الآثار العالمية: من دمار الحروب الى استعادة المنهوب
عبد الامير رويح
2019-01-27 04:05
قضية الآثار والكنوز التاريخية التي تتعرض اليوم للنهب والدمار من قبل اطراف مختلفة، ماتزال محط اهتمام واسع خصوصا مع وجود تحركات مهمة من قبل بعض الجهات المتخصصة، التي تعمل على استعادة وترميم هذه النفائس والكنوز المهددة بالزوال بسبب بعض الحروب والصرعات. الأمر الذي دفع منظمة اليونسكو إلى دق ناقوس الخطر للتعبير عن قلقها إزاء الخطر الذي يهدد هذا التراث العالمي. وازدهرت عمليات تهريب الآثار من البلدان العربية وكما نقلت بعض المصادر، بعد اندلاع ثورات ما يسمى بثورات الربيع العربي وقبلها، ووصلت تلك الآثار إلى دولة ومتاحف عالمية مختلفة، يضاف الى ذلك الاثار والنفائس القديمة التي سرقت اثناء فترة الاستعمار لبعض الدول الافريقية وغيرها، والتي تسعى الى استعادتها من تلك الدول والمتاحف. ويُعتقد أن نحو 90 بالمئة من التراث الثقافي الأفريقي موجود حاليا في أوروبا. وفي باريس يضم متحف كواي برانلي وحده نحو 70 ألف قطعة أثرية أفريقية مثله مثل المتحف البريطاني في لندن. وعادة ما تقاوم المتاحف الغربية مناشدات إعادة القطع إلى بلادها الأصلية وتقول إن تلك الدول تفتقر إلى الموارد اللازمة للعناية بها.
وفيما يخص اخر اخبار هذا الملف فقد اتهمت دمشق القوات الأميركية والفرنسية والتركية المنتشرة في مناطق واسعة في شمال سوريا بالقيام بأعمال تنقيب "غير شرعية" عن الأثار، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية. وقال المصدر "تدين وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية أعمال الحفر والتنقيب غير الشرعية عن الآثار التي تقوم بها القوات الأميركية والفرنسية والتركية وعملائها في منبج وعفرين وإدلب والحسكة والرقة وغيرها من المناطق الواقعة تحت احتلالها".
وتتواجد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، والداعمة للمقاتلين الأكراد، في مناطق في شمال وشمال شرق سوريا مثل الحسكة ومنبج والرقة، فيما تسيطر القوات التركية وفصائل موالية لها على منطقة عفرين (شمال)، كما تُعد أنقرة صاحبة نفوذ في إدلب (شمال غرب) وتنشر فيها عشرات نقاط المراقبة. وأشار المصدر في وزارة الخارجية إلى "تصاعد وتيرة أعمال التنقيب والنهب والسرقة التي تطال التراث الثقافي السوري وتسهم في تخريبه وتدميره"، معتبراً أن هذه الأعمال "تشكل جريمة حرب".
ودعت الخارجية منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) إلى "إدانة هذه الانتهاكات الجسيمة التي تطال التراث الثقافي السوري وفضح الأدوات المنفذة والجهات التي تقف وراءها". وتعتبر دمشق تواجد قوات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش والقوات التركية في شمال البلاد "احتلالاً" لأراضيها. كما اتهمت المديرية في وقت سابق، وفق سانا، الفصائل السورية الموالية لتركيا بالقيام بأعمال "تنقيب غير شرعية وتخريب" موقع النبي هوري الأثري في عفرين، الشاهد على حقبات تاريخية مهمة مثل الرومانية والبيزنطية والإسلامية.
وتمتلك سوريا، ارض الحضارات من الكنعانيين الى العثمانيين، كنوزاً تعود لزمن الرومان والمماليك وبيزنطة، مع مساجد وكنائس وقلاع صليبية. منذ اندلاع النزاع في العام 2011، تضررت مئات المواقع الأثرية نتيجة المعارك والقصف فضلاً عن أعمال السرقة والنهب، وأبرزها قلعة حلب وأثار مدينة تدمر مثل معبد بل وقوس النصر وأسد اللات. وأدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) ستة مواقع أثرية في سوريا على قائمتها للتراث المهدد بالخطر، هي مدينة حلب القديمة، ومدينة دمشق القديمة، وبصرى الشام، وقلعتي صلاح الدين والحصن، ومدينة تدمر التاريخية، ومجموعة القرى القديمة في شمال سوريا.
ليبيا
من جانب اخر تغطي كتابات ورسوم جدران آثار مدينة القيروان في شرق ليبيا وهي مدينة أنشأها اليونانيون قبل أكثر من 2600 سنة وكانت تجتذب فيما مضى السائحين ولكنها أصبحت الآن مهملة وهدفا للتخريب. وتضررت المواقع الأثرية في ليبيا بسبب انعدام الأمن وعمليات النهب خلال الفوضى والقتال اللذين أعقبا الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011 مع تنافس فصائل متناحرة على السيطرة على البلاد.
وتضم ليبيا خمسة من مواقع التراث العالمي المدرجة على قوائم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) لقيمتها العالمية. ومن بين هذه المواقع آثار لبدة الكبرى وصبراتة التي تشتهر بمسارحها الرومانية. وتضم أيضا نقوشا على الحجر من قبل التاريخ في جبال أكاكوس في عمق الصحراء الجنوبية قرب الحدود مع الجزائر.
وإلى الشرق كان السياح يتوافدون في الماضي على القيروان الموقع الذي أسسه اليونانيون ووسعه الرومان في زمن لاحق في منطقة جبلية على بعد نحو 200 كيلومتر شرقي بنغازي. لكن مع غياب السياح الأجانب لم تعد تزور الموقع سوى الأسر الليبية في رحلات في عطلات نهاية الأسبوع واستولى سكان محليون على أراض بالمواقع بل وشوه مخربون الأعمدة والجدران الأثرية بالكتابة والرسم عليها.
ويمثل هذا تحديا للسلطات المحلية التي تحاول حماية الآثار الموجودة في بلدة الشحات. وقال أحمد حسين رئيس مصلحة الآثار في شرق ليبيا أنهم في القيروان يتحدثون مع 50 مالكا من خلفيات مختلفة بدلا من الحديث مع مالك واحد. وأضاف أن بعض الملاك بنوا مساكن على هذه المواقع. وزادت التحديات بعد سن قانون عام 2013 يسمح للسكان باستعادة أراض جرت مصادرتها في عهد القذافي. وطبق البعض ذلك حرفيا فضم ما يرى أنه يستحقه من أراض.
وتعطلت جهود حماية الآثار بسبب وجود حكومتين في ليبيا، إحداهما تدعمها الأمم المتحدة في طرابلس والأخرى في الشرق. وفي ظاهرة إيجابية نادرة من نوعها قال حسين إنه تمت استعادة نحو 1700 قطعة أثرية منذ عام 2011 بعد نهبها داخل البلاد. لكن جرى تهريب الكثير خارج البلاد. ونجت لبدة الكبرى من التخريب بفضل محبي التاريخ المحلي والأمن النسبي الذي يتمتع به الموقع قرب مدينة مصراتة. بحسب رويترز.
أما صبراتة فقد شهدت قتالا بين فصائل متناحرة ووجهت اليونسكو نداء العام الماضي لحماية الموقع. ولم يحصل الموقع على أي مساعدة. وفي العاصمة طرابلس يحاول شخص واحد حماية 18 مقبرة رومانية يرجع تاريخها لنحو 1700 سنة مضت وعثر عليها عام 1958 في صحراء جنزور الغربية. وقال العماري رمضان المبروك الباحث ومدير مكتب آثار جنزور ”الدعم بصفه عامه وبالتحديد في هذا الموقع مثلا نظرا لظروف لا نعلم ما هي الظروف ولكن لا يوجد لدينا دعم. كلها أو بعضها بالمجهودات ذاتيه من مصلحة الآثار ومن وبعض الخيرين“.
العراق
على صعيد متصل استلم السفير العراقي في واشنطن 3800 قطعة أثرية، أعادها إليه مسؤولون في إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية بعد أن تم تهريبها من العراق بشكل غير قانوني. وتشمل تلك القطع ألواحا مسمارية وأختاما اسطوانية وقطعا صلصالية. ومعظم الألواح من مدينة أري ساك رك السومرية التي ترجع إلى ما بين 2100 و1600 قبل الميلاد، بحسب المسؤولين.
وكان مسؤولو الجمارك صادروا صناديق من الألواح المسمارية كانت تحمل ملصقات كتب عليها أنها عينات بلاط متوجهة إلى متجر "هوبي لوبي". ووافقت الشركة العام الماضي على التخلي عن آلاف القطع الأثرية العراقية القديمة ودفع مبلغ 3 ملايين دولار لتسوية قضية مدنية أقامتها الحكومة الأمريكية، وعزت سبب شرائها هذه المواد المستوردة بشكل غير قانوني إلى "عدم معرفتها".
وتقول وزارة العدل إن آلاف الألواح المسمارية وقمعا طينية تم تهريبها إلى الولايات المتحدة عبر الإمارات وإسرائيل في صناديق أرسلت إلى الشركة التي مقرها أوكلاهوما. وذكرت شركة "هوبي لوبي" أنها حصلت على قطع أثرية "تتماشى مع مهمة الشركة وشغفها بالتوراة" بهدف الحفاظ عليها للأجيال المقبلة ومشاركتها مع مؤسسات عامة ومتاحف. وستيف غرين، الملياردير المسيحي الإنجيلي، هو مؤسس شركة "هوبي لوبي"، وهو رئيس مجلس إدارة "متحف الإنجيل" الذي افتتح العام الماضي في العاصمة الأمريكية.
وقال المدعي الأمريكي ريتشارد دونوغهوي إن المسؤولين الأمريكيين "يفخرون بلعب دور في أخذ هذه القطع التي تعكس تاريخ العراق من السوق السوداء للقطع الأثرية غير القانونية، وإعادتها للشعب العراقي". وجرت مراسم إعادة هذه القطع في واشنطن، في أول عملية لإعادة ممتلكات ثقافية إلى العراق منذ 2015. ومنذ 2008 أعادت الولايات المتحدة أكثر من 1200 قطعة إلى العراق الذي تعرضت ممتلكاته الثقافية إلى النهب في أعقاب الغزو الأمريكي الذي أطاح بالرئيس العراقي السابق صدام حسين. وتصف شركة "هوبي لوبي" نفسها بأنها أكبر شركة خاصة للفنون والقطع الفنية في العالم ويعمل فيها 32 ألف موظف في 47 ولاية.
سوريا
من جانب اخر وفي المتحف الوطني بدمشق، يعمل عالم الآثار منتجب يوسف على ترميم تمثال قديم من الحجر من مدينة تدمر يجسد النصف العلوي لامرأة. هذا التمثال هو واحد من مئات القطع الأثرية التي يرممها فريقه بعد أن لحقت بها أضرار على أيدي مسلحي تنظيم داعش. ودمر المتشددون تماثيل ومنحوتات تعود لمئات السنين عندما سيطروا على المدينة القديمة بوسط سوريا مرتين خلال الحرب التي ستدخل عامها التاسع في مارس آذار. والتمثال النصفي، الذي يعود لنحو 1800 عام لامرأة ثرية وقد تزينت بالحلي، يحمل اسم حسناء تدمر ولحقت به أضرار خلال أول هجوم لمتشددي داعش على المدينة في 2015.
وبعد أن استعادت قوات الحكومة السورية المدينة بدعم من الجيش الروسي في مارس آذار 2016، نُقل التمثال النصفي، إلى جانب آثار أخرى، إلى دمشق حيث حُفظت جميعها في صناديق. وعندما بدأت أعمال الترميم على التمثال العام الماضي قال يوسف إنه كان حطاما. وقال يوسف الذي عكف على ترميم التمثال لمدة شهرين ”هون مفقود اليدين تماماً والوجه بشكل كامل وفي أجزاء من الرداء وأجزاء ضعيفة زيادة“. بحسب رويترز.
ويوسف هو واحد من 12 عالم آثار يعملون على مهمة الترميم الشاقة التي بدأت مع نقل القطع الأثرية المتضررة إلى دمشق. وقال مأمون عبد الكريم، المدير السابق للمديرية العامة للاثار والمتحف السورية إنه في بعض الحالات، جرى نقل الآثار المدمرة في صناديق ذخيرة فارغة قدمها الجيش السوري في تدمر. ومن الصعب تحديد إجمالي عدد الآثار في ظل حالتها أثناء العثور عليها. كما يزيد عدم وجود توثيق للآثار من صعوبة عملية الترميم. وقال عالم الآثار رائد عباس ”عملية التوثيق يلي كانت موجودة بمتحف تدمر في قسم كبير منها اتدمر مع الآثار.. الكومبيوتر والوثائق الموجودة، مثلاً في تمثال بحاجة لصور من كل الجوانب لإعادة بناء الوجوه والأيدي للوصول الى الهدف والشبه يكون 100 في المئة“.
اعمال مسلوبة
من جهتها أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس إيمانويل ماكرون قرر أن تعيد بلاده 26 عملا تطالب بها سلطات بنين، كان الجيش الفرنسي قد استحوذ عليها العام 1892، وذلك بعد تسلمه تقريرا بشأن إعادة فرنسا أعمالا فنية مسلوبة من التراث الإفريقي. كذلك أشار قصر الإليزيه إلى أن ماكرون الذي تعهد العام الماضي درس هذه الإعادات، يقترح أيضا جمع مجمل الشركاء الأفارقة والأوروبيين في باريس في الربع الأول من 2019 لتحديد إطار لسياسة تبادل الأعمال الفنية.
وكانت بنين التي ساهمت في إطلاق الملف من خلال مطالبتها باستعادة تماثيل ملكية من منطقة أبومي معروضة حاليا في متحف كي برانلي في باريس، قد أشادت قبل أيام بذهاب فرنسا بالمسار إلى نهايته. ولفتت الرئاسة الفرنسية إلى أن إعادة أعمال إلى بنين لن تكون حالة معزولة ولا رمزية حصرا. وأوضح القصر الرئاسي الفرنسي إلى أن ماكرون يرغب في أن تؤخذ في الاعتبار كل الأشكال الممكنة لتناقل هذه الأعمال سواء عبر الإعادة وأيضا عبر تنظيم معارض وعمليات تبادل وإعارة وأمانات وتعاونات.
ويقترح التقرير الذي سلم للرئيس الفرنسي تغييرا في التشريعات لإعادة آلاف الأعمال الفنية الأفريقية التي تم الاستحواذ عليها خلال حقبة الاستعمار والموجودة في المتاحف الفرنسية إلى الدول التي تطالب بها. غير أنه يشدد على ضرورة توافر شروط عدة بينها تقدم البلدان المعنية بطلب مسبق وتقديم معلومة دقيقة بشأن منشأ العمل فضلا عن وجود مواقع مجهزة لاستضافة الأعمال في ظروف جيدة نزولا عند رغبة المتاحف.
كذلك أبدى الرئيس الفرنسي رغبته في أن تؤدي المتاحف دورا رئيسيا في هذه العملية على صعيد سياسة التبادل المستقبلية، داعيا هذه المؤسسات إلى تحديد شركاء أفارقة وتنظيم عمليات الإعادة المحتملة وتناقل الأعمال ونشرها. ويتعين أيضا المسارعة في نشر قائمة عبر الانترنت للمجموعات الأفريقية التي تحتفظ بها هذه المتاحف مع بحث منهجي لمنشئها. وطالب ماكرون كذلك بعمل معمق مع الدول الأوروبية الأخرى التي تحتفظ بمجموعات من الطبيعة عينها والتي تم الاستحواذ عليها في ظروف مشابهة. بحسب فرانس برس.
وفي 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، أعلن الرئيس الفرنسي من واغادوغو البدء في مهلة خمس سنوات بمسار لإعادة موقتة أو نهائية لقطع من التراث الإفريقي، مقرا بعدم جواز استمرار الوضع الحالي المتمثل بالغياب شبه التام للقطع التراثية عن بلدان إفريقيا جنوب الصحراء. ثم أوكل ماكرون أستاذين جامعيين من فرنسا والسنغال مهمة تحديد الظروف المحتملة لإتمام هذه العملية.
أمريكا والفلبين
الى جانب ذلك وصلت إلى الفلبين أجراس كنيسة أخذتها القوات الأمريكية باعتبارها غنيمة حرب قبل أكثر من قرن لتنتهي بذلك مساعي مانيلا لعشرات الأعوام من أجل استعادة بعض أشهر رموز مقاومة الاستعمار الأمريكي. وهبطت طائرة شحن عسكرية في قاعدة جوية بمانيلا حاملة ”أجراس بالانجيجا“ قبيل إعادتها إلى كنيسة في جزيرة سامار بوسط البلاد حيث ارتكبت القوات الأمريكية مذبحة في عام 1901 قتلت خلالها المئات وربما الآلاف من الفلبينيين ردا على مقتل 48 جنديا أمريكيا في كمين نصبه فلبينيون.
وقال الأب لينتوي تيباكو قس أبرشية بالانجيجا لمحطة تلفزيون محلية أثناء إخراج الأجراس من الصناديق وعرضها ”أشعر بحماس وتأثر. أخيرا رأينا الأجراس“. وكان اثنان من الأجراس معروضين في قاعدة جوية في وايومنج بينما كان الثالث في متحف للجيش الأمريكي في كوريا الجنوبية. وتأتي إعادتها إلى الفلبين بعد جهود بذلها رؤساء سابقون وقساوسة ومؤرخون لسنوات وسط رفض من محاربين قدامي ومشرعين في وايومنج عارضوا تفكيك تذكار حرب مما أدى لسن تشريع يمنع نقلها. بحسب رويترز.
ويقول مؤرخون إن الأجراس قرعت منذرة ببدء الهجوم المباغت على القوات الأمريكية التي ردت بتنفيذ مذبحة سقط خلالها قتلى من النساء والأطفال. وفي العام الماضي تعهد وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس للرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي بأن يسعى جاهدا لإعادة الأجراس التي طالب بها دوتيرتي أثناء خطابه السنوي للأمة.
مذبح أثري
على صعيد متصل أفادت مجلة "ناشونال جيوغرافيك" أن علماء في البيرو عثروا في منطقة ليبرتاد شمال البلاد، على آثار "لأكبر مذبح للأطفال في أمريكا وربما في تاريخ العالم"، مع اكتشاف بقايا لأكثر من 140 طفلا يبدوا أنهم قدموا كقرابين. ويقع هذا الاكتشاف الأثري على منحدر مطلّ على المحيط الهادئ في منطقة ليبرتاد، حيث كانت حضارة شيمو قائمة قبل أن تزيلها حضارة الإنكا في العام 1457.
وبدأت أعمال الحفر في العام 2011، وكشفت في وقت سابق عن بقايا 42 طفلا و76 حيوان لاما في معبد عمره 3500 عام. وجاء في التقرير المنشور في المجلة "حين انتهت أعمال التنقيب في العام 2016 ارتفع عدد بقايا الأطفال المعثور عليها إلى 140 وعدد صغار اللاما إلى 200". ومع أن تقديم القرابين البشرية كان شائعا لدى حضارات المايا والآزتك والإنكا، إلا أنها المرة الأولى التي يعثر فيها على مذبح أطفال بهذا الحجم في أمريكا وفي العالم أيضا. بحسب فرانس برس.
وتتراوح أعمار الأطفال الذين قُدّموا كقرابين بين الخامسة والرابعة عشر. وتُظهر الهياكل العظمية وجود كسور في الصدر ما يرجّح أن تكون قلوب الضحايا قد انتزعت ضمن طقوس التضحية، بحسب "ناشونال جيوغرافيك". وكان الأطفال الضحايا يُدفنون في مقابل البحر، أما الحيوانات فتدفن باتجاه الشرق، حيث تقع جبال الأنديز.
من جانب اخر قال مسؤول بوزارة الثقافة في بيرو إن علماء آثار اكتشفوا من خلال استخدام طائرات بلا طيار أكثر من 25 نقشا محفورا في منطقة من الصحراء الساحلية في جنوب بيرو قرب سلسلة من النقوش الصخرية القديمة التي تُعرف باسم خطوط نازكا. وقال عالم الآثار جوني إيسلا الذي يقود جهود الحفاظ على الآثار في المنطقة بوزارة الثقافة إن النقوش التي عُثر عليها حديثا تشمل أشكالا لحوت قاتل وامرأة ترقص ويبدو أن معظمها حفرتها حضارة الباراكاس قبل أكثر من ألفي عام وقبل مئات السنين من خط شعب نازكا رسوما مماثلة عملاقة بالقرب منها. وأضاف إيسلا إن طائرات بلا طيار وضعت أيضا خرائط لخمسة وعشرين نقشا إضافيا كان سكان محليون قد رصدوها من قبل. وقال إيسلا خلال جولة لتفقد تلك النقوش في إقليم بالبا إن الطائرات بلا طيار ”تسمح لنا بتوسيع توثيقنا واكتشافنا لمجموعة جديدة من النقوش“.