خمس صفات لقادة الأعمال في القرن 21
انسياد
2020-03-03 04:25
بقلم: لوسي كويست
يحتاج العالم إلى أشخاص ملهمين في عصر سمته عدم اليقين
أتاح لنا القرن الحادي والعشرين إمكانية الوصول إلى المعلومات، ووعي أكبر بتأثير البشر على الكوكب. كما شهدنا خلاله انتشاراً واسعاً لاستخدام التكنولوجيا من قبل شريحة عاصرتها وازداد اعتمادها عليها بشكل متزايد.
بالرغم من تغير الظروف، لا يزال الأفراد يتطلعون إلى قادة يقدمون لهم الإرشاد بنفس طريقة قادة القرن الماضي. ولا زلنا ننظر إلى القيادة حتى يومنا هذا من منظور السياسيين، لكن تبقى الشركات الكبرى –لا سيما تلك التي تتحكم بالاقتصاد بالنسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي للقارة بأكملها- مصدراً كبيراً للقيادة المسؤولة عن تحديد اتجاه العالم.
بالنظر إلى هذه الحقائق، كيف يستطيع المرء أن يتولى القيادة بفاعلية في عالم الأعمال؟
ربما كان من الجيد البدء بتحديد الغرض من القيادة. لطالما كانت القيادة بمفهومها التقليدي تدور حول إظهار الطريق، وتلك الحاجة لم تتغير ولكن الدافع خلف ذلك هو الذي تغير. يحتاج القادة اليوم إلى إدارة التغيير بطرق تحقق فوائد تحويلية إيجابية للآخرين.
أود القول أن أهم الإرشادات التي يستطيع القيادي تقديمها، تتمثل في تمكين الآخرين من القيادة ضمن محيط نفوذهم. مع كون التغيير هو الأمر الوحيد الثابت، لن يستطيع القادة أبداً معرفة كل شيء. بالإمكان التعامل مع ذلك من خلال القيادة الهرمية التي تعطي الإرشادات الصحيحة على المستوى الصحيح. وسينجح القادة الذين يتبنون الفكر التحويلي بغض النظر عن مكانتهم في الشركة بالالتزام بالمبادئ التالية:
1. أظهر جانبك الإنساني
قد تخلق القيادة من خلال السلطة إحساساً خاطئاً بالعزلة عن فريقك الذي تقوده. هذا الفخ خطير ويؤدي لا محاولة إلى القضاء على روح التواضع، كون مهمة القيادي لم تعد تتعلق بخدمة الآخرين بل تسخيرهم لخدمته. من المهم أن يتعمد القادة وضع آلية تضمن لهم أن لا يكونوا أنانيين، وتقربهم من الأشخاص الذين يعملون على خدمتهم. على سبيل المثال، في قطاع التجزئة يوجد طريقة واحدة لتحقيق ذلك، وتكون من خلال تخصيص الوقت بشكل منتظم للتواصل مع الموظفين والعملاء بشكل مباشر. ونظراً لكون التكنولوجيا تلعب دوراً محوريا في رفع مستوى الكفاءة بشكل متزايد، فإن التواصل على المستوى الإنساني له وقع إيجابي وتأثير على نجاح القيادة.
2. حافظ على أصالتك
النزاهة والأصالة مطلوبين اليوم أكثر من أي وقت مضى. لطالما كانت تلك الصفات دائماً مرغوبة، لكن الطلب على الشفافية في تزايد. يسهل اليوم معرفة إذا ما كانت أفعال القادة تتوافق مع تصريحاتهم. تعد الشفافية تحدي جديد كون التناقضات تزعزع الثقة بسهولة. في الحقيقة، الفجوة كبيرة بين الأقوال والأفعال وهي ظاهرة متفشية في المؤسسات، والقادة الذين يتمتعون بالنزاهة يثبتون أنفسهم فوراً.
3. تعيين أشخاص أفضل منك في أداء مهامهم
عملت خلال مسيرتي المهنية مع العديد من القياديين الرائعين ومنهم أول مدير لي خلال عملي في قطاع الاتصالات. تعلمت منه أنه في حال قمت بتوظيف أشخاص أستطيع التفوق عليهم بسهولة، فإني أبني فريقاً سأجبر على حمله طوال الوقت. يجب أن يتأكد القادة أن كل شخص يستطيع القيام بدوره بثقة. مثل أولئك الأشخاص بإمكان قادتهم ومؤسساتهم الاعتماد عليهم. لن أنسى الدرس الذي علمني إياه. من الجيد أن يعلم القادة أنهم محاطين بأشخاص متميزين فتلك هي الطريقة الصحيحة لإدارة المؤسسة. بإمكان مثل ذلك الفريق تحقيق نتائج مذهلة وأفضل بكثير من ما قد ينجزه كل شخص على حدا.
4. السماح للمخاطر المحسوبة
يجب أن يخلق القادة بيئات يستطيع الأشخاص من خلالها التجريب وتحمل المخاطر لاكتشاف حلول جديدة. كافئ العمل الناجح ولكن أظهر أيضا تقديرك للدروس التي تعلمها فريقك عند الفشل. فالنجاح المستقبلي هو نتاج دروس الماضي.
تناول مشروعي الأول كمهندس شاب، خفض تكلفة لوحة التحكم الرئيسية في راديو السيارة. تخفيض الكلفة لكل وحدة كان بضعة دولارات، ولكن قد يصبح بالملايين على حجم الإنتاج الكلي لمختلف المتغيرات في السيارة. غامر مديري بإعطائي فرصة، على اعتبار أنني وحتى ذلك الوقت لم أقم بتسليم شيء يوحي بالنجاح. باشرنا العملة وتوليت مهمة العمل من خلال سلسلة القيمة لخفض التكلفة، تعلمت من أخطائي طوال الفترة. في الوقت الذي كنت أتساءل فيه عن سبب ثقته بي، أدركت أنه قام أولاً بحساب المخاطر. فإذا ما فشلت كلياً، سيقوم على الأرجح بإجراء تغيير في الدورة القادمة وتحسين الوضع. النتيجة التي سعى إليها كانت التعلم، والنجاح كان بمثابة مكافأة، فخور بالإنجاز الذي حققناه معاً.
5. لا تشعر بالضغط لأن تكون ملماً بجميع الأمور
يحتاج القادة لعدم الشعور بالضغط نتيجة تخوفهم من عدم معرفتهم لأمر ما. يجب أن تثبت لفريقك أنك تسعى بشغف نحو تعلم أمور جديدة، فالفضول نقطة قوة. إحدى التحديات الأساسية التي يواجهها العالم، مثل تغير المناخ، تعني أن نجاح قادة الأعمال مرتبط بقدرتهم على التعلم واستكشاف أفكار جديدة. فالقادة القادرين على الخروج من منطقة راحتهم، سيكونوا أكثر قدرة على التعامل مع التحديات التي تواجه مؤسساتهم، وخلق ميزة تنافسية مستدامة للمستقبل.
القيادة بفكر مستنير
في عصر يتسم بالتغيير يحتاج الأشخاص إلى الإلهام. فهم بحاجة إلى قادة يتوصلوا معهم باستمرار على مستوى أسمى يتعدى المزايا الملموسة. لماذا نفعل ما نقوم به وما معناه، جميعها أسئلة يتوجب على القيادي الإجابة عليها باستمرار وبأسلوب ملهم.
أخيراً، نحتاج في القرن الحادي والعشرين إلى قادة يصبون تركيزهم على تحقيق نتائج تعود بالفائدة على المجتمعات التي يخدمونها وليس فقط أصحاب المصلحة التقليديين. يجب على القادة أن يجعلوا أفعالهم تعكس الطريق نحو عالم أكثر إنصافاً.
من خلال اتباع هذا النهج سيخلق القادة فوائد مستدامة على المدى الطويل تعود بالنفع على جميع أصحاب المصلحة.