إضاءات في رحاب شهر رمضان المبارك

علي ال غراش

2023-03-26 06:25

1- استقبال شهر رمضان المبارك

أبارك لكم حلول شهر رمضان المبارك، ساعاتٌ شهر أيامه ولياليه أفضل الأيام والليالي، شهر ضيافة الله الكريم، وتناول والحصول على أعظم الهدايا والجوائز الرحمانية: الرحمة والمغفرة والتوبة والرزق والتوفيق والنجاح والفرح وأكثر.. وأكثر، عطاء الله الكريم – سبحانه وتعالى- في هذا الشهر الكريم لا حدود له.

نسأل الله تعالى أن يتقبل منكم صيامكم وطاعاتكم ويعينكم على صيامه وقيامه، ويجعلكم من الفائزين بالرضوان والجنان.

قبل استقبال شهر رمضان الكريم، ينبغي على المؤمن المهتم بالشهر الفضيل ان يعرف ماهية وقيمة وأهمية وأسرار الشهر الكريم، والمضيف حيث انه سيكون في ضيافة الخالق الكريم -عز وجل- المعرفة ستجعله يتعامل بشكل صحيح لتحقيق الفلاح والنجاح في هذا الشهر.

والبداية تكون من خلال طرح بعض التساؤلات التي تتعلق بشهر رمضان المبارك والبحث عن الإجابات، سوف اذكر بعض منها في الحلقة القادمة-، ولكل شخص تساؤلات..، ومن المهم لكل شخص أن يطرحها على نفسه من باب الاستعداد لاستقبال الشهر الفضيل واغتنام الفرص العظيمة في هذا الشهر الفضيل الكريم المبارك، فهو شهر بركة ورحمة ومغفرة وتوفيق فأبواب الجنة فيه مفتوحة… تنتظر استقبال كل صائم -ذكر أوأنثى- حصل على غفران الله خلال شهر رمضان الكريم.

وقد قال رسول صلى الله عليه واله في اخر جمعة من شهر شعبان وعند استقبال شهر رمضان المبارك في خطبة مشهورة، جاء فيها: "أيها الناس، إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياله أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابة، فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم،.."

2- لماذا كل هذا الاهتمام بشهر رمضان المبارك؟.

ماذا يريد الله عز وجل من عباده خلال شهر رمضان المبارك؟

ماذا يريد المؤمن أن يحقق خلال شهر رمضان الكريم؟.

ما هي الخطط والبرامج والتجهيزات للتزود من روحانية شهر رمضان المبارك؟.

كيف يتم الاستفادة من شهر رمضان الفضيل؟

ما هي مسؤولية العائلة وبالخصوص الوالدين إتجاه أفراد العائلة بتعليمهم وشرح ماهية وأهمية شهر رمضان المبارك، وتشجيعهم على وضع الخطط والبرامج والاهداف واغتنام فرصة الشهر بالتزود بالروحانية والفوز بالرضوان والجنان؟.

هذه بعض التساؤلات لإثارة العقل والتفكير..، ويمكن لكل مهتم بالشهر الكريم ان يطرح المزيد من التساؤلات حسب اهتماماته ودائرته.. حول شهر رمضان المبارك والبحث عن الاجابات؛ التي ستجعله يفهم ويدرك بركات وأسرار الشهر الكريم.

وليعلم المؤمن الصائم ان شهر رمضان رحمة إلهية وهدية ربانية لعباده. شكرا لله على هذه النعمة العظيمة.

«اللهم صل على محمد وآل محمد اللَّهُمَّ أهِلَّهُ عَلَينا بِالأمنِ وَالإيمانِ وَالسَّلامَةِ وَالإسلامِ وَالعافيَةِ المُجَلَّلَةِ وَدِفاعِ الأسقامِ وَالعَونِ عَلى الصَّلاةِ وَالصيام وَالقيام وَتِلاوَةِ القُرآنِ، اللَّهُمَّ سَلِّمنا لِشَهرِ رَمَضانَ وَتَسَلَّمهُ مِنَّا وَسَلِّمنا فيهِ حَتَّى يَنقَضي عَنَّا شَهرُ رَمَضانَ وَقَد عَفَوتَ عَنَّا وَغَفَرتَ لَنا وَرَحِمتَنا».

دعاء الإمام زين العابدين (ع) إذا دخل شهر رمضان المبارك:

الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِحَمْدِهِ، وَجَعَلَنَا مِنْ أَهْلِهِ، لِنَكُونَ لاحْسَانِهِ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَلِيَجْزِيَنَا عَلَى ذلِكَ جَزَآءَ الْمُحْسِنِينَ. وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي حَبَانَا بِدِينِهِ، وَاخْتَصَّنَا بِمِلَّتِهِ، وَسَبَّلَنَا فِي سُبُلِ إحْسَانِهِ، لِنَسْلُكَهَا بِمَنِّهِ إلَى رِضْوَانِهِ، حَمْدَاً يَتَقَبَّلُهُ مِنَّا، وَيَرْضَى بِهِ عَنَّا. وَالْحَمْدُ لِلّه الَّذِي جَعَلَ مِنْ تِلْكَ السُّبُلِ شَهْرَهُ شَهْرَ رَمَضَانَ، شَهْرَ الصِّيَامِ، وَشَهْرَ الاِسْلاَم، وَشَهْرَ الطَّهُورِ الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِحَمْدِهِ، وَجَعَلَنَا مِنْ أَهْلِهِ، لِنَكُونَ لاحْسَانِهِ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَلِيَجْزِيَنَا عَلَى ذلِكَ جَزَآءَ الْمُحْسِنِينَ.

..اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذَا الشَّهْرِ، وَبِحَقِّ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيهِ مِنِ ابْتِدَائِهِ إلَى وَقْتِ فَنَائِهِ مِنْ مَلَك قَرَّبْتَهُ أَونَبِيٍّ أَرْسَلْتَهُ أَوعَبْد صَالِح اخْتَصَصْتَهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَأَهِّلْنَا فِيهِ لِمَا وَعَدْتَ أَوْلِياءَكَ مِنْ كَرَامَتِكَ، وَأَوْجِبْ لَنَا فِيهِ مَا أَوْجَبْتَ لاِهْلِ الْمُبَالَغَةِ فِي طَاعَتِكَ، وَاجْعَلْنَا فِي نَظْمِ مَنِ اسْتَحَقَّ الرَّفِيْعَ الاعْلَى بِرَحْمَتِكَ.

فهذه مقاطع من الدعاء يمكن لمن يرغب الإطلاع على كامل الدعاء البحث عن ذلك عبر الكتب وبرامج البحث.

دعاء اليوم الاوّل:

*اَللّـهُمَّ اجْعَلْ صِيامي فيهِ صِيامَ الصّائِمينَ، وَقِيامي فيهِ قيامَ الْقائِمينَ، وَنَبِّهْني فيهِ عَنْ نَوْمَةِ الْغافِلينَ، وَهَبْ لى جُرْمي فيهِ يا اِلـهَ الْعالَمينَ، وَاعْفُ عَنّي يا عافِياً عَنْ الْمجْرِمينَ.*

جعلنا الله وإيّاكم من عتقائه من النار.

3- أبواب الجنة مشرعة في شهر رمضان المبارك

مع دخول شهر رمضان وفتح أبوابه الواسعة لضيوف الرحمن الرحيم الكريم، تُفتح معه أبواب الجنان، ولذا على الإنسان المؤمن قبل حلول الشهر الفضيل وفي أيام استقباله؛ أن يعرف ويتعرف أكثر على الشهر الكريم على ماهيته وأهميته ومكانته وعظمته، وتأثيره على المستوى الشخصي روحيًا وجسديًا وعلى المستوى العائلي والاجتماعي، وأهمية الحصول على المعلومات الدينية والثقافية حول شهر رمضان، كي يكون من الفائزين بصك الغفران ومن عتقائه من النار، فالمعلومة متوفرة بضغطة زر عبر المحاضرات أو عبر الكتب للقراءة أو الاستماع… بفضل التقنية الحديثة المتوفرة.

ماذا جاء في القرآن الكريم؟.

وماذا جاء عن النبي الكريم وأهل بيته من الأقوال والروايات حول شهر رمضان الكريم؟.

هل الصائم على إطلاع على بعض تلك الآيات القرآنية والروايات والأدعية؟.

ان الإطلاع وقراءة الكتب التي تتحدث عن شهر رمضان الكريم مهم جدا، وتساعد المؤمن على الفهم والاستفادة بشكل أكبر من نفحات شهر رمضان المبارك.

ومن المهم جدا كذلك بأن يقوم المرء بالدعوة للمعروف والخير والإصلاح وتعريف أهل بيته ومحبيه على تلك المعلومات والمعارف حول الشهر الكريم، ليقبل الجميع بحماس وتفاعل وروحانية عالية لكسب بركات هذا الشهر العظيم، والتعرف على الأحكام الخاصة بهذا الشهر الواجبات والمستحبات من صلوات وقراءة القرآن الكريم والأدعية والصدقة وصلة الرحم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفعل الأعمال الصالحة، واجتناب المحارم والمكروهات ومبطلات الصيام، والابتعاد عن كل ما ينافي روحانية هذا الشهر من قول وفعل.. ليفوز الصائم بالرضوان والجنان.

ومن الأدعية الرائعة والمؤثرة والتي تحمل رسائل تعريفية بالشهر الكريم، دعاء الإمام زين العابدين (ع) في استقبال شهر رمضان المبارك الذي مما قال:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَأَلْهِمْنَا مَعْرِفَةَ فَضْلِهِ وَإِجْلاَلَ حُرْمَتِهِ وَالتَّحَفُّظَ مِمَّا حَظَرْتَ فِيهِ وَأَعِنَّـا عَلَى صِيَـامِـهِ بِكَفِّ الْجَـوَارِحِ عَنْ مَعَاصِيْكَ، وَاسْتِعْمَالِهَا فِيهِ بِمَا يُرْضِيْكَ حَتَّى لاَ نُصْغِي بِأَسْمَاعِنَا إلَى لَغْو، وَلا نُسْرِعُ بِأَبْصَارِنَا إلَى لَهْو، وَحَتَّى لاَ نَبْسُطَ أَيْدِيَنَا إلَى مَحْظُور، وَلاَ نَخْطُو بِأَقْدَامِنَا إلَى مَحْجُور، وَحَتَّى لاَ تَعِيَ بُطُونُنَا إلاَّ مَا أَحْلَلْتَ، وَلا تَنْطِقَ أَلْسِنَتُنَا إلاَّ بِمَا مَثَّلْتَ وَلا نَتَكَلَّفَ إلاَّ ما يُدْنِي مِنْ ثَوَابِكَ، وَلاَ نَتَعَاطَى إلاّ الَّذِي يَقِيْ مِنْ عِقَابِكَ، ثُمَّ خَلِّصْ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنْ رِئآءِ الْمُرَائِينَ وَسُمْعَةِ الْمُسْمِعِينَ، لاَ نَشْرِكُ فِيهِ أَحَداً دُونَكَ، وَلا نَبْتَغِيْ فِيهِ مُرَاداً سِوَاكَ.

.. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَإذَا كَانَ لَكَ فِيْ كُلِّ لَيْلَة مِنْ لَيَالِيْ شَهْرِنَا هَذَا رِقَابٌ يُعْتِقُهَا عَفْوُكَ أَو يَهَبُهَا صَفْحُكَ فَاجْعَلْ رِقَابَنَا مِنْ تِلْكَ الرِّقَابِ وَاجْعَلْنَا لِشَهْرِنَا مِنْ خَيْرِ أَهْل وَأَصْحَاب.

دعاء اليوم الثّاني:

اَللّـهُمَّ قَرِّبْني فيهِ اِلى مَرْضاتِكَ، وَجَنِّبْني فيهِ مِنْ سَخَطِكَ وَنَقِماتِكَ، وَوَفِّقْني فيهِ لِقِرآءَةِ ايـاتِكَ بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.

ذات صلة

التقية المداراتيّةأثر التعداد السكاني على حقوق المواطنينبناء النظرية الدينية النقديةأهمية التعداد العام للسكان في داخل وخارج العراقالأيديولوجية الجندرية في عقيدة فرويد