ما هو السلوك الانساني؟

عزيز ملا هذال

2023-01-28 05:24

كل ما يصدر من الانسان من حركات وسكنات، سواء كانت خفية او ظاهرة، في المنزل او محيط العمل او في اي مكان آخر هو سلوك، ولعل جميعنا سمع او قرأ عن السلوك كمصطلح نفسي بشكل عام لكن الاغلب لا يعرف ما هو السلوك؟، وماهي جوانبه؟، وما هي انواعه؟، هذا الذي سنعرفه من خلال هذا المقال ومن وجهة نظر نفسية على اعتبار ان علم النفس يهتم بدراسة السلوك الانساني.

ما هو السلوك؟

السلوك هو حالة التفاعل الحاصل بين الكائن الحي وبيئته وعالمه الخارجي، وفي أغلب الأحيان يظهر السلوك على هيئة استجابات سلوكية مكتسبة ومتعلمة من خلال تعلم الفرد بالتدريب والملاحظة والتعرض للخبرات المختلفة، ويعرف السلوك ايضاً بأنه مجموعة من الاستجابات التي تصدر عن الفرد تجاه المثيرات البيئية المختلفة حيث تمثل البيئة جميع المؤثرات التي تدعم آلية ظهور السلوك.

وحول جدلية هل يورث السلوك الانساني ام انه يكتسب يجيب علم النفس بما معناه ان السلوك الانساني اغلبه مكتسب من البيئة المحيطة لذا يمكن السيطرة على السلوك وتعديله، ولو فرضنا انه موروث فالواقع انه صعب او مستحيل التعديل عليه او تغير الذي لا يلائم البيئة سواء كانت بشرية او مادية، وهو ما صبح شغل شاغل لجميع النفسين والتربويين بأن يصلوا بالإنسان الى اعلى مراحل التوافق النفسي الذي حين يختل سيختل معه توازن الانسان.

للسلوك الانساني ثلاثة جوانب اساسية تتحد فيما بينها لتكونه وهذه الجوانب هي:

الجانب الحركي الذي يمثل جميع الاستجابات الجسمية التي تظهر على الفرد او يقوم بها الفرد نتيجة تعرضه لمثير معين، وتكون هذه الاستجابات على صور استجابات حركية لتعليمات لفظية، أو ممارسة الكتابة والرياضة، أو عزف الموسيقا، أو ركوب السيارة، وغيرها الكثير من السلوكيات التي تكون مفروضة على الفرد ولا مناص من القيام بها.

الجانب الآخر للسلوك هو الجانب المعرفي وهو جميع العمليات العقلية والمعرفية التي يستخدمها الفرد لإدراك ما يدور حوله من احداث مثل التفكير الاستنتاج والتتبع الفكري والإدراك والتذكر والتعبير الرمزي واللغوي واللفظي وما الى ذلك من السلوكيات، التي تثري الجانب المعرفي للانسان وتحصنه من الكثير من السلوكيات التي تجعله يندم عليها فيما بعد فيكون الجانب المعرفي بمثابة البوابة العقلية التحمي الانسان من النشوز والتهور.

والجانب الاخير للسلوك هو الجانب الانفعالي وهو الحالة الانفعالية والعاطفية التي يمر بها الفرد أثناء استجاباته السلوكية للمثيرات المختلفة أي أنها الحالة الداخلية التي ترافق سلوكاً معيناً، كالشعور بالحماس والسعادة تجاه نشاط معين، أو الشعور بالارتياح أو عدم الارتياح لمثير أو نشاط آخر.

واما سبب الاهتمام المتصاعد بدراسة السلوك الانساني بصورة عامة فهو لتعزيز السلوك المقبول اجتماعياً والعمل على ترصينه وجعله ظاهرة سلوكية في المجتمع، وتحديد السلوك غير السوي والعمل على ازالته واحلال آخر اكثر مقبولية منه او تعديله ان لم تكن الازالة ممكنة، وفي الحالتين هو تخفيف الضغط عن الانسان بتقويم سلوكه وتقييمه، كما ان اهمية دراسة السلوك الانساني والبحث فيه تأتي من عدة نقاط فرعية اهمها:

معرفة ما وراء السلوك مما يسهل معالجة المشكلات الاجتماعية والنفسي التي يعج بها المجتمع، إذ إنّ دراسة السلوك البشري تساعد على معرفة سبب معاناة الأشخاص من هذه المشاكلات وبالتالي العمل على ابعادهم عنها لتحقيق الرفاهية النفسية لهم.

كما ان فهم السلوك يسهم في تقوية المهارات الشخصية للانسان فتمكنه من تعزيز مهاراته الشخصية مثل التحفيز والتعاطف فبعد ان يتم تحديد الخلل يتم العمل على اصلاحه، ودراسة السلوك مهمة ايضاً لوضع الاشخاص المناسبين في الوظائف المناسبة لقدراتهم النفسية وهذا ما تعمل به المؤسسات الرصينة ذات الكفاءة العالية، من اجل هذه الاهداف نحن نبحث السلوك الانساني في مقالنا هذا.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي