النمو الانفعالي للطفل: فوائده واهميته

عزيز ملا هذال

2023-08-06 08:57

يولد الانسان بعد مخاض طويل ويستمر بالنمو في خطين متساويين احدها الجسماني والاخر النفسي والانفعالي الذي لايقل اهمية عن النمو الجسماني فهو الاخر يحتاج الى مقومات ومستلزمات لكي يستمر دون ان تشوبه شائبة، فالنقص في الجانب الانفعالي يشكل خللاً في الشخصية الانسانية مما يمثل خطراً عليها لا يقل عن العاهات الجسمانية تؤثر على مجمل سلوكيات الانسان، فماهو النمو الانفعالي للطفل، وماهي مراحله وخصائصه؟

يعرف النمو الانفعالي على انه أحد أبرز جوانب مراحل النمو الإنساني الذي يختص بالمشاعر والانفعالات، حيث تتولد جملة من الاحتياجات لدى الفرد وخاصة في أوائل مرحلته العمرية ويكون ذلك نتيجة ما يشعر به تجاه المحيطين به، وتعمل هذه الاحتياجات على توليد مجموعة من الانفعالات والمشاعر الخاصة التي تؤثر على السلوك الشخصي وعلى صحة الفرد النفسية والعاطفية.

بعض المشكلات النفسية التي تحدث لدى الانسان في مراحل عمره المختلفة هي نتاج التعامل الخاطئ مع النمو الانفعالي للطفل في طفولته، اذ ان الكثير من الابوين لايسمحون لاطفالهم بالتعبير عن مشاعر سواء اكانت حزينة او سارة مما يولد كبت لدى الطفل يجعل منه انسان كتوم وانطوائي لايتحدث مع اقرب الناس لديه خوفاً من رفض كلامه او التصدي له والانتقاص منه، فتنمو العقد النفسية ويزداد حجمها مع تقدم العمر وبالتالي قد يصعب معالجتها.

في الطفولة المكبرة يبدأ النمو الانفعالي يتشكل وفي السنوات الخمس الاولى تحديداً وهذه هي نقطة التحول الاساسية في تشكيل شخصيته، اذ ان أول خمس سنوات من حياة الطفل يتم فيها تحديد هوية الطفل وتحديد معالم شخصيته ففي هذه المرحلة تنمو المشاعر الخاصة للطفل تماماً كما ينمو جسده لذا ندعوا الا الالتفات الى اهمية النمو الانفعالي السليم للطفل وبالتالي النمو السليم للانسان طوال حياة الانسان والعكس هو الصحيح تماماً.

ما هي مراحل النمو الانفعالي لدى الطفل؟

للنمو الانفعالي لدى الاطفال ثلاث مراحل اساسية متتابعة تكون فيما بينها حلقات تكمل بعضها بعض لتكون النمو الانفعالي الكامل، وهذه المراحل بأختصار هي:

المرحلة الاولى: تمتد هذه المرحلة من فترة الرضاعة ولغاية العام الأول للطفل ويكون نشاطه عبارة عن الملاحظة والمشاهدة فقط ولديه مشاعر بسيطة يستطيع عبرها ان يعبر عن احتياجاته كالاكل والشرب والالم وغيرها من الاشياء الاساسية التي يعرفها بالفطرة ولا يمكن التخلي عنها او حتى تأجيلها لاهميتها للحياة.

المرحلة الثانية: هذه المرحلة تتكون في عمر 2-3 سنوات وفيها يبدأ الطفل بالافصاح عن مشاعره واحاسيسه واحتياجاته عن طريق حركات جسده ونطق بعض الكلمات التي تشير الى وجود حاجة معينة لديه ، وفي هذه المرحلة يبدأ بفهم الكلام الموجه اليه والتعامل معه سواء كان بصالحه ام ضده على عكس توقع الكثيرين الذين يعتقدون انه ما زال لا يفهم شيئ.

المرحلة الثالثة: وهي المرحلة التي تمتد 3-5 سنوات وفيها يبدأ فيها الطفل بتكوين علاقات اجتماعية خاصة به ويقل اعتماده على أبويه وتطور لديه مهارة من نوع خاص تمكنه من مواجهة التحديات العمرية في تلك الفترة يعني انه اصبح قدرة على التعامل مع متطلباته فأبمكانه ان يأكل ويشرب ويتحرك بالاعتماد على نفسه بينما لم يتمكن من ذلك في المرحلتين السابقتين.

وفي ختام حديثنا حول النمو الانفعالي للطفل نقدم بعض النصائح لانفسنا وللاخرين من الوالدين لتطوير النمو الانفعالي بشكل سليم، اذ ان من الضروري جداً ان يمنح الابوين ابناءهم فسحة للتعبير عن مشاعرهم واحترام رغباتهم وعدم قمعها منذ سنواته الاولى لان ذلك سيؤثر على شخصيته في المستقبل، ثم من الاهمية بمكان ان يفور الاهل بيئة معنوية ومادية مناسبتين لرعاية الطفل وتلبية احتياجاته الأساسية والابتعاد عن العنف العمل على مساعدته ليطور من مهاراته وبالتالي تحقيق رغاباته ورغباته والديه بصورة منظمة.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي