في عيد الصحافة: شفافية المعلومات حق وطني

مازن صاحب

2024-06-15 04:48

تحتفل السبت الاسرة الصحفية بعيدها السنوي ولنا ان نتوقف كثيرا امام لوحة شهداء الواجب الصحفي في العراق، ونقرأ لهم الفاتحة ترحما على أرواحهم الطاهرة، كما لنا ان نعيد قراءة قانون نقابة الصحفيين العراقيين وحقوق الصحفي، وما دور هذا الصرح الذي نباهى به الزملاء في الوطن العربي. 

ان من اسسه جواهري العصر الحديث بكل ما في معاني كثيرة تحملها صورة الجواهري كأول نقيب للصحفيين العراقيين، ناهيك عن القامات الكبيرة التي مثلت العمل النقابي الصحفي في عقود مضت، لفهم طبيعة المرحلة الحالية. ومتطلباتها لتكون هذه النقابة. مؤسسة اعتبارية بشخوص قيادتها النقابية، ولعل من أبرز الأدوار التي لابد من تكرار استذكارها، ذلك الحق المهدور في حق الصحفي الحصول على المعلومة بكل شفافية في جهاز حكومي يتعمد معايير الحكم الرشيد.

نعم.. سعت هذه النقابة ولاكثر من مرة مع الجهات المعنية لاسيما في مجلس النواب ولجنة الثقافة والاعلام النيابية، لوضع معايير جودة حقيقية لمشروع قانون شفافية المعلومات، ولكن كما يبدو هناك حاجة ملحة لتكرار التحشيد والمناصرة في ضمان حقوق الصحفيين المهنية من خلال هذا القانون الذي ما زال على الرفوف العالية لمفاسد المحاصصة وعلى ذات الخط، لابد من تظافر الجهود السياسية والاقتصادية والاجتماعية لديمومة هذا التحشيد وتلك المناصرة في تضمين هذا القانون معايير العهد الدولي لحقوق الإنسان الاقتصادية والاجتماعية ومعايير الشفافية في أهداف التنمية المستدامة ٢٠٣٠ واحكام اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد، ناهيك عن التزامات العراق في اتفاقات مثل الموازنة المفتوحة وتطبيق معايير الجودة الشاملة في الخدمات الحكومية لاسيما في قطاعي الصحة والتعليم.

كل هذه الالتزامات الدولية التي وقع العراق على معاهدات واتفاقيات، لابد وان تترجم في نصوص قانون شفافية الاطلاع على المعلومات، وليس العكس في تضليل الرأي العام ان ما ورد في مسودة القانون انما يمنع فقط المعلومات الأمنية فمن يطلع على المسودة الأخيرة، يمكن أن يلحظ ان هذه المسودة لمنع تداول المعلومات وليس ضمانات على الجهاز الحكومي امام السلطات التشريعية والقضائية بحتمية الإفصاح عن المعلومات.

ويمكن مقارنة ذلك بامتناع الجهاز الحكومي عن الالتزام بما ورد في قانون الإدارة المالية المواد ٥٠ إلى ٥٤ حول شفافية الإفصاح عن مصروفات الجهاز الحكومي، ومنها المشاريع لعل ابسطها مشاريع فك الاختناقات المرورية التي لم تعلن حكومة السيد السوداني عن اليات الإحالة ومقارنة الكلف بمشاريع مشابهة!

لذلك في عيد الصحافة لعراق واحد وطن الجميع، نجدد الآمال بروح المهنة واخلاقيات العمل الاعلامي التي لابد وان تتجدد في مدونات سلوك مهنية، بما يحقق الطرف الثاني من معادلة شفافية الاداء الوظيفي النقابة الصحفيين العراقيين واهمية ان يواصل الصحفي العراقي عمله بعين الرقيب على المال العام.

تحية اعتزاز وتقدير للأجيال الصحفية التي تعلمنا على ايديهم مهنة صاحبة الجلالة.. الصحافة والاعلام..

تحية اعتزاز وتقدير لكل الأسرة الصحفية في عيدها الخالد.. تحية اعتزاز وتقدير لكل الأسماء النقابية التي استشهدت وهي في موقع المسؤولية مثل المرحوم ابو ربيع.. شهاب التميمي.. وغيره من الزملاء الكرام، وتحية اعتزاز وتقدير للجيل الصحفي الجديد الملتزم باخلاقيات المهنة.. وكل عام والأسرة الصحفية بالف خير وازدهار.

ذات صلة

فن صناعة النسيج الاجتماعي الرصينالصراط المستقيم بين المنهج والنموذجالشرق الاوسط على موعد ساخن متجدد مع ترامبالتعداد السكاني: لبنة أساسية لبناء مستقبل العراق وتحقيق رفاهية المواطنالايدلوجيا اللّيبرالية الأمريكية والمسار الشعبوي