الحقد الطبقي من وجهة نظر نفسية
عزيز ملا هذال
2024-01-30 05:11
بين الحاصلين على شهادات علمية واقرانهم ممن لم تمنحهم الحياة فرصة للظفر بذلك المجد، وبين المتبوئين لمناصب ادارية وسياسية وتشريفية عليا واؤلئك الموظفين البسطاء الذين لا يعرفون غير مايجري في غرفهم الصغيرة صراع طبقي يوتر من العلاقات بين هذين الطرفين، وهذا الصراع يعرف بالحقد الطبقي الذي قد يكون معلناً او خفياً فنتيجة واحدة.
يمكننا تعريف الحقد الطبقي على انه الحالة الشعورية التي تجعل الانسان يشعر بالغيرة الشديدة والحقد ممن يراهم يتمتعون بأفضلية مقارنة بما يمتلكه هو مما يجعل يسلك طرقا شتى للنيل منه والعمل على ايذائه لتبرير فشله واقناع نفسه بأنه لا يقل مكانة منه.
يمكننا الجزم ان الحقد الطبقي مرض نفسي يصيب الإنسان الناقص فيتولد في نفسه عداء مكتوم تجاه من يتميز عليه بمال أو جاه او تحصيل علمي او تميز اخلاقي او مقبولية مجتمعية وغير ذلك من هبات الله لعباده، مما يجعل الحاقد يخرج العداء المكبوت في الصدور وينعكس في أشكال متباينة من العدوان تجاه المحقود عليه مستغلاً اية فرصة للنيل من ذلك الانسان واستفزازه.
من صور الحقد الطبقي السلبي هو العدوان بأشكاله المختلفة سواء كان لفظياً مثل الشتم والغيبة والنميمة وتشويه السمعة، او جسدياً مثل الإعتداء على الممتلكات أو العمل على تقويض ممتلكاة الفرد المستهدف لغرض الايقاع به، لكن تبقى جميع هذه المحاولات هي محاولات بائسة وغير مجدية مادام الله هو السند.
مثال واقعي:
يروي لي صديق ان احد المقربين منه ولمجرد ان ابناءه لم يصلوا الى مراحل علمية متقدمة يضمر العداء له لكونه حصل على شهادة عملية عالية، وهذا الانسان لم يترك مناسبة الا ونشر غسيل حقده عليه مستخدماً طريقة خبيثة وهي طريقة المزاح المغلف بأغلفة الانتقاد المختلفة، فيتجاهله المقصود ويتعامل معه بذكاء لكنه في كل مرة يحاول استفزازه لجره الى حفرة الوحل التي يعيش فيها ليقول للناس انه سيء، هذا مثال واقعي لمرضى الحقد الطبقي.
مايجب:
ما يجب على الانسان ان لا يحقد على اخيه الانسان وان يتخذ من علو كعب اقرانه دافع له ليطور من امكانته حتى يدانيهم على اقل تقدير وهذا هو معنى الصحة النفسية التي لو امتلكها الانسان سيغادر الكثير من السلوكيات المؤذية للنفس وللانسان في المحيط الاجتماعي، واحدى اوجه رسالة الانسان في الحياة هي اكمال اخيه الانسان وليس محاولة الانقاص منه والتنكيل به فهذا سلوك شيطاني لا انساني ويجب مغادرته ليحيا الجميع تحت سقف المنافسة الشريفة بين بني البشر.