العصاب القهري: خطيئة الحكم المسبق
عزيز ملا هذال
2022-02-21 05:54
كثيرة هي الامراض النفسية التي تصيب الانسان، والامر طبيعي جداً في ظل الظروف والمشكلات وحجم التناقضات التي يعيشها كل أحد منا بنسب متفاوتة، واحد من اهم الامراض النفسية التي تصيب الانسان وتهدم صحته النفسية هو مرض (العصاب القهري) الذي يصيب الانسان ويغير من مجريات حياته نحو السلبية والاحباط، ولهذا المرض اثار سلبية جمة على المريض تلازمه طوال حياته ان لم تعالج في مراحل مبكرة من حياة المرض، ومن الممكن ان تتفاقم الاثار وحينها لات حين مندم.
عرف أطباء علم النفس والمتخصصون مرض العصاب القهري "بكونه حالة من حالات الاضطرابات النفسية التي تحدث للإنسان، وتؤدي إلى ظهور صراعات مختلفة بداخله وتغيير جذري في سلوكه، بالإضافة إلى وجود هواجس غير حقيقية ولا شعورية يعاني منها المريض طيلة فترة مرضه، ولكن عند الإصابة به؛ يشعر المريض بأنه يعاني من شيء ما غير قادر على معرفة سببه أو الوصول إليه".
تظهر لدى الكثير منا اعراض العصاب القهري فيشعر أحدنا بحالة من الخوف الغير معروف الاصول والجذور، على سبيل المثال يتولد لدينا خوف كبير من المستقبل وتتكون لدينا وساوس قهرية تجعلنا سوداويين في نظرتنا للحياة فنرى أنفسنا اننا سنبقى بلا وظيفة نعيش فيها ولا حتى مهنة نمارسها بعد التخرج، كل هذه الصراعات النفسية التي ندخل انفسنا فيها وترهقنا ونحن لازلنا في مراحل اولى من الدراسة او الحياة ولازال امامنا الكثير لم يأتي بعد لكن هذا المرض هو من يجعل الانسان آيساً ومتشائما بخصوص ما سيواجه.
العصاب القهري يصيب النساء والرجال دونما تميز ولكن بنسب اقل بالنسبة للنساء على اعتبار ان الرجال يشغلهم التفكير أكثر من النساء فيما يخص المستقبل وما سيؤول اليه المستقبل على اعتبار هم المسؤولون عن الاسرة واحتياجاتها أكثر من النساء.
أعراض العصاب القهري
عدة اعراض تظهر على من يصاب بمرض العصاب القهري من ابرزها: الاكتئاب وهو من الاعراض سهلة الملاحظة على المريض وهو اولى العلامات التي تبدو عليه ومن الممكن أن تجد كافة أعراض الاكتئاب تتوافر لديه من عزلة وحزن دائم وعدم الانخراط مع الغير، ثاني العلامات هي غياب المشاعر، اذ يتعذر على المريض التعبير عن مشاعره تجاه الاخرين سواء كانت هذه المشاعر سلبية ام ايجابية، فالمريض تغيب لديه مشاعر الحب والكره تجاه اي احد خلال فترة إصابته بالمرض.
ومن العلامات غياب الاتزان النفسي لدى المريض فمن الصعب تكليفه بأي مهام وخاصة إن كانت مهام عمل أو مهاما شخصية، وتتولد لدى الفرد المصاب شكوك تجاه نفسه وتجاه الاخرين مما يجعله يشعر ان جميع ما حوله مسخر لإزعاجه ولا يوجد من يكن له الحب.
العصاب القهري لم ينشأ من فراغ عدمي بل ينشأ بفعل عدة عوامل ومن أبرز هذه الأسباب هي:
الوراثة: يلعب العامل الوراثي دوراً هاماً في اصابة الفرد بمرض العصاب القهري وان فرص اصابة الطفل تكون اعلى في حالة كان احد ابويه مصاب بالمرض او كان يعاني منه في فترة ما، والتجارب الصادمة في حياة الانسان هي الاخرى تجعله عرضة للإصابة بهذا المرض سيما حين تكون هذه الصدمات عاطفية او ازمات اقتصادية ففي هاتين الحالتين تكون شدة المرض اعلى من غيرها من الاسباب الاخرى.
ومن الاسباب ايضاً شعور الفرد بالخوف المبالغ فيه فكثرة المخاوف والتوتر تجعل الفرد غير متزن وقلق طوال الوقت، وإن لم يتم السيطرة على تلك المخاوف وتحجيمها بل والتخلص منها، تكون فرص الإصابة به كبيرة، كما ان الضغط المستمر تمثل ثقلاً على عاتق الانسان مع انعدام فرص للتخلص من هذا الضغط وهو يجعل الفرد يصبح معرضا للإصابة بالعصاب القهري الذي سيجعله يستسلم تماماً.
واخيرا ًالتربية الخاطئة منذ الصغر كما المعاملة السيئة للطفل من حيث العقاب بعد كل خطأ يرتكبه الطفل وغياب الثواب ان احسن التصرف من الأمور التي تظل عالقة بذهنه أبد الدهر وتؤثر على حياته بشكلٍ كبير بمرحلة الكبر.
علاج العصاب القهري
يمكن ان نعالج العصاب القهري او نقلل من حدته بأتباع الطرق الاتي:
اولاً_ لابد من ان يتبع الانسان نظام للراحة الجسدية والنفسية والانتظام في النوم لتفادي اثره السيء لقلته على النفس.
ثانياً_ من الضروري ان يجلس الانسان مع ذاته ويعيد التفكير في تصرفاته التي تعيد شيء من الامل لنفسه حتى يستطيع المواصلة والاستمرار.
ثالثاً_ الايمان بالله انه هو من يعطي كل انسان رزقه في هذه الحياة من دون ان ينقص منه شيء فلا داعي للخوف والقلق: تلك ابرز الامور التي تحد من المرض.