متى يحتاج الانسان الى تعديل السلوك؟

عزيز ملا هذال

2023-10-16 06:45

من الطبيعي ان تظهر بعض الاخطاء في كل الصناعات فيتم تصويب هذه الاخطاء لاظهارها بشكل افضل من ذي قبل، وجميعنا يتفق ان الانسان يصنع صناعة وهو معرض الى ظهور بعض الاخطاء فيه عبر التربية التي يتلقها من الوالدين او من سواهم ممن معهم في المحيط الاجتماعي، فلابد من تصحيح هذه الاعتلالات التي تحصل في تربية الانسان وهو ما يعرف علمياً بـ(تعديل السلوك)، فما هي استراتيجيات تعديل السلوك، وما هي خطواته؟

تعديل السلوك هو توظيف واستخدام أساليب وطرق خاصة لتغيير السلوك غير المرغوب فيه لدى الفرد بصورة علمية ومدروسة؛ بهدف الوصول به إلى وضع أفضل مما هو عليه، حيث يهدف تعديل السلوك إلى تحسين الضبط الذاتي لدى الفرد وتطوير مهاراته وقدراته ومدى استقلاليته والاعتماد على نفسه وتحصينها مما يقف بوجه اهدافه الحياتية.

ما هي خطوات تعديل السلوك؟

لكي يقوم اي مربي سواء اكان معلم او احد الوالدين او مرشد او غيرهم بتعديل سلوك لابد له من القيام بعدة خطوات علمية اهمها:

اولها تحديد السلوك المراد تعديله ويفضل البدء بالسلوك الاكثر تأثيراً على حياة الانسان اذا كان هناك اكثر من سلوك ليس سوياً ومن ثم الانتقال من سلوك إلى آخر لتعديله، ثانيهما قياس السلوك بالاعتماد على ادوات لقياس السلوك مثل الملاحظة والمقابلة او الاختبارات وجمع ملاحظات حول عدد المرات التي يظهر بها السلوك ومدى شدته وطول فترته ومدى خطره على الفرد والمجتمع.

ثالث الخطوات تحديد المثيرات القبلية والمثيرات البعدية للسلوك والتي تساعد على حدوث السلوك أو عدم حدوثه لمحاولة اطفاءها عند البدأ بالعلاج ففي العلاج النفسي يذهب لتفسير ما رواء السلوك وليس السلوك ذاته، وفي الخطوة الرابعة نشرع بتصميم خطة للعلاج بالاعتماد على المعلومات التي تم جمعها حول السلوك موضع التغيير ونقوم بتنفيذها بحرفية ودقة.

الخطوة الخامسة والاخيرة وهو تقيم النتائج التي توصل اليها المعالج لمعرفة فيما اذا نجحت هذه الخطة او لا وبالتالي يتم الابقاء عليها وتطبيقها في حالات مماثلة او تغيرها ان لم تنجح واحلال اخرى محلها اكثر فاعلية واثر في تعديل السلوك.

استراتيجيات تعديل السلوك

عدة طرق تستخدم لتعديل السلوك، فربما تنجح استراتيجية في سلوك معين واخرى لسلوك آخر وكذا الحال لكل السلوكيات التي تكون تحت طائلة التعديل، لكن بصورة عامة سنذكر بعض الاستراتيجيات الاكثر فاعلية في تعديل السلوك وهي:

1- استراتيجية التعزيز وهي بالمختصر عبارة عن إثابة الشخص المراد تغيير سلوك أو تدعيمه، وممكن أن يكون هذا التعزيز بكلمة طيبة أو منحه هدايا مناسبة، أو سحب ما يراه منفراً له وحين يشعر انه مقدر ومحترم ستقبل كلام الناصحين ويحاول الظهور بصورة المطيع السهل وبالتالي يصحح سلوكياته الغير منضبطة.

2- استراتيجية العاقبة وهذه فاعلة جداً في تعديل السلوك، ملخصها ان يتم تأخير العقاب لوقت آخر وليس في وقت التصرف الخطأ، مثلا يتماهل الموظف في انجاز المهام الموكلة اليه في وظيفته فيأخر عن الخروج الى المنزل في الوقت المحدد للخروج لحين اكمال ما كان يجب اكماله في ذلك اليوم وبذا لن يكرر هذا السلوك ويسرع في انجاز اعماله تحاشياً للتأخير عن المنزل.

3- استراتيجية الاطفاء وهو يعني التوقف عن الاستجابة للسوك الخطأ وتجاهله لكي لا يشعره الفرد الذي يقوم به بأنه محور اهتمام، على سبيل المثال يقوم طالب بالثرثرة داخل الصف ليجذب انتابه المعلم ففي حال قام المعلم بتوبيخه فأن ذلك يعزز سلوكه مما يدفعه لتكراره أما إذا تجاهل المعلم السلوك عدة مرات في ظروف مناسبة يعمل هذا على إطفاء سلوك الطالب ولن يكرره.

4- استراتيجية التعاقد وفق هذه الاستراتيجية يتم ابرام عقد مع الفرد المراد تغير سلوكه بطرقه شفوية او مكتوبة، ويحدد فيه الطرفان ما هو السلوك المطلوب تغيره، ونوع المكافأة في حال الالتزام ونوع العقاب في حالة عدم الالتزام، ويلتزم الطرفان في العقد التزاماً صادقًا ينهي المشكلة الناتجة عن السلوك الخاطئ.

5- استراتيجية النمذجة بموجب هذه الاستراتيجية يقدم المربي نفسه كقدوة لمن يراد له تعيل سلوكه فيقوم بمحاكات النموذج للتخلص من السلوك أو إضافته، وهي تهدف إلى إقناع الفرد بما يراد تعليمه أو إرشاده إليه عن طريق ملاحظة النموذج، هذه ابرز الاستراتيجيات التي يمكننا عبرها ان نعدل السلوك الانساني الاعوج وغرس اخرى بديلها عنها اكثر صوابية.

ذات صلة

عدل اللّه تعالىدور مهارات إدارة الأموال في التنمية المستدامةهل نجحت الولايات المتحدة الأميركية في كبح التصعيد بين إيران وإسرائيل؟الحاجة الماسة للوعي المروريصمتُ الباطن بوصفه ثمرةً لصمت اللسان