الدعم المعنوي: حبل النجاة من الانهيار

عزيز ملا هذال

2022-03-29 04:44

الانسان في طبيعته كائن اجتماعي يستحيل عليه العيش منفرداً، فهو يعتمد على نفسه في الكثير من الامور الحياتية لكنه في بعض الامور يحتاج الى من في محيطه البشري، اذ ان الانسان في لحظات الضعف التي يعشيها في الشدائد والمحن والمصاعب يبحث عمن ينصره ويقف معه نفسياً.

بعض الناس يمنعهم حياءهم وكبرياءهم من طلب المساعدة من الاخرين لكنهم في الواقع يحتاجون الى من يمد لهم يد العون بصورة مباشرة او غير مباشرة للنهوض مجدداً وتخطي الازمة بدلاً من الانصياع لها والرضوخ تحت وطئتها الثقيلة والمحطة نفسياً.

هذه الحاجة الانسانية تعرف بحاجة (الدعم المعنوي) الذي يعرف بأنه "وسيلة من وسائل تقديم الدعم للشخص، من خلال تقديم أي مساهمة تتجاوز القيمة العاطفية والنفسية في التشجيع، على سبيل المثال، أنه من الممكن أن تقوم حرب بين دولتين وتقوم دولة ثالثة بتقديم الدعم المعنوي لجانب من الجانبين، ولكن دون المشاركة الفعلية في النزاع".

كيف يقدم الدعم المعنوي؟

اشكال الدعم المعنوي تتفاوت بين موقف وآخر، فقد يقدم الدعم المعنوي احياناً لشخص فقد ساقه في احد الحروب او احد اعمال الارهاب بمساعدته على تركيب طرف صناعي له حتى يستطيع التحرك وممارسة حياته ولكي لا يشعر انه عاجز وبالتالي يصاب بخيبة والم نفسي، واحيانا يأتي الدعم المعنوي على هيئة ملبس لأطفال في المدارس عجزوا عن شراء مايليق بهم وهذا ما يقويهم على مواجهة صعوبات الحياة والاستمرار في التحصيل العلمي.

كما يقدم الدعم المعنوي عبر الكلام الطيب المواساة لصحاب المصاب المتوفى له شخص عزيز عليه مما يهون عليه مصابه ويخفف من المه وحزنه، كما ان الدعم النفسي الذي يقدم للاعب كرة قدم بعد تعرضه الى اصابة سيقوده الى مواصلة العمل وعدم الاستسلام لما يضيع مستقبله الذي يحلم به والذي بذل من اجل الوصول اليها كل جهوده، وكذا الحال بالنسبة للكثير من المواقف الحياتية التي يغير الدعم المعنوي من مجرياتها بأتجاه الايجاب فيحول موقف الحزن والانكسار الى حالات قوة ومواجهة للضعف وتباهي وتفاخر بمن قدم المعونة والدعم النفسي في وقت الحاجة له.

الفرق بين الدعم المعنوي والدعم العاطفي

قد يقدم الناس التعاطف مع الاخرين رغبة منهم في الوقوف بجانبهم غير انهم لا يميزون بين الدعم العاطفي والدعم المعنوي، اذ يشير النوع الاول الى إظهار التعاطف والاهتمام الحقيقي للآخرين، بالإضافة إلى هذا فهو تعبير عن الثقة والحب والرعاية، ومن الممكن أن نعبر عنه بالعديد من الأشكال المختلفة، مثل الراحة الجسدية من خلال إعطاء عناق للشخص الآخر أو الربت على ظهره، او حتى الاستماع والتعاطف معه.

اما الدعم المعنوي فهو التشجيع بحب حتى وان كنت تعاني من ازمات ومشكلات وضيق لكنك تؤثر على نفسك الوقوف مع ابناء محيطك، ويحصل في حالات الدعم المعنوي انك على الرغم من عدم قدرتك على أن تقدم أي مساعدة طبية أو مادية فإنك تبقي على مقربة منه حتى تتمكن من دعه معنوياً، وهذا هو الفرق بين النوعين من الدعم الذي قد يصعب على الكثير من الناس التفريق بينهما نظراً للتقارب بينهما فغايتهما الأساسية هي خدمة ابناء الجنس والوقوف معهم لكن ما يختلف هو الوسيلة والدافع من وراء تقديم الدعم.

ما العلاقة بين الدعم المعنوي والاكتئاب؟

الاكتئاب هو احد امراض الانسان المعاصر التي تجعله يشعر أنه بمفرده أن لا أحد يهتم بأمره ثم يتحول إلى العزلة الضارة التي تزيد من الأعراض وتزيد من مرض الاكتئاب لديه مما يجعله يبتعد عن الناس ويزرع بداخله الشعور بالعار وتحقير الذات، وهنا يأتي دور الدعم المعنوي الذي يزيد من ارصدة الصحة النفسية لدى الانسان والتي بدورها تقضي على الاكتئاب او على الاقل تقلل من اثره المزعج للانسان، لذا لا تبخلوا بتقديم الدعم المعنوي لكل يحتاجها بإسراف لعلكم تكونوا سبباً في تعافيه واستعادة صحته.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي