ما هي تأثيرات كلينومينيا على الانسان؟

عزيز ملا هذال

2024-10-21 06:33

5% من البشر يعانون من رغبتهم الشديدة في عدم مغادرة السرير حتى وان ناموا اكثر من 14 ساعة يومياً، وعند عودتهم الى السرير فأنهم تنتابهم مشاعر سرور وفرحة مبالغ فيها وكأنهم محرومين من النوم لعدة ايام مما يجعلهم يشتاقون الى السرير ويتكرر الامر في كل مرة على هذه الشاكلة، وهم ايضاً يفضلون النوم على الاكل والشرب والخروج في نزهة او ممارسة هواية جميلة، وحين يجبرون على المغادرة فانهم يشعرون بالاسف لأجل أمر لا يستحق المعاناة، هؤلائ هم الذين يعانون من تأثير متلازمة كلينومينيا عليهم، فماهي هذه المتلازمة وكيف يمكن معالجتها؟

يمكننا تعريف متلازمة كلينومينيا بأنها حالة نفسية تجعل الانسان مستلقياً على فراشه ومفضلاً البقاء فيه رغم انه ليس نائماً وليس بحاجة الى النوم مطلقاً مما يجعله كسولاً غير مكترثاً لما يترتب على هذا الكسل والخمول، وفي تعريف آخر هو عبارة عن اضطراب يجعل يحب الشخص البقاء في الفراش لأطول فترة ممكنة و ليس لديه نية للاستيقاظ.

للتوضيح اننا جميعاً نعاني من صعوبة الاستيقاظ سيما بعد حلول الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي علينا وربما بعضنا لديه التزامات عمل او دراسة تجبره على على السهر لوقت متأخر لكن هذه الصعوبة تزال بعد دقائق ونكمل بعدها الاستيقاظ لنحضر انفسنا للعمل وهذا هو الفرق بينها وبين متلازمة كلينومينيا التي تسطو على الانسان وتسيطر عليه ولا يتسطيع التغلب عليها بسهولة.

خبراء الصحة النفسية يرون ان هذه الحالة ليست خطيرة ولكنها قد تؤثر في أداء الانسان عند مرحلة النضوج أو ما بعد المراهقة وقد تصل نسبتها إلى حوالي 65% من المراهقين و لمدة زمنية معينة من عمرهم اي بعد الوصول الى ملاحلة عمرية آخرى اكثر نضجاً واكثر شعوراً بالمسؤولية وهو ما ينعكس ايجاباً على مستوى انجازه وعلى كافة الصعد والمستويات الحياتية.

هل هناك علاقة بين الاكتئاب والاصابة بـ كلينومينيا؟

وفق للدراسات التي اجريت لمعرفة فيما ان وجد علاقة بين الاكتئاب ومتلازمة كلينومينيا فأن المصابين بهذه المتلازمة هم في الاصل مصابين بالأكتئاب وبالتالي هم يعيشون حالة نفسية سيئة للغاية فليتجئون الى النوم كنوع من انواع الهرب من الواقع الأليم المحيط بهم، وحين تراهم يخرجون من تحت تأثير نوبات الأكتئاب سيعودون الى مستوياتهم الطبيعية من النوم وبالتالي يغادرون المتلازمة.

الفروق بين الارهاق ومتلازمة كلينومينيا

عدة علامات وسلوكيات يمكننا التفريق بين الامرين وهذه الاختلافات هي:

لا يتحدث المصاب بأي حديث الا وربطه بالنوم وان كان الربط بينهما ضعيفاً، وحين يسأل عن هوايته المفضلة سيجيب انها النوم، يكون الفرد بعد استيقاضه بدقائق قليلة مشغلاً بكيفية العودة الى النوم مرة اخرى رغم كونه غير محتاج الى النوم، بينما الافراط الناتج عن غير هذه الحالة فهو نتاج الارهاق والتعب الذي يتراكم على الانسان فيجعله ينام كثيراً للحصول على وقت راحة اكبر وتعويض ذلك النقص في النوم.

كيف تكون المواجهة؟

اذا اراد الفرد المصاب بمتلازمة كلينومينيا ان يتخلص من قيودها عليه ما يلي:

ضرورة وضع هدف لليوم التالي وهو ما يدفعه ان يستقيظ من اجله وبدون هذا الهدف سيشعر بعدم جدى الاستيقاظ، ومن المهم ايضاً وضع جدول لزمني للنوم والاستيقاظ لضبط التحكم في الساعة البيولوجية و المساعدة على النهوض بدون صعوبة.

ومن الامور التي تساعد على التخطي ممارسة التمارين الرياضية تنشيط الدورة للدموية في الجسم و زيادة الطاقة وبالتالي امكانية العودة الى الفراش تكاد تكون معدومة، كما ننصح بالاستحمام بعد الاستيقاظ مباشرة وهو ما يجعل الانسان اكثلر صحواً وبالتالي يستمر نشيطاً منتجاً، وبهذه الامور يتستطيع الفرد تدريجياً ان يغادر هذه السلوكية الغير سوية. 

ذات صلة

التنمية المتوازنة في نصوص الإمام علي (ع)أهمية التعداد السكاني وأهدافهالموازنة في العراق.. الدور والحجم والاثرفرصة الصعود في قطار الثقافةموقع العراق في سياسة إدارة ترامب الجديدة