المرجع الشيرازي: الثائر بحقّك هو إحداث التغيير ضدّ الواقع الفاسد
مؤسسة الرسول الاكرم
2020-08-25 05:00
تعريب وتقرير: علاء الكاظمي
ألقى المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيّد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، وكالسنوات السابقة، كلمته القيّمة المهمّة، على أعتاب حلول شهر محرّم الحرام 1442 للهجرة، في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة، بجموع العلماء ورجال الدين وأساتذة وطلبة الحوزة العلمية، مساء يوم الأربعاء التاسع والعشرين من شهر ذي الحجّة الحرام 1441للهجرة (19/8/2020م)، إليّكم نصّها الكامل:
تعازي
أرفع ّالتعازي بمناسبة حلول شهر محرّم الحرام وصفر الأحزان، إلى صاحب المكانة الرفيعة والمقام الشامخ للإمامة الكبرى والولاية العظمى مولانا بقية الله الأعظم الإمام المهدي الموعود عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وأدعو الله تعالى أن يعجّل في فرجه الشريف، لتنجو البشرية من جميع المشاكل التي ابتليت بها في مختلف الجوانب، ومنها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى العائلية. وأأمل أن يتحقّق هذا الخلاص بفضل الله تعالى وبدعاء ولطف الإمام المهدي الموعود عجّل الله تعالى في فرجه.
كما أقدّم التعازي لكافّة المؤمنين والمؤمنات في أنحاء العالم وأواسيهم على كل الفجائع والمآسي العظيمة التي حلّت في شهري محرّم وصفر لاسيما التي حدثت للإمام الحسين صلوات الله عليه في يوم عاشوراء. وأتمنّى للجميع لا سيما الهيئات والمواكب الحسينية أن يقوموا بإحياء هذه المناسبة وإحياء الشعائر الحسينية المقدّسة كما هو متوقّع منهم، في هذا العام، بل أرجو أن يكون الإحياء في جميع العالم من بلاد إسلامية وغير إسلامية بشكل أفضل من السابق من حيث العدّة والعدد بل وأكثر حماساً من السنوات السابقة.
التدّبر بالزيارات الحسينية
إنّ أهل العلم على بينة مما هو مذكور في زيارات الإمام الحسين صلوات الله عليه. ونحن نعلم أنّ الزيارات والأدعية المنقولة عن أهل البيت صلوات الله عليهم لاسيما الزيارات التي وردت بحقّ الإمام الحسين صلوات الله عليه فيها معاني كثيرة لا يمكن حصرها بسهولة بل يجب التأمّل فيها، كلمة كلمة.
في أغلب الأحيان نرى أنّ كبار علماء الشيعة وفقهائهم كانوا وعلى مرّ التاريخ محاطين بمشاكل ومحاصرين بها من قبل الظالمين، ولذلك لم يكن بإمكانهم كثيراً التوجّه لشرح معاني الزيارات. لكن اليوم تتوفر لدينا السّبُل لمعرفة المفاهيم القيمة للزيارات. ومن هنا أرى أن يقوم المعنيّون بهذا الأمر بشرح وتبيّين معاني الزيارات، كلّ حسب طاقاته وإمكاناته. ولقد قام المرحوم العلاّمة المجلسي والسيّد عبد الله شبّر وآخرين بشرح زيارات الإمام سيّد الشهداء صلوات الله عليه بعض الشيء.
الثائر ضدّ النظام الفاسد
ورد في إحدى الزيارات الواردة بشأن الإمام الحسين صلوات الله عليه، وقد ذكرتها في مناسبات مختلفة: (السلام على الحسين المظلوم الشهيد قتيل العبرات). والعَبرة هي الدمعة التي تُراق من أجل الإمام. فالإمام قتيل الدمعة الساكبة، وكذلك هو أسير الكربات والمحن والآلام، وهذه الآلام قد حلّت بالإمام في يوم العاشر من المحرّم وقبله وبعده.
ثم نقرأ في الزيارة: (اللهم إنّي أشهد انّه وليّك وابن وليّك وصفيّك وابن صفيّك). بمعنى أنّي أتولاّه كما أتولّى أبيه وأنّ الله اصطفاه كما اصطفى أبيه.
كذلك نقرأ عبارة: (الثائر بحقّك). والثأر هنا ليس بمفهوم الثورة ضدّ الطغيان وقلب النظام وإن كانت الثورة ضدّ الظالمين مُجازة. فالانقلاب هو الانفعال، والانفعال لا ينسب إلى الشخص إلاّ في بعض الموارد مثل الانصراف كما في اللغة العربية، وإلاّ فإنّ الانفعال هو نتيجة فعل شخصي، والفعل ينسب إلى الشخص. ورغم أنّ مفهوم الثائر لايزال متداولاً بين العرب بمعنى الثورة ضدّ الحاكم وقلب النظام، إلاّ أنّ المقصود من (الثائر بحقّك) في الزيارة هو إحداث التغيير ضدّ الواقع الفاسد وليس بمعنى الثورة المتعارفة اليوم. ولقد كان في زمن الإمام الحسين صلوات الله عليه، نظاماً فاسداً وهو نظام يزيد، وكان على الإمام الحسين صلوات الله عليه أن يغير هذا النظام الفاسد.
يكتب بعض الكتّاب باللغة الفارسية (الانقلاب الحسيني)، وهم غير متوجّهين إلى أنّ معنى الكلمة في العربية غيره في الفارسية، ويتصوّرون أنّ ذلك الانقلاب غير جائز، والواقع اننا إذا لم نقل جائز فذلك خطأ. فقوله (والثائر بحقّ) يعني ثار من أجل إحقاق حقّ الله تعالى وتطبيقه على أرض الواقع. ويصحّ ذلك إذا أخذنا باللام، ولها معنى آخر بتفويض، فالله تعالى هو الذي فوّض الإمام الحسين صلوات الله عليه لهذا الثأر وللثورة ضدّ الطغيان. ومعنى ذلك أنّ مثل هذا الثأر لايجوز لغيره إلاّ بتفويض من الله. فالإمام المعصوم له الحقّ أن يثأر وله الجواز في ذلك على وجه الخصوص أو العموم، لأنّ الحكم لا يكون إلاّ لله (إن الحكم إلاّ لله) وحتى الأحكام لا تكون إلاّ بمقدار ما فوّضه الله تعالى وأجاز في جميع الأشياء. فلا تكون الأحكام إلاّ بمقدار ما فوّض الله تعالى للأئمة المعصومين صلوات الله عليهم. وأما بخصوص النوّاب الخاصّيين وغيرهم فهذا فيه كلام وبحث.
الحسين استثناء التكوين والتشريع
إنّ الإمام الحسين صلوات الله عليه هو استثناء في عالم التشريع والتكوين وحتى الأحكام الوضعية. وهذه الاستثناءات ليست واحدة ولا اثنان ولا عشرة، ويظهر ذلك في قوله (أوعجبتم أن مطرت السماء دماً). أليس ذلك استثناء في التكوين؟ وأين مثل هذا التكوين لغير الإمام الحسين صلوات الله عليه؟
لقد كان استشهاد النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله واقعة عظيمة بحيث أنّ الزهراء صلوات الله عليها قالت بخصوصها: (وأزيلت الحُرمة)، ولم تقُل (قلّت الحُرمة) أو (ذهبت)، بل قالت (أزيلت). فمع عِظم استشهاد النبيّ صلى الله عليه وآله إلاّ أنّه لم يرد بحقّه عبارة (مطرت السماء دماً). وهكذا في استشهاد السيّد المحسن عليه السلام، لم ترد مثل تلك العبارة، ولم يرد مثلها في استشهاد الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه مع أنّ الصيحة جاءت من السماء بقولها: (تهدّمت والله أركان الهدى) وهو جمع مضاف بمعنى أنّه لم يبق ركن للهدى لم يتهدّم. فكل المصائب التي حلّت بالنبيّ والإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليهما وآلهما والمحسن عليه السلام، لم يرد بحقّها عبارة (مطرت السماء دماً). وهكذا في استشهاد الإمام الحسن المجتبى وباقي الأئمة صلوات الله عليهم، والأمثلة كثيرة.
لقد كتب المؤرّخون والعلماء عبارات كثيرة في مصائب الإمام الحسين صلوات الله عليه، ومنها في كتاب (الخصائص الحسينية)، وأرى أن كلّ ما كُتب فهو لم يبلغ عُشر ما يمكن جمعه من الزيارات.
سفينة نوح بأرض كربلاء
من الاستثناءات في التكوين بالنسبة للإمام الحسين صلوات الله عليه هو ما حصل لسفينة النبيّ نوح عليه السلام، ولعلّ السادة الحضور قد سمعوا بها، وقرؤوا في الروايات أنّ سفينة نوح عندما وصلت إلى أرض كربلاء وقعت في مشكلة دوّامة، علماً بأن أرض كربلاء، وكما نعلم، ليس لها قابلية الدوّامة من حيث التكوين الجغرافي، خاصّة وأنّ سفينة نوح عليه السلام كانت عظيمة، حيث ذكرت الروايات انّ حجمها كان 1200 ذراعاً طولاً أي حوالي 600 متراً وأكثر من نصف كيلو متر، وأنّ عرضها بلغ 800 ذراعاً أي قُرابة نصف كيلو متر عرضاً. وكان ارتفاعها 80 ذراعاً أي 40 متراً. وهذا الارتفاع أطول من كل المنائر الموجودة، فالمنائر أغلبها لا يتجاوز 25 متراً أو 30 متراً على الأكثر. فيا تُرى كيف استطاعت تلك الدوّامة أن تدور بهذه السفينة العظيمة لدرجة أنّ نوح خاف الغرق؟ ألا يجب التأمّل في هذه القضية؟! ولنسأل أين تحصل الدوّامة؟ ربما تحصل في الأنهر الكبيرة كنهري دجلة والفرات التي يرى فيهما الإنسان أحياناً أنّ الماء يدور، وأحياناً يري ورقة شجرة تدور فيهما بفعل الدوّامة فيبتلعها الماء. أما إذا كانت في الدوّامة فاكهة فيكون من الصعب أحياناً على الدوّامة ابتلاعها بسهولة. فالدوّامة تحدث في مكان فيه حفرة تحت الماء فتدور المياه حول هذه الحفرة فيحدث دوران الموج الذي يدور مثل الدوّامة. ومثل هذه الدوّامة تبتلع بعض الأشياء التي فوقها.
كان المرحوم والدي يقول، ورحم الله الماضين: أنّ نهر دجلة وبالقرب من سامراء كان فيه مكاناً واسعاً وكبيراً فيه دوّامة، وكانت الزوارق والمراكب تحذر من الاقتراب من ذلك المكان وتحاول أن تبتعد عنه خوفاً من الدوّامة.
إذن، كيف بسفينة عظيمة كسفينة نوح تحرّكها وتدور بها أرض كربلاء، ونحن نعلم أنّ كربلاء، شمالاً وجنوباً، من جهة الحجاز وغيره ولمسافة 100 كيلو متراً ليس فيها جبال، وأنّ الأرض منبسطة ومسطّحة ومن الناحية التكوينية ليس في هذه الأرض ما يحدِث الدوّامة بحيث تدور فيه سفينة نوح ويخاف عليه السلام من الغرق. أليس هذا من التكوين والاستثناء الذي أراده الله تعالى للإمام الحسين عليه السلام؟
لإرجاع السيرة النبويّة والعلويّة
إنّ عبارة (الثأر بحقّك) وردت بحقّ الإمام الحسين صلوات الله عليه، ولكن نسأل أيّ ثأر أراده الإمام الحسين لحقّ الله؟ وماذا أراد الإمام الحسين أن يعمل بهذا الثأر؟ وماذا أراد الإمام الحسين أن يغير في ثأره؟ ألم تكن الصلاة موجودة في زمن يزيد؟ ألم تكن خطبة صلاة الجمعة موجودة آنذاك؟ ألم يكن الصيام والحجّ موجوداً؟ فهذه المظاهر العبادية كانت موجودة آنذاك، لكن الذي لم يكن موجوداً وبسببه ثار الإمام الحسين صلوات الله عليه كما ورد في عبارة (الثائر بحقّك) قد بيّنه الإمام في رسالته التي أرسلها إلى أخيه محمّد بن الحنفية عندما أراد الخروج من المدينة المنوّرة، حيث قال في بعض ما كتبه لأخيه: (أريد أن أسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب عليهما السلام).
تُرى كيف كانت سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله؟ وما الذي لم يكن موجوداً في زمن يزيد؟
إنّ الذي لم يكن موجوداً هو السيرة العملية لرسول الله صلى الله عليه وآله. وهي نفس السيرة التي كانت في زمن الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه. فالأئمة الأطهار كلّهم نور واحد. ولو كان رسول الله في زمن الإمام الحسين لقام بما قام به الإمام الحسين في خروجه، والعكس يصدق أيضاً، أي لو كان الإمام الحسين في زمن رسول الله صلوات الله عليهما وآلهما لقام بما قام به رسول الله. وهكذا الإمام الحسن المجتبى صلوات الله عليه لو كان في زمن أحدهما لقام بما قاما به، وهذه من مسلّمات التاريخ.
قضية الانقلاب على النظام
إن من المسائل القطعية التي يسلّم بها التاريخ بالنسبة لرسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما وآلهما، وهي مسائل مغفول عنها وتعتبر من أهمّ المسائل المطروحة في عالمنا اليوم، هي مسألة قلب النظام وهي معروفة في العالم العربي بالمغامرة في قلع نظام الحكم لإزالته وهو ما يجري في الانقلابات العسكرية بالدول الإسلامية كما ترون وتسمعون. أنا أتذكّر الانقلاب الذي وقع في مصر قبل قرابة 50 سنة، وبعد ذلك بخمس سنوات الانقلاب الآخر في العراق سنة 58 م وأتذكّر ذلك جيّداً. وبعد تلك الانقلابات وضعت الأنظمة مادة قانونية وهي غالباً موجودة اليوم في بعض الدول الإسلامية، ومفادها أنّ الشخص الذي يحاول قلب نظام الحكم يقومون بإعدامه، وقد دوّنوا هذه المادة في كتبهم القانونية.
أما بالنسبة لرسول الله صلى الله عليه وآله الذي قال الإمام الحسين صلوات الله عليه أنّه يريد أن يسير بسيرته وبسيرة أبيه علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، قد حاول المنافقون وليس لمرّة واحدة أو مرّتين أو ثلاث أن يقلبوا نظام الحكم عليه. وكانوا يريدون اغتيال رسول الله صلى الله عليه وآله وقتله وكانوا يطمحون إلى القضاء على الإسلام عبر مختلف الطرق ومنها الحروب، لكن رسول الله لم يعدم حتى شخص واحد منهم ولم يسجن منهم ولم يعذّب أحداً منهم ولم يجيز لأحد من أصحابه أن يقوم بذلك.
لقد أراد الإمام الحسين أن يحيي هذه السيرة، وهذه واحدة من تلك الأمور. وإنّ مثل هذه المواقف لايوجد لها نظير في تاريخ البشرية. فمثل حكومة رسول الله صلى الله عليه وآله التي قامت بعد تضحيات كبيرة وقدّمت في هذا الطريق الكثير من الضحايا، علينا أن نعرف انّها كيف تعاملت مع من أراد قلب النظام.
العفو عن الانقلابي
ورد في القرآن الكريم أنّ عبد الله بن أُبي سلول أراد قلب النظام حيث قال تعالى نقلاً عن نيّة وقول بن أبي سلول: ( لنُخرجن الأعزّ منها الأذلّ)، وإذا لم يكن القرآن قد أشار إلى مثل هذه الكلمة (الأذل) لما كنت أتجرّأ أن أشير لها بنفسي. فالذين درسوا النحو يعلمون جيداً معنى (الأعزّ). فهي أفعل التفضيل التي تدخل عليها الألف واللام ومعناها العزيز الذي لا نظير له في العزّة. و(الأذل) معناها الذليل الذي لا نظير له في الذلّة.
راجعوا الآية الشريفة والروايات الواردة عن الأئمة صلوات الله عليهم في تفسير الآية المشار إليها، لتجدوا أنّ في معناها قلب النظام. فأثناء عودة الرسول الأكرم من الحرب، قال ذلك المنافق بأنّه سيدع النبيّ يصل إلى المدينة، وإذا وصل (لنخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ)، ويقصد بالأعز نفسه، وبالأذل النبيّ الكريم صلى الله عليه وآله، وقد أقسم بذلك الفعل بلام القسم وبنون التوكيد الثقيلة. وجاءت كلمة لنخرجنّ بضمير الجمع، وكان المتكلّم هو رئيس المنافقين، وأراد بذلك إخراج النبيّ من المدينة المنوّرة إلى الصحراء. فراجعوا ما جاء في التفاسير ومنها تفسير التبيان وغيره. وهناك أمر آخر لم يذكره القرآن وهو انّهم توّجوا ذلك الشخص ـ أي عبد الله بن أبي سلول ـ ليكون رئيساً لهم. فلننظر ماذا فعل رسول الله مع هذا الشخص الذي حاول قلب النظام؟
إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قام بتصرّف جميل، وجميل في هذا العالم، فلم يقتصّ من المتآمر بأي قصاص. ولعل في زماننا هناك دول تتبجّح بقوانينها وتقول انّ الإعدام غير موجود فيها، ولكن إذا حاول شخص أن يقلب النظام عليها، فإنّهم يعتقلونه ويسجنونه ويصادرون أمواله؟ وأما أن يترك مثل هذا الشخص من دون جزاء، فهو خاصّ بالإسلام لا غيره.
وعدم فضح المتآمرين
لقد أراد الإمام الحسين صلوات الله عليه أن يحيي هذه السُنة وغيرها التي كانت في زمن رسول الله وأبيه صلوات الله عليهما وآلهما. وإنّ مثل ذلك التعامل مع بن أبي سلول حدث في قصّة العقبة أيضاً، وهذه الأخيرة هي أكثر وضوحاً لأنّ عبد الله بن اُبي بن سلول صمّم على قلب النظام ولكن لم يفعله، وأما في العقبة فقد قاموا بذلك. وقد ورد ذلك في إحدى الأدعية بكلمة (دباب) دحرجوها في الوادي لاغتيال رسول الله صلى الله عليه وآله. وقد ذكرت الروايات انّ الله تعالى أراد المعجزة عندما أمر جبرائيل عليه السلام بأخذ زمام ناقة رسول الله حتى لا تسقط في الوادي. ولكن كيف تعامل رسول الله صلى الله عليه وآله مع اولئك المنافقين؟
إنّه صلى الله عليه وآله لم يذكر حتى أسمائهم مع علمه بهم فضلاً عن عفوه عنهم، وحتى حذيفة الذي كان مع رسول الله في تلك الحادثة وعرفهم، أوصاه رسول الله بعدم إعلان أسمائهم. فهل تجدون مثل هذا في التاريخ؟!
إنّ مثل هذه المواقف والتعامل اللذين دافع عنهما الإمام الحسين صلوات الله عليه تبيّن الصورة المشرقة في عاشوراء، ويجب أن نعرّفها إلى العالم.
التعامل العلويّ مع المتآمرين
كذلك من تلك المواقف ما حدث في زمن أمير المؤمنين صلوات الله عليه، عندما جاء إليه طلحة والزبير وقالا له نُريد أن تسمح لنا بالذهاب إلى العُمرة في مكّة المكرّمة، فقال الإمام لهما: (ما تُريدان العُمرة ولكن تُريدان الغدرة)، فقد كانا يريدان تجميع قوّاتهم العسكرية لقلب النظام. وأليس هذا الموقف من طلحة والزبير يشير إلى محاولة انقلابية أرادا تدبيرها، وقد أشار إليها الإمام أمير المؤمنين بنفسه؟ فلماذا الإمام لم يمنعهما ويحول دون خروجهما إلى مكّة؟ وقد كتب أحد العامّة، ولا أذكر المصدر، انّه كان يجب على الإمام أن يمنعهما من الخروج على أقل التقادير. ولكن الإمام أمير المؤمنين لم يفعل ذلك لأنّه كان نفس رسول الله صلوات الله عليهما وآلهما، كما ورد في قوله تعالى (وأنفسنا وأنفسكم). فلو كان قد فعل ذلك لكان قد شابه سيرة معاوية، لأنّ الأخير كان هو ويزيد وأصحابه يقتلون على الشبهة والظنّة. ولقد أراد الإمام الحسين صلوات الله عليه أن يحيي القيم والسيرة التي كانت عند جدّه وأبيه، وكان يعلم انّ ذلك لم يتحقّق، لكنه أراد تأدية الواجب فقال: (أسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب).
لقد حاول الخوارج قلب النظام في عهد أمير المؤمنين لكن الإمام صلوات الله عليه لم يعاقب أحداً منهم، بل وكان يعطيهم من فائض بيت المال بالسوية. وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يعطي عبد الله بن اُبي بن سلول الذي أراد قلب النظام عليه، ما يعطي لغيره، فكان يعطيه من الدنانير والدراهم مثل ما يعطيه لعلي بن أبي طالب وللإمامين الحسن والحسين صلوات الله عليهما. وكان الإمام أمير المؤمنين يدافع عن نفسه قبال من سعى إلى قلب النظام عليه وشهر السلاح أو السيف عليه، فقط.
رفاق درب يتقاتلون
وقع في العراق سنة 1958م انقلاب وبالتحديد في شهر تموز، من قبل جماعة، وكانوا أصحاباً، ولكن وبعد سنة أو أقل من وصولهم إلى الحكم قاموا بقتل بعضهم بعضاً بسبب تصوّرهم أنّ هناك فيهم من يحاول أو يدبّر عملية انقلاب وإن لم يثبُت ذلك. فقد كتبوا في الصحف أنّ المعدومين أرادوا قلب النظام. ولذا ترى انّهم قتلوا أصدقائهم ورفاق طريقهم بسبب شكّهم بهم، فجاؤا بهم إل منطقة أمّ الطبول وأعدموهم. من المؤسف أنّ مثل هذه الأمور أصبحت من العادية في زماننا بالدول الإسلامية. وبعد مضي سنوات وتغيير الحكم، قام الانقلابيون الجدد ببناء مسجد على قبور اولئك المعدومين ولا يزال هذا المسجد قائماً إلى اليوم. وأنا قد عاصرت خمس أو ست حكومات، وللأسف أنّها واحدة أسوأ من الأخرى، وهذه حدثت في البلد الإسلامي الذي هو بلد الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم.
إذن، كانت العبادات موجودة في زمن يزيد لكن الذي لم يكن هو الإنسانية والأخلاق الإسلامية، ولذلك نقرأ في الزيارة عبارة (الثائر بحقّك) وعلينا إيصال هذه القضية إلى العالم أجمع.
تعامل يحوّل العدّو
إنّ ما أقوله لكم موجود في بطون الكتب وفي التاريخ والروايات، فمن يطّلع على ذلك يرى أنّه في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله لم تكن حتى حالة إعدام واحدة أو سجن لمن كان يريد أو سعى إلى قلب النظام، بل، وإنّ رسول الله أعطى قميصه ليجعلوه في قبر بن أبي سلول بعد موته، وبسبب هذا الموقف وكما في رواية الإمام الصادق صلوات الله عليه أنّ قرابة ألف من المنافقين تركوا النفاق بسبب مثل هذه المواقف النبيلة من رسول الله صلى الله عليه وآله.
ورد في رواية الإمام الصادق صلوات الله عليه أنّ عدد سكان المدينة المنورة في زمن النبيّ صلى الله عليه وآله كان عشرة آلاف شخص، وكان فيهم الصغير والكبير والمرأة والشيخ، بينما كان المنافقون منهم ثلاثة آلاف.
لقد أراد الإمام الحسين صلوات الله عليه أن يعيد الناس إلى تلك السيرة النبويّة وإلى سيرة الإمام علي صلوات الله عليه، وأراد تغيير الواقع. فالإمام أمير المؤمنين لم يعاقب أحداً لم يشهر سيفه ضدّه، إنّما كان يدافع عن نفسه إذا شهر أحدهم السيف ضدّه وهذا حقّ مشروع، بل وإنّ أمير المؤمنين كان يعطي المال ويقسّمه بالسوية، فكان يعطي من حاربه ومن يتّهمه بالكفر كما كان يعطي للإمامين الحسن والحسين صلوات الله عليهما من بيت المال.
من مسؤوليّات الشباب
علينا أن نعرّف هذه المواقف للعالم، فهذه صور مشرقة من الإسلام، وإنّ شهري محرّم وصفر هما أفضل مناسبة للتبليغ. وأرى انّ من مسؤولية الشباب الأعزّاء أن يقوموا بذلك أكثر لأنّ مسؤوليتهم كبيرة خصوصاً مع وجود وتوفّر الأجهزة الحديثة كالهواتف المحمولة التي بحوزتهم فيمكنهم الاستفادة من هذه الوسيلة كل على قدر إمكاناته ليعرّفوا حقائق الإسلام للعالم، شرقه وغربه، وشماله وجنوبه. وهذا هو الأمر الأول.
عليكم بالشعائر
أما الأمر الثاني: فهي الشعائر الحسينية المقدّسة التي يجب أن تُحيى في العام الجاري، وهي نوع آخر من الامتحان الإلهي لنا، ففريق في الجنة وفريق في السعير بسببها. وفي هذا الامتحان نرى جماعة تقف في محرّم وصفر إلى جانب الشعائر وتقف أخرى ضدّها وثالثة تتكلّم بغير منطق. وللأسف أن نرى أشخاصاً لم يدرسوا حتى كتاب (الرسائل للشيخ الأنصاري قدّس سرّه) يتحدّثون بطريقة غير لائقة عن الشعائر الحسينية المقدّسة. وأرى من واجبي أن أبيّن بعض الحقائق التي يجب أن يفهمها بعض الناس، وهي انّ الشعائر الحسينية المقدّسة هي عرفية، ولو أنّ ذلك الشخص قد قرأ الرسائل للأنصاري بشكل صحيح لما وقع في أي التباس.
على سبيل المثال: في أرض كربلاء يوجد مرافق صحيّة، فهل يعدّ ذلك إهانة للإمام الحسين صلوات الله عليه؟ إنّ العلماء والأتقياء والزهّاد كانت لهم بيوتاً في كربلاء ولايزالون، ومن أرض كربلاء نأخذ قطعة من ترابها ونجعلها تربة نسجد عليها في الصلاة، ويقول الفقهاء أنّ تنجيس هذه التربة هو أمر حرام، فما الذي حصل؟ أليست هذه التربة هي من أرض كربلاء؟ وإذا أراد أحدهم المغالطة وإيجاد الشبهة سوف يقول بغير ذلك. فالتربة هي نفسها، تارة تصلح للسجود ولا يجوز تنجيسها، وتارة أخرى تدخلها النجاسة عبر المرافق الصحيّة.
تربة كربلاء
راجعوا كتاب (العروة الوثقى) الذي ـ ولله الحمد ـ كُتبت عليه الحواشي الكثيرة والمختلفة لأنّ مباني العلماء الفقهية مختلفة. يقول صاحب العروة: يحرم تنجيس التربة الحسينية. ونسأل: أليست المرافق الصحيّة في كربلاء تقوم بتنجيس تربتها؟ والجواب: إنّ التربة إذا أصبحت للصلاة فهي عرفاً طاهرة ويجوز الصلاة عليها ولا توجد رواية تحذّر من بناء المرافق الصحيّة في كربلاء. ففي زمن الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم كان الناس يذهبون إلى كربلاء للزيارة، وكان ذلك الأمر مألوفاً وحدث في زمن الإمام الصادق صلوات الله عليه، وبعده كانوا يبنون المرافق فيها أيضاً. فإذا كان في ذلك إشكال لبيّن حرمته الأئمة الأطهار، ولكن يظهر أنّه لا إشكال فيه. وأما إذا صارت الأرض تربة للصلاة فلا يجوز تنجيسها إطلاقاً. وراجعوا كتاب (العروة الوثقي) لتروا حاشية فقهاء الشيعة.
الشعائر الحسينية ووباء كورونا
أمّا بخصوص الوباء الذي ابتلي به اليوم الناس في إيران والعراق والدول الأخرى، فنسأل الله تعالى وببركة الإمام الحسين صلوات الله عليه أن يرفعه ويدفعه عن العالم. وحول مثل هذا الأمر، كان المرحوم والدي ـ ورحم الله الماضين ـ يقول: لقد حلّ وباء في أيام شبابي بمدينة كربلاء، وكان والدي يتحدّث عنه بالتفصيل ولكنني أنقل لكم الجانب التالي منه:
كان يقول أنّ الوباء استمر لشهور طويلة ومات إثره الكثير، وهذه القصة تعود إلى قرابة خمسة عشر سنة قبل ثورة العشرين، وكان الوباء ينتقل ويتفشّى بشدّة بين الناس حتى أنّ أهل الميّت عندما كان يذهبون بميّتهم إلى المغتسل لتغسيله ودفنه كانوا يصابون بالوباء، ووصل الأمر بهم أنّهم باتوا يتركون أمواتهم من دون غسل أو كفن وحتى بلا صلاة ميت، فكانوا يجعلون من يموت ببطانية أو وسادة ويضعونه في المغتسل، وكان مغتسل كربلاء حينها يعرف بمغتسل المخيّم حيث كان يبعُد قرابة مسافة مئتين متراً عن المخيّم الحسيني. وكان الناس يضعون الجنائز هناك ويمضون، خوفاً من الإصابة، بلا غُسل ولا كفن ولا صلاة، وكانت الجثث تزداد يومياً حتى أنّها ملأت المغتسل ووصلت إلى المخيّم، وهذا يعني أنّ آلاف الجثث كانت مرمية هناك، وكانت كربلاء آنذاك تعتبر مركزاً للوباء. وبيّن والدي: إنّ الزقاق الذي كنّا فيه كان يحتوي على تسعة بيوت أو عشرة، ولقد خرج من هذا البيت (ويشير بإصبعه) جنائز وكان يفصل بيننا وبينه بيت واحد، وقد مات أصحاب ذلك البيت كلّهم وصار خالياً، فقد مات الأب والأمّ والأبناء، صغاراً وكباراً. وأما بيتنا الذي كان يضمّ عشرة أشخاص وهم والدي والأبناء الثمانية فلم يصاب بالوباء، وكان والدي يعتقد أنّ الفضل يعود لمجالس الإمام الحسين صلوات الله عليه التي كانت تُعقد صباح كل يوم في بيتنا.
تعامل الفقهاء بأيّام الوباء
إنّ ذلك الوباء كان في زمن المرحوم الآخوند الذي كان يسكن في النجف الأشرف وكذلك في زمن المرحوم السيّد محمّد كاظم والعشرات من الفقهاء الآخرين بالنجف الأشرف وكربلاء المقدّسة، ومنهم من تلامذة الوحيد البهبهاني وتلامذة كاشف الغطاء وتلامذة السيّد بحر العلوم وتلامذة الشيخ الأنصاري وتلامذة الميرزا الكبير والسيّد محمّد تقي الشيرازي في أيام مرجعيته. وأوضح والدي: إنّ اولئك الفقهاء كلّهم لم يقُل أحدهم بحرمة الذهاب إلى الحرم الحسيني الشريف في كربلاء التي كانت تُعدّ مركزاً للوباء، وذكروا أنّ زيارة المراقد المشرّفة في كربلاء لم تتأثّر ولم تقل رغم الوباء لأنّ الناس كانوا يقصدونها من النجف والكاظمية ومن أطراف كربلاء ومن القرى المحيطة. فاعرفوا هذه القصص وراجعوا الكتب التاريخية لتتعرّفوا على ذلك أكثر، ولتعرفوا أنّه لم يفتي بحرمة الذهاب إلى كربلاء حتى فقيه واحد، مع أنّ كربلاء كانت مركزَ الوباء وأنّ ثلث الناس قد ماتوا بسببه. واعلموا انّ الإمام الحسين هو استثناء في عالم الخِلقة.
في قصّة أخرى موجودة كتاب (الجواهر) ينقل صاحبه أنّ الطاعون قد حلّ بمدينة كربلاء عام 1246. وأنا هنا أذكر شيئاً لم يذكره صاحب الجواهر ـ والواقع أنّ شريف العلماء قد مات بالطاعون في تلك السنة ـ وهو انّهم كتبوا بأنّ شريف العلماء كان لديه ابن ابتلي بالطاعون ومات بسببه فانقطعت ذريّة شريف العلماء الذي كان أستاذ الشيخ الأنصاري وأستاذ عدد من المراجع. وينقل صاحب الجواهر أنّ ما حدث لشريف العلماء، يعود إلى قرابة عشرين سنة قبل وفاة صاحب الجواهر. وقد حصل ذلك في زمن كان فيه تلامذة الوحيد البهبهاني في كربلاء والنجف وتلامذة كاشف الغطاء وتلامذة السيد بحر العلوم وتلامذة جملة من العلماء الأعاظم. وكذلك كان في زمن القصّة التي نقلها والدي، الآخوند والسيّد محمّد كاظم وصاحب الجواهر في مكان واحد وذكروا أنّ الطاعون قد أصاب كربلاء.
جواز الزيارة أيّام الوباء
ثمّة كتب أخرى تتحدّث عن ذلك في النجف الأشرف بذكرهم لقصص عنها، فراجعوا تلك الكتب حتى تعرفوا أنّ جميع اولئك الفقهاء لم يقولوا بعدم جواز أو حرمة الذهاب إلى كربلاء، مع أنّ الطاعون كان في كربلاء ومات بسببه الناس. وإذا وجدتم مورداً واحداً في هذا الخصوص فأخبروني. ولذا، علينا أن نتدبّر قليلاً في هذا الأمر ونتأمّل، لكي لا نقع في خذلان الإمام الحسين صلوات الله عليه. فالشعائر الحسينية كلّها مقدّسة وكلّ ما يعتبره العُرف تعظيماً وتجليلا لها فهو مقدّس ومنها، لأنّه من العُرف. ويقول القرآن الكريم: (ومن يعظّم شعائر الله فإنّها من تقوى القلوب) ولم يعيّن القرآن موضوعاً لذلك، بل بيّن الحكم فيه. والشارع المقدّس لم يعيّن جميع المواضيع، وهذا يسمّى بالعُرف.
والأربعين الحسيني
الأمر الثالث: هو الأربعين الحسيني. فيجب، من الآن فصاعداً، أن نستعدّ له وليجرّب كل واحد منّا توفيقه مع الإمام الحسين صلوات الله عليه. فعلينا أن نسعى إلى تعظيم الزيارة الأربعينية، كل حسب طاقته ولغته وقلمه وماله. فبعضنا يمتلك القدرة على التشجيع للزيارة بمواقفه. ولنحذر من الموقف السلبي تجاه قضية الإمام الحسين صلوات الله عليه لأنّه يدمّر دنيانا وآخرتنا، ولا يستثنى أحد في هذا الامتحان وإن كان قاصراً، أو مشتبهاً. ولقد ذكرت في بعض المجالس أمثلة على ذلك وقلت أنّ الرجل حتى وإن كان قاصراً قطعاً ولم يكن مقصّراً إلاّ أنّه دمّر تاريخه، وكان هذا الرجل من الفقهاء ومن المتديّنين. فلقد دمّر تاريخه بسبب اشتباه واحد، وهو أنّه ضرب مثالاً غير مناسب بخصوص إحدى الشعائر الحسينية، ولازلت أحتفظ بكتابه، وكان يعاصر المرحوم الآخوند وأغا محمّد كاظم.
إحياء الأربعين بالأفضل والأحسن
إذن، علينا أن نشجّع الآخرين لأداء زيارة الأربعين ولتكن أفضل من السنوات السابقة وأكثر أعدداً، وهذه المسؤولية تقع على الجميع ولاسيما الشباب الذين يمتلك أكثرهم الهواتف المحمولة، وأن لا يكون استخدامهم لها من أجل الترفيه وقضاء الوقت فقط. فيا أيّها الشباب المسلمون الغيارى، وأيّها الشباب الأعزاء، في الدول الإسلامية وغير الإسلامية، اسعَوا إلى الحصول على النصيب الأكبر من هذه الخدمة ولتكن مساحة ذكركم وأسمائكم في سجّل الإمام الحسين صلوات الله عليه، أكثر وأكبر.
أسأل الله تعالى وببركة الامام الحسين صلوات الله عليه وببركة جميع القدرات التي منحها الله عزّ وجلّ للإمام، ومنها (إِرَادَةُ الرَّبِّ فِي مَقَادِيرِ أُمُورِهِ تَهْبِطُ إِلَيْكُمْ وَتَصْدُرُ مِنْ بُيُوتِكُمْ)، أن يبعدنا عن كل تقصير وقصور تجاه قضية الإمام سيّد الشهداء صلوات الله عليه، سواء كان ذلك القصور بتعمّد أو غير تعمّد، ونستعيذ بالله تعالى من كلّ كلمة سلبية أو كتابة غير لائقة تجاه الشعائر الحسينية المقدّسة، وأن نسعى أكثر وأكثر في نصرتها وتعظيمها. وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.