عيد الفطر في زمن الحروب.. مظاهر متقلبة على وقع الاضطرابات
كمال عبيد
2015-07-20 04:01
اختلفت مظاهر عيد الفطر المبارك في معظم دول العالم الاسلامي ولاسيما دول العالم العربي خلال هذا العام، نظرا لما تمر به هذه البلدان من ازمات، حروب، خلافات سياسية، انتكاسات امنية والاقتصادية، اثرت بدرجة كبيرة على حياة المسلمين العرب، وقد أعلنت معظم الدول العربية الجمعة أول أيام عيد الفطر على غرار المملكة العربية السعودية ومصر والأردن والإمارات والكويت وقطر وسوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية والبحرين، لكن المغرب اختلف عن باقي الدول فعلى الرغم من انها احتفل ببداية شهر رمضان في اليوم نفسه مع بقية الدول العربية، إلّا أن الشروط الصارمة الخاصة برصد الهلال، والتي تعتمد العين المجردة فقط عبر أشخاص مكلفين بذلك، عكس السعودية التي تقبل شهادة المواطنين العاديين، جعلته يخرج مجددا، رفقة سلطنة عمان، عن صف الإجماع العربي في يوم الاحتفال بالمناسبات الدينية.
في اطار الموضوع روجت مجموعة من المواقع إشاعة مفادها أن مفتي الجمهورية التونسية صرح بأنه وقع خطأ في تحديد موعد عيد الفطر في بلاده، ويوم السبت هو أول أيام العيد بدل الجمعة، حسب زعمها، وكذب ديوان الإفتاء ذلك، معتبرا ما نشر بهذا الخصوص "عار من الصحة"، وأشار إلى أن مفتي الجمهورية لم يدل بأي تصريح من هذا النوع.
على صعيد امني شهدت مصر احداث قتل نتيجة صدامات بين الشرطة ومتظاهرين مناصرين للرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي، خلال تظاهرات صغيرة نظمت بعد صلاة العيد صباح الجمعة، في حين قتل 120 شخصا، بينهم أطفال، شمال العاصمة العراقية بغداد جراء تفجير ضخم بسيارة مفخخة تبناه تنظيم داعش الارهابي في سوق مكتظ بالناس في أول أيام عيد الفطر، على صعيد سياسي ادى الرئيس السوري بشار الاسد صلاة عيد الفطر الجمعة في جامع الحمد بدمشق، على ما افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، ونادرا ما يظهر الاسد علنا منذ اندلاع النزاع الذي تخوضه قواته مع الجماعات المسلحة منذ اكثر من اربع سنوات.
على صعيد مختلف بادرت بلدية نيويورك بجعل عيد الفطر الإسلامي عطلة مدرسية، واعتبارا من السنة الدراسية المقبلة لن يقصد تلامذة نيويورك مدارسهم في هذا اليوم ويوم عيد الأضحى، وفق ما أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بيان مشيدا بالمبادرة.
وعليه يبدو ان الحروب والاحداث الامنية السياسي في البلدان المسلمة والعربية تترك اثرها على مجمل النواحي الحياتية، لكن على الرغم من اختلاف الظروف والأجواء والتقاليد من بلد مسلم لاخر، يبقى عيد الفطر المبارك شجرة الألفة والمحبة بين صفوف المسلمين والخير الدائم للعالم الإسلامي.
تونس
في سياق متصل روجت مجموعة من المواقع إشاعة مفادها أن مفتي الجمهورية التونسية صرح بأنه وقع خطأ في تحديد موعد عيد الفطر في بلاده، ويوم السبت هو أول أيام العيد بدل الجمعة، حسب زعمها، وكذب ديوان الإفتاء ذلك، معتبرا ما نشر بهذا الخصوص "عار من الصحة"، وأشار إلى أن مفتي الجمهورية لم يدل بأي تصريح من هذا النوع.
نسبت بعض المواقع تصريحا إلى مفتي الجمهورية التونسية تزعم فيه أن المسؤول الأول على ديوان الإفتاء صرح أنه حصل خلل في رؤية هلال العيد وتبين أن أول أيام العيد في تونس هو السبت بدل، وأضافت هذه المواقع أن مفتي الجمهورية التونسية قدم اعتذاره لكافة المتضررين من الشعب التونسي من هذا الإعلان، حسب زعمها.
لكن ديوان الإفتاء، من خلال مكتب الإعلام، كذب في بيان نشر على حسابه على فيس بوك هذه الإشاعة، وأوضح البيان أن ديوان الإفتاء بالجمهورية التونسية "يكذب ما يروج في بعض المواقع الإلكترونية من تصريح عار من الصحة ينسب افتراء إلى سماحة مفتي الجمهورية ورد فيه اعتذاره للتونسيين من خطأ في تحديد هلال عيد الفطر المبارك"، وأكد البيان "أن سماحة المفتي لم يدل بأي تصريح إلى أي مؤسسة إعلامية في هذا السياق، وهذا من شأنه أن يشوش على التونسيين فرحة العيد بمثل هذه الشائعات غير المستندة إلى مصدر رسمي أو معطيات صحيحة".
المغرب
فقد أعلن المغرب رسميًا عن أن أوّل أيام عيد الفطر، أي فاتح شوال 1436 هجرية، سيكون يوم السبت 18 يوليو/ تموز 2015، بعدما تأكد عدم ثبوت رؤية الهلال بعد غروب الشمس، وأعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب، في بيان لها، أنها راقبت الهلال بعد مساء اليوم الخميس، بالاستعانة بمجموعة من موظفيها زيادة على وحدات من الجيش المغربي (القوات المسلحة الملكية)، وأكدوا لها جميعًا عدم ثبوت رصد الهلال، بما يعني أن شهر رمضان سيكمل في المغرب يومه الثلاثين. بحسب السي ان ان.
وبإعلانه عن عيد الفطر يوم السبت، يكون المغرب وسلطنة عمان، الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان خرجتا عن إجماع بقية الدول العربية التي أعلنت عن عيد الفطر يوم الجمعة، وكانت الجزائر وتونس قد أعلنتا احتفالهما بعيد الفطر الجمعة، بينما تتجه موريتانيا للإعلان عنه بعد توصل لجنتها المركزية لمراقبة الأهلة بمعلومات تشير إلى رصده، كما أعلنت ليبيا كذلك عن رؤيتها للهلال، لتنضم الدول المغاربية، باستثناء المغرب، إلى بقية الدول العربية التي ستحتفل بالعيد غدًا، عدا سلطنة عمان.
كما تم إعلان عيد الفطر يوم الجمعة في عدد من الدول غير العربية منها أندونيسيا، ماليزيا، تركيا، الفليبين، الصين، ماليزيا، فضلا عن دول البلقان، إضافة إلى فرنسا وإيطاليا وأستراليا، باستثناء سلطنة بروناي، التي ستحتفل به مع المغرب وسلطنة عمان.
سوريا
على صعيد ذي صلة شارك الرئيس السوري بشار الاسد في صلاة عيد الفطر في جامع الحمد في حي المهاجرين في شمال غرب العاصمة السورية مع "كبار المسؤولين في الحزب والدولة"، وظهر الاسد مبتسما ومحاطا برجال دين في صورة نشرتها وكالة سانا على موقع تويتر، وفي صورة اخرى نشرتها الرئاسة السورية على تويتر يظهر الرئيس راكعا يصلي مع مسؤولين اخرين، والقى امام المسجد الشيخ محمد شريف الصواف خطبة العيد داعيا الى الله "ان يحفظ سورية وقائدها وجيشها وشعبها وان ينصرها على الاعداء". بحسب فرانس برس.
واكد ان "الجيش العربي السوري سيبقى مرابطا يدافع عن العقيدة والوطن"، وقد اوقع النزاع في سوريا الذي انطلق حراكا مطلبيا تعسكر تدريجيا في مواجهة حملة قمع دامية، حتى الان اكثر من 230 الف قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان كما شرد الملايين.
من جهته أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن السلطات السورية أفرجت الجمعة عن حوالي 350 شخصا، تم اعتقال معظمهم خلال مظاهرات مناهضة للنظام. وقال الناشط الحقوقي والمحامي ميشال شماس بدوره، إن بين المفرج عنهم 35 امرأة تم توقيفهن سابقا بموجب قانون مكافحة الإرهاب.
أفرجت السلطات السورية يوم أمس الجمعة في أول أيام "عيد الفطر"، عن أكثر من 240 معتقلا بينهم 35 امرأة كانوا موقوفين بموجب "قانون الارهاب"، بحسب ما أفاد الناشط الحقوقي المحامي ميشال شمّاس، وغالبية المعتقلين في السجون السورية الذين يحاكمون أمام "محكمة الإرهاب" هم إجمالا من المعارضين للنظام السوري أو من الذين شاركوا في أنشطة معارضة منذ بدء النزاع قبل أكثر من أربع سنوات.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته، إلى إطلاق سراح نحو 350 معتقلا معظمهم من "الذين اعتقلوا خلال التظاهرات ضد النظام"، وقال المحامي ميشال سماس "أفرجت السلطات السورية عن أكثر من 240 معتقلا من سجن عدرا (قرب دمشق) جميعهم كانوا يحاكمون أمام ما يعرف بمحكمة الإرهاب". وأضاف "تم تجميع المعتقلين المفرج عنهم في وزارة العدل وألقى وزير العدل كلمة توجيهية أمامهم" قبل الإفراج عنهم.
وبين المفرج عنهم الكاتب والمدوّن السوري حسين غرير الذي وجّهت إليه تهمة الترويج للإرهاب، واعتقل في شباط/فبراير 2012 مع اثنين من رفاقه هما مازن درويش وهاني زيناتي. وقال أحد أصدقاء غرير طالبا عدم نشر اسمه إن "حسين أصبح في منزله في دمشق، وهو في صحة جيدة"، وقال المرصد السوري إن عددا كبيرا من الذين أفرج عنهم "من المسنين وممن اعتقلوا بسبب التظاهرات ضد النظام السوري". وذكر باستمرار احتجاز السلطات ل"نحو 200 ألف شخص في المعتقلات والسجون والفروع الأمنية، بينهم ألوف المفقودين".
كما أشار إلى مقتل "نحو 13 ألف معتقل تحت التعذيب في سجون ومعتقلات النظام الأمنية" منذ بدء النزاع في منتصف آذار/مارس 2011، وأشار شماس إلى عدم ورود اسمي الكاتب والناشط السوري مازن درويش رئيس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير ورفيقه في المركز هاني زيناتي في سجلات المفرج عنهم الجمعة، وكان الرئيس بشار الأسد أصدر في حزيران/يونيو 2014 مرسوم عفو كان يفترض أن يشمل عشرات آلاف المعتقلين السياسيين، لكن لم يخرج بموجبه إلا بضع مئات.
مصر
من جانب آخر أعلنت وزارة الصحة المصرية أن ستة أشخاص على الأقل قتلوا في صدامات بين الشرطة ومتظاهرين مناصرين للرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي، خلال تظاهرات صغيرة نظمت بعد صلاة العيد صباح الجمعة.
قتل ستة أشخاص على الأقل صباح الجمعة، خلال صدامات بين الشرطة ومتظاهرين من أنصار الإسلاميين في القاهرة إثر صلاة العيد، ووفق رواية مسؤولين في الشرطة فإن الصدامات وقعت حين هاجم متظاهرون من أنصار مرسي قوات أمن متمركزة في منطقة الطالبية قرب أهرامات الجيزة في القاهرة. بحسب فرانس برس.
ويواصل مؤيدون لمرسي تنظيم بعض التظاهرات المحدودة وأحيانا تقتصر على حي أو اثنين في القاهرة. كما تشهد البلاد هجمات بالقنابل تستهدف البنى التحتية وأجهزة الأمن، وفي شمال سيناء، قتلت مجموعات جهادية مئات من رجال الجيش والشرطة منذ الإطاحة بمرسي إذ تقول إنها تتحرك ردا على حملة القمع الدامي ضد الإسلاميين.
نيويورك
على صعيد مختلف جعلت بلدية نيويورك الأمريكية يوم عيد الفطر عطلة مدرسية في مبادرة استحسنها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وفق ما أشار في بيان تمنى فيه للمسلمين "عيدا مباركا"، وقال أوباما في البيان أن "يوم العطلة هو وسيلة لتذكير كل أمريكي بأهمية احترام جميع الديانات والمعتقدات"، مشيدا بالمبادرة التي قامت بها مدينة نيويورك من خلال إضافة عيدي الفطر والأضحى إلى أيام العطلة المدرسية، وأضاف أن هذا القرار يمثل "اعترافا بالتنوع والطابع الشمولي اللذين يضيفان إلى ثراء أمتنا". بحسب فرانس برس.
واعتبارا من السنة الدراسية المقبلة لن يقصد تلامذة نيويورك مدارسهم يومي الفطر والأضحى، وذلك تنفيذا لقرار أصدره رئيس بدية المدينة بيل دي بلازيو في آذار/مارس وقضى بإضافة هذين العيدين إلى أيام العطلة المدرسية.
الى ذلك أضيء مبنى امباير ستايت في نيويورك الجمعة باللون الاخضر احتفالا بعيد الفطر في تقليد بدأ العمل به منذ سنوات عدة، كما افاد متحدث باسم ناطحة السحاب، وقال المتحدث باسم الصرح المعماري لوكالة فرانس برس ان الانارة باللون الاخضر ستستمر لغاية الساعة الثانية فجرا، موعد اغلاق المبنى امام الزوار والساعة التي تطفأ فيها انواره يوميا، واضاف ان مبنى امباير ستايت يحتفل بعيد الفطر "منذ سنوات عدة، هذه انارة سنوية"، ويحتفل المبنى سنويا بالطريقة نفسها بعيدي الفصح والميلاد المسيحيين وعيد الانوار اليهودي، ولكن بالوان مختلفة اذ انه يضاء في عيد الفصح بالاصفر والابيض وفي الميلاد بالاحمر والاخضر، في حين انه يضاء في عيد الانوار (حاكونا) بالابيض والازرق. بحسب فرانس برس.
كما ان المبنى يضاء بالوان اخرى في مناسبات اخرى غير دينية، كما جرى مثلا في 10 تموز/يوليو الجاري حين تلون بالوان العلم الاميركي حين فاز منتخب السيدات الاميركي في كرة القدم بكأس العالم.