من نبع علومهم نرتوي

باقة فكرية معطّرة بالعلم لسماحة المرجع الشيرازي

عفراء فيصل

2016-08-30 10:56

"وأمَّا الحوادثُ الواقِعَةُ فَارجعُوا فيها إلى رُواةِ حَدِيثنَا فَأنهُمُ حُجَّتي عليكُم وأَنا حُجَّةُ الله عليهم "

هذه الكلمات من وصية إمام زماننا عجل الله تعالى فرجه لنا نحن شيعته ..ولأننا ولدنا في زمن غيبة إمام العصر عجل الله تعالى فرجه.. فقد حرمنا من مشاهدة أنوارهم والاستماع لكلماتهم بأصواتهم المباركة ..لهذا التجأنا الى العلماء "رواة الحديث" كما وصفهم الامام المهدي عليه السلام.. فرأينا سيرة اهل البيت تجسدت في أخلاقهم وتواضعهم ونهجهم وحياتهم.

رأينا أهل البيت فيهم.

قبل اسبوع تقريبا تشرفنا بلقاء المرجع الكبير السيد صادق الحسيني الشيرازي "دام ظله" وتشرفت اسماعنا بالاستماع الى توجيهاته القيمة، حيث استقبلنا سماحة السيد بوجهه البشوش كعادته في ترحيبه بضيوفه .. بعدها بدأ ينثر علينا درره وتوجيهاته.. حيث استفتح كلامه بقصه مؤثرة حيث قال سماحته :

(جاء شاب الى حداد وكان ابن سينا جالسا الى جوار الحداد وقال له ان امي تريد القليل من النار.. فقال له الحداد اذهب واجلب وعاء لأضع لك النار فيه.. استثقل الشاب العودة الى المنزل واحضار وعاء.. فكر قليلا وأخذ رمادا بيده وقال ضع النار هنا.. تعجب ابن سينا من ذكاء هذا الشاب وقال له ابن سينا: ما عملك. فقال: بقال.. تأسف ابن سينا على هكذا عقل مفكر ويعمل بقالا).

اوضح سماحة السيد ان كل شاب يملك ذكاء ويمكن ان يكون عالما من العلماء وشخصية مؤثرة في مجتمعه فقط يحتاج الى مدارة .. وأعقب السيد القصة بقوله ان كل انسان سواء كان رجلا او امرأة عليه ان يحذر من ان يكون عزمه يسبب له راحة فيتقاعس عن عمله .

حيث ضرب مثل الشباب ايام الامتحانات يتخلون عن راحتهم ويسهرون ليحصلوا على النجاح الذي هو الراحة الحقيقة.

فقال لننتبه الى ان الدنيا كلها ايام امتحان.. فلنحذر من الراحة "الدنيوية" والتقاعس في العمل فنخسر الراحة الحقيقة " الاخروية " بعدها تفضل سماحته بحكمة رائعة حيث قال: "إن الدنيا تعمل على لف الالوف من البشر ورميهم في دائرة النسيان فلنحذر من ان نُلف وننسى بعد سنوات. "

بعدها بيّن سماحته ان كل شخص قد يعرف الجد الخامس والسادس له اما من قبلهم مما لاشك فيه انه لا يعرفهم ولا يعرف متى عاشوا واين وماذا عملوا.. على الرغم من انه من نسلهم .

بينما "ابا ذر الغفاري" الكل يعرفه بعد ألف سنة ..وذلك لان عمله ابقاه حيا في قلوب الناس .وكالعادة لا ينفك سماحة السيد يذكر العراق، فقلبه مع ابناء شعبه دائما .

فقال سماحته: ان العراق بحاجة الى كل ما يقدمه شبابه من علم او اقتصاد.. فهو يحتاج الى اهله فقط لينهض.

وذكر المثل العربي " ما حك ظهرك مثل ظفرك" واوضح سماحته ان الشعب العراقي شعب عريق ومفكر..انه شعب اهل البيت عليهم السلام وهو المسؤول عن نهوض العراق.. فالعراق ساحة للتألق .. فلنعمل بكل طاقتنا .

بعدها بيّن سماحته أهمية نشر علوم أهل البيت عليهم السلام في كل بقاع العالم. وسأل سماحته الله تعالى التوفيق لنا ولجميع شيعة اهل البيت عليهم السلام.

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

ذات صلة

عالم الإسلام متماثلا اجتماعيا وثقافيا.. الطاقة الممكنةصناعة الاستبداد بطريقة صامتةوزارتا التربية والتعليم العالي في العراق مذاكرةٌ في تجاذبات الوصل والفصلالجنائية الدولية وأوامر الاعتقال.. هل هي خطوة على طريق العدالة؟التناص بوصفه جزءاً فاعلاً في حياتنا