. ...وهو اصطلاح عام يكرم المسلم وغيره.. كاخ في الدين أو نظير في الخلق وما ينفتح في ضوء ذلك...من مفهوم انسانية التشريع وقبول الاخر.
الدكتور حيدر البرزنجي:
وهل ترى التطرّف ديني فقط ام تتسع الى كافة العنوانين الاخرى فما هو المائز بين التطرّف والاعتدال
عضو مجلس النواب احمد طه الشيخ:
التطرف ظاهرة عامة أجلى مظاهرها الديني وفي المداخلة إجمال لعموم الظاهرة وخصوصا وجمال المائز من خلال مقاصد التشريع المعروضة.
عضو مجلس النواب تافكه احمد:
يُمكن تعريف التطرف الفكري: بأنه سلوكاً عدوانياً، بالقول أو الفعل، تجاه الآخر، وهذا الآخر قد يكون آخر سياسيا أو ثقافيا. كما يجد العنف جذوره الأولى في منظومة من المعطيات الثقافية والاجتماعية والسياسية. التزاوج بين العنف والتطرف الفكري، أولد نهجاً إقصائياً، لا يقتصر على عدم الاعتراف بالآخر، بل يدعو إلى محاربته.
إن خطورة هذا التزاوج تتمثل في قدرته الفائقة على دفع الدول والشعوب إلى جحيم الحروب الأهلية، على النحو الذي شهدته ايرلندا حتى وقت قريب، وذلك الذي عاشته أوروبا ما قبل معاهدة وستفاليا. أن لدى الفرد أساس ثقافة الأنا وإقصاء الآخر. وبنظرة سريعة للتأريخ البشري، ومدى فلسفته في استمرار الحياة هناك مراحل ومواقف مهمة فمثلا:
لدى (ماكس فيبر) مفهوم العنف السياسي وجذوره الأساسية، إجمالاً يعود الى البعد المرتبط بالدولة الوطنية. أما لدى الفيلسوفة الألمانية (حنة آرنت) اهتماماً خاصاَ لتحليل ثقافة العنف في المجتمع، ورأت أنها نقيض المجتمع المدني. كما كرست (آرنت) الكثير من مقاربتها لما اصطلحت عليه بالدولة التوليتارية، الستالينية على وجه الخصوص. وفي المجمل، لدى (آرنت) نتاجاً فكرياً ذا صلة بالسياق الاجتماعي والسياسي للعنف.
وكانت الفلسفة الغربية قد تفرعت إلى فلسفة (ديكارت) و(باسكال)، الأول مادياً، والثاني روحانياً. أما لدى (جان جاك روسو) "الحضارة الزائفة" كانت سائدة في عصره، فقد قضت تلك الحضارة على عفوية الإنسان ونزعته الفطرية والإنسانية. وقال الفيلسوف (كانت) جملته الشهيرة: "إن (روسو) هو (نيوتن) العالم الأخلاقي". بمعنى أن روسو حاول صنع ثورة أخلاقية في حياة الغرب لا تقل أهمية عن الثورة التي أحدثها نيوتن في علم الفيزياء.
وفي العام 1993 أصدر (دريدا) كتاباً بعنوان "أشباح ماركس" هاجم فيه نظرية (فرانسيس فوكوياما) عن نهاية التاريخ. عموما أن مظاهر التطرف الفكري يعود الى عدة أسباب منها (التعصب والتشدد في الرأي، التعامل بخشونة، سوء الظن بالآخرين، العزلة في المجتمع) يبلغ التطرف في أعلى الهرم عندما يستبيح هدر الدم والمال والروح الآخر لدى المتطرف الى نهج عادى ويبيح ممارسته بكل برودة.
ولا ننسى هناك عدة اشكال للتطرف الفكري لدى الشباب من أهمها (التطرف الفكري والديني والمظهري)، وبالمقابل هناك أشكال أقل تطرفا وشيوعا لدى الناس عامة منها (التطرف الأخلاقي والتطرف السياسي والتطرف الاجتماعي والوجداني نتيجة عدم تحقيق العدالة الاجتماعية).
تبدأ أولى مشكلات الى عدم وجود ثقافة التعايش وقبول الآخر واحترام خصوصياته. الخطوة الثانية عدم معرفة الجهات المحرضة على سيادة الانقسامات الرأسية، القبلية والعرقية والطائفية. المؤسسة التربوية في أي مجتمع لها دور محوري في تحديد اتجاهات التنشئة الفكرية والاجتماعية وبلورة مساراتها.
مفهوم عمل المجتمع المدني لازال في بداياتها الاولية بشكل لا يرتقى الى الهدف المطلوب وهو انتشار العمل الجماعي وتكوين مراكز صنع القرار الذي يُعد اللبنة الأولى، والحجر الأساس، لأي مشروع نهضوي وطني. وأية تنمية ناجعة ومستديمة. ان هذه المظاهر لها صلة وثيقة وآثار اجتماعية خطيرة في أي مجتمع وله مردودات خطرة وغير عقلانية في سياق النسيج المجتمعي.
الدكتور حيدر البرزنجي:
وفقتم الى سرد تاريخي وعرض موضوعي متسلسل في قمة الروعة حيث نقل أقوال من حاول تحليل ظاهرة التطرّف الفكري بصورة عامة والتطرف الديني بصورة خاصه ثم سؤال الاستاذة تافكة ماهي مدى العلاقة بين التطرّف الفكري السياسي والديني؟
عضو مجلس النواب تافكه احمد:
هناك شعرة ما بين التطرف الديني والتطرف السياسي، بحيث لا يمكن الفصل بينهما الا شكلا. هذا العنوان يحتاج الى بحوث ودراسات فكرية وفلسفية لكي نقطع الشك باليقين فعلينا جميعا النهوض بفكر الاعتدال والتسامح ورؤى مستقبلية مدروسة من اجل بناء نسيج مجتمعي متين وتفكيك حائط جميع انواع التعصب سواء ديني أو سياسي.
الدكتور حيدر البرزنجي:
الاستاذة تافكة جانبكم تقولون ان هناك شعره وانا اقول لا يمكن الفصل بين الدين والسياسة باعتبار ان الدين او المنظومة الدينية قدمت نظم سياسي واقتصادي واجتماعي متكامل نعم قد يستغل ممن يدعي الانتماء او ممن ينتمي الى المنظومة الدينية ولكن أغْرَته الأموال وملذّاتها ولنا في هذه امثاله متعدد على كوّن النظام الديني قدم الحلول ولكن التفسيرات الخطاء والأهواء أدت الى تطرف البعض لا من اجل الدين والحفاظ عليه وهذه حقيقة قلة ممن يتبع المتطرفين يعرفه بل من اجل البقاء في السطلة وديمومتها وفِي نتيجة أنتجت هذه الفئات صراع مستديم مازال المجتمع يدفع الثمن باعتبار ان التاريخ مازال حاكم في كل شيء.
عضو مجلس النواب امل عطية عبد الرحيم:
التطرف حالة غير صحية وغير سليمة تصيب بعض المجتمعات وترتبط بالتعصب الديني الاعمى الذي يقود المجتمع الى الانغلاق بكل افكاره ومعتقداته ويكون المتطرف مقتنع بما لا يجعل مجال للنقاش
يعمل هذا المتعصب الفاقد للانتماء للمجتمع ونتيجة لشعوره بالإحباط الذاتي وعدم تحسس التوازن الداخلي للعمل على اشباع حاجاته فيميل للعدوانية وهذه امور حتمية لذلك يشحن اتباعه ومريدية بما يؤمن به هذه الافكار والمعتقدات التي يغذيها يكون لها مردود سلبي على المجتمع واداءه فيخلق جمود فكري لأنه يومن ان افكاره لا يمكن مناقشتها ويبعد افراده عن الحوار ويحصنهم بما يراه مناسبا للحفاظ على فكره
هذا بدوره يلقي بظلاله على الواقع السياسي لان هذه الافكار تغذي المجتمع بكامله ويجعل بفكرهم ان ما يؤمنون به هو الخلود فلا يجعل لدى هؤلاء القدرة على التفكير اطلاقا ويكون المجتمع مندفع أكثر نحو تحقيق الغاية التي تم تغذيتهم من اجلها. فيكون كارها لكل فرد يخالفه في الراي ويصبح قنبلة موقوتة تتفجر في اي لحظة فيدمر كل ما هو امامه لأنه تغذى بالحقد والكراهية لكل من خالفه.
ومن الذين يصنعون هكذا مجتمعات روي عن الرسول (ص): اول ما عصى الله سته حب الدنيا وحب الرئاسة ووووو وهذا ما نمر به خلال هذه الحقبة الزمنية حيث المدارس الفكرية التي خلقت جيلا كاملا لا يرى الحقائق بأم عينيه الهدف هو تحقيق المصالح الفردية والمكاسب الدنيوية سياسيا. هذا الجيل تسلح وللأسف الشديد بأفكار لا تمت للشخصية الاسلامية بصلة.
لان الاسلام دين المحب والاخاء والتسامح الاسلام دين الاخوة فلا يرى اي نور امام عينيه واسدل الستار امام بصيرته وبصره واستخدم لتحقيق غايات سياسية واهداف دنيوية بحجج واعذار واهيه بعيده عن الشريعة السمحاء واستغله اصحاب النفوذ والمصالح لغرض الكسب الدنيوي وجعلوه نارا وحطبا لهذه الحركات. وتحقيق أهدافهم لأنه لا يمكن فصل التطرف عن السياسة واهدافها وغاياتها.
الدكتور سردار رشيد:
التطرف ظاهرة قديمة وعالمية شملت كل الأزمان والأماكن مع التفاوت. ولها أبعادها الفكرية والعقائدية والاجتماعية والأخلاقية والسياسية والاقتصادية والقومية. ومن الأسباب التي تساعد على نمو التطرف الفكري وانتشاره استيراد الأفكار الدخيلة وزرعها في عقول الناس لاسيما الشباب منهم. والجرأة على إصدار الحكم بالتحليل والتحريم في مسائل ذات علاقة بالفكر والعقيدة لمن ليس أهلا لذلك. وكذلك الإعجاب بكل ما هو جديد من الأفكار حتى ولو لم يكن صوابا. والجهل بالمقاصد الشرعية فيما يتعلق بالفكر الديني. وغير ذلك من الأسباب.
الدكتور حيدر البرزنجي:
الاخر كذلك ينظر لنا اننا متطرفون لأننا لا ننسجم مع ما يحمل من أفكار واعتقد فما هو الضابط برأيكم.
الدكتور سردار رشيد:
كلامك صحيح كل يرى نفسه على حق قال تعالى: "كل حزب بما لديهم فرحون". ولكن الخروج عن الاعتدال من قبل أي طرف كان هو تطرف. وهناك قواعد دينية وكذلك عرفية واجتماعية تعرف بها الفكر المتطرف. وتميز بها عن الفكر المعتدل.
الدكتور حيدر البرزنجي:
نعم الثوابت والاعراف قد تكون مقبولة عن مجموعة اتفقت في دين او قومية او بلد والضابط هو ما وثقه الخالق هو تكريم الانسان واحترام انتمائه والإنسانية منطلق وعنوان يكفي لكي نكون في منأى عن التخندق والذاتية والانتقال الى الموضوعية بكل شفافية.
الدكتور احمد الميالي:
كل مسببات التطرف الفكري هي دينية اساسها التشدد بتطبيق شرائع الاديان والانحراف بذلك عكس ما تدعو اليه الأديان. التزمت والتطرف لا يمكن ان يترسخ في المجتمعات الا حينما نصل الى قناعات متبادلة للأفراد بانك يمكن أن تكون مؤمنا وتتسامح مع الآخرين في عدم الإيمان وأن تكون صائما وتتقبل عذر المفطرين في عدم الصيام، وأن تكون ملحدا وتدافع عن حق الآخرين في التدين، وأن تكوني محجبة وترفضين التحرش بمن هي غير محجبة هنا نصل الى المجتمع والفكر المتسامحين. مع العلم ان دفاعك عن حق الآخر في الاختلاف لا يفرض عليك ولا على الآخرين تبني ذلك الموقف.
الدكتور حيدر البرزنجي:
ليس كل منابع التطرّف هو ديني فمن خلال استقراء التاريخ نجد ان التطرّف والتخندق القومي هو ايضا من اهم أسباب التطرّف الفكري حيث احيانا يتغلب العنصر القومي والعشائري على الديني.
الدكتور احمد الميالي:
حتى الظاهرة القومية هي نتيجة حتمية عن الدين. فمثلا الصهيونية قائمة على اساس ديني
بينت على فكرة الوعد وشعب الله المختار واعطيك مصداقا قبل ايام في مدينة بني براك في الاراضي المحتلة تم حذف السنفورة (افلام كارتون السنافر) من كل الملصقات الدعائية للفيلم لأن كشف صورة المرأة محظور دينيافي هذه المدينة.
الدكتور علاء السيلاوي:
من وجهة نظري وبإيجاز شديد حول أسباب التطرف الديني وهو أحد أهم العوامل التي أجهضت فصيلة الحوار الذي يعد مسارا اوحدا الاعتدال:
أولا: تم ترك النص الديني المباشر الذي يعالج حياتنا اليومية وإحلال التاريخ مكانه. أي أنه تم تقديس التاريخ بدلا من النص الديني وبالتالي تم عزل المجتمع الذي يحمل فكرا متطرفا سبب تقديس لعوامل تاريخية، عن كل تطور يحدث في المجتمعات الأمر الذي جعل المتطرف عاجزا عم التعامل مع هذه التطورات.
ثانيا: هذا العجز دفع البعض إلى استخدام خطاب الكراهية والذي يمثل الخطوة الأولى نحو الإرهاب. أن خطاب الكراهية يهدف إلى أبعاد الجمهور المتطرف عم الآخر المختلف عبر استخدام كل ما يضعف النسيج الإنساني حتى يصل الأمر إلى الخصام بين فئات المجتمع الواحد.
ثالثا: وبالتالي ستكون النتيجة هو استخدام السلاح بدلا من الكلمة في التعامل. حيث يعتقد المتطرف الإرهابي انه يقود عملية دفاع (لا شرعي) عن نفسه وعن مقدسه.
رابعا: وأخيرا يمكن القول إن الدولة المدنية إنما هي علاج فعال للتطرف ولكن بسبب ضعف للدولة ومؤسساتها وترجيح الكفة الفئوية قد جعل للتطرف مكانا في المجتمع للأسف.
الدكتور ياسين البكري:
للتطرف عوامل عدة تساهم في تأسيس خطابه وسلوكياته وكإطار عام يمكن رصد أكثر من عامل:
1- عامل سياسي متمثلة بشكل النظام السياسي وقيمه ، فكلما كان النظام السياسي فرديا يميل للعقوبة والقسر أسس لعوامل رفض ونقمة قد تبقى غاطسة لفترة لكنها تجذر وجودها في الوجدان الجمعي ومتى ما ضعفت قبضة النظام السياسي لأي سبب تمظهرت النقمة والكبت بأشكال عنيفة ومتطرفة بعضها واعي شعورية والاخطر غير الواعية الا شعورية.
2- عوامل اقتصادية منها التفاوت في مستوى الملكية وتر كزها بيد قلة وحرمان السواد الاكبر من المجتمع الامر الذي يؤدي الى خلل في التقسيم الطبقي واندثار للطبقة الوسطى، والواضح ان انقسام المجتمع الى طبقتين اقلية مترفة واكثرية محرومة ينتج بيئة مناسبة للتطرف.
3-عوامل ثقافية تساهم السلطة والمعارضة في تركيزها عبر الخطابات والسلوكيات الصفرية لمعادلة الصراع التي تخلق فضاء تنشئة قائم على الغاء الاخر واعلاء قيم العنف والقوة وتراجع قيم التسامح.
4- عوامل دينية تتمثل بالاستخدام والتوظيف السياسي للنصوص الدينية وبكيفية وانتقائية مخلة بشمولية وترابط الدين واهدافه.
تلك جزئيات وممكن اضافة عوامل اخرى وتفصيلات للعوامل المذكورة اعلاه
الدكتور حيدر البرزنجي:
وهل تعتقد جانبك الكريم ان العامل الاول وهو السياسي وشكل النظام في صدر الاسلام الاول كان له الدور في التطرّف الفكري وأدى الى انهيار الدولة من خلال مراحل تاريخية معروفه وقبل الاسلام الا تعتقد ان التطرّف بداء مع بداء الانسانية في الأرض.
الدكتورة مهدية صالح حسن:
لابد أولا ان نعترف جميعا بان أيا منا لا يملك الحقيقة المطلقة. وثانيا ينبغي الاحتكام إلى العقل والحلم للوصول الى الحلول المناسبة حول اي إشكالية قد تثار في المجتمع سياسية كانت او فكرية أو اجتماعية مع احترام كل الا أطراف والأخذ بالاعتبار بكل الآراء المطروحة لا اذعانا وإنما بالحوار الصريح والواضح بهدف الوصول إلى علاج ان لم نقل إلى جميع الموضوعات المطروح بل أغلبها في اسوأ الحالات مع التجرد قدر الامكان من المصالح الحزبية والذاتية.
وأن تكون الممارسات السياسية ان تكون منسجمة ويجب أن تكون محترمة وأن تكون مبنية على الاخلاق اعتراف الأطراف بعضها بالبعض الاخر وعدم اعتبار ذلك منة او فضل من طرف لآخر فالجميع شركاء في الوطن. ان ذلك سيفضي إلى بناء ثقة هي مهزوزة او مفقودة الان بين أطراف العملية السياسية وأن يجعل الجميع دينهم.
انهم في سفينة واحدة ان لم يعمل الجميع على صيانتها والحفاظ عليها فإن الجميع غارق لا محاله ويجب الاعتراف ان العملية السياسية شابها الكثير من السلبيات عندما اعتبر البعض المنصب والسلطة مغنمنا وليس مغرمنا وأمانة وختاما نتحمل نحن جميع ا تحمل المسؤولية الوطنية والأخلاقية والدينية. لتوضيح وافهام الجمهور بان وطننا الحبيب واحد ونحن ننتمي اليه وليس لأي أرض أخرى فهل تريدون أن نتحول إلى أشلاء ممزقة.
اننا حتما لا نريد ذلك. إذن فليكن خطابنا متوازنا مسؤولا ان الممارسات التي تتنافس من أجل البقاء. لابد ان تكون اللغة المستخدمة هي توظيفها الإقناع وليس لإشعال الشارع او إثارة طرف ضد آخر ولنكن جميعا ممن يدعون إلى سلوك الحكمة. والموعظة الحسنة كسبيل للتحاور.
الدكتورة حيدر البرزنجي:
ان جميع النخبة من أكاديميون وذات العلاقة لهم نفس الهموم ونفس الأمنيات وبالتالي اختلف اُسلوب الطرح والنهج يمكن ان ينتج اختلاف في طريقة ادارة الدولة وبالتالي التطرّف الفكري لا ينتج الا التطرّف السياسي والاجتماعي والبعض من النخبة هو من يمارس هذه الدور من اجل المكاسب مع الاسف ورغم كل ما حصل ويحصل تبقى فلسفة الاعتدال والوسطية هي الاقوى وهي من تسود مهما بعد الزمن.
عضو مجلس النواب امل عطية عبد الرحيم:
افكار التطرف والعنف هي اراء وافكار مستوردة اما العراق فهو ضحية لها وهذه الافكار ليس وليدة الساعة وانما افكار مع مطلع القرن الحالي الهدف منها جعل الشعوب الاسلامية متناحرة ومتقاتلة لتحقيق هدف استعماري للأسف هو بقاء اسرائيل بعيدة عن الصراع.
الدكتورة مهدية صالح حسن:
نعم كل ما تفضلت به صحيح جدا المسلمون يتقاتلون وأعداؤهم يتفرجون عليهم لأبل نشتري منهم السلاح ونقدم لهم الأموال على حساب التنمية وخدمة الشعب لا لشيء وإنما لخدمة مصالحهم. مصالح اسيادهم لك الله يا أمة الإسلام فقد تكالبت عليك الوحوش والكلاب من كل حدب وصوب.
الأستاذ حميد مسلم الطرفي:
التطرف الفكري هو التوجه بفكرة ما أو عقيدة الى اقصى اليمين أو أقصى الشمال من دون محوٍ لأصل الفكرة كمرتكز وهي ظاهرة بشرية نمطية مردها اختلاف مستويات التفكير وطريقة استحصال القناعات ووسائل التشخيص بين الأفراد والجماعات، فعيسى نبي تطرف بعض المسيحيين فادعوا بانه الهاً، وحب القوم امر محمود والقومية انتماء طبيعي فتطرف هتلر فولدت النازية التي تؤمن بان دم الالمان يفوق باقي الدماء في الذكاء والنقاء.
وان ترعى الدولة الفقراء وتمنع احتكار الاغنياء لوسائل الانتاج فكرة جيدة فأخذها البعض لان تحتكر الدولة كل وسائل الانتاج فكانت الماركسية واخذها آخرون لان تتخلى الدولة عن كل وسائل الانتاج فكانت الرأسمالية، والجنس عامل مؤثر في بعض حوادث التاريخ وله تأثير في سلوك البشر فتطرف فرويد لكي يقول ان كل ما في وجودنا من أفعال وانفعال مصدره الجنس حتى حين يرضع الطفل ثدي امه! والمهاجرون اليوم في أوربا مشكلة مؤثرة فتطرف بعض الأوربيين وباتت فكرة معاداة المهاجرين الى حد نبذهم واخراجهم بالقوة بل وقتلهم ان امكن فكرة رائجة وها هو اليمين المتشدد يتوسع شعبياً. الخ.
اردت أن اقول ان التطرف الفكري ظاهرة موجودة وقديمة ولا يمكن ازالتها من السلوك البشري إلا بوضع حدود المسموح وغير المسموح في التفكير والفعل في أطار قانوني واضح. في الغرب مثلاً هناك نصوص قانونية تمنع العنصرية وتحدد جرائم التمييز العنصري والازدراء العنصري ومواد قانونية تمنع ازدراء الاديان ومواد اخرى تمنع الكراهية ناهيك عن أن كل دول العالم تمنع العنف واستخدام القوة في نشر الافكار.
أما لماذا انتشر التطرف الديني المصحوب باستخدام العنف المسلح في العراق والدول العربية فاعتقد ان هناك عدة اسباب منها:
- الاضطهاد وكبت الحريات والتعسف والتخويف الذي سيطر على الشعوب العربية طيلة أربعة عقود ثم تلى ذلك حرية غير منضبطة مما ولد مبالغة في اعتناق الافكار لسد النهم الحاصل من الحرمان تماماً كجائع وقع طعامٍ متعدد الألوان فراح يسرف في الاكل والشرب من غير روية ولا تفحص لنوع الاكل الذي يأكله ساعده في ذلك غياب الدولة كمؤسسة تحتكر لوحدها السلاح ولها حق استخدام عنصر الاكراه والعنف كلما دعت الضرورة الى ذلك ولها قدرة توجيهية قائمة على منهج واضح وخط فكري مستوحى من ايمان عامة الشعب منهج يراعي اختلافاتهم ويشجع مشتركاتهم بعيداً عن الاستفزاز والاستحواذ.
- تغير نمط العلاقة بين الدول واختلال التوازنات الاقليمية أسهم بشكل كبير في أن تتبنى مخابرات دول عديدة مناهج متطرفة وتسوقها للشباب كعقيدة أصيلة أو كطائفة ناجية مغذية فيهم روح الاستشهاد واسترخاص الحياة بجوار الآخر الذي نعتته بأشر الأوصاف وأقبحها من اجل اعاقة هذه الدول عن التقدم والاستقرار وبما يصب في بقائها قوية ومهيمنة.
- الاغتراب الروحي لدى الشباب والقلق وعدم الاستقرار النفسي والشعور بالإحباط وعدم وضوح المستقبل مصحوبة بالسذاجة الفكرية وقلة الرصيد المعرفي عوامل مهمة في تلقي الخطاب المتطرف الذي يكسر حالة الرتابة والروتين وينقلك الى عالم الحركة والاندفاع في مجالي الواقع والخيال، المادة والمعنى، او الغيب والشهادة.
الدكتور حيدر البرزنجي:
تحليل دقيق ووصف عميق وتسلسل تاريخي بصورة موجزة اجدتم استاذ حميد وانت تتطرقت الى عدة محاور مهمة ومفصلية هل بالإمكان تطويق هذه الأفكار بمعنى ان سن القوانين والانظمة هل هي الحل ام ان محاربة الأفكار التطرفية تكون من خلال نشر الفكر المعتدل ونشأة اجيال جديد لا تحمل هذا الفكر ام ان الامر يتعدى ذلك اي يكون ابتلاء او امتحان الاهي.
الأستاذ علي الطالقاني:
تحتاج البشرية الى وقفة صف واحد للتصدي للطرف، على ان تتعاضد الجهود سواء على مستوى الفرد او الجماعي عبر تلاقح الافكار والتجارب والابتعاد عن التعصب وتحفيف منابعه عبر الحوار والاقناع والمحافظة على منجزات اخلاقية تصب في مصلحة الامة ورفض التعصب ايا كان مصدره ونوعه وسببه بأساليب سلمية حضارية تسهم بوصولنا الى ان نكون اصحاب حضارة تقدم الاستقرار.
الدكتور حيدر البرزنجي:
المفاضلة على أساس الدين والعرق والمذهب والانتماء بدون مسوغ حقيقي يؤهل اصحابه الى التميز ولا يعني التميز هو مصادرة الاخر والنظر اليه نظرة استصغار واحتقار ونظرة المتطرفة مبنية على المفاضلة والأحقية حيث ان ابليس هو اول من قارن واعترض وتطرف عن الفكر الالهي وبالتالي هو الصادر الاول لفكرة التطرّف.
الأستاذ مقداد البغدادي:
القراءات المختلفة والمتناقضة بعض الاحيان للتاريخ والسيرة والعقيدة والديانات ثم الاعتقاد بصوابيه وأحقية بعض الافكار والمواقف بشكل مطلق وعدم احتمالية الخطأ في التشخيص والاصرار على احقية هذه الافكار باعتبارات دينية او إستحسانات عقلية او مفاهيم قومية او نظريات مجتمعية او انتماءات عقائدية او اندفاعات وتفاعلات عاطفية حادة تجاه بعض الاحداث والمواقف والرموز كلها مجتمعة او متفرقة تسبب تعصبا فكريا وثقافيا حادا عند بعض الناس والمجتمعات وحتى عند بعض الحكومات بالبعد السياسي او الاقتصادي او معا.
الدكتور حيدر البرزنجي:
بات التفسير العلمي للتطرف الفكري معقدا نظرا لاحتمالات الخلاف في المقاصد والغايات والمصالح السياسية في تعريف معنى التطرّف ووصف المتطرفون وهو ما يعبر عن تفسير الواضح للتطرف غيابا للإرادة الجامعة للأمم في قصد تحديد المعنى. وهو ما يؤدي الى تأخير الإنجاز في معالجة مشكلة التطرّف بأنواعها وبخاصة التطرّف الفكري.
الأستاذ حمد جاسم:
اختلاف وجهات النظر والافكار قديمة في حياة الإنسان، وهي انعكاس لاختلاف الوقائع التاريخية والسياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والدينية، والنظر لهذه الوقائع مت زوايا مختلفة، فكل امة وشعب له راي وموقف من هذه القضايا، فما يراه شعب من الشعوب صوابا نحو قضية ما قد يراها الاخر خطأ او تحتمل عدة اوجه مختلفة، ولكن اختلاف الافكار ووجهات النظر قد يأخذ جانب سلمي من خلال المنشورات والمؤتمرات والندوات التي تبين صحة او خطأ وجهت نظر كل جهة من خلال الحوار.
وهذا ما حاصل الان في دول العالم الاول المتطور كمل في أوربا وامريكا واليابان، او يأخذ العنف لإثبات صحة فكرة ما او قضية ما وسلب حياة او انتهاك حقوق كل من يعارض هذا الفكر، وهناك اسباب عديدة لظهور التطرف الفكري وهي، فرض اراء وافكار مخالفة للواقع والحق بالقوة، اذ يلجئ مروجو الافكار الشاذة الى العنف من اجل تحقيق أهدافهم.
كذلك وجود دعم جهات خارجية لهذه الافكار المتطرفة من اجل ايفاع أكبر قدر من الدمار والخراب في بلدان ذات اهمية لها، او بلدان تقف عائقا امام تحقيق اهدافها، وهو خير دليل على مساعدة دول غربية واسرائيل لأفكار الارهابيين المتطرفة من اجل تحقيق اهدافهم في تدمير العراق وإيران وسوريا واليمن ومصر وهي دول قد تكون عائقا امامهم.
والسبب الاخر هو تاريخي اذ هناك افكار نقلت عبر التاريخ وهي محرفة وغير صحيحة ولكن هناك من يؤمن بها ويريد نشرها ولو بالقوة، وهو ما سائد الان من افكار متطرفة في سوريا والعراق، كذلك الصراع على السلطة في دولة ما، اذ يتم تغليف هذه النزعة السلطوية بغلاف وافكار اغلبها متطرفة من اجل وصول المتطرفين في الحكم.
والثروة ايضا عامل لظهور الافكار الاقتصادية المتطرفة التي تريد احتكار الثروة لمصلحة فئة معينة وحرمان باقي الفئات منها، كما ان التربية الاسرية والتعليم غير المتوازن بنشأ اجيال من الشباب الذين يحملون افكارا متطرفة، التفسير الخاطئ للأديان هو سبب اخر التطرف الفكري، المجتمع وتعامله مع الافراد على اساس الدين او الجنس او المذهب او التمييز في الوظائف سوف يخلق التطرف بكل انواعه، هناك اسباب كثيرة للتطرف الفكري، لهذا فان كلما كان الشعب واعيا وحرا في افكاره كان أكثر التزاما وسلمية بأفكاره.
الدكتور حيدر البرزنجي:
نشكركم على تفصيلكم للقضية من عدة جوانب حيث ذكرتم ان أوربا وأمريكا واليابان تجوزت التطرّف من الندوات والمؤتمرات ولكن من خلال استقراء التاريخ نجد ان هذه الدول قد مرت بمراحل تقاتل طائفي وتطرفي وعنصري حتى اتسم جزء كبير من تاريخه بالدم وحروب عالمية على أساس التطرّف وبالتالي وصلوا الى ما وصلوا اليه ولكن مازالوا من يتخلص من التطرّف والاحداث خلال الأيام الماضية خير شاهد فهل يمكن ان نجد عامل او عوامل يمكن من خلاله جعل علاجات تنهي التطرّف بكافة أنواعه.
الأستاذ حمد جاسم:
نعم مرت كل الشعوب بالتطرف الفكري، ولكن الشعوب المتقدمة تجاوزته داخليا وفي علاقاتها مع بعضها من خلال التفاهم والحوار هذا قصدي، اذ ان اي خلاف بين امريكا واليابان مثلا يأخذ منحى الدفاع عن المصالح بطريقة التفاهم والابتعاد عن جلب الماضي والتطرف الفكري، هذا القصد حتى في داخل هذه الدول الخلافات مسيطر عليها من خلال الحوارات الفكرية والثقافية وليس من خلال العنف، وهذا عكس ما حاصل في بلادنا العربية والإسلامية اغلبها وليس كلها، الحل الرجوع الى الفكر الاسلامي المبني على التفاهم.
الدكتور حيدر البرزنجي:
المشهد لا يتكامل الا من خلال استقراء تام الى كل الظروف المحيط سوء تاريخية كانت ام دينية او اقتصادية.
القانوني حسن الطالقاني:
أعتقد ان التطرف هو مبدأ الحقد ولا يمت للدين بصلة وبالأحرى ان المتطرفين قد فهموا الدين والدليل لم ولن يكون او تكون ديانة معينة تدعو للتطرف إذا تم ربط التطرف بالدين واعتباره جزء أساسي من الدين إذآ الخطأ بالدين ولقد اختلف علماء التفسير فيما بينهم إلى ان وصل بعظهم يتجه اتجاه خاطئ وهذا ولد رد الفعل من أي جهة مقابلة لكي يدافع عن نفسه او تاريخ مزيف يعتمد على الأنانية او تخلف قبلي ومناطقي.
الأستاذ عباس عبود:
التشدد والتعصب والتطرف هو سلوك مجتمعي قديم أشار له بن خلدون في مقدمته الشهيرة في وصف مجتمعات البدواة مستخدما مصطلح العصبة. في مجتمعنا العراقي مزاج متطرف في احيان كثيرة والتطرف يأخذ أشكالا عدة الاجتماعي، الثقافي، السياسي، الفني ولا يقتصر التطرّف في العراق على مستوى دون اخر او شريحة دون أخرى.
والتطرف في العراق سمة يتباهى بها أصحابها رغم نتائجها المأساوية أطلق أهل الشام وَعَبَد الناصر مشروع القومية وتذابح الناس في بغداد معها او ضدها أطلق الروس الثورة البلشفية وتحولت الموصل وكركوك وبغداد الى ميادين دم بسبب الصراع من اجل فكرة قبل قرون عدة كان الخوارج يتقاتلون من اجل فكرة.
واليوم يعيد التاريخ نفسه ارى ان سبب التطرّف هو احساس داخلي بالخوف من الاخر أي ضعف الهوية العراقية او غيابها زوال هذا السلوك ممكن لكنه بالغ الصعوبة نتصرف كل يوم بشكل يزيد من تطرف الاخر دون شعور منا ويكون كلامنا وسلوكنا الطبيعي حطبا لتطرف عراقي نجهل مصادر نيرانه.
الدكتور حيدر البرزنجي:
الا تعتقد ان الأسباب التي ذكرتها مشكورا هي نتيجة تلون المجتمع وتعدد الفكر وتبني ألوان وأنواع متعدد من الأفكار حالة صحية ولوحة فنية ان لم ينتج عنها دماء وصراع دموي هذه سمة قوة المجتمعات وعمقها التاريخي بالتلون وتعدد الأفكار حيث لا قيمة علميا ولا ثقافية ان كان نسيج اجتماعي راكد جامد غير فعال ولكن دفع بعض الجهات والذوات بتجاه الصراع وجعل التطرّف سمة غالبة على المجتمع خصوصا العراقي ليس من الانصاف وهذه لعدة أسباب أهمها سياسية وممكن علاج ما حول بعض الجهات زرعه من تطرف فكري وديني وسياسي حيث طبيعة المتجمع العراقي عجيبة في الانتقال من فكر الى اخر والتحول الإيجابي. اقصد التلون هو نعمة وليس العكس وهذا ماذهب اليه استاذنا الكريم.
الأستاذ عباس عبود:
لا علاقة للتطرف بالتلون والتعددية بل احيانا المجتمعات المتعددة تكون أكثر تسامحا لكن للتطرف أسباب ودوافع ومغذيات ان اهم أسباب التطرّف الظلم الاجتماعي الإحساس بالغبن فقدان الثقة بمؤسسات الدولة فقدان الثقة بالأخر انحراف الشعور الديني من تهذيب السلوك الى تأجيج الكراهية اضافة الى الأسباب السياسية والتاريخية الاخرى المعروفة.