آثار عالمية: اكتشاف مثير عن عصر الفايكنغ وآخر عن حضارة الموشي
مروة الاسدي
2018-04-03 05:59
تعد الآثار إرثاً تاريخيّاً شاهداً على الحضارات القديمة، والطقوس التي كانوا يمارسونها في تلك المعالم، وقد شيّدت هذه المعالم لأسباب مختلفة لكن تنحصر في حاجة تلك الحضارات للاستقرار، وحماية ممتلكاتها من الهجمات المختلفة، وأهمّ ما يميّز هذه الآثار تصميمها المعماريّ الجذّاب الهندسيّ الصنع، ويوجد العديد من سكان العالم يزورون هذه الأماكن بغية رؤية هذا التاريخ الجميل، وتقوم وزارت الآثار في البلدان المختلفة بالمحافظة على هذه المعالم، وترميمها لكي تبقى شامخةً في ربوعها.
وتمثل الآثار والتراث الرصيد الدائم من التجارب والخبرات والمواقف التي تعطي الإنسان والمجتمع القدرة على ان يواجه الحاضر، ويتصور المستقبل بوصفها من أهم مكونات الذاكرة البشرية الممتدة إلى أعمق جذور مكوناتها.
ولذلك فأن تهريب الآثار أو سرقتها أو التدمير أو الإتلاف لها أو للتراث يعني انقطاع جزء من تاريخنا، ومحو شيء من ذاكرتنا لن نعوضه ابداً، فقيمة الآثار والتراث لا تقف عند متعة مشاهدة المكان فحسب ولكنها تعني استعادة التاريخ ، فإذا سقط المكان أو توارى سقطت معه رموز التاريخ وضاعت ذاكرة الأمة ، وتراثها.
حيث تعيش الآثار في بلدان الشرق الأوسط أياما عصيبة، من تدمر في سوريا إلى صنعاء القديمة في اليمن، وتلقي النزاعات والاضطرابات الدائرة في هذه البلدان ظلالها على المواقع الأثرية والمتاحف، فقد اصبح الصراع على الاثار على مستوى عالمي وبنحو غير مسبوق لأنها تعد إرثاً تاريخياً مهماً في كل أنحاء العالم فلا يكاد يخلو مكان منها، فهي ثروة تاريخية وحضارية وجزء أساسي من مكونات تاريخ الأمم، وتحافظ على الهوية التي تتميز بها كل أمة، ولها أهمة في ربط الماضي بالحاضر والمستقبل، تكون بمثابة وثيقة عهد بين الأجيال السابقة والأجيال الحالية والأجيال القادمة، من ليس له ماضي ليس له حاضر ولا مستقبل.
وتثير تصاميم الآثار وكيفية إنشاءها وبنائها دهشة الكثير من الناس والدارسين والباحثين، ولا يمكن أن تعد الآثار شيئا ثانويا لما لها من دور مهم وحيوي في انتعاش السياحة وجذب السياح وبالتالي تؤدي إلى تحسين اقتصاد الدول لأنها تعد من أهم مصادر الدخل القومي في مختلف البلدان، بالإضافة إلى انها تنشط الحركة التجارية في المواسم السياحية.
ونتيجة لتدهور الأوضاع الأمنية في بعض دول الشرق الأوسط تعرضت الكثير من الآثار للسرقة والتدمير والتخريب على أيادي الزمر الإرهابية والإجرامية من تنظيم داعش، فنهبوا الموروث الثقافي في سوريا والعراق والمتاجرة بالآثار لتمويل عملياتهم، فسلامة الدولة تكون سبباً لسلامة الآثار من الضياع والتهريب والتخريب.
على هذا الصعيد، يسعى عدد من علماء الآثار لحماية مومياوات نادرة عثر عليها في اليمن، في ظل النزاع الذي أودى بحياة آلاف الأشخاص وأسفر عن دمار واسع في هذا البلد، ويحوي متحف جامعة العاصمة صنعاء مجموعة من المومياوات التي تعود إلى حضارة ازدهرت في "اليمن السعيد" في القرن الرابع قبل الميلاد.
ومنذ قرون، يتوافد الزوار لمشاهدة هذه المومياوات التي تعود لرجال ونساء عاشوا قبل أكثر من ألفي سنة، وبعضها ما زال الشعر عليها سليما وأسنانها على حالها، لكن في ظل انقطاع الكهرباء والحصار المفروض على المرافئ الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين، يبدو مصير هذه الكنوز الأثرية التاريخية تحت رحمة الحرب الدائرة في اليمن.
في سياق متصل، اعلنت منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) الجمعة البلدة القديمة في الخليل "منطقة محمية" بصفتها موقعا "يتمتع بقيمة عالمية استثنائية"، وذلك في أعقاب تصويت سري اثار غضب اسرائيل وترحيبا فلسطينيا.
وادرجت اليونسكو البلدة القديمة في الخليل على لائحتين هما لائحة التراث العالمي ولائحة التراث المهدد، وكانت مسألة ادراج الخليل في لائحة التراث العالمي موضوع مواجهة حادة بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
وفور اعلان نتيجة التصويت، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية الجمعة ان تصويت اليونسكو يشكل "نجاحا لمعركة دبلوماسية خاضتها فلسطين على الجبهات كافة، في مواجهة الضغوطات الاسرائيلية والاميريكية على الدول الاعضاء (...) وفشلا وسقوطا مدويا لاسرائيل"، ويعتبر الفلسطينيون ان الموقع مهدد بسبب الازدياد "المقلق" للتخريب الذي يطاول ممتلكات الفلسطينيين في البلدة القديمة ويتهمون المستوطنين الاسرائيليين به.
واحتلت اسرائيل الخليل بعد حرب عام 1967. ورضخت الحكومة الاسرائيلية بعد سنوات من احتلالها لمطالب المستوطنين وسمحت بتواجدهم وإقامتهم في المدينة وسط الفلسطينيين. وانتشرت البؤر الاستيطانية داخل الخليل، وتزايدت المستوطنات حول المدن الفلسطينية الأخرى، وتندلع مواجهات عنيفة بشكل متكرر في المدينة حيث ما زالت ذكرى المجزرة التي ارتكبها المستوطن الاسرائيلي الاميركي باروخ غولدشتاين في الحرم الابراهيمي في المدينة في 1994 وقتل خلالها 29 مسلما، ماثلة في الاذهان، وتم تقسيم الحرم الذي يتضمن بعدا رمزيا قوميا ودينيا في النزاع الى قسمين: واحد للمسلمين وآخر لليهود بعد المجزرة.
من جهة أخرى، رفضت جامعة كمبردج طلبا من استرالي لإعادة قطع أثرية مهمة تعود للسكان الأصليين في بلاده بعد أن أخذها المستكشف البريطاني جيمس كوك قبل 250 عاما، ويسعى رودني كيلي إلى استعادة أربعة رماح من متحف الحضارة القديمة والإنثربولوجيا التابع للجامعة بالنيابة عن شعب جويجال الذي كان يسكن الأجزاء الجنوبية من سيدني أكبر مدن استراليا، من جانب اخر، اكتشف فريق من علماء الآثار في إثيوبيا مدينة أثرية تعود إلى القرن العاشر بعد الميلاد، وعثر في منطقة هارلاء على آثار من مصر والهند والصي، وعثر العلماء أيضا على بقايا مسجد يعود إلى القرن الثاني عشر بعد الميلاد، تشبه تلك التي عثر عليها في تنزانيا والصومال، وقال علماء الآثار الذين اكتشفوا المسجد إنه يدل على وجود صلات تاريخية بين مجتمعات مسلمة في قارة إفريقيا، الى ذلك اكتشف علماء الآثار برجا من الجماجم البشرية تحت الأرض في قلب مدينة مكسيكو سيتي مما يطرح أسئلة جديدة حول ثقافة التضحية بأرواح البشر في إمبراطورية الأزتيك إذ أنه احتوى على جماجم نساء وأطفال.
ونظراً لتردي الأوضاع في الآونة الأخيرة فلا بد أن تقوم وزارت الآثار في البلدان المختلفة بالمحافظة على هذه المعالم وترميمها والحفاظ عليها من الضياع، بالإضافة إلى الاهتمام بشكل أكثر بالمتاحف التي تضم الآثار المكتشفة، وقد رصدت (شبكة النبأ المعلوماتية) بعض الأخبار والدراسات نستعرض أبرزها في التقرير أدناه.
الثور المجنح ينهض في لندن
عرض فنان أمريكي نسخة مقلدة من تمثال الثور المجنح الآشوري، الذي دمره مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق عام 2015، في ميدان ترافلجار في لندن. بحسب رويترز.
صنع الفنان مايكل راكويتز هذا النسخة من عشرة آلاف علبة صفيح فارغة من علب شراب التمر العراقي، وهي الأحدث بين 11 تمثالا سيجري تدشينها للعرض على القاعدة الحجرية الرابعة في الميدان والتي أقيمت في عام 1841 لنصب تمثال فارس عليها لكن ظلت خالية لمدة 158 عاما بعد نفاد التمويل، وسيحل الثور المجنح محل تمثال ضخم ليد ترفع إصبع الإبهام نحته ديفيد شريجلي، ويظل في مكانه حتى عام 2020 حين يحل محله عمل للفنانة البريطانية هيذر فيليبسون، ويحاكي مشروع راكويتز الثور المجنح الأصلي المعروف باسم لاماسو والذي ظل رابضا منذ عام 700 قبل الميلاد تقريبا على مشارف مدينة الموصل بالعراق حتى دمره تنظيم داعش، ويعد ميدان ترافلجار واحدا من أهم المقاصد السياحية في لندن وتكثر فيه إقامة الاحتفالات الرسمية والمراسم والاحتجاجات.
معبد أثري ضحية جديدة للمعارك عفرين
في معبد عين دارة الأثري في شمال سوريا، تحولت منحوتات حجرية كانت تزين جدرانه الخارجية الى ركام ولم يبق من أحد الأسود البازلتية الا مخالبه، جراء قصف تركي يطال منطقة عفرين منذ نحو أسبوعين.
منذ اندلاع النزاع في العام 2011، لم تسلم المواقع الاثرية التي تعرف بها سوريا وتعود لحقبات تاريخية متنوعة، من الدمار والتخريب حيناً والنهب والسرقة حيناً آخر، على تلة جنوب شرق قرية عين دارة التي تتميز بمنازلها الحجرية، تربع معبد يحمل اسم القرية، يعود تاريخ بنائه الى الحقبة الآرامية، ولطالما اشتهر بضمه أسوداً بازلتية ضخمة ولوحات حجرية عليها منحوتات، وفق خبراء آثار سوريين.
الا أن هذا الموقع القريب من مدينة عفرين والبعيد نسبياً عن نقاط المعارك التي تشنها القوات التركية وحلفاؤها من الفصائل السورية المعارضة ضد المقاتلين الأكراد، تعرض الجمعة لقصف اتهم قياديون أكراد والمرصد السوري لحقوق الانسان ودمشق تركيا بشنه، الأمر الذي تنفيه أنقرة، في الموقع، شاهد مراسل وكالة فرانس برس حجارة من مختلف الأحجام متناثرة على درج المعبد المزخرف بالاضافة الى حجارة بازلتية سوداء تعود للحيوانات المجنحة فيما نجا الجزء الخلفي من المعبد حيث لا يزال أسد ضخم في مكانه.
وتبلغ المساحة الاجمالية للموقع الذي بني في الفترة الممتدة بين العامين 700 و1300 قبل الميلاد نحو خمسين هكتاراً ويشرف على هضاب عفرين الخضراء، ويروي أحد سكان قرية عين دارة أحمد صالح، رجل في السبعينات، وهو يقف أمام منزله المواجه للموقع الأثري لحظة استهدافه الجمعة. ويقول لوكالة فرانس برس "كنت جالساً هنا. اهتززنا بقوة من شدة القصف وبعدها بدأ الدخان يتصاعد من التلة".
في مقر هيئة الآثار التابعة للادارة الذاتية الكردية في مدينة عفرين، يقدر خبير الآثار صلاح الدين سينو "تضرر الموقع بنسبة تتراوح بين 40 و50 في المئة بعد الكشف الأولي عليه"، ويشرح لفرانس برس وهو يشير الى صورة سابقة للمعبد معلقة على أحد جدران مكتبه "يمتد الضرر من مدخل المعبد الى أجزائه الداخلية، حيث تطايرت هياكل المعبد والتماثيل المنحوتة الممثلة للحيوانات الاسطورية الحارسة للمعبد ومنحوتات اخرى تمثل الآلهة". كما "تطايرت حجارة الأرضية الى مسافة 100 متر".
عودة تماثيل أثرية للبنان
تعرض في بيروت تماثيل أثرية اختفت منذ عقود بعد أن سرقت خلال الحرب الأهلية اللبنانية وذلك بفضل حرب دولية على تهريب الآثار شهدت تصعيدا منذ نهب مواقع أثرية في سوريا والعراق أثناء الحرب.
وكانت التماثيل الرخامية الخمسة بين مئات القطع الأثرية التي نهبت من مخزن في عام 1981 ولم يظهر بعضها إلا الآن في السوق السوداء العالمية للآثار وفي بعض أبرز المتاحف في العالم أيضا، وتم الكشف عن ثلاثة تماثيل من الخمسة في مراسم أقيمت في بيروت يوم الجمعة بعد أن رصدهم متحف متروبوليتان في نيويورك حيث كانت معارة له من جامع تحف. ورصد أحد أمناء المتحف التماثيل وتعرف عليها باستخدام موقع (آرت لوس ريجيستر) الذي يسجل القطع الأثرية المسروقة.
ومن بين الشخصيات الأساسية التي ساهمت في إعادة التماثيل الأثرية إلى لبنان مساعد المدعي العام في مانهاتن ماثيو بوجدانوس وهو جندي سابق في حرب العراق قاد التحقيق في عمليات نهب في المتحف الوطني في بغداد خلال الفوضى التي عمت البلاد بسبب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للإطاحة بصدام حسين.
وقال بوجدانوس الذي حضر مراسم الكشف عن التماثيل في بيروت يوم الجمعة إن الغضب من عمليات النهب في العراق وسوريا ومخاوف من استخدام تهريب الآثار في تمويل الجماعات المتشددة دفع عدة دول للعمل معا لوقف الأمر.
وأضاف بوجدانوس لرويترز في المراسم التي أقيمت في المتحف الوطني في بيروت ”نتج عن ذلك اهتمام أكبر وتدقيق أكبر وموارد أكثر وهي أمور كانت مطلوبة بشكل ملح من أجل محاربة تلك الشبكة العالمية سيئة السمعة“. وساهم مكتب بوجدانوس في استعادة آلاف من القطع الأثرية المسروقة في السنوات الماضية.
ورصد معرض فني في ألمانيا أحد التمثالين الآخرين العام الماضي فيما تم ضبط التمثال الخامس في حاوية كانت قادمة إلى ميناء طرابلس اللبناني الشهر الماضي، وكان قد تم العثور على كل التماثيل خلال الستينات والسبعينات من معبد أشمون في ميناء صيدا بجنوب لبنان، ويعود تاريخ التماثيل إلى فترة زمنية بين القرنين الرابع والسادس قبل الميلاد عندما كانت الامبراطورية الفارسية تحكم الحضارة الفينيقية لكنها كانت متأثرة بالفن والثقافة اليونانيين، ومن بين أكثر من 500 تمثال نهبت من معبد أشمون لم يتم التعرف إلا على عدد قليل وإعادته إلى لبنان، وقال وزير الثقافة غطاس خوري إنهم يسخرون كل الموارد المتاحة لاستعادة أي قطعة أيا كانت وأينما كانت مشيرا إلى أن تراث لبنان ليس للبيع.
وقد تبقى القطع الأثرية المنهوبة مختفية لعقود قبل أن يبدأ مهربون في بيعها لجامعي التحف كما أن الطبيعة الدولية لسوق تجارة الآثار تؤدي إلى زيادة صعوبة مهمة تعقب القطع المفقودة، وقال غطاس إن لبنان ساعد في وقف شحن الكثير من القطع الأثرية الأجنبية عبر بيروت. ويمثل لبنان بوصفه دولة مجاورة لسوريا نقطة عبور رئيسية للقطع المسروقة من هناك.
العثور على كلمة "الله" مطرزة على ملابس جنائزية من عصر الفايكنغ
عثر علماء في السويد داخل مقابر تعود إلى عصر الفايكنغ على ملابس جنائزية مطرزة بنص يحتوي على حروف عربية أثارت تساؤلات جديدة بشأن تأثير الإسلام في الدول الاسكندنافية قديما، والفايكنغ هم الشعب البحري المحارب الذي روع ممالك شمال أوروبا بغزواته على مدى أكثر من أربعة عقود.
واحتوى النسيج المكتشف والمصنوع من خيوط الحرير والفضة على تطريز عربي لكلمتي "الله" و "علي"، واستبعد العلماء في دراسة أولى للكشف، الذي عثر عليه في مقابر تعود إلى القرنين التاسع والعاشر الميلادي، فكرة أن تكون الملابس الجنائزية المكتشفة مثالا للتصاميم الخاصة بعصر الفايكنغ، ومن ثم حُفظ الكشف لمدة تجاوزت مئة عام.
غير أن الدراسات الحديثة لتلك الملابس أبرزت رؤى جديدة تشير إلى وجود صلة بين الفايكنغ والمسلمين، وتوصلت أنيكا لاريسون، الباحثة في علم النسيج الأثري في جامعة أبسالا، إلى نتائجها بناء على إعادة فحص بقايا ملابس جنائزية لرجل وامرأة عثر عليها خلال أعمال حفائر بمقابر في منطقة بيركا وغاملا أبسالا في السويد خلال أواخر القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين.
وتقول لاريسون إن التصاميم الهندسية الصغيرة التي لا يتجاوز ارتفاعها 1.5 سنتيمتر للنص لا تشبه أي شئ عثرت عليه من قبل في منطقة الدول الاسكندنافية، وأضافت "لم أستطع تحديد المعنى عندما رأيتها، ثم تذكرت أنني شاهدت تصاميم مشابهة في نسيج عثر عليه في إسبانيا والمغرب"، وأدركت لاريسون أنها ليست بصدد تصميم يعود لعصر الفايكنغ على الإطلاق، بل أمام نص قديم مكتوب بالخط الكوفي العربي.
واحتوى النص على كلمتين، عرفت لاريسون واحدة منهما بفضل استعانتها بزميل إيراني وهي كلمة "علي"، ، في حين استعصت قراءة الكلمة الأخرى المجاورة للاسم، لماذا لم يتمكن أحد من العثور على قبر جنكيز خان؟، وعمدت لاريسون، رغبة منها في حل اللغز، إلى تكبير الحروف وفحصها من كل الزوايا، وقالت :"فجأة شاهدت كلمة الله مكتوبة بطريقة انعكاسية"، وأثار الكشف الجديد تساؤلات بشأن أصحاب المقبرة، وأشارت إلى انها "لا تستبعد فرضية أن يكون بعض المدفونين في المقابر من المسلمين"، وقالت "نعرف من خلال حفائر مقابر أخرى للفايكنغ أن تحليل الحمض النووي أظهر أن بعض المدفونين في تلك المقابر لهم أصول تعود إلى بلاد فارس ذات الأغلبية المسلمة".
وأضافت :"بيد أن هذه النتائج تظهر على أرجح التقديرات أن الملابس الجنائزية في عصر الفايكنغ تأثرت أيضا بأفكار ذات طبيعة إسلامية مثل الخلود في الجنة بعد الموت"، ويعكف فريق لاريسون حاليا على العمل مع قسم المناعة والوراثة والأمراض التابع لجامعة أبسالا بغية تحديد الأصول الجغرافية للرفات التي دثرتها هذه الملابس الجنائزية.
أثبت التاريخ وجود صلة بين الفايكنغ والمسلمين فضلا عن اكتشاف عملات إسلامية في شتى أرجاء نصف الكرة الشمالي، واكتشف باحثون قبل عامين خاتما من الفضة عثر عليه في مقبرة امرأة في منطقة بيركا يحتوي على فص منقوش عليه لفظ "الله"، وكان النص مكتوبا هو الآخر بالخط الكوفي المستخدم في النصوص العربية القرآنية.
لكن الأكثر إثارة في اكتشاف لاريسون هو العثور للمرة الأولى على مواد تاريحية في منطقة الدول الاسكندنافية تشير إلى اسم "علي"، وقالت لاريسون :"أعرف أن علي شخصية تحظى بمكانة رفيعة لدى الشيعة، ويبرز التساؤل بشأن الصلة المحتملة".
وقال أمير دي مارتينو مدير برنامج الدراسات الإسلامية بالكلية الإسلامية في لندن :"عدم وجود عبارة (ولي الله) التي تصاحب الاسم -علي- قد لا تشير إلى انحدارها من ثقافة شيعية وربما نُسخت بالخطأ من شئ آخر"، وقال :"يظهر التصميم وجود تكافؤ (نصي) بين اسم علي والله، لذا يوجد احتمال ضعيف بأن يكون النص مرتبط بحركات صوفية قديمة جدا كانت تؤمن بذلك".
وأضاف :"لكن الأكثر احتمالا هو نسخها بالخطأ".
ويظهر لفظ الجلاله واسم علي في تصاميم محيرة داخل مقابر وكتب تخص طوائف صوفية شيعية مثل "البكتاشية" و"العلويون" حتى وقتنا هذا، لكنها تكون مصاحبة دائما لاسم "محمد".
وتقول لاريسون :"ابحث حاليا عن نماذج مختلفة للفايكنغ، أنا مقتنعة بأني سأعثر على المزيد من الكتابات الإسلامية من خلال الآثار المكتشفة في هذه الحفائر، ومنسوجات الفايكنغ الأخرى".
وأضافت :"من يدري؟ ربما نكتشف أشياء خارج نطاق المنسوجات أيضا".
سوق في سوريا ومعبد يهودي بالإسكندرية
قالت جماعة لحماية الآثار هذا الأسبوع إن مواقع أثرية قيمة في مختلف أرجاء العالم منها سوق في سوريا ومعبد يهودي في الإسكندرية وأرصفة ميناء بلاكبول في بريطانيا ومبان في ألاباما أصبحت مهددة بسبب الحروب والكوارث والامتداد الحضري.
وبعد أيام من انسحاب الولايات المتحدة وإسرائيل من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) أعلن الصندوق العالمي للآثار عن 25 موقعا أثريا معرضا للخطر على قائمته التي يصدرها كل عامين.
وقال جوشوا ديفيد رئيس الصندوق العالمي للآثار في حديث قبيل صدور القائمة ”إنها قائمة ومجموعة من الأماكن التي تروي قصة من نكون كبشر وكمجتمعات تتفاعل مع الأماكن الأكثر أهمية بالنسبة لنا والتي تعطي معنى وتعريفا وهوية لحياتنا“.
ويعمل الصندوق، وهو منظمة لا تهدف للربح ومقره نيويورك، مع الحكومات والمجتمعات من أجل الحفاظ على المواقع التراثية، وقال ديفيد إن الصندوق ”ملتزم تماما بالسعي لتحقيق مهمته وهي حماية التراث عن طريق شراكات دولية تعاونية“.
ومن المواقع المدرجة على القائمة معبد إلياهو حنابي اليهودي بمدينة الإسكندرية المصرية وسوق حلب في سوريا الذي ألحقت به الحرب أضرارا بالغة ومدينة تعز اليمنية القديمة والمئذنة الحدباء بالموصل في العراق ومنطقة سوكور الثقافية في نيجيريا.
وتسلط القائمة الضوء كذلك على أكثر من عشرة مبان في ألاباما لعبت دورا في حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة، وخفض خبراء في الآثار والعمارة والفنون عدد المواقع على قائمة عام 2018 من 170 موقعا رشحها مواطنون ونشطاء وحكومات. وحددت القائمة منذ بدء إصدارها في عام 1996 مواقع بلغ عددها 814 في 136 دولة ومنطقة وأسهمت في جمع مئة مليون دولار للحفاظ على المواقع.
وضع منطقة بالتبت على قائمة اليونسكو للتراث العالمي
انتقدت جماعات حقوقية في التبت قرارا اتخذته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) بإدراج منطقة مرتفعة يسكنها عدد من سكان التبت على قائمتها للتراث العالمي قائلة إنه يعزز سيطرة الصين على المنطقة.
وتقول الجماعات إن قرار اليونسكو سيسمح للسلطات الصينية بإجلاء السكان من المنطقة التي تعرف باسم هوه شيل في إقليم تشينغهاي وتهدد بيئتها وثقافتها البدوية، وقال كاي مولر المدير التنفيذي للحملة الدولية من أجل التبت "لجنة (اليونسكو) تجاهلت حقيقة أن سكان التبت وخاصة البدو هم القائمون على هذه الأرض ودورهم ضروري للحفاظ على الحياة البرية"، ويتجاوز ارتفاع المنطقة 4500 متر وهي موطن للعديد من الكائنات الحية المتوطنة وكذلك طريق الهجرة لظباء التبت المعرضة للانقراض.
وتخصيص المناطق المحمية بإدراجها على القائمة لا يعطي لليونسكو أي صلاحيات تنفيذية لكن اتضح أنه مثير للجدل في مناطق تعصف بها المزاعم المتضاربة بالسيادة على الأرض، وتقول الجماعات المدافعة عن حقوق التبت إن قرار اليونسكو قد يسرع جهود الصين لنقل البدو إلى قرى.
وقالت بيما يوكو المديرة التنفيذية لجماعة طلاب من أجل تبت حرة في بيان "من المفترض أن تدعم اليونسكو وتحمي الثقافة العالمية لكن هذا القرار المخزي سيفعل العكس تماما وسيساعد الصين في النهاية على حرمان سكان التبت من حقوقهم الأساسية"، وتقول الصين إن إدراج المنطقة على قائمة التراث العالمي يستهدف المساعدة في حماية المنطقة ولن يؤثر على ثقافتها التقليدية، وقالت متحدثة باسم اليونسكو إن الحكومة الصينية قدمت التزاما بأنها لن تجبر السكان على الرحيل من المنطقة، وبعد القرار الأخير يرتفع عدد المواقع الصينية المدرجة على قائمة التراث العالمي إلى أكثر من 50 موقعا.
اليونسكو تدرج معبدا في كمبوديا على قائمة التراث العالمي
قالت الحكومة الكمبودية إن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) أدرجت موقع معبد قديم في البلاد على قائمتها للتراث العالمي ليصل عدد المواقع الكمبودية المدرجة على القائمة إلى ثلاثة.
ويقع موقع سامبور بري كوك على مسافة 206 كيلومترات شمالي العاصمة فنومبينه ويضم عدة معابد منها عشرة ثُمانية الأضلاع.
وقالت اليونسكو على موقعها الإلكتروني "بعض هذه العناصر ومنها العتبات والأقواس والأروقة هي حقيقة من روائع الأعمال الفنية"، وأضافت أن المنطقة كانت تعرف باسم إيشانابورا عاصمة إمبراطورية تشينلا القديمة وهي حضارة للخمير ازدهرت في القرنين السادس والسابع وسبقت إمبراطورية الخمير، وتغطي أطلال المنطقة مساحة 25 كيلومترا مربعا. ويكتسب الموقع شهرة متزايدة بين الزوار الأجانب.
وقالت وزارة الثقافة والفنون في بيان "قرار لجنة التراث العالمي باليونسكو يعد مصدر فخر كبيرا إضافيا لأمتنا"ن وارتفع عدد السياح الذين زاروا كمبوديا بنسبة خمسة بالمئة ليصل إلى خمسة ملايين سائح العام الماضي. ومن المتوقع أن يزور البلاد نحو 5.5 مليون سائح هذا العام، وهناك موقعان آخران في كمبوديا مدرجان بالفعل على قائمة التراث العالمي منهما موقع أنجكور وات في إقليم سيم ريب الذي كان موقع تصوير فيلم (لارا كروفت: تومب ريدر)، وأضيف موقع سامبور بري كوك إلى القائمة يوم السبت إلى جانب مواقع أخرى في الصين والهند.
اكتشاف مدرج أثري في القدس يعود للعصر الروماني
أعلن علماء آثار إسرائيليون العثور على مسرح مدرج صغير ومسقوف لم يكتمل بناؤه في القدس يعود للقرن الثاني الميلادي خلال أعمال تنقيب أسفل الحائط الغربي وهو أول أثر من نوعه من العصر الروماني يتم العثور عليه في المدينة.
واكتشف الهيكل الحجري المنحوت الذي يضم 200 مقعد أسفل ممر يؤدي إلى متنزه كان موقعا لمعبد يهودي قديم هدمه الرومان خلال إخمادهم تمردا في العام السبعين بعد الميلاد، وقالت هيئة الآثار الإسرائيلية إن المدرج، على عكس المدارج الرومانية الأكبر حجما غير المسقوفة، كان سيخصص على الأرجح للحفلات الموسيقية أو ليكون قاعة لاجتماعات مجلس المدينة، وقال جوي أوزييل من هيئة الآثار الإسرائيلية لرويترز ”إنها المرة الأولى التي نكتشف فيها بناء يشبه المسرح في القدس لذا فالأمر مثير جدا للاهتمام“.
وأضاف أن المدرج استخدم على الأرجح في عهد المسيح، وقالت هيئة الآثار الإسرائيلية إن توقف بناء المدرج قد يعزى لثورة اليهود في القرن الثاني الميلادي على حكم الرومان. ويقع الكشف الأثري ملاصقا للحرم القدسي عند المسلمين، الذي يضم مجمع المسجد الأقصى، أو ما يعرف بجبل الهيكل عند اليهود.
تركيا تصادر أكبر كمية على الإطلاق من القطع الأثرية المهربة
قالت الشرطة التركية إنها أنقذت الآلاف من القطع الأثرية التي يعود تاريخها إلى عصور الحضارات الأناضولية واليونانية والمصرية في أكبر عملية في تاريخ البلاد لمكافحة تهريب الكنوز الأثرية.
قطع أثرية أنقذتها شرطة تركيا من مهربين معروضة داخل مركز للشرطة في اسطنبول يوم الخميس. صورة حصلت عليها رويترز تحظر إعادة بيعها أو الاحتفاظ بها في أرشيفات. يحظر استخدام الصورة في تركيا. يحظر بيع الصورة لأغراض تجارية أو اتحريرية في تركيا
ومن بين القطع التي تم استردادها تاج من الذهب لملكة عليه نقش لأحد آلهة الحضارة الهلنستية يدعى هيليوس، وتمثال نصفي عن غزو الإسكندر الأكبر للهند وتمثال لإلهة يعود تاريخه لحقبة الحيثيين قبل ثلاثة آلاف عام.
وتضمنت القطع المستردة البالغ عددها 26456 أيضا تماثيل من مصر وقوارير ترجع إلى عصر الفينيقيين، وقالت شرطة اسطنبول في بيان ”القطع الأثرية المستردة هي... أكثر قيمة من مخزون متحف متوسط الحجم من القطع الأثرية“.
وقالت الشرطة إن التحقيق، الذي أطلق عليه العملية زيوس، تعقب عصابة التهريب التي كانت تستهدف نقل القطع الأثرية للخارج وبيعها للمتاحف وهواة جمع الآثار مقابل ملايين الدولارات، وتم اعتقال ستة أشخاص متورطين في العصابة يوم 12 ديسمبر كانون الأول في إقليم دوزجه بشمال غرب تركيا لدى محاولتهم بيع بعض القطع الأثرية من المجموعة التي كانت في حوزتهم. وتم اعتقال سبعة آخرين في أربعة أقاليم مختلفة.
كشف أثري جديد في بيرو يلقي الضوء على حضارة شعب الموشي
قال قائد بعثة أثرية إن علماء البعثة اكتشفوا غرفتين كان يجري استخدامهما في المناسبات الرسمية في منطقة الساحل الصحراوي لبيرو قبل أكثر من 1500 عام ولم يشاهدهما أحد من قبل إلا في رسوم حضارة شعب الموشي القديمة.
وقال قائد البعثة وولتر ألفا إن هذا الكشف، الذي عثروا عليه في مجمع ليمون الأثري في منطقة لامبايكيه، سيتيح أدلة مهمة لفهم الحياة السياسية لشعب الموشي قبل الانهيار المفاجيء لهذا المجتمع الصحراوي، وأضاف ألفا أن إحدى الغرفتين تضم عرشين حيث يمكن للزعيم وضيفه الاستمتاع بولائم ضخمة بينما تضم الغرفة الأخرى منصة دائرية ربما كانت تستخدم لإعلان البيانات على أفراد الشعب.
وقال إن المناسبات التي كانت تقام في الغرفتين كانت شديدة الأهمية لدرجة تصويرها مرارا على الأعمال الخزفية لشعب الموشي، وأضاف ”هذه المشاهد جرى تجسيدها على أيقونات عالم الموشي، لكن لم يحالفنا الحظ من قبل للعثور فعليا على الموقع الذي جرت فيه. إنه كشف شديد الأهمية“.
والموشي واحد من عدة مجتمعات عاشت في بيرو قبل وقت طويل من ظهور إمبراطورية الإنكا وبسط سيطرته على مساحة شاسعة من الساحل الصحراوي خلال الفترة بين عامي 100 و700 ميلادي بفضل قنوات الري التي شقها لزراعة محاصيل في الوديان الصحراوية. ويشتهر شعب الموشي بمشغولاته الذهبية المتقنة والتماثيل التي تجسد ممارسات جنسية متنوعة، ويرى العديد من الباحثين أن ظاهرة مناخية كارثية، مثل ظاهرة النينيو التي ما زالت تتسبب في فيضانات عارمة في شمال بيرو، قد تكون السبب في اندثار حضارة الموشي.